المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر أهل هذه الطبقة مرتبة على الحروف - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ١٥

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌ذكر أهل هذه الطبقة مرتبة على الحروف

وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الدِّيباج ومناطق الذهب. فكانوا يطردون خيلهم ببغداد ويُؤْذُون الناس. فربّما ثار أهل البلد بالتركيّ فقتلوه عند صدْمه للمرأة والشيخ. فعزم المعتصم على التحوّل من بغداد وتنقل على دجلة، والقاطول هو نهر منها، فانتهى إلى موضع سامرّاء، وفي مكانها دير عالي لرهبان. فرأى فضاءً واسعًا جدًّا وهواءً طَيِّبًا فاستمرأه، وتصيّد ثلاثًا فوجد نفسه تطلب أكثر من أكله، فعلم أنّ ذلك لتأثير الهواء والتُّرْبة والماء. فاشترى من أهل الدَّيْر أرضهم بأربعة آلاف دينار، وأسّس قصره بالوزيريّة التي يُنسب إليها التّين الوزيريّ العديم النظير في الحسن.

وجمع عليها الفَعَلَةَ والصُّنّاع من الممالك. ونقل إليها أنواع الأشجار والغُرُوس، واختُطَّت الخِطّط والدُّروب، وجدّوا في بنائها، وشُيّدت القصور، واستُنْبِطت المياه من دجله وغيرها، وتَسَامع النّاس وقصدوها، وكثُرت بها المعايش.

ص: 21

"‌

‌ذكر أهل هذه الطبقة مرتبة على الحروف

":

"حرف الألف":

1-

أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق1. م. د. ت. ن.

أبو إسحاق الحضرمي، مولاهم البصْريّ، أخو المقرئ يعقوب.

كان أسن من يعقوب.

روى عن: عِكْرمة بن عمّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وهَمَّام، ووُهَيْب، وأبي عَوَانة، وجماعة.

وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وأبو بكر بن أبي شَيْبة، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وإسحاق الحربيّ، وأبو خَيْثمة، وولده أحمد بن أبي خَيْثمة، والحارث بن أبي أسامة، وعبد بن حُمَيْد وطائفة.

وثّقه أبو حاتم، والنَّسائي.

ومات سنة إحدى عشرة، وكان يحفظ حديثه.

1 الطبقات الكبرى "7/ 304"، التاريخ الكبير"2/ 1"، الجرح والتعديل "2/ 40"، الثقات لابن حبان "8/ 3"، سير أعلام النبلاء "10/ 174، 175"، تهذيب التهذيب "1/ 14".

ص: 21

2-

أحمد بن إشكاب الصفار1: -خ- أبو عبد الله، كوفيّ نزل مصر.

قيل: اسمه أحمد بن مَعْمَر بن إشْكاب، وقيل: أحمد بن عبد الله بن إشْكاب.

سمع: شَرِيكًا، وعبد السّلام بن حرب، ورِفاعة بن إياس الضَّبِّيّ، ومحمد بن فُضَيْلٍ، وأبا بكر بن عيّاش، وجماعة.

وعنه: خ، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن عيسى اللّخْميّ الخشّاب، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة مأمون.

وقال ابن يونس في تاريخه: تُوُفّي سنة سبْع أو ثمان عشرة.

3-

أحمد بن أوفى الأهْوازيّ2:

عن: عَبّاد بن منصور، وشُعْبة.

وعنه: مَعْمَر بن سهل، وغيره.

4-

أحمد بن أيّوب السَّمَرْقَنديّ3:

نزيل مَرْو.

عن: أبي حمزة السُّكَّريّ.

وعنه: إسحاق بنُ راهَوَيْه، والنَّضْر بن سَلَمَةَ، وغيرهما.

5-

أحمد بن تَوْبة السُّلَميّ المَرْوَزيّ المُطَّوَّعيّ:

الغازي الأمير المجاهد البطل الزّاهد.

سمع: ابن المبارك، وإبراهيم بن المغيرة، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وحَرْمَلَة بن عبد العزيز.

وعنه: إسحاق الكَوْسَج، وعبد الله بن أحمد بن شَبوَيْه، ويحيى بن المثنى.

1 التاريخ الكبير "2/ 4"، الجرح والتعديل "2/ 77"، سير أعلام النبلاء "10/ 576"، تهذيب التهذيب "1/ 16".

2 الثقات لابن حبان "8/ 4"، ميزان الاعتدال "1/ 84"، لسان الميزان "1/ 138، 139".

3 التاريخ الكبير "2/ 2"، الجرح والتعديل "2/ 40"، الثقات لابن حبان "8/ 4".

ص: 22

ذكره ابن ماكولا فقال: لم يتهدف للتحديث.

قال: وكان يقال: إنه مستجاب الدعوة. فتح استيجاب في أربعين رجلا. وبها أولادهم تعرف بأولاد الأربعين، يشار إليهم في استيجاب.

قال غُنْجار: سكن أحمد بن توبة بِيكَنْد، وبها تُوُفّي.

6-

أحمد بن جعفر1:

أبو عبد الرحمن الوكيعيّ الكوفيّ الضّرير الحافظ.

عَنْ: حفص بن غياث، ووكيع، وغيرهما.

وكان أبو نعيم يقول: ما رأيت أحفظ منه.

وعنه: إبراهيم الحربي، وقال: كان يحفظ مائة ألف حديث، وما أحسبه سمع حديثًا إلا وحفظه.

قلت: وروى عنه أحمد بن القاسم الأنماطي.

وَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ الحربي: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لأَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي لأُحِبُّكَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عبيد، عن المقدام قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ"2.

وَقَالَ أَبُو داود: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَكِيعِيُّ يَحْفَظُ الْعِلْمَ عَلَى الْوَجْهِ.

وَقَالَ الَّدارقُطْنيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ ثِقَةٌ.

وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ.

7-

أحمد بن حفص3:

أبو حفص البخاريّ الفقيه الحنفيّ. عالم أهل بُخارى في زمانه. ووالده شيخ

1 تاريخ بغداد "4/ 58، 59".

2 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "5124"، والترمذي "2391"، والبخاري في الأدب المفرد "542"، وأحمد في المسند "4/ 130"، والحاكم في المستدرك "4/ 171"، وابن حبان في صحيحه "570"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع "279".

3 المعرفة والتاريخ للفسوي "1/ 642"، سير أعلام النبلاء "10/ 157-159".

ص: 23

بُخَارى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص الفقيه. لم أظفر بأخباره، وقد تُوُفّي في المحرّم سنة سبْع عشرة ومائتين.

رحل وتفقّه بمحمد بن الحسن. وسمع من وكيع وطبقته.

قال محمد بن أبي رجاء البخاريّ: سمعت أبا حفص أحمد بن حفص يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النوم، عليه قميصٌ، وامرأة إلى جَنْبه تبكي. فقال لها: لَا تبكي، فإذا مِتُّ فابكي.

قال: فلم أجد من يُعبّرها لي، حتّى قال لي إسماعيل والد البخاريّ: إنّ السُّنّة قائمة بعدُ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَدِيبُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ نَصْرٍ الشَّاعِرَ يَقُولُ: تَذَاكَرْنَا الْحَدِيثَ: "إِنَّ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمَ الزَّمَانِ"1. فَبَدَأْتُ بِأَبِي حَفْصٍ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ فَقُلْتُ: هُوَ فِي فِقْهِهِ وَوَرَعِهِ وَعَمَلِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمَ الزَّمَانِ. ثُمَّ ثَنَّيْتُ بِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ فَقُلْتُ: هُوَ فِي مِعْرِفَةِ الْحَدِيثِ وَطُرُقِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمًا. ثُمَّ ثلَّثْتُ بِأَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ السُّرْمَارَائِيِّ فَقُلْتُ: رجلٌ يَقْرَأُ عَلَى مِنْبَرِ الْخِلَافَةِ هَهُنَا يَقُولُ: شَهِدْتُ مَرَّةً أَنَّ رَجُلًا وَحْدَهُ كَسَرَ جُنْدَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّهُ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ علَمَ الزَّمَانِ. قَالُوا: نَعَمْ.

وُلد أحمد بن حفص سنة خمسين ومائة، ولقي أيضًا هُشَيْمًا، وجرير بن عبد الحميد.

أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أنا جعفر، أنا السفلي، أَنَا ابْنُ الطُّيُورِيِّ، أَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ بِبُخَارَى، ثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ، أنا أحمد بن عمر بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعَةٍ: بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وبالقدر خيره وشره من الله"2.

1 حديث صحيح بلفظ مختلف: أخرجه أبو داود "4291"، والحاكم في المستدرك "4/ 522"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "599".

2 حديث صحيح: أخرجه الترمذي "2145"، وابن ماجه "81"، وأحمد في المسند "1/ 97"، وابن حبان في صحيحه "178"، والحاكم في المستدرك "1/ 32، 33"، والبغوي في شرح السنة "66"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع "7584".

ص: 24

8-

أحمد بن حُمَيْد1:

أبو الحسن الطُّرَيْثِيثّي الكوفيّ خَتَنُ عُبَيد الله بن موسى، ويعرف بدار أم سلمة.

كان من حُفّاظ الكوفة.

سمع: حفص بن غِياث، وابن المبارك، وعبد الله الأشجعيّ، ومحمد بن فُضَيْل، ويحيى بن أبي زائدة، وجماعة.

وعنه: خ، وحنبل بن إسحاق، والدّارمّي، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذِيّ، وآخرون.

وثقة أبو حاتم.

وقال مُطَيِّن: مات سنة عشرين.

9-

أحمد بن خالد بن موسى2 -ع:

ويقال: ابن محمد.

أبو سعيد الوَهْبيّ الكنديّ الحمصي، أخو محمد بن خالد.

روى عن: محمد بن إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق، وشَيْبان، وعبد العزيز الماجِشُون، وإسرائيل، وجماعة.

وعنه: البخاريّ خارج "الصّحيح" ومحمد بن يحيى، وَسَلَمَةُ بن شبيب، ومحمد بن مُصَفَّى، ويحيى، وَعَمْرو ابنا عثمان بن سعيد، وصَفْوان بن عَمْرو، ومحمد بن خالد بن خَلِيّ، وموسى بن عيسى بن المُنْذر، وعِمران بن بكّار، وأحمد بن عليّ الدمشقي الخرّاز، وأحمد بن عبد الوّهاب بن نَجْدَة، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ.

وقال ابن مَعِين في رواية أبي زُرْعة عنه: ثقة.

وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة أربع عشرة.

1 التاريخ الكبير "2/ 2"، الجرح والتعديل "2/ 46، 47"، الثقات لابن حبان "8/ 5"، التهذيب "1/ 26".

2 التاريخ الكبير "2/2"، الجرح والتعديل "2/ 49"، الثقات لابن حبان "8/ 6"، التهذيب "1/ 26، 27".

ص: 25

10-

أحمد بن محمد بن الوليد بن عُقبة1 بن الأزرق بن عَمْرو بن الحارث بن أبي شَمِر. أبو الوليد الغساني الأزْرَقيّ المكّيّ.

جدّ صاحب "تاريخ مكة" أبي الوليد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأزرقيّ.

روى عن: عَمْرو بن يحيى بن سعيد الأموي، ومالك، وأبو حاتم، وعبد الجبّار بن ورد، وإبراهيم بن سعد، وفُضَيْل بن عِياض، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وجماعة.

وعنه: البخاريّ، ومحمد بن سعد كاتب الواقديّ، وأبو حاتم، وأبو بكر الصّاغانيّ، وحنبل بن إسحاق، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر التِّرْمِذيّ آخر من روى عنه، إلا أنْ يكون محمد بن علي الصّائغ. وثّقه أبو حاتم، وغيره.

11-

أحمد بن المفضّل الْقُرَشِيُّ الحَفَريّ2:

مولى عثمان رضي الله عنه.

عن: الثوري، والحَسَن بن صالح، وإسرائيل، وأسباط بن نصر.

وعنه: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم.

كان صَدُوقًا، من رؤساء الشيعة.

مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين.

12-

أحمد بن يعقوب المسعوديّ الكوفيّ3:

عن: إسحاق بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد الأُمويّ، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ويزيد بن المِقدام بن شرُيَحْ.

وعنه: البخاريّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وأبو سعيد الأشج، والدارمي، وجماعة.

1 الطبقات الكبرى "5/ 202"، التاريخ الكبير "2/ 3"، الجرح والتعديل "2/ 70"، الثقات لابن حبان "8/ 7"، التهذيب "1/ 79".

2 الطبقات الكبرى "6/ 410"، التاريخ الكبير "2/ 5"، الجرح والتعديل "2/ 77"، الثقات لابن حبان "8/ 28"، التهذيب "1/ 81".

3 التاريخ الكبير "2/2"، الجرح والتعديل "2/ 80"، الثقات لابن حبان "8/ 4"، تهذيب التهذيب "1/ 91".

ص: 26

13-

أحمد بن يوسف1. أبو جعفر الكوفي، مولى بني عجل.

كان أحد الأذكياء والأُدباء والشعراء، ولي كتابةَ الرسائل للمأمون.

قال الخطيب: كان من أذكى الكُتّاب وأفطنهم، وأجمعهم للرسائل. فصيح اللّسان، حَسَن الخَطّ.

قال: وبلغني أنّه تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين.

وهو القائل:

إذا قُلت في شيءٍ: نعم فَأتِمَّهُ

فإنَّ نَعَم ديْنٌ على الْحُرِّ واجب

وإلّا فَقُلْ: لَا واسْتَرِحْ وأرِح بها

لكيلا تقول الناس: إنّك كاذب

وعن أبي هفّان قال: أهدى أحمد بن يوسف للمأمون هدّية وكتب معها:

على العبد حقٌّ فهو لَا بُدَّ فاعِلُهْ

وإنْ عظُم المولى وجلَّت فَوَاضلهْ

ألم ترنا نُهدي إلى الله ماله

وإن كان عنه ذا غِنًى فهو قابلُهْ

ولو كان يُهْدَى للمليك بقدْره

لقصّر علُّ البحر عنه وناهلُهْ

ولكنّنا نُهْدي إلى مَن نُجِلُّهُ

وإنْ لم يكن في وُسْعنا ما شاكله

وله:

قلبيِ يحبّك يا مُنَى

قلبي ويُبْغضُ من يُحبُّكْ

لأكونَ فردًا في هوا

ك فليتَ شِعري كيف قلبُكْ؟

14-

أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن 2:

أبو العبّاس الكاتب الأحوال.

ولي وزارة المأمون بعد الفضل بن سهل، ولكنْ لم يبلغ مرتبة الفضل. وكان خبيرًا مدبِّرًا كريمًا جوادًا ذا رأيٍ ودَهاء، إلّا أنّه كانت فيه فظاظة ودعارة أخلاق.

يقال: إنّ رجلًا قال له يومًا: لقد أعطيت ما لم يعطه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1 الأغاني "23/ 81، 117-121"، تاريخ بغداد "5/ 216-218"، البداية والنهاية "10/ 269".

2 تاريخ الطبري "8/ 575"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 118-120".

ص: 27

فقال: لئن لم تخرج ممّا قلت، لأُعاقبنّك.

فقال: قال الله تعالى لنبيّه عليه الصلاة والسلام: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] وأنت فظٌّ غليظٌ وما يُنْفَضّ من حولك.

يقال: إنّ أصله من الأردن، كتب لبعض أمراء دمشق ثم ترقّت به الحال إلى الوزارة.

وكان أبوه كاتبًا لوزير المهديّ أبي عُبيد الله، ثم صار كاتبا للهادي، فمات بجُرجان مع الهادي.

وقد ناب أحمد بن أبي خالد في الوزارة عن الحَسَن بن سهل. حكى الصُّوليّ قال: بعث أحمد بن أبي خالد بإبراهيم بن العبّاس إلى طلحة بن طاهر وقال: قل له: ليست لك ضَيعة بالسّواد، وهذه ألف ألف درهم فاشتَرِ بها ضيعة، والله لئن قبلتَ لتَسُرُّني، وإنْ أبَيتْ لتُغْضِبني.

فردّها وقال: أنا أقدر على مثلها، وأخْذُها اغتنام. والحال بيننا ترتفع عن أن يزيد في الودّ أخذُها أو يُنْقِصُه رَدّها. قال: فما رأيتُ أكرمَ منهما.

وعن أحمد بن رُشَيْد قال: أمر لي ابن أبي خالد بمالٍ، فامتنعت من قبوله، فقال لي: واللهِ إنّي لأُحِبّ الدَّراهم، ولولا أنّك أحبّ إليّ منها ما بذلتُها.

وقال أحمد بن أبي طاهر: كان أحمد بن أبي خالد أَسِيّ اللّقاء، عابس الوجه، يهرّ في وجه الخاصّ والعامّ. غير إنّ فِعْلَه كان أحسن من لقائه.

ومن كلامه: لَا يُعَدّ شُجاعًا من لم يكن جوادًا، فإنْ لم يقدر على نفسه بالبذْل لم يقدر على عدوّه بالقتل.

تُوُفّي في آخر سنة اثنتي عشر ومائتين.

15-

أحمد بن أبي الطَّيِّب المَرْوزِيّ1:

سكن مَرْو ثمّ الرّيّ، ثمّ قدم بغداد. وولي شرطة بخارى.

1 التاريخ الكبير "2/ 3، 4"، الجرح والتعديل "2/ 52"، ميزان الاعتدال "1/ 102"، تهذيب التهذيب "1/ 44"، الضعفاء والمتروكين للدارقطني "64".

ص: 28

عن: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن مُجالد، وخالد بن عبد الله، ومُصْعَب بن سلّام، وعبد الله بن المبارك، وعُبَيد الله بن عَمْرو.

وعنه: البخاريّ، وأحمد بن سَيَّار، وعبد الله بن منير المَرْوَزِيّان، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، وأبو بكر الأثرم.

ضعّفه أبو حاتم.

وقال أبو زُرْعَة: كان حافظًا، محلُّه الصِّدْق.

وخرّج له التِّرْمِذيّ.

16-

أبان بن سُفْيان البَجَليّ:

روى الكثير عن: زائدة، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وهمَّام.

وعنه: محمد بن إسماعيل، وغيره.

توفي سنة أربع عشرة ومائتين.

وهو متروك.

17-

إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني1. أبو إسحاق:

عن: المنكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم.

وعنه: أحمد بن حنبل، والصاغاني، والرمادي.

وثقة يحيى بن معين.

توفي بمرو سنة خمس عشرة ومائتين. قاله الخطيب.

وقيل: إنه سمع من مالك، وصنّف كتاب "الرؤيا" وكتاب "الفرس" وغير ذلك.

18-

إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة2:

أبو إسحاق الأسدي البصري المتكلم الجهمي.

1 التاريخ الكبير "1/ 273"، الجرح والتعديل "2/ 86"، الثقات لابن حبان "8/ 68"، تهذيب التهذيب "1/ 103، 104".

2 تاريخ بغداد "6/ 20-23".

ص: 29

وقد ناظر الشافعي، وكان يقول بخلق القرآن ويناظر عليه.

وكان يرد خبر الواحد، ويقول: الحُجّة بالإجماع.

فقال له الشافعي في مناظرته: أبإجماع رددت خبر الواحد، أم بغير إجماع؟ فانقطع.

وقد ذكره أبو سعيد بن يونس فقال: له مصنَّفات في الفقه تُشْبه الْجَدَل.

روى عنه: بحر بن نصر الخولاني، وياسين بن زرارة القِتْبانيّ.

قلت: وكان الإمام أحمد يقول: ضالٌّ مُضِلّ.

تُوُفّي ابن عُلَيَّة بمصر سنة ثمان عشر، وكان أبوه من أئمّة الإسلام.

19-

إبراهيم بن الجرّاح بن صُبيح التَّميميّ ثم المازنيّ1:

مولاهم المَرْوَزِيّ ثم الكوفيّ. ولي قضاء مصر بعد إبراهيم بن إسحاق سنة خمسٍ ومائتين، وعُزل سنة إحدى عشرة.

وتُوُفّي في أول سنة سبع عشرة أو تسع عشرة.

روى عن: يحيى بن عُقْبة بن أبي العَيْزَار، شيخ حافظ.

روى عنه: حَرْمَلَة، وأحمد بن عبد المؤمن.

وشهد عليه حَرْمَلَة بأنّه يقول بخلْق القرآن.

وقال يونس بن عبد الأعلى: كان داهية عالمًا.

وذكره ابن يونس.

20-

إبراهيم بن حُميد بن تَيْرَوَيْه الطّويل البصْريّ2:

لم يُدْرك الأخذَ عن والده.

وحدّث عن: شعبة، ومبارك بن فَضَالَةَ، والحَكَم بن عطّية، وحمّاد بن سلمة، وصالح بن أبي الأخضر.

1 الولاة والقضاة للكندي "427-433".

2 الجرح والتعديل "2/ 94"، الثقات لابن حبان "8/ 68".

ص: 30

روى عنه: أبو مسلم الكَجّيّ، وهشام بن علي السِّيرافيّ، وعبد الله بن محمد بن النُّعمان، ومحمد بن سليمان الباغَنديّ، ومحمد بن سليمان المِصِّيصيّ، وأحمد بن داود المكّيّ شيخا الطّبرانيّ.

وهو صدوق.

تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسع عشرة.

21-

إبراهيم بن أبي العبّاس السّامري1:

عن: أبي مَعْشَر السِّنديّ، وشَرِيك.

وعنه: أحمد بن حنبل، والعبّاس الدُّوريّ، والصّنْعانيّ.

وثّقه الدّارَقُطْنيّ.

22-

إبراهيم بن عمر بن مطرِّف2: -خ. ع-.

مولى بني هاشم المكّيّ ثم البصْريّ.

أخو محمد بن أبي الوزير.

عن: عبد الرحمن بن الغسيل، ونافع بن عمر، وزَنْفَل العَرَفيّ، ومالك بن أنس.

وعنه: عبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى.

وكان حيًا في سنة ثلاثٍ ومائتين.

23-

إبراهيم بن عيسى3: أبو إسحاق البصْريّ الخلّال.

عن: سفيان الثَّوريّ، ومبارك بن فَضَالَةَ، وأبي هلال.

قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي سنة أربع عشرة ومائتين.

1 الطبقات الكبرى "7/ 346"، الجرح والتعديل "2/ 121"، الثقات لابن حبان "8/ 68"، ميزان الاعتدال "1/ 39"، التهذيب "1/ 131".

2 التاريخ الكبير "1/ 333"، الجرح والتعديل "2/ 114"، الثقات لابن حبان "8/ 65"، تهذيب التهذيب "1/ 147، 148".

3 الجرح والتعديل "2/ 116".

ص: 31

24-

إبراهيم بن نصر السُّورينيّ:

قد ذُكر فيحوَّل.

25-

إبراهيم المَوْصِليّ:

في طبقة هشُيم. مَرّ.

26-

أحوصُ بن جواب1 -م. د. ت. ن-. أبو الجواب الضبي الكوفي.

عن: عمّار بن رُزَيْقٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ويونس بن إسحاق، وسُفيان الثَّوريّ، وسُليمان بن قرَمْ.

وعنه: أبو خَيْثَمَة، وحجّاج بن الشّاعر، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو بكر الصّاغانيّ، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ الإصبهانيّ.

27-

إدريس بن يحيى2:

أبو عَمرو مولى بنى أُمّية المصريّ المعروف بالخَولانيّ الزاهد.

عن: حَيْوَة بن شُرَيْح، ورجاء بن أبي عطاء، وبكر بن مُضَر، وحَرْمَلَة بن عِمران.

وعنه: أبو الطاهر بن السرح، وسعيد بن أسد بن موسى، ويونس بن عبد الأعلى الصَّدفيّ، وجماعة.

قال أبو زُرْعة الرازيّ: صَدُوق.

وقال غيره: كان يُقال: إنّه من الأبدال.

وكان يُشَبَّه بِبِشْر الحافي في فضله وعبادته.

توفي سنة إحدى عشرة ومائتين.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بمصر، أنا محمد بن عباد، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر، أنا أبو الطاهرأحمد بن محمد بن

1 التاريخ الكبير "2/ 58، 59"، الجرح والتعديل "2/ 328"، الثقات لابن حبان "6/ 89"، التهذيب "1/ 191، 192".

2 الجرح والتعديل "2/ 265"، الثقات لابن حبان "8/ 133"، سير أعلام النبلاء "10/ 165، 166".

ص: 32

عَمْرٍو "ح"، وَبِهِ قَالَ الْقَاضِي، وَأَنَا أَبُو العباس ابن الْحَاجِّ الإِشْبِيلِيُّ: ثَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ أَحْمَدُ بْنُ محمد الصابوني إملاءً، قالا: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَرْوِيَهُ، بَعَّدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ، مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ"1.

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ. رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ أَوْ نَازِلُونَ بِدِيَارِ مِصْرَ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ.

وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي "الْمُسْتَدْرَكِ"، نَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بِمِصْرَ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ، نَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، نَا حَيْوَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَعْفَرًا إِلَى الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ اعْتَنَقَهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَلا أَهَبُ لَكَ، أَلا أُبَشِّرُكَ، أَلا أَمْنَحُكَ" فَذَكَرَ صَلاةَ التَّسْبِيحِ2.

ثُمَّ قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ.

أخبرنا أبو إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا أبو الفضائل الكاغِديّ، أنا أبو عليّ الحدّاد، أنا أبو نُعَيم الحافظ، نا عليّ بن هارون: ثنا موسى بن هارون الحافظ: سمعت ابن زَنْجَوَيْه -فيما أرى يذكر- أنّ إدريس بن يحيى الخَوْلانيّ كان بمصر كبِشْر بن الحارث عندنا ببغداد.

قال موسى: ولا أظنُّهم كانوا يقدّمون عليه أحدًا.

وَبِهِ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حَرْمَلَةَ: ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ نَافِعٍ،

1 "حديث موضوع": أخرجه الطبراني في الكبير "20/ 162"، عن معاذ، والحاكم في المستدرك "4/ 144"، والبيهقي في شعب الإيمان "3/ 281"، وذكره الهيثمي في المجمع "3/ 130"، وقال: رواه الطبراني في الأوسط بنحوه، وفيه جاء بن أبي عطاء وهو ضعيف، وذكره الشيخ الألباني في الترغيب والترهيب، وقال: موضوع.

2 "حديث موضوع": أخرجه عبد الرزاق في المصنف "5004"، والحاكم في المستدرك "1/ 319"، وذكره الشيخ الألباني في الترغيب والترهيب. وقال: موضوع.

ص: 33

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ بِيَدِهِ وَالسَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ"1.

قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ في الصُّوفية عاقلًا إلّا إدريس بن يحيى الخَوْلَانيّ.

قلت: كان إدريس بن يحيى من سادة الأولياء بالدّيار المصريّة، رحمه الله ورضي عنه.

وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة عنه فقال: رجل صالح من أفاضل المسلمين، صدوق.

وعن عبد الله بن عبد الحَكَم: سمعت ابن وهيب يقول: ما رأيت صوفيًا قطّ إلّا أحمق، إلا إدريس بن يحيى.

28-

آدم بن أبي إياس العسقلانيّ الإمام 2:

اسم أبيه عبد الرحمن، وقيل: ناهية بن شعيب.

أبو الحسن الخُراسانيّ المَرْوَزيّ.

نشأ ببغداد وسمع بها الكثير، وبالحرمين، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر.

وسكن عسقلان إلى أن مات بها.

روى عن: ابن أبي ذئب، وشَيبان النَّحْوِيِّ، وإسرائيل، وحفص بن مَيْسرة، وحَريز بن عثمان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وشُعْبة، والمسعوديّ، والليث بن سَعْد، ومبارك بن فَضَالَةَ، وطائفة.

وعنه: خ، وت، ون، وق بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن عبد الله العَكّاويّ اللَّحْيانيّ، وأسحاق بن سُوَيْد الرَّمْليّ، وإسحاق بن إسماعيل الرَّمليّ نزيل إصبهان، وسَمُّوَيْه، وثابت بن نُعَيم الهُوجيّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وهاشم بن مرثد

1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه البخاري "7412"، ومسلم "2788"، وأبو داود "4732" كلهم من طرق عن ابن عمر وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه البخاري "6519"، ومسلم "2787"، وغيرهم.

2 الطبقات الكبرى "7/ 490"، التاريخ الكبير "2/ 39"، الجرح والتعديل "2/ 268"، الثقات لابن حبان "8/ 134"، سير أعلام النبلاء "10/ 335-338"، تهذيب التهذيب "1/ 196".

ص: 34

الطبراني، وأبو حاتم، وخلْق كثير.

وقال أبو حاتم: ثقة مأمون متعبّد، من خيار عباد الله.

وقال أحمد بن حنبل: كان مَكِينًا عند شُعبة، وكان من السّتّة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شُعبة.

وقال أبو حاتم: حضرتُ آدَمَ بنَ أبي إياس وقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عن شُعبة، كان يُملي عليهم ببغداد أو كان يقرأ؟ قال: كان يقرأ، وكان أربعة أنفس يكتبون: آدم وعلي النَّسائيّ.

فقال آدم: صَدَق أحمد. كنتُ سريع الخطّ، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي. وقدِم شُعْبة بغدادَ، فحدّث بها أربعين مجلسًا، في كلّ مجلس مائة حديث، فحضرت أنا منها عشرين مجلسًا.

وقال إبراهيم بن الهيثم البلديّ: بلغ آدمُ نيّفًا وتسعين سنة، وكان لَا يَخْضِب. كان أشغل من ذلك، يعني في العبادة.

وقال الحسين الكوكبيّ: حدّثني أبو عليّ المَقْدِسيّ قال: لما حضَرت آدمَ بنَ أبي إياس الوفاةُ ختم القرآنَ وهو مُسجّى. ثم قال: بُحبيّ لك ألا رَفَقْتَ، فلِهذا المصرع كنت أُؤَمّلك، لهذا اليوم كنت أرجوك. ثم قال: لَا إله إلّا الله، ثم قضى1.

وقال أبو بكر الأَعْيُن: أتيت آدَمَ العسقلانيّ فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب اللّيث يُقْريك السّلام.

فقال: لَا تُقْريه منّي السّلام.

قلت: لِمَ؟ قال: لأنه قال: القرآنُ مخلوق.

فأخبرته بعُذْره وأنّه أظهر النّدامة وأخبر النّاس بالرجوع.

قال: فاقْرِيه السلام.

وَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ بَغْدَادَ فاقرأ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ السَّلامَ وَقُلْ لَهُ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِمَا أَنْتَ فِيهِ، وَلا يَسْتَفِزَّنَّكَ أَحَدٌ، فَإِنَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى الْجَنَّةِ. وَقُلْ لَهُ: ثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي

1 أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 308".

ص: 35

هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادَكُمْ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلا تُطِيعُوهُ"1.

قَالَ: فَأَبْلَغْتُ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: رحمه الله حَيًّا وَمَيِّتًا، فَلَقَدْ أَحْسَنَ النَّصِيحَةَ.

وقال محمد بْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عشرين، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة.

وقال الفَسَويّ، ومطِّين: مات سنة عشرين.

وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: سنة إحدى وعشرين.

قلت: حدّث عنه من القُدَمَاء بشِرْ بن بكر التِّنِّيسيّ.

29-

إسحاق بن إبراهيم الحُنَيْنِيّ المدنّي2:

نزيل طَرَسُوس.

عن: أسامة بن زيد بن أسلم، وسُفيان الثَّوريّ، وكثير بن عبد الله المُزَنّي، ومالك، وجماعة.

وعنه: عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن عَون الطّائيّ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم، وفهد بن سليمان المصريّ، وأحمد بن إسحاق الخشّاب.

قال البخاريّ: في حديثه نظر.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ضعيف.

مات سنة ست عشرة.

1 حديث صحيح لغيره: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد "7/ 28، 29"، وللحديث طرق أخرى ففي الباب عن علي أخرجه البخاري "7257"، ومسلم "1840"، وأبو داود "2625"، وأحمد "1/ 94"، وابن حبان في صحيحه "4567"، وفي الباب عن أبي سعيد أخرجه ابن ماجه "2863"، وأحمد "3/ 67"، وابن حبان "4558".

2 التاريخ الكبير "1/ 379"، الجرح والتعديل "2/ 208"، الثقات لابن حبان "8/ 115"، الميزان "1/ 179، 180".

ص: 36

30-

إسحاق بن بكر بن مُضَر بن محمد بن حكيم1: -م. ن-:

أبو يعقوب المصري.

سمع أباه فقط.

وعنه: الحارث بن مسكين، ومحمد وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن عبد الحَكَم، وأخوهما سعْد، وموسى بن قريش التّميميّ، والربيع بن سليمان الْجِيزيّ، وخلْق آخرهم: يحيى بن عثمان بْن صالح.

قَالَ أَبُو حاتم: لَا بأس به، عنده دَرْج عن أبيه.

وقال ابن يونس: كان فقيهًا مُفْتِيًا، وكان يجلس في حلقة اللّيث بن سَعْد ويُفْتي بقول اللّيث، وكان ثقة. توفي سنة ثمان عشرة.

وقال غيره: وُلد سنة اثنتين وأربعين ومائة.

قلت: أظنه تفقّه على اللّيث.

31-

إسحاق بن بُرَيْه الكوفيّ:

عن: أبان بن تغلب، وسليمان بن قرم، وعمّار بن زُرَيق.

وعنه: يحيى بن زكريا بن شيَبان، وجعفر بن عَمرو بن عنبسة، وسليمان بن عبد الملك، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك الكوفيّون. كان صدوقا.

32-

إسحاق بن حسّان2 أبو يعقوب الخزيمي المُرّيّ:

مولاهم الشاعر، له ديوان مشهور.

قال أبو حاتم السّجسْتانيّ: الخُرَيْميّ أشعر المُوَلَّدين.

وعن المبرّد قال: كان جميل الشّعِر، مقبولًا عند الكُتَّاب. ذهبت عيناه بعد السّبعين ومائة.

روى عنه من شِعْره: الجاحظ، وأحمد بن عُبَيد بن ناصح.

1 التاريخ الكبير "1/ 383"، الجرح والتعديل "2/ 214"، الثقات لابن حبان "8/ 113"، التهذيب "1/ 227، 228".

2 تاريخ الطبري "8/ 251"، تاريخ بغداد "6/ 326"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 437-440".

ص: 37

33-

إسحاق بن خَلَف الكوفيّ1:

صاحب الحسن بن صالح بن حيّ.

زاهد عابد، نزل بالشام وروى عن: حفص بن غِياث.

وروى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وقال: كان من الخائفين لله، ما دخل الشام عراقيّ منذ ستّين سنة خيرٌ منه.

وقال: سمعته يقول: مَن دخل في السّفر والبرّيّة بِلا زاد فمات، كان على غير السُّنّة.

وقال ابن أبي الحواريّ: قال لي عمر بن حفص بن غِياث: خرج إسحاق بن خلَفَ من الكوفة وما يُعْدَلُ به أحد.

34-

إسحاق بن سالم الضَّبّيّ البصْريّ الصّائغ2:

عن: عبد الواحد بن زياد، وفُضَيْل بن عِياض، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم: وقال: ثقة لقيته في أيّام الأنصارّي.

35-

إسحاق بن عيسى بن نجيح بن الطباع3: -م. ت. ن. ق- أبو يعقوب. أخو محمد ويوسف. بغداديّ ثقة.

نَزَل أَذَنَة.

سمع: مالكًا، وابن لَهِيعَة، وحمّاد بن زيد، وشَرِيكًا، وجرير بن حازم، وحمّاد بن سَلَمَةَ، والقاسم بن معن المسعوديّ، وطائفة.

وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وأبو خيَثْمَة، وعبد الله الدّارميّ، والحارث بن أبي أُسَامة، ويعقوب بن شيْبَةَ، ويوسف بن مسلم، وخلْق.

قال صالح جزرة: صدوق.

1 الجرح والتعديل "2/ 219".

2 الجرح والتعديل "2/ 222".

3 الطبقات الكبرى "7/ 343"، التاريخ الكبير "1/ 399"، الجرح والتعديل "2/ 230، 231"، الثقات لابن حبان "8/ 114"، تهذيب التهذيب "1/ 245".

ص: 38

ولُد سنة أربعين ومائة.

وقال ابن سعد: مات بأذَنة في ربيع الأوّل سنة خمس عشرة.

وقيل: سنة أربع عشرة.

36-

أسد بن الفُرات1:

الفقيه أبو عبد الله القَيْروانيّ المغربيّ، مولى بنى سُلَيم. أحد الكبار من أصحاب مالك.

وُلِدَ بحَرّان سنة خمسٍ وأربعين ومائة، ودخل القيروان مع أبيه في الغزو.

وقال ابن ماكولا: أسد بن الفرات قاضي إفريقية، مولده في سنة أربع وأربعين ومائة.

روى "الموطّأ"، ورحل إلى الكوفة فأخذ عن أهلها.

وسمع عن: يحيى بن أبي زائدة، وأبي يوسف، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن الشَّيبانيّ، وكتب عِلْم أبي حنيفة.

أخذ عنه: أبو يوسف القاضي مع تقدمه.

وكان قد تفقه قبل ذلك ببلده على عليّ بن زياد القُومِسيّ. وكان جليلًا محترمًا كبير القدْر.

قيل: إنّه لما قدِم مصر من الكوفة جاء إلى ابن وهْب فقال له: هذه كُتُب أبي حنيفة، وسأله أن يُجيب فيها على مذهب مالك. فتورّع. فذهب بها إلى ابن القاسم، فأجابه بما حفظ عن مالك وبما يعلم من أُصول مالك وقواعده. وتُسمَّى "المسائل الأسديّة".

وحصلت له رئاسة بإفريقية، واشتغلوا عليه. فلما ارتحل سُحْنُون بالأسديّة إلى ابن القاسم وعرضها عليه. قال ابن القاسم: فيها شيء لَا بدّ من تغييره. وأجاب عن أماكن. ثم كتب إلى أسد أنْ عارِضْ كُتُبِك بكُتُب سُحْنُون، فلم يفعل ذلك. فبلغ ذلك ابن القاسم فتألَّم وقال: اللَّهم لَا تبارك في الأسديّة. فهي مرفوضة عند المالكية.

1 سير أعلام النبلاء "10/ 225-228"، شذرات الذهب "2/ 28، 29".

ص: 39

قال أبو زُرْعة الرازيّ: كان عند ابن القاسم ثلاثمائة جِلْد أو نحوه عن مالك مسائل.

وكان أسد رجل من أهل الغرب، سأل محمد بن الحسن عن مسائل، ثم سأل ابن وهْب، فأبى أن يُجيب، فأتى ابن القاسم فتوسّع له، وأجابه بما عنده عن مالك وبما يراه. والناس يتكلّمون في هذه المسائل.

قال عبد الرحمن الزّاهد: قدِم علينا أسد فقلت: ما تأمرني، بقول أهل العراق، أو بقول مالك؟ فقال: إنْ كنتَ تريد الله والدّارَ الآخرة فعليك بقول مالك. وإن كنتَ تريد الدنيا فعليك بقول أهل العراق.

ولما كان بالعراق كان يلزم محمد بن الحسن فنفدت نفقته، فَكَلَّمَ محمدُ فيه الدّولَة، فوصلوه بعشرة آلاف درهم.

قال: ومات صاحب لنا، فنُودي على كُتُبه، فكان المنادي يقول: هذه مُقَابَلَةٌ على كُتُب الإفريقيّ، يريدني. وكنت معروفًا بتصحيح المقابلة. فبيعت ورقتين بدِرهم.

وعنه قال: قال لي ابن القاسم: كنت أقرأ ختمتين في اليوم واللّيلة، فأَنزل لك عن ختمةٍ، رغبةً في إحياء العلم.

وقال داود بن أحمد: رأيت أَسَدًا يعرض التفسير، فقرأ قوله تعالى:{أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] فقال: ويل أهلَ البِدَع، يزعمون أنّ الله خلق كلامًا يقول: أنا الله.

قلت: ومضى أسد بن الفرات غازيًا أميرًا من قِبل زيادة الأغلبيّ أمير القَيْروان، فافتتح بلدًا من جزيرة صقلّية.

وكان رجلًا شجاعًا زحف إليه ملك صقلّية في مائة ألف وخمسين ألفًا.

قال بعضهم: فلقد رأيت أسدًا وفي يده اللّواء يقرأ: "يس"، ثم حمل بالناس فهزم اللَّهُ المشركين، وانصرف أسد فرأيت الدَّم قد سال من قناة اللّواء على ذراعه وقد جمَد.

ومرض وهو محاصِر سَرَقُوسِية ومات هناك في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائتين.

ص: 40

ويقال: إنّ أسدًا قال: أيُّها الأمير عزلتني من القضاء؟ فقال: لا، ولكن زِدْتُكَ الإمرة، وهي أشرف. فأنتَ أميرٌ وأنت قاضٍ. رحمه الله.

37-

أسد بن موسى بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان1: -خت. د. ن-.

الحافظ الأمويّ المَرْوانيّ. أسد السُّنَّةِ المصريّ.

وُلد بمصر، ويقال: بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة عند زوال دولة بني مروان.

فنشأ في طلب الحديث، وروى عن: شُعْبة، وجرير بن عبد الحميد، وبكر بن خُنيس، وشيبان النّحْويّ، وعافية بن يزيد، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد العزيز الماجشون، وفضيل بن مرزوق، وطائفة.

وأقدم شيخ له ابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق.

وعنه: أحمد بن صالح، وعبد الملك بن حبيب، وابنه سعيد بن أسد، والربيع المرادي، والربيع الجيزي، والمقدام بن داود الرعيني، وأبو يزيد بن يوسف القراطيسي، وطائفة.

قال النسائي: ثقة، ولو لم يصنف كان خيرا له.

وقال البخاريّ: هو مشهور الحديث، يقال له: أسد السُّنَّةِ.

وقال ابن يونس: ثقة، تُوُفّي بمصر في المحرم سنة اثنتي عشرة، وقد استشهد به البخاريّ.

38-

أسِيد بن زيد بن نجيح2:

مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي، أبو محمد الكوفي الجمال.

عن: أبي إسرائيل المُلائي، وزُهير بن معاوية، وشريك، وعَمْرو بن شِمّر، واللّيث بن سَعْد، ومحمد بن عطية العوفي، وجماعة.

1 التاريخ الكبير "2/ 49"، الجرح والتعديل "2/ 338"، الثقات لابن حبان "6/ 79"، ميزان الاعتدال "1/ 207"، سير أعلام النبلاء "10/ 162- 164"، تهذيب التهذيب "1/ 260".

2 الجرح والتعديل "2/ 318"، المجروحين لابن حبان "1/ 180، 181"، ميزان الاعتدال "1/ 256، 257".

ص: 41

وعنه: خ. حديثًا واحدًا قَرَنَه بآخر، عن هُشَيم، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، والحسن بن علي بن عفان، وعيسى بن عبد الله زغاث الطيالسي، وابن وارة، وعدة.

قال ابن معين: كذاب، ذهبت إليه إلى الكرخ فأردت أن أقول له: يا كذاب فقرفت من شِفار الحذّائين.

وقال النّسائيّ: متروك.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.

وقال الخطيب: قدِم بغدادَ، وحدّث بها، وكان غير مَرْضِيّ.

قلت: كأنه مات قبل العشرين بقليل، وفى هذه الحدود لقيه سَمُّوَيْه.

39-

إسماعيل بن أبان الوراق1:

كوفيّ مُكْثر.

سمع: إسرائيل، وعبد الحميد بن بَهْرام، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ومِسْعَر بن كِدَام، ويحيى بن يَعْلَى الأسْلَميّ، وأبا الْمُحَيَّاةِ يحيى بن يَعْلَى التيمي، وأبا الأحوص، وجماعة كثيرة.

وعنه: خ. وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، وإبراهيم الْجَوْزَجانيّ، وأحمد بن حازم بن أبي غَرَزَة، وسَمُّوَيْه الإصْبهانيّ، والحسين بن الحَكَم الحبري، وأبو زرعة الرازي، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن سُليمان البَاغَنْديّ، وخلق كثير.

وثّقة أحمد، وأبو داود.

وقال عبّاس: عن ابن مَعِين: إسماعيل بن أبان الورّاق ثقة، وإسماعيل بن أبان الغَنَويّ كذاب، وضع حديثًا مَتْنُهُ:"السابع من ولد العبّاس يلبس الخُضْرة"، يعني المأمون.

وقيل: كان في الوراق تشيع.

1 الطبقات الكبرى "9/ 409"، التاريخ الكبير "1/ 347"، الجرح والتعديل "2/ 160، 161"، الثقات لابن حبان "8/ 91"، ميزان الاعتدال "1/ 211، 212"، سير أعلام النبلاء "0/ 347"، تهذيب التهذيب "1/ 69".

ص: 42

وقال مُطَيِّن: مات سنة ستّ عشرة.

40-

إسماعيل بْن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس1:

الأمير، أبو الحسن الهاشميّ العباسيّ.

كان نبيلًا سيدًا كبير القدْر. لم يَلِ لبني عمّه ولاية.

وقد حدّث عن أبيه، عن جده.

وتُوُفيّ ببغداد سنة ستّ عشرة، وصلَّى عليه الأمير إسحاق بن إبراهيم.

41-

إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة:

القاضي أبو حيّان الكوفّي الفقيه، قاضي الجانب الشرقيّ ببغداد، ثم قاضي البصْرة.

روى عن: مالك بن مِغْوَلٍ، وابن أبي ذئب، وعمر بن ذر.

وعنه: غسان بن الفضل الغلابي، وسهل بن عثمان العسكري، وعمرو بن عبد الله الأودي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني.

وكان صالحا دينا، عابدا، محمود القضاء. ولي قضاء الأمين، وولي قضاء البصرة بعد مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.

قَالَ أَحْمَدُ بن أبي عمران قاضي مصر: كان إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة إذا سئل ما كان أبو حنيفة يقول فيمن تزوّج ذات محرمٍ منه، ودخل بها، قال: ثنا أبو نُعَيم، عن سُفيان الثَّوريّ قال: لَا حَدَّ عليه.

وقد ولي إسماعيل أيضًا قضاء الكوفة، ثم قضاء البصرة. ولما عُزِل عن قضائها بعيسى بن أبان شيّعوه وأثنوا عليه وقالوا: عَفَفْتَ عن أموالنا ودمائنا.

فانبسط وقال: وعن أبنائكم. يُعرّض بيحيى بن أكثم.

وقال صالح جَزْرَة: كان جَهْميًّا ليس بثقة.

وقال إسحاق بن موسى الأنصاري: سمعت سعيد بن مسلم الباهليّ يقول: إسماعيل بن حمّاد يقول في دار المأمون: القرآن مخلوق، ديني ودين أبي.

1 المعرفة والتاريخ للفسوي "2/ 246"، تاريخ بغداد "6/ 260، 261".

ص: 43

قلت: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة ومائتين.

42-

إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق المدنيّ1:

عن: مالك، وهشام بن سعد، ومحمد بن نُعَيْم المجمّر.

وعنه: محمد بن منصور المكّيّ، وبكر بن خَلَف، ورزق الله بن موسى المصريّ، وآخرون.

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا.

وكذا ضعّفه ابن حِبّان وغيره.

43-

إسماعيل بن صَبيح اليَشْكُرِيّ الكوفيّ2:

عن: مبارك بن حسان، وكامل أبي علاء، وأبي إسرائيل إسماعيل الملائيّ.

وعنه: أبو كُرَيْب، والحسن بن الحَكَم الجريّ، وجماعة.

تُوُفّي سنة سبْع عشرة، وذكره ابن حِبّان في "الثّقات".

وممن روى عنه: ولده الحَسَن، ومحمد بن عُبَيد بن عُتْبة الكِنْديّ.

وكان ذا قوّة حافظة.

روى أبو سعيد الأشجّ، عن أبي بكر بن عيّاش قال: قدِم الرشيد الكوفة فأرسل إليّ: حدّث المأمون. فحدّثته نيّفًا وأربعين حديثًا، فقال لي رجل معه: يا أبا بكر تريد أن أُعيد ما حدّثت؟ قلت: نعم.

فأعادها كلّها ما أسقط منها حرفًا. فقلت: من أنت؟ قال المأمون: هذا إسماعيل بن صَبيح.

فقلت: القوم كانوا أعلم بك حين وضعوك هذا الموضع.

44-

إسماعيل بن سعيد بن عُبيد اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ3:

1 التاريخ الكبير "1/ 374"، الجرح والتعديل "2/ 167، 168"، المجروحين لابن حبان "1/ 129"، ميزان الاعتدال "1/ 226"، لسان الميزان "1/ 403، 404".

2 الجرح والتعديل "2/ 178، 599"، الثقات لابن حبان "8/ 97"، تهذيب التهذيب "1/ 306".

3 تقدمت ترجمته في الجزء السابق برقم "33".

ص: 44

روى عن أبيه.

وعنه: بندار، ومحمد بن المُثَنَّى، ويحيى بن أبي الخصيب، ويزيد بن سنان القزّاز.

قال أبو حاتم: أدركته: ولم أكتب عنه، شيخ.

45-

إسماعيل بن عبد الملك الزيبقي البناني1:

عن: الثوري، ومعروف بن واصل، وإبراهيم بن طَهْمان.

وعنه: أبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وقال: صدوق.

46-

إسماعيل بن أبي مسعود2. كاتب الواقديّ:

روى عن: خَلَف بن خليفة، وعَبّاد بن العوَّام.

وعنه: عباس الدوري، وعبد الكريم بن الهيثم.

بغدادي ثقة.

47-

إسماعيل بن مسلمة بن قعنب3 -ق:

أبو بشر الحارثي المصري، أخو القعنبي، ويحيى، وعبد الملك، وعبد العزيز. وهو مدني سكن مصر.

وحدَّث عن: أبيه، والحمادين، وشعبة، وعبد الله بن عَرَادة، والربيع بن صَبِيح، ووُهَيْب بن خالد، وجماعة.

وعنه: الربيع بن سليمان المُراديّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وأبو يزيد القراطيسيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وخلق، وقال أبو حاتم: صدوق. ووثقه ابن حبان وقال: كان من خيار الناس.

وقال غيره الحاكم أبو عبد الله: زاهد ثقة.

1 الجرح والتعديل "2/ 188، 189"، الثقات لابن حبان "8/ 99".

2 الثقات لابن حبان "8/ 95"، لسان الميزان "1/ 439".

3 الكنى والأسماء للدولابي "1/ 127"، الجرح والتعديل "2/ 201"، الثقات لابن حبان "8/ 96"، سير أعلام النبلاء "10/ 265"، تهذيب التهذيب "1/ 335".

ص: 45

روى له ابن ماجة حديثًا في الوضوء.

وقال ابن حِبّان: مات سنة تسعٍ ومائتين. وهذا لَا يصحّ، فإن أبا زُرْعة ويعقوب الفسوي لقياه، وإنما رحلا سنة بضع عشرة.

ورأيت بخطّي أَنّه تُوُفّي سنة سبع عشرة. وكذا أرّخه ابن يونس.

48-

أسود بن سالم 1 أبو محمد البغداديّ العابد:

سمع: حماد بن زيد، وعُبيد الله الأشجعيّ.

وعنه: محمد بن عبد الله المخرميّ، وأحمد بن زياد السّمْسار.

وكان صديقًا ودودًا لمعروف الكرخيّ.

قال محمد بن جرير: كان ثقةً ورِعًا.

تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربع عشرة.

ويُذكر عنه أنّه غَسَل وجهه يومًا من بكرةٍ إلى الظُّهر، فقيل له في ذلك فقال: رأيتُ مبتدِعًا وقد غسّلت وجهي إلى الساعة، وما أظنّه نقي.

49-

أسيد بن زيد نجيح 2:

مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي.

أبو محمد الكوفيّ الجمّال.

يُرتّب هنا، وقد تقدم.

50-

أشرف بن محمد 3:

القاضي أبو سعيد النّيْسابوريّ الفقيه.

تلميذ أبى يوسف القاضي.

حدث عن: قيس بن الربيع، وهُشَيم، وأبي الأحْوَص، وغيرهم.

حدَّث عنه: محمد بن الحسين البخاريّ، وإبراهيم بن عبد الله السعدي.

1 الجرح والتعديل "2/ 294"، الثقات لابن حبان "8/ 130".

2 قد تقدم برقم "38".

3 الطبقات السنية رقم "536".

ص: 46

"حرف الباء":

51-

بَدَلُ بن المحبَّر بن منبه 1 -خ. ع:

أبو المنير التميمي اليربوعي الواسطي البصري.

عن: شُعبة، وزائدة، ووُهَيْب بن ميمون، وحرب بن أبي العالية، وشداد بن سعيد بن أبى طلحة الراسبيّ، وبِشْر بن فَرْقَد، وعَبَّاد بن راشد، وعبد الملك بن الوليد بن معدان، وجماعة.

وعنه: خ، وأبو داود بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وحمّاد بن عَنْبَسة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مَيْسَرة، بُنْدار، ومحمد بن المُثَنَّى، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكجّيّ، وطائفة كبيرة.

قال أبو زرعة: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق. وهو أرجح من أُمَيَّة بن خالد، وبَهْز، وحَبّان، وعَفّان.

قلت: بدل فُقِد ولا يُدْرى أين مات، ولا أرّخه أحد.

ومات في حدود خمس عشرة، ولا يُعْبَأ بقول من ضعْفه.

52-

بشر بن آدم 2:

أبو عبد الله البغداديّ الضرير الأكبر.

عن: الحَمَّادَيْن، وشَرِيك، وعبد العزيز بن المختار، وعلي بن مُسْهر، وطائفة.

وعنه: خ، وإسحاق بن راهُوَيْه، والذُّهَليّ، والدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن الفُرات، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

وذكره ابن حِبّان في "الثقات".

1 التاريخ الكبير "2/ 150"، الجرح والتعديل "2/ 439"، الثقات لابن حبان "8/ 153"، الميزان "1/ 300، 301"، التهذيب "1/ 423".

2 الطبقات الكبرى "7/ 356"، التاريخ الكبير "2/ 70"، الجرح والتعديل "2/ 351"، الثقات لابن حبان "8/ 142"، التهذيب "1/ 442".

ص: 47

وقال هارون الحمّال: ولد سنة خمسين ومائة.

وقال ابن قانع: مات في ربيع الأول سنة ثمان عشرة.

قال ابن سعْد: رأيت أصحاب الحديث يتَّقون حديثه.

53-

بشر بن أبي الأزهر1:

القاضي أبو سهل النَّيْسابوريّ الكوفيّ الفقيه.

أحد الأعلام.

سمع: شريكًا، وابنَ المبارك، وخارجة بن مُصْعَب، وابن عُيَيْنَة.

وتفقه على القاضي أبي يوسف.

وعنه: الذُّهَليّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، ومحمد بن عبد الوهاب الفرّاء، وآخرون.

وكان من أعيان عُلماء الكوفة وزُهادهم.

مات في سادس رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين. وقد كتب إليه المأمون مرّةً كتابًا فأخذ يبكي.

54-

بِشْر بن شُعيب بن أبي حمزة دينار2 -خ. ت. ن-:

أبو القاسم الحمصي. مولى قريش.

روى عن أبيه بَسّ.

وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق الكَوْسَج، وعِمران بن بكار، والبخاري في غير الصحيح، وهو والترمذي والنَّسائيّ بواسطة، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بن خالد بن عليّ، وجماعة.

قال أبو حاتم: ذُكر لي أنّ أحمد بن حنبل قال له: سمعت من أبيك شيئًا؟ فقال: لا.

1 المعرفة والتاريخ للفسوي "1/ 172"، الثقات لابن حبان "8/ 142".

2 الطبقات الكبرى "7/ 475"، التاريخ الكبير "2/ 76"، الجرح والتعديل "2/ 359"، الثقات لابن حبان "8/ 141"، تهذيب التهذيب "1/ 451، 452"، ميزان الاعتدال "318، 319".

ص: 48

قال: فأجاز لك؟ قال: نعم.

وقال أبو زُرعَةَ: سماعه كسَمَاع أبي اليَمَان إنّما كان إجازةً.

وقال أبو اليَمَان الحكم بن نافع: كان شُعيب عَسِرًا، فدخلنا عليه حين احتضر، فقال: هذه كُتُبي قد صحَّحْتُها، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا من ابني فلْيَسمَعْ، فإنّه قد سمعها منّي.

وقال ابن حِبّان: مات سنة ثلاث عشرة.

قلت: روى خ. عن إسحاق عنه.

55-

بِشْر بن غِياث بن أبي كريمة1 أبو عبد الرحمن المَرِيسيّ العدويّ. مولى زيد بن الخطاب:

كان من أعيان أصحاب الرأي.

أخذ عن أبي يوسف، وبرع في الفقه، ونظر في الكلام والفلسفة. وجرّد القول بخلْق القرآن وناظَرَ عليه، ودعا إليه. وكان رأس الْجَهْميّة.

أخذ عن الْجَهْم بن صَفْوان فيما أرى، ثم تبيّنْت أنّه لم يُدْرك الْجَهْم.

وسمع من: حماد بن سلمة، وسفيان بن عُيَيْنَة.

وقد رماه بالكُفْر غير واحد من الأئمّة. ساق الخطيب أقوالهم في تاريخه. ونقل أنّه مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين.

قال البُوَيْطيّ: سمعت الشّافعيَّ يقول: ناظرتُ المَريْسيّ في القُرْعَة فذكرتُ له حديث عِمران بن حُصَين في القُرْعَة فقال: هذا قِمار. فأتيتُ أبا البَحُتَرِيّ القاضي فذكرتُ له قولَه فقال: يا أبا عبد الله شاهدٌ آخر وأصْلِبْهُ.

وقال أبو النّضْر هاشم: كان أبو بِشْر المَرِيسيّ يهوديًا قصّارًا صبّاغًا في سُوَيْقة نصر بن مالك.

وقال غير واحد: قال رجلٌ ليزيد بن هارون: إنّ عندنا ببغداد رجلًا يقال له: المريسي يقول بخلق القرآن.

1 تاريخ الثقات للعجلي "81"، تاريخ بغداد "8/ 577"، سير أعلام النبلاء "10/ 199-202"، الميزان "1/ 322".

ص: 49

فقال: ما في فِتْيانكم أحدٌ يفتك به؟!.

قلت: وقد كان المَرِيسيّ أُخِذَ في دولة الرشيد وأُوذيَ لأجل مقالته.

قال أحمد بن حنبل، فيما رواه عنه أبو داود في المسائل: سمعت عبد الرحمن بن مهديّ أيّام صُنِع ببِشْر ما صُنِع يقول: من زعم أن الله لم يكلّم موسى عليه السلام يُستتاب، فإنْ تاب وإلّا ضُرِبَتْ عُنُقُه.

قال المَرُّوذِيّ: سمعت أبا عبد الله، وذكر بِشْرًا، فقال: مَن كان أبوه يهوديًّا، أيَّ شيءٍ تُراه يكون؟ وقال أحمد بن حنبل: كان بِشْر يحضر مجلس أبي يوسف فيستَغِيث ويصيح، فقال له أبو يوسف مرّة وهو يُناظره: لَا تنتهي أو تُفسِد خشبةً.

وقال أحمد بن الحسن التِّرْمِذِيّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان المَرِيسي ليس بصاحب حججٍ، بل صاحب خَطَب.

قال أبو عبد الله، فيما رواه عنه الأثرم، أنّه سُئِل عن الصّلاة خلف بِشر المَرِيسيّ، قال: لَا يُصَلِّي خلْفه.

وقال أبو داود: سمعتُ قُتَيْبة يقول: بِشر المَرِيسيّ كافر.

وأخبار بِشْر في ستّ ورقات في "تاريخ الخطيب".

56-

بشر بن القاسم بن حمّاد1:

أبو سهل السُّلَميّ الهَرَوِيّ، ثم النَّيْسابُوريّ الفقيه الحنفيّ. حج وسمع من مالك. ودخل مصر وسمع من الليث بن سعد، وابن لَهِيعةَ.

وبالبصرة من: أبي عَوَانَة، وحمّاد بن زيد، وأبي الأحوص.

وعنه: بنوه الفُقَهاء: سهل، والحَسَن، والحسين، ومحمد بن عبد الوهّاب الفراء، وأحمد بن يوسف السُّلَمِيّ، وجماعة.

وكان رفيق يحيى بن يحيى في الرحلة.

تُوُفّي في ذي القعدة سنة خمس عشرة.

1 الطبقات السنية "565".

ص: 50

57-

بشر بن محمد بن أبان السُّكَّريّ1:

عن شُعْبة، وورقاء، وحَرِيز بن عثمان.

وعنه أبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وجماعة.

وهو صَدُوق.

58-

بِشْر بن المُعْتَمِر2:

أبو سهل شيخ المُعْتزِلَة.

من القراء الكبار.

ذكره ابن النّجّار في "تاريخ بغداد" فقال: ذكر محمد بن إسحاق النّديم أنّه كوفيّ، ويقال: بغداديّ. انتهت إليه رئاسة الاعتزال في وقته.

قال: وكان مع ذلك راوية للشعر والأخبار، شاعرًا.

وكان جماعة من الفضلاء يفضّلونه على أبان اللاحقي، وله قصيدة نحو ثلاثمائة ورقة.

وكان أبرص، وله مصنَّفات كثيرة.

تُوُفّي سنة عشرٍ، وقد عَلَتْ سِنُّهُ.

59-

بِشْر بن المنذر الرمليّ3:

روى عن: الليث، وابن لَهِيعَة، ومحمد بن مسلم الطائفي.

وعنه: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي.

قال أبو حاتم: صدوق. أتيناه فدققنا بابه دقا قويا، فحلف أنْ لَا يحدّثنا.

وقد مرّ.

1 التاريخ الكبير "2/ 84"، الجرح والتعديل "2/ 364"، الثقات لابن حبان "8/ 9139"، الميزان "1/ 324".

2 سير أعلام النبلاء "10/ 203"، لسان الميزان "2/ 33".

3 الجرح والتعديل "2/ 367"، الثقات لابن حبان "8/ 144"، ميزان الاعتدال "1/ 325".

ص: 51

60-

بكر بن خداش1:

روى عن: عيسى بن المسيبَّ البَجَليّ، وحيّان بن عليّ.

وعنه: العبّاس بن أبي طالب، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ، وغير واحد.

61-

بكار بن الخصيب2:

يؤخّر إلى هنا.

62-

بكر بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي2 -د. ن. ق-. أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الكوفيّ:

عن: ابن عمّه عيسى بن المختار، وقيس بن الربيع.

وعنه: أبو كُرَيْب، وأحمد الدَّوْرقيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غَرَزَة.

وثَّقة الدَّارقُطْنيّ.

ومات سنة تسع عشرة.

ولي قضاء الكوفة.

