المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رجال هذة الطبقة على ترتيب المعجم: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ١٩

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌رجال هذة الطبقة على ترتيب المعجم:

‌رجال هذة الطبقة عَلَى ترتيب المعجم:

"حرف الألف":

1-

أَحْمَد بْن إبراهيم بْن مِهْران البُوشَنْجيّ1:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضمرة.

وعنه: المخاملي، ومحمد بْن مَخْلَد.

قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لَا بأس بِهِ.

2-

أَحْمَد بْن آدم:

أَبُو جعْفَر الخَلَنْجيّ غُنْدَر الحافظ2.

رُوِيَ عَنْ: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي نُعَيْم، وعثمان بْن عَبْد الحميد، وجماعة كثيرة.

وعنه: عِمران بْن مُوسَى بْن مُجاشِع، والحسن بْن سُفْيَان، وأبو جعْفَر الْجُرْجانيّ المقرئ، وآخرون.

وثقَّه حمزة السَّهْميّ.

3-

أَحْمَد بْن إسرائيل بْن حسين:

أَبُو جعْفَر الكاتب3.

وزير المعتزّ بالله، الأنباريّ، ولي ديوان الخراج للمتوكلّ وللمنتصر، ثمّ ولي كتابه المعتزّ قبل خلَافته. فلمّا ولي الخلَافة استوزره، وكان يحبّه ويَركن إِلَيْهِ فِي الأمور، فخلع عَلَيْهِ للوزارة فِي شعبان سنة اثنتين وخمسين.

وكان أَحْمَد بْن إسرائيل من أذكياء العالم لَا يسمع شيئًا إلَا حفِظَه. وكان "إِلَيْهِ المنتهى" فِي حساب الديوان. وأوّل من قدمه وأظهره محمد بن عبد الملك الزيات.

1 سبقت الترجمة له.

2 تاريخ جرجان "ص/ 69، 70".

3 انظر: العقد الفريد "4/ 166"، والسير "12/ 332".

ص: 19

قَالَ الصُّوليّ: حدثني الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الباقطائيّ قال: لنا أَحْمَد بْن إسرائيل: كنت فِي الدّيوان "أيام محمد الأمين" فما كَانَ أحدٌ من أهل الدّيوان أصغر منيّ. ولقد كنت أنسخ الكتاب، فئلا أَفْرَغُهُ حتى أحفَظ ما فِيهِ حرفًا حرفًا. فعْلتُ هذا مرّاتٍ كثيرة. وسمعت أَحْمَد بْن إسرائيل ينشد:

لَا يكون السّرِيّ مثل الدَّنيّ

لَا ولا ذُو الذَّكاء مثل الغبيّ

قيمةُ المرءِ مثل ما يحُسن المرء

قضاء مِنَ الْإمَام عَلِيّ

قَالَ الصُّوليّ: لم يزل أَحْمَد بْن إسرائيل وزيرًا للمعتز إلى سنة خمسٍ وخمسين. وكانت وزارته دون ثلَاث سنين. قتله صالح بْن وصيف بالضَّرْب في المصادرة، فهلك تحت الضَّرْب فِي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.

4-

أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن نُبيْه1 -ق- أبو حذاقة السهمي القرشي المدني، نزيل بغداد. حدَّث عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، ومسلم بْن خَالِد الزَّنْجيّ، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل وهو آخر من حدث عَنْهُمْ. ولعلّه عاش مائة سنة.

روى عَنْهُ: ق، وابن صاعد، وعبد الوهاب بن أبي عصمة، وإسماعيل بن العباس الوراق، والمحاملي، وابن مخلد. وآخرون.

قال المحاملي: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلت أَبَا مُصْعَب، عَنْ أَبِي حُذَافة السَّهْميّ فقال: كَانَ يحضر معنا العَرْض عَلَى مالك، وقال الدّارَقُطْنيّ: هُوَ قوي السمَّاع عَنْ مالك.

وقال البرقاني: كان الدارقطني حسن الرأس في أبي حذاقة، وأمرني أن أخرّج حديثه فِي الصحيح.

قَالَ الخطيب: وقرأت بخطّ الدّارَقُطْنيّ: أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو حُذَافة ضعيف الحديث، كَانَ مغفَّلَا. روى "الموطّأ" عَنْ مالك مستقيمًا، فأدخلت عَلَيْهِ أحاديث عَنْ مالك فِي غير "الموطّأ" فقبِلَها. لَا يُحْتَجّ بِهِ.

وقال ابن عديّ: حدَّث عَنْ مالك بالموطّأ. وحدَّث عَنْهُ وعن غيره بالبواطيل.

1 تاريخ بغداد "4/ 22-24"، السير "12/ 24-27".

ص: 20

وَقَالَ الْخَطِيبُ: لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ الْبَاطِلَ.

قُلْتُ: مِمَّا نُقِمَ عَلَى أَبِي حُذَافَةَ رِوَايَتُهُ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثُ:"أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ"1.

وَرَوَى بِالإِسْنَادِ حَدِيثَ: "قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ"2. وَهَذَانِ مَوْضُوعَا الإِسْنَادِ.

مات يوم عيد الفطر سنة تسع وخمسين.

5-

أَحْمَد بْن الأسود:

أَبُو عَلِيّ الحنفيّ البصْريّ3، قاضي قرقيسيا.

روى عَنْ: سعَيِد بن سلام العطار، وفهر بن حبان.

وعنه: أَبُو عروبة الحرّانيّ، وأبو الْعَبَّاس إبْرَاهِيم بْن محمد بْن الحارث، وأبو زُرْعَة محمد بْن نفيس المصَّيصيّ.

6-

أَحْمَد بْن أيّوب:

أَبُو ذَرّ النَّيسابوري العطّار4.

عَنْ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بْن الْحَسَن بْن شقيق.

وعنه: إبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان الفقيه، وغيره.

توفي سنة ثمانٍ وخمسين.

7-

أَحْمَد بْن أَبِي أيّوب البخاري5.

واسم أبيه هناد.

1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "2367"، "2369"، والترمذي "774"، وابن ماجه "1679"، وأحمد "2/ 364"، "3/ 474"، والدارمي "2/ 14، 15"، والشافعي "680"، والطيالسي "890".

2 حديث صحيح: أخرجه الترمذي "1344"، وابن ماجه "2368"، وأبو داود "3619" بنحوه.

3 الثقات لابن حبان "8/ 46".

4 لم نقف له على ترجمة.

5 الإكمال "7/ 404"، لابن ماكولا.

ص: 21

رحل وسمع: أبا أسامة، وزيد ين الحُباب، وأبا أَحْمَد الزُّبَيْريّ.

وعنه: خَالِد بْن إبْرَاهِيم الذُّهْليّ، وسهل بْن شاذُوَيْه.

قَالَ ابن ماكولَا: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.

8-

أَحْمَد بن بديل بن قريش1 - ت. ق. - أبو جعفر اليامي الكوفي. قاضي الكوفة ثمّ قاضي همذان ومُسْنِدُها ومحدثها.

عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، ومحمد بْن فُضَيْل، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، ووكيع، وعبد الرَّحْمَن المُحَاربيّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وطائفة.

وعنه: ت. ق. وإبراهيم بْن عَمْرُوس، وابن صاعد، وأحمد بن الحسن بن عزون، ومحمد بن عبد الله بلبل، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، وطائفة.

قال النسائي: لَا بأس به.

وقال الدارقطيني: فِيهِ لين.

وكان يُسَمّى راهب الكوفة، فلمّا تولّي القضاء قَالَ: خُذِلْتُ عَلَى كِبَر السِّنّ. مَعَ عِفَّتِه وصيانته.

قَالَ سِيَامُرْد النَّهَاوَنْديّ: كتبتُ عَنْ ألف شيخ الحُجّةَ فيما بيني وبين اللَّه شيخان: أَحْمَد بْن بُدَيْل؛ وسمي رجلَا أخر.

ونقل شِيرُوَيُه فِي تاريخه أن أَبَا بَكْر بْن لال قَالَ: حكي لنا أنّ أَحْمَد بْن بُدَيْل الأياميّ كَانَت له بِنْت عابدة بالكوفة فكتبت إِلَيْهِ: يا أبه لَا حشرك اللَّه مَحْشَرَ القُضاة.

فَعَزل نفسه وخرج فِي أمانةٍ لَابن هارون، فقيل لَهُ: اخترت الأمانة عَلَى القضاء؟ فقال: نعم، اخترتُ الأمانة عَلَى الخيانة.

قَالَ الحافظ صالح بْن أَحْمَد الهمداني: ثنا إبْرَاهِيم بْن عَمْروس إمْلَاء: سمعتُ أَحْمَد بْن بُدَيْل قَالَ: بعث إليَّ المعتزّ بالله رسولَا بعد رسول، فلبست كَمّتي، ولبست نَعْلَ طاق، فأتيت بابَه، فقال الحاجب: يا شيخ، نعليك. فلم ألتفت إليه، ودخلت

1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 43"، والسير "12/ 331، 332".

ص: 22

الباب الثاني، فقال الحاجب: نَعْلَيْك. فلم ألتفِت، ودخلت إلى الباب الثالث، فقال: يا شيخ نَعلَيك. فقلت: أبِالوادِ المقدَّس أَنَا فأخلع نَعْلَيَّ!؟.

فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي فجلست عَلَى مُصَلَاه، فقال: أتعبناك أَبَا جعْفَر.

فقلت: أتْعَبْتني وذعَّرْتَني، فكيف بك إذا سُئلتَ عنيّ؟ فقال: ما أردنا إلَا الخير، أردنا أن نسمع العِلْم.

فقلت: وتسمع العِلْم أيضًا؟ ألَا جئتني؟ فإنّ العلم يؤتي ولا يأتي.

قَالَ: تعبت أبا جعفر؟

فقلت له: خلبتني بحُسْن أدبك، أكتُب.

قَالَ: فأخذ القِرْطاسَ والدَّواة، فقلت: أتكتب حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قِرطاس بمدادٍ؟

قال: فيما يكتب؟

قلت: في رق بحبر.

فجاؤا بَرقٍّ وحِبْر، فأخذ الكاتب يريد أنْ يكتب فقلت: أكتُب بخطّك. فأوما إليَّ أَنَّهُ لَا يكتب.

فأمليت عَلَيْهِ حديثين أسخن اللَّه بهما عينيه. فسأله أبن البَنّا أو ابن النُّعْمان: أي حديثين؟ فَقَالَ حَدِيثَ: "مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَلَمْ يُحِطْهَا بِالنَّصِيحَةِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ"1. وَالثَّانِي: "مَا مِنْ أَمِيرِ عَشْرَةٍ إِلا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولا" 2.

تُوُفِّيَ سنة ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.

9-

أَحْمَد بْن جُبير الأنطاكيّ3. أَبُو جعْفَر المقرئ.

1 "حديث ضعيف": أخرجه أحمد "5/ 27"، وابن سعد "1/ 2/ 19"، في الطبقات الكبرى، وانظر المغني "2/ 341" للعراقي.

2 "حديث صحيح": أخرجه أحمد "2/ 431"، "5/ 285"، والدارمي "2/ 240"، وابن أبي شيبة "12/ 219"، في مصنفه، والطبراني "6/ 27"، في الكبير، و "11/ 411"، والبيهقي "3/ 129"، "10/ 95، 96"، في سننه الكبرى عن أبي هريرة، وسعد بن عبادة، وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.

3 معرفة القراء "1/ 207، 208".

ص: 23

إمامٌ كبير، عراقيّ نزل أنطاكيَة.

قرأ القرآن عَلَى سُليَم، وعلى الكِسّائيّ، وعلى أَبِي يوسف الأعشى؛ وعلى: والده جُبَيْر بْن محمد بْن جُبَيْر الكوفيّ، وأبي محمد اليَزِيديّ.

وسمع مِنَ حجاج بْن محمد الأعور قراءة حمزة.

وسأل أَبَا بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ حروف.

ذكره أَبُو عمرو الداني وقال: هو إمام جليل ثقة ضابط. أقرأ النّاس إلى أن مات.

روى القراءة عَنْهُ عَرْضًا وسماعًا: عُبّيْد اللَّه بْن صَدَقَة، ومحمد بْن الْعَبَّاس بْن شُعْبَة، ومحمد بْن علَان، وشهاب بْن طَالِب، والفضل بْن زكريّا، وخلْق سمّاهم.

قَالَ الهُذَليّ: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

10-

أَحْمَد بن جعفر.

أبو الحسن المعقري اليمني1.

حدث فِي سنة خمسٍ وخمسين عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الكريم، والنضر بْن محمد الحَرَثيّ.

وعنه: م، والمفضَّل الجنديّ، ومحمد بن أحمد بن زهير الطوسي. وكان بزازا بمكة.

11-

أحمد بن الجهم.

أبو علي الكوفي، ثم الرازي2.

عن: أبي غسان النهدي، وأحمد بن المفضل.

وعنه: علي بن الجنيد، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال ابنه عبد الرحمن: أدركته فلم أكتب عنه.

1 الأنساب "11/ 402" لابن السمعاني.

2 الجرح والتعديل "2/ 45".

ص: 24

12-

أحمد بن جواد التميمي النيسابوري1.

روى عن: القعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وغيرهما.

روى عَنْهُ: مكّي بْن عَبْدان، وابن الشَّرْقيّ، وغيرهما.

تُوُفّي سنة ستين ومائتين.

13-

أَحْمَد بْن الحارث البغداديّ.

أَبُو جعْفَر الخرّاز2.

شيخ صدوق حمل عَنْ: أبي الْحَسَن المدائنيّ تصانيفه.

روى عَنْهُ: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن محمد بن أبي شيبة، وجماعة. وكان من أهل الفهم والمعرفة.

توفي سنة ثمان وخمسين.

14-

أحمد بن الحسين بن عباد النسائي البغدادي.

السمسار بيان3.

سمع: أبا نعيم، وعفان.

وعنه: ابن صاعد، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.

قال الدارقطني: ثقة.

15-

أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي4 -خ. د. ن.

أبو علي النيسابوري قاضي نَيْسابور.

ثقة مشهور كبير القدْر.