63-

بكر بن محمد العابد3:

عن: سُفيان الثَّوريّ، والفُضّيل بن عياض، وعليّ بن بكّار.

وعنه: أحمد بن أبي الحواريّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وحسن بن مالك الضَّبِّيّ، وآخرون.

وهو قليل الحديث.

64-

بلال بن يحيى بن هارون الأسْوانيّ. أبو الوليد:

عن: اللَّيث، ومالك، وابن لهيعة.

1 تقدمت ترجمته في الجزء السابق.

2 الطبقات الكبرى "6/ 406"، الجرح والتعديل "2/ 389"، الثقات لابن حبان "8/ 46"، تهذيب التهذيب "1/ 485".

3 الجرح والتعديل "2/ 393"، الثقات لابن حبان "8/ 147".

ص: 52

تُوُفّي سنة سبْع عشرة ومائتين.

روى عنه: يحيى بن محمد رفيقه.

"حرف الثاء":

65-

ثابت بن محمد الكوفي1 -خ. ت-. أبو محمد العابد:

عن: مِسْعر بن كدام، وفِطْر بن خليفة، والثَّوْريّ، وزائدة.

وعنه: خ، وأحمد بن مُلاعب، وأبو زرعة، وأبو بكر الصنعاني، وأبو حاتم، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الحاكم: ليس بضابط.

تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمس عشرة.

66-

ثُمامةُ بنُ أشرس2:

أبو معن النُّمَيريّ البصْريّ المتكلم. أحد رؤوس المعتزِلة المشهورين.

قال المبرد: قال ثُمامة: خرجت من البصرة أريد المأمون، فرأيت مجنونًا شُدَّ، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: ثُمَامة.

قال: المتكلّم؟ قلت: نعم.

قال: جلستَ على هذه الآجُرَّة، ولم يأذن لك أهلُها.

قلت: رأيتها مبذولة.

قال: لعلّ لهم تدبيرًا غير البذْل. أخبِرْني متى يجد النّائم لَذَّةَ النوم؟ إن قلتَ: قبل أن ينام أحلْت؛ لأنّه يَقْظَان. وإنْ قلتَ: في حال النَّوم أبطلت؛ لأنّه لَا يعقل. وإنْ قلتَ:

1 الطبقات الكبرى "6/ 404"، التاريخ الكبير "2/ 170"، الجرح والتعديل "2/ 457، 458"، الثقات لابن حبان "8/ 158"، ميزان الاعتدال "1/ 366، 367"، تهذيب التهذيب "2/ 14".

2 تاريخ بغداد "7/ 145-148"، الأغاني "4/ 18"، ميزان الاعتدال "1/ 371" سير أعلام النبلاء "10 203-206".

ص: 53

بعده، فقد خرج عنه، ولا يوجد الشيء بعد فقدِهِ.

فما كان عندي فيها جواب.

وعنه أيضًا قال: عُدْتُ رجلًا وتركتُ حماري على بابه. ثم خرجت، فإذا عليه صبيّ فقلت: لِمَ ركبتَ بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب، فحفِظْتُهُ لك.

قلت: لو ذهب كان أهوَن عليَّ.

قال: فهبْه لي وَعُدَّ أنّه ذهب، واربح شُكري. فلم أدرِ ما أقول!

وقال الخطيب في تاريخه: أنا الحسين بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عَلّاثة، أنا أحمد بن جعفر بن سَلْم، نا أبو دُلف هاشم بن محمد الخَزَاعيّ، نا الجاحظ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين: حدّثني ثُمامة بن أَشرس. قال: شهِدتُ رجلًا وقد قدّم خصمه إلى والٍ وقال: أصلحك الله، هذا ناصبيّ، رافضيّ، جَهْميّ، مُشَبَّه، يشتم الحَجّاج بن الزُّبَير الذي هدم الكعبة على عليّ بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب.

وقال الخطيب: نا الصَّيْمَرِيّ، نا المَرزبانيّ: أخبرني محمد بن يحيى، نا يمَوُت بن المُزَرِّع: حدّثني الجاحظ قال: دخل أبو العَتَاهية على المأمون فطعن على المُبْتَدِعة، ولعَن القَدَرِيّة. فقال المأمون: أنت صاحب شعرٍ ولغةٍ، وللكلام قوم.

قال: نعم، ولكن اسأل ثُمامةَ عن مسألةٍ، فقُلْ لهُ يُجِبْني. ثم أخرج يده فحرَّكها وقال: يا ثُمامة مَن حرَّك يدي؟ قال: مَن أُمُّه زانية.

فقال: شتمني والله.

قال ثُمامة: ناقضَ واللهِ.

قال أبو رَوْق الهِزّانيّ: نا الفضل بن يعقوب قال: اجتمع ثُمامة ومعه يحيى بن أكثم عند المأمون، فقال المأمون ليحيى: ما العِشْق؟ قال: سَوانحُ تَسْنَح للعاشق يُؤْثرُها ويهيم بها.

قال ثُمامة: أنت بالفِقْه أبصر منك بهذا، ونحن أحذق منك.

قال المأمون: فقُلْ.

قال: إذا امتزجت جواهرُ النُّفوس بوصل المُشَاكلة نتجت لُمَحُ نورٍ ساطع تستضيء

ص: 54

به نواظر العقل، ويهتزّ لإشراقه طبائع الحياة، يُتَصَوَّر من ذلك اللَّمْح نورٌ خاصٌ بالنّفس، متصلٌ بجوهرها يُسمَّى عِشْقًا.

فقال المأمون: هذا وأبيك الجواب!!.

هارون بن عبد الله الحمّال: أنا محمد بن أبي كَبْشة قال: كنت في سفينةٍ، فسمعت هاتفًا يقول: لَا إله إلّا الله، كذب المَرِيسيّ على الله. ثم عاد الصّوت: لَا إله إلّا الله، على ثُمامة، والمَرِيسيّ لعنهُ الله.

قال: ومعنا رجلٌ من أصحاب المَرِيسيّ في المركب فخرّ ميتًا.

اتصل ثُمامة بالرشيد، ثم من بعده بالمأمون، وكان أحد من يقول بخلْق القرآن.

حكى عن تلميذه الجاحظ نوادر وملحًا. كان هو وبِشْر المَرِيسيّ آفةً على السُّنَّةِ وأهلِها.

قال الفقيه الحافظ أبو محمد بن حزم: ذُكِر عنه أنّه كان يقول: إنّ العالم فعل الله بطباعه. وإنّ المقلِّدين من اليهود والنصارى وعباد الأوثان لا يدخلون النار، بل بصيرون تُرابًا. وإنّ من مات من المؤمنين مُصِرًّا على كبيرة مُخَلَّد في النّار. وإنّ جميع أطفال المؤمنين يصيرون تُرابًا ولا يدخلون الجنّة.

"حرف الجيم":

67-

جعفر بن جَسْر بن فرقد البصْريّ 1:

عن: أبيه، وهشام بن حسّان، وحبيب بن الشهيد.

قال أبو حاتم: كتبتُ عنه وهو شيخ. ولقبُهُ شُبّان.

وعنه: أبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ.

وهو ممَن يُعتَبَر بحديثه.

وله مناكير عن أبيه.

وهو أيضًا ضعيف.

1 الجرح والتعديل "2/ 476"، الثقات لابن حبان "8/ 159"، ميزان الاعتدال "1/ 403، 404".

ص: 55

قال ابن عديّ: جعفر بن جَسْر أحاديثه مناكير.

وقال أبو الفتح الأزديّ: يتكلمون فيه.

قلت: وقع لي حديثه بعُلُوّ، والله أعلم.

68-

جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصْريّ1:

الحَسَنيّ الأنصاريّ.

حدَّث عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان.

وولي قضاء الجانب الشرقي في أيام المأمون، وأول دولة المعتصم.

وقال أبو زرعه: ولي قضاء الري، وهو صدوق.

وقال أبو حاتم: جهمي ضعيف.

قلت: روى عنه: أبو الأحوص محمد بن نصر، وإبراهيم السوطي. ومات سنة تسع عشرة.

69-

جنادة بن مروان الحمصي2:

عن: حريز بن عثمان، وعيسى بن أبي رزين الثمالي.

وعنه: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وعمران بن بكار، ومحمد بن عوف.

قال أبو حاتم: ليس بقوي، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بُسْر أنِّه رأى في شارب النبيّ صلى الله عليه وسلم بياضًا بحيال شفتيه3.

"حرف الحاء":

70-

حاتم الجلاب المروزي4:

1 الجرح والتعديل "2/ 485، 486"، تاريخ بغداد "7/ 160- 162".

2 الجرح والتعديل "2/ 516"، ميزان الاعتدال "1/ 424"، لسان الميزان "2/ 139".

3 حديث صحيح لغيره: أخرجه البخاري "3546"، وأحمد في المسند "4/ 187، 188"، والبغوي في شرح السنة "3655".

4 الجرح والتعديل "3/ 261"، الثقات لابن حبان "8/ 211"، تهذيب التهذيب "2/ 132".

ص: 56

صاحب ابن المبارك. قيل: هو ابن العلاء، وقيل: ابن يوسف، وقيل: ابن إبراهيم.

روى أيضًا عن: خالد الطّحان، وفُضَيْل بن عِياض.

وعنه: أحمد بن عَبده الآمُليّ، ومحمد بن عبد الله بن قُهْزَاذ، ومحمد بن موسى المَرْوَزِيُّون.

مات سنة: ثلاث عشرة.

71-

حاتم بن عبيد الله:

أبو عبيدة النميري.

ذُكِر في الطبقة الماضية.

72-

الحارث بن خليفة1 أبو العلاء المؤدب:

سمع: شعبة، وأبان بن زيد.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن غالب تَمْتام، وحَمْدان بن عليّ.

73-

الحارث بن منصور الواسطيّ2:

الزاهد، أبو سُفيان، ويُقال: أبو منصور.

عن: سُفيان، وإسرائيل، وبحر السَّقّاء، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم.

وعنه: الحَسَن بن مُكْرَم، والباغَنْديّ الكبير، وخلف بن محمد كُرْدُوس، ويحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقان، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي.

قال أبو حاتم: صدوق.

74-

حَبّان بن هلال الباهليّ3 -د-:

1 الجرح والتعديل "3/ 74"، ميزان الاعتدال "1/ 433"، لسان الميزان "2/ 149".

2 الجرح والتعديل "3/ 90، 91"، الثقات لابن حبان "8/ 182"، ميزان الاعتدال "443، 444"، التهذيب "2/ 158".

3 الطبقات الكبرى "7/ 299"، التاريخ الكبير "3/ 113"، الجرح والتعديل "3/ 297"، الثقات لابن حبان "8/ 214"، التهذيب "2/ 170".

ص: 57

ويقال: الكناني البصري. أبو حبيب.

عن: شعبة، وجُوَيْرية بن أسماء، وأبان العطّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وسَلْم بن زَرِير، ومَعْمَر بن راشد، وهمام بن يحيى، وطائفة.

وعنه: أحمد بن سعيد الدّارميّ، وإسحاق الكَوْسج، وعَبْد بن حُمَيد، والدَّارميّ، ومحمد بن الحسين الحنَيْنيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق.

وثقة ابن مَعِين، وأحمد بن حنبل.

وقال ابن سعد: كان ثقة حُجّةً ثَبْتًا، امتنع من التّحديث قبل موته.

قال: ومات بالبصرة في رمضان سنة ست عشرة.

قلت: ولامْتناعه لم يسمع منه البخاريّ، وأبو حاتم، وطبقتهما. وهو مر آخر مَن حدّث عن مَعْمَر.

قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى بالبصْرة في التثبُّت.

قال بكّار بن قُتَيْبَة: ما رأيت نَحْويًّا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني.

75-

حبيب بن أبي حبيب مرزوق1:

وقيل: رُزَيْق.

أبو محمد الحنفيّ مولاهم المدنيّ، كاتب مالك وقارئه. كان يقرأ عليه "المُوَطّأ" للناس في بعض الأوقات.

وبقراءته سمع يحيى بن بُكَيْر مرّة.

قال ابن مَعِين، وغيره: أشَرُّ السَّماع عَرْضُ حبيب على مالك. كان يقرأ، فإذا انتهى المجلس صَفَح أوراقًا وكتب: بلغ.

وقال أبو أحمد الحاكم: روى أحاديث شبيهة بالموضوعة عن مالك، وابن أبي ذئب، وهشام بن سعد.

روى عنه: الربيع بن سليمان الجيزي، وأحمد بن الأزهر.

1 الجرح والتعديل "3/ 100"، المجروحين لابن حبان "1/ 265"، ميزان الاعتدال "1/ 452، 453"، التهذيب "2/ 181، 182".

ص: 58

أخبرنا السراج: سمعتُ محمد بن سهل بن عسكر قال: كتبنا عن حبيب كاتب مالك عشرين حديثًا، فأتينا ابن المدينيّ، فَعَرضنا عليه فقال: هذا كله كذب.

وقال يحيى بن مَعِين: وعامّة سماع المصريّين عرْض حبيب.

ثم قال ابن مَعِين: سألوني عنه بمصر فقلتُ: ليس بشيء.

وقال الإمام أحمد: حبيب ليس بثقة.

وقال النسائي: متروك.

وقال ابن عديّ: كان يضع الحديث. ثم روى له عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، حديثين موضوعين.

وروى عن ابن أبي ذئب، وشبْل بن عَبّاد، وهشام بن سعد المناكير، وعنه: عبد الله بن الوليد الحرّانيّ، وأحمد بن الأزهر، وحام بن نوح، ومحمد بن مسعود العجميّ، وجماعة.

سكن مصر وبها تُوُفّي سنة ثمان عشرة.

ومن حديثه: قال ابن عديّ: ثنا محمد بن حاتم بالرملة، وإسماعيل بن محمد بن يوسف أبو هارون الجبرينيّ، وهي مدينة بيت إبراهيم عليه السلام، وحوله قرى، وفيه قبر إبراهيم، وكلّ مَن يدخل هذه القرية يضيفونه ويقولون: إنّه ضيف إبراهيم. ولإبراهيم عليه السلام أوقاف على الضيافة إلى السّاعة1.

قَالَ: ثَنَا حَبِيبٌ، نَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَمَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلامُ الْمَرْءِ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا قِبْلَتُهُ"2.

قال ابن عديّ: وهذا عن مالك، وابن أبي ذئب باطل، إنّما يَرِدُ به عبد الله بن محمد الرقّيّ، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، وإسحاق متروك الحديث.

76-

حَجّاج بن رِشْدين بن سعد3 أبو الحسن المصري:

1 أخرجه ابن عدي في الكامل "2/ 818".

2 حديث موضوع: أخرجه ابن عدي في الكامل "2/ 818"، وفيه صاحب الترجمة وكان يضع الحديث.

3 الجرح والتعديل "3/ 160"، الثقات لابن حبان "8/ 202"، ميزان الاعتدال "1/ 461".

ص: 59

روى عن: أبيه، وحَيْوَة بن شُرَيْح.

توُفّي سنة إحدى عشرة ومائتين.

ضعفّه أبو أحمد بن عديّ.

77-

حَجّاجُ بنُ مِنْهال الأنماطيّ البصْريّ1 -ع- أبو محمد:

عن: قُرَّةَ بن خالد، وشُعبة، وجُوَيرِية، والحَمَّادَيْن، وهَمّام، وعبد العزيز الماجِشُون، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، وجماعة.

وعنه: خ. والباقون بواسطة، وإسحاق الكَوْسَج، وإسحاق شاذان، وأحمد بن الفُرات، وإسماعيل القاضي، وعَبْد، والدّارميّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وهلال بن العلاء، وأبو مسلم الكَجِّيّ، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة فاضل.

وقال أحمد العِجْليّ: ثقة، رجل صالح. كان سمسارًا يأخذ من كلّ دينار حبّة، فجاء خُرَاسان موسرٌ من أصحاب الحديث، فاشترى له أنماطًا، فأعطاه ثلاثين دينارًا، فقال: ما هذه؟ قال: سمسرتك.

قال: دنانيرك أهون عليّ من هذا التُّراب. هاتِ من كلّ دينار حَبَّة. فأخذ دينارًا وكَسْرًا.

وقال خلف كُرْدوس: تُوُفّي سنة ستّ عشرة، وكان صاحب سُنّة يُظْهرها.

وقال ابن سعْد، والبخاريّ: تُوُفّي سنة سبْع عشرة، في شوال.

78-

حَجّاجُ بنُ أبي منيع الرصافّي2:

عن: جدّه عُبَيد الله بن أبي زياد الرُّصافيّ، رُصافة هشام بن عبد الملك، عن الزُّهْريّ، وله عنه نسخة كبيرة.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وابن وَارَةَ، وهلال بن العلاء، ويعقوب

1 الطبقات الكبرى "7/ 301"، التاريخ الكبير "2/ 380"، الجرح والتعديل "3/ 167"، الثقات لابن حبان "8/ 202"، التهذيب "2/ 206".

2 الطبقات الكبرى "7/ 474"، التاريخ الكبير "2/ 380"، الثقات لابن حبان "8/ 202"، تهذيب التهذيب "2/ 207، 208".

ص: 60

الفَسَويّ، وأحمد بن مهديّ الإصبهانيّ، وأيوب الوزّان، وأبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبيّ، وجماعة.

قال هلال: وكان من أعلم النّاس بالأرض وما أنبتت، وأعلم الناس بالفَرس من ناصيته إلى حافِره، وبالبعير من سَنامه إلى خُفّه. وكان مع بني هشام في الكتاب.

كذا قال، وإنّما الذي كان مع بني هشام جده عبيد الله.

قال الذهلي: لم أر لعبيد الله رواية غير ابن ابنه الذي يقال له: حجاج بن أبي منيع. أخرج إليَّ جزءًا من حديث الزهري، فنظرت فيها فوجدتها صحاحا.

وذكره ابن حبان في "الثقات".

وعلق له البخاري في الطلاق.

واسم أبيه يوسف بن عبيد الله. وقال هلال بن العلاء: سكن حلب في آخر عُمره.

وقال الحَجّاج في سنة ستّ عشرة ومائتين: أنا اليوم ابن ستٍّ وسبعين سنة.

79-

حجاج بن نصير1 -ت- أبو محمد الفساطيطي القيسي البصري:

عن: هشام الدّسْتُوائيّ، وأبى خَلْدَة خالد بن دينار، وَقُرَّةَ بن خالد، وفِطْر بن خليفة، ومبارك بن عَبّاد، وخلْق.

وعنه: أحمد بن سعيد الدّارميّ، والرَّماديّ، ومحمد بن عبد الملك الدَّقِيقيّ، وأحمد بن الحسن التِّرْمِذيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو محمد الدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق آخرهم أبو مسلم الكجّيّ.

قال أبو حاتم: ضعيف تُرك حديثه.

وقال البخاريّ: يتكلمون فيه.

وقال النسائيّ: ضعيف لا يُكتَب حديثه.

وذكره ابن حبان في "الثقات" لكن قال: يخطىء ويهم.

1 الطبقات الكبرى "7/ 305"، التاريخ الكبير "2/ 380"، الجرح والتعديل "3/ 167"، الثقات لابن حبان 8"/ 202"، التهذيب "2/ 208، 209".

ص: 61

وقال مُطَيِّن: مات سنة ثلاث عشرة.

قلت: وساق له ابن عديّ أيضًا أحاديث وَهِم في سندها، أما متونها فمعروفة.

80-

حجين بن المثنى1 -خ. م. د. ت. ن-:

أبو عمر اليمامي نزيل بغداد.

عن: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان، وعبد العزيز بن الماجِشُون، واللّيث، ومالك، وجماعة.

وعنه: أحمد، ومحمد بن رافع، وحَجّاج بن الشّاعر، وأحمد بن منصور الرَّماديّ، وأحمد بن منصور زاج، وعبّاس الدُّوريّ، وطائفة.

قال البخاريّ: كان قاضيًا على خُراسان، وأصله من اليَمَامة.

وقال ابن سعْد: قدِم بغداد، ونزلها، وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق، وكان ثقة.

قلت: توفي بعد عشرٍ ومائتين، أو قبلها.

81-

الحر بن مالك2 -ق-. أبو سهل العنبري البصري:

عن: مالك بن مِغْوَلٍ، وشُعبة، ووُهَيب.

وعنه: بُنْدار، وابن وَارَةَ، وأبو حاتم الرازيّ، وقال: صدوق، ومحمد بن سليمان الباغَنْديّ.

82-

حسان بن حسان بن أبي عباد3. أبو علي البصري نزيل مكة:

عن: شعبة، وهمام بن يحيى، وجماعة.

1 الطبقات الكبرى"7/ 338"، التاريخ الكبير "3/ 134"، الجرح والتعديل "3/ 319"، الثقات لابن حبان "8/ 219"، التهذيب "2/ 216".

2 التاريخ الكبير "3/ 83"، الجرح والتعديل "3/ 278"، ميزان الاعتدال "1/ 471"، تهذيب التهذيب "2/ 221، 222".

3 التاريخ الكبير "3/ 34، 35"، الجرح والتعديل "3/ 238"، الثقات لابن حبان "8/ 208"، ميزان الاعتدال "1/ 478"، التهذيب "2/ 248".

ص: 62

وعنه: خ. وأبو زُرْعَة الرازيّ، ومحمد بن أحمد الْجُنَيْد الدّقّاق، ويحيى بن عبدك القزويني، وعلي بن الحسن السخاوي.

قال أبو حاتم: منكر الحديث.

قلت: مات سنة ثلاث عشرة. وكان المقرئ يثني عليه.

83-

حسان بن حسان الواسطي1:

شيخ ليس بالقوي، ينفرد عن الثقات. عالم يتابع عليه. قاله الدارقطني.

وقال: ليس هو بالذي يروي عنه البخاريّ.

84-

الحسن بن بلال البصْريّ ثم الرملّي2:

عن: جرير بن حازم، وحَمَّاد بن سَلَمَةَ، وأشعث بن بَرَاز، ونصر بن طَرِيف.

وعنه: جعفر بن مسافر التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أسد بن موسى، والفضل بن يعقوب الرُّخاميّ، ومحمد بن عَوْن الطّائيّ، وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.

له حديث في "اليوم والليلة".

85-

الحسن بن الحسين العُرَنّي الكوفيّ3:

عن: أجلح بن عبد الله الكِنْديّ، وجرير بن عبد الحميد، وأهل الكوفة.

وعنه: جعفر بن عبد الله العلويّ، وغيره.

ومن متأخّري الرُّواة عنه: الحسين بن الحَكَم الحِبَرِيّ.

ضعفّه ابن حبّان.

86-

الحسن بن خُمَير الحرازيّ4 -ت. حمصيُّ مُقِلٌّ صدوق:

1 المغني في الضعفاء "1/ 156"، ميزان الاعتدال "1/ 478"، لسان الميزان "2/ 187".

2 الجرح والتعديل "3/ 2، 3"، الثقات لابن حبان "8/ 171"، تهذيب التهذيب "2/ 258".

3 الجرح والتعديل "3/ 6"، المجروحين لابن حبان "1/ 238"، ميزان الاعتدال "1/ 483-485".

4 الجرح والتعديل "3/ 11"، الثقات لابن حبان "8/ 172"، تهذيب التهذيب "2/ 274".

ص: 63

عن: إسماعيل بن عبّاس، والجرّاح بن مَلِيح البَهْرانيّ وعنه: عِمران بن بكّار، ومحمد بن عوف الطائي.

87-

الحسن بن سوار1 -د. ت. ن. أبو العلاء البغوي المروذي:

حدّث ببغداد عن: عِكْرمة بن عمّار، وموسى بن عليّ بن رباح، واللَّيْث بن سعْد، ومبارك بن فَضَالَةَ، وإسماعيل بن عيّاش، وغيرهم.

وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازيّ، وإسحاق الحربيّ، وهارون الحمّال، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ.

قال أبو حاتم: صدوق.

ووثّقه أحمد.

تُوُفّي سنة ستّ عشرة بخُراسان.

88-

الحسن بن عطية بن نجيح2 -ت. أبو علي القرشي الكوفي البزاز:

عن: أبي عاتكة صاحب أنّس، وعن: حمزة الزّيات، وَفُضَيْلِ بن مرزوق، ويعقوب القُمّي، وجماعة.

وقرأ القرآن على حمزة.

قرأ عليه: محمد بن عيسى الإصبهاني، وغيره.

وروى عنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، وأبو زرعة الرازي، والبخاري في تاريخه، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال البخاري: مات سنة إحدى عشرة ومائتين، أو نحوها.

قال محمد بن عيسى الإصبهاني: قرأت عليه القرآن، فقال لي: قرأت على حمزة ختمة.

1 الطبقات الكبرى "7/ 375"، الجرح والتعديل "3/ 17"، ميزان الاعتدال "1/ 493، 494"، التهذيب "2/ 281، 282".

2 التاريخ الكبير "2/ 301"، الجرح والتعديل "3/ 27"، تهذيب التهذيب "2/ 294".

ص: 64

89-

الحسنُ بن عَنْبَسَةَ الورّاق1:

بصْريّ.

روى عن: شُعبة، وشَرِيك.

وعنه: ابنه حمّاد، ومحمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، وجماعة.

قال ابن قانع: تُوُفّي في رمضان سنة ثلاث عشرة.

90-

الحسَن بن قُتَيبة الخُزَاعيّ المدائنيّ2:

عن: مِسْعَر، وموسى بن عُبَيْدة، وعِكرِمة بن عمار، وحجاج بن أرطأة، وحمزة الزّيّات، وجماعة.

وعنه: الحَسَن بن عَرَفَة، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ، والحَسَن بن مُكرَم، والحارث بن أبي أُسامة، وأحمد بن حازم، وأحمد بن حازم بن أبي غَرزَة.

قال الدارقطنيُّ: متروك الحديث.

وقال أبو حاتم: ضعيف.

وَيُكْنَى أبا علّي.

وقد ذكره العُقَيْليّ في "الضُّعَفاء" فروى عن محمد بن بحر الواسطيّ، عنه حديثًا وَهَمَ في سَنَده.

وَسَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ، أَحَدُهُمَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ، عَنْهُ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَمُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ:"مَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي فَلَهُ أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ"3.

وَهَذَا أَخَافُ لا يَكُونُ مَوْضُوعًا، وما فيه مجروح سوى الحسن.

1 الجرح والتعديل "3/ 31"، ميزان الاعتدال "1/ 516".

2 الجرح والتعديل "3/ 33، 34"، الثقات لابن حبان "8/ 168"، ميزان الاعتدال "1/ 518، 519".

3 حديث ضعيف جدًّا: أخرجه البيهقي في الزهد "2/ 118"، وابن عدي في الكامل "2/ 739"، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب.

ص: 65

91-

الحسن بن واقع1. أبو عليّ صاحب ضَمْرَةَ بن ربيعة:

روى عنه: محمد بن مسلم بن وَارَةَ، والبخاريّ في غير "الصحيح"، وإسماعيل سَمُّويْه، وجماعة.

وهو من أهل الرَّمْلَةِ.

وثقة ابن حِبّان.

وتُوُفّي سنة عشرين ومائتين.

ولا أعلمه روى عن غير ضَمْرة إلّا عن أيّوب بن سُوَيْد شيئًا.

وقد كتب عنه يحيى بن مَعِين، مع تقدُّمه.

وحدَّث عنه أبو حاتم. ويقال: صدوق.

92-

الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ بْن زَعْلان2 -خ:

أبو علي العامري الفقيه البغداديّ الملقب بإشْكاب، من أبناء الخُراسانّية.

روى عن: محمد بن راشد المكحوليّ، وفُلَيْح بن سليمان، وشَرِيك، وجماعة.

وعنه: ابناه علي، ومحمد، ومحمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن عبد الله المخرمي.

قال ابن سعْد: لزِم أبا يوسف القاضي فأبصر الرأي، ثم قعد عنهم، ولم يزل ببغداد يؤتَى في الحديث والفِقْه إلى أن مات سنة ستّ عشرة، وهو ابن إحدى وسبعين سنة. ووثّقه أبو بكر الخطيب.

وروى له البخاريّ مقرونا بغيره.

93-

الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني3 -م. ق:

1 الطبقات الكبرى "7/ 472"، التاريخ الكبير "2/ 307"، الجرح والتعديل "3/ 40"، تهذيب التهذيب "2/ 324".

2 الطبقات الكبرى "7/ 348"، الجرح والتعديل "3/ 46"، تهذيب التهذيب "2/ 329، 330".

3 التاريخ الكبير "2/ 391"، الجرح والتعديل "3/ 50"، الثقات لابن حبان "8/ 186"، تهذيب التهذيب "2/ 337، 338".

ص: 66

أبو محمد الإصبهاني.

ثقة، نبيل، كوفيّ. نقل علمًا كثيرًا إلى إصبهان، وأفتى بمذهب الكوفيين.

وكان إليه الرئاسة والقضاء والفتوى بإصبهان.

وروى عن: السُّفْيانَيْن، وهشام بن سَعْد، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وعبد العزيز بن أبي رَوَّاد، وأبي يوسف القاضي، وجماعة.

وعنه: حفيده أحمد بن محمد، وأَسِيد بن عاصم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن الفُرات، وعمر بن شَبَّة، وأبو قِلابة الرِّقاشِيّ، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ المكّيّ، ويحيى بن حاتم العسْكريّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْمي، وجماعة كبيرة.

قال أبو حاتم: محلُّه الصِّدْق.

وقال أبو حاتم أيضًا: هو أحبّ إليّ من عصام بن يزيد جَبَّر.

وقال أبو نُعَيْم: كان وجه النّاس وزَيْنَهم. وكان دخْلُه في كلّ سنة مائة ألف درهم، فما وجبت له زكاة قطّ. وكانت جوائزه وَصِلاتُهُ دارَّةً على المُحَدّثين وأهل العلم والفضل مثل أبي مسعود، وعَمْرو بن عليّ. وكان من المختصّين بسُفيان الثَّوريّ.

وقيل: إنّ سُفيان حَجَّ على مَرْكبه.

قلت: وآخر من روى عنه محمد بن إبراهيم الْجَيْرانيّ.

تُوُفيّ سنة اثنتي عشرة.

94-

الحسين بن خالد1. أبو الْجُنَيد، البغداديّ الضرير:

عن: شُعبَة، والثُّوريّ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، ومُقاتل بن سليمان، وعبد الحَكَم صاحب أَنّس، وجماعة.

وعنه: سَلْمان بن ثَوْبة البهْرانيّ، والحسن بن مُكْرَم، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.

قال ابن معين: ليس بثقة.

1 الكنى والأسماء للدولابي "1/ 139"، ميزان الاعتدال "1/ 534".

ص: 67

95-

الحسينُ بنُ عُرْوة البصْريّ1 -ق:

عن: الحمَّاديْن، ومالك.

وعنه: أحمد بن المعدِّل الفقيه، ونصر بن علي الْجَهْضميّ، وبكر بن خَلَف ختن المقرئ، وغيرهم. قال أبو حاتم: لَا بأس به.

96-

الحسين بن محمد بن بهرام2 -ع:

أبو أحمد المروذي المؤدب نزيل بغداد.

ويقال: أبو عليّ.

عن: شَيْبان النَّحْويّ، وجرير بن حازم، وإسرائيل، وسليمان بن قَرْم، وابن أبي ذئب، وأبي غسان محمد بن مُطَرِّف، وجماعة.

وعنه: أحمد، وابن معين، وأبو خيثمة، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وطائفة.

ومن القُدماء: عبد الرحمن بن مَهْديّ.

ومن المتأخرين: حنبل بن إسحاق.

قال معاوية بن صالح بن أبي عُبَيد الله الأشعريّ: قال أبو أحمد حسين بن محمد: قال لي أحمد بن حنبل: اكتُبُوا عنه. وجاء معي إليه يسأله أن يحدّثني.

وقال ابن سعد: ثقة.

وقال النسائيّ: ليس به بأس.

قال حنبل: مات سنة ثلاث عشرة.

وقال مُطين: سنة أربع عشرة.

97-

حفص بن حمزة3:

1 الجرح والتعديل "3/ 62"، ميزان الاعتدال "1/ 541"، تهذيب التهذيب "2/ 343".

2 الطبقات الكبرى "7/ 338"، التاريخ الكبير "2/ 390"، الجرح والتعديل "3/ 64"، الثقات "8/ 185"، التهذيب "2/ 366".

3 تاريخ بغداد "8/ 201، 202".

ص: 68

أبو عمر الضّرير البغداديّ.

عن: سَوّار بن مُصْعَب، وجماعة.

وعنه: الحارث بن أبي أسامة.

98-

حفص بن عمر البصري1 -د. أبو عمر الضرير:

عن: جرير بن حازم، ومبارك بن فَضَالَةَ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وغيرهم.

وعنه: د. وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وحفص بن عمر الحَبَطّي السَّيّاريّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُباب الْجُمَحيّ، وآخرون.

قال أبو حاتم: صَدُوق، يحفظ عامّة حديثه.

وقال ابن حبان: كان من العلماء بالفقه، والأخبار، والفرائض، والحساب، والشعر، وأيام الناس، وولد أعمى.

وقال ابن عساكر: مات لتسعٍ بقين من شَعبان سنة عشرين. كذا ورّخ موته أبو داود.

99-

حفص بن عمر بن خالد:

أبو عمر المازنيّ البصْريّ.

سمع: جعفر بن سليمان الهاشميّ، والنَّضْر بن عاصم الهُجَيْميّ.

وعنه: أبو مسعود يزيد بن خالد، وأبو القلابة الرّقاشيّ.

كناه الحاكم.

وقال الدَّارَقُطْنيّ، يُحدِّث عن: شُعبة، وسعيد.

100-

حفص بن عمر الأبلي2:

تقدم في الطبقة الماضية، يؤخر إلى هنا.

1 الجرح والتعديل "3/ 183"، الثقات لابن حبان "8/ 199"، ميزان الاعتدال "1/ 565"، التهذيب "2/ 411، 412".

2 الجرح والتعديل "3/ 183"، المجروحين لابن حبان "1/ 258، 259"، ميزان الاعتدال "1/ 561، 562".

ص: 69

يروي عن: ثور بن يزيد، ومسعود بن كدام، وعبد الله بن المُثَنَّى، وجعفر بن محمد، وغيرهم.

وعنه: إبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن سليمان الباغَنْديّ، وأبو حاتم، ويزيد بن سِنان القزّاز، وجدّ أبي جعفر العُقَيْليّ.

قال: حفص بن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الأُبُلّيّ.

قال ابن عديّ: أحاديثه كلها مُنْكَرَة المثْنى، أو مُنْكَرَةُ الإسناد. وهو إلى الضعف أقرب.

قال أبو حاتم: كان شيخا كذابا.

101-

حفص بن عمر بن ميمون العَدنيّ1:

الملقّب بالفَرْخ. يُكَنَّى أبا إسماعيل.

عن: ثور بن يزيد، وابن أبي ذئب، ومالك بن مغْوَل، والحَكَم بن أبان، والفضل بن لاحق، وشُعْبة، وطائفة.

وعنه: أحمد بن عمر الوَكِيعيّ، وعثمان بن طالوت بن عَبّاد، وعبّاس التُّرْقفيّ، ومحمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، ومحمد بن مُصَفَّى، وهارون بن مُلُوك المصريّ، وآخرون.

قال أبو حاتم: أنا أبو عبد الله الطهراني: ثنا حفص بن عمر العدني وكان ثقة.

وقال أبو حاتم: كان لَيِّنُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.

وَقَالَ ابن عديّ: عامة حديثه غير محفوظ.

ويقال له: الصنعانيّ.

102-

حفص بن عمر الحَوْضيّ. صاحب شُعبة:

في الطبقة الآتية.

1 التاريخ الكبير "2/ 365"، الجرح والتعديل "3/ 182"، المجروحين لابن حبان "1/ 257"، التهذيب "2/ 410، 411".

ص: 70

103-

حفص بن عمر بن حكيم1:

ويُعرف بحفص الكَفْر.

عن: هشام بن عُرْوَة، وعَمْرو بن قيس.

وعنه: علي بن حرب الطائي، وتمتام.

قال ابن عدي: حدَّث بالبواطيل. ثم ساق له عدّة أحاديث واهية.

104-

الحكم بن أسلم2:

وهو ابن سلمان. أبو مُعاذ الحَجَبيّ.

عن: شعبة، وعبد العزيز بن مسلم.

وعنه: أبو حاتم وقال: صَدُوق، ومحمد بن غالب تَمْتام.

105-

الحَكَم بن المبارك الباهليّ3:

مولاهم البلْخي الخاشِتيّ، أبو صالح.

عن: مالك، وحمّاد بن زيد، وشَريك، ومحمد بن راشد المكحوليّ.

وعنه: أبو محمد الدَّارميّ، ويحيى بن بشر، ويحيى بن زكريا البلخيان.

وثقة ابن حبان.

وأخرج له التِّرْمِذِيُّ، والبخاريّ في كتاب "الأدب".

وقد روى عبد بن حُمْيد في مسنده، عن الدَّارميّ، عنه حديثًا، وقع لنا موافقةً بعلوٍّ من كتاب الدّارميّ.

قال البخاريّ: مات سنة ثلاث عشرة أو نحوها.

قال محمد بن العبّاس بن الأخرم في وصيته: قال الحَكَم بن المبارك البَلْخيّ: إنّ الْجَهْميّ لَا يعرف ربه.

1 المجروحين لابن حبان "1/ 259، 260"، ميزان الاعتدال "1/ 563"، لسان الميزان "2/ 326".

2 الجرح والتعديل "3/ 114".

3 التاريخ الكبير "2/ 344"، الجرح والتعديل "3/ 128"، الثقات لابن حبان "8/ 95"، تهذيب التهذيب "2/ 438".

ص: 71

106-

الْحَكَمُ بنُ المبارك النَّيْسابوريّ:

سمع: خارجة بن مُصْعب، والوليد بن سَلَمَةَ.

روى عنه: قطن بن إبراهيم، ومحمد بن الحَجّاج العامريّ النَّيْسَابوريّان.

107-

الْحَكَمُ بنُ محمد الآمليّ الطبريّ1:

أبو مروان، نزيل مكة.

سمع: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن أبي زائدة، وعبد المجيد بن أبي رَوّاد.

وعنه: سَلَمَةَ بن شبيب، والنضر بن سَلَمَةَ المَرْوَزِيّ، والبخاريّ في كتاب "أفعال العباد".

وما ليَّنَهُ أحد.

108-

حمّاد بن عَمرو النَّصيبيّ2 أبو إسماعيل:

عن: الأعمش، والثَّوْريّ.

وعنه: عليّ بن حرب، وسَعدان، بن نصر، وإبراهيم بن الهيثم.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.

وَقَالَ الْفَلاسُ، وغيره: متروك.

وروى عنه أيضا: إبراهيم بن موسى الفرّاء، ومحمد بن مَهْران.

"حرف الخاء":

109-

خالد بن الحُباب البصري3:

أبو الحُبَاب، نزيل حماة.

سمع: ابن عَوْن، وسُليمان التَّيْميّ، وهشام بن حسان.

1 التاريخ الكبير "2/ 338"، الجرح والتعديل "3/ 127"، الثقات لابن حبان "8/ 195"، التهذيب "2/ 438".

2 التاريخ الكبير "3/ 28"، الجرح والتعديل "3/ 144"، المجروحين لابن حبان "1/ 252"، ميزان الاعتدال "1/ 598".

3 الجرح والتعديل "3/ 326"، الثقات لابن حبان "6/ 266"، ميزان الاعتدال "1/ 629".

ص: 72

وعنه: أبو حاتم، وغيرهم.

حديثه في الغيلانيات.

قال أبو حاتم: يكتب حديثه.

110-

خالد بن عبد الرحمن1 -د. ن. أبو الهيثم الخراساني، نزيل دمشق:

سمع: عيسى بن طَهْمان، ومالك بن مِغْوَلٍ، وشُعْبة، والمسعوديّ.

وعنه: يحيى بن مَعِين وَوَثَّقَهُ، وبحر بن نصر الخَوْلانيّ، والربيع المُراديّ، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن البَرْقيّ، وعبد الله بن أبي مَيْسرة المكّيّ، وآخرون.

111-

خالد بن عمرو السفلي، بالضم2. الحمصي:

عن: بقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، ومروان الفَزَاريّ.

وعنه: أبو حاتم الرازيّ وقال: شيخ.

وقال جعفر الفِرْيابيّ: كان يكذب.

112-

خالد بن القاسم المدائنيّ الحافظ3:

أحد المتَّهَمين بالكذب.

وضع على الليث بن سَعْد أحاديث.

قال الخطيب: خالد بن القاسم أبو الهَيْثم المدائنيّ، عن: الليث، وحماد بن زيد، وعُبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وجماعة.

حدث عنه: عيسى بن أبي حرب، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة.

وقال ابن معين، والبخاري، ومسلم: متروك.

وقال ابن معين أيضا: كان يزيد في الأحاديث، يوصلها لتصير مسندة.

1 الجرح والتعديل "3/ 341"، ميزان الاعتدال "1/ 633"، تهذيب التهذيب "3/ 103".

2 الجرح والتعديل "3/ 334"، ميزان الاعتدال "1/ 636، 637"، لسان الميزان "2/ 382".

3 التاريخ الكبير "3/ 167"، الجرح والتعديل "3/ 347، 348"، المجروحين لابن حبان "1/ 282، 283"، ميزان الاعتدال "1/ 637".

ص: 73

وقال أبو يحيى صاعقة: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. وقد روى عنه صاعقة وقال: كذّاب، يدَّعي ما لم يسمع. كنيته أبو الهيثم.

وقال أبو زُرْعة: كذّاب.

وقال أبو حاتم: متروك. صحب الليث من العراق إلى مصر.

113-

خالد بن مخلد القَطَوانيّ1. أبو الهَيْثَم البَجَليّ. وقطوان موضع بالكوفة:

سمع: مالكا، ونافع بن أبي نُعَيْم، وسليمان بن بلال، وعلي بن صالح بن حيّ، وأبا الغُصْن ثابت بن قيس، وعبد الله بن جعفر المَخْرَميّ، وكثير بن عبد الله المُزَنيّ، ومحمد بن موسى الفِطريّ، وجماعة.

وعنه: خ. والباقون سوى أبي داود، عن رجلٍ عنه، وعبد بن حُمَيْد، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن شدّاد المُسْمِعيّ، وأبو أميَّة الطَّرسُوسيّ، وطائفة.

ومن الكبار: عُبَيْد الله بن موسى.

قال ابن مَعِين: ما به بأس.

وقال أبو داود: صدوق لكنه يتشيَّع.

وقال مُطَيِّن: مات سنة ثلاث عشرة.

وقال ابن سَعْد: كان مُنْكر الحديث مُفْرِطًا في التَّشَيُّع، كتبوا عنه ضرورة.

114-

خالد بن يزيد الكاهليّ الكوفيّ2. المقرئ والمجود أبو الهيثم الكحال. من أصحاب جمزة الزّيّات:

روى عن: شيخه ضمرة، وإسرائيل، والحَسَن بن صالح الفقيه.

وعنه: خ، وأبو أُمَّية الطرسوسي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، ومحمد بن الحجاج الضبي، وآخرون.

1 الطبقات الكبرى "6/ 406"، التاريخ الكبير "3/ 174"، الجرح والتعديل "3/ 354"، ميزان الاعتدال "1/ 640"، التهذيب "3/ 116".

2 التاريخ الكبير "3/ 184"، الجرح والتعديل "3/ 360، 361"، الثقات لابن حبان "8/ 224"، تهذيب التهذيب "3/ 125".

ص: 74

وقرأ عليه: سهل بن محمد الحلاب، وغيره.

وعنه قال: قرأت على حمزة فقال لي حمزة: حسنها لا جعلني الله فداك.

مات سنة اثنتي عشرة.

وقال مُطَيِّن: سنة خمس عشرة.

وكان صدوقًا.

115-

خالد بن يزيد. أبو الوليد العُمريّ المكّيّ:

سيذُكر بعد.

116-

خالد بن يزيد وقيل: خالد بن أبي يزيد 1:

أبو الهيثم المَزْرَفّي، ويقال: القُطْرُبُلّيّ.

عن: شُعْبة، ومَنْدَل بن عليّ، وحمّاد بن زيد.

وعنه: أبو بكر الصّاغانيّ، وعبّاس الدوري، وبشر بن موسى، وجماعة.

قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس.

117-

خطاب بن عثمان الطّائيّ الفَوْزيّ الحمصيّ 2 أبو عَمرو:

وفَوْز من قرى حمص.

سمع: إسماعيل بن عيّاش، وعيسى بن يونس، ومحمد بن حمير، وجماعة.

وعنه: خ. د. و. ن، بواسطة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإسماعيل سمويه، وسلمة بن أحمد الفوزي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وآخرون.

قال ابن أبي الدنيا: ثنا القاسم بن هاشم: حدثني خطّاب الفَوْزيّ وكان يُعَدّ من الأبدال.

وذكره ابن حبان في "الثقات".

1 تقدمت ترجمته في الجزء السابق برقم "135".

2 التاريخ الكبير "3/ 201"، الجرح التعديل "3/ 386"، الثقات لابن حبان "8/ 232"، التهذيب "3/ 146".

ص: 75

118-

خلاد بن خالد 1. وقيل ابن عيسى:

أبو عيسى، وقيل: أبو عبد الله الشَّيْبانيّ الصَّيْرفيّ الكوفي المقرئ الأحْول. صاحب سليم القارئ.

اقرأ الناس مدَّةً بحرف حمزة.

قرأ عليه: أبو بكر محمد بن شاذان الْجَوهريّ، وأبو الأحوص محمد بْن الهَيْثَم العُكْبُريّ، ومحمد بن يحيى الخُنَيْسيّ، والقاسم بن يزيد الوزّان وهو أَجَلّ إخوانه، وعليه دارت قراءته.

وقد سمع الحديث من: الحسن بن صالح بن حيّ، وزُهير بن معاوية.

روى عنه: أبو حاتم، وأبو زُرْعة، وغيرهما.

قال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة عشرين بالكوفة.

وقد ذكر الدّانيّ رجلًا آخر فقال: خلّاد بن خالد، ويقال: ابن يزيد أبو عيسى الأحول، قرأ عليه حمزة، وهو من أصحابه.

وقال ابن مجاهد: وممّن قرأ على حمزة خلّاد بن خالد الأحول.

وقال أبو هشام الرفاعيّ: أَقْرَأ من قرأ على حمزة أربعة: إبراهيم الأزرق، وخالد الكحّال، وخلّاد الأحول، وكان عبد الرحمن بن أبي حمّاد أكبرهم وأعلمهم بعِلَل القرآن.

119-

خلاد بن يحيى بن صَفْوان 2. أبو محمد السُّلَميّ الكوفيّ:

سمع: عيسى بن طَهْمان، وفِطْر بن خليفة، وعبد الواحد بن أيمن، وسُفيان الثَّوريّ، وخلقًا.

عنه: خ. و. د. ت. عن رجل عنه، وأبو زُرْعة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وإسماعيل بن يزيد عمّ أبي زُرْعة وخال أبي حاتم، وحنبل بن إسحاق.

1 التاريخ الكبير "3/ 189"، الجرح والتعديل "3/ 368"، شذرات الذهب "2/ 74".

2 التاريخ الكبير "3/ 189"، الجرح والتعديل "3/ 368"، الثقات لابن حبان "8/ 229"، التهذيب "3/ 174".

ص: 76

وقال أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: صدوق إلا أنّ في حديثه غلطًا قليلًا.

وقال حنبل: مات سنة سبْع عشرة.

وقال البخاريّ: سكن مكة، ومات بها قريبًا من سنة ثلاث عشرة.

120-

خلادُ بنُ يزيد بن حبيب بن سيّار التَّميميّ البصْريّ:

قال أبو سعيد بن يونس: روى عن: حُمَيد الطّويل، وله عقِب بمصر، وبها تُوُفيّ في ذي الحجّة سنة أربع عشرة.

قلت: لم يذكره البخاريّ ولا ابن أبي حاتم، وهو كالمجهول.

121-

خلادُ بنُ يزيد الباهليّ البصْريّ الأرقط1:

صهر يونس بن حبيب النَّحْويّ.

يروي عن: هشام بن الغاز، وسُفيان الثَّوريّ.

وعنه: عمر بن شبة، والفلاس.

ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ عشرين ومائتين.

122-

خَلَفُ بنُ خالد بن إسحاق المصريّ2 أبو المضاء مَوْلَى قريش:

يروي عن: يحيى بن أيّوب المصريّ.

قَالَ ابن يونس: تُوُفيّ في ذي القعدة سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.

قلت: يغلب على ظنّي أنّه هو الذي بعده لاتفاق العصر والاسم والأب والبلد والوَلاء. لم يبق إلّا الكنْية. والمُهَنّا والمَضاء من أسرع شيءٍ إلى تصحيف الواحدة بالأخرى، فالله أعلم.

123-

خَلَف بن خالد أبو المهنأ المصري3. مولى قريش:

1 الجرح والتعديل "3/ 367"، ميزان الاعتدال "1/ 657"، تهذيب التهذيب "3/ 176".

2 التاريخ الكبير "3/ 195"، الجرح والتعديل "3/ 372"، تهذيب التهذيب "3/ 150".

3 تهذيب التهذيب "3/ 150"، وانظر ما قبله.

ص: 77

عن: اللَّيْث، وبكر بن مُضَر، وابن لَهِيعة.

وعنه: خ. وأبو حاتم، وإبراهيم بن ديزيل، وحَبُّوش بن رزق الله.

وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.

وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مات قبل الثلاثين.

124-

خلف بن الوليد البغدادي الجوهري1. نزيل مكة:

سمع: شعبة، وإسرائيل، وأبا جعفر الرازي، وغيرهم.

وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب، وبشر بن موسى، ويحيى بن عبدك القزويني، وأبو زرعة الرازي، ووثقه.

توفي سنة اثنتي عشرة بمكة.

125-

الخليل بن عمر بن إبراهيم2 -ن. أبو محمد العبدي البصري:

عن: أبيه، وعمر بن سعيد الأبَحّ، وعُبَيد الله بن شُمَيْط بن عَجْلان.

وعنه: محمد بن المُثَنَّى، وإسماعيل سَمُّويْه، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدَّقِيقيّ، وعلى بن المَدِينّي، ووثَّقهُ.

تُوُفّي سنة عشرين ومائتين.

126-

الخليل بن أبي نافع المُزَنّي المَوْصِليّ العابد3:

بلغنا عنه أنّه كان يكتب كلّ ما يتكلم به في لوح ويُحْصيه، فيَجدُهُ في آخر النّهار بضع عشرة كلمة.

توفيّ ببغداد سنة سبْع عشرة، رحمة الله عليه.

1 التاريخ الكبير "3/ 195"، الجرح والتعديل "3/ 371"، الثقات لابن حبان "8/ 227".

2 التاريخ الكبير "3/ 200"، الجرح والتعديل "3/ 381"، الثقات لابن حبان "8/ 231"، التهذيب "3/ 168".

3 تاريخ بغداد "8/ 235".

ص: 78

"حرف الدال":

127-

داود بن عبد الله بن أبي الكرام1 مُحَمَّد بْن عليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب -ق. أبو سليمان الهاشمي الجعفري المدني:

عن: مالك، وإبراهيم بن أبي يحيى، والدَّرَاوَرْدِيّ.

وعنه: أبو بكر بن أبي شَيْبة، وأخوه عثمان بن أبي شَيْبة، وابن نُمَيْر، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تَمْتام.

وثقة أبو حاتم.

وقيل: كان سريًّا جوادًا مُمَدَّحًا مُكْثِرًا عن حاتم بن إسماعيل.

قال أبو حاتم: كان عنده عن حاتم بن إسماعيل مصنّفات شريك نحو ثلاثين جزءًا.

128-

داود بن المفضَّل2. أبو الحسن الأزديّ البصْريّ الخيّاط:

عن: حمّاد بن سلمة، وسعيد بن راشد، وغيرهما.

وعنه: أبو حاتم، وغيره.

قال أبو حاتم: رُوِيَ عن حمّاد بن حُمَيْد قال: رأيت الحسن يشدّ أسنانه بالذَّهَب، فتكلم الناسُ فيه لهذا الحديث وقالوا: إنّما روى هذا عبد الرحمن بن مهديّ، عن حمّاد.

قال أبو حاتم: وليس هذا ممّا يُوهنه. وصَدَق أبو حاتم.

129-

داود بن منصور النسائي3 -ن. أبو سليمان. نزيل بغداد:

عن: جرير بن حازم، واللّيث بن سَعْد، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وإبراهيم بن طَهْمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجماعة.

1 التاريخ الكبير "3/ 417"، ميزان الاعتدال "2/ 11"، تهذيب التهذيب "3/ 190".

2 التاريخ الكبير "3/ 243"، الجرح والتعديل "3/ 425، 426".

3 الجرح والتعديل "3/ 426"، الثقات لابن حبان "8/ 234"، ميزان الاعتدال "2/ 21"، تهذيب التهذيب "3/ 202، 203".

ص: 79

وعنه: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي المضاء، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وأبو حاتم الرازيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعاقُوليّ، وجماعة.

ولي قضاء المِصِّيصة، وسكنها.

وثّقة النسائي.

وقال أبو حاتم: صَدُوق، سمعت منه في سنة عشرين ومائتين.

130-

داود بن مهران1. أبو سُليمان البغداديّ الدّبّاغ:

سمع: عبد العزيز بن أبي رواد، وداود العطّار، وعبد الجبّار بن الورد، وطائفة.

وعنه: محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعيسى زعاث، وعبّاس الدُّوريّ.

قال أحمد العِجْليّ: ثقة.

تُوُفّي داود سنة سبع عشرة.

"حرف الذال":

131-

ذؤيب بن عِمامة السَّهْميّ المدنيّ2:

أبو عبد الله.

عن: عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سهل، ويوسف بن الماجِشُون، ومالك بن أنس، ومُحْرِز بن هارون.

وعنه: إسحاق بن موسى الأنصاريّ، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة.

قَالَ أبو حاتم: صدوق.

وقَالَ غيره: سكن الموصل وحدَّث بها، ثم ردّ إلى المدينة فتُوُفّي بها في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين. وهو منسوب إلى جدّه الأعلى، فهو ذُؤيْب بن عَبْد اللَّه بن عَمْرو بن مُحَمَّد بن ذؤيب بن عمامة القرشي السهمي.

1 الجرح والتعديل "3/ 426"، الثقات لابن حبان "8/ 235-236".

2 الجرح والتعديل "3/ 450"، الثقات لابن حبان "8/ 238"، ميزان الاعتدال "2/ 33".

ص: 80

"حرف الراء":

132-

الربيع بن رَوْح الحضرميّ الحمصيّ1. أبو رَوْح:

عن: المغيرة بن عبد الرحمن المخزوميّ، وبقيّة، وجماعة.

وعنه: محمد بن عَوْف الطّائيّ، وعِمْران بن بكّار، وأبو حاتم الرازيّ.

وقال: ثقة خيارًا.

133-

رواد بن الجراح2 -ق. أبو عصام العسقلاني:

عن: الأوزعي، وابن زَبْر، وخُلَيْد بن دَعْلَج، وأبي سعيد السّاعديّ الراوي عن أنس، وأبي بكر الهُذَلّي، وسُفيان الثَّوريّ، وجماعة.

وعنه: يحيى بن معين، وعباس الترقفي، وذاكر بن شيبة شيخ الطبراني، ومحمد بن خلف العسقلاني، ومهنا بن يحيى الشامي.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، روى غير حديث منكر.

وقال عباس، عم ابن مَعِين: ليس به بأس، إنما غلط في حديثٍ عن الثَّوريّ.

وقال أبو حاتم: محلّه الصِّدْق، وتغير بآخره.

وقال البخاريّ: كان قد اختلط لَا يكاد يقوم حديثه.

وقال أحمد بن حنبل: صاحب سُنّة لَا بأس به إلّا أنّه حدَّث عن سُفيان بمناكير.

وقال محمد بن عَوْف الطّائيّ: دخلنا عسْقلان ورَوَّاد قد اختلط.

وقال أبو أحمد الحاكم: كان من أهل خُراسان وسنّه قريب من سن سفيان الثوري. لم يكن في الشام أكبر منه في وقته.

1 التاريخ الكبير "3/ 279"، الجرح والتعديل "3/ 461"، الثقات لابن حبان "8/ 239"، تهذيب التهذيب "3/ 243".

2 التاريخ الكبير "3/ 336"، الجرح والتعديل "3/ 524"، الثقات لابن حبان "8/ 246"، ميزان الاعتدال "2/ 55"، التهذيب "3/ 288-290".

ص: 81

134-

رُوَيز بن محمد بن رُوَيز بن لاحق البصْريّ1:

عن: شُعْبة، وأبي شهاب الحنّاط.

وعنه: حاتم بن اللَّيث، وعُمر بن شَبَّة، ومحمد بن سُليمان الباغَنْدِيّ.

صالح الحديث.

ولم يورده ابن أبي حاتم.

وجاء به الأمير مع وزير.

135-

رُوَيم بن يزيد2:

أبو الحسن المقرئ البصري. مولى العَوَّام بن حَوْشَب.

روى عن: سَلام بن أبي المنذر، واللَّيث بن سعد.

وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن أبي عَتّاب الأَعْيَن، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وجماعة.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة إحدى عشرة.

قال الخطيب: وله مسجد بنهر القلّائين ببغداد يُنْسَب إليه. كان يُقرئ فيه.

قرأ على: سُلَيْم، وميمون القنّاد.

قرأ عليه: محمد بن شاذان الجوهريّ، وغيره.

وهو جدّ الصُّوفية رُوَيْم المذكور بعد الثلاثمائة، والله أعلم.

"حرف الزاي":

136-

زُبَيدة بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن عليّ3:

واسمها أَمَةُ العزيز، وكُنْيتها أم جعفر الهاشمية العباسية. والدة الأمين محمد بن

1 المشتبه في أسماء الرجال للذهبي "2/ 660".

2 الجرح والتعديل "3/ 523"، الثقات لابن حبان "8/ 245"، تاريخ بغداد "8/ 429، 430".

3 سير أعلام النبلاء "10/ 241"، البداية والنهاية "10/ 271"، النجوم الزاهرة "2/ 213، 214".

ص: 82

الرشيد. وقيل: لم تلد عبّاسية "خليفة" إلا هي. وكان لها حُرْمة عظيمة، وبِرّ، وصَدَقات، وآثار حميدة في طريق الحجّ.

والمنصور جدُّها هو الذي لقّبها زُبيدة.

ومن أخبارها أنّها أنفقت في حَجَّها بضعةً وخمسين ألف ألف درهم. فروى هارون بن سليمان الأصبهانيّ قال: ثنا رجل من ثَقِيف يُقال له: محمد بن عبد الله قال: سمعت إسماعيل بن جعفر بن سليمان يقول: حجّت أمّ جعفر، فبلغت نفقتُها في ستين يومًا أربعة وخمسين ألف ألف.

وحكى الفضل بن مروان أنّ زُبَيدة قالت للمأمون عند دخوله بغداد: أُهنّئُكَ بخلافةٍ قد هنَّأتُ نفسي بها عنك. ولئِن فقدتُ ابنًا خليفةً لقد عُوِّضتُ ابنًا خليفةً لم ألِده. وما خسر من اعتاض مثلَك.

وقيل: كان في قصرها من الأموال والحَشَم والخَدَم والآلات ما يقصُر عنه الوصف. من جُملة ذلك مائة جارية كلٌّ منهنّ تحفظ القرآن. فكان يُسمع من قصرها كَدَوِيّ النَّحْلِ من القراءة.

ولم تزل زَين نساء العراق في أيام زَوْجها، وأيّام ولدها الأمين، وأيّام ابن زوجها المأمون، إلى أن تُوُفيّت سنة ستّ عشرة ومائتين.

137-

زُفَرُ بنُ عبد الله البصْريّ1:

نزيل أَذَنَةَ.

روى عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان.

سمع منه: أبو حاتم الرازي سنة عشرين ومائتين، وعاش بعد ذلك قليلا.

138-

زكريا بن عدي بن زريق2، وقيل: الصلت بدل زريق:

أبو يحيى التيمي الكوفي، نزيل بغداد.

أخو يوسف بن عدي نزيل مصر.

1 الجرح والتعديل "3/ 609".

2 الطبقات الكبرى "6/ 407"، التاريخ الكبير "3/ 424"، الجرح والتعديل "3/ 600"، تهذيب التهذيب "3/ 331".

ص: 83

كان أبوهما ذميا فأسلم.

روى عن: شريك، وحمّاد بن زيد، وأبي الأَحْوَص، وابن المبارك، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ويزيد بن زُرَيع، وطبقتهم.

وعنه: إسحاق بن راهوَيْه، والكَوْسَج، وحَجّاج بن الشّاعر، وعبْد بن حُمَيْد، والدَّارميّ، وأحمد بن عليّ البَربَهَاريّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ الدّمشقيّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في غير "الصّحيح"، وفي "الصّحيح" بواسطة، وآخرون.

قال أحمد العِجْليّ: كوفي ثقة، رجل صالح متقشّف.

وقال المنذر بن شاذان: ما رأيت أحفظ من زكريّا بن عديّ. جاءه أحمد، وابن مَعِين وقالا: أخْرِجْ إلينا كتاب عُبَيد الله بن عَمرو.

فقال: ما تصنعون به. خذوا حتى أُمْلِيَ عليكم كلَّه.

وكان يحدِّث عن عدّة من أصحاب الأعمش فيميّز ألفاظهم.

وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: ثقة، ورِع.

وقيل: إنّ زكريّا لما احتضر قال: اللهم إنّي إليك لَمُشْتاق.

قال ابن سعْد: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى عشرة.

وقال إسماعيل بن أبي الحارث وغيره: تُوُفيّ يوم الخميس ليومين مَضَيا من جُمَادَى الآخرة سنة اثنتي عشرة، رحمه الله، ببغداد.

وقال أبو عَوْف البُزُورِيّ: ما كتبت عن أحدٍ أفضل من زكريّا بن عديّ.

وقال صاعقة: قدِم زكرّيا فكلّموا له من استعمله على ضيعة في الشهر بثلاثين درهمًا، فقدِم بعد شهر وقال: ليس أراني أعمل بقدر الأجرة.

واشتكت عينه فأتاه رجل بكُحْل فقال: أنت ممّن يسمع الحديث؟ قال: نعم.

فأبى أن يأخذه.

قلت: لَا اعتبار بما قاله أبو نُعَيْم: ما لهُ وللحديث هو بالتَّوراة أعلم.

قال ابن سعْد: هو مِن موالي تَيْم الله، كان رجلًا صالحًا ثقة.

ص: 84

139-

زكريّا بن عطّية البَحْرانيّ البصْريّ1:

عن: عثمان بن عطاء الخُراسانيّ، وسعد بن محمد الزُّهْريّ.

وعنه: الحَسَن بن علي الحلوانيّ، ومحمد بن إبراهيم الرازيّ الفاميّ، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ.

قال أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.

140-

زياد بن يونس الحضرمي الإسكندراني2 -د. أبو سلامة المقرئ:

قرأ عَلَى: نافع بْن أَبِي نُعَيْم وروى عنه.

وعنه: سليمان بن بلال، واللَّيث، ونافع بن عمر، وغيرهم.

وعنه: أحمد بن عبد الرحمن الوَهْبيّ، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن داود الإسكندرانيّ، وجماعة.

وثقه أبو سَعِيد بْن يُونُس وقَالَ: كان طَلّابًا للعلم.

تُوُفّي سنة إحدى عشرة، وكان يُسّمى سوسة العِلْم.

141-

زيد بن المبارك الصَّنْعانيّ اليمنيّ العابد3 -د:

نزيل الرملة.

عن: رَبَاح بن زيد، ومحمد بن ثُور، وعبد الملك بن محمد، ويوسف بن زكرّيا الصَّنْعانّيين، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.

وعنه: جعفر بن مُسَافر، والرَّماديّ، وعبّاس بن عبد العظيم العَنْبريّ.

وكان العنبريّ يُعظّمه ويُثْني عليه.

وقال أبو حاتم: صدوق، قد أدركته.

1 التاريخ الكبير "3/ 424"، الجرح والتعديل "3/ 595"، الثقات لابن حبان "8/ 252"، ميزان الاعتدال "2/ 74".

2 الجرح والتعديل "3/ 549"، الثقات لابن حبان "8/ 248"، تهذيب التهذيب "3/ 389".

3 الجرح والتعديل "3/ 573"، الثقات لابن حبان "8/ 251"، تهذيب التهذيب "3/ 424، 425".

ص: 85

وقال عبّاس العَنْبريّ: كنّا نقول: أحمد بن حنبل بالعراق، وصَدَقة بن الفضل بخُراسان، وزيد بن المبارك باليمن.

142-

زينب بنت الأمير سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس العباسيّة1:

وُلدت بالحُمَيْمة من أرض البَلْقاء في أواخر دولة بني أُميّة.

وأدركت دولةَ بني العبّاس من أوّلها.

وحدَّثت عن: أبيها.

روى عنها: عاصم بن علي، وعبد الصمد بن موسى الهاشميّ، وأحمد بن الخليل البرْجلاني، وآخرون.

وكان المأمون يحترمها، ويتأدَّب معها.

وعاشت بِضْعًا وثمانين سنة. وإليها يُنسب طِراد الزَّيْنبيّ وأهل بيته.

"حرف السين":

143-

سُرَيْج بن مسلم الكوفيّ العابد2:

يروي عن: الثَّوريّ، وغيره.

وعنه: أبو حاتم. وقال: ثقة، ومحمد بن خلف التَّيْميّ، وغيرهما.

كنيته أبو عمرو.

144-

سريج بن النعمان بن مروان3 -خ. ع:

أبو الحسين. ويُقال: أبو الحسن البغداديّ الجوهريّ اللؤلؤي.

عن: الحَمَّادَيْن، وفُلَيْح، وحَشْرَج بن نُبَاتَة، وعبد الله بن المؤمّل المخزوميّ، ونافع بن عمر، وأبي عوانة، وجماعة.

1 سبق ترجمتها في الجزء الماضي برقم "158".

2 الجرح والتعديل "4/ 305".

3 الطبقات الكبرى "7/ 341"، التاريخ الكبير "4/ 205"، الجرح والتعديل "4/ 304"، الثقات لابن حبان "8/ 306"، التهذيب "3/ 457".

ص: 86

وعنه: خ. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن منيع، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن رافع، وأبو زُرْعة الرازيّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وخلْق.

وروى البخاريّ أيضًا عن رجل عنه.

قال حنبل: تُوُفّي يوم الأضحى سنة سبع عشرة ومائتين.

145-

سَعْدان بن بِشْر المَوْصِليّ التّمّار1:

عن: سُفْيان الثَّوريّ، وجماعة.

وعنه: علي بن الحسين، والمَوَاصِلة.

تُوُفيّ سنة سبْع عشرة.

146-

سَعْد بن حفص2:

أبو محمد الطَّلْحيّ الكوفيّ المعروف بالضَّخْم، مولى آل طلحة.

روى عن: شَيبان فقط.

وعنه: خ. وحفص بن عُمر الرَّقّيّ سنجة، وعباس الدوري، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة.

قال مطين: كان ثقة، وتوفي سنة خمس عشرة.

147-

سعد بن شعبة بن الحجاج العتكي3:

عن: أبيه، ويحيى بن يسار صاحب الحَسَن البصْريّ.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قلت: توفي سنة تسع عشرة.

1 الكامل في التاريخ "6/ 422".

2 التاريخ الكبير "4/ 55"، الجرح والتعديل "4/ 82"، الثقات لابن حبان "8/ 284"، تهذيب التهذيب "3/ 468".

3 التاريخ الكبير "4/ 85"، الجرح والتعديل "4/ 86"، الثقات لابن حبان "8/ 283"، ميزان الاعتدال "2/ 122".

ص: 87

148-

سعد بن عبد الحميد بن جعفر1 -ن. ت. ق:

أبو معاذ الأنصاري الحكمي المدني. نزيل بغداد.

سمع: مالكًا، وفُلَيْح بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزِّناد.

وعنه: عباس الدُّوريّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن مُلاعب، وإبراهيم الحربيّ، وطائفة.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

149-

سَعيد بن أَوْس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد2 -د. ت:

أبو زيد الأنصاري النَّحْويّ الإمام، صاحب التصنيفات اللُّغَويّة والأدبيّة، وهو بكنيته أشهر.

عن: ابن عَوْف، وعوف الأعرابيّ، ومحمد بن عَمْرو، وسليمان التَّيْميّ، وأبي عَمْرو بن العلاء، وسعيد بن أبي عَرْوبة، ورُؤْبة بن العجّاج، وعَمْرو بن عُبَيد شيخ المعتزلة، وطائفة.

وعنه: خَلَف البزّار وقرأ عليه القرآن، وأبو عمر الْجَرّميّ صالح بن إسحاق، والعبّاس الرِّياشيّ، وأبو حاتم السجسْتانيّ، وأبو عُبيد القاسم، وأبو عثمان المازني، وعمر بن شبة، وأبو حاتم، والكُدَيْميّ، وأبو العَيْناء، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، وأبو مسلم الكَجّيّ، وخلْق.

قال ابن أبي حاتم: سمعتُ أبي يُجمل القولَ فيه ويرفع شأنه، ويقول: هو صدوق. وقال صالح جَزرة: ثقة.

وقال غيره: أبو زيد الأنصاريّ، جدّ هذا، هو أحد الستّة الذين جمعوا القرآن فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ومات في خلافة عمر بالبصرة. واسمه ثابت بن زيد بن قيس الخزرجيّ.

وعن أبي عثمان المازنيّ قال: كنّا عند أبي زيد، فجاء الأصمعيّ فأكبّ على رأسه

1 الطبقات الكبرى "7/ 346"، التاريخ الكبير "4/ 61"، الجرح والتعديل "4/ 92"، ميزان الاعتدال "2/ 124"، التهذيب "3/ 377".

2 الجرح والتعديل "4/ 4، 5"، المجروحين لابن حبان "1/ 342"، تهذيب التهذيب "4/ 3-5".

ص: 88

وجلس وقال: هذا عالِمُنا ومعلّمنا منذ ثلاثين سنة.

فنحن كذلك إذ جاء خَلَفُ الأحمر فأكبّ على رأسه وقال: هذا عالمنا ومعلِّمنا منذ عشر سِنين.

وقال المازنيّ: سمعت أبا زيد يقول: وقفتُ على قصّاب فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمِصْفعان يا مضرطان! فغطَّيتُ رأسي وفَرَرْت.

وذكر أبو سعيد السِّيرافيّ أنّ أبا زيد كان يقول: كلّ ما قال سِيَبوَيْه: أخبرني الثّقة، فأنا أخبرته.

ومات أبو زيد بعد سِيبَويْه بنيِّف وثلاثين سنة قال: ويقال: إنّ الأصمعيّ كان يحفظ ثُلُث اللُّغَة، وكان أبو زيد يحفظ ثُلُثَيِ اللّغة، وكان الخليل يحفظ نصف اللُّغَة، وكان أبو مالك عَمْرو بن كركرة الأعرابيّ يحفظ اللُّغَة كلَّها.

وقال المبرّد: كان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنَّحْو: أبو زيد، وأبو عُبْيدة، والأصمعيّ. وكان له حَلَقة بالبصْرة.

قال أبو موسى الزَّمِن، وأبو حاتم الرّياشيّ: مات سنة خمس عشرة.

زاد أبو حاتم: وله ثلاث وتسعون سنة.

وعن أبي زيد قال: أردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخٍ لي: اكْتَرِ لنا. فنادي: يا معشر الملّاحون.

فقلت: ويلك، ما تقول؟ قال: أنا مُغْرى بحُبّ النَّصْب.

150-

سعيد بن بُرَيْد التَّميميّ الصُّوفيّ العارف1:

أبو عبد الله النِّباجيّ الزاهد.

أخذ عن: الفضيل بن عِياض، وغيره.

حكى عنه: أحمد بْن أبي الحواري، وعبد الله بْن خُبَيْق الأنطاكيّ، والوليد بن عُتْبة الدمشقيّ، وغيرهم.

وكان عبدًا صالحًا، وعابدًا سائحًا. له أحوال وكرامات.

1 الجرح والتعديل "4/ 8"، حلية الأولياء "9/ 310-317"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 121-123".

ص: 89

قال ابن أبي الحواري: سمعته يقول: أصل العبادة عندي في ثلاث: لَا تَرُدّ من أحكامه شيئًا، ولا تسأل غيره حاجة، ولا تدّخر عنه شيئًا1.

وقال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعتُ أبا عبد الله النِّبَاجيّ يقول: تدري أيّ شيء؟ قلت: البارحة؟ قلت: قبيحٌ بعيدٍ ذليلٍ مثلي يُعْلِم عظيمًا مثلك. ما تعلم أنّك لو خيّرتني بين أن تكون الدّنيا كلّها لي أتنعَّم فيها حلالًا لَا أُسأل عنها غدًا، وبين أن تخرج نفسي السّاعة لاخْتَرْتُ الموت2.

وقال ابن أبي الدُّنيا: ثنا داود بن محمد، سمع أبا عبد الله النِّباجيّ يقول: خمس خصالٍ بها يتمّ العمل: معرفة الله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السُّنّة، وأكْل الحلال. فإنْ فُقِدت واحدة لم يُرفع العمل. وذلك أنّك إذا عرفتَ الله ولم تعرف الحقّ لم تنتفع. وإذا عرفت الحقّ وعرفتَ الله ولم تُخْلِص لم تنتفع. وإذا عرفت الله والحقَّ وأخلصت ولم تكن على السُّنَّةِ لم تنتفع. وإن تمّت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع3.

وقال أبو نُعَيم في "الحلْية": سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف: سمعت أبي يقول: كان أبو عبد الله النِّباجيّ مُجاب الدَّعوة، له آيات وكرامات، بينا هو في بعض أسفاره على ناقة وفي الرفقة رجلٌ عائن قَلّ ما نظر إلى شيءٍ إلّا أتلفه. فقيل له: احفَظْ ناقتك من العائن. قال: ليس له إليها سبيل. فأُخبر العائن بقوله، فتحيّن غَيْبة النِّباجيّ وجاء فَعَانَ النّاقة، فاضطربت وسقطت. وأتى النِّباجيّ فرآها فقال: دُلُّوني عليه، فدلّوه. فأتاه فوقف عليه وقال: بسم الله، حبسٌ حابس، وشهابٌ قابس. رددت عين العائن عليه، وعلى أحبّ النّاس إليه، في كلوتيه رشيق، وفي ماله يليق، {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: 3، 4] .

قال: فخرجت حَدَقَتَا العائن وقامت النّاقة لَا بأس بها4.

1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 313".

2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 311".

3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 310".

4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 316-317".

ص: 90

151-

سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زَنْبر1:

أبو عثمان الزَّنْبريّ المدنيّ، نزيل بغداد.

سمع: مالكًا، وأبا شهاب الحنّاط.

وعنه: البخاريّ في "الأدب"، والرَّماديّ، وإبراهيم الحربيّ، والحسَن بن الصّبّاح البزّار، وأبو حاتم، والحارث التميمي، وآخرون.

قال ابن الصّبّاح: كان من خِيار الناس.

وقال أبو حاتم: يروي "الموطأ"، وليس بالقوي.

قلت: تفرد عن مالك بمناكير.

قال يحيى بن مَعين: ما كان عندي بثقة.

وقال أبو زُرْعة: ضعيف.

وقال أحمد بن حنبل: أخاف أن يكون قد خلّط على نفسه.

152-

سعيد بن الربيع2:

أبو زيد، صاحب الهَرَويّ.

شيخ بصري كان يبيع الثياب الهروية.

روى عن: قُرَّةَ بن خالد، وشُعْبة، وعليّ بن المبارك، وغيرهم.

وعنه: خ. وم. وت. ون بواسطة، وحَجّاج بن الشّاعر، وبُنْدار، وعبد بن حُمَيْد، وأبو قِلابة الرِّقاشيّ، والكُدَيْميّ، وجماعة.

قَالَ أبو حاتم: صدوق.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة إحدى عشرة.

وكان جدّهُ مكاتبًا لزُرارة بن أَوْفَى.

1 التاريخ الكبير "3/ 470"، الجرح والتعديل "4/ 18"، المجروحين لابن حبان "1/ 325"، التهذيب "4/ 24، 25".

2 التاريخ الكبير "3/ 471"، الجرح والتعديل "4/ 20"، الثقات لابن حبان "8/ 265"، تهذيب التهذيب "4/ 27".

ص: 91

153-

سَعيد بن سلام العطّار1. أبو الحَسَن البصْريّ:

عن: ثور بن يزيد، وزكرّيا بن إسحاق، وسُفيان الثَّوريّ.

وعنه: أبو قِلابة الرَّقاشيّ، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكَجّيّ، وجماعة.

قال أبو داود: ضعيف.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.

تُوُفّي سنة أربع عشرة.

154-

سعيد بن شُرَحْبيل الكِنْديّ الكوفّي2:

عن: اللَّيث، وابن لَهِيعَة، ويحيى بن العلاء الرازيّ، وجماعة.

وعنه: خ. وس، ق عن رجل عنه، وأبو كُرَيْب، والقاسم بن زكريّا الكوفيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، ووالده، والحارث بن أبي أُسامة، وجماعة.

قال مُطَيِّن: مات سنة اثنتي عشرة.

155-

سعيد بن عبد الله بن دينار:

أبو رَوْح البصْريّ التِّمّار.

نزيل دمشق.

عن: الربيع بن صُبيح، وعبد الواحد بن زيد.

وعنه: سَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبّاس التُّرقُفيّ، وجماعة.

156-

سعيد بن عيسى بن تَلِيد الرُّعَيْنِيُّ3:

مولاهم المصريّ. وقد ينسب إلى جده.

1 التاريخ الكبير "3/ 481، 482"، الجرح والتعديل "4/ 31، 32"، المجروحين لابن حبان "1/ 321"، ميزان الاعتدال "2/ 141".

2 الطبقات الكبرى "6/ 411"، التاريخ الكبير "3/ 483"، الجرح والتعديل "4/ 33"، الثقات لابن حبان "8/ 264"، التهذيب "4/ 48".

3 التاريخ الكبير "3/ 461"، الجرح والتعديل "4/ 51، 52"، الثقات لابن حبان "8/ 261"، التهذيب "4/ 71".

ص: 92

سمع: المفضل بن فَضَالَةَ، وعبد الله بن وهْب، وابن القاسم، وزين بن شُعيب، ورشْدين بن سعْد، وابن عُيَيْنَة، وجماعة.

وعنه: خ. ون. عن رجل عنه، وابن أخيه المِقْدام بن داود بن عيسى، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة.

وثقه أبو حاتم.

وتوفي في ذي الحجّة سنة تسع عشرة، وكان كاتبًا لغيرِ واحد من قُضاة مصر.

157-

سعيد بن مَسْعَدَة1. أبو الحسن البصْريّ، مولى بني مُجَاشِع:

ويُعرف بالأخفش النَّحْويّ. أحد الأعلام.

أخذ عن: الخليل، ولزم سِيبَوَيْه حتى بَرع. وكان أسنّ من سيبويْه.

قال أبو حاتم السجسْتانيّ: كان الأخفش رجل سَوْء قَدَريًّا. كتابه في المعاني صويلح إلا أنّ فيه أشياء في القَدَر.

وقال أبو عثمان المازنيّ: كان الأخفش أعلم النّاس بالكلام وأصدقهم بالْجَدَل.

قلت: كان المازنّي من تلامذة الأخفش.

وروى ثعلب، عن سَلَمة، عن الأخفش قال: جاءنا الكِسائيّ إلى البصرة، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سِيبَوَيْه ففعلت، فوجّه إليّ خمسين دينارًا.

قال سَلَمَةُ: وكان الأخفش يُعلِّم ولد الكِسائيّ.

وكان ثعلب يفضِّل الأخفش، ويقول: كان أوسع النّاس عِلْمًا، وله كُتُب كثيرة في النَّحْو والعَرُوض.

وعن الأخفش قال: أتيت بغداد ووافَيْت مسجدَ الكِسائيّ، فإذا بين يديه الفَرّاء، والأحمر، وابن سَعْدان، وغيرهم. فسألته عن مائة مسألة، فأجاب بجوابات خطّأْته في جميعها. فهم أصاحبه بالوُثُوب عليّ فمنعهم وقال: بالله أنت أبو الحسن سعيد بن مَسْعَدَة؟ قلت: نعم.

فقام إليّ وعانقني وأجلسني إلى جانبه، ثم قال: أحب أن يتأدب أولادي بك.

1 سير أعلام النبلاء "10/ 206-208"، البداية والنهاية "10/ 293"، شذرات الذهب "2/ 36".

ص: 93

فأجَبْتُهُ. ثم فيما بعد سألني أن أؤلّف له كتابًا في معاني القرآن.

قال محمد بن إسحاق: تُوُفّي الأخفش سنة إحدى عشرة.

وقال غيْره: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة.

وقيل: سنة خمس عشرة ومائتين. وله عدّة مصنّفات.

158-

سعيد بن المغيرة1 -ن. أبو عثمان المصيصي الصياد:

عن: أبي إسحاق الفَزَاريّ، وابن المبارك، ومُعْتَمِر بن سليمان.

وعنه: الدَّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ، وإبراهيم بن دِيزيل، ومحمد بن سُليمان الكوفيّ، وجماعة.

وكان صالحًا فاضلًا كبير القَدْر.

قال أبو حاتم: حسْبُك به فضلًا أنّه ابتدأ قراءة كتاب السِّيَر فرأيت أهل المِصِّيصة قد غلَّقوا حوانيتهم وحضروا مجلسه.

قلت: وثّقه أبو حاتم، وغيره.

159-

سعيد بن هاشم بن صالح:

أبو عمر المخزوميّ، مولاهم المصريّ الفقيه الفيُّوميّ.

كان من أصحاب مالك.

تُوُفّي بالفَيُّوم سنة أربع عشرة.

160-

سُفيان بن زياد البغداديّ المخرّميّ الرصافّي2:

عن: عيسى بن يونس، وعبد الله بن ضِرار، وغيرهما.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، ومحمد بْن عُبَيد اللَّه بْن المنادي، وتمتام، وغيرهم.

قال الخطيب: كان ثقة.

161-

السكن بن سليمان الأزدي البصري3:

1 الجرح والتعديل "4/ 67، 68"، الثقات لابن حبان "8/ 266"، تهذيب التهذيب "4/ 88".

2 تهذيب التهذيب "4/ 111"، تهذيب الكمال "11/ 149-153"، ميزان الاعتدال "2/ 168".

3 التاريخ الكبير"/ 181، 182"، الجرح والتعديل "4/ 288"، الثقات لابن حبان "8/ 306".

ص: 94

عن: سَلْم بن زَرِير.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ.

تُوُفّي سنة عشرين.

162-

سلامة بن بِشْر1. أبو كلثم العُذْريّ الدّمشقيّ:

عن: يزيد بن السمط، وصدقة بن عبد الله السَّمين، والحسن بن يحيى الخشَنيّ.

وعنه: أبو إسحاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي الحواريّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وأبو حاتم وجماعة.

قال أبو حاتم: صدوق.

163-

سلام بن سليمان بن سَوّار المدائنيّ2 -ق. أبو العباس الثقفي الضرير، نزيل دمشق:

سمع بإفادة عمّه شَبَابة من: أبى عَمرو بن العلاء، وابن أبي ذئب، وعيسى بن طَهْمان، وشُعْبة، وغيرهم.

وعنه: أحمد بن الأزهر، وعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وعبد الله بن رَوْح، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعليّ بن محمد الجكّانيّ، وهارون الأخفشي الدّمشقيّ.

قال أبو حاتم: ليس بالقويّ.

ووثّقه غيره.

وقال ابن عديّ: مُنْكَر الحديث.

تُوُفّي بدمشق في حدود العشرين.

164-

سَلْمُ بنُ إبراهيم البصري3 -د. ق. أبو محمد الوراق:

1 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 98"، الجرح والتعديل "4/ 302"، الثقات لابن حبان "8/ 301".

2 الجرح والتعديل "4/ 259"، المجروحين لابن حبان "1/ 342"، ميزان الاعتدال "2/ 178، 179".

3 الجرح والتعديل "4/ 269"، تهذيب الكمال "11/ 212، 213"، ميزان الاعتدال "2/ 184"، تهذيب التهذيب "4/ 127".

ص: 95

عن: عِكْرمة بن عمّار، وشُعْبة، ومُبارك بن فَضَالَةَ، وغيرهم.

وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد، وأحمد بن صالح الوزّان، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وتَمْتَام، وآخرون.

قال أبو حاتم: شيخ. وضعْفه ابن مَعِين.

165-

سَلْم بن ميمون الخوّاص الزّاهد1:

رازيّ الأصل. سكن الرملة.

وروى عن: مالك، وأبي خالد الأحمر، وجماعة.

وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وعَمْرو بن أسلم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بن عَوُف الحمصيّ، وغيرهم.

قال إسماعيل بن مسلم بن قَعْنَب: رأيتُ كأن القيامة قد قامت، وكأن مناديا ينادي: ألا لِيَقُم السّابقون. فقام سُفيان الثَّوريّ.

ثم نادى: ألا لِيَقُم السّابقون. فقام سَلْم الخَوَّاص.

ثم نادى الثالثة فقام إبراهيم بن أدهم2.

وقال سَلْم الخوّاص: النّاس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة، وصنف شبه البهائم، وصنف شبه الشياطين3.

قال أبو حاتم: أدركته وكان مُرْجِئًا لا يُكتَب حديثه.

وقد تقدم سليمان الخوّاص.

وعاش ابن ميمون هذا إلى بعد ثلاث عشرة ومائتين.

166-

سلمة بن بشير النيسابوري4:

1 الجرح والتعديل "4/ 267"، المجروحين لابن حبان "345"، ميزان الاعتدال "2/ 186، 187"، لسان الميزان "3/ 66".

2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 278"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 274".

3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 278".

4 الجرح والتعديل "4/ 157".

ص: 96

عن: هشيم، وابن أبي حازم، وطبقتهما.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.

قيل: إنه روى بالرّيّ أربعين ألف حديث سنة إحدى عشرة وبعدها.

167-

سَلَمَةُ بن داود العُرضيّ1:

عن: أبي المَلِيح الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش.

وعنه: صالح بن بِشْر الطَّبرانيّ، وأبو حاتم الرازيّ وقال: ثقة.

168-

سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ2. الطَّلْحيّ الكوفيّ. أبو أيّوب:

له عن آبائه نسخة نحو بضعٍ وعشرين حديثًا أورد منها ابن عديّ عدة أحاديث مُنْكَرَة.

روى عنه: الفضل بن سُخَيت، وأحمد بن منصُور الرماديّ، ومحمد بن عَمْرو بن تمّام المصريّ، وغيرهم.

169-

سليمان بن بُرْد بن نَجِيح3:

أبو الربيع التُّجَيْبيّ، مولاهم المصريّ الفقيه، أحد الأئمة.

عن: مالك، واللَّيث، والدَّرَاوَرْديّ، وطبقتهم.

قال مِقْدام بن داود: ما رأيتُ أحدًا كان أعلم بالقضاء وآلته منه.

روى عنه: مِقْدام، ومالك بن عبد الله بن سيف.

مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين.

170-

سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي4:

حدث عن: العلاء بن كثير، والقاسم بن الوليد الهمذاني.

1 الجرح والتعديل "4/ 160"، والأنساب "8/ 430".

2 الجرح والتعديل "4/ 101"، ميزان الاعتدال "2/ 197"، لسان الميزان "3/ 77، 78".

3 الولاة والقضاة للكندي "436".

4 تقدمت ترجمته في الطبقة السابقة "179".

ص: 97

وعنه: محمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن أبي العوام.

قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.

171-

سليمان بن داود بن دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس1:

أبو أيوب، وأبو داود الهاشمي العباسي الأمير.

كان شريفا جليلا، عالما ثقة سريا.

بلغنا عن أحمد بن حنبل أنّه قال: كان يَصْلُح للخلافة.

سمع: عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعْد، وعَبْثَر بن القاسم، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وجماعة.

وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، والحارث بن أبي أُسامة، وأبو مسلم الكَجّيّ، وغيرهم.

قال الزَّعْفرانيّ، قال لي الشافعيّ: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشميّ.

وقال النَّسائيّ، وغيره: ثقة.

وعن ابن وَارَةَ: سُمع سليمان بن داود يقول: ربما أتحدّث بحديثٍ واحد ولي نيّة، فإذا أتيت على بعضه تغيّرت نيّتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات.

وقال ابن سعْد، وأحمد بن زُهير: مات سنة تسع عشرة.

172-

سُليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي2 -ن. ق. أبو أيوب الحطاب:

سمع: عُبيد الله بن عَمْرو الرّقّيّ، وبقيّة بن الوليد.

1 الطبقات الكبرى "7/ 343"، التاريخ الكبير "4/ 10"، الجرح والتعديل "4/ 113"، الثقات لابن حبان "8/ 277"، التهذيب "4/ 187".

2 التاريخ الكبير "4/ 25"، الجرح والتعديل "4/ 127"، ميزان الاعتدال "2/ 214"، تهذيب التهذيب "4/ 209، 210".

ص: 98

وعنه: أبو أُميّة الطَّرَسُوسّي، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم الرازيّ، وحفص بن عمر سنجة، وطائفة.

قال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.

173-

سليمان بن عثمان1 أبو داود الكلابّي البصْريّ العطّار:

عن: القاسم بن الفضل الحداني، وحزم بن أبي حزم.

وعنه: أَسيد بن عاصم.

قال أبو حاتم: شيخ.

174-

سليمان بن كَرَان2:

سمع: مُبَارك بن فَضَالَةَ، وعمر بن عبد الرحمن الأبّار.

وعنه: محمد بن مرزوق، ومحمد بن زكرّيا الأصبهانيّ.

تُوُفي سنة ثمان عشرة، وهو طُفَاويّ.

لَيَّنَهُ ابن عديّ، وغيره.

وآخر من روى عنه: محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد.

وهو ابن كران براء مُخَفّفة.

قيّده عبد الحقّ في أحكامه في "السّؤال".

175-

سليمان بن النُّعمان الشَّيْبانيّ البصْريّ3:

عن: همّام بن يحيى، ويحيى بن العلاء.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم.

وقال أبو حاتم: شيخ.

176-

سليمان بن أبي هوذة4:

1 الجرح والتعديل "4/ 131".

2 الجرح والتعديل "4/ 138"، ميزان الاعتدال "2/ 221"، لسان الميزان "3/ 101، 102".

3 الجرح والتعديل "4/ 147"، الثقات لابن حبان "8/ 276".

4 التاريخ الكبير "4/ 41"، الجرح والتعديل "4/ 148".

ص: 99

عن: حماد بن سَلَمَةَ، وأبي هلال، وعَمْرو بن أبي قيس، وجماعة.

وعنه: عيسى بن أبي فاطمة، ومُقاتل بن محمد، وسليمان بن داود القزّاز.

قال أبو زُرْعة: صدوق.

177-

سليمان بن محمد الأسلمّي اليساريّ1:

ابن عم مُطَرَّف بن عبد الله.

سكن الجار، وحدّث عن: ابن أبي ذئب، ومالك، ونافع القارئ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وجماعة.

روى عنه: أبو حاتم. وقال: صدوق.

178-

سهل بن عامر البَجَليّ2:

عن: مالك بن مِغْوَلٍ، وفُضَيْل بن مرزوق، وإسرائيل.

وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، والحَسَن بن عليّ بن عفان، وجماعة.

قال أبو حاتم: أدركته بالكوفة. كان يفتعل الحديث.

179-

سهل بن محمود3. أبو السَّرِيّ:

حدّث ببغداد عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش.

وعنه: محمد بْن أحمد بن السّكَن، وعبّاس الدُّوريّ.

وكان صالحًا ناسكًا ثقة.

تُوُفّي كهلًا في سنة خمس عشرة.

قال يعقوب بن شَيْبة: كان أحد أصحاب الحديث، وأحد النُّسّاك.

180-

سَوَّار بن عمارة4. أبو عمارة الرملي:

1 الجرح والتعديل "4/ 140".

2 الجرح والتعديل "4/ 202"، الثقات لابن حبان "8/ 290"، ميزان الاعتدال "2/ 239"، لسان الميزان "3/ 119".

3 تاريخ بغداد "9/ 115، 116".

4 التاريخ الكبير "4/ 169"، الجرح والتعديل "4/ 273"، الثقات لابن حبان "8/ 302"، تهذيب التهذيب "4/ 269".

ص: 100

عن: رجاء بن أبي سَلَمَةَ، والسَّريّ بن يحيى بن عُيَيْنَة.

وعنه: أبو عُمَير عيسى بن محمد، وموسى بن سهل، ومحمد بن خلف العسقلانيّ، وزياد بن أيّوب، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ.

قال أبو حاتم: أدركته ولم أسمع منه، وهو صدوق.

تُوُفّي سنة أربع أو خمس عشرة.

181-

سُورةُ بن زُهير1:

أبو السَّرِيّ الخُراسانيّ.

روى عن: مِسْعَر بن كُدام، وغيْره.

قال أحمد بن سَيَّار المَرْوَزِيّ: ثنا سُورة بن زُهير رجل من أهل خُراسان لقِيته بالإسكندريّة أُرِيدَ أن يتكلّم بخلْق القرآن فامتنع.

"حرف الشين":

182-

شدّاد بن حكيم2:

ولّي قضاء بَلْخ مُكْرَهًا فحكم ستّة أشهر وهرب إلى سَمَرقَنْد.

مات سنة ثلاث عشرة ومائتين عن تسعٍ وثمانين سنة.

نقل عن تعاليق ابن قاضي.

ذكره المصّنف في غير طبقته فنقلته.

183-

شُعَيْبُ بنُ يحيى التُّجَيْبيّ العِباديّ المصريّ3 -ن:

عن: نافع بن يزيد، ويحيى بن أيّوب، واللَّيْث، ومالك، وغيرهم.

وعنه: الحارث بن مسْكين، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وزيد بن بِشْر، وبكر بن سَهْل الدمياطي، وجماعة.

1 الأسماء والكنى للحاكم "1/ 259".

2 الجرح والتعديل "4/ 331، 332"، الثقات لابن حبان "8/ 301"، لسان الميزان "3/ 140".

3 الجرح والتعديل "4/ 353"، الثقات لابن حبان "8/ 309"، ميزان الاعتدال "2/ 278"، التهذيب "4/ 357".

ص: 101

ذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال ابن يونس: كان رجلا صالحًا، غلبت عليه العبادة.

تُوُفّي سنة إحدى عشرة.

وقيل: سنة خمس عشرة.

184-

شهاب بن مُعَمَّر1:

أبو الأزهر العَوَقيّ البصْريّ ثم البلْخيّ.

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وفُرات بن السّائب، وسّوّادة بن أبي الأسود.

وعنه: البخاريّ في "الأدب"، وأبو قُدامة عبد الله السَّرْخَسِيّ، وعبد الصمد بن الفضل البلْخيّ، وجماعة، وابن أخيه أبو شِهاب مُعَمَّر بن محمّد.

وثقة ابن حِبّان.

"حرف الصاد":

185-

صاعدُ بنُ عُبيد البَجَلّي الحرّانيّ2 -ت. ق:

عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أعين.

عنه: جعفر بن مسافر، ومحمد بن الحَجّاج الحضْرميّ، وأبو محمد الدارمي.

186-

صالح بن مهران3 -ن:

أبو سفيان الشيباني، مولاهم الأصبهانيّ الصُّوفيّ العارف.

روى عن: النُّعمان بن عبد السّلام، وغيره.

وعنه: محمد بن عاصم، وأخوه أسيد بن عاصم، ومحمد بن عبد الله بن الحسن.

1 الجرح والتعديل "4/ 363"، الثقات لابن حبان "8/ 314"، تهذيب التهذيب "4/ 368، 369".

2 الجرح والتعديل "4/ 453"، تهذيب الكمال "13/ 5"، تهذيب التهذيب "4/ 379".

3 الكنى والأسماء للدولابي "1/ 199"، الجرح والتعديل "4/ 413"، تهذيب الكمال "13/ 93-95"، التهذيب "4/ 403، 404".

ص: 102

وكان يُسمّى الحكيم لعقْله وورعه.

وقد دوّنوا من كلامه رحمه الله.

أخرج النّسائيّ، عن الفلاس، عنه. ووثقه الفلّاس.

وقال أبو نُعَيم الحافظ: كان من الورع بمحلّ.

قال أَسِيد بن عاصم: كان يفتي، وكان أفقه من الحسين بن حفص.

187-

صالح بن الأمير نصر بن مالك الخزاعي 1:

أخو أحمد بن نصر الشهيد.

روى عن: ابن أبي ذئب، وشُعْبة، وجماعة.

وعنه: عباس الدُّوريّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون.

وثقه محمد بن جرير الطبريّ.

وتُوُفّي سنة تسع عشرة.

188-

الصَّلْتُ بن محمد 2:

أبو همام البصْريّ الخارَكيّ. وخارَك من ساحل البصرة.

سمع: حمّاد بن زيد، ومهديّ بن ميمون، وأبا عَوَانة، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة.

وعنه: خ. ون. عن رجل عنه، وإبراهيم بن المسستمر العُرُوقيّ، ومحمد بن مرزوق البصْريّ، وآخرون. وكان أحد الثِّقات.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

1 الجرح والتعديل "4/ 418".

2 التاريخ الكبير "4/ 304"، الجرح والتعديل "4/ 441"، الثقات لابن حبان "8/ 324"، تهذيب التهذيب "4/ 435، 436".

ص: 103

"حرف الضاد":

189-

الضّحّاكُ بنُ مَخْلَد بن الضّحّاك بن مسلم بن الضّحّاك1:

أبو عاصم النبيل الشيبانيّ البصْريّ، التاجر في الحرير، الحافظ.

وُلِد سنة اثنتين وعشرين ومائة، وسمع: جعفر بن محمد الصّادق، ويزيد بن أبي عُبَيد، وأيْمَن بن نابِل، وبَهْز بن حكيم، وزكريا بن إسحاق المكّيّ، وابن جُرَيْج، وهشام بن حسّان، وابن عَوْن، وسليمان التَّيْميّ، وثور بن يزيد، وابن عَجْلان، والأوزاعيّ، وابن أبي عَرُوبَة، وخلْقًا.

وعنه: خ. وهو والجماعة عن رجلٍ عنه، وجرير بن حازم أحد شيوخه، وسُفيان بن عُيَيْنَة إنْ صَحّ، وأحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمَة.

وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وبُنْدار، وأبو حفص الفلّاس، والدّارميّ، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكَجّيّ، وخلْق آخرهم مَوْتًا محمد بن حبان البصري المتوفى بعد الثلاثمائة.

قيل: إنّ فِيلًا قدِم البصْرَة فخرج النّاس يتفرجون، فقال ابن جريح لأبي عاصم: ما لك لَا تخرج؟ قال: لم أجد منك عِوَضًا.

قال: أنت نبيل.

وقيل: لُقِّب به؛ لأنّه كان فاخر البَزّة.

وقيل: حلف شُعبة أن لَا يُحدِّث شهرًا، فقصده أبو عاصم وقال: حَدِّث وغُلامي حرٌّ كَفَّارةً عنك.

وكان أبو عاصم حافظًا ثَبْتًا، لم يُر في يده كتاب قطّ. وكان فيه مُزَاح وكيس.

قال عُمر بن شَبَّة: واللَّهِ ما رأيت مثله.

وقال البخاريّ، وغيره: سمعنا أبا عاصم يقول: ما اغتبتُ أحدًا منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.

1 الطبقات الكبرى "7/ 295"، التاريخ الكبير "4/ 336"، الجرح والتعديل "4/ 463"، الثقات لابن حبان "6/ 483"، تهذيب التهذيب "13/ 218-291"، سير أعلام النبلاء "9/ 480-485"، ميزان الاعتدال "2/ 325"، التهذيب "4/ 450".

ص: 104

وقال ابن مَعِين: ثقة، ولم يكن يُعرب.

وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظ قدْر ألف حديث من جيّد حديثه، وكان فيه مُزَاح.

قال إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان: سمعت أبي يقول: كان أبو عاصم كبير الأنف، فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً. فعمدتُ لأُقَبِّلها، فمنعني أنفي، فقالت: نحّ رُكبتك. فقلت: إنّما هو أنْف.

قال غير واحد: تُوُفّي في ذي الحجّة في آخر أيام التشريق سنة اثنتي عشرة.

وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة، وأظنه غلطًا.

وقد جاوز التسعين بيسير.

قال ابن سعْد: كان ثقةً فقيهًا، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة خَلَت من ذي الحجّة.

قلت: غلط من قال: إنه مات سنة ثلاث عشرة وذلك؛ لأنه لم يصل خبرُ موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث عشرة، فَوَرّخه بعض المحدّثين فيها.

وأما البخاريّ فقال: مات سنة أربع عشرة في آخرها.

قال يزيد بن سِنان القزّاز: سمعتُ أبا عاصم يقول: كنت اختلف إلى زُفَر بن الْهُذَيْلِ، وَثَمَّ آخر يُكَنَّى أبا عاصم رثّ الهيئة يختلف إلى زُفَر. فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجتْ جاريةٌ فقالت: مَن ذا؟ قال: أنا أبو عاصم.

فدخلت فقالت لزُفَر: أبو عاصم بالباب.

قال: أيُّهما هو؟ فقالت: النبيل منهما.

فأذِنت لي فدخلتُ، فقال لي زُفَر: قد لقَّبتك الجارية بلقبٍ لَا أراه أبدًا يفارقك. لقَّبَتْك بالنّبيل. فلزِمني هذا اللَّقب. رواها غير واحد عن القزّاز.

قال محمد بن عيسى: سمعت أبا عاصم يقول: ما دلَّسْتُ قَطّ، إنّي لأَرجُم من يُدلّس.

وفي تهذيب الكمال، عن البخاريّ ما ذكرنا من وفاته. كذا قال.

وقال شيخنا عبد الله بن تَيْمية: بل ذكر البخاريّ وفاته سنة اثنتي عشرة غير مرّة.

ص: 105

"حرف الطاء":

190-

طَلْقُ بنُ السَّمْح بن شُرَحْبيل1. أبو السِّمْح المصريّ:

عن: يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وموسى بن عليّ بن رباح، وقَحْذَم بن يزيد اللَّخْميّ، وحَيْوَة بن شُرَيْح، وجماعة.

وعنه: ابنه حَيْوة، والربيع بن سُليمان الْجِيزيّ، ومحمد بن عبد الملك بن زَنْجُوَيْه، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم وآخرون.

قال ابن يونس: كان نفاطًا في البحر يرمي بالنار، وتوفي بالإسكندريّة سنة إحدى عشرة ومائتين.

قلت: روى النَّسائيّ في كتاب "اليوم والليلة" له حديثّا.

وذكره ابن أبي حاتم في كتابه.

191-

طَلْقُ بنُ غنَّام بن طلْق بن معاوية النَّخَعيّ2 -خ. م:

ابن عمّ حفص بن غياث. وكاتب شَرِيك القاضي ثم حفص بن غياث على الحُكْم.

سمع: زائدة، وشَيْبان، وشَرِيكًا، والمسعوديّ، ومالك بنُ مغْول، وهمّام بن يحيى، وجماعة.

وعنه: خ. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن حنبل، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْب، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد الله بن الحُسَين المِصِّيصيّ، وطائفة.

قال أبو داود: صالح.

وقال ابن سعْد: ثقة صدوق.

مات في رجب سنة إحدى عشرة أيضًا.

1 الجرح والتعديل "4/ 491"، تهذيب الكمال "13/ 454، 455"، ميزان الاعتدال "2/ 345"، التهذيب "5/ 32".

2 الطبقات الكبرى "6/ 405"، التاريخ الكبير "4/ 360"، الجرح والتعديل "4/ 491، 492"، الثقات لابن حبان "8/ 327"، تهذيب الكمال "13/ 456-459"، سير أعلام النبلاء "10/ 240"، ميزان الاعتدال "2/ 345"، التهذيب "5/ 33، 34".

ص: 106

"حرف العين":

192-

عاصم بن يوسف اليربوعي1 -خ. ت. ن. أبو عَمْرو الكوفيّ الخيّاط:

عن: أبي الأَحْوَص سلام بن سُلَيم، وقُطْبة بن عبد العزيز السّعْديّ، وأبي شِهاب الحَنّاط، وإسرائيل بن يونس، وجماعة.

وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وأحمد بن أبي غرَزَة الغِفاريّ، وجعفر بن محمد بن الْهُذَيْلِ، وأبو محمد الدّارميّ، وجاره يوسف بن موسى القطان، وطائفة. وثّقه مُطَيِّن، وقال: مات سنة عشرين.

193-

عَبّادُ بن صُهَيْب2. أبو بكر الكُلَيْبيّ البصْريّ.

عن: الأعمش، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وعُمر مولى عَفْرَة، وهشام بن عُرْوة، وابن عَجْلان، وأمثالهم.

وعنه: حسين بن علّي بن مهْران، وإبراهيم بن راشد، ومحمد بن عثمان، ومحمد بن خُزَيْمَة البصْريّ.

قال ابن عديّ: لعَبَّاد تصانيفُ كثيرة، ومع ضَعْفِه يُكتَب حديثه.

قال لنا عَبْدان: عند أحمد بن رَوح، عن عبّاد بن صُهَيْب مائة ألف حديث.

قال عبدان: وعبّاد لم يكذِّبه النّاس، إنّما لُقّن بآخره.

وقال البخاريّ: سكتوا عنه. وكان يرى القدر. توفي قريبًا من سنة اثنتي عشرة ومائتين.

وأمّا ابن مَعِين فروى عنه يحيى بن عبد الرحمن الأعمش، ولا أعرفه أنّه قال: عبّاد بن صهيب أثبت من أبي عاصم.

1 التاريخ الكبير "6/ 491"، الكنى والأسماء "2/ 43"، الجرح والتعديل "6/ 352"، الثقات لابن حبان "8/ 506، التهذيب "5/ 59".

2 الطبقات الكبرى "7/ 297"، التاريخ الكبير "6/ 43"، الجرح والتعديل "6/ 81، 82"، المجروحين "2/ 164"، الميزان "2/ 367".

ص: 107

194-

عَبّادُ بنُ موسى1. أبو عُقْبة القُرَشيّ البصْريّ العَبّادانيّ الأزرق:

نزيل بغداد.

عن: سفيان، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز بن أبي رَوّاد، وجماعة.

وقيل: إنه سمع من ابن عَوْن.

وعنه: أحمد بن يوسف التَّغْلبيّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وإسحاق الحَرْبيّ، وإبراهيم بن فهد السّاجّي، وجماعة.

وثقة الصّاغانيّ، ولم يُخَرِّجوا له شيئًا.

195-

عبّاس بن طالب البصْريّ2:

نزيل مصر.

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبي عَوَانَة، وروح بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد.

وعنه: إسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم.

حدّث في سنة ستّ عشرة.

قال أبو زُرعة: ليس بذاك.

196-

عبّاس بن الوليد3. أبو الفضل البصْريّ.

نزل الشام وحدّث عن: شُعبة، ومبارك بن فَضَالَةَ، وأبي جعفر الرازيّ.

وعنه: أحمد بن محمد بن سيَّار العَوْهيّ، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر الطَّرَابُلُسيّ.

197-

عبّاس بنُ الوليد الفارسيّ ثم الإفريقيّ4. أبو الوليد:

1 تهذيب الكمال "14/ 165، 166"، ميزان الاعتدال "2/ 378"، تهذيب التهذيب "5/ 106، 107".

2 الجرح والتعديل "6/ 216"، الثقات لابن حبان "8/ 510"، ميزان الاعتدال "2/ 384".

3 الجرح والتعديل "6/ 214"، الثقات لابن حبان "8/ 510".

4 لسان الميزان "3/ 245، 246".

ص: 108

روى عن: عبد الله بن رَوْح، ومالك بن أنس.

قُتِل شهيدًا في رمضان سنة ثمان عشرة، وذلك عند فتح تونس لما خالَفَتْ عليَّ بنَ الأغلب.

198-

عبد الله بن إسماعيل بن عثمان1:

أبو مالك الْجَهْضميّ البصْريّ.

عن: شُعبة، وجرير بن حازم، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجماعة.

وعنه: إسحاق بن سيّار النَّصِيبيّ.

وكتب عنه أبو حاتم الرازي ولم يحدِّث عنه.

قال: هو لين.

199-

عبدُ الله بن أيّوب التَّيْميّ الشاعر2:

مدح الأمين، والمأمون، وغيرهما.

وكان شاعرًا محسنًا.

200-

عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي3 -ع:

أبو عبد الرحمن مولى آل عُقْبة بن أبي مُعَيْط.

سمع: عُبيد الله بن عَمْرو، وأبا المَلِيح الحَسَن بن عُمر، وموسى بن أَعْيَن الرَّقّيّين، وإسماعيل بن عَيّاش، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، ومُعْتَمر بن سليمان.

وعنه: أحمد الدَّوْرقيّ، وإسماعيل بن سَمُّوَيْه، وَسَلَمَةُ بن شَبيب، وعبد الله بن عبد الرحمن الدَّارميّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ، وهلال بن العلاء، وطائفة آخرهم موتًا أبو شعيب الحراني.

وثقه ابن معين، وغيره.

1 الجرح والتعديل "5/ 3"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 103"، ميزان الاعتدال "2/ 392".

2 الأغاني "20/ 44-59"، تاريخ بغداد "9/ 411-413".

3 الطبقات الكبرى "7/ 486"، التاريخ الكبير "5/ 62"، الجرح والتعديل "5/ 23"، الثقات لابن حبان "8/ 351"، التهذيب "5/ 173".

ص: 109

وقال هلال: أضرّ سنة ستّ عشرة، وتغير سنة ثمان عشرة، ومات سنة عشرين.

قلت: تٌوُفيّ في ثالث وعشرين شعبان بالرَّقّة.

رَوَت الجماعة عن رجلٍ عنه.

201-

عبد الله بن الْجَهْم1:

أبو عبد الرحمن الّرازيّ.

لم يرحل. وسمع من: قاضى الرّيّ عِكْرمة بن إبراهيم، وجرير بن عبد الحميد، وعَمْرو بن أبي قيس الرازيّ، وابن المبارك، وجماعة.

وعنه: أحمد بن أبي سُرَيْج، ويوسف بن موسى القطّان، وجماعة.

قال أبو زُرْعة: رأيته وكان صدوقًا. لم أكتب عنه.

- عبد الله بن خيران:

تأخر.

202-

عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع2:

أبو عبد الرحمن الهمْداني الشَّعْبيّ الكوفيّ المعروف بالخُرَيْبيّ.

سكن الخُرَيْبة، وهي محلَّة بالبصْرة. وكان من كبار أئِّمة الأثر.

سمع: هشام بن عُرْوة، والأعمش، وَسَلَمَةَ بن نُبَيْط، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وابن جُرَيْج، والأوزاعيّ، وابن أبي ليلى، وخلقًا.

وعنه: الحسن بن صالح بن حيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنَة وهما من شيوخه. ومسدد، ونصر بن عليّ، وبُنْدار، وعَمْرو الفلاس، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، والكُدَيمِيّ، وبِشْر بن موسى الأسديّ، وخلْق.

قال ابن سعد: كان ثقةً، عابدًا، ناسكًا.

1 الجرح والتعديل "5/ 27"، الثقات لابن حبان "8/ 344"، ميزان الاعتدال "2/ 404"، تهذيب التهذيب "5/ 177، 178".

2 الطبقات الكبرى "7/ 295"، التاريخ الكبير "5/ 82"، الجرح والتعديل "5/ 47"، الثقات لابن حبان "7/ 60"، التهذيب "1/ 412".

ص: 110

وقال ابن مَعِين: ثقة، مأمون.

وقال الكُدَيْميّ، عن عبد الله بن داود قال: كان سبب دخولي البصْرة لأن ألقى ابن عَوْن، فلمّا صرتُ إلى قناطر سَرْدارا تلقّاني نعْيه، فدخلني مَا اللهُ بِهِ عليم.

أبو حفص الفلّاس: سألت عبد الله بن داود عن بازيّ أُخِذ من أرض العدوّ. فقال: إنْ كان مُعَلَّمًا وُضِع في المَغْنَم، وإنْ كان وَحْشيًّا فهو لصاصة.

عليّ بن حرب: سألت الخُرَيْبيّ عن الإيمان؟ قال: قَوْلِي فيه قول ابن مسعود، وحُذَيفة، وإبراهيم النَّخَعيّ: قولٌ وعملٌ يزيد وينقص.

ثم قال: أنا مؤمن عند نفسي، ولا أدري كيف أنا عند ربّي.

وقال زيد بن أخزم: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: نَوْلُ الرجل أن يُكره ولده على طلب الحديث.

ليس الدّين بالكلام، إنّما الدين بالآثار.

وقال الكُدَيْميّ عنه: ما كذبت إلّا مرّةً واحدة. قال لي أبي: قرأت عليّ العِلْم؟ قلت: نعم، وما كنت قرأت عليه.

وقال الفلّاس: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: كانوا يستحبّون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لَا تعلم به زوجته ولا غيرها.

وقال زيد بن أخزم: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: مَن أمكن النّاس مِن كلّ ما يريدون أضرّوا بدُنياه ودِينه.

وقال أبو داود: خلّف الخُرَيْبيّ أربعمائة دينار. وبعث إليه محمد بن عَبّاد مائة دينار فقبِلها.

وقال إسماعيل الخطْبيّ: سمعت أبا مسلم الكجي يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي. ولم آته؛ لأني كنت في بيت عمتي. فسألت عن أولادها فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله. فأبطؤا ثم جاءوا يذمّونه وقالوا: طلبناه في منزله فقالوا: هو في بسيتينيةٍ له بالقُرب.

فقصدناه، فسلَّمْنا، وسألناه أن يُحدِّثنا، فقال: مُتِّعتُ بكم، أنا في شغلٍ عن هذا. هذه البُسَيْتينية لي فيها معاش، وتحتاج إلي سقْيِ، وليس لي مَن يسقيها.

ص: 111

فقلنا: نحن نُدير الدُّولاب ونسقيها.

فقال: إنْ حَضَرَتْكم نيةٌ فافعلوا.

فتشلَّحنا وأدَرْنا الدُّولاب حتّى سقينا البستان. ثم قلنا: تُحدِّثنا؟ قال: مُتِّعتُ بكم ليس لي نيةٌ، وأنتم كانت لكم نيّة تُؤْجَرون عليها.

وقال أحمد بن كامل: نا أبو العيناء قال: أتيت الخُريْبيّ فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث.

قال: اذهب فتحفظ القرآن.

قلت: قد حفظت القرآن.

قال: اقرأ أو {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} [يونس: 71] .

فقرأت العشر حتى أنفذته.

فقال: اذهب الآن فتعلَّم الفرائض.

قلت: قد تعلَّمتُ الفرائض الصُّلْب والْجَدّ والكُبْر.

قال: فأيّهما أقرب إليك ابن أخيك أو ابن عمّك؟ قلت: ابن أخي.

قال: ولِمَ؟ قلت: لأنّ أخي من أبي، وعمّي من جدّي.

قال: اذهب الآن فتعلّم العربية.

قلت: قد عُلِّمْتُها قبل هذين.

قال: فلِم قال عُمر حين طعن: يا لله، يا للمسلمين؟ قلت: فَتَحَ تِلك على الدّعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار.

فقال: لو حدثت أحدًا لحدثتك.

وقال عبّاس العَنْبريّ: سمعتُ الخُرَيْبيّ يقول: وُلِدتُ سنة ستٍّ وعشرين ومائة.

وقال الكُدَيْميّ: مات في النصف من شوّال سنة ثلاث عشرة.

وقال بِشْر الحافي: دخلت على عبد الله بن داود في مرضِه الذي مات فيه، فجعل يقول ويُمِرّ يدَه إلى الحائط: لو خُيّرت بين دخول الجنّة وبين أن أكون لَبِنَةً من هذا الحائط لاخترتُ أن أكون لَبِنةً، متى أدخل أنا الجنّة؟.

ص: 112

وكان يقف في القرآن تورُّعًا وَجُبْنًا.

قال عثمان بن سليمان بن سافريّ: قال لي وكيع: النظر في وجه عبد الله بن داود عبادة.

وقال إسماعيل القاضي: لما دخل يحيى بن أكثم البصرة مضى إلى الخُرَيْبيّ، فلما دخل رأى الخُرَيبيُّ مِشْيَتَه. فلما جلس وسلَّم قال: معي أحاديث تُحدِّثني بها.

قال: مُتِّعتُ بك، إنّي لمّا نظرت إليك نويتُ أن لَا أُحَدِّث.

قال محمد بن شجاع: قلت لعبد الله الخُرَيْبيّ: إنّ بعض الناس أخبرني أنّ أبا حنيفة رجع عن مسائل كثيرة.

قال: إنّما يرجع الفقيه عن القول إذا اتّسع علمه.

203-

عبد الله بن داود الواسطي التمار1 -ت:

وهو أقدم وفاةً من الخريبيّ وأصغر.

عن: حنظلة بن أبي سُفيان، وابن جُرَيْج، وحماد بن سَلَمَةَ، واللّيث بن سعد، وجماعة.

وعنه: محمد بن المُثَنَّى، وأحمد بن سِنان القطّان، وأحمد بن أبي سُرَيْج الرازيّ، وهارون بن سليمان الأصبهانيّ، وآخرون.

قال ابن المُثَنَّى: كان واللهِ ما علمته، ثقة صاحب سُنّة.

وقال ابن عديّ: هو عندي ممّن لَا بأس به إن شاء الله.

204-

عبد الله بن رجاء الغداني2 -خ. ن. ق. أبو عمرو البصري:

عن: شُعبة، وعِكْرمة بن عمّار، وهمّام، وشَيْبان، وعاصم بن عمر العمريّ، وعبد الرحمن المسعوديّ، وجرير بن أيّوب البَجَليّ، وإسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام، وسعيد بن سَلَمة بن أبي الحسام، وخلق.

1 التاريخ الكبير "5/ 82"، الجرح والتعديل "5/ 48"، المجروحين "2/ 34، 35" تهذيب التهذيب "5/ 200، 201".

2 التاريخ الكبير "5/ 91"، الجرح والتعديل "5/ 55"، الثقات لابن حبان "8/ 341"، تهذيب التهذيب "5/ 209، 210".

ص: 113

وعنه: خ. ون. ق بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأُسَيْد بن عاصم، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعثمان بن عمر الضَّبّيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، وخلق.

كثير الغلظ والتَّصحيف. وقال أبو حاتم: ثقة، رِضًى.

وقال ابن المَدِينيّ: اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عمر الحَوْفيّ، وعبد الله بن رجاء.

تُوُفّي في سلْخ ذي الحجّة سنة تسع عشرة. ودُفِن مِن الغد سنة عشرين.

- أمّا عبد الله بن رجاء المكّي، فقد مرّ في طبقة وكيع.

205-

عبد الله بن الزُّبير بن عيسى1. خ. د. ت. ن:

الإمام أبو بكر القُرَشيّ الأَسَديّ الحُمَيْديّ، لحميد بن زهير بن الحارث بن أسد المكّيّ.

مُحدَّث مكّة وفقيهها، وأَجَلّ أصحاب سُفْيان بن عُيَيْنَة.

سمع: ابن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وفُضَيْل بن عِياض، ومَروان بن معاوية، والوليد بن مسلم، ووكيعًا، والشافعيّ، وطائفة.

وعنه: خ. ود. ت. ن. عن رجل عنه، وهارون الحمّال، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، ويعقوب الفَسَويّ، ويعقوب السَّدُوسيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيّان، وأبو بكر محمد بن إدريس المكّيّ وَرَّاقُهُ، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الْجُرْجَانيّ، ومحمد بن عبد الله بن البَرْقيّ، وبِشر بن موسى، والكُدَيْميّ، وخلْق.

قال أحمد بن حنبل: الحُمَيْديّ عندنا إمام.

وقال أبو حاتم: أثبت الناس في ابن عُيَيْنة: الحُمَيْديّ.

قال: جالست ابنَ عُيَيْنَة تسع عشر سنة أو نحوها.

1 الطبقات الكبرى "5/ 502"، التاريخ الكبير "5/ 96، 97"، الكنى والأسماء "1/ 118"، الجرح والتعديل "5/ 56، 57"، الثقات لابن حبان "8/ 341"، سير أعلام النبلاء "10/ 616-621"، تهذيب التهذيب "5/ 215، 216".

ص: 114

وقال يعقوب بن سُفْيان: ثنا الحُمَيْديّ وما لقيت أنصحَ للإسلام وأهله منه.

وقال غيره: كان حُجَّةً حافظًا. كان لَا يكاد يَخْفى عليه شيء من حديث سُفْيان.

وَقَالَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى: ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ:"إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ"1.

فَقَالَ: لَا تَقُولُ غَيْرَ هَذَا عَلَى التَّسْلِيمِ وَالرِّضَا بِمَا بِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ. لَا تَسْتَوْحِشُ أَنْ تقول كما قال القرآن والحديث.

قال الفَسَوِيّ: سمعتُ الحُمَيْديّ يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر يجتمع إليه أهل خُراسان وأهل العراق. فجلست إليهم فذكروا شيخًا لسُفيان وقالوا: كم يكون حديثه؟ فقلت: كذا وكذا.

فاستكثر ذلك سعيد وابن دَيْسَم. فلم أزل أُذاكِرهما بما عندهما عنه، ثم أخذت أَغرب عليهما، فرأيتُ فيهما الحياء والخجل.

وقال محمد بن سهل القُهُسْتانيّ: ثنا الربيع: سمعت الشافعيّ يقول: ما رأيت صاحب بلغمٍ أحفظَ من الحُمَيْديّ. كان يحفظ لابن عُيَيْنَة عشرةَ آلاف حديث.

وقال محمد بن إسحاق المَرْوَزِيّ: سمعت إسحاق بن راهوَيْه يقول: الأئمة في زماننا: الشافعيّ، والحُمَيْدي، وأبو عُبَيْد.

وقال عليّ بن خَلَف: سمعت الحُمَيْديّ يقول: ما دمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق بخُراسان لَا يَغْلِبُنا أحد.

وقال السّرّاج: سمعتُ محمد بن إسماعيل يقول: الحُمَيْديّ إمامٌ في الحديث.

قلت: والحُمَيْديّ معدود من الفُقَهاء الذين تفقّهوا بالشّافعيّ.

قال ابن سعْد، والبخاريّ: تُوُفّي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين.

وقال غيرهما: في ربيع الأول.

1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "2612"، وأحمد في المسند "2/ 244، 347، 463، 519"، والحميدي "1121"، وابن حبان في صحيحه "5605"، وأخرجه مختصرًا البخاري "2559"، ومسلم "2612"، وأحمد "2/ 313".

ص: 115

206-

عبد الله بن السري الأنطاكي الزاهد1 -ق:

كان من أهل المدائن، وصحِب شُعَيب بن حرب العابد، وروى عنه.

وعن: سعيد بن زكريّا المدائنيّ، وصالح المُرّيّ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحفص بن سليمان القارئ، وغيرهم.

وعنه: خَلَف بن تميم الكوفيّ مع تقدُّمه، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن نصر النَّيْسابوريّ، وموسى بن سهل الرمليّ، وعبّاس الدوري، وأحمد بن خليل الحلبيّ شيخ الطّبراني، وآخرون.

لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ": عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ:"سَيَلْعَنُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا"2.

أَسْقَطَ خَلَفٌ، أَوْ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ إِسْنَادِهِ سَطْرًا، إِمَّا عَمْدًا أَوْ غَلَطًا. فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيَّ، وَغَيْرَهُ رَوَوْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّرِيِّ الْأَنْطَاكِيِّ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.

وكذلك رواه محمد بن معاوية الأنماطيّ، عن سعيد بن المدائنيّ.

وحديث خَلَف وقع عاليًا في جزء محمد بن الفرج الأزرق عنه، عن عبد الله بن السَّريّ.

قال ابن عديّ: لَا بأس به.

207-

عبد الله بن سليم3 -ن. أبو عبد الرحمن الْجَزَريّ الرَّقِّيّ:

عن: أبي المَلِيح، وعُبَيد الله بن عَمْرو، وعيسى بن يونس.

1 الجرح والتعديل "5/ 78"، المجروحين لابن حبان "2/ 33، 34"، ميزان الاعتدال "2/ 427، 428"، التهذيب "5/ 233".

2 حديث ضعيف جدًّا: أخرجه ابن ماجه "263"، وابن أبي عاصم في السنة "994"، وضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة "1507".

3 التاريخ الكبير "5/ 110"، الجرح والتعديل "5/ 77"، الثقات لابن حبان "8/ 352"، تهذيب التهذيب "5/ 244".

ص: 116

وعنه: أيّوب الوزّان، ومحمد بن جَبَلة الرافقيّ، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ.

مات سنة ثلاث عشرة.

208-

عبد الله بن سِنان الهَرَويّ1:

روى عن: عبد الله بن المبارك، ويعقوب القُمّيّ، وفضيل بن عياض.

وعنه: الذهلي، وأبو زرعة، وبشر بن موسى، وجماعة.

توفي سنة ثلاث عشرة.

وثقة أبو داود.

209-

عبد الله بن صالح بن مسلم العجليّ الكوفي المقرئ2:

والد الحافظ أحمد بن عبد الله صاحب التاريخ.