سَمِعَ: أباه، والحسين بن الوليد.

1 ينظر في "تاريخ نيسابور" للحافظ الحاكم.

2 تاريخ بغداد "14/ 122، 123".

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 48".

4 الجرح والتعديل "2/ 48"، والسير "12/ 383، 384".

ص: 25

ولم يرحل من بلده.

روى عَنْهُ: خ. د. ن.، وأبو حامد مدين الشرقي الحافظ، وأبو حامد بن بلال، والنَّيسابوريون.

مات سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

16-

أَحْمَد بْن خلَاد البصْريّ العطّار1:

عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيالِسِيّ، وغيره.

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.

17-

أَحْمَد بْن دَاوُد الفحّام2:

عَنْ: أَبِي أَحْمَد الزُّبَيْري، وغيره.

تُوُفّي سنة ستّين.

18-

أَحْمَد بْن سعد بْن أَبِي مريم -د. ن-:

أبو جعفر الجمحي المصري3

سَمِعَ من: عمّه سعَيِد بْن أَبِي مريم، وأبي اليَمَان، وأسد بْن مُوسَى السنة، ونُعَيْم بْن حمّاد.

وعنه: د. ن.، وعمر بْن بجُيْر، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وعلي بن أحمد بن علان.

توفي يوم عرفة سنة ثلاث وخمسين.

صدوق.

19-

أحمد بن سعيد بن بشر -د. ن.

أبو جعفر الهمداني المصري4.

1 من تلاميذ الطيالسي، ينظر في "مسند الطيالسي".

2 لم نقف له على ترجمة.

3 السير "12/ 311"، التهذيب "10/ 29، 30".

4 السير "12/ 232"، التهذيب "1/ 31".

ص: 26

عَنْ: ابن وهْب، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، والشافعي.

وعنه: د. ن. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعليّ بْن أَحْمَد علَان.

قَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ.

تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاث وخمسين.

20-

أَحْمَد بْن سعَيِد بْن صَخْر بن سليمان -ع. سوى ن- أبو جعفر الدارمي السرخسي الحافظ1:

سَمِعَ: النّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث، وجعفر بْن عَوْن، وأبا عاصم، وحِبّان بْن هلَال، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الحضْرميّ، وخلْقًا.

وعنه: ع. سوى ن. وروى ت. أيضًا، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأحمد بْن سَلَمَةَ، ومحمد بْن خُزَيْمَة.

وروى عَنْهُ مِنَ القُدماء: أَبُو مُوسَى محمد بْن المُثَنَّى.

وكان من العلماء الكبار أولي الرحلة والإتقان. أقدمه الأمير ابنُ طاهر إلى نَيْسابور ليحدّث بها. وأقام بها مَليّا. ثمّ ولي قضاء سَرْخَس. ثمّ رجع إلى نَيْسابور، وبها تُوُفّي.

وقال أَبُو عَمْرو المستملي: دخلنا عَلَيْهِ فِي مرضه فأوصي بعشرة آلاف دِرهم وبغْلة يتصدّق بها، وقال: إنْ مِتُّ فرقيقي: عنبر، وفتْح، وحَمْدان، وعلَان أحرار لوجه اللَّه.

تُوُفّي الحافظ أَبُو جعْفَر سنة ثلَاثٍ وخمسين.

وقد قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: ما قدِم علينا خُراسان أفقه بدنًا منه.

21-

أَحْمَد بْن سعَيِد:

أبو عبد الله الرباطي الأشقر الحافظ2.

وقد مر.

1 السير "12/ 233"، والتهذيب "10/ 31".

2 سبقت الترجمة له.

ص: 27

22-

أحمد بن سعيد بن يعقوب -ن.

أبو العباس الكندي الحمصي1.

عَنْ: بقيّة، وعثمان بْن سعد بْن كثير.

وعنه: ن.، وسعيد البرذعي.

وأجاز للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم.

وقال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.

ومّمن روى عَنْهُ: ابن جَوْصا.

23-

أَحْمَد بْن سٍنان بْن أسد بْن حبان -خ. م. د. ق- أبو جعفر الواسطي القطان2 الحافظ.

سمع: أبا معاوية، ووكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وهذه الطبقة.

وعنه: ع. سوى ت. ن، ويحيى بْن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وابنه جعفر بن أحمد بن سنان، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.

وقال فيه بن أبي حاتم: هو إمام أهل زمانه.

وقال أبوه أبو حاتم: ثقة صدوق.

قال جعفر بن أحمد بن سنان: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي الدُّنيا مبتدع إلَا يبغض أصحاب الحديث، وإذا ابتدع رَجُل نُزِعَ حلَاوة الحديث من قلبه.

قَالَ أَبُو القاسم بْن عساكر: تُوُفِيّ سنة ستٍ ويقال: سنة ثمانٍ، ويقال: سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

24-

أَحْمَد بْن سِنان.

أبو عبد الله القُشَيْريّ النَّيسابوري المعروف بالحَرْقَنيّ3، وحرقن من قرى نيسابور.

1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 53"، والتهذيب "10/ 32".

2 السير "12/ 244"، التهذيب "1/ 34، 35".

3 ينظر في "تاريخ نيسابور" للحاكم.

ص: 28

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعًا، وأبا معاوية.

وعنه: إبْرَاهِيم بْن عَلِيّ، وأبو يحيى الخفّاف، وإسحاق بْن حمدان البلْخيّ، وآخرون.

وقد مرّ أنّه مات سنة تسعٍ وثلَاثين.

25-

أَحْمَد بْن الضّحاك البغداديّ1.

الخشّاب، أَبُو بَكْر.

عَنْ: رَوْح بْن عُبادة.

وعنه: محمد بْن مَخْلَد، وغيره.

26-

أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن الهَيْثَم.

أَبُو الطَّيْب البُوسَنْجيّ2.

قُتِل شهيدًا فِي المعركة يوم أوقع يعقوب بْن اللّيْث الصّفّار بأهل بوسْنج، وذلك فِي شوّال سنة ثلَاثٍ وخمسين.

27-

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سُوَيد بْن مَنْجُوف -خ. د. ن- أبو بكر السدوسي البصري3.

سمع: يحيى القطان، ورَوْح بْن عُبَادة، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وجماعة.

وعنه: خ. د. ن.، وابن خُزَيْمَة، ومحمد البصلاني.

وللبصلاني عنه جزء مشهور عند الفخر بن البخاري بعلو.

توفي سنة اثنتين وخمسين.

وكان ثقة.

28-

أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني المروزي4. أبو عبد الرحمن.

1 انظر: تاريخ بغداد "4/ 210، 211".

2 لم نقف عليه.

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 58"، والتهذيب "1/ 48".

4 الأنساب "9/ 293"، لابن السمعاني، والميزان "1/ 108".

ص: 29

عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وأبي عاصم.

وعن: الحسن بن محمد البلخي، عَنْ حُمَيْد الطّويل.

وعنه: الْحَسَن بْن سُفْيان، وعبد اللَّه بْن محمد المَرْوَزيّ، وغيرهما. لَهُ مناكير عَنِ الثّقات، وضعّفه الدّارَقُطْنيّ.

وقال النسائي: ليس بثقة.

قلت: مات سنة ثمان وخمسين.

وفي "الضعفاء" للبخاري: حدثني أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حكيم: أَنَا عُمَر بْن عُبّيْد الطّنَافسيّ، فذكر حديثًا.

29-

أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن أَبِي السَّفَر سعيد بن يحمد - ت. ن. ق - أَبُو عُبّيْدة بْن أَبِي السَّفْر الهَمَدانيّ الكوفيّ1.

عن: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهما.

وعنه: ت. ن. ق.، وأبو حاتم الرازي، وأبو عبد الله المحاملي، وطائفة.

وقال أبو حاتم: شيخ.

قال ابن عساكر: توفي سنة ثمان وخمسين.

قال: ووقع لي مِن موافقاته.

30-

أَحْمَد بْن عَبْد المؤمن.

أَبُو جعْفَر المصريّ الصُّوفيّ2.

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.

ومات بالفَيَّوم فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ وخمسين. وفي لُقَيِّه لَابن وهْب نَظَر.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: روى عَنْ: إدريس بْن يحيى، ورَوّاد بْن الجرّاح.

روى عنه: علي بْن الحسين بْن الجنيد.

1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 57، 58"، والتهذيب "10/ 48، 49".

2 الجرح والتعديل "2/ 61".

ص: 30

قلت: وعلي بن سعيد الرازي.

ترجمه ابن يونس، وقال: كَانَ رجلَا صالحًا، رفع أحاديث موقوفة، وقد خرج إلى العراق، وكتب بها.

31-

أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بن عبود -د. ن- أبو الحسن التميمي الدمشقي1.

سَمِعَ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وعمرو بْن أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وأبا مُسْهِر، وجماعة.

وعنه: د. ن. ، وإبراهيم بْن دُحَيْم، وأحمد بْن الْمُعَلَّى، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعَبْدان، وأبي بِشْر الدُّولَابيّ، وجماعة.

تُوُفّي فِي شوّال سنة أربعٍ وخمسين.

32-

أَحْمَد بْن عَبْد الواحد:

أَبُو جعْفَر الرّماديّ2.

عَنِ: الهَيْثَم بْن جميل، ومحمد بْن الصنعاني، وجماعة.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبنا عَنْهُ بالرملة، ومحلُّه الصِّدْق.

33-

أَحْمَد بْن عثمان بن حكيم -خ. م. ن. ق- أبو عبد الله الأودي الكوفي3.

عَنْ: عَمْرو بْن محمد العنقزي، وجعفر بْن عَوْن، وجماعة.

وعنه: خ. م. ن. ق. وقال ن: ثقة؛ والمَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وآخرون.

تُوُفّي سنة ستّين فِي المحرَّم، وقِيل: سنة إحدى.

34-

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عمران الْجُرْجانيّ4:

سَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وأبا نُعَيْم، وأبا عبد الرحمن المقرئ.

1 الجرح والتعديل "2/ 61"، والتهذيب "1/ 57، 58".

2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 61".

3 الجرح والتعديل "2/ 63"، والتهذيب "10/ 61".

4 تاريخ جرجان "ص/ 62، 63".

ص: 31

وعنه: أَحْمَد بْن محمد الوزان، وأحمد بْن سعَيِد الطَّبَريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن عَقِيل البلْخيّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.

35-

أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد:

أَبُو عَبْد الله العَمّيّ البصْريّ1، نزيل سامرّاء.

روى عَنْ: هُشَيْم، وعمر بْن حبيب، وشُعيب بْن بيان.

وعنه: محمد بن زكريا، وعلي بن الفتح العسكري، ويوسف بن يعقوب الأزرق.

وثقة الدارقطني.

36-

أحمد بن عمرو بن ربيعة الحرشي النيسابوري2:

ابن عم فتح بْن حَجّاج.

سَمِعَ: عَبْد الصّمد بْن حسّان، وعَبْدان، وجماعة.

وعنه: أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأبو عثمان البصْريّ.

37-

أَحْمَد بْن عِمران بْن سلَامة:

أبو عبد الله البصْريّ الأخفش، مصنفّ"غريب الموطّأ" وهو جزءان سمعناه.

حدَّث عَنْ: وَكِيع، وزيد بْن الحُبَاب، وجماعة.

وجاور بمكّة مدّةً.

روى عَنْهُ: يحيى بْن عُمَر الأندلسيّ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمود المَرْوزِيّ.

وكان يُعرف بالَألْهانيّ.

38-

أَحْمَد بْن الفرات بن خالد -د- أبو مسعود الرازي الحافظ3:

1 تاريخ بغداد "4/ 302".

2 ينظر في "تاريخ نيسابور" للحاكم.

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 67"، والسير "12/ 480".

ص: 32

مُحَدَّث أصبهان وعالمها. طَوَّف البلَاد.

وسمع: عَبْد الله بْن نُمَيْر، وأبا أسامة، وحسين بْن علي الجعفي، وجعفر بن عون، ويحيى ين آدم، ويزيد بْن هارون، وشبابة، وعبد الرّزّاق، وابن أَبِي فُدَيْك، والفِرْيابيّ، وعبد الرحمن بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن الْحَسَن بْن المهلَّب، وخلْق أخرهم عَبْد اللَّه بْن جعْفَر بْن فارس.

قَالَ إبْرَاهِيم بْن محمد الطّحان: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُود يَقُولُ: كتبت عَنْ ألف وسبعمائة شيخ، أدخلت في تصنيفي ثلاثمائة وعشرة، وعطّلت سائر ذَلِكَ. وكتبتُ ألف ألف حديث وخمسمائة ألف، فأخذت من ذلك خمسمائة ألف حديث فِي التّفاسير والأحكام والفوائد وغيره.

وقال حُمَيْد بْن الربيع: قدِم أَبُو مَسْعُود الإصبهاني مصر، فاستلقى على قفاه وقال لنا: خذوا حديث مصر.

قَالَ: فجعل يقرأ شيخًا شيخًا من قبل أنْ يلقاهم.

وعن أَبِي مَسْعُود قَالَ: كنّا نتذاكر الأبواب، فخاضوا فِي باب، فجاؤوا بخمسة أحاديث، فجئت بسادس، فنخس أَحْمَد بْن حنبل فِي صدري لإعجابه.

وقال يزيد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني، عَنْ أَحْمَد بْن دَلَّويْه قَالَ: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن حنبل فقال: مَن فيكم قَالَ؟ قلت: محمد بْن النُّعْمان بْن عَبْد السلَام. فلم يعرفه، فذكرت لَهُ أقوامًا فلم يعرفهم. فقال: أَفيكم أَبُو مَسْعُود؟ قلت: نعم.

قَالَ: ما أعرف اليوم، أظنّه قَالَ: أسود الرأس، أَعْرف بمُسْندات رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ.

وقال أَبُو عَرُوبة الحرّانيّ: أَبُو مَسْعُود الأصبهاني فِي عداد أَبِي بكر بْن أَبِي شَيْبة فِي الحِفْظ، وأحمد بْن سُلَيْمَان الرّهَاويّ فِي الثَّبْت.