قرأ القرآن على: حمزة الزّيّات، وهو آخر مَن قرأ عليه موتًا.

وروى عنه: وعن: أبي بكر النَّهْشَليّ، والحسن بن صالح بن حيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وفُضَيْل بن مرزوق، وزُهير بن معاوية، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وأسباط بن نصر، وشَبِيب بن شَيْبة، وعبد العزيز الماجِشُون، وجماعة.

وعنه: البخاريّ، فيما قيل، وابنه أحمد بن عبد الله العِجْليّ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي غَرَزَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى البلاذُريّ الكاتب، وبشْر بن موسى، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تَمْتام، وإبراهيم الحربيّ، وخلْق سواهم.

وُلد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة، وسكن بغداد وأقرأ بها.

تلا عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل بن نصر الرازيّ.

قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن مَعِين: ثقة.

1 التاريخ الكبير "5/ 112"، الجرح والتعديل "5/ 68"، الثقات لابن حبان "8/ 342"، ميزان الاعتدال "2/ 437".

2 الجرح والتعديل "5/ 85، 86"، الثقات لابن حبان "8/ 352"، تهذيب الكمال "15/ 109-115"، سير أعلام النبلاء "10/ 403-405"، تهذيب التهذيب "5/ 261-263".

ص: 117

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن حِبّان في كتاب "الثقات": كان مستقيم الحدَّيث.

"فصل":

قال خ. في تفسير سورة الفتح: ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ، عن هلال، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو، فذكر حديث:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفتح: 8] .

قال أبو نصر الكَلَاباذيّ، وأبو القاسم اللالكائيّ، والوليد بن بكر الأندلسيّ: عبد الله هو ابن صالح العِجْليّ.

وقال أبو عليّ بن السَّكَن، في روايته عن الفِربْريّ، عن البخاريّ: ثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، يعني القَعْنَبيّ، نا عبد العزيز، فذكره.

وقال أبو مسعود الدّمشقيّ في "الأطراف": عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال: والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح.

وقال أبو عليّ الغسّانيّ: عبد الله هو ابن صالح كاتب اللَّيث. وتابَعَهُ على ذلك أبو الحَجّاج شيخنا، وقال: هو أَوْلَى الأقوال بالصّواب؛ لأنّ البخاريّ رواه في باب الانبساط إلى النّاس من كتاب "الأدب" له.

فقال: ثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ، ورواه في البيوع من "الصّحيح" عن العَوَقيّ. والحديث عنده بهذين الإسنادين في "الصّحيح" وفي كتاب "الأدب".

إلى أن قال: وإذا تقرَّر أنّ البخاريّ روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وَقَعَ الاشتراك بين العجلي، وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى؛ لأنا تيقنا أَنّ البخاريّ قد لقي كاتبَ اللَّيث وأكثر عنه في "التاريخ" وغيره من مُصَنَّفاته. وعلّق عنه في أماكن من "الصّحيح"، عن اللّيث، عن عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ. وهذا معدوم في حقّ العَجْليّ، فإنّ البخاريّ ذكر له ترجمةً في "التاريخ" مختصرةً جدًّا، لم يروِ عنه فيها شيئًا، ولا وجدنا له رواية مُتَيَقِّنة عنه لا في "الصحيح" ولا في غيره. وَقَدْ رَوَى فِي التَّارِيخِ، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ. وَأَيْضًا فَلَمْ نَجِدْ لِلْعِجْلِيِّ رِوَايَةً، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ

ص: 118

أَبِي سَلَمَةَ سِوَى حديثٍ واحدٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:"الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"1. بِخِلافِ كَاتِبِ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ رَوَى الْكَثِيرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ.

قُلْتُ: وَأَيْضًا، فإنّ النّاس رَوَوْا الحديث المذكور عن كاتب اللّيث.

وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الْجِهَادِ مِنْ "صَحِيحِهِ" فَقَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ2. الْحَدِيثَ.

وَقَالَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ السَّكَنِ، عن الفربري، عن البخاري، ثنا عبد الله بْنُ يُوسُفَ. ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي مُصَنَّفِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ.

وَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ فِي "الْأَطْرَافِ": هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا هُوَ؟ وقال أبو عليّ الغسّانيّ: هو عبد الله بن صالح كاتب اللّيث.

ثم ظفرنا برواية البخاريّ، عن كاتب اللّيث في نفس "الصّحيح" ولله الحمد. وذلك أنّه في مكان خَفِيّ. فإنّه روى حديثًا علّقه فقال: وقال اللّيث، عن جعفر بن ربيعة في الذي نجر الخشبة وأوقرها الألفَ دينار3. ثم قال في آخر الحديث: حدّثني عبد الله بن صالح، ثنا اللّيثُ بهذا.

قال أحمد العجلي: وُلِد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة. وتُوُفّي سنة إحدى عشرة وله سبعون سنة.

قلت: الظّاهر أنّ أحمد لم يضبط وفاة أبيه، وأظّنه عاش إلى قريب العشرين. فإنّه روى عنه مَنْ لَا يُعرف له سَمَاع في سنة إحدى عشرة، بل بعدها بأربع سنين، وخمس سنين، وأكثر.

فروى عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن عبد بن

1حديث صحيح: أخرجه البخاري "2447"، وفي الأدب المفرد "470، 485"، ومسلم "2579"، والترمذي "2030"، وأحمد في المسند "2/ 137، 156، 159".

2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "2995"، ومسلم "1344".

3 حديث صحيح: أخرجه البخاري "2063"، وأحمد في المسند "2/ 348".

ص: 119

الْجُنَيْد، وإبراهيم بن دروقا، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن العبّاس المؤدّب مولى بني هاشم، ومحمد بن غالب تَمْتام، وهؤلاء مَن طَلَبَه بعد سنة إحدى عشرة. وأوّل رحلة أبي حاتم سنة ثلاث عشرة. ولا أعلم لأكثرهم سماعًا إلّا بعد ذلك. والله أعلم.

210-

عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث1 -ن:

الفقيه أبو محمد المصري، والد الفقيه محمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعبد الحَكَم.

ويقال: إنه مولى عثمان رضي الله عنه.

سمع: مالكًا، والليث، وَمُفَضَّلَ بن فَضَالَةَ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندرانيّ، وابن وهْب، وابن القاسم، وبكر بن مُضَر، وجماعة.

وعنه: بنوه الأربعة، والدَّارِميّ، وخير بن عَرَفَة، ومحمد بن عبد الله بن الْبَرْقِيِّ، ومِقْدام بن داود الرُّعَينيّ، ويوسف بن يزيد القراطيسيّ، ومالك بن عبد الله بن سيف التُّجِيبيّ، ومحمد بن عَمْرو أبو الكَرَوَّس المصريّ، وآخرون.

قال أبو زُرعة: ثقة.

وقال ابن وارة: كان شيخ مصر.

وقال أحمد العِجْليّ: لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم.

وقال ابن حبان: كان ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله.

وذكر أبو الفتح الأزديّ في "الضعفاء": أنّ ابن مَعِين كذّب عبد الله.

وذكر هذا السّاجيّ، عن ابن مَعِين.

وقد حدَّث عن الشّافعيّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بكتاب "الوصايا". قال السّاجي: فسألت الربيع فقال: هذا الكتاب وجدناه بخطّ الشّافعيّ ولم يُحدِّث به، ولم يقرأ عليه.

1 الطبقات الكبرى "7/ 518"، التاريخ الكبير "5/ 142"، الجرح والتعديل "5/ 105، 106"، التهذيب "5/ 289".

ص: 120

قلت: تكذيب يحيى له لم يصحّ.

وقال أبو عمر الكِنْديّ في كتاب "الموالي" بمصر: ومنهم عبد الله بن عبد الحَكَم بن أَعْيَن. سكن عبد الحَكَم وأبوه جميعًا بالإسكندرية وماتا بها.

ووُلِد عبد الله سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي في رمضان سنة أربع عشرة.

وقال ابن عبد البَرّ: صنّف كتابًا اختصر فيه أُسْمِعتُه من ابن القاسم، وابن وهْب، وأَشْهَب. ثم اختصر من ذلك كتابًا صغيرًا. وعليهما مع غيرهما عن مالك قول البغداديين المالكيّة في الدّراسة. وإيّاهما شرح أبو بكر الأبْهَريّ.

قلت: وقد صنف "كتاب الأموال"، و"كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز" وسارت بتصانيفه الرُّكْبان. وكان محتشمًا نبيلًا، متموّلًا، رفيع المَنْزِلة. وهو مدفون إلى جانب الشّافعيّ. وهو الأوسط من القيود الثلاثة.

وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ: كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله. أفضت إليه الرئاسة بمصر بعد أشهب.

قيل: إنّه أعطى الشّافعيّ ألف دينار.

211-

عبد الله بن عثمان بْن عطاء بْن أَبِي مسلم الخُراسانيّ1:

أبو محمد. أخو محمد بن عثمان. من أهل الرملة.

روى عن: عَطّاف بن خالد المخزوميّ، وطلْحة بن زيد الرَّقّيّ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وشِهاب بن خِراش، وغيرهم.

وَوَهِم من قال: إنه روى عن أبي مالك الأشجعيّ.

روى عنه: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وموسى بن سهل الرملي، وأبو حاتم الرازي وقال: سمعت منه بالرملة سنة سبْع عشرة. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ".

212-

عَبْدُ اللَّهِ بن غالب العباداني2 -ق:

1 التاريخ الكبير "5/ 146"، الجرح والتعديل "5/ 113"، الثقات لابن حبان "8/ 437"، التهذيب "5/ 317".

2 تهذيب الكمال "15/ 423"، تهذيب التهذيب "5/ 355".

ص: 121

عن: الربيع بن صَبِيح، وعبد الله بن زياد البحرانيّ، وعامر بن يَسَاف.

وعنه: عباد بن الوليد الغَبريّ، وعبّاس التُّرْقُفِيّ، ومحمد بن عَبْدَك القزّاز، ويحيى بن عَبْدَك القزْوينيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ.

213-

عبد الله بن مروان1. أبو شيخ الحرّاني:

عن: زُهير بن معاوية، وعيسى بن يونس.

وعنه: أبو حاتم الحافظ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وإسحاق الحربيّ. وغيرهم.

وثقه أبو حاتم، ولقيه في سنة ثلاثٍ عشرة ومائتين.

214-

عبد الله بن نافع بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام2 -ن. ق. أبو بكر الأسدي الزبيري المدني. وليس بالصّائغ. ذاك مخزوميّ، وهذا يقال له: عبد الله بن نافع الأصغر:

يروي عن: مالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأخيه عبد الله بن نافع الأكبر.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهليّ، ومعروف الحمّال، ويعقوب بن شَيْبة، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن المعدّل الفقيه، وأحمد بن الفرج الحمصيّ، وطائفة.

قال ابن مَعِين: صدوق. وقال البخاري: أحاديثه معروفة.

وقال الزُّبير بن بكّار: كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هَدْيِهِ وَفِقْهِهِ وعَفافِه. وكان قد سرد الصوم وقد توفي في المحرم سنة ستّ عشرة وهو ابن سبعين سنة. وكذا ورّخ البخاريّ وفاته.

وأما الصّائغ فقد مرّ.

215-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى3. أبو علي الشاميّ، نزيل البصرة:

1 التاريخ الكبير "5/ 207"، الجرح والتعديل "5/ 166"، الثقات لابن حبان "8/ 345".

2 الطبقات الكبرى "5/ 439"، التاريخ الكبير "5/ 213، 214"، الجرح والتعديل "5/ 184"، الثقات لابن حبان "8/ 347"، ميزان الاعتدال "2/ 514"، تهذيب التهذيب "6/ 50".

3 التاريخ الكبير "5/ 220"، الجرح والتعديل "5/ 194"، الثقات لابن حبان "8/ 349"، تهذيب التهذيب "6/ 59".

ص: 122

عن: أبيه، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ.

وَعَنْهُ: ابن المَدِينيّ، والفلاس، والكُدَيْميّ، وسليمان بن سيف الحَرّانيّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة.

وكان صدوقًا.

كان حيًا سنة إحدى عشرة.

216-

عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهديّ بن عبد الله المنصور. أبو العبّاس الهاشميّ1:

وُلِد سنة سبعين ومائة عندما استُخْلِف أبوه الرشيد.

وقرأ العلم في صِغره، وسمع من هُشَيم، وعَبّاد بن العوّام، ويوسف بن عطّية، وأبي معاوية الضّرير، وطبقتهم.

وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل وشهر فيها، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن.

روى عنه: ولده الفضل، ويحيى بن أكثم، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيالسيّ، والأمير عبد الله بن طاهر، وأحمد بن الحارث الشّيعيّ، ودِعْبِل الخُزَاعيّ، وآخرون.

وكان من رجال بنى العبّاس حزْمًا وَعَزْمًا، وَحِلْمًا وَعِلْمًا، ورأيًا ودَهاءً، وهَيبةً وشجاعةً، وسُؤْدُدًا وسَمَاحة. وله محاسن وسيرة طويلة.

قال ابن أبي الدُّنيا: كان أبيض، رَبْعة، حَسَن الوجه، تعلوه صُفْرة، وقد وَخَطَه الشَّيْب. أَعْيَن، طويل اللحية رقيقها. ضيّق الجبين، على خدّه خال.

وقال الجاحظ: كان أبيض فيه صُفْرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طُلِيتَا بالزَّعْفران.

وقال ابن أبى الدُّنيا: قدِم الرشيد طُوسَ سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجّه ابنَه المأمون إلى سَمَرْقَنْد. فأتته وفاة أبيه وهو بمرو.

1 الأغاني "7/ 147"، تاريخ بغداد "10/ 183-192"، تاريخ دمشق "222، 293".

ص: 123

وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه بخُراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.

وقال الخطْبيّ: كان يُكنَّى أبا العبّاس، فلمّا استُخْلف اكتنى بأبي جعفر. وأمّه أم ولد اسمها مراجل، ماتت أيّام نِفاسها به.

وقال أيضًا: دُعي للمأمون بالخلافة والأمين حيّ في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن قُتل الأمين، فاجتمع النّاس عليه، وتفرّقت عُمّاله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ستٍّ وسنة سبعٍ باسمه، وهو مقيمٌ بخُراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه الخبر بمَرْو، فولّي العراق، الحَسَن بن سَهل، وقدِمَها سنة سبعٍ.

ثم بايع المأمون بالعهد لعليّ بن موسى الرضا الحُسَينيّ رحمه الله، ونوّهَ بذِكرِهِ، وغيَّر زيّ آبائه من لبْس السَّواد، وأبدله بالخُضْرة. فغضب بنو العبّاس بالعراق لهذين الأمرين وقطعوه، وبايعوا إبراهيم عمَّه ولقَّبوه "المبارك".

فحاربه الحَسَن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحَسَن وعليهم حُمَيْد بن الطّوسيّ، وعليّ بن هشام، فهزموا إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه.

وكان المأمون فصيحًا مُفَوَّهًا. وكان يقول: معاوية بِعَمْرِه، وعبد الملك بِحَجَّاجِهِ، وأنا بنفسي. وقد رُوِيَت هذه عن المنصور.

وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عُبَيْد الله.

رُوِي عنه أنّه ختم في بعض الرمضانات ثلاثًا وثلاثين ختْمة.

وقال الحسين بن فهم الحافظ: ثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: أريد أن أُحدِّث.

فقلت: وَمَن أولى بهذا مِن أمير المؤمنين؟ فقال: اصنعوا لي منبرًا. ثم صعِد، فأوّل حديث أورده: حُدِّثْنَا عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ:"امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشِّعْرِ إِلَى النار"1.

1 حديث ضعيف جدًّا: أخرجه أحمد في المسند "2/ 228"، وابن عدي في الكامل "1/ 204، 4/ 1404"، وفيه أبي الجهم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه كما قال الهيثمي في المجمع "8/ 119".

ص: 124

ثم حَدَّث بنحوٍ من ثلاثين حديثًا ثم نَزَل فقال لي: كيف رأيت يا يحيى مجلسنا.

قلت: أجلّ مجلس، تفقّه الخاصّة والعامّة.

فقال: ما رأيتُ لكم حلاوة. إنّما المجلس لأصحاب الخُلْقان والمَحَابر.

وقال السّرّاج: ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: تقدّم رجل غريب، بيده محبرة إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به.

فقال: ما تحفظ في باب كذا؟ فلم يذكر فيه شيئًا.

قال: فما زال المأمون يقول: ثنا هُشَيْم، وثنا يحيى، وثنا حَجّاج، حتّى ذكر الباب.

ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئًا.

فقال المأمون: ثنا فلان، وثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه: يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيامٍ ثم يقول: أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم.

ومع هذا فكان المأمون مسرفًا في الكَرَم، جوادًا مُمَدَّحًا.

جاء عنه أنّه فرّق في ساعة واحدة ستَّةً وعشرين ألف ألف درهم.

وكان يشرب النّبيذ. وقيل: بل كان يشرب الخمر، فيُحرَّر ذلك.

وقيل: إنّه أجاز أَعْرابيًا مرّةً لكونه مدحه بثلاثين ألف دينار.

وأما ذكاؤه فمُتَوَقِّد. روى مسروق بن عبد الرحمن الكندي: حدثني محمد بن المنذرالكندي جار عبد الله بن إدريس قال: حجّ الرشيد، فدخل الكوفة وطلب المُحدِّثين. فلم يتخلّف إلّا عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، فبعث إليهما الأمين والمأمون. فحدَّثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عمّ، أتأذن أن أُعيدها من حفظي؟ قال: افعل. فأعادها، فَعَجِب من حفظه.

ومضيا إلى عيسى فحدّثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها وقال: ولا شُربة ماء عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وروى محمد بن عَون، عن ابن عُيَيْنَة أنّ المأمون جلس فجاءته امرأة وقالت: يا أمير المؤمنين مات أخي وخلّف ستّمائة دينار، فأعطوني دينارًا، وقالوا: هذا نصيبك.

ص: 125

فحسب المأمون وقال: هذا نصيبك. هذا خلّف أربع بنات.

قالت: نعم.

قال: لهن أربعمائة دينار. وخلّف والدةً فلها مائة دينار. وخلّف زوجةً فلها خمسة وسبعون دينارًا. بالله ألكِ اثنا عشر أخًا؟ قالت: نعم.

قال: لكلّ واحدٍ ديناران وَلَكِ دينار.

وقال ابن الأعرابيّ: قال لي المأمون: أخبرني عن قول هند بنت عُتْبة:

نحن بنات طارق

نمشي على النَّمارق

قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: ما أعرف.

قال: إنّما أرادت النَّجْم، انتسبتْ إليه لحُسنْها. ثم رمى إليّ بعنبرةٍ بعْتُها بخمسة آلاف دِرْهم.

وقال بعضهم عن المأمون: مَن أراد كتابًا سرًّا فلْيكتبُ بلبنٍ حليب حُلِبَ لوقته، ويرسله إلى من يريد فيَعْمد إلى قِرْطاس فيحرقه وَيَذُرُّ رماده على الكتابة، فتُقرأ له.

وقال الصُّوليّ: كان المأمون قد اقترح في الشطرنج أشياء. وكان يحبّ اللَّعِب بها.

وعن بعضهم قال: استخرج المأمون كُتُب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس.

وقدِم الشامَ غير مَرّة.

وقال أبو مَعْشَر المنجِّم: كان أَمّارًا بالعدْل، محمود السيرة، ميمون النَّقيبة، فقيه النفس، يُعَدّ مع كبار العُلماء.

وعن الرشيد قال: إنّي لأعرف في عبد الله حزْم المنصُور، ونُسُك المهديّ، وعزّة الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع، يعني نفسه، لنسبته. وقد قدّمتُ محمدًا عليه، وإنّي لأعلم أنّه مُنقاد إلى هواه، مبذِّر لِمَا حَوَتْه يده، يشارك في رأيه الإماءَ والنّساءَ. ولولَا أمّ جعفر ومَيْل بني هاشم إليه لقدَّمتُ عبدَ الله عليه.

وعن المأمون قال: لو عرف الناس حُبّي للعَفْو لتقدّموا إليَّ بالجرائم.

وأخاف أن لَا أؤجَرَ فيه. يعني لكوْنه طبعًا له.

ص: 126

وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يحلُمُ حتّى يُغيظَنا.

وقيل: إنّ فلاحًا مرَّ فقال: أتظنُّون بأنّ هذا يَنْبُل في عيني وقد قتل أخاه الأمين؟ فسمعها المأمون فتبسَّم وقال: ما الحيلة حتّى أنْبُل في عين هذا السّيّد الجليل؟

وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة في الفِقْه يوم الثلاثاء، فجاء رجل عليه ثياب قد شمّرها ونَعْلُهُ في يده. فوقف على طَرَف البساط وقال: السلام عليكم. فردّ عليه المأمون. فقال: أتأذن لي في الدُّنُوّ؟ قال: ادْنُ وتكلَّم.

قال: أخبِرْني عن هذا المجلس الذي أنت فيه. جلَسته باجتماع الأمّة أَمْ بالمُغَالبة والقَهْر؟ قال: لَا بهذا ولا بهذا. بل كان يتولّى أمر المؤمنين مَن عقد لي ولأخي. فلمّا صار الأمر لي علمت أنّي محتاج إلى اجتماع كلمة المؤمنين في الشرق والغرب على الرضى بي. فرأيت أنّي متى خلّيتُ الأمرَ اضطّرب حبْل الإسلام ومَرَجَ عهدهم، وتنازعوا، وبطل الجهاد والحقّ، وانقطعت السُّبُل. فقمت حِياطةً للمسلمين إلى أن يُجْمِعوا على رجلٍ يرضون به، فأُسلِّم إليه الأمر. فمتى اتّفقوا على رجلٍ خرجت له من الأمر.

فقال: السلام عليكم ورحمة الله.

وذهبَ، فوجّه المأمون مَن يكشف خبره. فرجع وقال: يا أمير المؤمنين مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلًا في مثل هيئته، فقالوا له: أَلَقِيتَ الرجل؟ قال: نعم. وأخبرهم بما جرى. قالوا: ما نرى بما قال بأسًا. وافترقوا.

فقال المأمون: كفينا مؤونة هؤلاء بأيسر الخَطْب.

وقيل: أهدى ملك الروم إلى المأمون تُحَفًا سِنِية منها مائة رطل مِسْك، ومائة حلّة سَمُّور. فقال المأمون: أَضْعِفُوها له ليعلم عزّ الإسلام وذُلّ الكُفْر.

وقيل: دخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟ قال: قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] .

قال: ألك علمٌ بأنها مُنَزّلة؟ قال: نعم.

قال: ما دليلك؟ قال: إجماع الأمّة.

قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل، فارْضَ بإجماعهم في التأويل.

ص: 127

قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين.

وقال محمد بن زكريّا الغلابيّ: ثنا مَهْديّ بن سابق قال: دخل المأمون يومًا ديوان الخَراج، فمرّ بغلام جميل على أُذنه قلم. فأعجبه حُسنُه فقال: مَن أنت؟ قال: الناشئ في دولتك، وخِرِّيج أدبك، والمتقلِّب في نِعمتك يا أمير المؤمنين، الْحَسَنُ بنُ رجاء.

فقال: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضَلَت العقول.

ثم أمر برفع مرتبته عن الدّيوان، وأمر له بمائة ألف درهم.

وعن إسحاق المَوْصِلّي قال: كان المأمون قد سخط على الخليع الشّاعر لكونه هجاه عندما قُتِل الأمين. فبينا أنا ذات يوم عند المأمون إذ دخل الحاجب برُقْعة، فاستأذن في إنشادها. فأُذِن له، فقال:

أَجِرْني فإنّي قد ظَمِئْتُ إلى الوعدِ

متى تُنْجزِ الوعدَ المؤكَّد بالعهدِ

أُعيذُكَ مِن خُلْف الملوك فقد ترى

تقطُّعَ أنفاسي عليك من الوجدِ

أَيَبْخَلُ فردُ الْحُسْنِ عنّي بنائلٍ

قليلٍ وقد أفردته بهوي فردِ

إلى أن قال:

رأى اللَّهُ عبدَ اللَّهِ خيرَ عبادِهِ

فمَّلكَهُ واللَّهُ أعلمُ بالعبد

ألا إنّما المأمونُ للنّاسِ عِصْمةً

مميِّزةً بينَ الضلالة والرُّشدِ

فقال له: أحسنت.

قال: يا أمير المؤمنين أحسن قائلها.

قال: ومن هو؟ قال: عُبَيْدك الحُسَين بن الضّحّاك.

فقال: لَا حيّاه اللَّهُ ولا بيّاه. أليس هو القائل:

فلا تمّت الأشياء بعد محمدٍ

ولا زال شَمْلُ المُلْك فيها مبدَّدا

ولا فرح المأمون بالمُلْك بعدَهُ

ولا زال في الدّنيا طريدًا مُشرَّدًا

هذه بتلك، ولا شيء له عندنا.

ص: 128

قال الحاجب: فأين عادةُ عَفْوِ أمير المؤمنين.

قال: أمّا هذه فنعم. ائذنوا له.

فدخل، فقال له: هل عرفت يوم قتل أخيك هاشمية هتكت؟ قال: لا.

قال: فما معنى قولك:

وممّا شجى قلبي وكَفْكَفَ عَبْرتي

مَحارِمُ من آلِ الرسول استُحلَّتِ

ومهتوكةٌ بالجلْد عنها سُجُوفها

كعابٌ كقرن الشمس حين تَبَدَّتِ

فلا بات لَيْلُ الشّامتين بغبطةٍ

ولا بَلَغَتْ آمالُهم ما تَمَنَّتِ

فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سُلِبتُها بعد أن غمرتني. فإن عاقبتَ فبحقّك، وإن عفوتَ فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وأمر له بجائزة.

حكى الصُّوليّ أنّ المأمون كان يحبّ اللّعِب بالشَّطَرَنْج، واقترح فيه أشياء.

وكان ينهى أن يقال: تعال نلعب، ويقول: بل نَتَنَاقَل.

ولم يكن بها حاذقًا، فكان يقول: أنا أدبِّر أمر الدُّنيا واتْسع لها، وأضيق عن تدبير شِبْرَيْن. وله فيها شعر:

أرضٌ مربعةٌ حمراء من أدمٍ

ما بين إلْفَيْن معروفين بالكَرَمِ

تَذَاكرا الحربَ فاحتالا لها حِيَلًا

مِن غير أن يأثَمَا فيها بسفْكِ دمِ

هذا يُغير على هذا وذاك على

هذا يُغير وعينُ الحَزْم لم تَنَمِ

فانظُر إلى فطنٍ جالتْ بمعرفةٍ

في عسكَرَيْن بلا طبلٍ ولا عَلَمِ

وقيل: إنّ المأمون نظر إلى عمّه إبراهيم بن المهديّ وكان يُلَقَّب بالتِّنّين، فقال: ما أظنّك عشقت قطّ. ثم أنشد:

وجه الذي يعشق معروفُ

لأنّه أصفرٌ منحوف

ليس كمن يأتيك ذا جثةٍ

كأنّه للذّبْح معلوف

وعن المأمون قال: أعياني جوابُ ثلاثة. صِرتُ إلى أمّ ذي الرّئاستين أُعزّيها فيه، فقلت: لَا تأسَيْ عليه فإنّي عوضه لك.

ص: 129

قالت: يا أمير المؤمنين وكيف لَا أحزن على ولدٍ أكسبني مثلك.

وأُتيتُ بِمُتنبئ فقلت: مَن أنت؟ قال: أنا موسى بن عِمران.

قلت: ويْحك، موسى كانت له آيات فأْتني بها حتى أؤمن بك.

فقال: إنّما أتيت بتلك المعجزات فرعون، إذ قال: أنا ربّكم الأعلى. فإن قلت كذلك أتيتك بالآيات.

قال: وأتى أهلُ الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم: هو شرّ عاملٍ. فأمّا في أول سنةٍ فإنّا بِعْنا الأثاث والعقار، وفي الثانية بعنا الضّياع، وفي الثالثة نزحنا عن بلدنا وأتيناك نستغيث بك.

فقلت: كذبت، بل هو رجل قد حمدتُ مذهبَهُ، ورضيتُ دينَهُ، واخترتُهُ معرفةً منّي بقديم سخطكم على العمّال.

قال: صدقتَ يا أمير المؤمنين وكذبتُ أنا. فقد خصصْتنا به هذه المدة دون باقي البلاد، فاستعملته على بلدٍ آخر ليشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي شملنا.

فقلت: قُم في غيرِ حِفْظ الله، قد عزلته عنكم.

وممّا يُنسب إلى المأمون من الشِّعر قولُهُ:

لساني كتومٌ لأسراركُمْ

ودمعي نمومٌ لسريّ مُذِيعُ

فلولَا دموعي كَتَمْتُ الهوى

ولولا الهوى لم تكن لي دموعُ

وكان قدوم المأمون من خُراسان إلى بغداد سنة أربعٍ ومائتين. ودخلها في رابع صفر بأبهةٍ عظيمة، وبحمْل زائد.

قال إبراهيم بن محمد بن عَرَفة النَّحْويّ في تاريخه: حكى أبو سليمان داود بن عليّ، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعةٌ من قوّاد خُراسان، وقد دعا إلى خلْق القرآن حينئذٍ، فقال لأولئك القوّاد: ما تقولون في القرآن.

فقالوا: كان شيوخنا يقولون: ما كان فيه من ذِكْر الحمير والجِمال والبقر فهو مخلوق، وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين: هو مخلوق، فنحن نقول: كله مخلوق.

ص: 130

فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء؟ قال ابن عَرَفة: أمر المأمون مناديًا فنادى في الناس ببراءة الذّمّة ممّن ترحَّم على معاوية أو ذكره بخير.

وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد، فكفَّ عنه. يعني كفّ عنه إلى بعد هذا الوقت.

ومِن كلام المأمون: النّاس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لَا بُدّ منه على حالٍ من الأحوال، ومنهم كالدّواء يُحْتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالدّاء مكروه على كلّ حالٍ.

وعن المأمون قال: لَا نزهة ألذّ من النظر في عقول الرجال.

وقال: غَلَبَةُ الحُجّة أحبّ إليّ من غَلَبَة القُدرة؛ لأنّ غَلَبَة الحُجّة لَا تزول، وغَلَبَةُ القُدرة تزول بزوالها.

وكان المأمون يقول: الملك يغتفر كلَّ شيء إلّا القَدْح في المُلْك، وإفشاء السّرّ، والتعرّض للحُرَم.

وقال: أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يُدبر، وإذا أدبر أن يُقبل.

وقيل للمأمون: أيُّ المَجالس أحسن؟ قال: ما نُظِر فيه إلى النّاس. فلا منظر أحسن من النّاس.

وكان المأمون معروفًا بالتشيُّع، فروى أبو داود المَصَاحِفيّ قال: سمعت النَّضْر بن شُمَيْلٍ يقول: دخلت على المأمون فقال: إنّي قلت اليوم:

أصبح ديني الذي أدِينُ به

ولستُ من الغَداةِ مُعْتذرا

حبّ عليّ بعد النّبيِّ ولا

أشتم صِدِّيقَه ولا عُمَرا

وابنُ عفانٍ في الْجِنان مع الأبرار

ذاك القتيل مُصْطَبرا

وعائشُ الأمّ لستُ أشْتمها

مَن يَفْتَريها فنحن منه بُرا

وَقَدْ نَادَى الْمَأْمُونُ بِإِبَاحَةِ مُتْعَةِ النِّسَاءِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ حَتَّى أَبْطَلَهَا، وَرَوَى لَهُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنَيِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِمَا مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ فِي خَيْبَرَ1. فَلَمَّا صَحَّحَ لَهُ الحديث رجع إلى الحق.

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "4216، 5523"، ومسلم "1407"، والترمذي "1794"، =

ص: 131

وأمّا مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمّم عليها في سنة ثمان عشرة. وامتحن العلماء، فعُوجِل ولم يُمْهَل. توجّه غازيًا إلى أرض الروم فلمّا وصل إلى البَذَنْدون واشتدّ به الأمر أوصى بالخلافة إلى أخيه المعتصم.

وكان قد افتتح في غزوته أربعة عشر حصنًا. وردّ فنزل على عين البَذَنْدون، فأقام هناك واعتل.

قال المسعودي: أعجبه برد ماء العين وصفاؤها، وطِيب الموضع وكثرة الخُضْرة.

وقد طُرح له درهم في العين، فقرأ ما عليه لفرط صفائها. ولم يقدر أحد أن يسبح فيها لشدّة بردها. فرأى سمكة نحو الذّراع كأنّها الفضّة. فجعل لمن يخرجها سيفا، فنزل فراشٌ فاصطادها وطلع، فاضطربت وفرت إلى الماء فتنضح صدر المأمون ونحْره وابتلّ ثوبه. ثم نزل الفرّاش ثانيةً وأخذها. فقال المأمون: تُقْلَى السّاعة. ثم أخذته رِعْدة فغُطّي باللُّحُف وهو يرتعد ويصيح.

فأُوقدت حوله نارٌ. ثم أتي بالسمكة فما ذاقها لشُغله بحاله. فسأل المعتصمُ بُخْتَيْشُوعَ وابنَ ماسَوَيْه عن مرضه، فجسّاه، فوجدا نبضه خارجًا عن الاعتدال، مُنْذِرًا بالفَنَاء، ورأيا عَرَقًا سائلًا منه كلُعاب اللاغِيّة، فأنكراه ولم يجداه في كُتُب الطّبّ.

ثم أفاق المأمون من غَمْرته، فسأل عن تفسير اسم المكان بالعربيّ، فقيل له:"مدّ رجليك". فتطيّر به. وسأل عن اسم البقعة، فقيل: الرَّقَّةُ. وكان فيما عُمِل مِن مولده أنّه يموت بالرَّقّة. فكان يتجنّب النزول بالرَّقّة. فلما سمع هذا من الروم عَرَف وأيسَ، وقال: يا من لَا يزول مُلْكه ارحَم من قد زال ملكه.

وأجلسَ المعتصمُ عنده من يُلقّنه الشهادة لما ثَقُل. فرفع الرجل بها صوتَه، فقال له ابنُ ماسوَيْه: لَا تصيح، فواللهِ ما يفرّق الآن بين ربّه وبين ماني. ففتح عينيه وبهما من عِظَم التَّوَرُّم والاحمرار أمرٌ شديد، وأقبل يحاول بيديه البطْشَ بابن ماسويه، ورام مُخَاطبَتَه فعجز، فرمَق بطرفه نحو السّماء وقد امتلأت عيناه دموعًا، وقال في الحال: يا مَن لَا يموت ارحم مَن يموت.

ثم قضى ومات في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني

= والنسائي "6/ 126"، وابن ماجه "1961"، وأحمد في المسند "1/ 79"، والحميدي "37"، وابن حبان "4143".

ص: 132

عشرة. فنقله ابنه العبّاس وأخوه المعتصم لما تُوُفّي إلى طَرَسُوس، فدُفِن هناك في دار خاقان خادم أبيه.

217-

عبد الله بن يحيى1 -ن. أبو محمد الثقفي البصري:

عن: بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وعبد الواحد بن زياد، وأبي عَوَانة، وسُلَيْم بن أخضر.

وعنه: إبراهيم بن يعقوب الْجَوْزجانّي، وأبو محمد الدّارميّ، والكُدَيْميّ، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد العزيز بن معاوية القُرَشيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ، وإبراهيم بن حرب العسكريّ. وقال الْجُوزَجَانيّ: ثقة مأمون.

218-

عبد الله بن يحيى2 -خ. د. أبو يحيى المعافري المصري البرلسي:

عن: سعيد بن أبي أيّوب، وموسى بن عليّ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحَيْوَة بن شُرَيْح، ومعاوية بن صالح، واللَّيْث، وجماعة.

وعنه: دُحَيْم، والحسن بن عبد العزيز الْجَرَويّ، وجعفر بن مسافر، ووهْب الله بن رزق المصريّ، وَآخَرُونَ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.

زاد أبو زُرْعة: أحاديثه مستقيمة.

وقال ابن يونس: تُوُفّي بالبُرُلُّس سنة اثنتي عشرة ومائتين.

219-

عبد الله بن يزيد3 -ع:

مولى آل عمر الفاروق.

أبو عبد الرحمن المقرئ المكّي. أصله من ناحية الأهواز ممّا يلي البصْرة.

وُلِد في حدود العشرين ومائة.

1 الجرح والتعديل "5/ 203، 204"، الثقات لابن حبان "8/ 349، 350"، تهذيب التهذيب "6/ 76، 77".

2 التاريخ الكبير "5/ 232"، الجرح والتعديل "5/ 204"، ميزان الاعتدال "2/ 524"، تهذيب التهذيب "6/ 77، 78".

3 التاريخ الكبير "5/ 228"، الجرح والتعديل "5/ 201"، الثقات لابن حبان "8/ 342"، التهذيب "6/ 83، 84".

ص: 133

روى عن: كَهْمس بن الحَسَن، وأبي حنيفة، وابن عَوْن، وموسى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وحرملة بن عمران التجيبي، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وشعبة، وعبد الرحمن بن دينار بن أنعم الإفريقي، وخلق.

وعنه: خ. وع. عن رجلٍ، عنه. وأحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمة، وابن راهوَيْه، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، والحسن بن عليّ الحداني، وعبّاس الدّوريّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصّائغ، وبشْر بْن مُوسَى، والحارث بن أبي أُسامة، وَرَوْح بن الفرج القطّان، وعَمرو بن مَلُول، وخلْق.

وثّقه النّسائيّ، وغيره. وهو من أكبر شيوخ البخاريّ.

قال محمد بن عاصم: سمعته يقول: أنا ما بين التسعين إلى المائة.

وأقرأتُ القرآن بالبصرة ستًّا وثلاثين سنة. وههنا بمكة خمسًا وثلاثين سنة.

قلت: كان قد أخذ الحروف عن نافع بن أبي نُعَيْم، وله اختيار في القراءة رواه عنه ابنه محمد. وكان يلّقن القرآن، وكان إمامًا في القرآن والحديث، كبير الشأن.

قال البخاريّ: مات بمكّة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة.

وقال مُطَيِّن: سنة ثلاث عشرة تُوُفّي أبو عبد الرحمن المقرئ رحمه الله.

220-

عبد الأعلى بن القاسم1 -ق:

أبو بشير الهمداني البصري اللؤلؤي.

عن: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وسَوّار بن عبد الله بن قُدامة، وشَرِيك.

وعنه: عَبدْه بن عبد الله الصّفّار، وأبو حفص الفلاس، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم الرازيّ، وقال: صدوق.

221-

عبد الأعلى بن مُسْهِر بن عبد الأعلى بن مسهر2 -ع:

الإمام أبو مسهر الغساني الدمشقي، أحد الأعلام.

1 الجرح والتعديل "6/ 30"، الثقات لابن حبان "8/ 409"، تهذيب التهذيب "6/ 97، 98".

2 الطبقات الكبرى "7/ 473"، التاريخ الكبير "6/ 73، 74"، الجرح والتعديل "6/ 29"، الثقات لابن حبان "8/ 408"، سير أعلام النبلاء "10/ 228- 238"، تهذيب التهذيب "6/ 98-101".

ص: 134

ويُعرف بابن أبي دُرامة، وهي كنية جَدِّهِ عبد الأعلى.

وُلِد أبو مُسهر سنة أربعين ومائة.

وروي عن: سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وسعيد بن بشير، ومالك بن أنَس، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وخالد بن يزيد المُرّيّ، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وخلق.

وأخذ القراءة عن: نافع بن أبي نُعَيم، وأيّوب بن تميم.

وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذّهَليّ، ومحمد بن إسحاق الصَّغانيّ، وإسحاق الكَوْسج، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وإبراهيم بن دَيْزيل، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وخلْق.

قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقول: رحِم الله أبا مُسْهِر ما كان أثبته، وجعل يُطْريه.

وقال يحيى بن مَعِين: إذا رأيتني أُحدِّث ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحِيَتي أن تُحْلَق.

وقال أبو زُرْعة، عن أبي مسهر: وُلِد لي ولد والأوزاعيُّ حيّ، وجالستُ سعيدَ بن عبد العزيز اثنتي عشر سنة، وما كان من أصحابه أحدٌ أحفظ لحديثه منّي، غير أنّي نسيت.

وقال محمد بن عَوْف: سمعت أبا مُسْهِر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز: ماشبهتك في الحِفْظ إلّا بجدّك أبي دُرَامة. ما كان يسمع شيئًا إلّا حفظه.

وقال محمد بن عثمان التَّنُوخيّ: ما بالشّام مثل أبي مُسْهِر.

وقال أبو زُرْعَة الدّمشقيّ: قال ابن مَعين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أرَ مثل أبي مُسْهِر.

قال أبو مُسْهِر: رأيت أبا مُسْهِر يحضُر الجامع بأحسن هيئة في البياض والسّاج والخُفّ، ويقيم على شاميّة طويلة بعِمامة سوداء عَدَنيّة.

قلت: كان أبو مُسْهِر مع جلالته وعِلمه من رؤساء الدّمشقيّين وأكابرهم.

ص: 135

قال العبّاس بن الوليد البيروتيّ: سمعت أبا مُسْهِر يقول: لقد حرصت على عِلم الأوزاعيّ حتّى كتبت عن إسماعيل بن سَمَاعة ثلاثة عشر كتابًا، حتّى لقيت أباك فوجدت عنده عِلْمًا لم يكن عند القوم.

وقال دُحَيم: قال أبو مسهر: رأيت الأوزعي، وجلست مع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مُسْهِر فقال: ثقة، ما رأيت أفصح منه ممّن كتبنا عنه، هو وأبو الجماهر.

وقال محمد بْن الفَيْض الغسّانيّ: خرج السُّفْيانيّ أبو العُمَيْطر سنة خمسٍ وتسعين ومائة فولّى قضاءَ دمشق أبا مُسْهِر كَرْهًا، ثم تنحّى عَنِ القضاء لما خُلِع أبو العُمَيْطر.

وقال ابن زَنْجُوَيْه: سَمِعْتُ أبا مُسْهِر يَقُولُ: عرامة1 الصّبيّ في صِغره زيادة في عقله في كِبَره.

وقال ابن دِيزِيل: سمعتُ أبا مُسْهِر يُنشد:

هَبْك عُمّرتَ مثل ما عاشَ نُوح

ثم لاقيتَ كلَّ ذاك يَسَارا

هل من الموت لَا أبا لك بُدٌّ

أيُّ حيٍّ إلى سوى الموتِ صارا

"محنة أَبِي مُسهر مَعَ المأمون":

قال الحافظ ابن عسكر: قرأت بخطّ أَبِي الحسين الرازيّ: سَمِعْتُ محمود بْن محمد الرّافقيّ: سَمِعْتُ عليَّ بْن عثمان النُّفَيْليّ يَقُولُ: كنّا عَلَى باب أَبِي مُسْهِر جماعةً من أصحاب الحديث، فمرض، فدخلنا عَلَيْهِ نَعودُه، فقلنا: كيف أنت؟ كيف أصبحت؟ قَالَ: في عافيةٍ راضيًا عَنِ اللَّه، ساخطًا عَلَى ذي القرنين، حيث لم يجعل السّدّ بيننا وبين أهل العراق، كما جعله بين أهلِ خُراسان وبين يأجوج ومأجوج.

قَالَ: فما كَانَ بعد هذا إلّا يسيرًا حتى وافى المأمون دمشقَ، ونزل بدَير مُرَّان وبنى القُبَيْبة فوق الجبل، فكان يأمر باللّيل بجمرٍ عظيم فيوقَد، ويُجعل في طُسُوتِ كِبار، ويُدلي من عند القُبَيْبَة بسلاسل وحِبال، فتضيء لَهُ الغُوطة، فيُبْصرها بالليل.

1 العرامة: الشدة والشراسة.

ص: 136

وكان لأبي مُسْهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند الحائط الشرقيّ، فبينا هُوَ ليلةً إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم، فقال أبو مسهر: ما هذا؟ قالوا: النار التي تُدَلّى لأمير المؤمنين من الجبل حتّى تضيء لَهُ الغُوطة.

فقال: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء: 128، 129] . وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون، فرفع ذَلكَ إلى المأمون، فحقدها عَلَيْهِ. وكان قد بلغه أنه كان على قضاء أبي المعيطر. فلما رحل المأمون أمر بحمل أَبِي مُسْهر إِلَيْهِ، فامتحنه بالرَّقَّة في القرآن.

قَالَ: وحدّثني أبو الدَّحْداح أحمد بْن محمد: ثنا الحسن بْن حامد النَّيسابوريّ، حدّثني أبو محمد: سَمِعْتُ أصبغ وكان مَعَ أَبِي مُسْهِر هُوَ وابن أَبِي النّجا خرجا يخدمانه، فحدّثني أصبغ أنّ أبا مُسْهِر دخل عَلَى المأمون بالرَّقَّة وقد ضرب رقبة رجلٍ وهو مطروحٌ بين يديه، فوقف أبا مُسْهِر في الحال، فامتحنَهُ فلم يُجِبْهُ، فأمر بِهِ، فوُضع في النِّطْع ليضرب رقبته، فأجاب إلى خلق القرآن، فأُخرِج من النّطْع، فرجع عَنْ قوله، فأُعيد إلى النّطّع، فأجاب، فأمر بِهِ أن يوجَّه إلى بغداد، ولم يثق بقوله، فأُحضِر وأقام عند إسحاق بْن إبراهيم، يعني متولّي بغداد، أيّامًا لَا تبلغ مائة يوم، ومات.

قَالَ الحسن بْن حامد: فحدّثني عبد الرحمن، عَنْ رَجُل من إخواننا يُكنى أبا بَكْر أنّ أبا مُسْهِر أقيم ببغداد ليقول قولًا يبرىء فيه نفسَه من المحنة ونفي المكروه، فبلغني أنّه قَالَ في ذَلكَ الموقف: جزى اللَّه أمير المؤمنين خيرًا، عَلَّمَنا ما لم نكن نعلم، وَعَلِمَ عِلْمًا لم يعلمه من كَانَ قبله.

وقال: قلِ: القرآن مخلوق وإلّا ضربت عُنقك، ألا فهو مخلوق، هُوَ مخلوق.

قَالَ: فأرجو أن تكون لَهُ في هذه المقالة نجاة.

وقال الصُّوليّ: ثنا عَوْن بْن محمد، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ إسحاق بْن إبراهيم: لمّا صار المأمون إلى دمشق ذكروا لَهُ أبا مُسْهِر ووصفوه بالعِلْم والفِقْه، فأحضره فقال: ما تَقُولُ بالقرآن؟ قَالَ: كما قَالَ اللَّه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 5] .

قَالَ: أمخلوق هُوَ أو غير مخلوق؟ قَالَ: ما يَقُولُ أمير المؤمنين؟ قَالَ: مخلوق.

ص: 137

قَالَ: بخبرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أو عَنْ أصحابه، أو التّابعين؟ قَالَ: بالنَّظَر. واحتجّ عَلَيْهِ.

قَالَ: يا أمير المؤمنين، نَحْنُ مَعَ الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام اللَّه غير مخلوق.

قَالَ: يا شيخ أخبِرْني عَنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم هل اختتن؟ قَالَ: ما سَمِعْتُ في هذا شيئًا.

قَالَ: فأخبِرني عَنْهُ أكان يُشْهِدُ إذا زوَّج أو تزوَّج؟ قَالَ: ولا أدري.

قَالَ: اخرج قبّحك اللَّه، وقبَّح من قلّدك دينه، وجعلك قُدْوة.

وقال أبو حاتم الرازيّ: ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قَدْرًا ولا أجلّ عند أهلها من أَبِي مُسْهِر بدمشق.

وكنت أرى أبا مُسْهِر إذا خرج إلى المسجد اصطفَّت النّاس يسلّمون عَلَيْهِ ويقبلون يده.

قَالَ أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن البصْريّ: سَمِعْتُ أبا داود سليمان بْن الأشعث، وقيل لَهُ: إنّ أبا مُسْهِر كَانَ متكبرًا في نفسه، فقال: كَانَ من ثقات النّاس. رحِم اللَّه أبا مُسْهِر لقد كَانَ من الإسلام بمكانٍ حُمِل عَلَى المحنة فأبى، وحُمِل عَلَى السيف مُدَّ رأسه وجُرّد السيف فأبى. فلمّا رأوا ذَلكَ منه حُمِل إلى السجن فمات.

وقال محمد بْن سعد: أُشْخِص أبو مُسْهر من دمشق إلى المأمون، فسأله عَنِ القرآن فقال: هُوَ كلام اللَّه، وأبى أن يقول: مخلوق. فدعا لَهُ بالسّيف والنّطْع. فلمّا رَأَى ذلك قال: مخلوق. فتركه.

وقال: أما لو إنك قلتَ ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبِلْتُ منك ورددتك إلى بلادك، ولكنّك تخرج الآن فتقول: قلت ذَلكَ فَرَقًا من السيف. أَشْخِصوه إلى بغداد فاحبسوه بها حتّى يموت.

فأُشْخِص من الرَّقَّةِ إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة فَحُبِسَ، فلم يلبث إلّا يسيرًا حتّى مات في الحبس في غُرّة رجب، فأُخرج ليُدْفَن، فشهده قوم كثير من أهل بغداد.

وقال غيره: عاش تسعًا وسبعين سنة.

ص: 138

قُلْتُ: حَدِيثُ: "يَا عِبَادِيَ إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ"1. قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ "الْأَدَبِ" لَهُ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ" عَنِ الصَّغَانِيِّ، عَنْ أبي مسهر.

222-

عبد الحميد بن إبراهيم2 -س:

أبو تقيّ الحضرميّ الحمصيّ الضّرير، وهو أبو تقي الكبير.

روى عن: عفير بن مَعْدان، وعبد الله بن سالم، وإسماعيل بن عياش.

وعنه: عمران بن بكار البراد، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، ومحمد بن عون الحمصيون، وغيرهم.

روى له النسائي حديثا واحدا متابعة، وقال: ليس بشيء.

وقال أبو حاتم: ليس بشيْء، كان لَا يحفظ ولا عنده كُتُب.

223-

عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة3. أبو زيد الأشجعيّ، مولاهم المصريّ الفقيه الإخباريّ:

سمع: اللّيث، وابن لَهيعَة، وجماعة.

وأخذ الآداب عن: ابن الكلْبيّ، وأبي عُبَيدة، والواقديّ، والهَيْثم بن عديّ، وطائفة.

وكان عَجَبًا من العُجْب، علامة. ولُقّب بكَبد؛ لأنّه كان ثقيلًا.

تُوُفّي سنة إحدى عشرة ومائتين عن سبعين سنة.

وقد روى أيضًا عن مالك.

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد "490"، ومسلم "2577"، والترمذي "2490"، وابن ماجه "4257"، وأحمد في المسند "5/ 160"، وعبد الرزاق "20272"، وابن حبان في صحيحه "619".

2 الجرح والتعديل "6/ 8"، الثقات لابن حبان "8/ 400"، ميزان الاعتدال "2/ 537"، التهذيب "6/ 108".

3 المعرفة والتاريخ "1/ 699"، الكنى والأسماء للدولابي "1/ 180".

ص: 139

روى عنه: سعيد بن عُفَير، وأحمد بن يحيى بن وزير، وغيرهما.

تُوُفّي في شوّال.

224-

عبد الرحمن بن إبراهيم1. أبو عليّ الراسبيّ المخرميّ:

عن: فُرات بن السّائب، ومالك.

وعنه: يحيى بن جعفر بن الزّبرقان، وغيره.

وهو مُنْكر الحديث.

225-

عبد الرحمن بن حمّاد بن شعيب2 -خ. ت. أبو سلمة العنبري الشعيثي البصري:

عن: ابن عَوْن، وسعيد بن أبي عَرُوبَة، وعبّاد بن منصور، وكَهْمَس، وسُفيان الثَّوريّ.

وعنه: خ. وت. عَنْ رَجُل عَنْهُ، ويعقوب الفَسَويّ، وإسحاق بْن سيّار النَّصِيبيّ، والكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وجماعة.

قَالَ أَبُو زُرْعة: لَا بَأْسَ بِهِ.

وقَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقويّ.

وقال أبو القاسم ابن مَنْدَه: مات فِي ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

226-

عبد الرحمن بن أحمد3:

وقيل: عبد الرحمن بن عطّية، وقيل: ابن عساكر، وقيل: ابن أحمد بن عطيّة السيّد القُدْوة.

أبو سليمان الدّارانيّ العَنْسيّ.

قيل: أصله واسطيّ، وُلِد في حدود الأربعين ومائة أو قبل ذلك.

1 تاريخ بغداد "10/ 255- 257"، ميزان الاعتدال "2/ 545، 546".

2 التاريخ الكبير "5/ 275"، الجرح والتعديل "5/ 225، 226"، تهذيب التهذيب "6/ 164".

3 الجرح والتعديل "5/ 214"، الثقات لابن حبان "8/ 376"، حلية الأولياء "9/ 254"، سير أعلام النبلاء "10/ 182-186"، شذرات الذهب "2/ 13".

ص: 140

وروى عن: سُفْيان الثَّوريّ، وأبي الأشهب، وعبد الواحد بن زيد، وعَلْقَمَة بن سُوَيْد، وعليّ بن الحسن الزّاهد، وصالح بن عبد الجليل.

وعنه: تلميذه أحمد بن أبي الحواري. وهاشم بن خالد، وحُمَيْد بن هشام العَنْسيّ، وعبد الرحيم بن صالح الدّارانيّ، وإسحاق بن عبد المؤمن، وعبد العزيز بن عُمَير، وإبراهيم بن أيّوب الحورانيّ، وآخرون.

قَالَ أبو الْجَهْم بْن طَلّاب: ثنا أحمد بْن أَبِي الحواريّ قَالَ: كَانَ اسم أَبِي سليمان عبد الرحمن بْن أحمد بْن عطيّة العنْسيّ من صَلِيبة العرب.

وقال حُمَيْد بْن هشام: قلت لأبي سليمان عبد الرحمن بْن أحمد بْن عطيّة، فذكر حكاية.

واختلف على أبي الْجَهْم فقال أبو أحمد الحاكم، عنه، عن ابن أبي الحواري: اسمه عبد الرحمن بن عَسْكَر.

قَالَ ابن أَبِي الحواري: سَمِعْتُ أبا سليمان رحمة اللَّه عَلَيْهِ يَقُولُ: صلِّ خلف كلّ مبتدعٍ إلّا القدري لا تصل خلفه، وإنْ كَانَ سلطانًا.

وقال: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف1.

قَالَ: وسمعته يَقُولُ: لَيْسَ لِمَن أُلْهِم شيئًا من الخير أن يعمل بِهِ حتّى يسمعه من الأثر. فإذا سمعه من الأثر عمل بِهِ وحمد اللَّه حيث وافق ما في قلبه.

وقال الخَلْديّ: سَمِعْتُ الْجُنَيْد يَقُولُ: قَالَ أبو سليمان الدّارانيّ: ربّما يقع في قلبي النُّكْتَة من نُكَتِ القوم أيّامًا فلا أقبل منه إلّا بشاهدَيْن عَدْلَيْن: الكتاب والسُّنَّة.

قَالَ الجنيد: وقال أبو سليمان: أفضل الأعمال خلاف هوى النَّفْس.

وقال: لكل شيء عِلم، وعِلْم الخِذْلان تَرْكُ البُكاء. ولكلّ شيء صدأ، وصدأ نور القلب شبَعُ البَطَن.

وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أصل كلّ خير الخوف من اللَّه، ومفتاح الدُّنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع2.

1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 272"، والخطيب في تاريخه "10/ 249"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 224".

2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 259"، والخطيب في تاريخه "10/ 250".

ص: 141

وقال الحاكم: أَنَا الخَلْديّ: حدّثني الْجُنَيْد: سَمِعْتُ السَّرِيّ السَّقَطيّ: حدّثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: قدَّم إليّ أهلي مرَّةً خبزًا وملْحًا، فكان في الملح سمسمة فأكلتها، فوجدت رانَها عَلَى قلبي بعد سنة.

وقال أحمد: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: مَن رَأَى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.

وعنه قَالَ: إذا تكلّف المتعبّدون أن يتكلّموا بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم.

وقال أحمد: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: إنّ في خلْق اللَّه خلقًا لو زُيِّن لهم الْجِنان ما اشتاقوا، فكيف يُحَبّون الدُّنيا وقد زهَّدهم فيها1.

وسمعته يَقُولُ: لولا اللّيل لما أحببتُ البقاء في الدّنيا. وما أحبّ البقاء في الدّنيا لتشقيق الأنهار وغرْس الأشجار، ولَرُبّما رَأَيْت القلبَ يضحك ضحكًا2.

وقال أحمد: رَأَيْت أبا سليمان حين أراد أن يُلبّي غُشِي عَلَيْهِ، فلمّا أفاق قَالَ: بلغني أنّ العبد إذا حجّ من غير وجهه، فلبّى قِيلَ لَهُ: لَا لَبَّيْك ولا سَعْدَيْك حتّى تطرح ما في يديك، فما يؤمنا أن يقال لنا مثل هذا؟ ثم لبّى3.

وقال الْجُنَيْد: شيءٌ يُروَى عَنْ أَبِي سليمان أَنَا أستحسنه كثيرًا، قوله: من اشتغل بنفسه شُغِل عَنِ النّاس، ومن اشتغل بربّه شُغِل عَنْ نفسِهِ وعن النّاس.

قال عمرو بن بحر الأسدي: سَمِعْتُ ابن أَبِي الحواريّ: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: مَن وثق بالله في رزقه زاد الله في حُسْن خلقه، وأعقبه الحِلْم، وسَخَتْ نفسُهُ في نَفَقَته، وقَلَّت وساوِسُهُ في صلاتِهِ4.

وعن أَبِي سليمان قَالَ: الفُتُوَّة أن لَا يراك اللَّهُ حيث نهاك، ولا يفقدَكَ حيثُ أمرك.

وللشيخ أَبِي سليمان رضي الله عنه كلام جليل من هذا النمط.

1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 273".

2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 263، 264"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 228".

3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 263، 264"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/ 228".

4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "9/ 257".

ص: 142

وقد أَنْبَأَنَا أبو الغنائم بْن علّان، عَنِ الْقَاسِمِ بْن عَلِيٍّ، أَنَا أَبِي، أَنَا طاهر بْن سهل، أَنَا عبد الدّائم الهلاليّ، أَنَا عبد الوهّاب الكلابيّ: سَمِعْتُ محمد بْن خُرَيْم العُقَيْليّ: سَمِعْتُ أحمد بْن أَبِي الحواريّ يَقُولُ: تمنيت أن أرى أبا سليمان الدّارانيّ في المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت لَهُ: يا معلّم، ما فعل اللَّه بك.

قَالَ: يا أحمد دخلت من باب الصغير، فرأيت وسْقَ شيخٍ، فأخذتُ منه عُودًا، فلا أدري تخلّلت بِهِ أم رَمَيْتُ بِهِ؟ فأنا في حسابه من سنة.

قَالَ أبو زُرْعة الطَّبريّ: سألت سعيد بْن حَمْدون عَنْ موت أَبِي سليمان الدّارانيّ فقال: سنة خمس عشرة ومائتين.

وكذا ورّخ وفاته أبو عبد الرحمن السُّلَميّ، والقَرَّاب.

وقيل: سنة خمسٍ ومائتين، قاله ابن أَبِي الحواريّ.

227-

عبد الرحمن بن سِنان1. أبو يحيى الرّازي المقرئ:

عن: عبد العزيز بن أبي داود، ونُعَيْم بن مَيْسَرة.

وعنه: يحيى بن عَبْدَك، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، والفضل بن شاذان المقرئ.

قال أبو حاتم: مقرئ صدوق.

228-

عبد الرحمن بن عبد العزيز المدائنيّ سَبْويه2:

روى عن: سُلَيْم بن أخضر.

روى عنه: عبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن إسحاق الوزّان.

229-

عبد الرحمن بن علقمة3. أبو يزيد السَّعديّ المَرْوَزيّ الفقيه:

سمع: أبا حمزة السُّكّريّ، وأبا عَوَانة، وحمّاد بن يزيد.

وكان من كبار أصحاب ابن المبارك.

روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن أبي طالب، وأبو زُرْعة، وحمدان الورّاق.

1 الجرح والتعديل "5/ 242".

2 الجرح والتعديل "5/ 261".

3 تقدمت ترجمته في الجزء السابق.

ص: 143

وكان بصيرًا بالرأي.

تفقّه على محمد بن الحسن، وغيره. أكرهوه على قضاء سَرْخَس فهرب.

قال أبو حاتم الرازي: صدوق.

230-

عبد الرحمن بن مُصْعب بن يزيد الأزديّ المَعْنيّ1:

عمّ عليّ بن عبد الحميد الكوفيّ القطّان، نزيل الريّ.

عن: فِطر بن خليفة، وسُفْيان الثَّوريّ، وإسرائيل، وشَرِيك.

وعنه: القاسم بن زكريّا الكوفيّ، وعليّ بن محمد الطّنافسيّ، وأحمد بن الفرات، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد السّلام بن عاصم، وحفص بن عمر الرَّقّيّ سنجة ألف، وطائفة.

أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ خَلِيلٍ الدَّارَانِيِّ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَعْنِيُّ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ حِجَارَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عدلٍ عِنْدَ سلطانٍ جَائِرٍ" 2، رَوَاهُ ت. ق، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

قلت: ليس له في الكتابين سوى هذا الحديث، وما أعلم فيه جرحًا.

قال ابن سعد: كان عابدًا ناسكًا يُكنَّى أبا يزيد.

قيل: تُوُفِّي سنة إحدى عشرة ومائتين.

231-

عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد3:

أبو نُعَيْم النَّخَعِيّ الكوفيّ. ابن بنت إبراهيم النخعي.

1 الطبقات الكبرى "6/ 408"، الجرح والتعديل "5/ 292"، تهذيب التهذيب "6/ 270".

2 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "4344"، والترمذي "2174"، وابن ماجه "4011" وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "491".

3 التاريخ الكبير "5/ 362"، الجرح والتعديل "5/ 298"، ميزان الاعتدال "2/ 595"، التهذيب "6/ 289".

ص: 144

روى عن: ابن جريح، ومِسْعر، وفِطْر بن خليفة، وسُفْيان الثَّوريّ، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومحلّ بن محرز الضَّبّيّ، وجماعة.

وعنه: البخاريّ في تاريخه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو زُرْعة، وأحمد بن أبي غَرَزَة، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وأبو حاتم، وآخرون.

قال أحمد: ليس بشيء.

وقال أبو حاتم: لا بأس به.

وقال ابن مَعِين مَرّة: ضعيف.

وقال مَرّة: كذّاب.

وقال أبو داود: ضعيف.

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي الْقَلْبِ مِنْهُ لِرِوَايَتِهِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَتَلَ ضِفْدَعًا فَعَلَيْهِ شَاةٌ مُحَرَّمًا كَانَ أَوْ حَلالا"1.

قال مُطَيَّنٌ: مات سنة ستّ عشرة.

232-

عبد الرحمن بن واقد البصْريّ العطّار 2:

عن: شريك، وأبي عَوَانة، وأبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، والجرّاح بن مَلِيح.

وعنه: إسحاق بن سيّار النَّصِيبيّ، وأبو حاتم الرّازيّ.

وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ.

233-

عبد الرحيم بن واقد الخُراسانيّ 3:

عن: هَيّاج بن بِسْطام، وعديّ بن الفضل.

وعنه: محمد بن الْجَهْم، والحارث بن أبي أُسامة.

حدّث ببغداد.

1 حديث ضعيف: أخرجه ابن عدي في الكامل "4/ 1623"، وفيه صاحب الترجمة كما أن فيه تدليس أبي الزبير عن جابر.

2 التاريخ الكبير "5/ 359"، الجرح والتعديل "5/ 296"، تهذيب التهذيب "6/ 293".

3 تاريخ بغداد "11/ 85، 86"، ميزان الاعتدال "2/ 607".

ص: 145

قال الخطيب: في حديثه مناكير.

234-

عبد الرحيم بن المحاربيّ عبد الرحمن بن محمد الكوفيّ 1. أبو زياد:

سمع: أباه، ومُبارك بن فَضَالَةَ، وشَريكًا، وزائدة، وغيرهم.

وعنه: خ. وق. عن رجل عنه، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وابن نمير، وعبد بن حميد، وأحمد بن أبي غرزة.

قال أبو زُرْعة: شيخ فاضل، ثقة.

وقال أبو داود: هو أثبت من أبيه.

قال البخاريّ: مات في رمضان سنة إحدى عشرة.

235-

عبد الرزاق بن همام بن نافع 2 -ع:

الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصَّنْعانيّ، أحد الأعلام.

عن: أبيه، ومَعْمَر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعُبَيد الله بن عمر، وابن جُريْج، والمُثَنَّى بن الصَّبّاح، وثَور بن يزيد، وحَجّاج بن أرطأة، وزكريّا بن إسحاق، والأوزاعيّ، وعِكْرمة بن عمّار، والسُّفْيانين، ومالك، وخلْق. ورحل إلى الشام بتجارةٍ فسمع الكثير من جماعة. ومولده سنة ستٍّ وعشرين ومائة.

وعنه: شيخاه معتمر بن سليمان، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وأبو أُسامة وهو أكبر منه، وأحمد، وابن مَعِين، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن صالح، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن الفرات، والرمادي، وإسحاق الكَوْسِج، والحسن بن عليّ الحلال، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبد بن حُمَيْد، وإسحاق الدَّبَريّ، وإبراهيم بن سُوَيْد الشّاميّ، وخلْق كثير.

قال عبد الرّزّاق: جالسنا معمرًا سبع سنين.

1 الطبقات الكبرى "6/ 407"، التاريخ الكبير "6/ 104"، الجرح والتعديل "5/ 340"، تهذيب التهذيب "6/ 306، 307".

2 الطبقات الكبرى "5/ 548"، التاريخ الكبير "6/ 130"، الجرح والتعديل "6/ 38، 39"، الثقات لابن حبان "8/ 412"، ميزان الاعتدال "2/ 609-614"، تهذيب التهذيب "6/ 310-315".

ص: 146

وقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحدًا أحسن حديثًا من عبد الرّزّاق؟ قال: لَا.

وقال عبد الوهّاب بْن همّام: كنت عند مَعْمَر فذكر أخي عبد الرّزّاق.

وقال: خليق إنْ عاش أن تُضرب إِلَيْهِ أكباد الإِبِل.

قَالَ ابن أَبِي السَّرِيّ العسْقلانيّ: فَوَاللَّهِ لقد أتْعَبَها، يعني الإِبِل، ولما ودّعت عبد الرزّاق قَالَ: أمّا في الدنيا فلا أظن أن نلتقي فيها، ولكنّا نسأل اللَّه أن يجمع بيننا في الآخرة.

وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: قلت لأحمد بْن حنبل: كَانَ عبد الرّزّاق يحفظ حديث مَعْمر؟ قَالَ: نعم.

قِيلَ لَهُ: فَمَنْ أثبت في ابن جُرَيْج: عبد الرّزاق، أو محمد بْن بَكْر البّرْسَانيّ؟ قَالَ: عبد الرّزّاق.

وقال لي: أتينا عبد الرّزّاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر. ومَن سَمِعَ منه بعدما ذهَب بصره فهو ضعيف السَّماع.

وقال هشام بْن يوسف: كَانَ لعبد الرّزّاق حين قدِم ابن جُرَيْج اليمن ثمان عشرة سنة.

قَالَ ابن مَعِين: هشام بْن يوسف أثبت في ابن جُرَيْج من عبد الرّزّاق.

وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث: "النّار جُبار"1.

فقال: هذا باطل، وليس من هذا شيء. ثم قَالَ: وَمَن يُحَدِّث بِهِ عَنْ عبد الرّزّاق؟ قلت: حدّثني أحمد بْن شَبَّوَيْه.

قَالَ: هَؤُلّاءِ سمعوا بعدما عَمي. كَانَ يُلقَّن فلُقِّنَه، وليس هُوَ في كُتُبه. وقد أسندوا عَنْهُ أحاديث ليست في كُتُبه، كَانَ يُلَقَّنَها بعدما عَمِي.

قلت: عبد الرّزّاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتجٌّ به في

1 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "4594"، وابن ماجه "2676" وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود "4594".

ص: 147

الصِّحاح. ولكن ما هُوَ ممّن إذا تفرّد بشيء عُدّ صحيحًا غريبًا. بل إذا تفرّد بشيء عُدّ مُنْكَرًا.

وكان من مذهبه أن يَقُولُ: أَخْبَرَنَا، ولا يَقُولُ: حَدَّثنا. وهي عادة جماع من أقرانه، وممّن قبله كحمّاد بْن سلمة، وهشيم.

قال الحافظ بن أبي الفوارس: يزيد بن هارون، وهشيم، وعبد الرزاق لَا يقولون إلّا أَخْبَرَنَا، فإذا رَأَيْت حديثًا فهو من خطأ الكاتب.

قَالَ محمود بْن رافع: قدِم أحمد، وإسحاق عَلَى عبد الرّزّاق، وكان من عادته أن يَقُولُ: أَخْبَرَنَا. فقالا لَهُ: قل: حَدَّثنا. فقالها.

وقال نُعَيم بْن حمّاد: ما رَأَيْت ابن المبارك قطّ يَقُولُ: حَدَّثنا.

كَانَ يرى أنّ أَخْبَرَنَا أوسع.

وقال يحيى القطّان، وأحمد بْن حنبل، والبخاريّ، وطائفة: حَدَّثنا، وأنا، واحد.

"فصل":

قَالَ جعفر بْن أَبِي عثمان الطَّيَالِسيّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين يَقُولُ: سَمِعْتُ من عبد الرّزّاق كلامًا يومًا استدللتُ بِهِ عَلَى ما ذُكِر عَنْهُ من المذهب، يعني التشيُّع.

فقلت لَهُ: إنّ أُستاذَيك اللَّذَيْن أخذتَ عنهم ثِقات كلّهم أصحاب سُنّة: مَعْمَر، ومالك، وابن جُرَيْج، وسُفيان، والأوزاعيّ. فَعَمَّن أخذتَ هذا المذهب؟ فقال: قدِم علينا جعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، فرأيته فاضلًا حَسَن الهَدْيِ، فأخذت هذا عَنْهُ.

وقال ابن أَبِي خَيْثَمَة: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين، وقيل لَهُ: إنّ أحمد بْن حنبل. قَالَ: إنّ عُبَيْد اللَّه بْن موسى يُرَدّ حديثه للتشيُّع. فقال: كَانَ واللهِ الَّذِي لَا إله إلّا هُوَ عبد الرّزّاق أغلى في ذَلكَ منه مائة ضُعْف. ولقد سمعت من عبد الرّزّاق أضعاف ما سَمِعْتُ مِن عُبَيْد اللَّه.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي: أكان عبد الرّزّاق يُفْرِط في التَّشَيُّع؟ فقال: أمّا أَنَا فلم أسمع منه في هذا شيئًا.

ص: 148

وقال سَلَمَةُ بْن شَبيب، سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: واللَّهِ ما انشرح صَدْري قطّ أن أفضّل عليًّا عَلَى أَبِي بَكْر وعمر.

وقال أحمد بْن الأزهر: سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: أفضّل الشيخين بتفضيل عليّ إيّاهما عَلَى نفسه، ولو لم يفضّلْهما لم أفضِّلْهما. كفى بي إزراء أن أحبّ عليًّا ثم أخالف قوله.

وقال محمد بْن أَبِي السَّرِيّ: قلت لعبد الرّزّاق: ما رأيك في التفضيل؟ فأبى أن يخبرني. وقال: كَانَ سُفيان يَقُولُ: أبو بَكْر، وعمر، ويسكت.

وكان مالك يَقُولُ: أبو بَكْر، وعمر، ويسكت.

قَالَ ابن عديّ: قد رحل إلى عبد الرّزّاق ثقات المسلمين وأئمّتهم، وكتبوا عَنْهُ، ولم يَرَوْا بحديثه بأسًا، إلّا أنّهم نسبوه إلى التَّشَيُّع. وقد روى أحاديث في الفضائل مما لَا يوافقه عَلَيْهِ أحد من الثّقات، فهذا أعظم ما ذمّوه من روايته لهذه الأحاديث، ولِما رواه في مثالب غيرهم.

وقال أبو صالح محمد بْن إسماعيل: بَلَغَنَا ونحن عند عبد الرّزّاق أنّ ابن مَعِين، وأحمد بْن حنبل تركوا حديث عبد الرّزّاق، أو كرِهوه، فَدَخَلَنا من ذَلكَ غمٌّ شديد. فلمّا كَانَ وقت الحجّ وافيتُ بمكَّةَ يحيى بنَ مَعِين، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتدّ عبدُ الرّزّاق عَنِ الإسلام ما تركنا حديثه. رواها ابن عديّ، عَنِ ابن حمّاد، عَنْ أَبِي صالح هذا.

وقال أحمد بْن الأزهر: سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: صار مَعْمَر هَلِيلَجَةً في فمي.

وقال فَيَّاض بْن زُهير النسائيّ: تشفّعنا بامرأة عبد الرّزّاق عَلَيْهِ، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفّعتم إليّ بمَن ينقلب معي عَلَى الفراش.

ثم قَالَ:

لَيْسَ الشفيعُ الَّذِي يأتيك مُؤْتزِرًا

مثلَ الشَّفيعِ الَّذِي يأتيك عُرْيانا

وقال ابن مَعِين: قَالَ بِشْر بْن السَّرِيّ: قَالَ عبد الرّزّاق: قدِمت مكَّةَ مرّةً، فأتاني أصحاب الحديث يومين، ثم انقطعوا يومين أو ثلاثة.

فقلت: يا ربّ ما شأني؟ كذّابٌ أَنَا؟ أيّ شيء أَنَا؟ فجاءوني بعد ذَلكَ.

ص: 149

وقال المفضَّل الْجَنَديّ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْن شَبِيب يَقُولُ: سَمِعْتُ عبد الرزاق يَقُولُ: أخزى اللَّه سِلْعةً لَا تُنْفق إلّا بعد الكِبَر والضَّعْف. حتّى إذا بلغ أحدهم مائة سنة كُتِب عَنْهُ. فإمّا أن يقال: كذّاب فيُبْطِلون عِلْمه، وإما أن يقال: مبتدع فيبطلون عمله. فما أقلّ مَن ينجو مِن ذَلكَ.

وقال محمود بْن غَيْلان، عَنْ عبد الرّزّاق، قَالَ: قَالَ لي وكيع: أنت رَجُل عندك حديث وحفظك ليس بذاك. فإذا سُئِلت عَنْ حديثٍ فلا تقل: لَيْسَ هُوَ عندي، ولكن قُلْ: لَا أحْفَظُهُ.

وقال ابن معين، قال لي عبد الرّزّاق: أكتُب عنّي حديثًا واحدًا من غير كتاب. فقلت: لَا، ولا حرف.

قلت: وقد صنف عبد الرزاق "التفسير" و"السنن" وغير ذلك. و"مصنف عبد الرّزّاق" بضعة وخمسون جزءًا، يجيء ثلاث مجلَّدات. وسمع منه كُتُبه: إسحاق الدَّبَريّ، وعُمِّر دهرًا، فأكثر عَنْهُ الطّبَرانيّ.

قَالَ محمد بْن سعْد: مات في النّصف من شوّال سنة إحدى عشرة.

- عبد الصّمد بْن حسّان.

مَرّ.

236-

عبد الصّمد بن عبد العزيز الرازيّ 1. أبو عليّ العطّار المقرئ:

عن: أبي جعفر الرازيّ، وبشير بن سُليمان، وعَنْبَسة قاضي الرّيّ، وجَسْر بن فَرْقَد، وعَمْرو بن أبي قيس، وأبي الأحْوص، وفُضَيْل بن عِياض، وخلْق كثير.

وعنه: حفص بن عمر المَهْرقانيّ، ويحيى بن عَبْدك، وإسماعيل بن يزيد خال أبي حاتم، ومحمد بن عمّار، وآخرون.

تُوُفّي في حدود نيفٍ ومائتين.

وقيل: إن أَبا زُرعة الرازيّ روى عنه، وهو بعيد.

وكان صدوقًا.

1 التاريخ الكبير "6/ 105"، الثقات لابن حبان "8/ 415".

ص: 150

237-

عبد الصّمد بن النُّعمان البغداديّ البزّاز 1:

حدث عن: عيسى بن طَهْمان صاحب أنس، وحمزة الزّيّات، وابن أبي ذئب، وشعبة وطائفة.

وعنه: عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة كثيرة.

وثقه ابن معين، وغيره، ولم يقع له شيء في الكتب الستة.

توفي سنة ست عشرة ببغداد.

وعن الدّارقُطْنيّ قال: ليس بالقويّ.

238-

عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عَمْرو بْنُ أُوَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ القُرَشيّ 2 العامري -خ. د. ت. ق:

أبو القاسم المدني المعروف بالأويسي.

روى عن: عبد العزيز بن عبد الله الماجِشُون، ونافع بن عمر الْجُمحيّ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وسليمان بن بلال، ومالك بن أنس، وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وابن أُمَيَّة، وعبد الله بن جعفر المَخْرَمّي، وإبراهيم بن سعد، وطائفة.

وعنه: خ. ود. ت. عن رجل عنه، وهارون الحمّال، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد اللَّه بْن شَبِيب المدنيّ، وجماعة.

وثقة أبو داود، وغيره.

239-

عبد العزيز بن عُمَيْر 3:

أبو الفقير الخُراسانيّ الزّاهد أحد العارفين.

نزل دمشق وجالس أبا سليمان الداراني.

1 الجرح والتعديل "6/ 51، 52"، الثقات لابن حبان "8/ 415"، ميزان الاعتدال "2/ 621".

2 التاريخ الكبير "6/ 13"، الجرح والتعديل "5/ 387"، الثقات لابن حبان "8/ 396"، التهذيب "6/ 345، 346".

3 صفة الصفوة "4/ 234".

ص: 151

وروى عن: زيد بن أبي الزَّرقاء، وحَجّاج الأعور، وجماعة.

وروى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيّوب الْجَوْزَجانيّ، وغيرهما.

وكانت رابعةُ الشامّية تُسَمّيه سيدّ العابدين.

ومن قوله: إن من القلوب قلوبًا مرتصدة، فإذا وجدت بُغْيتها طارت إليه.

وعنه قال: إنّما يُفْتح على المؤدب بقدر المتأدبين.

وقد تكلم أبو الفقير مرّة بحضرة أَبِي سليمان، فجعل أبو سليمان يخور كما يخور الثور.

وقال: ذِكْر النِّعَم يورث الحبَّ لله تعالى.

240-

عبد العزيز بن المغيرة بن أمي أو ابن أمية 1 -ق:

أبو عبد الرحمن المنقري البصري الصفار.

نزيل الرّيّ.

عن: مبارك بن فَضَالَةَ، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وجرير بن حازم، والحَمَّادَيْن.

وعنه: يوسف بن موسى القطّان، ويحيى بن عَبْدك القزْوينيّ، وابن وارة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيّ.

قال أبو حاتم: صدوق لَا بأس به.

241-

عبد العزيز بن منصور 2:

أبو الأصبغ اليَحْصُبيّ المصريّ.

عن: حَيّوَة بن شُرَيْح، واللَّيث بن مالك، ونافع المقرئ، وغيرهم.

وعنه: قاسم بن الفَرج الردفيّ، وغيره.

تُوُفيّ سنة ست عشرة ومائتين.

1 الجرح والتعديل "5/ 397"، تهذيب التهذيب "6/ 359".

2 الكنى والأسماء للدولابي "1/ 110".

ص: 152

242-

عبد الغفّار بن الحَكَم 1:

أبو سعيد الحرّانيّ، مولى بني أمية.

عن: فُضَيْل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة.

وعنه: عَمْرو النّاقد، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن يحيى الحرّانّي، وأبو فَرْوة، ويزيد بن محمد الرُّهاويّ، وآخرون.

تُوُفّي في آخر شعبان سنة سبْع عشرة.

وقد وُثِّق.

روى له النّسائيّ حدَّيثًا في "مُسْنَد عليّ" رضي الله عنه.

243-

عبد الغفّار بن عُبَيد الله القُرشيّ الكُرَيزيّ البصْريّ 2:

عن: شُعبة، وصالح بن أبي الأخضر، وأبي المِقْدام هشام بن زياد.

وعنه: ابن وارة، وأبو حاتم.

ما رأيت أحدًا ضعّفه إلا البخاريّ فقال: ليس بقائم الحديث.

وقال: عبد الغفّار بن عُبَيد الله بن عبد الأعلى ابن الأمير عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيِّ حديثه في البصْريّين.

244-

عبد القُدُّوس بن الحجاج 3 -ع:

أبو المغيرة الخولاني الحمصي.

عن: صَفْوان بن عَمْرو السَّكْسَكيّ، وحريز بن عثمان الرَّحبيّ، وأرطأة بن المنذر، وأبي بكر بن عُبَيد الله بن أبي مريم، وعَبْدة بنت خالد بن مَعْدان، وعُفَيْر بن مَعْدان الحمصيَّيْن، وأبي عَمْرو الأوزاعيّ، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ويزيد بن عطاء

1 الثقات لابن حبان "8/ 420"، تهذيب التهذيب "6/ 365".

2 التاريخ الكبير "6/ 122"، الجرح والتعديل "6/ 54"، سير أعلام النبلاء "10/ 437".

3 الطبقات الكبرى "7/ 472"، التاريخ الكبير "6/ 120"، الجرح والتعديل "6/ 56"، تهذيب التهذيب "6/ 369".

ص: 153

اليَشْكُريّ، وعبد الرحمن المسعوديّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَطَائِفَةٌ من صغار التّابعين.

وعنه: خ. وع. عن رجل عنه، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، والذُّهَليّ، وإسحاق الكَوْسَج، وَسَلَمَةَ بْن شَبِيب، وأبو محمد الدّارميّ، وأحمد بْن عبد الرحيم بْن يزيد الحَوْطيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وخلْق كثير.

وكان من ثِقات الشّاميّين ومُسْنِدِيهم.

قال البخاريّ: مات سنة اثنتي عشرة وصلّى عليه أحمد بن حنبل.

قَالَ محمد بْن عبد الملك زَنْجُوَيْه: ما رَأَيْت أَخْوَف لله من إسحاق بْن سليمان الرازيّ، وما رَأَيْت أَخْشَع من أَبِي المغيرة، ولا أحفظ من يزيد بن هارون، ولا أعقل من أَبِي مُسْهِر، ولا أورع من الفِريابيّ، ولا أشدّ تقشُّفًا من بِشْر الحافي.

245-

عبد الكريم بن رَوْح بن عَنْبَسَةَ1 -ق:

أبو سعيد البصْري، مولى عثمان رضي الله عنه.

عن: أبيه، وسُفْيان الثَّوْريّ، وشُعْبة، وحمّاد بن سَلَمَةَ.

وعنه: خَلَف بن محمد كُرْدُوس، وأبو أمية الطَّرَسُوسّي، ومحمد بن شدّاد المُسْمَعيّ، ويحيى بن أبي طالب، والكُدَيْمِيُّ، وجماعة.

ذكره ابن حِبّان في "الثقات".

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وعشرين ومائتين.

246-

عَبْد الملك بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سَلَمَةَ الماجِشُون2 -ن. ق:

أبو مروان التيمي، مولاهم المدني الفقيه صاحب مالك.

1 الجرح والتعديل "6/ 61"، الثقات لابن حبان "8/ 423"، ميزان الاعتدال "2/ 644"، التهذيب "6/ 372، 373".

2 الطبقات الكبرى "5/ 442"، التاريخ الكبير "5/ 424"، الجرح والتعديل "5/ 358"، تهذيب التهذيب "6/ 407-409".

ص: 154

روى عن: أبيه، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وخاله يوسف بن يعقوب الماجِشُون، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وغيرهم.

وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى الذُّهَلّي، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، والزُّبَير بن بكّار، ويعقوب الفَسَويّ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، وجماعة.

قال مُصْعَب بن عبد الله: كان مفتي أهل المدينة في زمانه.

وقال ابن عبد البَرّ: كان فقيهًا فصيحًا، دارت عليه الفُتْيا في زمانه، وعلى أبيه قبله. وكان ضريرًا، قيل: إنه عَمِيَ في آخر عُمره، وكان مُولَعًا بسَماع الغناء.

وقال أحمد بْن المعذّل: كلّما تذكرت أنّ التُّراب يأكل لسان عبد الملك بْن الماجِشُون صَغُرت الدُّنيا في عيني.

وكان ابن المعذّل من الفُصَحاء المذكورين، فقيل لَهُ: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك؟ فقال: لسانه إذا تعايى أحيى من لساني إذا تحايى.

وقال أبو داود: كان لا يعقل الحديث.

قيل: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة، وقيل: سنة ثلاث عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة.

وقد قال فيه يحيى بْن أكثم: كَانَ عبد الملك بحرًا لَا تكدّره الدِّلاء.

247-

عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك1 بن علي بن أصبغ بن مُظَهِّر بن عَبْد شمس بن أَعْيا بن سعد بن عبد بن غَنْم بن قُتَيْبَة بن مَعْن بن مالك بن أعصُر بن سعد بن قيس بن عَيْلان بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عدنان -د. ت.

أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري، صاحب اللغة.

قيل: اسم أبيه عاصم، ولَقَبُهُ قَريب.

كان إمام زمانه في علم اللّسان.

1 التاريخ الكبير "5/ 428"، الجرح والتعديل "5/ 363"، ميزان الاعتدال "2/ 662"، التهذيب "6/ 415-417".

ص: 155

روى عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وقُرَّةَ بن خالد، ومِسْعَر بن كِدَام، وابن عَوْن، ونافع بن أبي نُعَيم، وسليمان التَّيْميّ، وشُعْبة، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرَة، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وَسَلَمَةَ بن بلال، وعمر بن أبي زائدة، وخلق.

وعنه: أبو عُبَيدة، ويحيى بن مَعِين، وإسحاق المَوْصِليّ، وزكريا بن يحيى المِنْقَريّ، وَسَلَمَةُ بن عاصم، وعُمر بن شَبَّة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قُرَيب ابن أخي الأصمعيّ، وأبو حاتم السّجَسْتانيّ، وأبو الفضل الرِّياشّي، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، وأبو العَيْناء، وأبو مسلم الكجّيّ، وأحمد بن عُبَيْد أبو عَصِيدة، وبِشْر بن مُوسى، وأبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق.

روى عباس، عن ابن مَعِين: سمعتُ الأصمعيّ يقول: سمع منّي مالك بن أنس.

وأثنى أحمد بن حنبل على الأصمعيّ في السُّنّة.

وقال إسحاق المَوْصِليّ: دخلت عَلَى الأصمعيّ أَعُوده، وإذا قمطرٌ، فقلت: هذا عِلْمُكَ كلُّه؟ فقال: إنّ هذا من حَقٍّ لكثير.

وقال ثعلب: قِيلَ للأصمعيّ: كيف حفِظتَ ونسي أصحابُك؟ قَالَ: درستُ وتركوا.

وقال عُمَر بْن شَبَّة: سَمِعْتُ الأصمعيّ يَقُولُ: أحفظ ستّة عشر ألف أُرْجُوزة.

وقال ابن الأَعْرابيّ: شهِدت الأصمعيَّ وقد أنشد نحو مائتي بيت، ما فيها بيتٌ عَرَفْناه.

وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما عَبَّر أحدٌ من العرب بأحسَنَ من عبارة الأصمعيّ.

وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي، سألت يحيى بْن مَعِين، عَنِ الأصمعيّ فقال: لم يكن ممّن يكذِب، وكان من أعلم النّاس في فنِّه.

وقال أبو داود: صدوق.

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ أَنْ يَدْخُلَ فِي جُمْلَةِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ

ص: 156

"فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" 1؛ لأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَلْحَنُ، فَمَهْمَا رَوَيْتَ عَنْهُ وَلَحَنْتَ فِيهِ كَذَبْتَ عَلَيْهِ.

وقال نصر بْن عليّ: كَانَ الأصمعيّ يتّقي أن يفسّر حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كما يتّقي أن يفسّر القرآن.

وقال إسحاق المَوْصِليّ: لم أَرَ الأصمعيّ يدَّعي شيئًا من العِلم، فيكون أحدٌ أعلَمَ بِهِ منه.

وقال الرِّياشيّ: سَمِعْتُ الأخفش يَقُولُ: ما رأينا أحدًا أعلم بالشِّعْر من الأصمعي.

وقال المبرِّد: كَانَ الأصمعيّ بحرًا في اللّغة لَا نعرف مثله فيها. وكان أبو زيد الأنصاريّ أكبر منه في النَّحْو.

وقال الدّعلجيّ غلام أَبِي نُوَاس: قِيلَ لأبي نُوَاس: قد أُشْخِصَ أبو عُبَيدة والأصمعيّ إلى الرشيد. فقال: أمّا أبو عُبَيدة فإنّهم إن مكّنوه من سِفْره قرأ عليهم أخبار الأوّلين والآخِرين. وأمّا الأصمعيّ، فَبُلْبُلٌ يُطْربُهُم بنَغَماته.

وقال أبو العَيْنَاء: قَالَ الأصمعيّ: دخلت أَنَا وأبو عُبَيْدة عَلَى الفضل بْن الربيع، فقال: يا أصمعيّ كم كتابُكَ في الخَيل؟ قلت: جلدٌ.

فسأل أبو عُبَيْدة عَنْ ذَلكَ، فقال: خمسون جِلْدًا.

فأمر بإحضار الكتابَيْن، وأحضر فرسًا، وقال لأبي عُبَيْدة: اقرأ كتابك حرفًا حرفًا، وضع يدك عَلَى موضع موضع.

فقال: لست ببيطار، إنّما هذا شيء أخذْتُهُ وسمعته من العرب.

فقمتُ فحسرتُ عَنْ ذراعي وساقي، "ثم وثبت" فأخذت بأذُن الفَرَس، ثم وضعت يدي عَلَى ناحيته، فجعلتُ أقبض منه بشيء وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "108"، ومسلم "2"، وأحمد في المسند "3/ 203، 209" من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري "110"، ومسلم "3"، ومن حديث المغيرة: أخرجه البخاري "1291"، ومسلم "4".

وفي الباب: عن عبد الله بن عمرو، والزبير بن العوام، وأبي سعيد وعلي وغيرهم من الصحابة.

ص: 157

فيه، حتّى بلغتُ حافِزَه. فأمر لي بالفَرَس. فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عُبَيدة ركبت الفَرَسَ وأتيته.

وروى ابن دُرَيْد، عَنْ شيخٍ لَهُ، قَالَ: كَانَ الأصمعيّ بخيلًا، وكان يجمع أحاديث البُخَلاء.

وقال محمد بْن سَلّام الْجُمَحيّ: كنّا مَعَ أَبِي عُبَيدة في جنازة، ونحن بقرب دار الأصمعيّ، فارتفعت ضجّة من دار الأصمعيّ، فبادر النّاس ليعرفوا ذَلكَ، فقال أبو عُبَيدة: إنّما يفعلون ذَلكَ عند الخُبْز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفًا.

وقال الأصمعيّ: بلغت ما بلغت بالعِلم، ونلت ما نلت بالمُلَح.

وقد قَالَ لَهُ أعرابيّ رآه يكتب كلَّ شيء: ما أنت إلّا الحَفَظَة تكتب لَفْظ اللَّفظة.

قلت: ومع كَثْرة طلبه واجتهاده كَانَ من أذكياء بني آدم وحفّاظهم.

قَالَ أبو العبّاس ثعلب، عَنْ أحمد بْن عُمَر النَّحْويّ قَالَ: لما قدِم الحَسَن بْن سهل العراقَ قَالَ: أحبّ أن أجمع قومًا من أهل الأدب فيُبْحِرُون بحضرتي.

فحضر أبو عُبَيدة مَعْمَر بْن المُثّنَّى، والأصمعيّ، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وحضرتُ معهم.

فابتدأ الحَسَن فنظر في رِقاع كانت بين يديه ووقّع عليها، وكانت خمسين رقعة. ثم أمر فدُفعت إلى الخازن. ثم أقبل علينا وقال: قد فعلنا خيرًا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفْعَه من أمور النّاس والرّعيّة، فنأخذ الآن فيما نحتاج إِلَيْهِ. فأفضنا في ذِكر الحُفّاظ، فذكرنا للزُّهْريّ، وقَتَادة، ومَرَرْنا، فالتفت أبو عُبَيْدة وقال: ما الغَرَضُ أيُّها الأمير في ذِكر ما مضى؟ وإنّما تعتمد في قولنا عَلَى حكايةٍ، عَنْ قوم، وتترك مَن بالحَضْرة ههنا من يَقُولُ: إنّه ما قرأ كتابًا قطّ، فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عَنْهُ؟ فالتفت الأصمعيّ وقال: إنّما يريدني بهذا القول أيّها الأمير. والأمرُ في ذَلكَ عَلَى ما حكى، وأنا أُقرِّب عَلَيْهِ. قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرِّقاع، وأنا أعيد ما فيها، وما وَقَّع بِهِ الأمير عَلَى التّوالي. فأُحضِرت الرّقاع، فقال الأصمعيّ: سَأَلَ صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فَوُقِّعَ لَهُ بكذا. والرقعة الثانية والثالثة، حتى مرّ في نيفٍ وأربعين رقعة، فالتفت إِلَيْهِ نصر بْن عليّ فقال: أيّها الرجل أَبْقِ عَلَى نفسك من العين. فكفّ الأصمعيّ.

ص: 158

وَرُوِيَ نحوها من وجهٍ آخر، وفيه فقال: حسْبُك السَّاعَةَ، واللهِ تقتلك الجماعة بالعَيْن، يا غلام خمسين ألف درهمٍ واحملوها معه.

فقال: تنعّم بالحامل كما أنعمت بالمحمول.

قَالَ: هُمْ لك، يعني الغلمان الذين حملوها إِلَيْهِ، ثم عوّضه عنهم بعشرة آلاف.

قَالَ عَمْرو بْن مرزوق: رَأَيْت الأصمعيّ وسِيبَوَيْه يتناظران، فقال يونس النَّحْويّ: الحقُّ مَعَ سيبويه، وهذا يغلب بلسانه.

وعن الأصمعيّ أنّ الرشيد أجازه مرّةً بمائة ألف درهم.

وللأصمعيّ تصانيف كثيرة منها: كتاب خلق الْإِنْسَان، والمقصور والممدود، الأجناس، الأنواء، الصِّفات، الهَمْز، الخيل، القِداح، المَيْسِر، خلْق الفَرَس، كتاب الإِبِل، الشاء، الوحوش، الأخبية، البيوت، فَعَل وأفْعَلَ، الأمثال، الأضداد، الألفاظ بالسلاح، اللُّغات، مياه العرب، النوادر، أصول الكلام، القلب والإبدال، مَعاني الشِّعر، المصادر، الأراجيز، النَّخْلة، النّبات، ما اختلف لفْظُهُ واتفق معناه، غريب الحديث، السَّرْج واللِّجام، التّرْس والنِّبال، الكلام الوحشيّ، المذكَّر والمؤنَّث، نوادر الأعراب، وغير ذَلكَ من الكُتُب. وأكثر تصانيفه مختصرات.

قال أبو العَيْناء: كنّا في جنازة الأصمعيّ سنة خمس عشرة.

وقال شَبَاب: مات سنة خمس عشرة.

وقال البخاريّ، ومحمد بن المُثَنَّى: مات سنة ست عشرة.

وقيل: إنه عاش ثمانيًا وثمانين سنة.

248-

عبد الملك بن نُصَيْر:

أبو طَيْبة المُراديّ، مولاهم المصريّ، مُفْرِض أهل مصر في زمانه.

قال ابن يونس: روى عن: اللَّيث، ومالك.

وكذا في أولاده، علم الفرائض.

توفي سنة إحدى عشرة، ويأتي.

ص: 159

249-

عبد الملك بن هشام بن أيوب1:

أبو محمد الذهلي، وقيل: الحميري المعافري البصري النحوي.

نزيل مصر، ومهذب "السيرة النبوية"، سمعها من زياد بن عبد الله صاحب ابن إسحاق ونقّحها، وحذف جملة من أشعارها، وروى فيها مواضع عن: عبد الوارث المنتوري، وغيره.

رواها عنه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن البرقي، وأخوه عبد الرحيم، ومحمد بن الحسن القطان، وجماعة.

وثّقه أبو سعيد بن يونس.

وذكره أبو زيد السُّهَيْليّ فقال: هو حِمْيَريّ، له كتاب في أنساب حِمْيَر وملوكها.

قلت: الأصحّ أنّه ذُهَليّ كما ذكر ابن يونس وقال: تُوُفّي بمصر في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين.

وقال السُّهَيليّ: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة، فوهِم أيضًا.

وقد سَمِعْتُ السيرة من روايته، فأخبرنا بها أبو المعالي الأبرقوهيّ. قرأتها في ستّة أيّام في النّهار الطّويل.

أَنَا عبد القويّ بْن عبد العزيز السَّعْديّ، أَنَا عبد الله بْن رفاعة السّعْديّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْخُلَعِيُّ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْن النّحّاس، أَنَا أبو محمد بْن الورد، أَنَا أبو سعيد عبد الرحيم بْن عبد الله بْن عبد الرحيم، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، ثنا زِيَادُ بْن عبد الله، عَنِ ابن إسحاق، فذكر الكتاب.

وكان ابن هشام نَحْويًّا أديبًا إخباريًا فاضلًا، رحمه الله.

قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: حدّثني أبو العبّاس عُبَيد اللَّه بْن محمد المُطَّلبيّ، بالرمْلَة، عَنْ زكريا بْن يحيى بْن حَيَّوَيْه: سَمِعْتُ المُزَنيّ يَقُولُ: قدِم علينا الشافعيّ، وكان بمصر عبد الملك بْن هشام صاحب "المغازي". وكان علّامة أهل مصر بالعربية والشعر. فقيل لَهُ في المصير إلى الشّافعيّ، فتثاقل، ثم ذهب إِلَيْهِ فقال: ما ظننتُ أن الله خلق مثل الشافعي.

1 سيرة ابن هشام "المقدمة"، سير أعلام النبلاء "10/ 428، 429".

ص: 160

250-

عبد الوهّاب بن عطيّة وهو وهْب بن عطية الفقيه1 -ن. ق:

أبو محمد السلمي الدمشقي، أحد الأئمة. منسوب إلى جدّه. واسم أبيه سعيد بن عطّية.

سمع: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وشَبِيب بن إسحاق، وطائفة.

وعنه: العبّاس بن الوليد الخلال، ويحيى بن عثمان الحمصيّ، وعبد الله الدّارميّ، وآخرون.

قال أبو زُرْعة النّضْريّ: شهدت جنازة عبد الوهاب بن سعد بن عطية المفتي الذي يقال له: وهْب في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

251-

عُبَيد الله بن الحارث بن محمد بن زياد القُرَشّي2:

شيخ مُعَمَّر، لم يلحق جدّه.

وروى عن: ابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وابن أبي عَرُوبة، وجماعة.

وعنه: عثمان بن طالوت، وأبو حاتم الرازيّ.

قال أبو حاتم: صدوق.

252-

عُبَيد الله بن عبد الواحد بن صبره القُرَشيّ3:

بصري معمّر.

قال ابن أبي حاتِم: روى عن: أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد.

كتب عنه: أبي أيام الأنصاري.

253-

عُبَيْد الله بن موسى بن أبي المختار، بَاذَام4:

أبو محمد العبسي، مولاهم الكوفي الحافظ المقرئ الشيعي.

1 تاريخ دمشق "25/ 208".

2 الجرح والتعديل "5/ 312".

3 الجرح والتعديل "5/ 324".

4 الطبقات الكبرى "6/ 400"، التاريخ الكبير "5/ 401"، الجرح والتعديل "5/ 334، 335"، التهذيب "7/ 50-53".

ص: 161

وُلِد بعد العشرين ومائة، وسمع: هشام بن عُرْوة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحنظلة بن أبي سفيان المكي، وأيمن بن نابل، وابن جريج، وشيبان النحوي، وعثمان بن الأسود، والأوزاعي، ومعروف بن خربوذ، وخلقا.

وعنه: خ، وع. بواسطة، وأحمد بْن حنبل، وابن راهوَيْه، وابن مَعِين، وعَبْد بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وابن نُمير، وأحمد بْن غَرَزَة الغِفاريّ، وعبّاس الدُّوريّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، والدّارميّ، ومحمد بْن سليمان الباغَنْديّ، والكُدَيْميّ، وخلْق كثير.

قال ابن معين، وغيره: ثقة.

قال أبو حاتم: ثقة صَدُوق، وأبو نُعَيْم أتقن منه، وعُبَيد الله أثبتهم في إسرائيل.

وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: كان عالمًا بالقرآن، رأسًا فيه. ما رأيته رافعًا رأسه. وما رؤيّ ضاحكًا قطّ.

وقال أبو داود: كان مُحْتَرقًا شِيعيًا.

وقال أبو الحسن الميمونيّ: ذُكر عند أحمد بْن حنبل عُبَيْد اللَّه بْن موسى فرأيته كالمُنْكِر لَهُ.

قَالَ: كَان صاحب تخليط. حَدَّث بأحاديث سَوْء، وأخرج تِلْكَ البلايا، فحدَّث بها.

قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ، قرأ عَلَى: عيسى بْن عُمَر الهَمْدانيّ، وعليّ بْن صالح بْن حيّ. وأخذ الحروف عَنْ حمزة، وعن الكِسائيّ، وعن شيبان النحوي.

وتصدر للإقراء. قرأ عَلَيْهِ: إبراهيم بْن سليمان، وأيّوب بْن عليّ، ومحمد بن عبد الرحن، وأحمد بْن جُبَيْر.

وسمع منه الحروف: محمد بْن عليّ بْن عفّان العامريّ، وهارون بْن حاتم، وجماعة. واقرأ الناس في مسجد الكوفة.

قلت: هو من كبار شيوخ البخاريّ.

قال ابن سَعْد: تُوُفّي في ذي القِعْدة سنة ثلاث عشرة.

ص: 162

قلت: غلط من قال: تُوُفّي سنة أربع عشرة. وقد أخذ القرآن والعبادة عن حمزة الزيات. وكان صاحب تعبُّد وفَضْل وزهادة، عفا الله عنه.

254-

عُبَيْدُ بن إسحاق العطّار1:

أبو عبد الرحمن الكوفيّ، عطّار المطَّلقات.

عن: قيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وشَريك، وسيف بن عمر التَّميميّ، وسِنان بن هارون البُرْجُميّ، وغيرهم.

وعنه: ميمون بن الأصبغ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، ويحيى بن محمد بن حُريش، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم وقال: ما رأينا إلا خيرًا، ولم يكن بذاك.

وعنه أيضًا: الحسن بن عليّ بن زياد الرازيّ شيخ العُقَيْليّ.

ضعّفه ابن مَعِين وقال: قلت له: هذه الأحاديث التي تحدّث بها باطل.

فقال: اتق الله ويْحَك.

فقلت له: هي باطل.

وقال البخاري: عنده مناكير.

قلت: ومن مناكيره قَالَ: ثنا قَيْسٌ، عَنْ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ حَدِّثْنِي عَنْ رَبِّكَ هَذَا.

أَوَ مِنْ لُؤْلُؤٍ هُوَ؟ قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ صَاعِقَةً فَأَحْرَقَتْهُ2.

قال ابن حِبّان: تُوُفّي سنة أربع عشرة ومائتين.

255-

عُبَيدُ بنُ الصّبّاح الكوفيّ الخزاز3:

عن: عيسى بن طَهْمان، وموسى بن عليّ بن رباح، وفُضَيْل بن مرزوق، وكامل بن أبي العلاء، وجماعة.

1 التاريخ الكبير "5/ 441"، الجرح والتعديل "5/ 401، 402"، المجروحين لابن حبان "2/ 176"، الميزان "3/ 18".

2 حديث منكر: أخرجه ابن عدي في الكامل "5/ 1986".

3 الجرح والتعديل "5/ 408"، ميزان الاعتدال "3/ 202"، لسان الميزان "4/ 119".

ص: 163

وعنه: موسى بن عبد الرحمن المَسْروقيّ، وأحمد بن يحيى الصُّوفّي.

قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

256-

عُبَيد بن حيّان الْجُبَيليّ السّاحليّ1:

عن: الأوزاعيّ، واللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعَة.

وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيَ، ومحمد بن عَوْف الطائي، ويزيد بن عبد الصّمد، وغيرهم.

قال ابن عَوْف: لَا بأس به.

257-

عبيدةُ بنُ عثمان الثقفيّ الدّمشقيّ2:

أحد الفُقهاء.

روى عن: مالك، وسعيد بن عبد العزيز.

روى عنه: عباس بن الوليد، ومعاوية بن صالح الأشعري، ومحمد بن عمر الدولابي.

258-

عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار3:

مولى آل معاوية بن أبي سفيان. بصري مقل.

روى عن: أبيه، وعن عبد العزيز بن عبّاس بن سهل السّاعديّ، وغيرهما.

وعنه: ابنه بِشْر، والحَسَن بن عَرَفَة، والبصْريّون.

ذكره ابن حِبّان في "الثقات".

259-

عتاب بن زياد4 -ق:

أبو عمرو المروزي.

1 الجرح والتعديل "5/ 405"، الثقات لابن حبان "8/ 433".

2 التاريخ الكبير "7/ 78"، الجرح والتعديل "7/ 34"، الثقات لابن حبان "8/ 524".

3 الجرح والتعديل "7/ 34".

4 الجرح والتعديل "7/ 13"، الثقات لابن حبان "8/ 522"، تهذيب التهذيب "7/ 92".

ص: 164

عن: أبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّريّ، وخارجة بن مُصْعَب، وعُبَيْد الله بن المبارك، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ.

وعنه: أحمد بن حنبل، وابن مَعِين، وأبو حاتم، والصَّنَعانيّ، والحسين بن الْجُنَيْد الدَّامغانيّ، وإبراهيم بن عبد الرّحيم بن دَنُوقا، وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال مُطَيِّن: مات سنة اثنتي عشرة.

قلت: روى له ق. حديثًا واحدًا.

260-

عثمان بن حكيم بن ذبيان1 -ن:

أبو عمرو الأودي الكوفي، أخو عثمان بن حكيم.

عن: الحسن بن صالح بن حيّ، وشَرِيك القاضي، وحبّان بن عليّ.

وعنه: ولده أحمد بن عثمان، ومحمد بن الحسين الحسينيّ.

قال مُطّين: تُوُفّي سنة تسع عشرة.

261-

عثمان بن رقاد البصْريّ2:

إمام مسجد بني عُقَيل.

عن: الحسن بن أبي جعفر، وأبي هلال، وسُوَيْد بن أبي حاتم، والخليل بن مُرَّة.

وعنه: إسحاق بن سَيَّار، وأبو حاتم الرازيّ.

262-

عثمان بن زُفر بن مزاحم بن زفر3 -ت. ن:

وقيل: عثمان بن زُفَر بن علاج التَّيْميّ الكوفي.

عن: عاصم بن محمد العُمَريّ، ويعقوب القُمّيّ، وقيس بن الربيع، وزهير بن

1 الطبقات الكبرى "6/ 410"، الجرح والتعديل "6/ 147"، ميزان الاعتدال "3/ 32"، تهذيب التهذيب "7/ 111".

2 الجرح والتعديل "6/ 150".

3 الطبقات الكبرى "6/ 411"، التاريخ الكبير "6/ 222"، الجرح والتعديل "6/ 150"، الثقات لابن حبان "8/ 453"، التهذيب "7/ 116".

ص: 165

معاوية، وعبد العزيز بن الماجِشُون، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وجماعة.

وعنه: إبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وأحمد الرماديّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال مُطَيِّن: مات في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين.

وقد وهِم ابنُ سَعْد وقال فيه: عثمان بن زُفَر بن الهُذَيل.

- أمّا عثمان بْن زُفَر الْجُهَنيّ الدّمشقيّ1 فكان في حدود الثلاثين ومائة. لَهُ حديثان.

روى عَنْهُ: مَعْمَر، وبقيّة بْن الوليد.

263-

عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القُرَشيّ2 -د. ن. ق:

مولى بني أميّة. أبو عَمْرو الحمصيّ.

عن: حَرِيز بن عثمان، وحسّان بن نوح، وشُعيب بن أبي حمزة، وأبي غسّان محمد بن مطِّرف، ومعاوية بن سلام، وجماعة.

وعنه: ولداه عَمْرو ويحيى، وأحمد بن محمد بن المغيرة العَوْهيّ، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وآخرون.

وثقة أحمد، وابن مَعِين.

وقال عبد الوهاب بن نجدة: كان يقول: هو من الأبدال.

قلت: بقي إلى حدود العشرين.

264-

عثمان بن صالح بن صفوان السهميّ المصريّ3. أبو يحيى:

عن: مالك، واللَّيث، والزَّنْجيّ، وابن لَهِيعَة، وضَمْرة بن ربيعة، وبكر بن مضر، وجماعة.

1 التاريخ الكبير "6/ 222"، الجرح والتعديل "6/ 150"، الثقات لابن حبان "8/ 449".

2 الجرح والتعديل "6/ 152"، الثقات لابن حبان "8/ 449"، تهذيب التهذيب "7/ 118".

3 التاريخ الكبير "6/ 228"، الجرح والتعديل "6/ 145"، الثقات لابن حبان "8/ 453"، تهذيب التهذيب "7/ 122".

ص: 166

وعنه: خ. ون. ق. عَنْ رجلٍ عَنْهُ، ويحيى بْن مَعِين، وحُمَيْد بْن زَنْجُوَيْه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ومالك بْن عبد الله بْن سيف التُّجَيبيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وابنه يحيى بْن عثمان، وخلْق.

قال أبو حاتم: كان شيخًا صالحًا سليم النّاحية.

قيل له: كان يلّقن؟ قال: لَا.

وقال ابن حِبّان: كان راويًا لابن وهْب.

وقال ابن يونس: مات في المحرَّم سنة تسع عشرة.

قَالَ أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين: سألت أحمد بْن صالح، عَنْ عثمان بْن صالح، فقال: دعْه. دعْه. رأيته عند أحمد متروكًا.

265-

عثمان بن الهيثم بن جَهْم بن عيسى بن حسّان بن المنذر1:

وهو الأَشَجّ البصْريّ العبْديّ، أبو عَمْرو المؤذِّن، مؤذّن جامع البصرة.

عن: عَوْف، وابن جُرَيْج، ورؤبة بن الحَجّاج، وهشام بن حسّان، وجعفر بن الزُّبَيْر الشّاميّ، ومبارك بن فَضَالَةَ.

وعنه: خ. وأسيد بْن عاصم، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عثمان الذارع، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وهو آخر من روى عنه، ومحمد بن زكريا الأصبهاني، وخلق.

قال أبو حاتم: كان صدوقا، غير أنّه كان بآخره يلقن.

وقال أبو داود: مات في حادي عشر رجب سنة عشرين.

266-

عثمان بن يمان2 -ن. أبو محمد الحداني الهروي اللؤلؤي، نزيل مكّة:

عن: موسى بن عليّ بن رباح، وسُفيان الثَّوريّ، وأبي المقدام هشام بن زياد، وزمعة بن صالح، وجماعة.

1 التاريخ الكبير "6/ 256"، الجرح والتعديل "6/ 172"، الثقات لابن حبان "8/ 453"، تهذيب التهذيب "7/ 157".

2 الطبقات الكبرى "5/ 501"، التاريخ الكبير "6/ 256"، الجرح والتعديل "6/ 173"، الثقات لابن حبان "8/ 450".

ص: 167

وعنه: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن نصر النَّيْسابوريّ، وعبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، وعبد الله بن شَبِيب، والكُدَيْميّ، وطائفة.

قال ابن حِبان: ربّما أخطأ.

قلت: له حديث واحد في كتاب النَّسائيّ.

267-

عُرْوة بن مروان1. أبو عبد الله العِرْقيّ الطَّرَابُلُسيّ الزاهد

حدَّث بمصر عن: زُهَير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن.

وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وسعيد بن عثمان التنوخي، وخير بن عرفة.

قال الدارقطني: شيخٍ أمي ليس بالقوي.

وقال غيره: كان عابدا ورعا يتقوت من النبات، رحمه الله.

وهو عروة بن مروان الرقي الجرار، يروي أيضا عن: محمد بن عبد الله المُحْرِم، وإسماعيل بن عيّاش، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ.

وعنه: أيّوب بن محمد الوزّان.

ومنهم من فَرَّقَ بينهما.

268-

عصام بن خالد2:

أبو إسحاق الحضرمّي الحمصيّ.

عن: حَرِيز بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَسَّانُ بْنُ نوح، وأرطأة بن المنذر، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وجماعة.

وعنه: خ. وهو من كبار شيوخه، وأحمد بن حنبل، وحُمَيْد بن زَنْجُوَيْه، ومحمد بن عوف الطّائّي، ومحمد بن مسلم بن وَارة، وآخرون.

قال النسائيّ: ليس به بأس.

وقال البخاريّ: مات ما بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.

1 الجرح والتعديل "6/ 398"، ميزان الاعتدال "3/ 64، 65"، لسان الميزان "4/ 164، 165".

2 التاريخ الكبير "7/ 71"، الجرح والتعديل "7/ 26"، الثقات لابن حبان "7/ 301"، التهذيب "7/ 194، 195".

ص: 168

269-

عصام بن يوسف بن ميمون بن قُدامة1:

أبو عصمة الباهليّ البلْخيّ، أخو إبراهيم بن يوسف.

عن: شعبة، وسُفْيان الثَّوريّ، وغيرهما.

وعنه: مَعْمَر بن محمد العَوْفيّ، وإسماعيل بن محمد الفَسَويّ، ومحمد بن عبد بن عامر السَّمَرْقَنْديّ الضَّعيف، وابنه عبد الله بن عصام، وآخرون.

وكان هو وأخوه شيخَيْ بلْخ في زمانهما.

تُوُفّي سنة خمس عشرة ببلْخ.

قال ابن عدّي: له عن الثَّوريّ ما لَا يُتابع عليه.

270-

عصمة بن سليمان الكوفيّ الخزّاز2:

عن: شُعْبة، وسُفيان، وجرير بن حازم.

وعنه: أبو حاتم الرازيّ، والحارث بن أبي أُسامة، وأبو مسلم الكَجّيّ.

قال أبو حاتم: ما به بأس.

"مطلب ترجمة عفّان شيخ أحمد والبخاري":

271-

عَفّانُ بن مسلم بن عبد الله3 -ع:

مولى عَزْرَة بن ثابت الأنصاريّ، أبو عثمان البصْريّ الصّفّار، الحافظ، نزيل بغداد.

وُلِد سنة أربعٍ وثلاثين ومائة تقريبًا أو تحديدًا، وسمع سنة نيفٍ وخمسين ومائة فأكثر.

حَدَّث عن: شُعْبة، وهَمَّام، والحَمَّادَيْن، وهشام الدَّسْتُوائيّ، ووهيب، وصخر بن جويرية، وديلم بن غزوان، وطائفة.

1 الطبقات الكبرى "7/ 379"، الجرح والتعديل "7/ 26"، الثقات لابن حبان "8/ 521"، الميزان "4/ 168".

2 الجرح والتعديل "7/ 20، 21".

3 الطبقات الكبرى "7/ 298"، التاريخ الكبير "7/ 72"، الجرح والتعديل "7/ 30"، ميزان الاعتدال "3/ 81، 82".

ص: 169

وعنه: خ. وع. عن رجل عنه، وأحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن راهوَيْه، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، والفلّاس، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، والذُّهَليّ، وعَبْد، وعبد اللَّه بْن أحمد الدَّوْرقيّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الرازيّ، وعليّ بْن عبد العزيز، وخلْق.

قَالَ يحيى القطّان: إذا وافقني عفّان لَا أبالي مَن خالفني.

وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَه شُعْبَةُ:"يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ"1.

قَالَ الفلّاس: فقال لَهُ عفّان: ثنا همّام، عَنْ قَتَادة، عَنْ صالح أَبِي الخليل، عَنْ جابر بْن زيد، عَنِ ابن عبّاس فبكى يحيى وقال: اجترأتَ عليَّ، ذهب أصحابي خَالِد بْن الحارث، ومُعاذ بْن مُعاذ.

قَالَ أحمد العِجْلي: عفّانٌ بصْريٌ ثقة، ثَبْت، صاحب سُنّة. كَانَ عَلَى مسائل مُعاذ بْن مُعاذ القاضي، فجُعل لَهُ عشرة آلاف دينار عَلَى أن يقف عَلَى تعديل رجلٍ فلا يَقُولُ عدلًا ولا غير عدل، فأبى.

وقال: لَا أُبطل حقًّا من حقوق اللَّه.

وكان يَذْهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل. فجاء يومًا إلى مُعاذ وقد تلطّخت بالنّاطف. قَالَ: ما هذا؟ قَالَ: إنّي أبعد فأجوع، فأخذت ناطفًا في كُمّي أكلته.

وقال عبد الله بْن جعفر المَرْوَزيّ: سَمِعْتُ عَمْرو بْن عليّ يَقُولُ: جاءني عفّان فقال: عندك شيء نأكله؟ فما وجدت شيئًا، فقلت: عندي سَوِيق شعير.

فقال: أخرِجه.

فأخرجته فأكل أكْلا جيدًا، وقال: ألا أخبرك بأُعْجُوبة. شهِد فلانٌ وفُلان عند القاضي بأربعة آلاف دينار عَلَى رَجُل. فأمرني أن أسأل عنهما. فجاءني صاحب

1 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "703"، والنسائي "750"، وابن ماجه "949"، وأحمد في المسند "1/ 347"، وابن حبان في صحيحه "2387"، والبيهقي في السنن "2/ 374".

ص: 170

الدَّنانير فقال لي: لك من هذا المال نصفه وتعدِّل شاهدي؟. فقلت: استجبت لك، وشُهودُهُ عندنا غير مستورين.

وقال حنبل: حضرتُ أبا عبد الله وابن معين عند عفّان بعدما دعاه إسحاق بْن إبراهيم، يعني نائب بغداد للمحنة، وكان أوّل من امتُحِن من النّاس عفّان، فسأله يحيى بْن مَعِين فقال: أخبِرْنا.

فقال: يا أبا زكريّا لَمْ أُسَوِّد وجهك ولا وجوه أصحابك، أيْ لم أُجِبْ.

فقال لَهُ: فكيف كَانَ؟

قَالَ: دعاني إسحاق، فلمّا دخلت عَلَيْهِ قرأ عليّ كتاب المأمون، فإذا فيه: امتحِنْ عفَّان وادْعُهُ إلى أن يَقُولُ: القرآن كذا وكذا.

فإن قَالَ ذَلكَ فأقِرَّه عَلَى أمره، وإلّا فاقطع عَنْهُ الَّذِي يجري عَلَيْهِ، وكان المأمون يُجري عَلَيْهِ خمسمائة دِرهم كلَّ شهر.

قَالَ: فقال لي إسحاق: ما تَقُولُ؟ فقرأت عَلَيْهِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] حتى ختمتُها. فقلت: أمخلوقٌ هذا؟.

قَالَ: يا شيخ إنَّ أمير المؤمنين يَقُولُ: إنّك إن لم تُجِبْه يقطع عنك ما يجري عليك.

فقلت لَهُ: يَقُولُ اللَّه تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] فسكتَ وانصرفت.

فَسُرَّ بذلك يحيى بْن مَعِين، وأحمد، ومَن حضَر.

وقال إبراهيم بْن دِيزِيل: لما دُعي عفّانُ للمحنة كنت آخذًا بلجام حماره، فلما حضر عُرِض عَلَيْهِ القول فامتنع، فقيل لَهُ: يُحبس عطاؤك، وكان يُعطى ألف دِرهم كلّ شهر، فقال:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] .

قَالَ: وكان في داره نحو أربعين إنسانًا. فَدَقّ عَلَيْهِ الباب داقّ، فدخل عَلَيْهِ رَجُل شبهته بسمان أو زيات، ومعه ألف درهم، فقال: يا أبا عثمان ثبّتك اللَّه كما ثبّت الدِّين، وهذا لك في كلّ شهر، يعني الألف.

وقال جعفر بْن محمد الصّائغ: اجتمع عفّان، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو بَكْر بْن

ص: 171

أَبِي شَيْبة، وأحمد بْن حنبل، فقال عفّان: ثلاثة يُضَعَّفون في ثلاثة: عليّ بْن المَدِينيّ في حماد بن زيد، وأحمد في إبراهيم بْن سعْد، وابن أَبِي شَيْبة في شَرِيك.

فقال عليّ: وعفّان في شُعْبة.

قلت: هذا عَلَى وجه المزاح، وإلّا فهؤلاء ثِقات في شيوخهم المذكورين سيّما عفّان في شُعْبة، فإنّ الحسين بْن حبّان قَالَ: سألت ابن مَعِين فقلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفّان عن شُعْبة؟ قَالَ: القول الصّواب قول عفّان.

قلت: وأبو نُعَيْم وعفّان؟ قَالَ: عفّان أثبت.

وقال أحمد بْن حنبل: عفّان، وحِبّان، وبَهْز هَؤُلّاءِ المتثبّتون، وإذا اختلفوا رجعت إلى قول عفّان، هُوَ في نفسي أكبر.

وقال الحسن الحلوانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عفّان، وبَهْز، وحِبّان يختلفون إليّ، فكان عفّان أضبط القوم وأمكرهم. عملت مرّة عليهم في شيء فما فطِن بِهِ إلّا عفّان.

وذُكِر عفّان عند عليّ بْن المَدِينيّ فقال: كيف أذكر رجلًا إذا شكّ في حرف فيضرب عَلَى خمسة أسطر؟.

وسئل أحمد بْن حنبل: مَن تابع عفّان عَلَى الحديث الفُلانيّ؟ فقال: وعفّان يحتاج إلى مُتَابِع؟ وقال يعقوب بْن شَيْبة: سَمِعْتُ ابن مَعِين يَقُولُ: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جُرَيْج، والثَّوريّ، وشُعْبة، وعفّان.

قلت: مالك أفقهُهُم، وابن جُرَيْج أعرفهم بالتّفسير، والثَّوْريّ أحفظهم وأكثرهم رواية، وشُعْبة أتْقنهم وأوثقهم شيوخًا، وعفّان مختصر شُعْبة، فإنّه كَانَ متعنِّتًا في الرجال، كثيرَ الشَّكَّ والضَّبْط للخطّ. يكتب ثم يعرض عَلَى الشيخ ما سمعه.

قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: أبو نُعَيم وعفّان لَا أقبل قولهما في الرجال. لَا يَدَعُونَ أحدًا إلّا وقعوا فيه.

وقال ابن مَعِين: عبد الرحمن بْن مهديّ أحفظ من عفّان، ولم يكن من رجال عفّان في الكتاب.

وكان عبد الرحمن أصغر منه بسنتين.

ص: 172

وقال عبد الرحيم بْن منيب: قَالَ عفّان: اختلف يحيى بْن سعيد وعبد الرحمن في الحديث، فَبَعثا إليَّ، فقال عبد الرحمن: أقول شيئًا وتسأل عفّان.

فقال يحيى: ما أجد أكره إلي أن يخالفني من عفان.

فقال عفان: وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر عَلَى ما قلت.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لزِمنا عفّان عشْرَ سِنين، وكان أثبت من عبد الرحمن بْن مهديّ.

وقال أبو حاتم: عفّان إمام، ثقة، متقن، متين.

وقال جعفر بْن أَبِي عثمان الطّيالِسيّ: سَمِعْتُ عفّان يَقُولُ: يكون عند أحدهم حديث فيُخْرجه بالمقرعة. كتبتُ عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ عشرة آلاف حديث ما حَدّثتُ منها بألفَيْن. وكتبتُ عَنْ عبد الواحد بْن زياد ستّة آلاف حديث ما حَدَّثتُ منها بألف. وكتبتُ عَنْ وُهَيْب أربعة آلاف حديث ما حدّثتُ منها بألف.

قلت: ومع حِفِظه وإمامته واتّفاق كُتُب الإسلام عَلَى الاحتجاج بِهِ قد تُكُلِّمَ فيه، وتبارَدَ ابن عديّ بذِكره في كتاب "الضُّعفاء". لكنّه ما ذكره إلّا ليُبطِل قول من ضَعَّفه. فإنّ إبراهيم بْن أَبِي داود قَالَ: سَمِعْتُ سليمان بْن حرب يَقُولُ: ترى عفّان كَانَ يضبط عَنْ شُعْبة، والله جهد جهده أن يضبط عَنْ شعبة حديثًا واحدًا ما قدر عَلَيْهِ. كَانَ بطيئًا رديء الفَهْم.

قَالَ ابن عديّ: عفّان أشهر وأوثق من أن يُقال فيه شيء. ولا أعلم لَهُ إلّا أحاديث مَرَاسيل، عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ، وغيره وصَلَهَا، وأحاديث موقوفة رفعها، وهذا ممّا لَا يُنْقِصه، فإنّ الثّقة قد يهمّ.

وعفّان قد رحل إِلَيْهِ أحمد بْن صالح من مصر، وكانت رحلته إِلَيْهِ خاصّةً دون غيره.