وورَدَ أنّ أَبَا مَسْعُود قدِم أصبْهان ولم يكن معه كتاب، فأملى كذا كذا ألف حديث من حِفْظه.

فلمّا وصلت كُتُبه قُوِبلت بما أملى، فلم تختلف إلَا فِي مواضع يسيرة.

ص: 33

وعن أَحْمَد بْن محمود بْن صَبيح قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُود الرّازيّ يَقُولُ: وَدِدْتُ أنّي أُقْتَلَ فِي حُبّ أَبِي بَكْر وعمر.

قَالَ الخطيب: كَانَ أَبُو مَسْعُود أحد الحُفّاظ. سافر الكثير وجمع فِي الرحلة بين البصْرة، والكوفة، والحجاز، واليمن، والشّام، ومصر، والجزيرة. وقدِم بغداد، وذاكر حُفّاظها بحضرة أَحْمَد بْن حنبل، وكان أَحْمَد يقدّمه.

قال ابن عديّ: لَا أعلم لأبي مَسْعُود رواية مُنْكَرة، وهو من أهل الصِّدْق والحِفْظ.

قَالَ أَبُو عمِران الطَّرَسُوسيّ: سَمِعْتُ الأثرم يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: ما تحت السّماء أحفظ لأخبار رسول اللَّه من أَبِي مَسْعُود الرّازيّ.

وقال أَبُو الشَّيْخ: سَمِعْتُ ابن الأصفر يقول: جالست أَحْمَد وأثني عَلَى ابن أَبِي شَيْبة وذكر عدّة، فما رَأَيْت رجلَا أحفظ لما ليس عنده من أَبِي مَسْعُود.

ونقل القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن الفرّاء فِي طبقات أصحاب أَحْمَد فِي ترجمة أَبِي مَسْعُود أنّه نَقَلَ عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أنّه قَالَ: مَن دَلَّ عَلَى صاحب رأيٍ لنفسه فقد أعان عَلَى هدْم الْإِسلَام.

وعن أَبِي مَسْعُود قَالَ: كتبتُ الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.

قلت: بكرَّ بالعلم لأنّ أَبَاهُ كَانَ محدّثًا.

وعنه قَالَ: ذُكِرتُ بالحفظ وأنا ابن ثمان عشرة سنة، وسُمّيتُ الرُّوَيْزيّ الحافظ.

وقال أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الجارود: سَمِعْتُ إبراهيم بْن أُورْمَة الحافظ يَقُولُ: ما بقي أحدٌ مثل أَبِي مَسْعُود الرّازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ. وليس فيهم أحفظ من أَبِي مَسْعُود.

وسُئل أَبُو بَكْر الْأعْيَن: أيَّما أحفظ: أَبُو مَسْعُود، أو سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ؟ فقال: أمّا المُسْنَد فأبو مَسْعُود، وأمّا المُنْقطِع فالشّاذَكُونيّ.

قلت: مات أَبُو مَسْعُود فِي شَعْبان سنة ثمانٍ وخمسين، وغسّله محمد بْن عاصم الثَّقفيّ، وعاش بعده مدة.

ص: 34

39-

أحمد بن فضالة بن إبراهيم -ن- أبو المنذر النسائي1. أخو عُبّيْد اللَّه:

رحل وسمع: عَبْد الرّزّاق، وأبا عاصم.

وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.

40-

أَحْمَد بْن الفضل العسْقلَانيّ2.

أَبُو جعْفَر الصّائغ.

روى عَنْ: بِشْر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، ورَوّاد بْن الجرّاح.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبتُ عَنْهُ.

41-

أَحْمَد بْن فُضَيْل بْن سالم الرمليّ3.

سَمِعَ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة.

ومات سنة ستّين ومائتين.

42-

أَحْمَد المستعين بالله.

أبو الْعَبَّاس بْن المعتصم بالله أَبِي إِسْحَاق محمد بْن الرّشيد هارون بْن المهديّ. أخو المتوكلّ عَلَى اللَّه4.

وُلِد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وبُويع فِي ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين، فتنكّر لَهُ الأتراك، فخاف وانحدر من سامرّاء إلى بغداد، فنزل عَلَى الأمير محمد بْن عَبْد الله بْن طاهر بالجانب الغربيّ. فاجتمع الأتراك بسامرّاء، ثمّ وجّهوا يعتذرون ويخضعون لَهُ ويسألونه الرجوع، فامتنع. فقصدوا الحبْس، وأخرجوا المعتزّ بالله، فبايعوه وخلعوا المستعين.

وبنوا على شبهة، وهي أن المتوكل بايع لَابنه المعتزّ بعد المنتصر. وأخرجوا من

1 انظر: التهذيب "1/ 69".

2 الجرح والتعديل "2/ 67".

3 لم نقف عليه.

4 انظر: السير "12/ 46-50"، وتاريخ الخلفاء "ص/ 358، 359".

ص: 35

الحبْس المؤيَّد بالله إبْرَاهِيم بْن المتوكّل وليّ العهد أيضًا بعد المعتزّ. ثمّ جهّز المعتزّ أخاه أَبَا أَحْمَد لمحاربة المستعين فِي جيشٍ كثيف فاستعدّ المستعين وابن طاهر للحصار ولبناءِ سور بغداد وتحصينها.

ونَازَلها أَبُو أَحْمَد، وتجرَّد أهل بغداد للقتال، ونُصِبَتِ المجانيق، ووقع الجدّ واستفحل الشَّرّ، ودام القتال أشْهُرًا.

وكثُر القتْل، وغَلَت الأسعار ببغداد، وعظُم البلَاء، وجَهِدَهُمُ الغلَاء، وصاحوا: الجوع. وجرت بين الطائفتين عدّة وقعات حتّى قُتِل فِي بعض الأيام ألفان من جند المعتز، وفي بعض الأيام ثلاثمائة، إلى أنْ ضَعُف أهل بغداد وذلُّوا مِنَ الجوع والْجَهْد، وقوي أمر أولئك. فكاتب ابن طاهر المعتزّ سرًّا، فانحلّ أمر المستعين.

وإنّما كَانَ قوام أمْره بابن طاهر.

وعلم أهل بغداد بالمكاتبة، فصاحوا بابن طاهر وكاشفوه، فانتقل المستعين من عنده إلى الرّصافة. ثمّ سَعَوْا فِي الصُّلْح عَلَى خلع المستعين. وقام فِي ذَلِكَ إِسْمَاعِيل القاضي وغيره بشروط مؤكّدة.

فخلع المستعين نفسَه فِي أوّل سنة اثنتين وخمسين، وأشهدَ عَلَيْهِ القُضَاة وغيرهم. وأُحْدِر بعد خلْعه إلى واسط تحت الحَوْطة، فأقام بها تسعة أشهر محبوسًا. ثمّ رُدَّ إلى سامرّاء، فقُتِل رحمه الله بقادسية سامرّاء فِي ثالث شوّال مِنَ السنة.

وقيل: قُتِل ليومين بقيا من رمضان، وله إحدى وثلَاثون سنة وأيّام. بعث إِلَيْهِ المعتز سعيد بْن صالح الحاجب، فلمّا رآه المستعين تيقَّن التَّلَف وقال: ذهَبَت والله نفسي.

فلمّا قَرُب منه سعَيِد أخذ يقنعه بسَوْطه، ثمّ اتَّكأه فقعد عَلَى صدره وقطع رأسه.

ومن حلْيته كَانَ مربوع القامة، أحمر الوجه، خفيف العارضين، بمقدم رأسه طُول، وكان حَسَن الوجه والجسم، بوجهه أثر جُدَرِيّ. وكان يلْثَغ بالّسين نحو الثّاء. وأمّه أمّ وُلِد.

وكان مسرفًا مبّذرًا للخزائن، يفرّق الجواهر والثّياب والنَّفائس.

قَالَ الصُّوليّ: بعث المعتزّ بالله أَحْمَد بْن طولون إلى واسط وأمره أنْ يقتل

ص: 36

المستعين فقال: والله لَا أقتل أولَاد الخلفاء. فندبّ لَهُ سعَيِد الحاجب فقتله. وما مُتِّع المعتزّ بالله خُلِعَ وقُتِلَ كما سيأتي.

وكان المستعين استوزر أَبَا مُوسَى أوتامُش بإشارة شجاع بْن القاسم الكاتب ثمّ قتلهما واستوزر أَحْمَد بْن صالح بْن شيرزاد. فلمّا قَتَلَ وَصِيف وبُغَا باغرًا التُّرْكيّ الَّذِي فتك بالمتوكّل تعصَّبت الموالي، ولا أمرَ كَانَ للمستعين مَعَ وصَيف وبُغَا.

وكان إخبارّيًا فاضلَا أديبًا.

43-

أَحْمَد بْن محمد بْن سعَيِد الوزّان1:

عَنْ: زيد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن كثير الْقُرَشِيّ.

وعنه: ابن مسروق، وأحمد بْن محمد بْن الأزهر النَّيسابوري.

44-

أَحْمَد بْن محمد بْن أنس:

أَبُو الْعَبَّاس بْن القِرْبيطيّ البغداديّ الحافظ2.

عَنْ: إبْرَاهِيم بْن زياد سَبَلَان، وأبي حفص الفلَاس.

وعنه: أَبُو حاتم الرّازيّ، ومحمد بْن سعْد وهما أكبر منه، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.

لَهُ ذِكْر فِي "السّابق والّلَاحق"3.

بقي إلى حدود السّتّين ومائتين.

45-

أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّميّ4:

سَمِعَ: أَبَاهُ، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وأبا هَمّام محمد بْن محبَّب.

وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وقال: صدوق، لقيته بمكة.

1 كان يعمل بوزن الأشياء، وينظر في "تاريخ نيسابور".

2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 74".

3 مؤلفه الخطيب البغدادي.

4 انظر: الجرح والتعديل "2/ 73".

ص: 37

46-

أَحْمَد بْن محمد بْن الزُّبَيْر الأطْرَابُلُسيّ الشّاميّ1:

عَنْ: زيد بْن يحيى بْن عُبّيْد، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل.

وعنه: أَبُو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وابن أَبِي حاتم، ومحمد أخو خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان.

قَالَ ابن أَبِي حاتم، صدوق.

47-

أَحْمَد بْن محمد بْن سعَيِد بْن جَبَلَة.

أبو عبد الله الصَّيْرفيّ. بغداديّ2.

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ومَعْن بْن عيسى، والشّافعيّ.

وعنه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الوكيل، وأبو عُبّيْد المَحَامِليّ، وجماعة.

مستور.

48-

أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر بْن يونس اليَمَاميّ3:

نزيل بغداد، أَبُو سهل.

حدث عن: جدِّه؛ وعن: عَبْد الرّزّاق.

وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وقاسم المطرّز، والباغَنْديّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسيّ، وطائفة.

قَالَ ابن عديّ: حدَّث بمناكير وعجائب.

وقال عُبّيْد الكَشْوِريّ: هُوَ فينا كالواقديّ فيكم.

تُوُفّي سنة ستين ببغداد.

وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.

وقال أبو حاتم: كذاب.

1 سبقت الترجمة له.

2 تاريخ بغداد "5/ 11".

3 الجرح والتعديل "2/ 71"، تاريخ بغداد "5/ 65، 66".

ص: 38

49-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى السَّكُونيّ1.

عَنْ: أَبِي يوسف القاضي، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش.

وعنه: محمد بْن مَخْلَد.

قَالَ الدّارَقُطْنيّ: بغداديّ متروك.

50-

أَحْمَد بْن مرحوم الرّازيّ2.

عَنْ: ضَمْرَةَ بن ربيعة، ومؤمل بن إسماعيل.

وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: كَانَ أَبِي يوثَّقه.

51-

أَحْمَد بْن المُعَافَى بْن يزيد العِجْليّ المَوْصِليّ الرّفّاء3.

روى عَنْ: القَعْنَبيّ، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وأهل المَوْصِل.

وعنه: أبو يعلى الموصلي، والوليد بن مضاء.

وأثنى عليه أبو يعلي، وسمع منه "مُوَطّأ القَعْنَبيّ".

مات بعد الخمسين.

52-

أَحْمَد بْن المِقْدام بْن سُلَيْمَان بن الأشعث4 -خ. ت. ن. ق- أبو الأشعث العجلي البصري، مُسْند العراق فِي وقته. سَمِعَ: حماد بْن زيد، وحزم بْن أَبِي حَزْم، وعبد اللَّه بن جعفر المديني، ومُعْتمر بْن سُلَيْمَان، وعثّام بْن عَلِيّ، وفضيْل بْن عِياض، ويزيد بْن زُرَيْع، وخالد بْن الحارث، وطائفة.

وعنه: خ. ت. ن. ق. وقال ن.: ثقة؛ والبَغَوِيّ، وابن صاعد، وابن أبي داود، والمحاملي، وأحمد بن علي الحماني، والحسين بْن يحيى بْن عَيَّاش القطّان، وخلْق كثير.

قال ابن خُزَيْمَة: كَانَ صاحب حديث.

1 تاريخ بغداد "5/ 59، 60".

2 الجرح والتعديل "2/ 78، 79".

3 الرفاء: من ترفئة الثياب، وهو إعادة إصلاحها.

4 الجرح والتعديل "2/ 78"، والسير "12/ 219- 221".

ص: 39

وقال أَبُو الأشعث: وُلِدت قبل موت المنصور بسنتين.

وقال أَبُو حاتم: محلُّه الصِّدْق.

مات أَبُو الأشعث فِي صَفَر سنة ثلَاثٍ وخمسين.

وحديثه بعلو في "الثقفيات"، و"جزء الحفّار".

قَالَ أَبُو دَاوُد: لَا أحدِّثُ عَنْهُ؛ لأنّه كَانَ يُعلّم المجون. وذكَرَ حكاية صُرَر الزُّجاج.

53-

أَحْمَد بْن منصور بْن سَلَمَةَ الخُزاعيّ1.

عن: أبيه.

وعنه: محمد بْن مَخْلَد؛ وقال: قُتِلَ بصَرْصَر سنة سبْعٍ وخمسين.

54-

أَحْمَد بْن منصور بْن راشد2.

أَبُو صالح المَرْوزِيّ، زاج صاحب النّضْر بْن شُمَيْل.