الْفَسَوِيُّ في تاريخه: قَالَ سَلَمَةُ، هُوَ ابن شَبِيب: قلت لأحمد بْن حنبل: طلبتُ عفّان في منزله قَالُوا: خرج، فخرجتُ أسأل عَنْهُ، فقيل: تَوَجَّه هكذا. فجعلت أمضي وأسأل عَنْهُ حتّى انتهيتُ إلى مقبرة، وإذا هُوَ جالس يقرأ عَلَى قبر بِنْت أخي ذي الرئاستين، فبزقتُ عَلَيْهِ. وقلت: سَوْءة لك. قَالَ: يا هذا، الخُبْزَ الخُبْز. قلت: لَا أشْبَعَ اللَّهُ بطنك.

ص: 173

وقال لي أحمد بْن حنبل: لَا تَذْكُرنّ هذا، فإنه قد قام في المِحنة مقامًا محمودًا عَلَيْهِ، ونحو هذا من كلام.

قَالَ الحسن الحلواني: قلت لعفّان: كيف لم تكتب عَنْ عِكْرمة بْن عمّار؟ قَالَ: كنت قد ألححت في طلب الحديث فأضَرّ ذَلكَ بي، فحلفتُ أن لَا أكتب الحديث ثلاثة أيام، فقدم عكرمة في تلك الثلاثة أيام، فحدَّث ثم خرج.

ابْنُ عَدِيٍّ: ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نَا عفان، نا همام: ثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ:"نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولا"1.

وكان بسام لقبه هَمّامًا، فلما فرغه قال بسام: والله ما حدثكم بهذا همام، ولا حدثه قتادة هماما. فتفكّر في نفسه وعلم أنّه أخطأ، فمدّ يده إلى لحية بسّام وقال: أدعو إلى صاحب الربْع يا فاجر. قَالَ: فما خلّصوه منه إلا بالجهد.

وقال ابن مَعِين، وأبو خيثمة: أنكرنا عفّان في صفر سنة تسع عشرة، وفي رواية سنة عشرين، ومات بعد أيام.

وقال محمد بن عبد الله المُسبّحي: مات عفّان في ربيع الآخر سنة عشرين.

وقال أبو داود: شهدت جنازته ببغداد ولم أسمع منه.

قلت: غلظ من ورّخه سنة تسع عشرة.

272-

عليّ بن إسحاق السُّلَميّ2 -ت:

مولاهم المَرْوَزيّ الدّارَكانيّ، أبو الحَسَن.

عن: أبي حمزة السُّكَّريّ، والفضل السِّينانيّ، وابن المبارك.

وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن الخليل البرجلاني،

1 حديث صحيح: أخرجه أحمد في المسند "5/ 42"، من طريق عفان بلفظ مختلف، ومن طريق آخر: أخرجه أبو داود "2588"، والترمذي "2163" وأحمد في المسند "3/ 300"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود "2588".

2 الطبقات الكبرى "7/ 376"، التاريخ الكبير "6/ 262"، الجرح والتعديل "6/ 174"، الثقات لابن حبان "8/ 461".

ص: 174

وعبّاس الدُّوريّ، وموسى بن حزام التِّرمِذيّ، وآخرون.

وثقه النَّسائيّ، وغيره.

وقال أبو رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين.

273-

عليّ بن إسحاق بن إبراهيم1. أبو الحَسَن الحنظلّي السَّمَرقنْديّ:

عن: إسماعيل بن جعفر المدنيّ، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.

عنه: أبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن كرّام شيخ الكرّامية، وآخرون.

تُوُفي أيضًا سنة ثلاث عشرة، كما قيل.

274-

عليّ بن ثابت الدّهّان الكوفيّ العطّار2 -ق:

عن: سَوّاد بن سليمان، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وأسباط بن نصر، وعليّ بن صالح بن حيّ، وجماعة.

وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غَرَزَة الغِفَاريّ، وعبد الله بن أسامة الكلبيّ، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن عُبَيد بن عُتْبة الكِنْديّ، ومحمد بن الحُسين الحسنيّ، وجماعة.

ذكره ابن حِبّان في "الثّقات".

قال مُطَيِّن: تُوُفّي سنة تسع عشرة ومائتين.

275-

عليُّ بنُ جَبَلَة3:

أبو الحسن الكوفيّ الحضرميّ.

روى عن: سالم بن أبي مريم، وغيره.

وهو مقل.

1 الجرح والتعديل "6/ 175"، الثقات لابن حبان "8/ 466"، تهذيب الكمال "2/ 955"، تهذيب التهذيب "7/ 283".

2 التاريخ الكبير "6/ 264"، الجرح والتعديل "7/ 177"، الثقات لابن حبان "8/ 457"، الميزان "3/ 116"، التهذيب "7/ 289".

3 التاريخ الكبير "6/ 265"، الجرح والتعديل "6/ 77"، الثقات لابن حبان "8/ 457".

ص: 175

روى عنه: أبو قدامة السَّرْخَسيّ، وعليّ بن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وغيرهما.

276-

علي بنَ جَبلة1. أبو الحسن الضّرير، الشّاعر الملقّب بالعَكَوَّك:

شاعر مُحسِن، مقدَّمٌ في زمانه. مدح المأمون والأمير أبا دُلَف العِجْليّ، وسارت له أمثال وأشعار.

أخذ عنه: الجاحظ، وأبو عصيدة بن عُبَيْد، وغيرهما.

وكان آخر أمره إلى الهلاك. فإنّ المأمون أمر بِهِ فشُدَّ لسانُهُ، فمات.

وقال: أستحِلّ دمَك بكُفْرك حيث تَقُولُ:

أنت الَّذِي تُنْزل الأيّامَ منزِلَها

وتنقل الدَّهرَ من حالٍ إلى حالِ

وما مددتَ مَدَى طرفٍ إلى أحدٍ

إلّا قضيتُ بأرزاقٍ وآجالِ

أَخْرِجوا لسانه من قفاه. ذكره ابن خلّكان.

والعَكَوّك القصير السَّمين.

تُوُفّي سنة ثلاث عشرة أيضًا.

277-

عليّ بن الحسن بن شقيق بن دينار بن مشعب2 -ع:

أبو عبد الرحمن العبدي. مولى آل الجارود العبْديّ.

وكان شقيق بصْريًّا. نزل مَرْو.

سمع: علي بنَ الحُسَين بن واقد، وأبي حمزة السُّكَّريّ، وأبا المنيب عُبَيد الله العَتَكّي، وإبراهيم بن طَهْمان، وإسرائيل بن يونس، وقيس بن الربيع، وخارجة بن مُصْعَب، وابن المبارك، وطائفة.

وعنه: خ، وم. ع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وأحمد بْن سَيَّار، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بْن منصور

1 الأغاني "20/ 14-43"، سير أعلام النبلاء "10/ 192-194"، شذرات الذهب "2/ 30".

2 الطبقات الكبرى "7/ 376"، التاريخ الكبير "6/ 268، 269"، الجرح والتعديل "6/ 180"، الثقات لابن حبان "8/ 460"، سير أعلام النبلاء "10/ 349- 352"، تهذيب التهذيب "7/ 298، 299".

ص: 176

زاج، ومحمد بن عبد الله بن قُهْزاد المَرْوَزِيّ، وولده محمد بْن عليّ، وخلْق.

قال أحمد بن حنبل: لم يكن به بأس. تكلّموا فيه للإرجاء، وقد رجع عنه.

وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين: ما أعلم أحدًا قدِم علينا من خُراسان كَانَ أفضل من ابن شقيق. كَانَ عالمًا بابن المبارك، قد سَمِعَ الكُتُب مِرارًا.

حَدّث يومًا عَنِ ابن المبارك، عَنْ عوف بْن زيد بْن شُراجة، فقيل لَهُ: ابن شراحة فقال: لا، ابن شراجة، سمعته من ابن المبارك أكثر من ثلاثين مرّة.

وقال أبو داود: سَمِعَ الكُتُب من ابن المبارك أربع عشرة مرّة.

وقال عليّ: سَمِعْتُ من أَبِي حمزة كتاب "الصّلاة"، فنهق حمار، فاشتبه عليّ حديثٌ ولا أدري أيّ حديث، فتركت الكتاب كلّه.

وقال العبّاس بْن مُصْعَب: كَانَ عليّ بْن الحسن بْن شقيق جامعًا.

وكان يُعَدّ من أحفظهم لكُتُب ابن المبارك. وقد شارك ابنَ المبارك في كثيرٍ من رجاله. وكان أوّل أمره المنازعةَ مَعَ أهل الكتاب، حتّى كتب التّوراةَ والإنجيل والأربعةَ والعشرين كتابًا من كُتُب ابن المبارك، ثم صار شيخًا ضعيفًا لَا يمكنه أن يقرأ، فكان يُحَدِّث كلَّ إنسان الحديثين والثلاثة، وتُوُفّي سنة خمس عشرة ومائتين. وكذلك قَالَ جماعة في وفاته.

ويُقال: وُلِد ليلة قُتِل أبو مسلم الخُراسانيّ في سنة سبعٍ وثلاثين ومائة.

278-

عليّ بن الحسن بن يعمر الشامي المصري1:

روى عن: سُفْيان الثَّوريّ، ومبارك بن فَضَالَةَ، وعَمْرو بن صُبح، وعبد الله بن عُمر العُمَريّ، والهَيْثَم بن أبي زياد.

وعنه: ياسين بن عبد الأعلى القِتْبانّي، ومالك بن عبد الله بن سيف، ومحمد بن عَمْرو بن نافع، ومحمد بن رَوْح العنبريّ، وسعيد بن عثمان التَّنوخيّ، ومحمد بن عبد الله بن ميمون الرَّقّيّ، وعبد الرحمن بن خالد بن نَجِيح.

قال ابن عديّ: أحاديثه بَوَاطيل، وهو ضعيف جدًّا.

1 الكامل في الضعفاء لابن عدي "5/ 1852-1854"، ميزان الاعتدال "3/ 119، 120"، لسان الميزان "4/ 212-214".

ص: 177

279-

علي بن الحسن التميميّ البزّاز1:

كُراع. سكن الرّيّ.

عن: مالك، وشَرِيك، وجعفر بن سليمان، وحمّاد بن زيد، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وجعفر بن محمد الزَّعْفرانيّ الرازيّون.

قال أبو زُرْعة: لم يكن به بأس.

280-

عليّ بن الحسين بن واقد2 -ع. ق. 4:

مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ. أبو الحسن القُرَشيّ المَرْوَزِيّ.

عن: أبيه، وأبي حمزة السُّكّريّ، وسُلَيْم مولى الشَّعْبيّ، وهشام بن سعدٍ المدنيّ، وخارجة بن مُصعَب، وابن المبارك.

وعنه: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمود بن غَيْلان، ورجاء بن مُرَجَّى، وعلي بن خَشْرَم، ومحمد بن عَقِيل بن خُوَيْلِد، وأبو الدَّرْداء عبد العزيز بن منيب، ومحمد بن رافع، وخلْق.

قال أبو حاتم: ضعيف الْحَدِيثِ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ البخاريّ: ليس به بأس.

قلت: وولُد سنة ثلاثين ومائة.

281-

عليّ بن حفص3. أبو الحسن المَرْوَزيّ، نزيل عسقلان:

روى عن: ابن المبارك.

وعنه: خ. وقال: لقيته بعسقلان سنة سبع عشرة.

1 الجرح والتعديل "6/ 180".

2 التاريخ الكبير "6/ 267"، الكنى والأسماء للدولابي "1/ 147"، الجرح والتعديل "6/ 179"، الثقات لابن حبان "8/ 460".

3 التاريخ الكبير "6/ 270"، الثقات لابن حبان "8/ 469"، تهذيب التهذيب "7/ 309، 310".

ص: 178

282-

عليّ بن عُبَيدة1:

أبو الحسن الرَّيْحانيّ الكاتب. أحد البُلّغاء والفُصحاء. له تصانيف أدبيّة، ولهجة عربيّة، واختصاص بالمأمون.

تُوُفّي سنة تسع عشرة ومائتين. وقد اتهم بالزَّنْدقة، فالله أعلم. وتصانيفه تدلُّ عَلَى فلسفته وفراغه من الدِّين. وهي كثيرة سَرَدها ياقوت في "تاريخ الأدباء" وقال: قال جحظة: نا أبو حَرْمَلَة قَالَ: قَالَ عليّ بْن عُبَيْدة: حضرني ثلاثةُ تلامذة، فقلت كلامًا أعجبهم.

فقال أحدهم: حقٌ هذا الكلام أنْ يُكتَب بالغوالي عَلَى خدود الغَواني.

وقال الآخر: بل حقُّه أنْ يُكتَب بأنامل الحُور عَلَى النُّور. وقال الآخر: بل حقّه أن يُكتَب بقلم الشُّكْر في وَرَق النِّعَم.

283-

عليّ بن عياش بن مسلم2 خ. ع. أبو الحسن الألهاني الحمصي البكاء:

عن: حَرِيز بن عثمان، وشُعَيب بن أبي حمزة، والمُثنَّى بن الصّبّاح، وعبد الرحمن بن ثَوْبان، وصَدَقَة بن عبد الله السَّمِين، وعُتْبَة بن ضَمْرة بن حبيب، وعُفَير بن سَعْدان، وأبي غسّان محمد بن مُطَرِّف، وعدّة.

وعنه: خ. وع. عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وعَمْرو بْن منصور النَّسائيّ، وإبراهيم الْجَوْزَجانيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البَلَديّ، وأحمد بْن عبد الرحيم الحَوْطيّ، وأحمد بْن عبد الوهّاب بْن نَجْدَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وإسماعيل سَمُّوَيّه، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، ويزيد بْن محمد بْن عبد الصّمد، ومحمد بْن يحيى، وجماعة.

وثقة النَّسائيّ، وجماعة.

قَالَ أبو حاتم: كنت أُفيد النَّاسَ عَنْ عليّ بْن عيّاش وأنا بدمشق، فيخرجون ويسمعون منه وأنا بدمشق، حتّى وَرَدَ نعيه.

1 تاريخ بغداد للخطيب "12/ 18، 19".

2 الطبقات الكبرى "7/ 473"، التاريخ الكبير "6/ 290"، الجرح والتعديل "6/ 199"، الثقات لابن حبان "8/ 460".

ص: 179

وقال يحيى بْن أكثم: أدخلتُ عليَّ بْن عياشٍ عَلَى المأمون، فتبسّم ثم بكى، فقال: يا يحيى أدخلتَ عليَّ مجنونًا؟

قلت: أدخلتُ عليك خيرَ أهلِ الشام وأعلّمَهم بالحديث، ما خلا أبا المغيرة.

وقال عليّ: ولِدتُ سنة ثلاثٍ وأربعين ومائة.

وقال يعقوب الفَسَويّ: مات سنة تسع عشرة.

قلت: يقع حديثه عاليًا لابن طَبَرْزَد.

284-

عليّ بن قادم1. أبو الحَسَن الخُزَاعيّ الكوفيّ:

عن: سعيد بن أبي عَرُوبَة، وفِطْر بن خليفة، ومِسْعَر بن كُدَام، وسُفيان، وشُعْبة، وأَسْباط بن نصر، وجماعة.

وعنه: أحمد بن الفُرات، وأحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، وأحمد بن حازم الغِفَاريّ، وأحمد بن متيَّم بن أبي نُعَيْم، وأحمد بن يحيى الصُّوفيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسي، ويعقوب الفَسَويّ، وَطَائِفَةٌ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.

وَقَالَ ابن معين: ضعيف.

وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة.

وقال ابن سَعْد: سنة ثلاث عشرة، وقال: مُنْكَر الحدَّيث، شديد التشيُّع.

285-

عليّ بن محمد المَنْجُورِيّ البلْخيّ2:

ومنجور من قُرى بلْخ.

سمع: شُعْبة، والثَّوْريّ، وأبا جعفر الرازيّ، ومقاتل بن سليمان، وابن أبي ذئب، وعدّة.

وعنه: عبد الصّمد بن الفضل البلْخِي.

ذكره السليماني.

1 الطبقات الكبرى "6/ 404"، التاريخ الكبير "6/ 293"، الجرح والتعديل "6/ 201"، تهذيب التهذيب "7/ 374".

2 الثقات لابن حبان "8/ 466".

ص: 180

286-

عليّ بن مَعْبَد بن شدّاد العبْديّ الرّقّيّ1 -ت. ن:

الحافظ، نزيل مصر.

يروي عن: أبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، واللَّيث بن سَعْد، وعُبَيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وابن وهب، وخلق من الشام والجزيرة ومصر والعراق والحجاز.

وعنه: إسحاق الكوسج، ودحيم، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، وأبو حاتم الرازي، ومقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وخلق.

وكان من كبار الحفاظ والفقهاء.

وقيل: لبس صورفيا.

قال الطحاوي: سَمِعْتُ سليمان بْن شُعيب: سَمِعْتُ عليّ بْن مَعْبَد. يَقُولُ: أُدْخِلْتُ عَلَى المأمون فقال: يا عليّ بَلَغَنَا عنك أحوالٌ جميلة، وقد رَأَيْت أن أُوَلِّيك قضاءَ مصر.

فقلت: يا أمير المؤمنين إني أضعف على ذَلكَ.

قَالَ: فاستعفِ بأخيك، فقد قِيلَ لي: إنّ لَهُ فضلًا وعِلْمًا. أما استعنت أَنَا بأخي هذا؟ فالتفتُّ، فإذا المعتصم قائم في دارتي. فلم أُجِبْه، فتبيّنت الغيظَ في وجهه، فقلت: لي حُرمة.

قَالَ: وما ذاك؟ قلت: بسماعي العلم مَعَ أمير المؤمنين عند محمد بن الحسن.

قال: ومن أين كنت أنت تصل إلى محمد؟ فقلت: بأبي مَعْبَد بْن شدّاد.

فقال: أبوك مَعْبَد؟ قلت: نعم.

قَالَ: إنّه كَانَ من طاعتنا عَلَى غاية، فلِم لَا تكون مثله؟ ثم خرجت من عنده.

قال أبو حاتم: ثقة.

1 التاريخ الكبير "6/ 297"، الجرح والتعديل "6/ 205"، الثقات لابن حبان "8/ 467"، التهذيب "7/ 384، 385".

ص: 181

وقال ابن يونس: يُكنّى أبا محمد، مَرْوَزِيّ الأصل، قدِم مصر مَعَ أبيه، وكان يذهب في الفقه مذهب أَبِي حنيفة.

تُوُفيَ بمصر سنة ثمان عشرة.

287-

عليّ بن ميْثَم الأسديّ الكوفيّ التّمّار:

شيخ الشَّيعة في وقته ومتكلمهم.

روى عن: زُرَارَة بن أَعْيَن، وغيره.

حكى عنه: عمر بن شَبَّة، وأبو العَيْناء محمد بن القاسم النَّحْويّ.

وهو عليّ بن إسماعيل بن شُعيب بن مَيْثَم.

288-

عليّ بن هشام1:

الأمير أبو الحسن المَرْوَزِيّ. أحد قُواد المأمون.

كان فارسًا موصوفًا بالشجاعة والإقدام، مع الظُّلْم والفَتْك.

وكان شاعرًا مُفْلِقًا فاضلًا.

وُلّي كُوَرَ الجبال، فأساء السّيرة، وقتل جماعة، وصادر، ثم هم بالخروج واللحوق ببابك الخرمي، فظفر به عُجَيْف الأمير، وأتي به المأمون، فقتله، وقتل معه أخاه حُسينًا سنة سبع عشرة ومائتين.

289-

عمّار بن عبد الجبّار2 أبو الحَسَن القُرشيّ، مولاهم المَرْوَزِيّ:

روى عن: شُعْبَة، وغيره.

تُوُفّي في ذي الحجّة سنة إحدى عشرة.

وقد ذكره الخطيب في تاريخه فقال: سمع من ابن أبي ذئب، ومبارك بن فَضَالَةَ، وشعبة.

روى عنه: عبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم بن دَنُوقا، ومحمد بن إسرائيل الْجَوْهريّ، وأحمد بن زياد السمسار.

1 تاريخ الطبري "8/ 424، 543"، الأغاني "23/ 435".

2 التاريخ الكبير "7/ 30"، الكنى والأسماء للدولابي "1/ 148"، الجرح والتعديل "6/ 393، 394"، الثقات لابن حبان "8/ 518"، ميزان الاعتدال "2/ 165".

ص: 182

تُوُفّي بمكة.

قال البخاريّ: مات بعد أيّام التّشريق بيوم.

قلت: هو صدوق.

290-

عمّار بن مطر الرّهاويّ1:

عن: أبي ثَوْبان، وابن أبي ذئب، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز.

وعنه: أحمد بن عبد الله الباجُدّائيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وغيرهما.

قال ابن عديّ: متروك.

291-

عَمْرو بن حَكّام2. أبو عثمان البصْريّ:

عن: شُعْبة وهو مُكِثْرٌ عنه. له عنه أربعة آلاف حديث لكنّه ضعيف بمرّة.

قال البخاريّ: ضعّفه عليّ بن المَدِينيّ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تُرِك حديثه، وهو صاحب حديث حقّ الزَّنْجَبِيل.

تُوُفّي سنة عشرة.

والحديث مُنْكَر، رواه عَنْ شُعبة، عَنْ عليّ بْن زيد، عَنْ أَبِي المتوكّل، عَنْ أَبِي سعيد: أنّ ملك الرُّوم أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جرّة زَنْجَبِيل فقسّمها بين أصحابه، لكلّ واحدٍ قطعة، وأعطاني قطعة3.

قلت: الحُفّاظ استنكروه؛ لأنّه ما أتى بِهِ أحد عَنْ شُعْبة سواه. وأنا أستنكره أيضًا لمعناه. كيف يُهدي ملك الروم الزَّنْجبيل إلى الحجاز، وإنّما يُهدى الزَّنْجبيل من هناك إلى أرض الروم؟ فهو كما قِيلَ:"كجالب القَرّ إلى هَجَر".

وهذا الحديث رواه عَنْهُ عبد الله بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وأسِيد بْن عاصم، وعبد العزيز بْن معاوية، وسفيان بْن محمد الفزاري، وآخرون.

1 تقدمت ترجمته في الجزء السابق برقم "287".

2 التاريخ الكبير "6/ 324"، "325"، الجرح والتعديل "6/ 227، 228"، المجروحين "2/ 80"، الميزان "3/ 254".

3 حديث منكر: أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 267".

ص: 183

وروى عَنْهُ أيضًا: رجاء بْن الجارود، ومحمد بْن داود، وأبو رفاعة، وآخرون.

وسمع أيضًا من: سليمان بْن حِبّان.

292-

عمر بن راشد1. مولى مروان بن عثمان، شيخ مصريّ:

عن: ابن عَجْلان، وابن أبي ذئب، وهشام بن عُرْوة، وعبد الرحمن بن حَرْمَلَة، وغيرهم.

وعنه: أبو مُصْعب المَدِينيّ الملقب بمُطَرِّف، وأحمد بن عبد المؤمن المصريّ، ويعقوب بن سُفيان الفَسَويّ.

وهو مُنْكر الحديث بمرّة، يأتي بعجائب.

قال ابن أبي حاتم: شيخ مدنيّ سكن القُلْزُم. قال أبي: تركت السَّمَاعَ منه لمّا وجدت حديثه كذبًا.

قلت: هو عمر بن راشد الجاريّ، كان ينزل الجار أيضًا، وهو القُرَشيّ.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك.

عمر بن سهل بن مروان المازني2 -ق. أبو حفص البصري، نزيل مكّة.

روى عن: مبارك بن فَضَالَةَ، وأبي الأشهب العُطَارديّ، وبحر بن كُنَيْز السَّقّاء، وأبي حمزة العطّار، وجماعة.

وعنه: بكر بن خَلَف، ومؤمّل بن إهاب، ويحيى بن عَبْدك القزوينيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وبِشْر بن موسى الأسَديّ، وعبد الله بن شَبِيب الرَّبعيّ، وجماعة.

له حديث واحد في "سُنَن ابن ماجة".

294-

عُمَر بن يزيد الرفا الشيباني البصري3:

1 الجرح والتعديل "6/ 108"، المجروحين لابن حبان "2/ 93، 94"، ميزان الاعتادل "3/ 195"، "196".

2 التاريخ الكبير "6/ 163"، الجرح والتعديل "6/ 114"، الثقات لابن حبان "8/ 440"، التهذيب "7/ 458".

3 الجرح والتعديل "6/ 142"، والكامل في الضعفاء "5/ 1710"، وميزان الاعتدال "3/ 231".

ص: 184

عن: عِكْرِمة بن عمّار، وشُعْبة.

وعنه: سليمان بن ثَوْبة النَّهْروانيّ، وأبو حاتم ثم تركه، وضرب الفلاس على حديثه، واتهمه غيرْه.

295-

عمر بن عَمْرو1:

أبو حفص العسقلانيّ الطَّحَّان.

عن: سُفْيان الثَّوريّ، وأبي فاطمة النَّخَعيّ، وعمر بن صُبح، ومحمد بن جابر، وصَدَقة الدّمشقيّ.

وعنه: زكرّيا بن الحَكَم، وأبو قُرْصافة العَسْقلّانيّ، وإبراهيم بن أبي سُفيان القَيْسرانيّ، ومحمد بن عبد الحَكَم القَطَويّ.

قال ابن عديّ: كان في عِداد من يضع الحديث. حدَّث بالبَوَاطيل.

296-

عَمْرو بن الربيع بن طارق2 -خ. م. د:

أبو حفص الهلالي الكوفي ثم المصري.

عن: يحيى بن أيّوب، واللَّيث، ومالك، وابن لَهِيعة، وعِكْرِمة بن إبراهيم المَوْصليّ قاضي الرّيّ.

وعنه: خ. وم. د. عَنْ رَجُل عَنْهُ، وإسحاق الكَوْسَج، وأبو بحر الصّنْعانيّ، وأبو حاتم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وإبراهيم بْن دِيزِيل، وبحر بْن عثمان بْن صالح، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن يونس: تُوُفّي لثمانٍ بقين من ربيع الأول سنة تسع عشرة.

297-

عَمْرو بن أبي سلمة التنيسي3 -ع:

1 الكامل في الضعفاء "5/ 1721، 1722"، ميزان الاعتدال "3/ 215"، الجرح والتعديل "6/ 127".

2 التاريخ الكبير "6/ 331"، الجرح والتعديل "6/ 233"، الثقات لابن حبان "8/ 485"، التهذيب "8/ 33".

3 التاريخ الكبير "6/ 341"، الكنى والأسماء "1/ 153"، الجرح والتعديل "6/ 235"، الثقات لابن حبان "8/ 482".

ص: 185

أبو حفص الهاشمي، مولاهم الدَّمشقيّ، نزيل تِنِّيس.

عن: الأوزاعيّ، وأبي مُعَيْد حفص بن غَيْلان، وزُهير بن محمد التميمّي، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وصدقة بن عبد الله السمين، ومالك، وليث، وجماعة.

وعنه: عبد الله بن محمد المُسْنَديّ، وأحمد بن صالح الطَّبريّ، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بن وَارَةَ، ومحمد بن عبد الله البَرْقِي، وأخوه أحمد بن عبد الله، ومحمد بن إدريس الشّافعيّ ومات قبله بزمان، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وأحمد بن مسعود المقدسيّ، وخلق.

قَالَ حُمَيْد بْن زَنْجُوَيْه: لمّا رجعنا من مصر دخلنا عَلَى أحمد بْن حنبل، فقال: مررتم بأبي حفص عَمْرو بْن أَبِي سَلَمَةَ؟ فقلنا: وما عنده؟ عنده خمسون حديثًا والباقي مناولة.

قَالَ: كنتم تنظرون في المناولة وتأخذون منها.

قَالَ الوليد بْن بَكْر الحافظ الأندلُسيّ: عَمْرو بْن أبي سَلَمَةَ أحد أئمّة الأخبار من نَمَط ابن وهْب، يختار من قول مالك، والأوزاعيّ.

ضعّفه ابن مَعِين. ووثّقه جماعة.

وتوفي سنة أربع عشرة على الصّحيح. وقيل: سنة ثلاث عشرة.

وحديثه في الكُتُب.

298-

عَمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع1 -ع:

أبو عثمان الكلابي القيسي البصري.

عن: شعبة، وهَمّام، وجَرِير بن حازم، وحمّاد بن سلمة، وجده عبيد الله بن الوزاع، وطائفة.

وعنه: خ. وع. بواسطة، وأحمد بن إسحاق السرمارئي، والحسن بن علي

1 الطبقات الكبرى "7/ 305"، التاريخ الكبير "6/ 355"، الجرح والتعديل "6/ 250"، الثقات لابن حبان "8/ 481"، سير أعلام النبلاء "10/ 256، 257"، ميزان الاعتدال "3/ 269، 270"، تهذيب التهذيب "8/ 58، 59".

ص: 186

الحلواني، وعبد الله الدارمي، وبندار، وعبد بن حميد، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة كبيرة.

وثقة ابْنُ مَعِينٍ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حمّاد بضعة عشر ألفًا.

وقال البخاريّ: مات سنة ثلاث عشرة.

299-

عمرو بن عثمان بن سيّار الكلابي الرَّقّيّ1 -ق:

عن: زُهَير بن معاوية، وعبد الله بن عَمْرو، وإسماعيل بن عيّاش، وموسى بن أَعْيَن، وجماعة.

وعنه: أحمد بن الأزهر، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبد الله بن حمّاد الأيْليّ، ومحمد بن يحيى الذُّهلّي، وسَمُّوَيْه، وأحمد بن إسحاق الخشّاب، وخلْق.

قال أبو حاتم: يتكلمون فيه. كان شيخًا أعمى بالرَّقَّة يحدّث النّاس من حفظه بأحاديث منكرة.

وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.

وقال ابن عديّ: هو ممّن يُكْتَب حديثه.

وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ" وَقَالَ: مَاتَ سنة تسع عشرة.

وقال غيره: سنة سبْع عشرة، والأول أشبه.

300-

عَمْرو بن محمد الأعْسَم الزَّمِن2:

بصْريٌّ نزل بغداد، وحدّث عن: فُضَيْل بن مرزوق، وحسام بن سَمَك، وقيس بن الربيع.

وعنه: عليّ بن إشْكاب، ورجاء بن الجارود، وزكريا بن يحيى الناقد.

1 التاريخ الكبير "6/ 354"، الجرح والتعديل "6/ 249"، الثقات لابن حبان "8/ 483، 484"، التهذيب "8/ 76، 78".

2 المجروحين لابن حبان "2/ 74، 75"، ميزان الاعتدال "3/ 286، 287"، لسان الميزان "4/ 375، 376".

ص: 187

قال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف، كثير الوهْم.

وممّن روى عنه: أحمد بن الحسين بن عبّاد البغداديّ.

وروى عنه عن سليمان بن أرقم، وعن إسماعيل بن عيّاش، وجماعة.

وَقَدْ وَهَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَذَكَرَ لَهُ أَحَادِيثَ مِنْهَا: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا:"مَنْ أَتَى حَائِضًا فَجَاءَ وَلَدُهُ أَجْذَمَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ"1.

301-

عَمْرو بن مُخَرِّم2:

أبو قَتَادة، بصْريٌّ، متروك.

روى عن: جرير بن حازم، وثابت الحفّار.

شيخ يروي عن: ابن أبي مُلَيْكَة، ويزيد بن زُرَيْع، وسُفيان بن عُيَيْنَة.

وعنه: جعفر بن طَرْخان، وأحمد بن عمر بن يونس، وجماعة.

قال ابن عديّ: روى البَوَاطيل.

302-

عَمْرو بن مَسْعدة بن سعيد بن صول3:

الأديب أبو الفضلٍ الصُّوليّ، أحد كُتَّاب المأمون البُلَغاء.

كان فصيحًا مُفَوَّهًا جوادًا مُمَدَّحًا.

تُوُفّي سنة عشرة بأذَنَة في خدمة المأمون.

قِيلَ: إنّه خلَّف ثمانين ألف ألف درهم، فرُفِع ذَلكَ إلى المأمون فقال: هذا لمن اتّصل بنا قليل، فَبَارك اللَّه لِوَرَثَته.

303-

عَمْرو بن منصور القيسيّ البصْريّ القدّاح4:

عن: هشام بن حسّان، وأبي هاشم الزَّعْفَرانيّ، وشُعْبة، ومبارك بن فضالة، وجماعة.

1 حديث ضعيف جدًّا: أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 74".

2 الجرح والتعديل "6/ 265"، ميزان الاعتدال "3/ 287".

3 سير أعلام النبلاء "10/ 181، 182".

4 التاريخ الكبير "6/ 376"، الجرح والتعديل "6/ 265"، الثقات لابن حبان "8/ 481"، التهذيب "8/ 106، 107".

ص: 188

وعنه: محمد بن عامر الثَّقفيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم، وأبو عبد الله البخاريّ في كتاب القراءة خلف الإمام، وآخرون.

تُوُفّي سنة خمس عشرة، ووثّقه ابن حِبّان.

304-

عَمْرُو بنُ هاشم البيروتي1 -ق- أبو هاشم:

عن: ابن عَجْلان إنْ صحّ، وعن: الأوزاعيّ، وعبد الله بن لَهِيعَة، والهَيْثَم بن حُمَيْدٍ، والهِقْل بن زياد، وجماعة.

وعنه: يوسف بن بحر قاضي حمص، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، ومحمد بن مسلم بن وَارَةَ، وأبو زُرْعة الرازيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وطائفة.

قال ابن وَارَةَ: كان قليل الحديث، وليس بذاك. كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعيّ.

وقال ابن عديّ ليس به بأس.

305-

عوف بن محلّم2. أبو المِنْهال الخُزاعيّ النّديم:

كان إخباريًا علامة، شاعرًا مجوِّدا. وكان عبد الله بن طاهر يقدّمه ويُكْرِمه. وكان أبوه طاهر لَا يكاد يفارق عَوْفًا.

وأصله من حَرّان، وهو القائل:

إن الثمانين وبلغتها

قد أحوجت سمعي إلى تَرْجُمان

وبدّلتني بالشَّطَاط3 انْحِناءة

وكنتُ كالصَّعْدة تحت السِّنان

ومنها:

فَقَرِّباني بأبي أنتما

من وَطَني قبل اصفرار البنان

وقبل منعاي إلى نسوةٍ

أوطانها حران والرقتان

1 الجرح والتعديل "6/ 268"، ميزان الاعتدال "3/ 290"، تهذيب التهذيب "8/ 112".

2 طبقات الشعراء لابن المعتز "185-193"، العقد الفريد "6/ 83، 110".

3 الشطاط: حسن القوام والاعتدال.

ص: 189

فأَذِن له عبد الله بن طاهر في السَّفر إلى أهله، فمات في الطّريق.

306-

عَوْنُ بن عمارة1 -ق:

أبو محمد العبدي البصري.

عن: حُمَيْد الطّويل، وبَهْز بن حكيم، وعبد الله بن عَوْن، وسُليمان التّميميّ، وهشام بن حسّان، وعبد الله بن المُثَنَّى الأنصاريّ.

وعنه: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف النَّيْسابوريّان، والحسن بن عليّ الخلال، وإسحاق بن سَيّار، والحارث بن أبي أسامة، وعبَّاس الدُّوريّ، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

قال أبو زُرْعة: مُنْكَر الحديث.

وقال البخاريّ: يُعْرف ويُنْكر.

وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه.

وقال ابن عدّي: يُكْتَب حديثُهُ.

وقال مُطَيِّن: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة.

307-

العلاء بن عبد الجبّار2:

أبو الحَسَن العطّار مولى الأنصار.

بصْريٌّ مشهور، سكن مكّة، وحدّث عن: الحمَّادَيْن، ومبارك بن فَضَالَةَ، وجَرِير بن حازم، ونافع بن عَمْرو، ووُهَيْب بن خالد، وطائفة.

وعنه: خ. وت. ق. عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عثمان الرّهاويّ، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن أَبِي مَسَرَّة، وعبد اللَّه بْن شَبِيب المدنيّ الإخباريّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وعليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الأزْديّ، وولده عبد الجبّار بْن العلاء، وبِشْر بْن موسى، وطائفة.

1 التاريخ الكبير "7/ 81"، الجرح والتعديل "6/ 388"، ميزان الاعتدال "3/ 306"، تهذيب التهذيب "8/ 173".

2 التاريخ الكبير "6/ 518"، الطبقات الكبرى "5/ 501"، الجرح والتعديل "6/ 358"، الثقات لابن حبان "8/ 513".

ص: 190

قال النَّسائيّ: ليس به بأس.

قلت: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة.

308-

العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري1 -ت. ق:

أبو الهذيل البصري.

عن: عُبَيْد الله بن عِكْراش، ومحمد بن إسماعيل بن طريح الثَّقفيّ، وغيرهما.

وعنه: محمد بن بشّار، وعمر بن شَبّة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وإسماعيل القاضي، وجماعة.

قال ابن حِبّان: لَا يعجبني الاحتجاج به.

وقال ابن قانع: مات سنة عشرين.

قلت: له حديث واحد في التِّرمِذيّ، وابن ماجة.

وكان معمرًا. وذاك الحديث وقع لنا عاليًا في "الغَيْلانّيات" وهو ثمانيّ لابن البخاريّ.

309-

العلاء بْن هلال بْن عُمَر بْن هلال بن أبي عطيّة2 -ن:

أبو محمد الباهلي الرقي.

عن: حمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش، وخَلَف بن خليفة، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وهُشَيْم، وطائفة.

وعنه: ابنه هلال بن العلاء، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن جَبَلَة الرّافقيّ، وحفص بن عمر سْنَجة، وأبو إسحاق الْجَوْزَجانيّ، وطائفة.

ضعفه أبو حاتم.

وقال النَّسائيّ: هلال بْن العلاء عَنْ أبيه، لَهُ غير حديث مُنْكَر فلا أدري أتى منه أو من أبيه.

1 التاريخ الكبير "6/ 513"، الجرح والتعديل "6/ 359"، المجروحين لابن حبان "2/ 183، 184"، التهذيب "2/ 93".

2 التاريخ الكبير "6/ 511"، الجرح والتعديل "6/ 361"، المجروحين لابن حبان "2/ 184"، التهذيب "8/ 193".

ص: 191

وقال هلال: وُلد أبي سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة.

310-

عيسى بن جعفر الرياحيّ الكوفيّ1:

قاضي الريّ.

روى عن: مِسْعر بن كُدَام، وسُفْيان الثَّوريّ، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم الرازي وقال: شيخ صالح صدوق، ومحمد بن عمّار الرازيّ، وغيرهما.

311-

عيسى بن دينار بن واقد2:

الفقيه أبو محمد الغافِقيّ، نزيل قُرْطُبة.

رحل وسمع من: عبد الرحمن بن القاسم وصحِبَه مدَّةً وعوّل عليه.

قَالَ ابن الفَرَضيّ: كانت الفُتْيا تدور عَلَيْهِ بالأندلس، ولا يتقدّمه أحد. وكان صالحًا ورِعًا، يرونه مُسْتَجَاب الدَّعْوة.

وكان محمد بْن وضّاح يَقُولُ: هو الذي علّم أهلَ الأندلس الفقه.

وقال محمد بْن عبد الملك بْن أعْيَن: كَانَ عيسى بْن دينار رافعة من يحيى بْن يحيى اللّيثيّ.

وقال أبان بْن عيسى بْن دينار: كَانَ أَبِي قد أجمع عَلَى تَرْك الفُتْيا بالرأي، وأحبّ الفُتْيا بما رُوِيَ من الحديث، فأعجلته المَنِيَّةُ عَنْ ذَلكَ.

تُوُفّي سنة اثنتي عشرة ومائتين، رحمه الله.

312-

عيسى بن زياد الرازيّ3:

عن: نُعَيْم بن مَيْسرة، وابن المبارك، ويعقوب القُمّيّ، وجماعة.

وعنه: أبو حاتم، وقال: صدوق.

1 الجرح والتعديل "6/ 273"، الثقات لابن حبان "8/ 492".

2 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "331".

3 الجرح والتعديل "6/ 276".

ص: 192

313-

عيسى بن صَبيح، وهو ابن أبي فاطمة1:

عن: زكريا بن سلّام، والثَّوريّ، ومالك، ويعقوب القُمّيّ، وطائفة.

وعنه: عليّ بن مَيْسَرة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم، وغيره: صدوق.

314-

عيسى بن المنذر السُّلَميّ الحمصيّ2 -م:

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد، وجماعة.

وعنه: ابنه موسى بن عيسى، وإسحاق الكَوْسَج، وابن وَارَةَ.

315-

عيسى بن المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر3:

القاضي أبو الفضل التَّيْميّ المدنيّ الأصل، المصريّ.

وُلّي قضاء، مصر سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان يتنكّر باللّيل ويكشف أخبار الشُّهُود. ولما قدِم المعتصم مصر عزله سنة أربع عشرة، وأقامه للناس، وأخذه معه إلى بغداد فمات بها في السجن.

وقد روى عن: أبيه وغيره. وله بمصر دار كبيرة.

316-

عيسى بن موسى الأنصاريّ4:

أبو عَمْرو.

عن: ابن عون، وشعبة.

وعنه: أبو حاتم، ووثّقهُ.

"حرف الغين":

317-

غسان بن المفضّل الغلابي البصري5:

1 الجرح والتعديل "6/ 279".

2 الثقات لابن حبان "8/ 494"، تهذيب التهذيب "8/ 232".

3 كتاب الولاة والقضاة للكندي "184، 428، 433".

4 الجرح والتعديل "6/ 286".

5 الطبقات الكبرى "7/ 349"، الجرح والتعديل "7/ 52"، الثقات لابن حبان "9/ ".

ص: 193

نزل بغداد، وحدّث بها عن: نُعَيْم بن سليمان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وسفيان بن عيينة.

وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي، وإسحاق الحربي، ومحمد بن غالب التمتام، وآخرون.

وثقه الدارقطني، وغيره.

ومات كهلا سنة تسع عشرة.

وكان عاقلا لبيبا.

"حرف الفاء":

318-

فتح بن سعيد الموصلي1:

أبو نصر الزاهد، أحد سادات مشايخ الصوفية.

له أحوال ومقامات. يقال: إنه كان يتقوت بفلس نخالة.

وورد أنّه رَأَى صبيَّيْن، مَعَ ذَا كسرةٌ عليها كامخ، ومع الآخر كسرةٌ عليها عَسَل. فقال صاحب الكامخ: أطْعِمْنِي من عسلك.

قَالَ: إنْ صِرت لي كلبًا أطعمتُك.

قَالَ: نعم.

فجعل في عُنُقه حبلًا وقال: انبح.

قَالَ فتح: لو قنعتَ بكامخك ما صرت لَهُ كلبًا. ثم قَالَ: هكذا الدُّنيا.

وكان فتح قد سَمِعَ الحديث: من عيسى بْن يونس. وقدِم بغداد زائرًا لِبشْر الحافي، فأضافه بنصف درهم خُبْزًا وتمرًا.

وهو فتح الصغير.

تُوُفّي سنة عشرين.

وأمّا الكبير، فهو فتح المَوْصِليّ المُتَوَفَّى سنة سبعين ومائة.

رحمهما الله.

1 حلية الأولياء "8/ 292-294"، سير أعلام النبلاء "10/ 483، 484".

ص: 194

319-

فُدَيْك بن سليمان1. أبو عيسى القَيْسرانيّ العابد:

روى عن: الأوزاعيّ، ومحمد بن سُوقَة.

وعنه: البخاري في خبر رفع اليدين، وأحمد بن الفُرات، وعَمْرو بن ثور الحذاميّ، وجماعة.

وقال محمد بن يحيى الذُّهَليّ: كان من العُبّاد.

قلت: وقع لنا حديثه بعلوٍ.

320-

الفضل بن خالد2. أبو مُعاذ المَرْوَزِيّ النَّحْويّ:

عن: سُليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وغيرهما.

وعنه: أيّوب بن الحَسَن، وعليُّ بن الحَسَن الأفطس.

تُوُفّي سنة إحدى عشرة.

ورّخه البخاريّ، وترجمه الحاكم ولم يُضَعِّفْه.

وقال ابن أبي حاتم: روى عنه محمد بن شقيق، وعبد العزيز بن مُنيب.

321-

الفضل بن دُكَيْن3:

الإمام أبو نُعَيْم. واسم أبيه عَمْرو بن حمّاد بن زُهَيْر بن دِرْهم التَّيْميّ الطّلحيّ. مولاهم الكوفيّ المُلائيّ الأحول.

شَرِيك عبد السّلام بْن حرب، وكانا في دكانٍ واحد يبيعان المُلاء.

سمع: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن مسلم العبْديّ، وجعفر بن بُرْقان، وأبا خَلدة خالد بن دينار، وسيف بن سليمان المكّيّ، وعمر بن ذَرّ، وفِطْر بن خليفة، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومسعر بن كدام، وموسى بن علي بن رباح، ويونس بن أبي إسحاق، وشُعْبَة، والثَّوريّ، وخلقًا كثيرًا.

1 التاريخ الكبير "7/ 136"، الجرح والتعديل "7/ 98"، الثقات لابن حبان "9/ 3"، تهذيب التهذيب "8/ 257".

2 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 122"، الجرح والتعديل "7/ 61"، الثقات لابن حبان "9/ 5".

3 الطبقات الكبرى "6/ 400"، الجرح والتعديل "7/ 61، 62"، الثقات لابن حبان "7/ 319"، سير أعلام النبلاء "10/ 142-157"، تهذيب التهذيب "8/ 270، 276".

ص: 195

وعنه: خ. وع. عن رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، والدَّارميّ، وعبْد، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الدّمشقي، ومحمد بْن سَنْجَر الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن جعفر القَتَّات، ومحمد بْن الحَسَن بْن سَمَاعة، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وخلْق كثير.

وقد روى عنه: عبد الله بن المبارك مع تقدُّمه.

قَالَ أبو حاتم: قَالَ أبو نُعَيْم: شاركتُ الثوَّريّ في أربعين أو خمسين شيخًا.

وأمّا حنبل بْن إسحاق فقال: قَالَ أبو نُعَيم: كتبت عن نيفٍ ومائة شيخ ممن كتب عنهم سفيان.

وقال محمد بن عبدة بن سليمان: كنت مع أبي نعيم، فقال لَهُ أصحاب الحديث: يا أبا نعيم، إنما حملت عَنِ الأعمش هذه الأحاديث.

فقال: وَمَن كنت أَنَا عند الأعمش؟ كنت قِرْدًا بلا ذَنَب.

وقال صالح بْن أحمد بْن حنبل: قلت لأبي: وكيع، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟ قَالَ: يجيء حديثه عَلَى النصف من هَؤُلّاءِ إلّا أنّه كيّس يَتحرَّى الصِّدق.

قلت: فأبو نُعَيْم أثْبَتُ أو وكيع؟ قَالَ: أبو نُعَيْم أقلُّ خَطَأً.

وقال حنبل: سُئِل أبو عبد الله فقال: أبو نُعَيْم أعلم بالشيوخ وأنسابهم، وبالرجال، ووكيع أفقه.

وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يَقُولُ: هُوَ أثبت من وكيع.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ ابيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.

وقال أحمد بْن الحسن التِّرْمِذِيّ: سمعتُ أبا عبد الله يَقُولُ: إذا مات أبو نُعَيْم صار كتابُه إمامًا. إذا اختلف النّاس في شيءٍ فزِعوا إِلَيْهِ.

وقال أبو زُرْعة الدِّمشقي: سَمِعْتُ يحيى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت أثبت من رجُلَين: أبو نُعَيْم، وعفّان.

ص: 196

وسمعت أحمد بْن صالح يَقُولُ: ما رَأَيْت محدّثًا أصدق من أَبِيّ نُعَيْم.

وقال يعقوب الفَسَويّ: أجمعَ أصحابنا أنّ أبا نُعَيْم كَانَ غايةً في الإتقان.

وقال أبو حاتم: كَانَ حافظًا مُتْقِنًا، لم أرَ من المحدّثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظٍ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثَّوريّ.

وكان أبو نُعَيْم يحفظ حديث الثَّوريّ حفظًا جيدًا، وهو ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث، ويحفظ حديث مسعر وهو خمسمائة حديث. وكان لَا يُلقّن.

وقال الرَّماديّ: خرجت مَعَ أحمد وابن مَعِين إلى عبد الرّزّاق خادمًا لهما إلى الكوفة. قَالَ يحيى: أريد أن أختبر أبا نُعَيْم.

فقال أحمد: لَا تريد، الرجل ثقة.

فقال يحيى: لَا بُدَّ لي.

فأخذ ورقةً فكتب فيها ثلاثين حديثًا، وجعل عَلَى رأس كلّ عشرة منها حديثًا لَيْسَ من حديثه. ثم جاءوا إلى أَبِي نُعَيْم، فخرج وجلس عَلَى دُكّان طين، وأخذ أحمد فأجلسه على يمينه، وأخذ يحيى فأجلسه عَنْ يساره. ثم جلست أسفل الدُّكّان. ثم أخرج يحيى الطَّبَق، فقرأ عَلَيْهِ عشرة أحاديث، فلمّا قرأ الحادي عشر قَالَ أبو نُعَيْم: لَيْسَ هذا من حديثي، فاضْرِبْ عَلَيْهِ. ثم قرأ العشر الثاني، وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني، فقال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثمّ قرأ العشر الثالث، وقرأ الحديث الثالث، فتغيّر أبو نُعَيْم وانقلبت عيناه، ثم أقبل عَلَى يحيى، فقال: أمّا هذا، وذراع أحمد بيده، فأورع من أن يعمل مثلَ هذا.

وأمّا هذا، يُريدني، فأقلّ من أن يفعل ذَلكَ. ولكن هذا من فِعْلك يا فاعل. ثم أخرج رِجْلَه فرفس يحيى بْن مَعِين، فرمى بِهِ من الدّكّان، وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى: ألم أَمْنَعْك من الرجل وأَقُلْ لك: أنّه ثبتٌ؟ قَالَ: واللهِ لَرَفْسَتُه لي أحبُّ إليّ من سَفْرَتي1.

وقال محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء: كنّا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير.

1 أخرجه الخطيب في تاريخه "12/ 353، 354".

ص: 197

وقال أحمد بْن مُلاعِب: حدّثني ثقة، قَالَ: قَالَ أبو نُعَيْم: ما كَتَبت عليَّ الحَفَظَة أنّي سَبَبْتُ معاوية.

وقال محمد بْن أبان: سَمِعْتُ يحيى القطّان يَقُولُ: إذا وافقني هذا الرجل ما باليتُ مَن خالفني.

وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو نُعَيْم نزاحم بِهِ ابن عُيَيْنَة.

وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: شيخان كَانَ النّاس يتكلّمون فيهما ويذكرونهما، وكنّا نَلْقى من الناس في أمرهما ما اللَّهُ بِهِ عليم. قاما لِلَّه بأمرٍ لم يقم بِهِ كبيرُ أحد: عفّان وأبو نُعَيْم.

وقال أبو العبّاس محمد بْن إسحاق الثَّقفيّ: عَنِ الكُدَيْميّ: لما أُدْخِل أبو نُعَيْم عَلَى الوالي ليمتحنه، وثَمّ أحمد بْن يونس، وأبو غسّان، وغيرهما. فأَوَّلُ من امتُحِن فلانٌ فأجاب، ثم عطف عَلَى أَبِي نُعَيْم فقال: قد أجاب هذا. ما تَقُولُ؟ فقال: واللَّهِ ما زلتُ أَتّهم جَدَّه بالزَّنْدَقة. ولقد أخبرني يونس بْن بُكَيْر أنّه سَمِعَ جدَّ هذا يَقُولُ: لَا بأس أن ترمي الْجَمْرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمَن دُونَه يقولون: القرآن كلام اللَّه. وعُنُقي أهون عليّ من زِرّي هذا.

فقام إِلَيْهِ أحمد بْن يونس فقبّل رأسه، وكان بينهما شَحْناء، وقال: جزاك اللَّه من شيخٍ خيرًا.

روى أحمد بْن الحَسَن التِّرمِذيّ، وغيره، عَنْ أَبِي نُعَيْم قَالَ: القرآن كلام اللَّه لَيْسَ بمخلوق1.

وقال صاحب "مرآة الزَّمان": قَالَ عبد الصَّمد بْن المهتدي: لما دخل المأمون بغداد، نادى بتَرْك الأمر بالمعروف وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر وذلك؛ لأنّ الشيوخ بقوا يَضْرِبُون ويَحْبِسون، فنهاهم المأمون. وقال: قد اجتمع النّاس عَلَى إمامٍ، فمرّ أبو نُعَيْم فرأى جنديًا وقد أدخل يده بين فخذي امرأةٍ، فنهاه بعُنْف، فحمله إلى الوالي، فحمله الوالي إلى المأمون.

1 أخرجه الخطيب في تاريخه "12/ 349".

ص: 198

قَالَ: فأُدخِلتُ عَلَيْهِ بُكْرةً وهو يُسَبّح، فقال: توضّأ. فتوضّأت ثلاثًا ثلاثًا، عَلَى ما روى عبْد خيرٍ، عَنْ عليّ. فقال: ما تَقُولُ في رَجُل مات عَنْ أبَوَيْن؟ فقلت: للأُمّ الثلُث والباقي للأب.

قَالَ: فإنْ خلّف أبَوَيْه وأخاه؟ قلت: المسألة بحالها، وسقط الأخ.

قَالَ: فإنْ خلَّف أبَوَيْن وأَخَوَيْن؟ قلت: للأمّ السُّدُس، وما بقي للأب.

فقال: في قول النّاس كلّهم؟ قلت: لَا، إنّ جدّك ابن عبّاس ما حجب الأمّ عَنِ الثُّلث إلّا بثلاثة إخوة.

فقال: يا هذا مَن نهى مثلَكَ عَنْ أن يأمر بالمعروف ويَنْهَى عَنِ المُنْكَر؟ إنّما نهينا أقوامًا يجعلون المعروف مُنْكَرًا. ثم خرجت.

وقال أبو بَكْر المَرُّوذِيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: إنّما رفع اللَّه عفّان وأبو نُعَيْم بالصِّدق حين نُوّه بذِكْرهما.

وقال أبو عُبَيْد الآجُرِّيّ: قلت لأبي داود: كَانَ أبو نُعَيْم حافظًا؟ قَالَ: جدًّا.

وقال هارون بن حاتم: سألت أبا نُعَيْم: متى وُلِدْت؟ قال: سنة تسعٍ وعشرين ومائة.

وقال أحمد بن مُلاعب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين ومائة.

قلت: ومات شهيدًا، فإنّه طُعِن في عُنقه وحصل له ورشكين.

وقال يعقوب بن شَيْبة، عن بعض أصحابه: إن أبا نُعَيْم مات بالكوفة ليلة الثُّلاثاء لانسلاخ شَعبان سنة تسع عشرة.

وقال غيره: مات في رمضان، ولا مُنَافَاةَ بين القَوْلَين، فإنّ مُطَيِّنًا رأَى أبا نُعَيم وخاطَبَه، وقال: مات يوم الشَّكّ من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المُثَنَّى فخالف الجمهور وقال: مات سنة ثمان عشرة في آخرها.

وقال بِشْر بْن عبد الواحد: رَأَيْت أبا نُعَيْم في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ يعني فيما كَانَ يأخذ عَلَى الحديث.

قَالَ: نظر القاضي في أمري، فوجدني ذا عيالٍ فعفا عني.

ص: 199

وقال عليّ بْن خَشْرَم: سَمِعْتُ أبا نُعَيم يَقُولُ: يلومونني عَلَى الأخذ، وفي بيتي ثلاثة عشر، وما في بيتي رغيف.

قلت: كَانَ بين الفخر عليّ بْن البخاريّ وبين أَبِي نُعَيْم خمسةُ أنفس في عدّة أحاديث. وهو أجل شيخ للبخاري.

322-

الفضل بن الموفق1 -ق:

أبو الجهم الكوفي. ابن عَمّة سُفْيان بن عُيَيْنَة.

سمع: فُضَيْل بن مرزوق، ومِسْعَر بن كُدَام، وسُفْيان الثُّوريّ.

وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سَيَّار النَّصِيبيّ، وأبو أُمَيّة الطَّرَسوسيّ.

ضعفّه أبو حاتم، وغيره. وليس بالمتروك.

323-

فَهْد بن عوف2:

أبو ربيعة القُطَعيّ، واسمه زيد، ولَقَبُهُ فهد.

روى عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، ووُهَيْب، وأبي عَوَانَة، وشَرِيك وطائفة.

وعنه: أبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن الْجُنَيْد، وآخرون.

تركه الفلّاس، ومسلم.

وقال أبو حاتم: ما رأيت بالبصرة أَكْيَس ولا أحلى من أبي ربيعة.

قِيلَ لَهُ: فما تَقُولُ فيه؟ قال: يُعْرف ويُنْكَر.

وقال أبو زُرْعة: اتهم بسَرِقَة حديثَين.

قلت: تُوُفّي في المحرَّم سنة تسع عشرة ومائتين.

324-

فيض بن الفضل3 أبو محمد البجلي الكوفي:

1 التاريخ الكبير "7/ 118"، الجرح والتعديل "7/ 68"، الثقات لابن حبان "9/ 6"، التهذيب "8/ 287، 288".

2 التاريخ الكبير "3/ 404"، الجرح والتعديل "3/ 570"، الثقات لابن حبان "9/ 13"، الميزان "3/ 366".

3 التاريخ الكبير "7/ 140"، الجرح والتعديل "7/ 88"، الثقات لابن حبان "9/ 12".

ص: 200

عن: مِسْعَر، ومالك بن مِغْوَلٍ، وعمر بن ذَرّ.

وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل، والفضل بن يوسف القُطْبانيّ، وغيرهم.

325-

الفيض بن إسحاق1:

أبو يزيد الرَّقّي، خادم الفُضَيْل بن عِياض.

سمع: الفُضَيْل، ومحمد بن عبد الله بن عُبَيد المُحْرِم.

وعنه: محمد بن غالب بن سعيد الأنطاكيّ، وعبد الله بن الربيع الرَّقّي، وهلال بن العلاء.

"حرف القاف":

326-

القاسم بن كثير القُرَشيّ2 -ت. ن:

مولاهم المصريّ، قاضي الإسكندريّة.

روى عن: أبي غسّان محمد بن مُطَرِّف، واللَّيْث بن سعد.

وعنه: أبو محمد الدَّارميّ، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويزيد بن سِنان البصْريّ، وآخرون.

قَالَ النَّسائيّ: ثقة.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ ابْنُ يونس: يقال: إنه من أهلِ العراق، وهو عندي مصريّ.

وكان رَجُلا صَالِحًا.

تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ ومائتين.

327-

قالون المقرئ3 صاحب نافع بن أبي نعيم:

1 الطبقات الكبرى "7/ 486"، التاريخ الكبير "7/ 139، 140"، الجرح والتعديل "7/ 88"، الثقات لابن حبان "9/ 12".

2 الجرح والتعديل "7/ 118"، تهذيب التهذيب "8/ 330، 331".

3 الجرح والتعديل "6/ 290"، سير أعلام النبلاء "10/ 326، 327" ميزان الاعتدال "3/ 327".

ص: 201

واسم قالون عيسى بن مِينَا بن وَرْدَان بن عيسى الزُّرَقّي، مولى الزُّهْريّين.

أبو موسى المدنّي النَّحْويّ، معلّم العربّية. يقال: إنه ربيب نافع، وهو الذي لقّبه قالون بجَوْدة قراءته.

وقالون معناه جيّد، وهي لفظة رومّية.

حدّث عن شيخه نافع، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن أبي الزَّناد، وغيرهم.

وعنه: أبو زُرْعة الرازيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل، وإسماعيل القاضي، وموسى بن إسحاق القاضي، وجماعة.

وقرأ عَلَيْهِ القرآن طائفة كبيرة، منهم: ابنه أحمد، وأحمد بْن يزيد الحُلْوانيّ، وأبو نَشِيط محمد بْن هارون، وأحمد بْن صالح المصريّ الحافظ.

وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز. ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وطال عُمره، وبَعُد صِيتُهُ.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ عليَّ بْن الحَسَن الهِسِنْجانيّ يَقُولُ: كَانَ قالون شديد الصَّمَم. فلو رَفَعت صوتك حتّى لَا غاية، لَا يسمع، فكان ينظر إلى شَفَتَيِ القارئ فيردّ عَلَيْهِ اللَّحن والخطأ.

وقال عثمان بن خرزاد الحافظ: ثنا قالون قال: قَالَ لي نافع: كم تقرأ عليّ، اجلس إلي أسطوانة حتّى أُرسل إليك.

وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: عرض أيضًا عَلَى عيسى بْن وَرْدان الحَذّاء.

روى القراءة عَنْهُ: ابناه أحمد وإبراهيم، والحُلْوانيّ، وأحمد بْن صالح، ومحمد بْن عبد الحَكَم القطْريّ، وعثمان بْن خُرَّزاد، ثم سمّى جماعة.

قلتُ: تُوُفّي قالون سنة عشرين ومائتين، ورّخه غير واحد، وعاش نيِّفًا وثمانين سنة.

وغلط من قال: تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين غَلَطًا بيِّنًا.

ص: 202

328-

قَبِيصَةُ بنُ عُقْبة بن محمد بن سُفيان بن عقبة1 -ع:

أبو عامر السوائي الكوفي.

عن: شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وورقاء، وطبقتهم.

وعن أكبر منهم كعيسى بن طَهْمان، وفِطْر بن خليفة، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومِسْعَر، وعاصم بن محمد العُمَرِيّ.

وعنه: خ. وم. ع عَنْ رجلٍ عَنْهُ، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن إسحاق الصَّغانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهاويّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وحفص بْن عُمر سَنْجَة، وخلْق.

قال حنبل: قال أبو عبد الله: كان قبيصة كثير الغلظ، وكان رجلًا صالحًا ثقة، لَا بأس به. وأيّ شيء لم يكن عنده، يعني أنّه كثير الحديث.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت أبي يذكر أبا حُذَيْفة، فقال: قَبِيصة أثبت منه جدًا، يعني في سُفْيان.

وقال ابن مَعِين: قَبِيصة ثقة في كل شيء، إلا في حديث سُفيان، ليس بذاك القويّ. فإنّه سمع منه وهو صغير.

وقال يعقوب الفَسَويّ: سَمِعْتُ قَبِيصة يَقُولُ: صلَّيت بسُفْيان الفريضة.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: لو حدَّثنا قَبِيصة، عَنِ النَّخَعيّ لَقَبِلْنا منه.

وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة عَنْ قَبِيصة، وأبي نُعَيْم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم أتقن الرجلين.

وقال أبو حاتم: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحدٍ لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثَّوريّ، وسوى يحيى الحِمّانيّ في حديث شَرِيك، وعليّ بْن الْجَعْد في حديثه.

وقال إسحاق بْن سيّار النَّصِيبيّ: ما رأيت من الشيوخ أحفظ من قبيصة.