كَانَ أحد العلماء المشهورين.

روى عَنْ: النّضْر، وحسين الْجُعْفيّ، وعمر بن يونس اليمامي، وروح بن عبادة.

وعنه: ابن خزيمة، وابن صاعد، والبغوي، ومحمد بْن مَخْلَد، والمَحَامِليّ، وطائفة.

مِنَ القدماء: مُسلْمِ في غير "الصّحيح".

قَالَ أَبُو حاتِم: صدوق.

قلت: مات فِي آخر سنة سبْعٍ وخمسين.

55-

أَحْمَد بْن وزير بْن بسّام:

أبو علي قاضي إصبهان3.

1لم نقف عليه.

2 الجرح والتعديل "2/ 78"، والتهذيب "1/ 82، 83".

3 ذكر أخبار إصبهان "1/ 82" لأبي نعيم.

ص: 40

قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: كَانَ حسَن السّيرة، وكان أول قاض بأصبهان. ولي زمِنَ المتوكّل، وذلك لأن أحمد بن أبي دؤاد عزل القضاة عَنِ البُلْدان بضع عشرة سنة، وولى عَلَى القضاء أصحاب المَظَالم.

حدَّث هذا عَنْ: جعفر بْن عَوْن، وأبي دَاوُد، وبِشْر بْن عُمَر الزّهْرانيّ.

روى عنه: محمد بن عيسى، ويعقوب بن إسماعيل، وغيرها.

وهو من هذه الطبقة، لكن قَالَ أَبُو نُعَيْم إنّه تُوُفّي سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين.

56-

أَحْمَد بْن الوليد بْن أبان الكرابيسيّ1:

عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى، وغيره.

وعنه: ابن صاعد، وابن مَخْلَد العطّار، والمَحَامِليّ.

وكان صدوقًا.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.

57-

أَحْمَد بْن يحيى بْن عطاء البغداديّ الجلَاب2:

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة بْن سوّار.

وعنه: يعقوب الْجِرَاب، ومحمد بْن نَيْروز الأنماطيّ، وغيرهما.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.

لا بأس به.

58-

أَحْمَد بْن يحيى الْجُرْجانيّ3:

بَيّاع السِّابَرِيّ.

عَنْ: أحمد بن أبي طيبة، وأبي عاصم النبّيل.

وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، وعبد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ الزُّهَيْريُّ، وعمران بْن هارون، وغيرهم.

1 أخبار القضاة "3/ 272".

2 تاريخ بغداد "5/ 201".

3 تاريخ جرجان "ص/ 68، 69".

ص: 41

توفي سنة أربع وخمسين.

59-

أَحْمَد بْن يحيى بْن الْإمَام مالك بْن أنس الْأصْبَحيَ1.

تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

60-

أحمد بن يحيى بن قاضي البصرة أَبِي يوسف الفقيه الحنفيّ2.

قَالَ نفْطَوَيْه: ولي قضاء مدينة المنصور فِي سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.

وكان متوسّطًا فِي أمره محبًا للدنيا، صالح الفقه. ثم عزل، ثم استقصي، ثمّ عُزِلَ وولي الأهواز.

ثمّ وُجّهَ بِهِ إلى خُراسان فمات بالرِّيّ.

61-

أَحْمَد بْن يزيد.

أَبُو الْحَسَن الحُلْوانيّ المقرئ3. أحد الأئمّة.

قرأ عَلَى قالون، وعلى: هشام بْن عمّار، وخَلَف بن هشام.

وسمع من: أبي نعيم، وأبي حذيفة الهندي، وأبي صالح كاتب اللَّيْث.

وكان كثير الأسفار.

قرأ عَلَيْهِ: الْحَسَن بْن الْعَبَّاس بْن أبي مِهْران، والفضل بْن شاذان الرّازيّان، وجعفر بْن محمد بْن الهَيْثَم، وأبو عَوْن محمد بْن عَمْرو بْن عَوْن الواسطي، ومحمد بْن بسّام، وحّيون المزوِّق، ومحمد بْن أَحْمَد بْن عَبْدان.

وكان عارفًا بالقراءات، مجوّدًا لرواية قالون.

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ فلم يرضه فِي الحديث.

قلت: تُوُفّي سنة نيفٍ وخمسين ومائتين.

وقد رحل إلى هشام ثلَاث رحلَات، وإلى قالون مرتين.

وبرع فِي القراءات، واشتهر ذكره.

1 حفيد مالك، وانظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض.

2 تاريخ بغداد "5/ 201، 202".

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 82"، الميزان "1/ 164".

ص: 42

62-

أَحْمَد بْن يزداد بْن حمزة الخيّاط1:

عَنْ: عثمان بْن عُمَر بْن فارس، وعَمْرو بْن عَبْد الغفّار.

وعنه: ابن صاعد، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.

تُوُفّي بالكوفة سنة خمسٍ وخمسين، أرّخه مُطَيَّن.

63-

أبان بْن أَبِي الخصيب:

أَبُو أَحْمَد الأصبهاني2.

عَنْ: الْحُسَيْن بْن حفص، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ويحيى بْن بكُيْر، وأحمد بْن يزيد الحرّانيّ.

وعنه: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وأحمد بْن محمود بْن صَبِيح.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

64-

إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن يعيش3:

أَبُو إِسْحَاق البغداديّ. نزيل هَمَذان ومحدّثها. ثقة حافظ.

سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعبد الوهاب الخفاف، وأبا داود الحيري، ومحد بْن عُبّيْد، وأبا النّضْر هاشم بْن القاسم، وطائفة. وصنَّف المُسْنَد.

وعنه: أَبُو قُرَيش محمد بْن جمعة الحافظ، ومحمد بْن نصر القطّان، ومحمد بن عبد اللَّه بُلْبُل، وأحمد بْن أوْس، وعَبْدُوس بْن إِسْحَاق المدانيون.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كَانَ صدوقًا، مَرَرْنا بِهِ ولم نكتب عَنْهُ. وانصرفنا فِي سنة سبْعٍ وخمسين وقد تُوُفّي.

رُوِيَ أنّ ابن يعيش أنفق عَلَى باب يزيد بْن هارون عشرة آلاف درهم.

1 تاريخ بغداد "5/ 228، 229".

2 ذكر اخبار إصبهان "1/ 229، 230".

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 88".

ص: 43

65-

إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن سَلَمَة بن كهيل1 -ث- أبو إسحاق الحضرمي الكوفي:

يروى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جدِّه.

وعنه: ت. وعبد اللَّه بْن زيدان العِجْليّ، وابن صاعد، وأبو الْعَبَّاس السّرّاج، وغيرهم.

ضعّفه أَبُو زُرْعَة، وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.

66-

إبْرَاهِيم بْن جَابرِ المَرْوزِيّ2.

ويُعرف بالبُحّ.

عَنْ: عَبْد الرحيم بْن هارون" الغسّاني"، وموسى بْن دَاوُد الضَّبّيّ.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد، والباغَنْديّ، وأحمد بْن الْحُسَيْن الصُّوفيّ.

وثقَّه الصُّوفيّ.

67-

إبْرَاهِيم بْن المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بْن المُعْتَصمِ3.

المؤيَّد بالله. عَقَدَ لَهُ أخوه المعتزّ بالله بالأمر مِن بعده، وجعله وليّ عهده، ودعوا لَهُ عَلَى المنابر. ثمّ بلغ المعتزّ عَنْهُ أمرٌ فضربَه وخلعه مِنَ العهد، وحبسه يومًا ثمّ أُخرْجِ ميتًا. وذلك فِي رجب سنة اثنتين وخمسين.

وقيل: إنّه أُقْعِدَ فِي الثّلج حتى مات برْدًا4.

وقيل: لُفّ فِي لحاف وغُمَّ. ولمّا رأته أمّه بعثت إلى قبيحة أمّ المعتزّ: عَنْ قريب تَرَيْنَ أبنك هكذا.

قُلْتُ: فلم يُمْهلْه اللَّه.

68-

إبراهيم بْن الْحَسَن بْن الهَيْثَم المصيصي -د. ن. - المعروف بالمقسمي5:

1 الجرح والتعديل "2/ 84"، والتهذيب "1/ 106".

2 تاريخ بغداد "7/ 52".

3 تاريخ بغداد "7/ 50"، السير "12/ 333".

4 انظر: تاريخ الطبري "9/ 362".

5 الجرح والتعديل "2/ 93"، التهذيب "1/ 114، 115".

ص: 44

عَنْ: حَجّاج الأعور، والحارث بْن عطيّة.

وعنه: د. ن. وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بْن محمد بْن وهْب، وجماعة.

قَالَ ن: ثقة.

69-

إبْرَاهِيم بْن سعْد العَلَويّ الْحَسَني البغداديّ1:

أحد الزُّهْاد والأولياء.

ذكره السُّلَميّ فِي تاريخه، وقال: كَانَ يقال لَهُ الشّريف الزاهد، وكان أستاذ أَبِي الحارث الْأوْلَاسيّ.

حكى عَنْهُ أَبُو الحارث أنّه قَالَ: كنت معه فِي البحر، فبسط كساءَه عَلَى الماء وصلّى عَلَيْهِ.

وسمعت منصور بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الأصبهاني: سَمِعْتُ محمد بْن أَحْمَد بْن اللَّيْث: سَمِعْتُ أَبَا الحارث الْأوْلَاسيّ يَقُولُ: كَانَ سبب رؤيتي إبراهيم بْن سعْد أنّي خرجت من أَوْلَاس إلى مكّه فِي غير أيّام الموسم، فرافقت عَلَيْهِ ثلَاثة نفر، ثمّ تفرَّقنا، فبقيت أَنَا وآخر. فقصدنا الشّام ثمّ تفرقنا، وكان إبْرَاهِيم العَلَويّ.

ولمّا فارق العَلَويّ أَبَا الحارث قَالَ لَهُ: اللَّه خليفتي عليك.

فقلت: ادْعُ لي.

قَالَ: قد فعلتُ، فاحفظ حدود اللَّه وارحم خَلْقَه إلَا مَن عاندَ.

قلت: وهذا الرجل لَا يكاد يُعرف.

70-

إبْرَاهِيم بْن سعَيِد الجوهريّ الحافظ2.

قِيلَ: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

وقد تقدَّم.

71-

إبْرَاهِيم بْن سَنْدُولة الهَمَدانيّ3.

1 تاريخ بغداد "7/ 86".

2 سبقت الترجمة له.

3 الجرح والتعديل "2/ 104".

ص: 45

عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بكير.

قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو صدوق.

72-

إبْرَاهِيم بْن عامر بْن إبْرَاهِيم بْن واقد:

أَبُو إِسْحَاق الأشعريّ المدنيّ الأصبهاني المؤذّن.

سَمِعَ: أَبَاهُ، ومسدَّدًا.

وعنه: ابناه عامر ومحمد، وعبد الله بن جعفر بن فارس.

توفي سنة ستّين.

قَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم: قدِمتُ أصبهان، فسألت أَحْمَد بْن الفُرات عمنَّ أكتب؟ فسمّى لي أربعةً أحدهم إبْرَاهِيم بْن عامر.

وعنه: محمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ.

قَالَ أَبُو الشَّيْخ: كَانَ صدوقًا، نزل إصبهان.

73-

إبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن حفص بْن مَعْدان الْجُرْواءانيّ الأصبهاني الحافظ1:

عَنْ: بَكْر بْن بكّار، والحسين بْن حفص، وسليمان بْن حرب، وجماعة.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أُسَيْد، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه.

تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.

74-

إبراهيم بن محمد الزهري -ق- الحلبي2، نزيل البصْرة:

عَنْ: أَبِي داود الطَّيَالِسيّ، وعبد الله الخريبي، ويحيى بْن الحارث الشّيرازيّ.

وعنه: ق.، وعبد اللَّه بْن ناجية، وأبو عَروُبة، وغيرهم.

75-

إبْرَاهِيم بْن مجشر بن معدان3:

1 ذكر أخبار إصبهان "1/ 81".

2 التهذيب "1/ 161، 162".

3 انظر: تاريخ بغداد "7/ 184، 185"، والميزان "1/ 55".

ص: 46

أَبُو إسحاق البغداديّ الكاتب.

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وعَبّاد بْن العَوّام.

وعنه: ابن ناجية، وابن عَيَّاش القطان، والمحاملي.

قال أبو العباس السراج: سمعت الفضل بن سهم يتكلّم فِي إبْرَاهِيم بْن مُجَشِّر ويُكَذِّبه.

وقال ابن عقدة: في نظر.

وقال ابن عديّ: ضعيف يسرق الحديث.

وأمّا ابن حِبّان فذكره فِي "الثقات".

قَالَ الخطيب: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وخمسين.

76-

إبْرَاهِيم بْن مروان بْن محمد الطّاطَريّ الدّمشقيّ1 -د- عَنْ: أَبِيهِ.

وعنه: د.، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود.

وهو صدوق.

77-

إبراهيم بن ناصح المدني الأصبهاني2:

قال أبو نعيم: متروك الحديث.

أَنْبَأَنَيِ يَحْيَى بْنُ الصَّيْرَفِيِّ، أَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ، أَنَا مَسْعُودٌ، أَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَدِينِيُّ، ثَنَا أَبُو بِشْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَاصِحٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: "الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَحْيَانًا بَعْدَمَا أماتنا، وإليه النشور" 3.

1الجرح والتعديل "2/ 140"، والتهذيب "1/ 164".

2 الميزان "1/ 69".

3 حديث صحيح: أخرجه البخاري"8/ 85، 88"، "9/ 146"، ومسلم "2711"، وأبو داود "الأدب/ 106"، وابن أبي شيبة "9/ 71، 72"، وابن ماجه "3880"، والدارمي "2/ 291"، والترمذي "137"، في الشمائل، وأبو الشيخ "166"، "167"، في أخلاق النبي.

ص: 47

وَبِهِ إِلَى ابْنِ مَنْدَهْ، ثنا محمد بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَاصِحٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مُنْكَرًا.

وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَيْضِ، أَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ نَاصِحٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا.

78-

إبراهيم بن يعقوب -د. ت. ن- أبو إسحاق السعدي الجوزجاني الحافظ1.