1 الطبقات الكبرى "6/ 403"، التاريخ الكبير "7/ 177"، الجرح والتعديل "7/ 126، 127"، الثقات لابن حبان "9/ 21"، ميزان الاعتدال "3/ 383، 384"، تهذيب التهذيب "8/ 347-349".

ص: 203

وكان هنّاد بْن السَّرِيّ صالحًا كثير البكاء. فإذا ذكر قَبِيصة قَالَ: الرجل الصّالح. وتّدْمَع عيناه.

وقال جعفر بْن حَمْدُوَيْه: كنّا عَلَى باب قَبِيصة ومعنا دُلَف بْن أَبِي دُلَف، ومعه الخادم يكتب الحديث. فصار إلى باب قَبِيصة، فدقّ عَلَيْهِ فأبطأ، فعاوَدَه الخادم وقال: ابن ملك الجبل عَلَى الباب، وأنت لَا تخرج إِلَيْهِ؟ فخرج وفي طرف إزاره كسْرة من الخُبْز. فقال: رجلٌ قد رضي من الدّنيا بهذا، ما يصنع بابن الجبل؟ واللَّهِ لَا حدّثْتُهُ. فلم يحدِّثْه.

وقال هارون الحمّال: سمعته يقول: جالست الثوري وأنا ابن ستّ عشرة سنة ثلاث سِنِين.

قال مطين، وغيره: مات في صفر سنة خمس عشرة، رحمه الله.

329-

قَحْطَبَة بن غُدانة1:

أبو مَعْمَر الْجُشَميّ البصْريّ.

عن: هشام الدَّسْتُوَائيّ، وسعيد بن أبي عَرُوبة.

سمع منه أبو حاتم، وقال: صَدُوق.

330-

قُدَامةُ بنُ محمد بن قُدَامة بن خَشْرم الأشجعيّ المدنيّ2 -ن:

عن: إسماعيل بن شيبة الطائفي، وداود بن المغيرة، ومَخْرَمَة بن بُكَيْر.

وعنه: أحمد بن صالح الحافظ، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن سَعْد المعوقيّ، وآخرون.

331-

قَرَعُوسُ بن العّباس بن قَرعوس بن عُبَيد بن منصور الثَّقفيّ الأندلسيّ3:

الفقيه صاحب مالك.

1 الجرح والتعديل "7/ 149".

2 التاريخ الكبير"7/ 179"، الجرح والتعديل "7/ 129"، تهذيب التهذيب "8/ 365".

3 تاريخ علماء الأندلس "372، 373"، لسان الميزان "4/ 473".

ص: 204

كان إمامًا صالحًا دينًا كبير القدر على الإسناد.

رحل وأخذ عن: ابن جريج. قال ابن يونس: وفي ذلك نظر.

وأخذ عن سُفيان الثَّوريّ، ومالك، واللَّيث، ثم غلب عليه الفقه واشتهر به، وكان يروي "الموطأ" عن مالك.

حمل عنه: أصبغ بن الخليل، وعثمان بن أيّوب، وغير واحد.

وقال ابن الفَرَضيّ: كان فقيهًا لَا عِلم له بالحديث.

قال: كان ديِّنًا ورِعًا فاضلًا.

مات سنة عشرين بالأندلس.

332-

قُطْبةُ بن العلاء بن المِنْهال1:

أبو سُفْيان الغَنَويّ الكوفيّ.

روى عن: أبيه، وسُفْيان الثَّوريّ.

وعنه: عليّ بن حرب، وأحمد بن يوسف السّلميّ، ويعقوب الفَسَويّ، وجماعة.

قَالَ البخاريّ: فِيهِ نظر.

وقال النَّسائيّ، وغيره: ضعيف.

333-

قيسُ بن محمد بن عِمران الكِنْديّ2:

عن: عُفَير بن مَعْدان، وغيره.

وعنه: العبّاس الرّياشيّ، وأبو حاتم، وجماعة.

وُثّق.

"حرف الكاف":

334-

كثيّر بن إياس الدولي المصري:

1 التاريخ الكبير "7/ 191"، الجرح والتعديل "7/ 141، 142"، ميزان الاعتدال "3/ 390".

2 الجرح والتعديل "7/ 104"، الثقات لابن حبان "9/ 15"، تهذيب التهذيب "8/ 402".

ص: 205

عن: اللّيث، ونافع بن يزيد، ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ.

ذكره ابن يونس.

تُوُفي سنة تسع عشرة ومائتين.

335-

كعب بن خُرَيْم المُرّيّ الدّمشقيّ1 أبو حارثة:

عن: يحيى بن حمزة، ومحمد بن حرب، وجماعة.

وعنه: ابنه أحمد، ودُحَيْم، وأبو حاتم الرازيّ.

قال دُحَيْم: شيخ صالح.

336-

كلثوم بن عَمْرو2:

أبو عَمْرو العتّابيّ الأديب الشاعر الإخباريّ.

كان خطيبًا بليغًا فصيحًا مُفَوَّهًا، مدح الرشيد والمأمون. كان يتزهّد ويتصوف ويقلّ من السلطان.

وقد قَالَ مرّة للمأمون: يدُك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. وإنه لَا دِين إلّا بك، ولا دُنيا إلّا معك.

ومن شعره:

ألا قد نُكّس الدَّهرُ

فأضحى حُلْوُهُ مُرًّا

وقد جرّبت من فيه

فلم أَحْمَدْهُم طُرًّا

فالزِمْ نفسَك الياسَ

من النّاس تَعِشْ حُرّا

وقال الرِّياشيّ: قَالَ مالك بْن طَوْق للعَتّابيّ: يا أبا عَمْرو رأيتك كلّمتُ فلانًا فأطَلْت كلامك.

قَالَ: نعم. كانت معي حَيْرَةُ الدّاخل، وفِكْرَةُ صاحبِ الحاجة، وذُلُّ المسألة، وخوف الرد مع شدة الطمع.

1 الجرح والتعديل: "7/ 163".

2 تاريخ الطبري "8/ 663"، الأغاني "13/ 107"، تاريخ بغداد "488-492".

ص: 206

"حرف اللام":

337-

الليث بن عاصم1 -د. ت:

أبو زرارة القتباني المصري.

روى عن: ابن عَجْلان، وابن جُرَيْج، وغيرهما.

وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وحفيده ياسين بن عبد الأحد القِتْبانيّ.

وكان صالحًا عابدًا، مُعَمَّرًا، نيَّف عَلَى التّسعين.

ومات سنة إحدى عشرة في صَفَر.

وهو لَيْث بن عاصم بن كُلَيْب بن خِيار بن خيْر بن أسعد بن ناشرة.

وقال ابن أبي حاتم: ليث بن عاصم أبو زُرَارة القِتْبانيّ.

روى عن: أبي قَبِيل، وأبي الخير الْجَيْشَانيّ.

وعنه: ابن وهْب، وأبو شَريك يحيى بن يزيد المصريّ، وأبو الطّاهر بن السَّرْح.

قلت: فهذا الَّذِي ذكره ابن أَبِي حاتم آخر أكبر من صاحب التّرجمة، وهذا عجيب.

وأمّا شيخنا المِزِّيّ فخلط الترجمتين، أعني الّذي ذكره ابن أَبِي حاتم بلَيْث بْن عاصم بْن العلاء الخَوْلانيّ الحُداديّ بالضَّمّ والتّخفيف. والظاهر أنّهما واحد، وَهِمَ ابن أَبِي حاتم في نِسْبَته وكنيته.

مات قبل ابن وهْب.

"حرف الميم":

338-

محمد بن أسعد التغلبيّ2:

أبو سعيد المكّيّ ثم المِصِّيصيّ.

1 الجرح والتعديل "7/ 181"، الثقات لابن حبان "9/ 29"، تهذيب التهذيب "8/ 468، 469".

2 الجرح والتعديل "7/ 208"، الثقات لابن حبان "9/ 68"، ميزان الاعتدال "3/ 480"، التهذيب "9/ 46، 47".

ص: 207

عن: زُهَير بن معاوية، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وعَبْثَرِ بن القاسم، وابن المبارك.

وعنه: عبد الله الدَّارميّ، ومحمد بن المُثَنَّى المصريّ، وإسحاق الكَوْسج، وأحمد بن حازم بن أبي غَرَزَة، ومحمد بن أحمد بن الْجُنَيْد الدّقّاق، وآخرون.

قال أبو زُرْعة: منكر الحديث.

339-

محمد بن أعين1 -ت:

أبو الوزير المروزي خادم ابن المبارك، ووصيه.

عنه، وعن: ابن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، وغيرهم.

وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهَوَيْه، ومحمد بن عَبْد العزيز بْن أَبِي رَزْمة، وأحمد بن عَبْدة الآمُليّ، وأحمد بن منصور زاج، وآخرون.

قال محمد بن عبد الله بن قُهْزاد: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.

340-

محمد بن بكّار بن بلال2 -د. ت. ت:

أبو عبد الله العاملي الدمشقي، قاضي دمشق.

عن: محمد بن راشد المكحولّي، وسعيد بن بشير، وموسى بن عليّ بن رباح، وسعيد بن عبد العزيز، واللَّيث بن سَعْد، وجماعة.

وعنه: ابناه هارون والحَسَن، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، والهيثم بن مروان العبْسيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة.

وذكره أبو زُرْعة في أهل الفتوى بدمشق.

وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بمكة، وقال: هو صدوق.

وقال ابنه: تُوُفّي سنة ستّ عشرة ومائتين، ووُلِد سنة اثنتين وأربعين ومائة.

1 التاريخ الكبير "1/ 41"، الجرح والتعديل "7/ 207"، الثقات لابن حبان "9/ 65"، التهذيب "9/ 66".

2 الطبقات الكبرى "7/ 347"، التاريخ الكبير "1/ 44"، الجرح والتعديل "7/ 211"، التهذيب "9/ 74، 75".

ص: 208

- أمّا محمد بْن بكّار الرّيّان: فمن أقرانه، لكنه تأخر عنه.

341-

محمد بن بلال1 -د. ت:

أبو عبد الله الكندي البصري التمار.

عن: همام بن يحيى، وعمران القطّان، وعبد الحَكَم القَسْملّيّ، وحرب بن ميمون الأنصاريّ.

وعنه: أحمد بن سِنان، وأحمد بن الأزهر، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَالْبُخَارِيُّ في كتاب "الأدب"، وعثمان بن طالوت، والكُدْيميّ، وجماعة.

قال أبو داود: ما سمعت إلا خيرًا.

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

وهو معرَّف عن عِمران القطّان.

342-

محمد بن الحسن بن زَبَالَة المخزوميّ2 -د. ق:

مولاهم أبو الحسن المدنّي، أحد الضُّعفاء.

روى عن: أسامة بن زيد بن أسلم، ومالك، وسليمان بن بلال، والدَّراورديّ، وخلْق كثير من أهل المدينة ضعفاء ومَجَاهيل.

وعنه: أحمد بن صالح المصريّ، وأبو خَيْثَمة، وهارون الحمّال، والزُّبَير بْن بكّار، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بن أبي مَسَرَّة، وآخرون.

رماه ابن مَعِين بالكذب.

وقال أحمد بْن صالح: كتبت عَنْهُ مائة ألف حديث، ثم تبين لي أنّه كَانَ يضع الحديث فتركته. وما رَأَيْت أحدًا أعلم بالمغازي والأنساب منه.

وقال أبو داود: كذاب.

1 التاريخ الكبير "1/ 43"، الجرح والتعديل "7/ 210"، الثقات لابن حبان "9/ 60"، التهذيب "9/ 82".

2 التاريخ الكبير "1/ 67"، الجرح والتعديل "7/ 227، 228"، المجروحين لابن حبان "2/ 274"، التهذيب "9/ 115".

ص: 209

وقال النَّسائيّ: متروك.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَنْكَرَ مَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"افْتُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَافْتُتِحَتِ المَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ"1.

قُلْتُ: كَانَ إِخْبَاريًّا عَلَامَةً، أَكْثَرَ عَنْهُ الزُّبَيْرُ.

وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَقَالَ: لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ.

343-

محمد بن حُمَيَد الطّوسيّ الأمير2:

كان مقدم الجيش الذين حاربوا بابك الخرمي، فقُتِل إلى رحمة الله وعفّوه، فوُلّي بعده على الجيوش عليّ بن هشام، إلى أن قُتِل أيضًا في قتال الخُرَّميّة سنة سبْع عشرة.

وكان مَقْتَل محمد في سنة أربع عشرة.

344-

محمد بن خالد بن عَثْمَة الحنفيّ البصْريّ3 -ع:

وعَثْمَة هي أمّه.

روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة.

عنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون.

قال أبو حاتم: صالح الحديث.

ذكره عبد الرحمن بن منده فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين.

345-

محمد بن أبي الخصيب الأنطاكيّ4:

عن: مالك بن أنس، وابن لَهِيعَة.

وثّقه الخطيب.

وعنه: إبراهيم الحربيّ، وتَمْتَام، وجماعة.

تُوُفّي سنة ثمان عشرة، وكان صَدُوقًا.

1 حديث موضوع: أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 58"، وفيه صاحب الترجمة وهو كذاب.

2 تاريخ الطبري "8/ 619، 622"، الكامل في التاريخ "6/ 404، 407، 412، 413".

3 تقدمت ترجمته في الجزء السابق برقم "325".

4 تاريخ بغداد "5/ 249، 250".

ص: 210

346-

محمد بن رويز بن لاحق1:

شيخ بصري.

يروي عن: شُعْبة، وجماعة وعنه: حاتم بن اللَّيث، ومحمد بن سليمان الباغَنْديّ، وأبو حاتم، وقال: صَدُوق.

347-

محمد بن زُرْعة الرعيني2:

روى عن: الوليد بن مسلم، وابن شُعَيْب، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيّ.

ثقة، حافظ، من أصحاب الوليد.

تُوُفّي سنة ستّ عشرة.

348-

محمد بن زياد3:

أبو إسحاق المقدسيّ.

عن: إبراهيم بن أبي علبة، وأبي المُرَجَّى المُوَقّريّ.

وعنه: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي.

قال أبو حاتم: صالح، لم يقدر لي أن أكتبَ عنه.

349-

محمد بن سعيد بن سابق الرازيّ4 -د:

نزيل قزوين.

روى عن: أبيه، وأبي جعفر الرازيّ، وزُهير بن معاوية، وعمرو بن أبي قيس، وطائفة.

1 الجرح والتعديل "7/ 254".

2 الثقات لابن حبان "9/ 79، 80"، المعرفة والتاريخ للفسوي "1/ 115".

3 الجرح والتعديل "7/ 258".

4 التاريخ الكبير "1/ 96"، الجرح والتعديل "7/ 265"، الثقات لابن حبان "9/ 62"، التهذيب "9/ 187".

ص: 211

وعنه: أحمد بن أبي سُرَيْج، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، ويحيى بن عبدك، ومحمد بن أيّوب الرّازيُّون، وجماعة.

وثّقه يعقوب بن شَيْبة.

وتُوُفّي سنة ستّ عشرة.

350-

محمد بن سابق1 -خ. ت:

أبو جعفر البغدادي البزاز، مولى بنى تميم.

سمع: مالك بن مِغْوَلٍ، وشَيْبان بن عبد الرحمن النَّحْويّ، ووَرْقَاء بن عَمْرو، وإبراهيم بن طَهْمان، وجماعة.

وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة، وآخرون.

روى عَنْهُ: البخاريّ في كتاب "الأدب".

وقال في "الصّحيح": ثنا محمد بْن سابق أو الفضل بْن يعقوب، عَنْهُ، وذلك في كتاب الوصايا من "الجامع الصحيح".

تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.

قال يعقوب بن شَيْبَة: صَدُوقٌ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقِيلَ: مات سنة أربع عشرة، نقله ابن قانع، وأحمد بن كامل.

ونقل الأول مُطَيّن.

351-

محمد بن سعيد بن سليمان2 -خ. ت:

أبو جعفر الكوفي المعروف بابن الإصبهاني.

1 الطبقات الكبرى "7/ 324"، التاريخ الكبير "1/ 111"، الجرح والتعديل "7/ 283"، الثقات لابن حبان "9/ 61"، التهذيب "9/ 174".

2 التاريخ الكبير "1/ 95"، الجرح والتعديل "7/ 265"، تهذيب التهذيب "9/ 188، 189".

ص: 212

سمع: القاسم بن معن المسعوديّ، وأبا الأحوص شَرِيك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.

وعنه: خ. وت. عَنْ رَجُل عَنْهُ، وأحمد بْن ملَاعب، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وبِشْر بْن موسى، وآخرون.

وَصَفه بالإتقان يعقوب بن شَيْبة، وغيره.

وَلَقَبُهُ حمدان.

قَالَ أبو حاتم: كَانَ حافظًا يُحدِّث من حفظه. لم يكن بالكوفة. أتقن حفظًا منه. وكان لَا يقبل التَّلْقين.

قلت: تُوُفّي سنة عشرين.

352-

محمد بن سعيد بن الفضل1:

أبو الفضل القُرَشّي الدّمشقيّ المقرئ.

كان أبوه يروي عن ابن عَوْن وطبقته بدمشق.

وهو روى عن: اللّيث، وابن لَهِيعة، والهيثم بن حميد، وطائفة.

روى عنه: الحسن بن علي الحلواني، ومحمود بن سميع، وجماعة.

قال ابن عساكر: ذكره ابن أبي حاتم.

353-

محمد بن سعيد القرشي البصري2:

روى عن: حمزة بن واصل، وحمّاد بن سَلَمَةَ.

وعنه: عبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة، وطائفة.

نزل بغداد. يأتي بعد الثلاثين.

354-

محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني3 -ن:

1 الجرح والتعديل "7/ 666".

2 التاريخ الكبير "1/ 96"، الجرح والتعديل "7/ 264، 265"، تاريخ بغداد "5/ 305، 306".

3 التاريخ الكبير "1/ 98"، الجرح والتعديل "7/ 267"، الثقات لابن حبان "9/ 69"، التهذيب "9/ 119، 200".

ص: 213

أبو عبد الله، ولقبه بُومة.

عن: أبيه، وشُعَيْب بن أبي حمزة، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وفِطْر بن خليفة، وأبي جعفر الرازيّ، وجعفر بن بُرْقان، وعدّة.

وعنه: حفيده سليمان بن عبد الله، وسليمان بن سيف، وأحمد بن سليمان الرُّهاويّ، ومحمد بن يحيى الحرّانيّ، وطائفة.

وثّقه النَّسائيّ.

وقال ابن حبّان في "الثّقات": مات سنة ثلاث عشرة.

وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

قلت: تفرد بالرواية عَنْ جماعةٍ قدماء.

355-

محمد بن سليم1:

أبو عبد الله الكوفيّ البغداديّ القاضي.

حدّث عن: شَرِيك، وإبراهيم بن سَعْد، وهُشَيْم.

روى عنه: كاتب الواقدي.

وكتب عنه أبو حاتم وضعفه.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

قيل: ولي قضاء ببغداد.

356-

محمد بن الصلت بن الحجاج2 -خ. ت. ن. ق:

أبو جعفر الأسدي. مولاهم الكوفيّ الأصمّ.

عن: فُلَيْح بن سليمان، ومنصور بن أبي الأسود، وعبيد الله بن إياد بن لقيط، وعبد الرحمن بن سليمان بن الْغَسِيلِ، وزُهَيْر بن معاوية، وأبي كُدَيْنة يحيى بن المهلب، وخلق.

1 الجرح والتعديل "7/ 275"، ميزان الاعتدال "3/ 574".

2 الطبقات الكبرى "6/ 409"، التاريخ الكبير "1/ 118"، الجرح والتعديل "7/ 288، 289"، التهذيب "9/ 232".

ص: 214

وعنه: خ. وت. ن. ق. عَنْ رجلٍ عَنْهُ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان، وعبّاس الدوري، وعبد الله الدّارميّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بْن إسماعيل السُّلَميّ، ومحمد بْن الحسين الحنينيّ، وخلْق.

وثقة أبو حاتم، وغيره.

تُوُفي سنة ثمان عشرة، وقيل: سنة تسع عشرة ومائتين.

357-

محمد بن عاصم بن حفص بن تذراق بن ذكوان بن يناق1 -ق.

وعبد الله المعافري، مولاهم البصريّ.

عن: مالك، ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ، وهَمّام بن إسماعيل.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم وقد التقاه بمكّة.

وثقه أَبُو سعَيِد بْن يُونُس وقال: تُوُفّي فِي خامس صَفَر سنة خمس عشرة.

358-

محمد بن عبّاد بن زياد المَعَافِريّ الإسكندراني.

ن: عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح.

وعنه: أبو يحيى الوقاد، وهانئ المتوكّل.

تُوُفّي سنة ثمان عشرة.

359-

محمد بن عبّاد بن زياد المُزَنّي2:

أبو جعفر الكوفيّ الخزار، نزيل الرّيّ.

عن: الدَّرَاوَرْديّ، وهُشَيْم، وطبقتهما.

وعنه: أبو حاتم وقال: صَدُوق.

360-

محمد بن عباد بن عبّاد بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْمُهَلَّبِيُّ3.

1 الجرح والتعديل "8/ 45"، الكامل لابن عدي "1/ 321"، تهذيب التهذيب "9/ 240".

2 الجرح والتعديل "8/ 14، 15".

3 التاريخ الكبير "1/ 175"، الجرح والتعديل "8/ 14"، الثقات لابن حبان "9/ 104"، سير أعلام النبلاء "10/ 189".

ص: 215

أمير البصرة.

روى عن: أبيه، وهُشَيْم.

وعنه: إبراهيم الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو العيناء محمد بن القاسم.

وكان جوادا ممدحا من سروات بني المهلب.

قال عبد الله بن أبي سعد الوراق: ثنا يزيد بْن محمد بْن المهلَّب: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كتب منصور بْن المهديّ إلى محمد بْن عبّاد يشكو دَيْنًا وضيقًا وجَفْوة سلطان، فأرسل إِلَيْهِ محمد بْن عبّاد عشرة آلاف دينار.

قلت: منصور هُوَ أخو هارون الرشيد، وما كَانَ محمد مَعَ كرمه وحشمته لِيَصِلَه، وقد عرّض بالطلب بأقلّ من عشرة آلاف دينار.

وقال أبو العَيْنَاء: قَالَ المأمون لمحمد بْن عبَّاد: أردت أن أولّيك فمنعني إسرافُك في المال. فقال: مَنْعُ الْجُود سوء ظَنٍّ بالمعبود.

فقال: لو شئت أنفقت، عَلَى نفسك، فإنّ هذا المال الَّذِي تنفقه ما أبعدَ رجوعه إليك.

فقال: يا أمير المؤمنين، من لَهُ مولى غنيّ لَا يفتقر.

فقال المأمون للنّاس: من أراد أن يكرمني، فلْيكْرمْ ضيفي محمد بْن عباد، فجاءت إليه أموال من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم.

وقال: الكريم لَا تُحَنّكه التَّجارب.

قَالَ أبو الشيخ: نا محمد بْن يحيى البصْري: ثنا عمّي قَالَ: دخل محمد بْن عبّاد عَلَى المأمون، فقال: كم دَيْنَك يا أبا عبد الله؟ قَالَ: ستُّون ألف دينار.

قَالَ: يا خازن أعطِه مائة ألف دينار.

وروى ابن الأنباريّ، عَنْ أبيه، عَنِ المغيرة بْن محمد، وغيره قَالَ: قَالَ المأمون لمحمد بْن عبّاد: بلغني أنّه لَا يَقْدَم أحدٌ البصْرَة إلّا أضَفْتَه.

فقال: مَنْع الْجُود سُوءُ ظنٍّ بالمعبود. فاستحسنه منه وأعطاه المأمون ما مبلغه ستة آلاف درهم.

ص: 216

ومات محمد وعليه خمسون ألف دينار دَيْنًا.

وقال الغُلابيّ: قِيلَ للعُتْبيّ: مات محمد بْن عبّاد. فقال: نَحْنُ مُتْنا بفَقْده، وهو حيٌّ بمَجْده.

كانت وفاته سنة ستّ عشرة ومائتين.

361-

محمد بن عبد الله بن زياد1:

أبو سَلَمَةَ الأنصاريّ البصْريّ.

روى عن: مالك بن دينار، وحُمَيْد، وسليمان التَّيْميّ، وقرة بن خالد.

وعنه: يحيى بن خذام، ومحمد بن صالح بن النطاح البغدادي.

وهو صاحب مناكير عن مالك بن دينار.

قَالَ ابن حِبّان: يروي عَنِ الثّقات ما لَيْسَ من حديثهم. لَا يجوز الاحتجاج بِهِ.

362-

محمد بن عبد الله بن خاقان:

أبو عبد الله المازني البصْريّ ثم النَّسَفيّ، مفتي نَسْف.

روى عن: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة.

وعنه: إبراهيم ولده، وطفيل بن زيد النسفي.

قال جعفر المستغفري: توفي سنة عشرين ومائتين.

363-

محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ2 -ع.

الإمام أبو عبد الله الأنصاريّ البخاريّ الأنسيّ البصْريّ.

قاضي البصرة زمن الرشيد، ثم قاضي بغداد بعد العَوْفِي.

سمع: حُمَيْدًا الطّويل، وسليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وسعيدًا الْجُرَيْريّ، وهشام بن حسّان، وحبيب بن الشَّهيد، ومحمد بن عَمْرو بن علقمة، وأشعث بن عبد الله

1 المجروحين لابن حبان "2/ 266، 267"، ميزان الاعتدال "3/ 598، 600".

2 الطبقات الكبرى "7/ 294"، التاريخ الكبير "1/ 132"، الجرح والتعديل "7/ 305"، الثقان لابن حبان "7/ 443"، التهذيب "7/ 274".

ص: 217

الحُدانيّ، وأشعث بن عبد الملك الحُمرانيّ، وابن جُرَيْج، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وأباه عبد الله، وآخرين.

وعنه: خ. وع. عَنْ رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثّنَّى، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذيّ، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجّيّ، وخلق كثير.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لم أر من الأئمّة إلّا ثلاثة: أحمد بْن حنبل، وسليمان بْن داود الهاشميّ، ومحمد بْن عبد الله الأنصاريّ.

وقال النسائيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ما كَانَ يضع الأنصاريَّ عند أصحاب الحديث إلّا النَّظرُ في الرأي. وأمّا السّماع فقد سَمِعَ.

وقال: وَذَهَبَ للأنصاريّ كتبٌ في فتنة، أظنّ المُبَيِّضة، فكان بعدُ يُحدِّث من كتب أبي الحكم. فكان حديث الحجامة من ذاك.

وقال ابن مَعِين: كَانَ الأنصاريّ يليق بِهِ القضاء.

قِيلَ: والحديث؟ فقال:

للحرب أقوام لها خُلِقوا

وقال زكريّا السّاجي: رَجُل جليل عالم، غلب عَلَيْهِ الرأي، ولم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطّان ونُظَرائه.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَنْكَرَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدِيثَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عن ميمون، عن أبي عَبَّاسٍ:"احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ محرمٌ صَائِمٌ"1. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: إِنَّهُ وَهِمَ فِيهِ. وَالصَّوَابُ حَدِيثُ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يزيد بن

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "1938، 1939، 5694"، وأبو داود "2373"، والترمذي "775"، وابن ماجه "1682"، وابن حبان في صحيحه "3531".

ص: 218

الأصم: أن رسول الله تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ1.

وَقَدْ رَوَى الْأَنْصَارِيُّ أَيْضًا حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ هَكَذَا.

ويُقَالُ: إِنَّ غُلَامًا لَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثَ ابْنَ عَبَّاسٍ.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيُّ: لَيْسَ مِنْ ذلك شيء، إنّما أراد حديث حبيب، عَنْ ميمون، عَنْ يزيد بن الأصم: أن رسول الله تزوّج ميمونة وهو مُحْرِم.

رواه يعقوب الفَسَويّ، عَنْ عليّ.

قَالَ الخطيب: وقد جالس الأنصاريّ في الفقه سوّار بْن عبد الله، وعثمان البَتّيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن الحَسَن العَنْبَريّ. وقدِم بغداد فولي بها القضاء، وحَدَّث بها، ثم رجع.

وقال ابن قُتَيْبة: قلّد الرشيد محمد بْن عبد اللَّه الأنصاري القضاء، بالجانب الشرقيّ في آخر خلافته. فلما ولي المأمون عزله، وولّي مكانه عَوْن بْن عبد الله، وولّي محمد بْن عبد الله المَظَالم بعد إسماعيل بْن عُلَيَّة.

قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: سَمِعْتُ الأنصاريّ يَقُولُ: ولدتُ سنة ثمان عشرة ومائة. وكان يأتي عليّ، قبل اليوم، عشرةُ أيامٍ لَا أشرب فيها الماء، واليوم أشرب كلّ يومين.

وسمعته يَقُولُ: ما أتيت سلطانًا قطّ إلّا وأنا كارِهٌ.

وقال محمد بْن سعْد: تُوُفّي في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.

قلت: وذكر الخطيب وغيره أنّه سَمِعَ من مالك بْن دينار.

364-

محمد بن عبد الله بن قيس2.

بو مُحرز الكِنانيّ الفقيه، قاضي إفريقية.

روى عن: مالك بن أَنَس، وغيره.

وكان أحد الصّالحين. ولي القضاء مدّة، وذلك بعد عبد الله بن عمر بن غانم.

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "5114"، ومسلم "1410"، والترمذي "844"، والنسائي "2837"، وابن ماجه "1965"، وأحمد في المسند "1/ 221، 228"، وابن حبان في صحيحه "4131".

2 البيان المغرب لابن عذاري "1/ 104".

ص: 219

قَالَ ابن يونس: فبلغني أنّ إبراهيم بْن الأغلب لما تُوُفّي ابن غانم قِيلَ لَهُ: عليك بصاحب اللّفافة، وكان يلبس عِمامة لطيفة، فلما أراد أن يولّيه أمره فركب معه. فركب عَلَى حمارٍ فكَبَا بِهِ. فعنّ عَلَيْهِ إبراهيم فلحِقه ثم قَالَ: يا أبا مُحرِز، إنّي عزمت عَلَى توليتك القضاء. قَالَ: لست أصلُح.

فقال: لو كَانَ الأغلب سالم حيًّا لم أكن أَنَا واليًا، ولو كَانَ عبد الرحمن بْن زياد بْن أَنْعَم وابن فَرُّوخ حيّين لم تكن أنت قاضيًا. ولكنْ لكلِّ زمانٍ رجال. فولّاه القضاءَ فامتنع، فأمر قائدًا من قواده فأخذ بضبعيه حتى أجلسه مجالس الحُكْم، حتّى حكم بين الناس.

تُوُفّي سنة أربع عشرة ومائتين.

365-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ1 -خ. م. ن. ق:

بو عبد الله الرقاشي البصري.

عن: مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد، وجماعة.

وعنه: ابنه أبو قِلابة، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذيّ، وجماعة.

وثّقه أحمد بن عبد الله العِجْليّ.

وكان من عباد الله الصالحين.

وروى عَنْهُ أيضًا: خ. وم. ن. ق. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ.

وقال يعقوب بن شَيْبة: ثِقة ثَبْت.

وقال العِجْليّ: يقال: إنّه كَانَ يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركْعة.

وقال أبو حاتم: ثنا محمد بْن عبد الله الرَّقاشيّ الثّقة الرّضا.

وقال محمد بن المُثَنَّى: مات سنة تسع عشرة.

366-

محمد بن عبد الله بن الشيخ أبي جعفر الرازيّ عيسى بن ماهان2 -د:

سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن المختار.

1 الجرح والتعديل "7/ 305"، تهذيب الكمال "3/ 1226"، تهذيب التهذيب "9/ 277، 278".

2 الجرح والتعديل "7/ 302"، تهذيب التهذيب "9/ 251".

ص: 220

وعنه: أحمد بن الفُرات، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس.

وروى أبو داود عن رجلٍ، عنه.

367-

محمد بن عبد العزيز الرمليّ المؤذّن1 -خ. ن:

عن: قيس بن الربيع، وحفص بن مَيْسَرة، وإسماعيل بن عيّاش، وجماعة.

وعنه: خ. ون. بواسطة، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وابن وارة، وآخرون. وكان يغرب.

368-

محمد بن عبد الملك2:

أبو جابر الأزدي البصري ثم المكي.

عن: ابن عون، وشعبة، والحسن الجفري، وهشام بن حسان، ومعلى بن هلال، وعدة.

وعنه: أبو يحيى بن أبي ميسرة، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون.

قال أبو حاتم: أدركته ومات قبلنا بيسير. وليس بقوي.

369-

محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الكوفي القناد3 -خ. ت. ق:

الرجل الصالح.

روى عن: مِسْعَر، وأبي حنيفة، وسُفْيان الثَّوريّ، وغيرهم.

وعنه: محمد بن الحسين البرجلاني، وأحمد بن جواس، وهارون بن إسحاق الهمداني وقال: كان من أفضل النّاس، يعني كان من الصلحاء.

توفي سنة اثنتي عشرة.

1 التاريخ الكبير "1/ 167"، الجرح والتعديل "8/ 8"، الثقات لابن حبان "9/ 81"، تهذيب التهذيب "9/ 313".

2 التاريخ الكبير "1/ 165"، الجرح والتعديل "8/ 5"، الثقات لابن حبان "9/ 64"، تهذيب التهذيب "9/ 318".

3 التاريخ الكبير "1/ 168، 169"، الجرح والتعديل "8/ 12"، الثقات لابن حبان "7/ 443"، تهذيب التهذيب "9/ 320، 321".

ص: 221

370-

محمد بن عَرْعَرَة بن البِرِنْد الشامّي1 -خ. م. د:

عن شُعْبة، والقاسم بن الفَضْل الحُدانيّ، وابن عَوْن، وإسماعيل بن مسلم العَبْديّ، وعمر بن أبي زائدة، ومبارك بن فضالة.

وعنه: خ. وم. د. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وبُنْدار، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن الحسن التِّرْمِذيّ، وابنه إبراهيم بْن محمد، وآخر مَن روى عَنْهُ أبو مسلم الكَجّيّ.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال ابن سعد: مات سنة ثلاث عشرة.

371-

محمد بن عقبة الشيباني2 -خ:

أبو عبد الله، وأبو جعفر.

سمع: سوّار بن مُصْعَب، وأبا إسحاق النُّمَيْريّ، وفضيل بن سليمان النميري.

وعنه: خ. ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة.

وثقه مطين، وتوفي سنة عشرين.

372-

محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ3:

وجعفر الهاشمي الحسيني.

كان يلقب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى.

كان من سروات آل بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم.

زوّجه المأمون بابنته. وَفَدَ هو وزوجته على المعتصم فأكرمه وأجله.

1 الطبقات الكبرى "7/ 305"، التاريخ الكبير "1/ 203"، الجرح والتعديل "8/ 50"، الثقات "9/ 69"، التهذيب "9/ 343".

2 التاريخ الكبير "1/ 200"، الجرح والتعديل "8/ 36"، الثقات لابن حبان "9/ 50"، تهذيب التهذيب "9/ 346".

3 تاريخ الطبري "8/ 566، 623"، تاريخ بغداد "3/ 54، 55".

ص: 222

وتُوُفّي ببغداد في آخر سنة عشرين شابّا طرِيًّا له خمسٌ وعشرون سنة.

وكان أحد الموصوفين بالسّخاء، ولذلك لُقِّب بالجواد.

وقبره عند قبر جدّه موسى.

وقيل: تُوُفّي في آخر سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه.

وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين تدّعي الشِّيعة فيهم العِصمة.

وكان مولده في سنة خمسٍ وتسعين ومائة.

ولما تُوُفّي حُمِلت زوجته أمُّ الفضل إلى دار عمّها المعتصم.

373-

محمد بن عمر بن الوليد بن لاحق التَّيْميّ1:

عن: مالك، وشَرِيك، ومسلم الزّنجيّ، ومحمد بن الفُرات، وطائفة.

وعنه: أبو زُرْعَة، وغيره.

قال أبو حاتم: أرى أمره مضطّربًا.

قلت: هو محمد بن الوليد اليَشْكُريّ. نُسِبَ إلى جدّه.

وله أيضًا عن: هُشَيْم.

وروى عنه: محمد بن غالب تمتام.

قال أبو الفتح الأزْديّ: لَا يسوى بَلَحَةً.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.

ووهّاه ابن حِبّان.

374-

محمد بن عمر2 -ت- أبو عبد الله بن الرومي:

عن: شُعْبة، والخليل بن مُرَّة، وشَرِيك.

وعنه: إبراهيم بن موسى، وحفص بن عمر سنجة ألف، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم، وآخرون.

1 الجرح والتعديل "8/ 22"، ميزان الاعتدال "3/ 666"، تهذيب التهذيب "9/ 368، 369".

2 التاريخ الكبير "1/ 178، 179"، الجرح والتعديل "8/ 21، 22"، الثقات لابن حبان "9/ 71"، التهذيب "9/ 360".

ص: 223

قال أبو زُرْعة: فيه لِين.

قلت: قرأ على اليَزِيديّ، وعبّاس بن الفضل.

375-

محمد بن عُيَيْنَة الفَزاريّ المِصِّيصيّ1 -ت:

خَتَنُ أبي إسحاق الفَزَاريّ.

عن: أبي إسحاق، وابن المبارك، ومروان بن معاوية.

وعنه: أبو عُبَيد وهو من أقرانه، أحمد الدَّوْرقّي، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّارميّ، وجماعة.

376-

محمد بن القاسم بن عليّ بن عمر بن زيد العابدين عليّ بن الحسين2:

أبو عبد الله العلويّ الحسينيّ الزّاهد.

وكان يُلَقّب بالصُّوفيّ للبْسه الصُّوف. وكان فقيهًا عالمًا معظَّمًا عند الزَّيْدِية.

ظهر بالطّالقان فدعا إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فاجتمع لَهُ خلْق كثير، وجهّز العساكر، وحارب عسكر خُراسان وقوي سلطانه، ثم انهزم جُنْدُه وقُبِضَ عَلَيْهِ، وأُتيَ بِهِ إلى المعتصم في شهر ربيع الآخر من السنة، سنة تسع عشرة، فحُبس بسامرّاء. ثمّ إنّه هرب من حبْسه يوم العيد، وستر اللَّه عَلَيْهِ وأضمرته البلاد.

قَالَ أبو الفرج صاحب "الأغاني" في كتاب "مقَاتِل الطالبين": احتال لنفسه فخرج متخفيًا، وصار إلى واسط، وغاب خبره.

وقال ابن النّجّار في "تاريخه": بواسط مشهد يقال: إنّه مدفون فيه، فالله أعلم.

وَرُوِيَ عَنِ ابن سلّام الكوفيّ أنّ المعتصم قتله صَبْرًا.

وكان أبيض صبيحَ الوجْه، تامّ الخَلْق، قد وَخَطَه الشَّيْب، ونَيَّف على الخمسين. وذهبت طائفة من الجاروديّة إلى أنّه حيّ لم يَمُتْ ولا يموت حتّى يملأ الأرضَ قِسْطًا وعدْلًا، نقل ذلك أبو محمد بن حزْم، رحمه الله.

1 الطبقات الكبرى "7/ 491"، التاريخ الكبير "1/ 204"، الجرح والتعديل "8/ 42"، تهذيب التهذيب "9/ 394".

2 تاريخ الطبري "9/ 7"، سير أعلام النبلاء "10/ 191، 192"، النجوم الزاهرة "2/ 230".

ص: 224

377-

محمد بن كثير بن أبي عطاء المِصَّيصيّ الصَّنْعانيّ الأصل1:

أبو يوسف.

سمع: الأوزاعيَّ، وعبد الله بن شَوْذَب، ومَعْمَر بن راشد، والثَّوريّ، وزائدة.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف، وعبد الله الدّارميّ، وجماعة.

ضعّفه الإمام أحمد.

وقال ابن مَعِين: صدوق.

وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ.

وقال العُقَيْليّ: هو من صَنْعاء دمشق.

وذكر ابن الأكفانيّ قَالَ: هُوَ من مِصِّيصة دمشق، وليس هذا القول بشيء.

روى جماعة عَنْ محمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعي قَالَ: كَانَ عندنا ببيروت صيّاد يخرج يوم الجمعة يصطاد، ولا يمنعه مكان الجمعة لذلك. فخرج يومًا فخُسف بِهِ وببَغْلَته، فلم يبقَ منها إلّا أُذُناها وذَنَبُها.

قَالَ خليفة: محمد بْن كثير صَنْعانيّ، نشأ بالشّام، ونزل المِصِّيصة.

وقال ابن سعْد: يذكرون أنّه اختلط في آخر عُمره.

وقال ابن أَبِي حاتم: نا أَبِي: سَمِعْتُ الحسن بْن الربيع يَقُولُ: محمد بْن كثير المِصِّيصيّ اليوم أوثق النّاس. كَانَ يُكتب عَنْهُ وأبو إسحاق الفَزَاريّ حيّ، وكان يُعرف بالخير منذ كَانَ.

وقال محمد بْن عُوف: سَمِعْتُ محمد بْن كثير المِصِّيصيّ يَقُولُ:

بُنيّ كَثير، كثيرُ الذُّنوب

ففي الحِلّ والبلِّ مَن كَانَ سبَّهُ

بُنيّ كثير، دَهَتْه اثنتان

رياءٌ وعجبٌٍ يُخالِطْنَ قَلْبَه

بُنيّ كثير، أكولٌ نؤومٌ

وما ذاك مِن فعلِ مَن خاف ربه

1 الطبقات الكبرى "7/ 489"، التاريخ الكبير "1/ 218"، الجرح والتعديل "8/ 69، 70"، التهذيب "9/ 415-417".

ص: 225

بُنيّ كثير، تعلَّمْ عِلْمًا

لقد أَعْوز الصُّوفُ مَن جُزَّ كلبَهْ

قَالَ الحسن بْن الربيع: ينبغي لمن يطلب الحديث لله تعالى أن يرحل إلى محمد بْن كثير المِصِّيصيّ.

وقد ضعّفه أحمد بن حنبل جدًّا، وكان مغفَّلًا.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: سُئِل عَنْهُ أبو زُرْعة فقال: دُفِع إِلَيْهِ كتاب الأوزاعيّ، وفي كلّ حديث: ثنا محمد بْن كثير، فقرأه إلى آخره يَقُولُ: ثنا محمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعيّ، وهو محمد بْن كثير.

قلت: حديثه يقع عاليًا في "الغَيْلانيّات".

تُوُفّي سنة ستّ عشرة فِي تاسع عشر من ذي الحجّة، وله مناكير.

378-

محمد بن المبارك بن يعلى1 -ع:

أبو عبد الله القرشي الصوري القلانسي.

سمع: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن سلام، ومالك بن أنَس، وإسماعيل بن عيّاش، وصَدَقَة بن خالد، وطائفة.

وعنه: يحيى بن مَعِين، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف، وأبو زُرْعة الدمشقيّ، وعبد الله الدّارميّ، ويوسف بن سعيد بن مُسلّم، وعبّاس التُّرقُفيّ، وآخرون.

قال ابن مَعين: كان شيخ البلد -يعني دمشق- بعد أبي مُسْهِر.

وقال أبو داود: كان رجل الشّام بعد أبي مُسْهِر.

قلت: يعني في الجلالة والعِلْم، وإلّا فأبو مُسْهِر عاش بعده ثلاث سنين.

وثّقه غير واحد.

وقال محمد بْن العبّاس بْن الدّرفْس: سَمِعْتُ محمد بْن المبارك الصُّوريّ يَقُولُ: اعمل لله فإنّه أنفع لك من العمل لنفسك.

1 التاريخ الكبير "1/ 240"، الكنى والأسماء "2/ 56"، الجرح والتعديل "8/ 104"، المجروحين لابن حبان "2/ 46"، سير أعلام النبلاء "10/ 390، 391"، تهذيب التهذيب "9/ 423، 424".

ص: 226

وعن محمد بْن المبارك، وَسُئِلَ عَنْ علامة المحبّة لله، قَالَ: المراقبة للمحبوب، والتَّحرّي لمرضاته.

وقال أبو زُرْعة: شهِدْتُ جنازتَه بدمشق في شوّال سنة خمس عشرة، وصلّى عَلَيْهِ أبو مُسهِر بباب الجابية، وجعل يُثني عَلَيْهِ.

ومن كلام محمد بْن المبارك: كذِب من ادّعى المعرفةَ بالله ويداه ترعى في قصاع المُكْثِرِين. ومَن وضَع يده في قصعة غيره ذلّ لَهُ.

وقال: اتّقِ اللَّه تَقْوى، لَا تُطْلعْ نفسك عَلَى تقوى اللَّه تُخْبر بِهِ غيرَك، وتسلِّط الآفة عَلَى قلبك.

379-

محمد بن مَخْلَد1. أبو أسْلَم الرُّعَيْنيّ الحمصيّ:

عن: محمد بن الوليد الزُّبَيديّ، وأبي مَعْبَد حفص بن غَيْلان. ولعلّه آخر مَن حَدَّث عنهما.

وعنه: محمد بن مُصَفَّى، وسعْد بن محمد البَيْروتّي، وأزهر بن زُفَر، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وبكر بن سهل، وغيرهم.

وله أيضًا عن: مالك، وإسماعيل بن عيّاش.

قال ابن عدي: هو منكر الحديث عن كلّ مَن يروي عَنْهُ.

وقال البَغَويّ: يُحَدِّث عَنْ مالك وغيره بالبواطيل.

وقد قال أبو حاتم: لم أر له حديثًا مُنْكَرًا.

380-

محمد بن مِسْعَر2. أبو سفيان التميمي البصري:

سمع: فضيلًا، وداود العطّار، وابن عُيَيْنَة.

وعنه: المُفَضّل الغُلابيّ، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وأبو العَيْنَاء.

حدَّث ببغداد.

وقال أبو إسماعيل: كان من خِيار عباد الله.

1 التاريخ الكبير "1/ 241"، الجرح والتعديل "8/ 92، 93"، ميزان الاعتدال "4/ 32".

2 تاريخ بغداد "3/ 299، 300".

ص: 227

381-

محمد بن مَسْلمة1. أبو هشام المخزوميّ المدنيّ الفقيه النَّسّابة:

نزيل دمشق.

حَدَّث عن: مالك، وإبراهيم بن سعْد.

وعنه: أبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وهارون الحمال، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون.

قال أبو إسحاق في كتاب "طبقات الفقهاء": جمع بين العلم والورع.

وقال أبو حاتم الرازي: كان من أفقه أصحاب مالك.

وقال أبو زُرْعة: ثقة.

وقال الْجَوْزَجانيّ: سَأَلْتُهُ، وكان علّامة بأنساب بني مخزوم.

قلت: هُوَ محمد بْن مَسْلمة بْن محمد بْن هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بن المغيرة.

وقد ذكره البخاري في "تاريخه" وقال: قيل له: ما لرأي رجلٍ دخل البلاد كلّها إلّا المدينة.

قَالَ: لأنه دجّال، والمدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدّجّال.

382-

محمد بن مزاحم2:

أخو سهل.

مروزي، أظنه قد توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وله إحدى وثمانون سنة.

383-

محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقي3:

مولى قريش.

1 التاريخ الكبير "1/ 240"، الجرح والتعديل"8/ 71"، الثقات لابن حبان "9/ 55".

2 الطبقات الكبرى "7/ 377"، التاريخ الكبير "1/ 228"، الجرح والتعديل "8/ 90"، الثقات "9/ 58"، التهذيب "9/ 437".

3 الجرح والتعديل "8/ 96"، الثقات لابن حبان "9/ 69".

ص: 228

عن: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي، وسعيد بن بشير، وسهل بن هشام، وجماعة.

وعنه: يزيد بن عبد الصمد، والعباس بن الوليد بن صبح، وأبو زرعة الدمشقي.

وقال: مات في نصف شعبان سنة خمس عشرة.

384-

محمد بن النُّوشَجان1:

أبو جعفر البغدادي السُّوَيْديّ الحافظ.

لُقّب بذلك لرحلته إلى سُوَيد بن عبد العزيز الدّمشقيّ.

روى عنه وعن: الدَّرَاوَرْديّ، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.

ومات قبل أوان الرواية.

روى عنه أقرانه: أحمد بن حنبل في "مُسْنَده"، وابن مَعِين، وأحمد الدَّوْرقيّ.

قال أبو داود: ثقة.

ثنا عَنْهُ أحمد بْن حنبل، وكان صاحب شكوك. رجع النّاس من عند عبد الرّزّاق بثلاثين ألف حديث، ورجع بأربعة آلاف.

385-

محمد بن هانئ2. أبو عَمْرو الطّائيّ:

والد الحافظ أبي بكرم الأثرم.

سمع: أبا الأحوص، وهشيمًا، وابن المبارك، وطبقتهم.

وعنه: محمد بن يحيى الأزدي، وأبو حاتم الرازِي.

محله الصدق.

386-

محمد بن يحيى بن المبارك3:

أبو عبد الله اليَزِيديّ البغداديّ الشاعر.

أحد أئمة اللسان.

1 التاريخ الكبير "1/ 253"، الجرح والتعديل "8/ 110".

2 الجرح والتعديل "8/ 117"، الثقات لابن حبان "7/ 413".

3 تاريخ بغداد "3/ 412، 413".

ص: 229

كان عارفًا بالقرآن، واللُّغة. مدح الرشيد والمأمون، وخرج إلى مصر مع المعتصم زمن المأمون، فمات بها.

387-

محمد بن يزيد بن سِنان بن يزيد1:

أبو يزيد التميميّ، مولاهم الْجَزَريّ الرُّهاويّ.

روى عن: أبيه، وجدّه سِنان، وابن أبي ذئب، ومعقل بن عبيد الله، وجماعة.

وعنه: ابنه الأصغر أبو فروة يزيد بن محمد، وابن وارة، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم وقال: كان رجلًا صالحًا. لم يكن مِن أجلاس الحديث.

وقال النسائيّ: ليس بالقويّ.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف.

قلت: وكان مَولده في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. ومات جدّه في خلافة المنصور، وكان شيخًا معمَّرًا رأى علّيًا وشهد معه صِفّين.

قَالَ أبو حاتم: قلت لمحمد بْن يزيد كَانَ جدّك أدرك عليًّا فما سِنُّهُ؟

قَالَ: كَانَ جدّي يُكَنَّى أبا حكيم، أَتَتْ عَلَيْهِ ستٌّ وعشرون ومائة سنة.

وأخبرني جدّي أنه غزا ثمانين غَزَاة.

قلت: أخرج النَّسائيّ لمحمد في "مُسْنَد عليّ".

ومات سنة عشرين ومائتين.

388-

محمد بن يزيد بن خُنَيس المخزومّي2 -ت. ق:

مولاهم المكِّي.

عن: ابن جُرَيْج، وسعيد بن حسَان، وسُفْيان الثَّوريّ، وعبد العزيز بن أبي رواد.

1 التاريخ الكبير "1/ 259"، الجرح والتعديل "8/ 127، 128"، الثقات لابن حبان "9/ 74"، التهذيب "9/ 524".

2 التاريخ الكبير "1/ 261، 262"، الجرح والتعديل "8/ 127"، الثقات لابن حبان "9/ 61"، التهذيب "9/ 523".

ص: 230

وعنه: أحمد بن الفُرات، ومحمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وحنبل بن إسحاق، وجماعة.

وكان صالحًا، ورِعًا، كبير القدْر. وثقه أبو حاتم.

389-

محمد بن أبي يزيد الخُراسانيّ:

رجل فاضل، نزل المَوْصِل، وحدّث عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، ومهديّ بن ميمون، وشَرِيك، وجماعة.

وعنه: سِنان بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي المُثَنَّى المَوْصِليّان.

تُوُفّي سنة سبْع عشرة.

390-

محمد بن يوسف بن واقد1 -ع:

الإمام أبو عبد الله الضبي، مولاهم الفِرْيابيّ، وفِرياب من بلاد التُّرْك.

روى عن: الأوزاعيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ، وإبراهيم بن أبي عبلة، ويونس بن أبي إسحاق، وعمر بن ذر الهمداني، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجرير بن حازم، وخلق.

وعنه: خ. وع. بواسطة، وأحمد بْن حنبل، ودُحَيْم، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وأحمد بْن عبد الرحيم بْن البَرْقيّ، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وعَمْرو بْن أَبِي ثور الْجُذَاميّ، وإبراهيم بْن أَبِي سُفْيان القَيْسرانيّ، وخلْق.

قال: وُلِدْتُ سنة عشرين ومائة.

وقال أحمد بن حنبل: لقيته بمكّة، وكان رجلًا صالحًا.

وقال البخاريّ: كان من أفضل أهل زمانه.

وقال محمد بن عبد الملك بن زنجويه: ما رأيت أورع من الفريابي.

1 الطبقات الكبرى "7/ 489"، التاريخ الكبير "1/ 264، 265"، الكنى والأسماء للدولابي "2/ 60"، الجرح والتعديل "8/ 119، 120"، سير أعلام النبلاء "10/ 114-118"، الميزان "4/ 71، 72"، التهذيب "9/ 535".

ص: 231

وقال محمد بْن سهل بْن عسكر: خرجت مَعَ الفِرْيابيّ في الاستسقاء، فَرَفَعَ يديه فما أرسلهما حتّى مُطِرْنا.

وقال أحمد بْن يوسف السُّلميّ: قلت للفِرْيابيّ: أوصِني.

قَالَ: عليك بتقوى اللَّه، ولزوم السُّنَّةِ، واجتناب السُّلْطان.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: تقدّم الفِرْيابيّ عَلَى قُبَيْصة في الثَّوريّ لفضله ونُسُكِه.

وقال ابن عديّ: للفِرْيابيّ عَنِ الثَّوريّ إفرادات. وقد رحل إِلَيْهِ أحمد بْن حنبل، فلمّا قَرُب من قَيْسارية نُعي إِلَيْهِ، فعدل إلى حمص. وهو فيما يتبيّن لي صدوق، لَا بأس بِهِ.

قلت: كَانَ الناس يرحلون إليه إلى قَيْساريّة من ساحل فلسطين.

قال يعقوب الفَسَويّ: تُوُفّي في أول سنة اثنتي عشرة.

391-

مالك بن إسماعيل1 -ع:

أبو غسان النهدي، مولاهم الكوفّي سِبْط إسماعيل بن حمّاد بن أبي سليمان.

روى عن: فُضَيْل بن مرزوق، وإسرائيل، وزُهَير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجشون، والحسن بن صالح بن حجاز، وأسباط بن نصر، وجُوَيْرية بن أسماء، وورَقْاء بن عُمر، وخلْق.

وعنه: خ. وم. ع. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأحمد بْن مُلاعب، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد الصّاغانيّ، ومعاوية بْن صالح الأشعريّ، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وآخرون.

قَالَ محمد بْن عليّ بْن داود البغداديّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يَقُولُ لأحمد بْن حنبل: إِنْ سَرَّك أن تكتب عَنْ رجلٍ لَيْسَ في قلبك منه شيء فاكتب عَنْ أَبِي غسّان.

وقال أبو حاتم: قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بالكوفة أتقن منه.

وقال يعقوب بْن شيبة: ثقة، صحيح الكتاب، متثبت من العابدين.

1 الطبقات الكبرى "6/ 404"، التاريخ الكبير "7/ 315"، الكنى والأسماء "2/ 76"، الجرح والتعديل "8/ 206، 207"، الثقات لابن حبان "9/ 164"، ميزان الاعتدال "2/ 424، 425"، التهذيب "10/ 3، 4".

ص: 232

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: أبو غسّان محدِّث من أئمّة المحدِّثين.

وقال أبو حاتم: لم أرَ بالكوفة أتقن منه لَا أبو نُعَيْم ولا غيره. وله فضلٌ وعبادة واستقامة. وكانت عَلَيْهِ سجّادتان. كنتَ إذا نظرت إليه كأنه خرج من قبر.

وقال النَّسائي: ثقة.

وقال أبو داود: جيّد الأخذ، شديد التشيُّع.

وقال ابن سعْد: مات في غرة ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومائتين.

392-

مالك بن سليمان الهَرَويّ1:

أبو عبد الرحمن السَّعديّ المفّسر.

روى عن: إبراهيم بن طَهمان، وشُعْبة بن الحَجّاج، ومَعْمَر بن الحسن، وإسرائيل، وابن أبي ذئب.

توفي سنة أربع عشرة.

393-

مالك بن فديك2:

كوفي، سمع من: الأعمش.

لقِيه مُطَيِّن.

خرَّج له البيهقّي في الصلاة.

لم أرَه فِي كتاب ابن أَبِي حاتم، ولا غيره.

394-

المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى بن هِلال3:

أبو عليّ التميميّ المَوْصِليّ، جدّ أبي يَعْلَى أحمد بن عليّ.

روى عن: أبي شِهاب الحنّاط، وعليّ بن مُسْهِر.

ونزل بغداد للتّجارة.

روى عنه: أحمد بن مُسَاوِر، ومحمد بن غالب تمتام.

1 الجرح والتعديل "8/ 210"، ميزان الاعتدال "3/ 427"، لسان الميزان "5/ 4".

2 الثقات لابن حبان "9/ 165".

3 الثقات لابن حبان "9/ 193".

ص: 233

395-

مُخَوَّل بن إبراهيم بن مُخَوَّل بن راشد النَّهْديّ1. الكوفيّ الحنّاط.

عن: إسرائيل بن يونس، وعبد الجبّار بن العبّاس، وغيرهما.

وعنه: أحمد بن يحيى الصوفيّ، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأبو حاتم الراويّ.

وقال: صدوق.

قلت: يقال: إنه كان من غُلاةِ الرافضة.

396-

مسرور بن صَدَقَة الحارثّي الدّمشقّي:

عن: الأوزاعيّ.

وعنه: قاسم الخوعيّ، وأحمد بن عبد الواحد بن عَبُّود، وأحمد بن بكر البالِسيّ، وآخرون.

397-

مسرور بن موسى. أبو عبد الرحمن. قاضي نَيْسابُور:

كنّاه الحاكم.

سمع في رحلته مع يحيى بن يحيى من: مالك، وابن لَهِيعَة، وابن المبارك، وغيرهم.

وعنه: أحمد بْن عبد الله العَتَكيّ، ورجاء بْن السّنْديّ، وعليّ بْن سَلَمة اللَّبَقيّ، والحسين بْن منصور، وغيرهم.

398-

مسكين بن عبد الرحمن التُّجَيْبيّ المصريّ2. أبو الأسود:

عن: الليث بن سعد، وخالد بن حُمَيْد، ويحيى بن أيّوب.

تُوُفّي سنة خمس عشرة ومائتين.

399-

مطرِّف بن عبد الله بن مطرِّف بن سليمان بن يَسَار3 -خ. ت. ق:

1 الجرح والتعديل "8/ 399"، الثقات لابن حبان "9/ 203"، ميزان الاعتدال "4/ 85".

2 الثقات لابن حبان "9/ 194".

3 الطبقات الكبرى "5/ 438"، التاريخ الكبير "7/ 397"، الجرح والتعديل "8/ 315"، ميزان الاعتدال "4/ 124، 125"، تهذيب التهذيب "10/ 175، 176".

ص: 234

مولى أم المؤمنين ميمونة.

الفقيه أبو مُصْعَب الهلاليّ اليساريّ المدنيّ الأطْرُوش.

روى عن: خاله مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وأسامة بن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن أبي المَوّال، ونافع بن أبي نُعَيْم، ومسلم بن خالد الزَّنجيّ، وجماعة.

وعنه: خ. وت. وق. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، والربيع بْن سليمان المُراديّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بْن خُلَيْد الحلبيّ، وبِشْر بْن موسى، وأبو يحيى عبد الله بْن أَبِي مَسَرّة، وخلْق سواهم.

وقال أبو حاتم: صدوق، مضطّرب الحديث. وهو أحب إليّ من إسماعيل بن أبي أُوَيْس.

مات سنة عشرين ومائتين.

وتابعه على وفاته أحمد بن أبي خَيْثَمَة.

وقيل: وُلد سنة سبعٍ وثلاثين ومائة.

وكان من كبار الفقهاء المالكيّة، رحمه الله.

400-

مُعَاذُ بن فَضَالَةَ1 أبو زيد البصْريّ:

عن: هشام الدَّسْتُوائيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ، ويحيى بن أيّوب المصريّ، وحفص بن مَيْسرة، وعمر بن قيس سَنْدل، وجماعة.

وعنه: خ. ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو حاتم ووثقه، ويعقوب الفسوي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، وآخرون.

401-

معاوية بن عبد الله الأسواني:

مولى بني أمية أبو سفيان.

روى عن: مالك، واللَّيْث، وابن لَهِيعة.

وعنه: يحيى بن عثمان بن صالح، وغيره.

توفي سنة ثمان عشرة.

1 التاريخ الكبير "7/ 366"، الجرح والتعديل "8/ 251"، الثقات لابن حبان "9/ 177"، تهذيب التهذيب "10/ 193".

ص: 235

402-

معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو الأزدي المعني البغدادي1:

أبو عمرو.

عن: فضيل بن مرزوق، وإسرائيل، وزائدة، وجرير بن حازم، وعبد الرحمن المسعودي، وجماعة.

وروى المغازي عن: أبي إسحاق الفَزَاريّ.

وعنه: خ. وع. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وأحمد بْن منيع، وعَمْرو النّاقد، وزُهَير بْن حرب، وهارون الحمّال، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن النَّضر الأزديّ، وخلْق.

قَالَ أحمد بْن حنبل: صدوق ثقة.

وقال ابن مَعِين: كَانَ رجلًا شجاعًا لَا يبالي بلقاء رجلٍ أو عشرين. وكان يُقال لَهُ: ابن الكِرْمانيّ.

وقال ابن سعْد: روى عَنْ زائدة مُصَنَّفَه، وعن أَبِي إسحاق الفَزَاريّ كتاب "السيرة" في دار الحرب. ونزل بغداد وسمع من أهلها.

وقال أبو غالب عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الأزديّ: رَأَيْت جدّي معاوية بْن عَمْرو وهو عند رأس أُمِّهِ وهي في الموت، فجعل وجهها نحو القِبْلة ورِجْلَيْها بحِذاء القبلة. فلما قاربت أن تقضي سترها منّا وصلّى عليها فكبَّر أَرْبَعًا.

قال: وكان مولده سنة ثمانٍ وعشرين ومائة.

ومات سنة أربع عشرة ومائتين.

قال ابن سعْد: تُوُفّي في غُرّة جُمَادَى الأولى سنة أربع عشرة. قاله في "الطّبقات الصغير".

403-

معقل بن مالك2 -ت- أبو شريك الباهلي البصري:

1 الطبقات الكبرى "7/ 341"، التاريخ الكبير "7/ 334"، الجرح والتعديل "8/ 386"، الثقات لابن حبان "9/ 167"، سير أعلام النبلاء "10/ 214، 215"، تهذيب التهذيب "10/ 215".