صاحب الجرح والتَّعديل.

سَمِعَ: الْحُسَيْن الْجُعْفيّ، وعبد الصّمد بْن عبد الوارث، وشَبَابَة، ويزيد بْن هارون، وأبا مُسْهِر، وجعفر بْن عَوْن، وسعيد بْن أَبِي مريم، وخلْقًا كثيرًا.

وتفقّه عَلَى أَحْمَد بْن حنبل وسأله مسائل مشهورة.

وعنه: د. ت. ن.، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، وعَمْرو وإبراهيم ابنا دُحَيْم، ومحمد" القُنَّبيطيّ"، وأبو بِشْر الدُّولَابيّ، وابن جَوْصا، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نصر السُّلَميّ، وآخرون.

وثقة النَّسائيّ.

وقال ابن عديّ: سكن دمشق فكان يُحدَّثَ عَلَى المنبر، ويكاتبه أَحْمَد بْن حنبل فيتقوى بذلك، ويقرأ كتابه عَلَى المنبر. وكان شديد المَيْل إلى أهل دمشق فِي التحامل عَلَى عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ2.

وقال فيه الدّارَقُطْنيّ: كَانَ مِنَ الحفّاظ المصنفين الثقات. أقام بمكّة مدّةً وبالرملة مدّةً وبالبصرة مدّةً، لكنّه كَانَ فِيه انحراف عَنْ عَلِيّ رضي الله عنه.

اجتمع عَلَى بابه أصحاب الحديث، فخرج إِلَيْهم، فأخرجت جارية لَهُ فَرُّوجًا لُيذّبح، فلم تجد أحدًا يذبحها، فقال: سبحان اللَّه لَا يوجد من يذبحها وقد ذَبح عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فِي ضحْوةٍ نيفًا وعشرين ألفًا.

قلت: ورواها إبْرَاهِيم بْن محمد الرُّعَيْنيّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عدس قَالَ: كنا عند الجوزاني، فذكر نحوها، لكنّه قَالَ: قتل سبعين ألفًا.

1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 148، 149"، والتهذيب "1/ 181-183".

2 الكامل (1/ 305) للضعفاء لابن عدي.

ص: 48

قَالَ ابن زَبْر: سَمِعْتُ أَبَا الدَّحْداح يَقُولُ: إنّه مات فِي أوّل ذي القِعْدة سنة تسعٍ وخمسين.

وقال غيره: سنة ستٍّ.

79-

إبْرَاهِيم بن أيّوب عيسى المصريّ1.

أَبُو إِسْحَاق الطَّحَاويّ.

عَنْ: ابن وهْب، والشّافعيّ.

وعنه: ابنه أَحْمَد.

قَالَ ابن يونس: مات فِي المحرَّم. وكان كاتب الحارث بْن مسكين، وكتب أيضًا لعيسى بْن المُنْكَدِر، وهارون الزُّهَيْريُّ قُضاة مصر. وكان ابنه من أهل الأدب.

80-

إبْرَاهِيم بْن أَبِي خَالِد الْأرغِيانيّ الهَرَويّ2:

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ، والحُمَيْديّ.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

81-

إدريس بْن جعْفَر بْن إدريس العُتْبيّ المَوْصِليّ الزّاهد3:

كُتُب الحديث والرقائق، وتعبّد. وجاور بمكّة هُوَ وأخوه الفضل، وكانا عَلَى قدم مِنَ العبادة والخشوع.

تُوُفّي إدريس سنة ثلَاثٍ أو أربعٍ وخمسين.

وتوفي بعده أخوه.

82-

إدريس بْن حاتم بن أحمد الواسطي4:

سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، ومحمد بْن يزيد الواسطيّ، وأزهر السّمّان، وجماعة.

قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.

1 لم نقف عليه.

2 من حراة ضمن بلاد خراسان.

3 أحد عباد وزهاد الموصل.

4 الجرح والتعديل "2/ 266".

ص: 49

83-

إدريس بْن الحَكَم العَنَزِيّ1:

عَنْ: خَلَف بْن خليفة، ويوسف بْن عطيّة الصّفّار، وعليّ بْن عراب.

وعنه: المَحَامِليّ، وأخوه أَبُو عُبّيْد القاسم، وغيرهما.

ذكره الخطيب فِي تاريخه.

84-

إدريس بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي الرّباب2.

أَبُو محمد الرَّمْليّ، شيخ مُعَمِّر.

سَمِعَ: شهاب بْن خداش، ومُصْعَب بن ماهان.

وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وأحمد بْن جَوْصا، وعَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْمَاعِيل الكوفيّ.

نزيل دمشق، لم يذكره ابن أَبِي حاتم.

85-

إدريس بْن عيسى المُخَرّميّ القطّان3:

عَنْ: أَبِي دَاوُد الجفْريّ، وزيد بْن الحُبَاب.

وعنه: ابن صاعد، وأبي ذَرّ بْن الباغَنْديّ.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

86-

أزهر بن جميل -خ. ن. - أبو محمد البصري الشطي4:

مولى بني هاشم.

سَمِعَ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وخالد بْن الحارث، وطائفة.

وعنه: خ. ن.، وأبو عَروْبة، وابن صاعد، وعبدان، وابن أبي داود، وآخرون.

توفي سنة إحدى وخمسين.

1 تاريخ بغداد "3477".

2 الثقات لابن حبان "8/ 133".

3 أخبار القضاة "3/ 38".

4 الجرح والتعديل "2/ 315"، والتهذيب "1/ 200، 201".

ص: 50

87-

إسحاق بن إبراهيم بن محمد الباهلي -خ. د- أبو يعقوب البصري الصّوّاف1:

عَنْ: مُعَاذ بْن هشام، ويوسف بْن يعقوب السَّدُوسيّ، وجماعة.

وعنه: خ. د.، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

88-

إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بن يعقوب المصري الخفاف2.

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وإدريس بْن يحيى الزّاهد.

وعنه: ". . . "3.

قال ابن يونس: توفي سنة ست وخمسين.

89-

اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن -خ- أبو يعقوب البغوي ثم البغدادي لؤلؤ4، ابن عمّ أَبِي جعْفَر أَحْمَد بْن مَنِيع.

سَمِعَ: وكيعًا، وابن عَلَيْهِ، وإسحاق الأزرق، وطائفة.

وعنه: خ.، وإسماعيل الورّاق، ويعقوب الجصاص، ومحمد بن مخلد، وابن أبي حاتم، وقال: ثقة.

مات في شعبان سنة تسع وخمسين.

وقيل: لقبه" بلؤلؤ" باسم طائر.

90-

إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن مُوسَى5.

أَبُو يعقوب الْجُرْجانيّ الوزدُوليّ القصّار الحافظ، صاحب" المسند".

1 التهذيب "1/ 216".

2 لم نقف عليه.

3 بياض في الأصل.

4 انظر: الجرح والتعديل "2/ 211"، والتهذيب "1/ 214".

5 السير "12/ 507"، التذكرة "2/ 562" للذهبي.

ص: 51

رحل وسمع: عُبّيْد اللَّه بْن مُوسَى، ومسلم بْن إبْرَاهِيم، وآدم، وجماعة.

وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن، وإبراهيم بْن مُوسَى الْجُرجَانّيان، ومحمد بْن جعْفَر البصْريّ.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.

91-

إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن حبيب بن الشهيد -ت. ن. ق- أبو يعقوب الشهيدي1 البصري:

سَمِعَ: حفص بْن غَياث، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ، وخلْقًا كثيرًا.

وعنه: ت. ن. ق. وابن صاعد، والفريابي، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن عروة الهروي.

وكان أحد الثقات المتقنين.

توفي سنة سبع، في جمادى الأولى.

92-

إسحاق بن إبراهيم بن الغمرِ:

الغساني المصري2.

عن: ابن صاعد سماعا.

توفي سنة سبع وخمسين.

93-

إسحاق بن إسماعيل بن العلاء - ن. ق:

أبو يعقوب الأيلي3.

توفي بأيلة في ذي الحجة سن ثمانٍ وخمسين.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وسلَامة بن روح الأيلي.

1 الجرح والتعديل "2/ 211"، وتاريخ بغداد "6/ 370".

2 لم نقف عليه.

3 الجرح والتعديل "2/ 212"، والتهذيب "1/ 226-229".

ص: 52

وعنه: ن. ق. ومكحول البيروتيّ، ومحمد بْن الأشعث، وعبد الجبار بن أحمد السمرقندي، وعبيد الله بْن الصّنام، وأبو الحُرَيْش أَحْمَد بْن عيسى وآخرون.

94-

إِسْحَاق بْن بُهْلُولِ بْن حسّان:

أَبُو يعقوب التَّنُوخيّ الأنباريّ الحافظ1.

سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا معاوية، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق، ووَكيعًا، وشُعَيب بْن حَرْب، ويحيى القطّان، وابن المهدي، وأبا ضَمْرَةَ، وإسماعيل بْن عَلَيْهِ، ويحيى بْن آدم، وخلْقًا.

وعنه: إبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والفِرْيابيّ، وابن صاعد، وحفيده يوسف بْن يعقوب الأزرق، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.

وكان من كبار الأئّمة.

قَالَ الخطيب: صنَّف كتابًا فِي الفقه، وله مذاهب اختارها. وصنَّف كتابًا فِي القراءات، وصنَّف "المُسْنَد". وكان ثقة2.

قال ابنه البُهْلُول: استدعى المتوكّلُ أبي إلى "سُرّ من رَأَى" حتّى سَمِعَ منه. ثمّ أَمَرَ فَنُصِبَ لَهُ منبر، وحدَّث فِي الجامع، وأقطعه إقطاعًا مُغَلُّه فِي السنة اثنا عشر ألفًا، ووصله بخمسة آلاف دِرْهم فِي السنة فكان يأخذها. وأقام إلى أن قدِم المستعين بغداد، فخاف أبي من الأتراك أن يكسبوا الأنبار، فانحدر إلى بغداد ولم يحمل معه كُتُبَه، فطالبه محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر أنْ يحدَّثَ ببغداد من حِفْظه بخمسين ألف حديث، لم يخطئ فِي شيءٍ منها3:

رواها أَحْمَد بْن يوسف الأزرق، عَنْ عمّه إِسْمَاعِيل بْن يعقوب، عَنْ عمّه البُهْلُول.

وقال أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن محمد بْن إِسْحَاق بْن البُهْلُول: تذاكرت أَنَا وابن صاعد ما حدَّث بِهِ جدّي ببغداد، فقلت لَهُ: قَالَ لي أنيس المستملي: إنّه حدَّث مِن حفظه بأربعين ألف حديث.

1 الجرح والتعديل "2/ 214"، والسير "10/ 335" طبعة التوفيقية.

2، 3 السير "10/ 335".

ص: 53

فقال ابن صاعد: لَا يدري أنيس ما قَالَ. حدَّث إسحاق بن بهلول مِن حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألفَ حديث.

وُلِد إسحاق بالأنبار سنة أربع ومائة، وبها مات فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين ومائتين1.

قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ الحاكم بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سنة خَمْسِ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بْنِ محمد الأَنْبَارِيُّ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا جَدِّي، أَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ أبي سِيرِينَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: نَهَانِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي"2.

رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، لَكِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ سِيرِينَ مِنْ حَكِيمٍ.

95-

إِسْحَاق بْن حاتم بْن بيان المدائنيّ العلَاف3.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ.

وعنه: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وغيرهما.

وكان ثقة.

تُوُفّي ببغداد فِي رجب، أو شعبان سنة اثنتين وخمسين.

96-

إِسْحَاق بْن حنبل بْن هلَال بْن أسد4.

أَبُو يعقوب الذُّهْليّ الشَّيْبانيّ المَرْوزِيّ ثمّ البغداديّ.

عمّ الْإمَام أَحْمَد.

روى عَنْ: يزيد بْن هارون، والحسين بْن محمد المَرُّوذيّ.

1 السير "10/ 336".

2 حديث صحيح: أخرجه أبو داود "3503"، والترمذي "1236"، "1237"، "1239"، والنسائي "7/ 289"، وابن ماجه "2187"، وأحمد "3/ 402، 434"، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 218"، وتاريخ بغداد "6/ 365".

4 تاريخ بغداد "6/ 369".

ص: 54

وعنه: ابنه حنبل بن إسحاق، ومحمد بن يوسف الجوهري، وغيرهما.

قال الخطيب: كان ثقة.

وقال حنبل: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين، ومولده قبل الإمام أحمد بثلاث سنين.

قلت: إنما سَمِعَ وهو كَهْل، وعاش اثنتين وتسعين سنة.

97-

إِسْحَاق بْن دَاوُد بْن ميمون السَّمرْقَنْديّ1:

أحد علماء سَمَرْقند.

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين، وصلّى عَلَيْهِ أَبُو محمد الدّارِميّ.

98-

إِسْحَاق بْن سُوَيد الرمْليّ2 -د. ن. - عَنْ: عَلِيّ بْن عَيَّاش، وسعيد بْن أَبِي مريم وجماعة:

كَانَ يفهم ويحفظ.

وثّقه النَّسائيّ، وغيره.

وعنه: د. ن.، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن المسّيب الأرغِيانيّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.

99-

إسحاق بن شاهين -خ. ن. - أبو بشر الواسطي3:

شيخ مسند معمر، من أبناء المائة. وقيل: بل جاوزها.

روى عَنْ: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بْن منصور، وجماعة.

وعنه: خ. ن.، أيضًا، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ، ومحمد بْن حامد بْن السّرِيّ، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرغِيانيّ، وطائفة.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس به.

1 لم نقف عليه.

2 التهذيب "1/ 214".

3 انظر: التهذيب "1/ 236، 237".

ص: 55

وقال بَحْشَل: جاوز المائة.

وقال غيره: كَانَ مِن الدَّهاقين.

100-

إِسْحَاق بْن صالح بْن عطاء الواسطيّ1:

أَبُو يعقوب المقرئ الوزّان.

نزيل سامرّاء.

روى عَنْهُ: يزيد بْن هارون، ويعقوب الحضْرميّ، ورَيْحان بْن سعَيِد.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.

قلت: وهو والد أَحْمَد بْن إِسْحَاق الوزّان.

101-

إِسْحَاق بْن الضَّيْف الباهليّ العسكريّ البصْريّ2.

نزيل مصر، وقيل: هُوَ إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم بْن الضَّيف.

لَهُ رحلة واسعة.

روى عَنْ: عَبْد الرّزّاق، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وحجاج الأعور.

وعنه: أبو حاتم وقال: صدوق؛ وعمر البُجَيْريّ، وأحمد بن وكيل أبي صخرة، ومحد بن نيروز الأنماطي، وآخرون.

وكان يجالس بشرا الحافي.

قال أبو زرعة: صدوق.

102-

إسحاق بن عباد بن موسى الختلي3.

أبو يعقوب البغدادي.

حدث عَنْ: أَبِيهِ، وعبد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وهوذة بن خليفة.

وعنه: إبراهيم بن دحيم، وأحمد بن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.

1 الجرح والتعديل "2/ 225".

2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 210"، والتهذيب "1/ 238".

3 تاريخ بغداد "6/ 374".

ص: 56

توفي سنة إحدى وخمسين.

103-

إسحاق بن الفيض بن سليمان:

أبو يعقوب الثقفي الأصبهاني1.

وقال أبو نعيم: هو مولى عتاب بن أسيد بن أبي العيص.

قلتُ: وقع لنا جزء مِن حديثه عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد الرَّحْمَن بْن مَغْراء، وغيرهم.

وقيل: إنّه سَمِعَ مِنَ ابن مَغْراء ثلَاثين ألف حديث.

روى عَنْهُ: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن عُمَر الجورجيريّ، وإسحاق بن إبراهيم بن جميل، ومحمد بن جعفر الأشعري، وأخرون.

وثقه بعضهم.

104-

إِسْحَاق بْن منصور بن بهرام -ع. سوى د- الحافظ بن يعقوب المروزي، الكوسج2، الفقيه، نزيل نَيْسابور:

سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكيعًا، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا أسامة، وعبد الرزاق، والفِرْيابيّ، وخلْقًا.

وعنه: الجماعة سوى د.، وأبو زرعة، وأبو العباس السراج، وابن خُزَيْمَة، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأحمد بن حمدون الأعمشي، ومحمد بن أحمد بن زهير، وخلق كثير.

وقال أبو الحسين مسلم: ثقة مأمون.

وقال النسائي: ثقة ثبت.

وقال الخطيب: هو الذي دون عَنْ أَحْمَد، وإسحاق بْن راهَوَيْه المسائل في الفقه.

قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ إِسْحَاق بْن منصور بلغه أنّ أَحْمَد بْن حنبل رجع عَنْ بعض تلك المسائل، فحملها في جراب على

1 طبقات المحدثين "2/ 262"، لأبي الشيخ، صاحب كتاب "العظمة" بتحقيقي.

2 الجرح والتعديل "2/ 234"، والتهذيب "1/ 249، 250".

ص: 57

ظهره، وخرج راجلَا إلى بغداد، وعرض خطوط أَحْمَد عَلَيْهِ فِي كلّ مسألة استفتاه عَنْها، فأقَرَّ لَهُ بها ثانيًا وَأُعْجِبَ بِهِ1.

قلت: وروى ت. عَنْ رَجُل، عَنْهُ.

وتوفي فِي تاسع عشر جُمَادَى الأولى سنة إحدى وخمسين.

105-

إِسْحَاق بْن وهْب بْن زياد الواسطيّ العلَاف -خ. ق. - أبو يعقوب2:

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وعمر بْن يونس، وأبا دَاوُد الطَّيَالِسيّ.

وعنه: خ. ق. وابن أَبِي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ووالده أبو حاتم وقال: هُوَ صدوق.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.

106-

إِسْحَاق بْن وَهْبُ بْن عَبْد اللَّه.

أَبُو يعقوب الطُّهُرْمُسيّ المصريّ الْجِيزيّ3.

روى عَنْ عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ أحاديث كَانَ ابن وَهْبُ أتقى لله من أنْ يحدَّثَ بها. ولم يكن من أهلِ الحديث.

تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين أيضًا.

وَلَهُ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ:"لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ أَلْفِ حَجَّةٍ". وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِيَقِينٍ. رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ، وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، فَذَكَرَهُ.

107 -

أسد بْن سعَيِد بْن كثير بْن عُفَيْر4:

أَبُو الحارث المصريّ.

1 تاريخ بغداد "6/ 364".

2 الجرح والتعديل "2/ 236"، التهذيب "1/ 253، 254".

3 الميزان "1/ 203".

4 من علماء مصر، انظر ترجمته في "حسن المحاضرة" للسيوطي.

ص: 58

سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، والشّافعيّ.

وعنه: جَبَلَة بْن محمد، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيْد، والمصريُّون.

تُوُفّي فِي صفر سنة ستين. قاله ابن يونس.

108-

أسد بْن عمار بْن أسد أَبُو الخير التّميميّ الأعرج1:

عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويزيد، ورَوْح، وطائفة.

وعنه: ابن أَبِي الدُّنيا، ومُطَيَّن، وأبو حامد الحضْرميّ.

محلُّه الصِّدْق.

109-

إِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم الحمدونيّ2.

شاعر محسن كَانَ فِي هذا الزمان، قبله بيسير أو بعده.

وله فِي طَيْلسان أهداه لَهُ أحمد بْن حَرْب أربعين مقطوعًا، ولا يخلو واحد منها من معنى نادرٍ ومَثلٍ سائر.

فمنها قوله:

يا ابن حَرْب كَسَوْتني طيلسانًا

مَلَّ من صُحْبَة الزمان وصدًا

طال تَرْدَادُهُ إلى الرَّفْوِ حتي

لو بعثناه وَحْدَهُ لَتَهَدَّا

وله في شاه سعيد بن أحمد بن حوسيندار:

أَبَا سعَيِد لنا فِي شاتِك الْعِبَرُ

جاءت وما إنْ لها بَوْلٌ ولا بَعَرُ

وكيف تبعر شاةٌ عندكم مَكَثَتْ

طعامها الْأبْيَضان الشَّمسُ والقمرُ

لو أنّها أبصرت فِي نومها عَلَفًا

غَنَّت لَهُ ودموع العين تنحدرُ

يا مانعي لذّة الدُّنيا وزَهْرتها

إنيّ لَيُقْنعني مِن وجهك النَّظَرُ

110-

إِسْمَاعِيل بْن بِشْر بْن منصور السُّلَيميّ البصْريّ3 -د. ق. - عن: أبيه،

1 تاريخ بغداد "7/ 19".

2 الأغاني "13/ 237".

3 انظر: التهذيب "1/ 284، 285".

ص: 59

وعُمَر بْن عَلِيّ بْن مقدَّم، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ.

وعنه: د. ق.، وأحمد بْن حمدون الأعمشيّ، وابن وهب الدينوري، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.

توفي سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان ثقة.

111-

إسماعيل بن حبان بن واقد - ق- أبو إسحاق الثقفي الواسطي القطان1:

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عاصم الحِمّانيّ، وعُمَر بْن يونس اليَمَاميّ، وغيرهما.

وعنه: ق.، وأحمد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعمر بن محمد بن بجير في مسنده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي.

حبان بحاء مكسورة ثم باء موحدة.

112-

إسماعيل بن أبي الحارث أسد بن شاهين2 -د. ت-:

أبو إسحاق البغدادي.

عَنْ: أَبِي بدر شجاع بْن الوليد، وحَجّاج الأعور، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وشَبَابة.

وعنه: د. ت.، وأحمد بْن محمد بْن الْحَسَن الذَّهبيّ، والحسين بن يحيى بن عياش، والمحاملي، وابن مخلد، وابن أبي حاتم، وآخرون.

وكان ثقة ورعا صالحا خيارا، رحمه الله.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الدارقطني: ثقة صدوق، ورع، فاضل.

توفي في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين.

113-

إسماعيل بن عمرو بن سعيد السكوني3:

1 التهذيب "1/ 288".

2 الجرح والتعديل "2/ 161"، والتهذيب "1/ 282، 283".

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 190".

ص: 60

أبو عامر الحمصي المقرئ.

عن: علي بن عياش، والربيع بن روح، والوحاظي.

قال ابن أبي حاتم: سمعت منه، وهو صدوق.

114-

إسماعيل بن المتوكل:

أبو هشام الحمصيّ1.

عَنْ: أَبِي المغيرة، والْحَسَن بْن الربيع البُورانيّ.

وعنه: النَّسائيّ فِي "الكُنَى"، وابن صاعد، ومحمد بْن مَتُّوَيْه، وابن جَوْصا.

115-

إِسْمَاعِيل بْن يوسف2.

أَبُو عَلِيّ الدَّيْلَميّ العابد الحافظ.

جالس أَحْمَد بْن حنبل.

وحدث عَنْ: مجاهد بْن مُوسَى.

116-

إِسْمَاعِيل بْن يزيد الأصبهاني القطّان3:

وَيُكْنَى أَبَا أَحْمَد.

مُحَدَّث رحَّال، عَالِيّ الإسناد. صنَّف كتاب "اللّباس"، وغير ذَلِكَ.

وسمع من: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وأبي ضَمْرَةَ، والوليد بْن مُسلْمِ، ومَعْن، وطبقتهم.

وبقي إلى نيَّفٍ وخمسين.

روى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد مَنْدَوَيْه، وعبد الله بْن محمد البنّاء، ومحمد بْن القاسم بْن كوفيّ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ.

وحدَّث عَنْه مِنَ الكبار محمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وهو أقدم منه.

1 التهذيب "1/ 327".

2 من الحنابلة، وعباد الديلم.

3 طبقات المحدثين "2/ 259، 260".

ص: 61

قَالَ أَبُو نُعَيْم: صنَّف "المُسْنَد"، "والتَّفْسير"، وكان يُذْكَر بالزُّهْد والعبادة؛ حسن الحديث. اختلط عَلَيْهِ بعض حديثه فِي آخر أيّامه.

مات سنة ستين أو قبلها بقليل.

117-

أشناس التُّرْكيّ1:

كَانَ أحد الشّجعان المذكورين. وجَّههُ المأمون غازيًا إلى حصن سندس فأتاه بصاحبه. وكان مقدَّم جيش المعتصم حين فتح عَمُّورية. ثمّ ولي إمرة الجزيرة والشّام ومصر للواثق. ونظروا فِي أُعْطيات المعتصم لأشناس فبلغت أربعين ألف ألف درهم. وكان يتعانى المُسْكِر. ولمّا مات فِي سنة اثنتين وخمسين ومائتين خلَّف مائة ألف دينار، فأخذها المعتز بالله.

118-

أيوب بن حسان -ق- "أبو سليمان" الدّقّاق2:

عَنْ: أبن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، والوليد بْن مُسلْمِ، ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ.

وعنه: ق.، وأسلم بْن سُهَيل، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وأحمد بن عبد الله وكيل "صاحب أَبِي صخرة".

وثقَّه ابن حِبّان.

119-

أيّوب بْن الْحَسَن النَّيسابوري3:

تفقّه عَلَى ". . . "4 الْحَسَن.

وسمع من: النَّضْر بْن شُمَيْل، وَيَعْلَى بْن عُبّيْد، وعَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة، ونصر بْن باب، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي مطيع البلْخيّ، وطائفة.

وعنه: محمد بْن زياد الفقيه، وإبراهيم بْن محمد بْن سُفْيَان.

تُوُفّي فِي ذي القِعْدة سنة إحدى وخمسين ومائتين.

وكان كبير الشأن ببلده.

1 انظر: وفيات الأعيان "2/ 415"، "3/ 89".

2 الجرح والتعديل "2/ 244"، والتهذيب "1/ 400".

3 ينظر: "تاريخ نيسابور" للحاكم.

4 بياض في الأصل.

ص: 62

120-

أيّوب بْن الوليد البغداديّ الضّرير1:

عَنْ: أَبِي معاوية، وإسحاق الأزرق.

وعنه: ابن صاعد، والمَحَامِليّ، وجماعة.

تُوُفّي فِي المحرَّم سنة ستّين ومائتين.

121-

أيّوب الحمّال2:

أَبُو سُلَيْمَان.

من كبار الزُهّاد فِي عصره ببغداد.

كَانَ صاحب أحوال وكرامات.

قَالَ الخطيب: حكى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق، وسهل بْن عَبْد اللَّه، وغيرهما.

سَمِعْتُ أبا نعيم يَقُولُ: هُوَ مِن العبّاد المجتهدين، لَهُ كرامات عجيبة.

قَالَ السُّلَميّ: هُوَ من أقران سَريّ السَّقَطيّ.

عَنْ محمد بْن خَالِد الآجُرِّيّ: قلت لأيّوب الحمّال: تخطر فِي نفسي مسألة فأوّد أن أراك.

قَالَ: إذا أردتني فحرِّك شفتيك.

قَالَ: فكنتُ إذا أردته حرّكت شفتي، فأراه يدخل عَلَى كتفه كارته فأسأله.

"حرف الباء":

122-

بُخْتيشوع بْن جبريل3:

النَّصْرانيّ الطّبيب صاحب التّصانيف. خَدَم المأمون ومن بعده الخلفاء، ونكبه المتوكّلُ مرة، ونفاه، ثم رده إلى المُطْبَق وقُيِّد وغُلَّ بمائة رطل بالبغداديّ. وله كتاب "التذكرة" في الطب.

1 تاريخ بغداد "7/ 10".

2 الحلية "10/ 313، 314".

3 الفهرست "1/ 296" لابن النديم.

ص: 63

وقيل: إنه طَبَّ الرَّشيدّ وليس بشيء، إنّما طبَّه جدِّه بختيشوع بْن جورجس الَّذِي أقدمه الهادي من جُنْدَيْسابور.

هَلَكَ بختيشوع هذا سنة ستٍّ وخمسين.

123-

بِشْر بْن آدم بْن يزيد -4- أَبُو عَبْد الرَّحْمَن البصْريّ1:

عَنْ: جدِّه لأُمّه ازهر السَّمّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وزيد بْن الحُبَاب، وخلْق.