2 الجرح والتعديل "8/ 286"، الثقات لابن حبان "9/ 202"، ميزان الاعتدال "4/ 147"، التهذيب "10/ 234".

ص: 236

عن: محمد بن راشد المكحوليّ، وعُقْبة بن عبد الله الأصَمّ، وأبي عَوَانة، وطائفة.

وعنه: محمد بن المُثَنَّى، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بن الحسن التِّرْمِذيّ، والبخاريّ في "كتاب القراءة خلف الإمام"، ويعقوب الفَسَويّ، والكُدَيْميّ.

وثقه ابن حِبّان.

وتُوُفّي سنة ثلاث عشرة.

404-

مُعَلّى بن أسد1 -خ. م. ت. ن. ق:

أبو الهيثم العمي المصري المؤدّب. أخو بَهْز بن أسد.

عن: وُهَيْب بن خالد، وعبد العزيز بن المختار، وعبد الله بن المُثَنَّى الأنصاريّ، ويزيد بن زُرَيْع، وجماعة.

وعنه: خ. وم. ت. ن. ق. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وحَجّاج بْن الشاعر، وسليمان بْن معبد السبخيّ، وحفص بْن عُمَر سنجة الرَّقّيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وهلال بْن العلاء، وعثمان الدّارميّ، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وطائفة.

وكان من الثَّقات الأثبات.

قال أبو حاتم: ما أعلم أنّي عثرت له على خطأ غير حديث واحد.

وقال ابن حِبّان: مات في رمضان سنة ثمان عشرة، ومائتين بالبصرة.

وقال خليفة: مات سنة تسع عشرة ومائتين.

405-

المُعَلّى بن تُرْكة2. أبو عبد الصّمد:

سمع: المسعوديّ، وأبا معشر السندي.

وسكن الثغور.

1 الطبقات الكبرى "7/ 306"، التاريخ الكبير "7/ 395"، الجرح والتعديل "8/ 334"، الثقات "9/ 182"، التهذيب "10/ 236".

2 المغني في الضعفاء "2/ 669"، ميزان الاعتدال "4/ 148"، لسان الميزان "6/ 63".

ص: 237

روى عنه: محمد بن آدم بن سليمان، وأحمد بن هارون بن آدم المصيصيان.

قال أبو الفتح الأزْديّ: متروك.

وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في رجل روايته.

406-

معلى بن منصور1 -ع:

أبو يعلى الرازي، نزيل بغداد.

عن: مالك، واللَّيْث، وشَرِيك، وأبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن جعفر المُخَرِّميّ، وهُشَيْم، وخلْق.

وتفقّه على أبي يوسف، وغيره.

وكان من كبار علماء الرأي.

روى عنه: أبو ثور الكلبّي، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بن يحيى الذُّهْلي، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد الرمادي، وأبو بكر بن شيبة، وعباس الدوري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، والبخاري في غير "الصحيح"، وخلق.

ولم يكتب عنه أحمد بن حنبل حرفا.

وقال أبو حاتم الرازي: قيل لأحمد: كيف لم تكتب عَنِ الْمُعَلَّى بْن منصور؟ قَالَ: كَانَ يكتب الشّروط، ومَن كتبها لم يَخْلُ مِن أن يكذب.

وقال أبو زُرْعة: رحم اللَّه أحمد بْن حنبل، بلغني أنّه كَانَ في قلبه غُصَص مِن أحاديث ظهرت عَنِ المُعَلّى بْن منصور كَانَ يحتاج إليها. وكان الْمُعَلَّى أشبه القوم، يعني أصحاب الرأي، بأهل العلم. وذلك أنّه كَانَ طَلّابةً للعلم، رحل وعُنِي بِهِ، وهو صَدُوق.

وقال عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ: عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً.

وَقَالَ أحمد العِجْليّ: ثقة صاحب سُنّة.

قيل: طلبوه للقضاء غير مرّة فأبى.

1 الطبقات الكبرى "7/ 341"، التاريخ الكبير "7/ 395"، الجرح والتعديل "8/ 334"، تهذيب التهذيب "10/ 238-240".

ص: 238

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متقن فقيه.

وقال أحمد بن كامل: كان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد ومِن ثقاتهم في الرواية.

وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.

وقال عُمَر بْن بكّار القافلانيّ: ثنا محمد بْن إسحاق، وعبّاس بْن محمد. قالا: سمعنا يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: كَانَ الْمُعَلَّى بْن منصور الرازي يومًا يُصلّي، فوقع عَلَى رأسه كور الزَّنابير، فما التفت ولا انفتل حتّى أَتَمّ صلاته. فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدّة الانتفاخ.

وقال أبو عَمْرو أحمد بْن المبارك المُسْتَملي: حدّثني سهل بْن عمّار قَالَ: كنتُ عند الْمُعَلَّى بْن منصور، وإبراهيم بْن حرب النَّيْسابوريّ في أيّام خاض الناس في القرآن. فدخل علينا إبراهيم بْن مقاتل المَرْوزيّ، فذكر للمُعَلَّى أنّ الناس قد خاضوا في أمره.

قَالَ: ماذا؟ قَالَ: يقولون: إنّك تَقُولُ: القرآن مخلوق.

قَالَ: ما قلت، ومَن قَالَ: القرآن مخلوق فهو عندي كافر.

وقال ابن سَعْد، وجماعة: تُوُفّي سنة إحدى عشرة.

قلت: وقد دخل عَلَيْهِ البخاري سنة عشر فسمع منه شيئًا يسيرًا؛ لأنّه وجده عليلًا.

407-

مَعْمَرُ بن عبّاد1:

وقيل: معمر بن عَمْرو، أبو المعتمر البصْريّ العطّار المعتزليّ.

مولى بني سُلَيْم وأحد كبارهم ومتبوعيهم.

وكان يَقُولُ: إنّ في العالم أشياء موجودة لَا نهاية لها ولا تُحصى، ولا لها عدد ولا مقدار.

وهذا تكذيب للآية {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار} [الرعد: 8]، ولقوله:{وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: 28] ، وعلى هذا طلبته المعتزلة بالبصرة عند السلطان، ففرّ إلى بغداد، وبها مات مختفيًا عند إبراهيم بن السندي.

1 طبقات المعتزلة "54-56"، التبصرة "45"، الملل والنحل "1/ 65".

ص: 239

وكان يزعم أنّ اللَّه لم يخلق لَوْنًا، ولا طُولًا، ولا عَرضًا، ولا عُمقًا، ولا رائحة: ولا قُبْحًا، ولا حُسْنًا، ولا سَمْعًا ولا بَصَرًا، وذلك كلّه فِعل الأجسام بطِباعها. وعُورض بقوله تعالى:{خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [الملك: 2] .

فقال: إنّما أراد خلْقَ الإماتة والإحياء.

وكان يزعم أنّ النّفس ليست جسمًا ولا عَرَضًا، ولا تُماسّ شيئًا ولا تُبَايِنُه، ولا تتحرَّك ولا تَسْكُن. وهذا قول أهل الإلحاد.

وكان بينه وبين النَّظَّام مُناظرات ومُنازعات في مسائل، وله مصنَّفات في الكلام.

قَالَ محمد بْن إسحاق النَّديم: تُوُفّي سنة خمس عشرة ومائتين.

408-

معمّر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ1 الهاشميّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ق:

وقيل: معمّر بن محمد بن عُبَيد اللَّه بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رافع.

روى عن: جدّه، وأبيه، وعمّه معاوية.

وعنه: عَبّاد بن الوليد العَنْبريّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن يحيى بن مالك السُّوسيّ، والحسن بن مُكْرَم.

قال ابن مَعِين: لم يكن من أهل الحديث لا هُوَ ولا أَبُوهُ. كَانَ يلعب بالحَمَام.

وقال ابن عديّ: مقدار ما يرويه لَا يُتَابَع عَلَيْهِ.

وقال أبو حاتم: رأيته سنة ثلاث عشرة ومائتين.

روى له ابن ماجة حديثين.

409-

مُعَمَّر بن يَعْمَر اللَّيْثِي الدّمشقيّ2:

سمع: معاوية بن سلّام.

وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، والعبّاس بن الوليد الخلّال.

1 الجرح والتعديل "8/ 373"، المجروحين لابن حبان "3/ 38، 39"، ميزان الاعتدال "4/ 156"، التهذيب "10/ 250".

2 الثقات لابن حبان "9/ 192"، تهذيب التهذيب "10/ 251".

ص: 240

ضبطه بالتّثقيل عبد الغني، ومحلُّه الصَّدق.

410-

مَعْنُ بنُ الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّانيّ1:

عن: أبيه، وسُفيان بن عُيَيْنَة، ومروان بن معاوية، وجماعة.

وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وآخرون.

وكان دُحَيْم لَا يقدّم عليه أحدًا من أصحاب الوليد بن مسلم.

وقال أبو حاتم: ثقة.

قلت: تُوُفّي سنة ثمان عشرة، وما أظنّه جاوز الخمسين رحمه الله.

411-

مكّيُّ بنُ إبراهيم بن بشير بن فرقد2 -ع:

أبو السكن التميمي الحنظلي البلخي. أحد الثّقات الأعلام.

روى عن: أيْمَن بن نابِل، ويزيد بن أبي عُبَيْد، وبهز بن حكيم، والجعيد بن عبد الرحمن، وجعفر الصادق، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وهشام بن حسان، وهاشم بن هاشم بن عتبة، وابن جريج، وأبي حنيفة، وطائفة.

وعنه: خ. وع. عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبندار، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وإبراهيم بن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد الصَّمد بن سليمان البلْخيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وعبد الصّمد بن الفضل البلْخيّ، وحفيده محمد بن الحسن بن مكّيّ، وخلْق آخرهم موتا معمّر بن محمد بن معمّر البلْخيّ.

قَالَ عبد الله بْن عَمرو بْن العَمْركيّ: سَمِعْتُ عبد الصّمد بْن الفضل: سَمِعْتُ مَكِّيًّا يَقُولُ: حججت ستّين حَجّةً، وتزوّجت ستّين امْرَأَة. وجاورت بالبيت عَشْر سِنين، وكتبت عَنْ سبعة عشَرَ نفْسًا من التّابعين. ولو علمت أنّ الناسَ يحتاجون إليّ لَمَا كتبتُ عن أحدٍ دون التابعين.

1 الجرح والتعديل "8/ 278"، الثقات لابن حبان "9/ 181".

2 الطبقات الكبرى "7/ 373"، التاريخ الكبير "8/ 71"، الجرح والتعديل "8/ 441"، تهذيب التهذيب "10/ 293-295".

ص: 241

وعن عُمَر بْن مُدرك، عَنْ مكّيّ قَالَ: قطعت البادية من بلْخ خمسين مرّة حاجًّا، ودفعت في كِرَى بيوت مكّة ألف دينار ونيِّفًا.

وقال الفلّاس: قدِم علينا مكي بن إبراهيم سنة اثنتي عشرة.

وقال آخر: قدِم بغداد سنة خمسٍ ومائتين.

وعنه قال: وُلدت سنة ستٍّ وعشرين ومائة.

وقال محمد بن سَعْد، وغيره: مات ببلْخ في النّصف من شعبان سنة خمس عشرة.

وقال محمد: كان ثقة ثَبْتًا.

وقال محمد بْن عبد الوهاب الفرّاء: ثنا مكّيّ بْن إبراهيم الرجل الصّالح بنَيْسابور.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة مأمون.

وقال النَّسائيّ: ليس به بأس.

قُلْتُ: حَدَّثَ مَكِّيٌّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ عَلَى النَّجَاشِيِّ"1. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ.

قُلْتُ: ثُمَّ إِنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ رِوَايَتِهِ.

قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ: سَأَلْنَا مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ فَحَدَّثَنَا مِنْ كِتَابِهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا فِي كِتَابِي، يَعْنِي حَدِيثَ:"كَبَّرَ عَلَى النَّجَاشِيِّ".

وَرَوَى النَّسَائِيُّ فِي "الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ": ثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ مَكِّيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ:"مُتْعَتَانِ كَانَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْهَى عَنْهُمَا وَأُعَاقِبُ عليهما: متعة النساء، ومتعة الحج"2.

1 حديث صحيح لغيره: أخرجه البخاري "1333"، ومسلم "951"، وأبو داود "3204".

2 حديث صحيح لغيره: أخرجه النسائي في السنن الصغرى "2735"، وفي الكبرى "3716"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي "2735".

ص: 242

قَالَ النَّسَائِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ مُعْضِلٌ، لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ غَيْرُ مَكِّيٍّ، وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ، وَلَا نَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَتَى بِهِ.

وقال مكّيّ: حضرت مجلس محمد بْن إسحاق، فإذا هُوَ يروي أحاديث في صفة اللَّه تعالى لم يحتملْها قلبي، فلم أعُدْ إِلَيْهِ.

وعن مكي قال: طلبت الحديث ولي سبع عشرة سنة.

412-

مكّيّ بن عبد الله الرُّعَيْنيّ:

في طبقة أحمد بن حنبل.

يأتي.

413-

مُنّبه بن عثمان اللَّخْميّ الدَّمشقيّ1:

كان أسند شيخٍ بقي بدمشق.

روى عن: ثور بن يزيد، وعُرْوة بن رُوَيْم، وأرطأة بن المنذر، وخُلَيد بن دَعْلج، وعمر بن زيد، والأوزاعيّ، والوَضِين بن عطاء، وطائفة.

وعنه: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مُصَفَّى، وهارون بن محمد بن بكّار، وأحمد بْن يحيى بْن حمزة، وأحمد بْن عبد القاهر اللَّخْميّ شيخ للطَّبرانيّ، وآخرون.

قال ابن زَبْر: وُلِد سنة ثلاث عشرة ومائة.

وقال أبو زرعة الدمشقي: سَمِعْتُ منبّه بْن عثمان يَقُولُ: كنت حَمْلًا عام الجرّاح الحَكَميّ، وهي سنة اثنتي عشرة.

وقال أبو حاتم: كان صدوقًا.

وقال أبو زُرْعة: لِقيتُهُ سنة اثنتي عشرة ومائتين ومات بعد ذلك بيسير.

414-

منصور بن زيد بن أبي خداش الموصلي:

رحل، وكتب الكثير.

1 الجرح والتعديل "8/ 419"، الثقات لابن حبان "9/ 198".

ص: 243

وروى عن: المُعَافَى بن عِمران، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ، وعيسى بن يونس، وجماعة.

روى عنه: نسيبه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد بْن أَبِي خِداش، ومبارك بن عبد الله النَّصيبيّ.

تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين.

415-

منصور بن صقير1. أبو النضر:

عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وعُبَيد الله بن عَمْرو الْجَزَريّ، وموسى بن أَعْين، وجماعة.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، وجعفر بن شاكر، وبِشْر بن موسى، وجماعة.

قال أبو حاتم: في حديثه اضطّراب، وليس بالقويّ.

روى عنه أيضًا: محمد بن غالب تمتام، وأبو أُميّة محمد بن إبراهيم.

وكان جُنْديًّا.

416-

منصور بن مجاهد البصْريّ:

شيخ.

يروي عن: أبي عَوَانة، وحمّاد بن زيد، وغيرهما.

قال أبو الفتح الأزديّ: كان يضع الحديث.

وقال أبو القاسم بن مَنْده: تُوُفّي سنة ثمان عشرة ومائتين.

417-

مِنْهالُ بن بحر2. أبو سَلَمَةَ العُقَيْليّ:

عن: ابن عَوْن، وهشام بن حسان، وسعيد بن أبي عروبة، وجماعة.

وعنه: أبو حفص الفلاس، وأبو حاتم الرازي وقال: ثقة، وعلّي بن عبد العزيز.

قال العقيلي: في حديثه نظر.

1 تقدمت ترجمته في الجزء السابق برقم "376".

2 التاريخ الكبير "8/ 12"، الجرح والتعديل "8/ 357"، المجروحين لابن حبان "1/ 82"، ميزان الاعتدال "4/ 191".

ص: 244

418-

موسى بن خالد1 -م:

أبو الوليد الحلبي، خَتَن الفِريْابيّ.

سمع: أبا إسحاق الفَزَاريّ، ومُعْتَمر بن سليمان، وجماعة.

وتُوُفّي كهلًا.

روى عنه: عبّاس التُّرقُفيّ، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الله الدّارميّ.

له في "مسلم" حديث وقع لنا موافقةً في كتاب الدّارميّ.

419-

موسى بن داود الضبي2 -م. د. ن. ق:

أبو عبد الله الطرسوسي الحلواني.

أصله من الكوفة، ثم سكن بغداد، ثم ولي قضاء طَرَسُوس وبها تُوُفي.

سمع: شُعْبة، والثَّوْريّ، وحماد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز الماجشون، ومبارك بن فَضَالَةَ، وزُهير بن معاوية، ونافع بن عمر، وطائفة.

وعنه: أحمد بن حنبل، وحَجّاج بن الشّاعر، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن أحمد بن أبي خَلَف، ومحمد بن أحمد بن أبي العوّام، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق.

وثقة غير واحد.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كان زاهدًا، ثقة، صاحب حديث.

ولي قضاء المِصِّيصة.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: كان مُصَنِّفًا مُكثِرًا مأمونًا، ولي قضاء الثغور.

قلت: آخر مَن حَدَّث عنه بِشْر بن موسى الأسَديّ.

قال ابن سعْد: كان ثقة صاحب حديث، ولي قضاء طَرَسُوس وبها مات سنة سبع عشرة.

1 الثقات لابن حبان "9/ 161"، الجمع بين رجال الصحيحين "2/ 485".

2 الطبقات الكبرى "6/ 356"، التاريخ الكبير "7/ 283"، الجرح والتعديل "8/ 141"، الثقات لابن حبان "9/ 160"، ميزان الاعتدال "4/ 204"، تهذيب التهذيب "10/ 342، 343".

ص: 245

له في "مسلم" حديث في الصّلاة.

420-

موسى بن سليمان1. أبو عِمران الباهليّ البصْريّ:

عن: قُزْعَة بن سُوَيْد، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجرير بن حازم.

روى عنه: أبو حاتم وقال: ثقة، ثقة.

421-

موسى بن سليمان2:

الفقيه أبو سليمان الْجَوْزجانيّ، صاحب أبي يوسف، ومحمد.

روى عنهما، وعن: ابن المبارك.

وعنه: بِشْر بن موسى، والقاضي البِرْتِي، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة.

قال ابن أبي حاتم: كان يُكَفِّر القائلين بخلق القرآن.

وقيل: إنّ المأمون عرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع، وذكر أنّه لَا يصلُح، فأعفاه.

422-

موسى بن مسعود3 -خ. د. ت. ق:

أبو حذيفة النهدي البصري.

عن: أَيْمَن بن نابِل، وإبراهيم بن طَهْمان، وسُفْيان، وزائدة، وعِكْرِمة بن عمّار، وشِبْل بن عَبّاد، وغيرهم.

وعنه: خ. ود. ت. ق. عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن محمد شَبُّوَيْه، ومحمد بن يحيى، وعبد بن حُمَيْد، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم، وحمّاد بن إسحاق القاضي، ومحمد بن الحسن بن كَيْسان المِصِّيصيّ، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن زكرّيا الأصبهانيّ، وحفصَ بن عمر الرَّقّيّ، وخلْق.

قال أحمد: هو من أهل الصِّدْق.

وقال أبو حاتم: صدوق، معروف بالثَّوريّ. وكان الثَّوريّ نزل البصرة على

1 الجرح والتعديل "8/ 144، 145".

2 الجرح والتعديل "8/ 145"، تاريخ بغداد "13/ 36، 37".

3 الطبقات الكبرى "7/ 304"، التاريخ الكبير "7/ 295"، الجرح والتعديل "8/ 163"، تهذيب التهذيب "10/ 370".

ص: 246

رَجُل، وكان أبو حُذَيْفَة معهم. فكان سُفْيان يوجّه أبا حُذَيفة في حوائجه.

ولكن كَانَ يصحّف. وروى عَنْ سُفْيان الثَّوريّ بضعة عشرة ألف حديث في بعضها شيء.

وقال بُنْدار: ضعيف.

وقال ابن خُزَيْمة: لَا أحتجّ به.

وقال الفلّاس: لَا يحدِّث عنه مَن يُبصر الحديث.

وقال ابن سعد: قِيلَ: إنّ الثَّوريّ تزوّج أمّه لما قدِم البصرة.

وقال غيره: كان مؤدِّبًا.

تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة عشرين. وفيها قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: تُوُفّي المِنْهال بْن بحر، وزُفَر بْن هبيرة، وسَكَنُ بْن سليمان، وبِشْر بْن الوضّاح، ومحمد بْن مَخْلَد الحضْرميّ، وهانئ بْن يحيى.

وقال البخاريّ: مات أبو حُذَيْفة سنة عشرين.

وقال غيره: عاش اثنتين وتسعين سنة.

"حرف النون":

423-

نَصر بن مزاحم المِنْقَريّ الكوفّي1:

سكن بغداد.

وروى عن: شُعْبة، والثَّوْريّ، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم.

وعنه: نوح بن حبيب، وأبو سعيد الأشجّ، وعليّ بن المنذر، وغيرهم.

وكان يترفّض.

قال أبو إسحاق الجوزجاني: كان زائغًا عن الحقّ.

وقال صالح بن محمد: يروي عن الضعفاء.

1 التاريخ الكبير "8/ 105"، الجرح والتعديل "8/ 468"، الثقات لابن حبان "9/ 215"، الميزان "4/ 253".

ص: 247

وقال أبو الفتح الأزْديّ: هو غالٍ في مذهبه غير محمود في حدَّيثه.

مات سنة اثنتين عشرة ومائتين.

424-

النَّضر بن عبد الجبّار بن نصير1. -د. ن. ق:

أبو الأسود المرادي، مولاهم المصريّ الكاتب.

كاتب لَهِيعة بن عيسى بن لَهِيعة قاضي مصر.

روى عن: ابن لَهِيعة، ونافع بن يزيد، واللَّيث، وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ، وَجَمَاعَةٌ.

وعنه: أحمد بن صالح المصريّ، وأبو عُبَيْد القاسم بن سلّام، ويحيى بن مَعِين، والربيع بن سليمان الجيزيّ لَا المُراديّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم، والمِقْدام بن داود الرُّعَيْنِي، ويحيى بن عثمان السَّهْميّ، وجماعة.

قال ابن معين: كان راوية ابن لَهِيعة، وكان شيخًا صدوقًا.

وقال أبو حاتم: صدوق، عابد، شبهّته بالقَعْنَبيّ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ أَبُو سعيد بن يونس: تُوُفّي لخمسٍ بقين من ذي الحجة سنة تسع عشرة ومائتين. وصلّى عليه هارون بن عبد الله القاضي. وكان مولده سنة خمس وأربعين ومائة.

وله أَخَوان عالمان: رَوْح، وعبد الله.

425-

نوح بن ميمون2. أبو سعيد العِجْلِي البغداديّ.

عن: سُفْيان الثَّوْريّ، ومالك بن أنس، وبُكَيْر بن معروف.

وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة.

1 التاريخ الكبير "8/ 90"، الجرح والتعديل "8/ 480"، الثقات لابن حبان "9/ 213"، تهذيب التهذيب "10/ 440".

2 الثقات لابن حبان "9/ 211"، تهذيب التهذيب "10/ 450".

ص: 248

وثّقه الخطيب.

ويقال له: "المضروب" لضربةٍ جاءته في وجهه من اللُّصوص.

426-

نوفل بن مُطَّهر1. أبو مسعود الضّبّيّ الكوفّي الحافظ:

روى عن: أبي الأَحْوَص سلّام، وابن المبارك، ومُفَضَّل بن مُهَلْهل.

وعنه: عليّ بن محمد الطُّنَافِسيّ، وعبد الرحمن بن الحَكَم، والحسين بن الربيع، وأحمد بن جواس الحنفي.

قال أبو حاتم: صاحب حديث صدوق، مثل يحيى بن آدم يحفظ ويَعْقِل.

"حرف الهاء":

427-

هارون بن صالح بن إبراهيم التَّيْميّ الطّلْحيّ المدنّي2:

عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما.

وعنه: يحيى بن موسى البلْخيّ، وأبو حاتم وقال: صدوق، ومحمد بن إسماعيل السُّلميّ.

حدث سنة ست عشرة.

428-

هارون ابْن الوزير أبي عُبَيْد الله مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ3:

مولاهم البغدادي.

سمع: أباه، وعطاف بن خالد، وفرج بن فضالة، وحفص بن غياث.

وعنه: عبد الله الدارمي، وعبد الكريم الديرعاقولي، وأبو حاتم وقال: صدوق.

429-

هانئ بن يحيى4. أبو مسعود السلمي البصري:

1 تاريخ الثقات للعجلي "453"، الجرح والتعديل "8/ 488، 489".

2 الجرح والتعديل "9/ 91، 92"، الثقات لابن حبان "9/ 239"، تهذيب التهذيب "11/ 8".

3 الجرح والتعديل "9/ 97"، تهذيب التهذيب "1/ 11".

4 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 114"، الجرح والتعديل "9/ 103"، الثقات لابن حبان "9/ 247".

ص: 249

عن: زائدة، وأبي قَحْذَم النَّضْر بن مَعْبَد.

وعنه: أبو حفص الصَّيْرفيّ، وأبو حاتم الرازّي، وقال: ثقة صدوق.

430-

هُرَيْم بن عثمان1. أبو المهلَّب الطّفاويّ.

عن: القاسم بن الفضل الحُدانيّ، وعِمارة بن زاذان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجماعة.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.

قال أبو حاتم: بصْريُّ، صَدُوق.

431-

هشام بن إسماعيل بن يحيى2. أبو عبد الملك الدّمشقيّ العطّار:

عن: إسماعيل بن عيّاش، وهِقْل بن زياد، والوليد بن مسلم، وجماعة.

وعنه: أبو عُبَيد، وأحمد بن الفُرات، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وآخرون.

وقال النسائي: ثِقَةٌ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ المَوْصِليّ: كَانَ مِن عُبّاد الخَلْق. ما رَأَيْت بدمشق أفضل منه.

وقال أحمد العِجْلي: ثقة صاحب سُنّة صالح.

وقال عبد السّلام بْن عتيق: ثنا هشام بْن إسماعيل العطّار، وما كان في بلدنا مثله. كان أشبه بالقَعْنَبيّ، رحمه الله.

وقال أبو زُرْعة: تُوُفّي سنة سبْع عشرة ومائتين.

432-

هشام بن بَهْرام المدائنيّ3 -د. ن:

عن: أبي شِهاب الحنّاط، والمعافى بن عمران.

1 الجرح التعديل "9/ 117، 118"، الثقات لابن حبان "9/ 245".

2 التاريخ الكبير "8/ 193"، الجرح والتعديل "9/ 52"، الثقات لابن حبان "9/ 233"، التهذيب "11/ 32".

3 الجرح والتعديل "9/ 53"، الثقات لابن حبان "9/ 233"، تهذيب التهذيب "11/ 33".

ص: 250

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، والصَّغَانيّ، وعليّ بن أحمد بن النّضْر.

وثقة الخطيب.

433-

هشام بن سعيد الطّالقانيّ البزّاز1 -د. ن:

نزيل بغداد.

عن: معاوية بن سلّام، وعبد الله بن لَهِيعة، ومحمد بن مهاجر.

وعنه: هارون الحمّال، وأحمد بن أبي خَيْثمة، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يوسف البِيكَنْديّ، وأحمد بن حنبل.

قال الإمام أحمد: ثقة صالح.

434-

هارون بْن الفضل2:

أبو يَعْلَى الرازيّ الحنّاط.

عن: عَمْرو بن يحيى بن سعيد الأُمويّ، ومحمد بن سليمان الأصبهانيّ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، ورفاعة بن إياس، وجماعة.

وسمع من: محمد بن سُليمان البَلْخيّ صاحب الضّحّاك.

روى عنه: أبو يحيى الزَّعْفرانيّ، وأبو حاتم الرازيّ.

435-

هَوْذَةُ بنُ خليفة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكرة الثقفي3 -ق:

البكرواي البصْريّ الأصمّ، أبو الأشهب.

نزيل بغداد ومُسْنِدُها.

روى عن: سليمان التَّيْميّ، ويونس بن عُبَيْد، وابن عَوْن، وعَوْف الأعرابيّ، وأبي حنيفة، وابن جريج، وطائفة.

1 الطبقات الكبرى "7/ 346"، الجرح والتعديل "9/ 62، 63"، الثقات لابن حبان "9/ 232"، تهذيب التهذيب "11/ 41".

2 الجرح والتعديل "9/ 93".

3 الطبقات الكبرى "7/ 339"، التاريخ الكبير "8/ 246"، الجرح والتعديل "9/ 118، 119"، تهذيب التهذيب "11/ 74، 75".

ص: 251

وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن سَعْد، ويوسف بن موسى القطّان، ومحمد بن عبد الله المُخَرِّميّ، وعباس الدُّوريّ، والحارث بن أبي أسامة، وبِشْر بن موسى، وإبراهيم الحربيّ، وخلْق.

قال أحمد بن حنبل: ما كان أصلح من حديثه، أرجو أن يكون صدوقًا.

وقال: ماكان أضبطه من عَوْف.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

وَقَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

وقال ابن مَعِين: ضعيف.

وقال غيره: كان قد كتب الكثير ولكن ذهبت أكثر كُتُبه.

مات في شوّال سنة ستّ عشرة وله إحدى وتسعون سنة.

قلت: ووقع حديثه عاليًا لأصحاب ابن طبرزد، والكندي.

436-

الهيثم بن جميل1 -ق- أبو سهل البغدادي الحافظ:

نزيل أنطاكية.

عن: مالك، والليث، وحماد بن سَلَمَةَ، وزُهير بن معاوية، وشَرِيك، ومَنْدَل بن عليّ، وطائفة.

وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف الطّائيّ، ويوسف بن مُسلّم، وطائفة.

قال الدّارَقُطنيّ: ثقة حافظ.

وقال أحمد العِجْليّ: ثقة، صاحب سُنّة.

وقال ابن قانع: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.

وأما ابن عدي فقال: ليس بالحافظ، يغلط على الثّقات، وأرجو أن لَا يتعمَّد الكذب.

1 الطبقات الكبرى "7/ 490"، التاريخ الكبير "8/ 216"، الجرح والتعديل "9/ 86"، الثقات لابن حبان "9/ 236" التهذيب "11/ 90".

ص: 252

437-

الهيثم بن عُبَيد الله القُرَشّي1:

عن: يزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وقيس بن الربيع، والحَسَن بن صالح بن حي.

وعنه: محمد بن إسماعيل الأحْمُسيّ، وأبو حاتم الرازيّ وقال: صدوق.

"حرف الواو":

438-

ورد بن عبد الله2. أبو محمد الطَّبريّ.

سمع: عديّ بن الفضل البصْريّ، وجرير الضَّبّيّ، ومحمد بن طلحة بن مصرّف.

وعنه: ابناه محمد ويحيى، وأحمد بن مُلاعب، وغيرهم.

وثقة ابن جَوْصا.

وقد سكن بغداد.

439-

الوضّاح بن حسّان الأنباريّ3:

عن: فُضَيْل بن مرزوق، وشعبة، وإسرائيل، وغيرهم.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، والصَّنعَانيّ، وأبو أُميّة الطَّرّسُوسيّ، ومحمد بن سعد العَوْفيّ.

قال الفَسَويّ: شيخ مغفَّل.

440-

الوليد بن محمد بن النُّعمان السُّلَميّ البصْريّ الحجّام4:

حدّث بَنْيسابور سنة سبْع عشرة.

عن: شُعْبة، وحمّاد بن سَلَمَةَ.

وله غرائب.

1 الطبقات الكبرى "6/ 410"، الجرح والتعديل "9/ 85".

2 تقدمت ترجمته في الجزء السابق برقم "400".

3 الجرح والتعديل "9/ 41"، تاريخ بغداد "3/ 465، 466".

4 الجرح والتعديل "9/ 14، 15"، الضعفاء والمتروكين للدارقطني "172".

ص: 253

وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن مُعَاذ، وجماعة. وأبو زُرْعة، وأبو حاتم.

وكان عارفًا بالعربيّة.

قال أبو حاتم: ما به بأس.

441-

الوليد بن موسى القُرَشيّ الدّمشقيّ1:

عن: الأوزاعيّ، وغيره.

حدّث بمصر.

روى عنه: يوسف بن يزيد القراطيسيّ، ويحيى بن عثمان السَّهْميّ.

وهو في عداد الضعفاء.

قال العُقيليّ: روى عن الأوزاعيّ البواطيل.

442-

الوليد بن الوليد بن يزيد2:

أبو العبّاس العنْسيّ الدّمشقيّ القَلانِسيّ.

عن: الأوزاعيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وسعيد بن عبد العزيز.

وعنه: سَلَمَةُ بن شَبِيب الذُّهَليّ، وعبّاس التُّرقُفيّ، وجماعة.

قال الدّارَقُطْني، وغيره: متروك.

وقال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال صالح جَزَرَة: قَدَرِيّ.

443-

وهْب الله بن راشد3:

مولى شُرَحْبِيل الحَجَريّ الروميّ الأصل ثم المصري. أبو زرعة المؤذّن.

شيخ مُعَمَّر. كان مؤذّنَ جامع مصر.

1 الضعفاء للعقيلي "4/ 321، 322"، المجروحين لابن حبان "3/ 82".

2 الجرح والتعديل "9/ 19"، المجروحين لابن حبان "3/ 81، 82"، ميزان الاعتدال "4/ 349".

3 الجرح والتعديل "9/ 27"، الثقات لابن حبان "9/ 228"، ميزان الاعتدال "4/ 352".

ص: 254

روى عن: يونس بن يزيد الأيْليّ، وحُمَيْد بن شريح، وغيرهما.

ذُكر أنّه وُلِد سنة سبعٍ وعشرين ومائة.

تُوُفّي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة.

وقد غمزه سعيد بن أبي مريم.

روى عنه: سعْد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع المُرادي، وطائفة.

444-

وهْب بن زَمْعَة التميمي المروزي1 -ت. ن- أبو عبد الله:

عن: أبي حمزة السُّكّريّ، وابن المبارك، وعبد العزيز بن أبي رَزْمة، وفَضَالة بن إبراهيم الفَسَويّ، وسُفْيان بن عبد الملك، وغيرهم.

وعنه: البخاريّ في خارج "الصحيح"، وأحمد بن عَبْدة الآملي، ومحمد بن عبد الله قُهْزاد، وأحمد بن محمد بن شَبُّوَيْه، وجماعة.

وثّقةُ النَّسَائيّ.

"حرف الياء":

445-

يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي قُتَيْلَة السُّلَميّ المدنيّ2. أبو إبراهيم:

عن: مالك، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وعبد العزيز، وعبد الخالق ابْنَيْ أبي حازم، وعمر بن طلحة بن علقمة بن وقاص، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزوميّ، وجماعة.

وعنه: الزُّبَير بن بكّار، ومحمد بن نصر النَّيْسابوريّ الفرّاء، وإبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن شبيب الرَّبْعيّ.

قال أبو حاتم: ثقة.

446-

يحيى بن بسطام3. أبو محمد البصري:

1 التاريخ الكبير "8/ 170"، الجرح والتعديل "9/ 28"، تهذيب التهذيب "11/ 163".

2 الجرح والتعديل "9/ 127"، الثقات لابن حبان "9/ 258"، تهذيب التهذيب "11/ 174".

2 التاريخ الكبير "8/ 264"، الجرح والتعديل "9/ 132"، ميزان الاعتدال "4/ 366".

ص: 255

رحل في طلب العِلم، وسمع من: اللَّيث بن سَعْد، وابن لَهِيعة، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن حمزة القاضي، وجماعة.

وعنه: أبو محمد الدَّارميّ، وأبو حاتم الرازيّ وقال: ما به بأس، كتبتُ عنه سنة أربع عشرة.

447-

يحيى بن حماد بن أبي زياد1 -م. ت. ن. ق:

أبو بكر، ويقال: أبو محمد الشيباني. مولاهم البصْريّ خَتَن أبي عَوَانة.

عن: أبي عَوَانة، وعِكْرِمة بن عمّار، وشُعْبَة، وهَمّام، وعبد العزيز بن المختار، واللَّيث بن سعْد، وجماعة.

وعنه: خ. وخ. أيضًا م. ت. ق. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وإسحاق بن رَاهُوَيْه، وإسحاق الكوسج، وإسحاق بن إبراهيم بن شاذان، وإسحاق بن سَيّار النصيبيّ، وبكّار بن قُتَيْبة، وعبد الله الدَّارميّ، وبُنْدار، وابن وارة، والكُدَيْميّ، وخلْق.

قال ابن سعْد: ثقة كثير الحديث.

وقال محمد بن النُّعمان بن عبد السّلام: لم أرَ أعبدَ مِن يحيى بن حمّاد، وأظنّه لم يضحك.

وقال البخاريّ: مات سنة خمس عشرة ومائتين.

448-

يحيى بن سعيد السَّعْديّ العَبشميّ2:

أبو زكرّيا الكوفيّ، ويقال: البصْريّ.

روى عَنْ: ابن جُرَيْج، عَنْ عطاء، عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر، عَنْ أَبِي ذَرّ، فذكر الحديث الطّويل المُنْكَر الَّذِي يُروى أيضًا عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلانيّ، عَنْ أَبِي ذَرّ.

روى عنه: الحسن بن إبراهيم البياني، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن حرب بن عمر، ومحمد بن غالب تمتام، وموسى بن العباس التستري، وغيرهم.

قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.

1 الطبقات الكبرى "7/ 306"، التاريخ الكبير "8/ 267"، الجرح والتعديل "9/ 137، 138"، تهذيب التهذيب "11/ 199، 200".

2 الضعفاء للعقيلي "4/ 404"، المجروحين لابن حبان "3/ 129"، ميزان الاعتدال "4/ 377، 378".

ص: 256

وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

وقال ابن عديّ: يُعرف بهذا الحديث، وهو حديث مُنْكَر من هذا الطريق.

449-

يحيى بن عبد الله بن الضَّحّاك بن بابْلُتّ1:

وهو رازيّ قدِم حَرَّان، فقيل لَهُ: من أين أنت؟ قَالَ: من الرّيّ من موضع، يقال لَهُ: بابْلُتّ.

وأمّا أبو أحمد الحاكم فقال: بابْلُتّ قرية بين حَرّان والرَّقّة.

روى عن: زوج أمّه الأوزاعيّ، وأبي بكر بن أبي مريم الغسّانيّ، وابن أبي ذئب، وصَفْوان بن عَمْرو السَّكْسَكيّ، وأبي جعفر الرازيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وجماعة.

وعنه: أبو إسحاق الْجَوْزجانيّ، وأبو أميّة الطَّرَسُوسيّ، وإسماعيل سَمُّويْه، ومحمد بن يحيى الحرّانيّ، وسليمان بن سيف الحرّاني، وإسحاق بن سيّار النَّصيبيّ، وحفص بن عمر الرَّقّيّ، وابن زوجته أبو شُعَيْب عبد الله بن الحسن الحرانيّ، وغيرهم.

قال البخاريّ: قال أحمد بن حنبل: أمّا السَّماع فلا يُدفع.

وضعّفه أبو زُرْعة، وغيره، وابن حِبّان.

وقال ابن عديّ: له أحاديث صالحة عن الأوزاعيّ تفرّد ببعضها. وأثر الضَّعْف على حديثه بَيِّن.

قال محمد بن يحيى: تُوُفّي سنة ثمان عشرة ومائتين.

وأمّا قول أحمد بن كامل القاضي أنّه عاش سبعين سنة فغير ثابت، لعلّه كان تسعين سنه، فتصحّف.

450-

يحيى بن عَمرو بن عُمارة2. أبو الخَطّاب اللَّيْثيّ الدّمشقيّ:

عن: الأوزاعيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.

1 الطبقات الكبرى "7/ 487"، التاريخ الكبير "8/ 288"، الجرح والتعديل "9/ 164، 165"، تهذيب التهذيب "11/ 240".

2 الجرح والتعديل "9/ 177"، الثقات لابن حبان "9/ 265".

ص: 257

وعنه: يزيد بن عبد الصّمد، وأبو حاتم الرازيّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ.

قال أبو حاتم: ثقة.

451-

يحيى بن عَنْبَسة القُرَشّي1:

من ضُعفاء العراقّيين.

روى عن: حُمَيْد الطّويل، وأبي حنيفة.

وعنه: يوسف بن سعيد بن مُسلّم، وغالب بن تمتام.

وكان متهما.

قال الدَّارَقُطْنيّ: كذّاب.

وقال ابن حِبّان: دجّال.

452-

يحيى بن غَيْلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة2 -م. ت. ن- أبو الفضل الأسلمي الخزاعي البغدادي:

عن: مالك بن أَنَس، وأبي عَوَانة، ويزيد بن زُرَيْع، وجماعة.

وعنه: أحمد بن حنبل، والفضل بن سهل الأعرج، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وإسحاق الحربيّ، وآخرون.

قال محمد بن سعْد: تُوُفّي سنة عشر ومائتين.

وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة.

453-

يحيى بن قزعة المؤذن المكي3 -خ:

عن: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، ونافع بن أبي نُعَيْم القارئ، وجماعة.

وعنه: خ. ومحمد بن وَارَةَ، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة، وغيرهم.

1 تقدمت ترجمته في الجزء السابق برقم "422".

2 الطبقات الكبرى "7/ 341"، التاريخ الكبير "8/ 298"، الثقات لابن حبان "9/ 261"، التهذيب "11/ 263".

3 التاريخ الكبير "8/ 300"، الجرح والتعديل "9/ 182"، الثقات لابن حبان "9/ 257"، تهذيب التهذيب "11/ 265".

ص: 258

454-

يحيى بن المبارك الصنعاني. صنعاء دمشق:

رحل وروى عن: مالك، وشَرِيك، وشِبْل بن عبّاد، وكثير بن سُلَيْم.

نزل أرسوف فروى عنه من أهلها: إسماعيل بن عباد، وخطاب بن عبد الدائم، وعبد العظيم بن إبراهيم، وغيرهم. ذكره ابن عساكر.

455-

يحيى بن مصعب1:

أبو زكريا الكلبي الكوفي. جار الأعمش.

حكى عنه حكايات.

وروى عن: عمر بن نافع الثَّقفيّ، وإسماعيل بن زياد النّافا.

وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم وقالا: صدوق.

456-

يحيى بن المغيرة السَّعدي الرّازيّ2:

عن: شَرِيك، وعطّاف بن خالد، وأبي الأحْوَص، وغيرهم.

ورأى: الحَجَّاج بن أرطأة.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة، وابن الضُّرَيْس.

قال أبو حاتم: صدوق.

457-

يحيى بن نصر بن حاجب المَرْوَزيّ3:

نزيل بغداد.

روى عن الكبار: عاصم الأحول، وعبد الله بن شُبْرُمَة، وثور بن يزيد الحمصيّ، وهلال بن خَبّاب، ووَرْقَاء بن عمر، ويونس بن يزيد الأَيْليّ، وغيرهم.

وعنه: إبراهيم بن سعيد الْجَوْهريّ، وأحمد بن منصور زاج، ورجاء بن الجارود، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ.

1 التاريخ الكبير "8/ 306"، الجرح والتعديل "9/ 190"، الثقات لابن حبان "9/ 255".

2 الجرح والتعديل "9/ 191"، الثقات لابن حبان "9/ 262".

3 الجرح والتعديل "9/ 193"، الثقات لابن حبان "9/ 254"، ميزان الاعتدال "4/ 411، 412".

ص: 259

قَالَ أحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ: كتبنا عَنْهُ وكان يحدّث عَنْ سُفيان الثوريّ، وابن شُبْرُمَة، ويونس. فلما حدث عن هلال بْن خبّاب، وإسحاق بْن سُوَيد بَرَد أمره، وفتر الناسُ عَنْهُ. ثم خرج إلى العراق.

وقال مُهَنَّأ الشّاميّ: سألت أحمد بْن حنبل عَنْهُ فقال: كَانَ جَهْميًّا يَقُولُ قول جَهْم.

وقال أبو حاتم الرازيّ: بَلِيتُهُ عندي قِدَمُ رِجاله.

وقال أبو زُرْعة: ليس بشيء.

وقال عبد العزيز الهاشميّ: مات سنة خمس عشرة ومائتين.

458-

يحيى بن يعْلَى بن الحارث1 -خ. م. ت. ن. ق- أبو زكريا المحاربي.

عن: أبيه، وزائدة.

وعنه: خ. وم. ت. ن. ق. عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن مُلاعب، وطائفة.

وثّقه أبو حاتم.

وقال مُطَيِّن: مات سنة ستّ عشرة ومائتين.

459-

يزيد بن خالد بن مرشل2:

أبو مَسلَمَة القُرَشيّ اليافيّ، من أهل يافا.

عن: عبد الرحمن بن ثابت ثَوْبان، وأبي خالد الأحمر، ورديح بن عطّية، وأبان بن عنْبَسَة.

وعنه: محمود بن إبراهيم بن سميع، وموسى بن سهل الرمليّ.

قال ابن سميع: ثقة عاقل.

1 الطبقات الكبرى "6/ 408"، التاريخ الكبير "8/ 311"، الجرح والتعديل "9/ 196"، الثقات "9/ 261"، التهذيب "11/ 303".

2 الجرح والتعديل "9/ 259"، الثقات لابن حبان "9/ 275".

ص: 260

460-

يزيد بن محمد1:

أبو خالد الأَيْليّ.

عن: يونس بن يزيد، وابن لَهِيعَة.

وعنه: إسماعيل سَمُّوَيْه، وابن خالد بن يزيد.

ذكره أبو حاتم ولم يضعِّفْه، وقال: أدركته.

461-

يَسْرَةُ بن صفوان بن جميل2 -خ:

أبو صفوان اللخمي الدمشقي.

كذا كنّاه النَّسائيّ، وغيره. وكناه محمد بن عَوْف الطّائيّ أبا عبد الرحمن، من أهل قرية البلاط.

عن: إبراهيم بن سَعْد، وحُدَيْج بن معاوية، ونافع بن عمر الْجُمَحيّ، وعبد الجبّار بن الورد، وفُلَيْح بن سليمان، وطائفة.

وعنه: خ. ودُحَيْم، وأبو حاتم، وعباس التُّرْقُفيّ، وإسماعيل سمويه، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون.

وكان رجلا صالحا فاضلا.

وثقه أبو حاتم.

ومن شعره فيما قَالَ:

ولَرُبَّما ابتسم الكريم من الأذى

وضميره من حرّه يتأوّه

وَلَرُبَّما خَزَنَ التَّقِيُّ لسانَه

حَذَر الجواب وإنّه لَمُفَوَّه

قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن بكّار بْن بلَال: وُلِد يَسْرَةُ بنُ صَفْوان سنة عشرٍ ومائة، ومات سنة ستّ عشرة ومائتين.

وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: تُوُفّي سنة خمس عشرة.

وقال غيره: عاش مائة سنة وأربع سنين.

1 الجرح والتعديل "9/ 289"، الثقات لابن حبان "9/ 275".

2 التاريخ الكبير "8/ 428"، الجرح والتعديل "9/ 314"، التهذيب "11/ 377، 378".

ص: 261

462-

يعقوب بن إسحاق البصْريّ1:

ابن بنت حُمَيْد الطّويل.

شيخ مُعَمَّر قال: وُلدت سنة عشرين ومائة.

سمع: حُمَيْدًا، وعبد الله بن أبي عثمان.

ورأى: أبان بن أبي عيّاش على برذونٍ أَشْهَب.

كتب عنه: أبو زُرْعة.

وحدّث عنه: أبو يحيى بن أبي مَسَرّة المكّيّ، وغيره.

وجاور بمكّة.

ما علِمْتُ لهم فيه كلامًا.

463-

يعقوب بن إسحاق بن أبي عبّاد المكّيّ2:

عن: إبراهيم بن طَهْمان، وحمّاد بن شُعَيْب، وجماعة.

وعنه: عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عبد الحَكَم، ومحمد بن الحَجّاج الضَّبّيّ.

قال أبو حاتم: كان يسكن القُلْزُم فقدمتها وهو غائب. وكان لَا بأس به.

464-

يعقوب بن الْجَهْم الحمصيّ3:

عن: عَمْرو بن جرير، ومحمد بن واقد، وعليّ بن عاصم، وغيرهم.

وعنه: أبو التُّقَى هشام بن عبد الملك، وإبراهيم بن عُبَيْد اليَمَانيّ.

ذكر له ابن عديّ أحاديث مناكير. وقال: البلاء منه.

465-

يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ4 -ق:

1 الجرح والتعديل "9/ 204".

2 تاريخ الطبري "2/ 389"، الجرح والتعديل "9/ 203"، الثقات لابن حبان "9/ 285".

3 الكامل لابن عدي "7/ 2607، 2608"، ميزان الاعتدال "4/ 450"، لسان الميزان "6/ 306".

4 الطبقات الكبرى "5/ 441"، التاريخ الكبير "8/ 397، 398"، الجرح والتعديل "9/ 214، 215"، التهذيب "11/ 396".

ص: 262

الفقيه أبو يوسف القرشي الزهري المدني.

عن: إبراهيم بن سعْد، وصالح بن قُدامة، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكيّ، والمُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدر، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزوميّ، وخلق من الحجازيين.

وعنه: حجاج بن محمد، وحاتم بن الليث، وإسحاق الحربي، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأبو العيناء محمد بن القاسم، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق.

قال ابن سعد: جالس العلماء وكان حافظا.

وقال ابن معين: ما حدثكم عن الثَّقات فاكتبوه.

وقال أبو زُرْعة: ليس بشيءٍ. يُقارب الواقديّ.

وقال حَجّاج بن الشّاعر: ثنا، وهو ثقة.

وقال أبو حاتم: هو على يدي عدلٌ.

قلت: علّق له البخاريّ مسألة في "صحيحه" في باب جوائز الوفد.

مات سنة ثلاث عشرة، قاله النّسائيّ.

466-

يَعْلَى بن عبّاد الكِلابيّ1:

عن: شُعْبة، وهمام، وطبقتهما.

وعنه: أحمد بن مُلاعب، وإسحاق الحربيّ، وبِشْر بن موسى، وجماعة.

ضعّفه الدَّارَقُطْنيّ.

467-

يوسف بن بُهْلُولٍ التميميّ الأنباريّ2:

عن: شَرِيك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبي خالد الأحمر.

1 الجرح والتعديل "9/ 305"، الثقات لابن حبان "9/ 29"، ميزان الاعتدال "4/ 457".

2 الطبقات الكبرى "6/ 411"، التاريخ الكبير "8/ 368"، الجرح والتعديل "9/ 220"، الثقات "9/ 278"، التهذيب "11/ 409".

ص: 263

وعنه: خ. وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن الهيثم البَلَديّ، وأبو زرعة، وحنبل بن إسحاق، وطائفة.

وثقة مطين.

توفي بالكوفة سنة ثمان عشرة.

468-

يوسف بن منازل التيمي الكوفي1 -ن. ق- أبو يعقوب:

عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غِياث، وجماعة.

وعنه: عبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وأحمد بن أبي خَيْثمة، وعدّة. وَثّقَهُ ابن مَعِين.

"الكنى":

469-

أبو عبّاد الكاتب2:

وزير المأمون.

طوّل ابن النّجّار ترجمة هذا.

وقال: ثابت بن يحيى بن يَسَار: أبو عبّاد الرازيّ كاتب المأمون كان من الكُفَاة.

قلت: هو مشهور بالكنْية.

ذكره الصُّوليّ، ومحمد بن عبْدوس الْجَهْشياريّ في "أخبار الوزراء".

وملخص أمره أنه كان خبيرًا بالحساب والكتابة، بارعًا في التصرُّف، ناهضًا في أمور المأمون عَلَى أتمّ ما يكون. ثمّ إنّه عجز من النُّقْرُس واسْتَعْفَى.

وكان جوادًا نبيلًا لكنه كان شرسًا عَبُوسًا.

قال الصُّوليّ: مات في المحرَّم سنة عشرين ومائتين عن خمسٍ وستّين سنة.

470-

أبو العتاهية3. الشاعر المشهور:

1 التاريخ الكبير "8/ 385"، الجرح والتعديل "9/ 231"، الثقات لابن حبان "9/ 280"، تهذيب التهذيب "11/ 424".

2 تاريخ الطبري "8/ 660"، سير أعلام النبلاء "10/ 199".

3 الأغاني "1-112"، سير أعلام النبلاء "10/ 195-198"، شذرات الذهب "2/ 25".

ص: 264

هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سُوَيْد بن كَيْسان العَنَزيّ، مولاهم الكوفيّ، نزيل بغداد، وأصله من سَبْي عين التَّمْر.

ولقبوه بأبي العَتَاهية لاضطّرابٍ كان فيه.

وقيل: بل كَانَ يحبّ الخَلاعة فكُنّي بأبي العَتَاهية لعُتُوِّه. وهو أحد مَن سار قولُهُ وانتشرَ شِعره.

ولم يجتمع لأحدٍ ديوان شعر لكثرته. وقد نَسَكَ بآخره.

وقال في الزُّهْد والمواعظ، فأحسَنَ وأبلغ.

وكان أبو نُوَاس يُعَظّمه ويخضع لَهُ، ويقول: واللَّهِ ما رأيته إلّا توهّمت أنّه سماويّ وأنّي أرضيّ.

وقد مدح أبو العتاهية الخلفاءَ والبَرَامكَةَ والكِبار.

ومِن شِعره قوله:

ولقد طربت إليك حتّى

صِرْتُ من فَرْط التَّصابي

يَجد الجليسُ إذا دنا

رِيحَ الصبابة من ثيابي

وله:

إن المطايا تشتكيك؛ لأنّها

تطوي إليك سَبَاسِبًا ورِمالا

فإذا رحَلْنَ بنا رَحَلْن مُخِفَّةً

وإذا رجِعْنَ بنا رجعن ثِقالا

وله أُرْجُوزة فائقة يقولُ فيها:

هي المقادير فلمني أو فدر

إنْ كنتُ أخطأتُ فما أخطأ القَدَرْ

لكلّ ما يؤذي وإنْ قَلّ أَلَمْ

ما أطول اللّيل عَلَى مَن لم يَنَمْ

إنَّ الشَّباب والفَراغ والجِدَةُ

مُفْسِدَةٌ للمَرْءِ أيّ مَفْسَدَة

حَسْبُكَ ممّا تبتغيه القُوتُ

ما أكثر القُوتُ لمن يموت

وله فيما أنشدنا أبو عليّ بْن الخلّال: أَنَا ابن المقيّر، أخْبَرَتْنا شُهْدَة: أَنَا النّعاليّ، أَنَا محمد بْن عُبَيد اللَّه، ثنا عثمان بْن السَّمّاكَ، ثنا إسحاق الخُتليّ: حدّثني سليمان بْن أَبِي شيخ: أنشدني أبو العتاهية:

ص: 265

نُنَافِسُ في الدُّنيا ونحن نَعِيبُها

لقد حَذَّرْتناها لَعَمْري خطوبُها

وما نَحْسِبُ السّاعاتِ تقطعُ مدّةً

عَلَى أنّها فينا سريعٌ دَبِيبُها

كأنّي بَرَهْطي يَحمِلون جَنَازتي

إلى حفرةٍ يُحْثي عليَّ كثيبُها

وداعيةٍ حَرَّى تُنادي وإنّني

لَفِي غفلةٍ عَنْ صَوْتها لَا أجيبُها

وإنّي لَمِمَّن يكره الموتَ والبِلى

ويُعْجبُهُ ريحُ الحياةِ وطِيبُها

أيا هادم اللذات ما منك مهربٌ

تحاذر منك النفس ما سيصيبها

رأيتُ المنايا قُسِّمت بين أنفسٍ

ونَفْسي سيأتي بعدهُنَّ نَصِيبُها

ومن شعره:

لِدُوا للموت وابْنُوا للخَراب

فكُلُّكُم يصير إلى ذَهاب

لِمن نبني ونحنُ إلى تُرابٍ

نصير كما خُلِقنا من ترابِ

ألا يا موتُ لم أرَ منكَ بُدًّا

أتيتَ فما تَحيفُ ولا تُحابي

كأنّك قد هجمت عَلَى مَشِيبي

كما هَجَمَ المَشِيبُ عَلَى شبابي

ويا دُنيايَ ما لي لَا أراني

أسدّ بمنزلٍ إلّا نَبَا بي

وما لي لَا أُلِحّ عليكِ إلّا

بعثت الهمّ من كلّ بابِ

أراكِ وإنْ ظلمتِ بكلّ لونٍ

كحُلْم النَّومِ أو لَمْع السَّراب

وهذا الخلْقُ منكِ عَلَى وقارٍ

وأرجُلُهم جميعًا في الرِّكاب

تقلّدتَ العظامَ من الخطايا

كأنّك قد أمِنْتَ من العقابِ

فمهما دُمتَ في الدُّنيا حريصًا

فإنَّكَ لَا تُوَفَّق للصوابِ

سَأُسأَلُ عَنْ أمورٍ كنتُ فيها

فما عُذري هناك وما جوابي؟

بأيَّةِ حجةٍ تَحْتَجُّ نفسي

إذا دعيت إلى طول الحساب

هما أمرن يوضح لي مقامي

هنالك حين أنظر في كتابي

فإمّا أنْ أُخَلّدُ في نعيمٍ

وإمّا أن أُخَلّدَ في عذابِ

ص: 266

ومن شعره:

أَنساكَ مَحْياكَ المماتا

فطَلَبْتَ في الأرض الثباتا

أوثقت بالدنيا وأن

ت ترى جماعتها شتاتا

وعزمت ويك على الحيا

ة وطُولِها عَزْمًا ثَبَاتا

دارٌ تَواصُلُ أهلِها

سيعود نَأْيًا وانْبِتاتا

إنّ الإلهَ يُميتُ من أحيا

ويُحيي مَن أماتا

يا مَن رَأَى أبَوَيْه في

مَن قد رَأَى كانا فماتا

هل فيهما لك عبرةٌ

أم خِلْتَ أَنَّ لك انفلاتا

ومن الذي طلب التفل

ت من منيته ففاتا

كل تصبحه المن

ية أو تبيّته بَيَاتا

تُوُفّي أبو العَتَاهية في جُمادَى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين عَنْ نيفٍ وثمانين سنة، وقيل: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة.

مدح المهديَّ فَمَن دونَه من الخُلفاء.

أخبرنا سنقر الكلبيّ بها: أَنَا يحيى بْن جعفر، أَنَا أَبِي، أَنَا أحمد بْن علي بْن سوار، أَنَا محمد بْن عبد الواحد، أَنَا أبو سعيد السِّيرافيّ، أَنَا محمد بْن أَبِي الأزهر: أنشدنا الزُّبير بْن بكّار، عَنْ أَبِي العَتَاهية:

أيا ربِّ إنّ النّاسَ لَا يُنْصِفونني

فكيف وإنْ أنصفتُهم ظلموني؟

وإنْ كَانَ لي شيء تَصَدّوا لأَخْذِهِ

وإنْ جئتُ أبغي شَيْئهم منعوني

وإنْ نالَهم بَذْلي فلا شُكْرَ عندهم

وإنْ أَنَا لم أَبْذُل لهم شتموني

وإنْ طَرَقَتْني نائبةٌ فَكِهُوا بها

وإنْ صَحِبَتْني نعمةٌ حسدوني

سأمنعُ قَلْبي أنْ يَحِنّ إليهم

وأَحْجبُ منهم ناظري وجُفوني

وله:

أيا مَن خَلْفَهُ الأصلُ وَمَن قُدّامَه الأَمَلُ

أما واللَّهِ ما يُنْجِيك إلّا الصِّدقُ والعملُ

ص: 267

سل الأيام عن أملاكها الماضيين ما فعلوا

أما شُغِلوا بأنفُسِهم فصار بها لهم شُغلُ

وصاروا في بُطُونِ الأرضِ وارْتَهَنُوا بما عمِلوا

وما دفع المنيَّةَ عَنْهُمْ جاهٌ ولا حَوْلُ

وكانوا قبل ذاك ذَوِي المَهَابة أينما نزلوا

وكانوا يأكلون أطايبَ الدُّنيا فقد أُكِلوا

ذكرتُ الموتَ فالتبسَتْ عليَّ بذِكره السُّبُلُ

ومن شعره:

المرء في تأخر مُدَّته

كالثَّوبِ يَبْلَى بعد جِدّتِه

عَجَبًا لمتنبهٍ يضيّع ما

يحتاج فيه ليوم رَقْدتِهِ

وله:

حسناءُ لَا تبتغي حُلْيًا إذا برزت

كأنّ خالقها بالحُسْن حلّاها

قامت تمشي فلَيتَ اللَّهَ صَيَّرني

ذاك التُّرابَ الَّذِي مَسّتهُ رِجلاها

وله:

وإني لمعذورٌ عَلَى طولِ حُبّها

لأنَّ لها وجهًا يدل على عذري

وإذا ما بَدَتْ والبدْرُ ليلةَ تَمِّهِ

رأيتَ لها فَضْلا مُبينًا عَلَى البدرِ

وتهتزُّ مِن تحت الثّياب كأنّها

قضيبٌ من الرَّيْحان في ورقٍ خُضْرِ

أبى اللَّهُ إلَّا أَنْ أموتَ صَبَابَةً

بِساحرةِ العينينِ طيّبة النَّشْرِ

ذكر الصُّوليّ أنّ أبا العتاهية جلس حجّامًا ليُذلّ نفسه ويتزهّد، وكان يحجم الأيتام. فقال لَهُ بَكْر بْن المُعْتَمِر: أتعرف مَن يحتاج إلى إخراج الدّم من هَؤُلّاءِ؟ قَالَ: لَا قَالَ: أتعرف مقدار ما تخرج من الدم؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فأنت تريد أن تتعلَّم عَلَى أكتافهم ما تريد الأجر.

قَالَ أبو تمّام: خمسة أبيات لأبي العتاهية ما تهيّأ لأحدٍ مثلها: قوله:

ص: 268

النّاسُ في غَفَلاتِهِمْ

وَرَحَى المَنِيّةِ تَطْحَنُ

وقوله:

ألم تَرَ أنّ الفقرَ يُرجَى لَهُ الغِنَى

وأنّ الغِنَى يُخشى عَلَيْهِ مِن الفقرِ

وقوله في موسى الهادي:

ولما استقلُّوا بأثقالهمْ

وقد أَزْمَعُوا للّذي أزمعوا

قرنْتُ التفاتِي بآثارهمْ

وأَتْبَعْتُهُم مُقْلَةً تَدْمَعُ

وقوله:

هَبِ الدُّنيا تُسَاقُ إليك عفوًا

أليس مصير ذاك إلى زوال؟

ص: 269