وعنه: 4، ويحيى بْن صاعد، وآخرون.

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.

وهو بِشْر بْن آدم الصَّغير؛ وأما الكبير فقديم تفرَّد بِلُقيّه الْبُخَارِيّ.

124-

بِشْر بْن خَالِد العسكري الفَرَائضيّ2 -خ. م. د. ن- نزيل البصْرة:

عَنْ: غُنْدَر، وأبي أسامة، وشَبَابة.

وعنه: خ. م. د. ن.، وابن خُزَيْمَة، وأبو بكر بن أبي داود.

وكان ثقة مأمونا.

توفي سنة ثلاث وخمسين.

قال ابن أبي حاتم: حافظ لحديث الثوري.

125-

بشر بن عبد الوهاب3:

أبو الحسن الدمشقي مولى بني أمية. ويقال له بشير.

شيخ زاهد جليل.

روى عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ووَكِيع، ومروان بْن معاوية، وضَمْرَة، ومحمد بن شعيب، ومحمد بن بشر العبدي.

1 الجرح والتعديل "2/ 351"، والتهذيب "1/ 442".

2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 356"، والتهذيب "1/ 448".

3 انظر: تهذيب تاريخ دمشق "2/ 247"، لابن بدران.

ص: 64

وعنه: أبنه أحمد، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبو بشر الدولابي، وابن جوصا، وطائفة.

توفي في رجب سنة أربع وخمسين.

لم يضعفه أحد، فهو حسن الحديث. وهو الذي تفرد عَنْ وَكِيع بمسلسل العيدَيْن. رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَد بْن محمد ابْن أخت سُلَيْمَان بْن حَرْب، وأحمد بْن عُبّيْد اللَّه الفراسيّ، وقيل: بل هذا الفراسي هُوَ ابن أخت سُلَيْمَان، وكنيته أَبُو عُبّيْد اللَّه. وهذا الصحيح من اسمه أنّه أَحْمَد بْن محمد بْن فرِاس بْن الهَيْثَم، وتفرَّد بالحديث.

126-

بِشْر بْن مطر بْن ثابت1:

أَبُو أَحْمَد الواسطيّ نزيل سامرّاء.

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وإسحاق الأزرق.

وعنه: ابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، وأبو الْعَبَّاس الأثرم، ومحمد بن جعفر المَطِيريّ، وغيرهم.

قَالَ ابن قانع: تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.

وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.

وقال أَبُو حاتم: صدوق.

وقيل: مات سنة اثنتين وستين.

127-

بُغَا التُّرْكيّ الصّغير2:

المعروف بالشَّرابيّ الأمير.

من كبار قُوّاد المتوكّلُ، وهو أحد من دخل عَلَى المتوكّلُ وفتك بِهِ.

ذكر المسعوديّ أنّ بُغَا هذا دعا باغَر التُّرْكيّ، وكان أَهْوَجَ مِقْدامًا، فقال: تعلم محبَّتي لك وإحساني إليك، وأريد منك أن تقتل ابني فارس فقد آذاني. قال: نعم، فلا تجد علي.

1 الجرح والتعديل "2/ 368"، وتاريخ بغداد "7/ 84، 85".

2 انظر: التذكرة الحمدونية "1/ 439، 440" لابن حمدون.

ص: 65

وجعل بينهما إشارة فلم يفعلها بُغَا. ثمّ تركه أيّامًا وطلب منه أنْ يقتل أخاه وَصِيفًا، فرآه مبادرا.

ثم انتدبه لقتل المنتصر ولي العهد فقال: كيف أقتله وأبوه باق؟ لكني أبدأ بالمتوكل. فتمت الحيلة وكملت المكيدة.

وقد غلب على المستعين هو ووصيف الأمير حتى قيل:

خليفة في قفص

بين وصيف وبغا

يقول ما قالَا لَهُ

كما تَقُولُ الببغا

خرج بُغَا عَلي المعتزّ ونهبَ مِنَ الخزائن مائتي ألف دينار، وسار إلى السّن عازمًا عَلَى الشّرّ، فاختلف عَلَيْهِ أصحابه، فكتب يطلب أمانًا، وفارقه عسكره فانْحَدر فِي زَوْرق فأخذته المغاربة، فأخذه الوليد المغربيّ وأتي برأسه، فَنُصِبَ ببغداد، وَأُعْطِيَ قاتلُهُ عشرة آلاف دينار وكان مقتله1 سنة أربعٍ وخمسين، وكفي اللَّه شرّه.

128-

بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن بُسْر2.

أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ البُسْريّ الدّمشقيّ.

عَنْ: عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن الماجِشُون، وأسد بن موسى، وجماعة.

وعنه: أبوا زُرْعَة، وبَقيّ بْن مَخْلَد، وابن جَوْصا، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

129-

بَكْر بْن عَبْد الوهاب المدني3 - ق-:

عن: خاله الواقدي، ومحمد بْن فُلَيْح، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وغيرهم.

وعنه: ق.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن صاعد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

1 زيادة من تاريخ الطبري "9/ 380".

2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 410".

3 الجرح والتعديل "2/ 389"، والتهذيب "1/ 485".

ص: 66

"حرف الجيم":

130-

جابر بْن كُرْديّ بْن جَابرِ:

أَبُو الْعَبَّاس الواسطيّ البزّاز1.

عَنْ: يزيد بْن هارون، وَوَهْبُ بْن جرير، وشَبَابة، وجماعة.

وعنه: النَّسائيّ فيما قِيلَ، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، وعلي بْن الْعَبَّاس المَقَانِعيّ، ومحمد بْن جرير، وابن صاعد، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر.

وثقه ابن حِبّان.

131-

جعْفَر بْن أَحْمَد بْن عوَسْجَة السّامرّيّ2:

عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وكثير بْن هشام.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبت عَنْهُ بسامرّاء مَعَ أَبي، وقال أَبِي: صدوق.

132-

جعْفَر بْن عَبْد الواحد بْن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس3:

العباسي الهاشمي قاضي القضاة.

عن: روح بن عبادة، ومحمد بن البرساني، وأبي عاصم، وغيرهم.

وعنه: يعقوب الفسوي، والباغندي، وأبو عوانة الإسفراييني، وأحمد بن هارون البردنجي، وعلي بن سراج المصري.

قال ابن عدي: متهم بوضع الحديث.

وقال الدارقطني: متروك.

وقال الخطيب: عزله المستعين عن القضاء، ونَفَاهُ إلى البصرة لأمرٍ بلغه عَنْهُ.

وتوفي سنة ثمان وخمسين.

1 تاريخ بغداد "7/ 238".

2 الجرح والتعديل "2/ 474".

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 483"، والميزان "1/ 412، 413".

ص: 67

قَالَ أَبُو حاتم: وَصَلَ جعْفَر بْن عَبْد الواحد حديثًا للقَعْنَبيّ فزاد فِيهِ: عَنْ أنس. فَدَعا عَلَيْهِ القَعْنبي فافْتُضِح.

وقال أَبُو زُرْعَة: أخاف أن تكون دعوة الشَّيْخ الصّالح أدركته.

قَالَ سعَيِد البَرْذَعيّ: قلتُ: أيّ شيخ؟ قَالَ: القَعْنَبيّ.

وقال نفْطَوَيْه: كَانَ من حُفاظ الحديث، وله بلَاغة ولسان.

وقال غيره: كَانَ بخيلَا.

133-

جعْفَر بْن محمد بْن جعْفَر المدائنيّ1:

عَنْ: هُشَيْم، وعَبّاد بْن العوام.

وعنه: تَمْتَام، والعلَاء بْن أيّوب المَوْصِليّ.

وسكن المَوْصِل، فروى عَنْهُ أهلها.

وقد روى" المغازي" عَنْ زياد البّكائيّ. وتأخَّر إلى بعد الخمسين.

قَالَ الخطيب: بلغني أنّه مات سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

134-

جعْفَر بْن محمد بْن رَبال البغداديّ2:

عَنْ: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وأبي عاصم.

وعنه: أَبُو عُبّيْد القاسم، وأبو عبد الله الْحُسَيْن ابنا المَحَامِليّ.

135-

جعفر بن محمد بن عامر السامري البزاز3:

عن: أبي نعيم، وعفان، وأبي غسان الهندي.

قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أَبِي، وهو صدوق.

136-

جعْفَر بْن محمد بْن فضيل الرسعني4 -ت- أبو الفضل الحافظ:

1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 474".

2 تاريخ بغداد "7/ 238، 239"، التهذيب "2/ 44".

3 انظر: الجرح والتعديل "2/ 487".

4 الميزان "1/ 415"، التهذيب "2/ 105".

ص: 68

روى عَنْ: محمد بْن حُمَيْد، وأبي المغيرة، وعلي بن عياش الحمصيين، وعبد الملك بْن الماجُشون، وسعيد بْن أَبِي مريم، وعبد الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، ومؤمل بن إسماعيل، وجماعة.

وعنه: ت، وأبو يَعْلَى، والباغَنْديّ، ومحمد بْن الرّمّاح الباهليّ، ويعقوب البزاز، ويوسف بن يعقوب التنوخي الأزرق، وخلق.

قال النسائي: ليس بالقوي.

ووثقه غيره.

137-

جعفر بن مسافر -د. ق. ن- أبو صالح الهذلي التنيسي1.

سَمِعَ: ابن أَبِي فُدَيْك، وعلي بْن عاصم، وبِشْر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ.

وعنه: د. ق. ن. ووثقّه، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعلي بْن أَحْمَد بْن علَان، وآخرون.

تُوُفّي سنة أربع وخمسين ومائتين.

138-

جعفر بن منبر المدائنيّ القطّان2.

نزيل الرِّيّ.

عَنْ يزيد بْن هارون، وأبي بدر، وعبد الوهّاب بْن عطاء، وطبقتهم.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعتُ منه بالرّيّ، وهو صدوق.

139-

جعْفَر بْن النَّضْر الواسطيّ الضّرير3:

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وعلي بْن عاصم، وجماعة.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ منه مَعَ أَبِي، وهو صدوق.

140-

جميل بْن الْحَسَن -ق- أبو الحسن الأزدي الجهضمي البصري4، نزيل الأهواز:

1 الجرح والتعديل "2/ 491"، والتهذيب "2/ 106-108".

2 الجرح والتعديل "2/ 491".

3 الجرح والتعديل "2/ 492".

4 انظر: الجرح والتعديل "2/ 520"، التهذيب "2/ 113، 114".

ص: 69

عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وأبي هَمّام محمد بْن الزَّبْرِقان.

وعنه: ق.، وأبو عَرُوبة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.

قَالَ ابن أبي حاتم: أدركناه ولم نكتب عَنْهُ.

وقال عَبْدان: كَانَ فاسقًا كذابًا.

قلت: أما حديثه فقال ابن عدي: لَا أعلم لَهُ حديثًا مُنْكَرًا، وهو صالح فِي باب الرواية، وعنده كُتُب سعَيِد بْن أَبِي عَرُوبة.

"حرف الحاء":

141-

حاتم بْن بَكْر الضّبّيّ الصَّيْرفيّ البصْريّ1 -ق- عَنْ: أَبِي عامر العَقَدِيّ، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث، ومحمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وجماعة.

وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون.

142-

الحارث بن أسد بن معقل الهمداني المصري2:

أبو الأسد.

عن: بشر بن بكر التنيسي، وغيره.

آخر ما حدَّث عَنْهُ بمصر إبْرَاهِيم بْن ميمون الصّوّاف.

مات فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

143-

حامد بْن دَاوُد الشّاشيّ3.

عَنْ: محمد بن عبد الله الْأَنْصَارِيّ، وأبي نُعَيْم.

ووثقه ابن حِبَان.

- حَبْتر. هو عبد الملك. يأتي.

1 التهذيب "2/ 129".

2 التهذيب "2/ 134".

3 الثقات لابن حبان "8/ 218".

ص: 70

144-

حبيش بن مبشر -ق- أبو عبد الله الطوسي الثقفي الفقيه1.

نزيل بغداد. أخو جعفر بْن مبشر المتكلَّم.

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وَوَهْبُ بْن جرير، ويونس بْن محمد.

وعنه: ق. وإسحاق بْن إبْرَاهِيم البُسْتيّ، والباغندي، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.

قال الخطيب: كان فاضلا، يعد من فضلاء البغداديين.

ووثقه الدارقطني.

أنا الْمُسْلِمُ2 بْنُ محمد وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْباني، أنا أبو بكر الحافظ، أنا ابن المهدي، أنا محمد بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا حُبَيْشُ بْنُ مُبَشِّرٍ، أَنَا مُبَشِّرُ بْنُ محمد، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا وَتَزَوَّجَهَا"3.

تُوُفّي حُبَيْش فِي تاسع رمضان سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

145-

حَجّاج بْن حمزة العِجْليّ الرّازيّ4:

أَبُو يوسف.

سمع: ابن نمير، وأبا أسامة، وابن أبي فُدَيْك.

وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابنه.

وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَة فقال: شيخٌ مُسلْمِ صدوق.

146-

حجاج بن يوسف بن حجاج5 -م. د- أبو محمد بن الشاعر أبي

1 انظر: تاريخ بغداد "8/ 272".

2 سقط تم إثباته من تهذيب الكمال "5/ 416".

3 حديث صحيح: أخرجه عبد الرزاق "13107"، "13140"، في مصنفه، والبخاري "5586"، "5169"، ومسلم "1365"، وأحمد "6/ 99، 165، 170، 239"، والترمذي "1123"، كلهم من حديث أنس، وأخرجه الطبراني "24/ 73"، في الكبير من حديث صفية رضي الله عنها.

4 الجرح والتعديل "3/ 158".

5 الجرح والتعديل "3/ 168"، والسير "12/ 301".

ص: 71

يعقوب الثقفي البغدادي. وكان أَبُوه يُلَقَّب لِقْوَة، نشأ بالكوفة وقال الشِّعْر وصحِب أَبَا نُوَاس، فنشأ ابنه حَجّاج ببغداد وطلب العلم.

وحمل عَنْ: أَبِي النَّضْر، ويعقوب بْن إبْرَاهِيم بْن سعد، وأبي أَحْمَد الزبيري، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحجاج الأعور، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وخلق.

وعنه: م. د. فأكثر عَنْهُ مُسلْمِ، وبَقِيّ بْن مَخْلَد، وأبو يَعْلَى، وموسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.

وقال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ.

وقال أَبُو دَاوُد: هُوَ خير من مائة مثل الرمادي.

وقال صلح جَزَرَة: سمعته يَقُولُ: جَمَعت لي أميّ مائة رغيف، فجعلتها فِي جراب وانحدرتُ إلى شَبَابة بالمدائن، فأقمت ببابه مائة يوم. كلّ يوم أجيّء برغيف أُغمَّسُه في دجلة وآكله، فلما نفذ خرجت.

وقال ابن قانع: مات فِي رجب سنة تسع وخمسين.

147-

حَجّاج بْن يوسف بْن قتيبة1:

أَبُو محمد الهَمَدانيّ الأزرق المؤدَّب.

حدَّث بأصبهان عَنْ: النُّعْمان بْن عَبْد السّلَام، وأبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، وبشر بن الحسين.

وتفرد في الدنيا عنهم، وقيل: أَنَّهُ عاش مائة وعشرين سَنَة.

رَوَى عَنْهُ: محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن محمد بن صبيح، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، ومحمد بن عمر الجورجيري، وغيرهم.

يقع حديثه عاليا في" الثقفيات".

توفي سنة ستين. أرخ موته وعمره أبو نعيم وقال: كَانَ فِي مكتبه أكثر من مائة صبي.

1 ذكر أخبار إصبهان "1/ 301".

ص: 72

148-

الْحَسَن بْن إبْرَاهِيم البياضي1:

المجاور بمكة.

عَنْ: هاشم بْن القاسم، والأسود بْن عامر، وجماعة.

سَمِعْتُ منه وهو صدوق، قاله ابن أَبِي حاتم.

149-

الْحَسَن بْن دَاوُد بْن مِهْران2. أَبُو بَكْر الْأَزْدِيّ البغداديّ المؤدّب.

سَمِعَ: أَبَا بدر شجاع بن الوليد، وشبابة، وغيرهما.

وعنه: محمد بن مخلدن وأبو الْعَبَّاس الأثرم.

وكان صدوقًا.

تُوُفّي قبل السّتّين ومائتين.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق، كتبتُ عَنْهُ.

150-

الْحَسَن بْن سُميط3، بمهمَلَة مضمومة:

أَبُو عَلِيّ الْبُخَارِيّ الحافظ.

أحد الرّحّالة.

عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وعلي بْن شقيق، وسَلْم بْن إبْرَاهِيم، وقُبَيْصة، وآدم، وخلْق.

وعنه: سهل بْن شاذُوَيْه، وسيف بْن حفص البخاريّان.

151-

الْحَسَن بْن طازاد المَوْصِليّ4:

كان نصرانيًّا فرأى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي النّوم فأسلم، وحفظ القرآن والعلم. وأفتى بالموصل.

1 الجرح والتعديل "3/ 2"، تاريخ بغداد "7/ 281".

2 الجرح والتعديل "3/ 12، 13".

3 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 401" للذهبي.

4 أحد عباد وزهاد الموصل.

ص: 73

أسَلمَ سنة ثمان عشرة ومائتين.

وروى عَنْ: غسان ابن الربيع، وأَحْمَد بْن يونس، ومسدّد، وأبي جعْفَر النُّفَيْليّ.

ورحل وحصَّل وتزهّد، وخرج من كلّ شيء بقي لَهُ، وبقي يأكُل مِنَ النَسْخ. وكان يقوم نصف اللّيل وينام نصفه. ثمّ فِي الآخر صار يحيى اللّيل كلّه وينام بالنّهار.

وكان زاهدًا عابدًا كبير القدْر.

تُوُفّي بعد الخمسين ومائتين.

روى عَنْهُ ابنه محمد.

152-

الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن منصور1:

أَبُو علي الأنطاكي البالسي.

عن: الهيثم بن جميل، ومحمد بن كثير الصَّنْعانيّ.

وعنه: ابن خُزَيْمَة، ومكحول البيروتيّ، وأبو الْجَهْمُ المَشْغرانيّ، وآخرون.

153-

الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن:

أبو علي المستملي2.

عَنْ: مكّيّ بْن إبْرَاهِيم، ويحيى بْن يحيى.

واستملى عَلَى إِسْحَاق بْن راهَوَيْه.

روى عَنْهُ: زَنْجَويْه، وغيره.

وتوفي سنة خمسٍ وخمسين3، فِي خامس شعبان نَيْسابور.

154-

الْحَسَن بْن عَبْد العزيز بن ضابيء بن مالك -خ- أبو علي الجذامي الجروي المصري4.

نزيل بغداد.

1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 192" لابن بدران.

2 لم نقف عليه.

3 كذا بالأصل، ولعل المراد بالرقم المائتين.

4 الجرح والتعديل "3/ 24"، والسير "10/ 235".

ص: 74

ولجدّهم عديّ بْن حمْرس صُحْبة. فمالك هُوَ ابن عامر بْن عديّ بْن حِمْرَس بْن ثغر بن نصر بن عدي بن القطع بْن جُرَيّ بْن عوف بْن أسود بْن تزّود بْن جشم بْن جذام.

قَالَ الخطيب أبو بَكْر: هكذا ساقَ نسبَه محمد ولده. وقال الخطيب: قَالَ غيره: جذام اسمه عَمْرو بْن عديّ بْن الحارث بْن مُرَّة بْن أُدَد بْن زيد بْن يشجب بْن عَريب بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يشجب بْن يَعْرب بْن قَحْطان.

قلت: سَمِعَ: أيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، وبشر بْن بَكْر التِّنِّيسيّ، وعبد اللَّه بْن يحيى البُرُلُّسيّ، ويحيى بْن حسّان التِّنِّيسيّ، وعَمْرو بْن أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسيّ، وأبا مُسْهِر، وغيرهم.

وأجازَ لَهُ ضَمْرَةُ بْن ربيعة.

وعنه: خ. وإبراهيم الحربيّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو العباس السراج، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن أبي حاتم، وحفيده جعفر بن محمد بن الحسن الجروي، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة.

وقال الدّارَقُطْنيّ: فوق الثّقة، لم يُرَ مثله فضلَا وزُهدًا.

وقال الخطيب: كَانَ من أهل الدَّين والفضل، مذكورا بالورع والثّقة، موصوفًا بالعبادة.

وقال جعْفَر بْن محمد: سَمِعْتُ جدّي الْحَسَن بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: من لم يردعْه القرآن والموتُ، ثمّ تَنَاطَحَت الجبال بين يديه لم يرتدع1.

وقال أَبُو سعَيِد بْن يونس: حُمِل الْحَسَن من مصر إلى العراق بعد قَتْلِ أخيه عَلِيّ، فلم ينزل فِي العراق إلى أن تُوُفّي بها سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين. وكانت لَهُ عُبَادة وفضل، وكان من أهل الثقة والورع قَالَ صالح بْن أَحْمَد، وغيره: حُمِل إلى الْحَسَن الْجَرَوِيّ ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أَحْمَد بْن حنبل ثلَاثة آلاف دينار منها، فقال: يا أَبَا عَبْد اللَّه هذه مِن ميراث حلَال. فلم يقبلها2

1، 2 السير "10/ 236".

ص: 75

وقال بعض العلماء: الْجَرَوِيّة قرية بتنيس.

قلت: يجوز أن تكون القرية نسبت إلى آبائه، ويجوز أنْ يكون هُوَ نُسِبَ إليها أيضًا. وقد ذكرنا فِي نسبة جُرَيّ بْن عوف.

155-

الحسن بن عرفة بن يزيد -ت. ق- أبو علي العبدي، مولَاهُمُ البغداديّ1 المؤدب، مسنَد وقته.

وُلِد سنة خمسين ومائة.

وسمع: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وخَلَف بْن خليفة، وعبد اللَّه بن المبارك، والمبارك بن سعيد الثوري، وعمار بن محمد الثَّوْريّ، ومرحوم بْن عَبْد العزيز العطّار، وولده عيسى، ومروان بْن شجاع الْجَزَرِيّ، وهُشَيْم بْن بشير، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وجرير بْن عَبْد الحميد، وإِبْرَاهِيم بْن يحيى المدنيّ الفقيه، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وعباد بْن العوّام، وعباد بْن عباد، وعلي بْن ثابت الْجَزَرِيّ، وقران بْن تمّام الأَسَدِيّ، وأبا حفص الأبّار، وخلْقًا سواهم. وتفرد فِي الدُّنيا عَنْ جماعة منهم.

وعنه: ت. ق. والنَّسائيّ فِي غير "السُّنَن" بواسطه، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصّمد الهاشميّ، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الوزان، والْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الربيع الأنْماطيّ، وزكريّا خياط السنة، والْحُسَيْن بْن يحيى بْن عَيَّاش، والقاضي المَحَامِليّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن أَحْمَد الأثْرم، وعَلِيّ بْن الفضل السُّتُوريّ، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار، وأُمَمٌ آخرهم وفاةً مِن الثقات الصّفّار. وبقي بعده من تُكلمِ فِيهِ مثل محمد بْن هميان الوكيل، تُوُفّي بعد الصّفّار بشهرين.

والسُّتُوريّ المذكور تُوُفّي بعده بسنتين.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لي يحيى بْن مَعِين: كتَبتَ عَنْ ذَلِكَ الشَّيْخ المعلّم فِي "تِلْكَ" المربَّعة؟ قلت: نعم، أَهُوَ الْحَسَن بْن عرفة؟ قال: نعم، عن مبارك بْن سعيد، "وهو ثقة قَالَ عَبْد اللَّه: وكان يختلف إلى أَبِي"2.

وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الدَّوْرَقيّ: جاءنا يحيى بْن مَعِين إلى منزلنا فقال لي:

1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 31"، والسير "10/ 26-28".

2 السير "10/ 27، 28".

ص: 76

ذهب إلى هذا الشَّيْخ المعلّم الْحَسَن بْن عَرَفَة، ينزل حوض هَيْلَانة، عنده عَنْ مبارك بْن سعَيِد، لَيْسَ بِهِ بأس.

وقال محمد بْن المُسَيَّب: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة يَقُولُ: قد كُتُب عنّي خمسة قرون.

قلت: كتبّ عَنْهُ ابن مَعِين، وغيره؛ ثمّ كتَب عَنْهُ "محمد" إِسْحَاق الصَّغانيّ وطبقته، ثمّ كَتب عَنْهُ صالح جَزَرَة وطبقته؛ ثمّ كَتب عَنْهُ ابن صاعد وطبقته؛ ثم كتب عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وطبقته فهذه الخمسة قرون التي عَنى.

أنبأني المسلَّمُ بْن علَان، وغيره، أَنَا الكنديّ، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب أَبُو بكر: أجاز لي محمد بم مكّيّ المصريّ، وحدثني عَنْهُ نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه: أنا أحمد بن عبد الله بن رُزَيْق، ثنا الْحَسَن بْن رشيق، ثنا أَحْمَد بْن محمد بْن حكيم الصَّدَفيّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة وَسُئِلَ كم تعدّ مِنَ السّنين؟ فقال: مائة سنة وعشر سِنين، لم يبلغ أحدٌ من أهل العلم هذا السّنّ غيري1.

وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: عاش السن بْن عَرَفَة مائة وعشر سنين، وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي الصحابة العشر.

وقال أبو الفتح الأزدي: حدثني مُوسَى بْن محمد الْأَزْدِيّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن عَرَفَة يَقُولُ: حدثني وكيع بأحاديث، فلمّا أصبحت سَأَلْتُهُ عَنْها فقال: ألم أحدّثك بها أمس؟ قلتُ: بلى، ولكنّي شَككْت.

قَالَ: لَا تشك فإن الشك من الشيطان.

قال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.

تُوُفّي الْحَسَن بْن عَرَفَة سنة سبْعٍ وخمسين بسامرّاء، قاله أَبُو القاسم البَغَوِيّ.

وقيل: مات فِي ذي الحجّة لأربعٍ بقين منه.

وقيل: فِي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

156-

الْحَسَن بْن عطاء بْن يزيد الإصبهاني شاذويه2:

1 تقدم تخريجه.

2 ذكر أخبار إصبهان "1/ 256، 257".

ص: 77

وقيِل: شاذان. شيعيّ معروف.

عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وبكر بْن بكّار، وعامر بْن إِبْرَاهِيم.

وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وأحمد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ.

157-

الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن حَرْب بْن محمد:

أَبُو محمد الطّائيّ المَوْصِليّ1.

عَنْ: يَعْلَى بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بن مُوسَى، وجماعة.

روى عَنْهُ والده حديثًا واحدًا.

وُلِد سنة خمس وتسعين ومائة. وكان بارًّا بأبيه فَفْجِعّ بِهِ، وعاش ستين سنة. وولي مَرَاغَة، فكان يحدثهم أوَّل النّهار وينظر فِي أمورهم فِي وسطه، ويقضي بينهم فِي آخره.

تُوُفّي قبل الستين ومائتين.

158-

الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عيسى:

أَبُو عَبْد الغنيّ البَلْقاويّ المُعَافَى2.

روى عَنْ: عَبْد الرّزّاق.

روى عَنْهُ: محمد بْن خريم، وسعيد بْن عَبْد العزيز الحلبيّ، وعمر بْن سعَيِد المَنْبِجيّ.

لَيْسَ ثقة.

رَوَى حَدِيثًا مَوْضُوعًا بِإِسْنَادِ الصَّحِيحَيْنِ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ غُفِرَ لِلْحَاجِّ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ منى غفر للحمالين"3.

1 الكامل "7/ 267" لابن الأثير.

2 أحد الكذابين الوضاعين.

3 حديث موضوع: أخرجه ابن عبد البر "1/ 127" في التمهيد، وابن الجوزي "2/ 215"، في الموضوعات، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "4/ 233"، لابن بدران.

وانظر: الميزان "1896"، واللسان "2/ 981"، واللآلي المصنوعة "2/ 69".

ص: 78

159-

الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الرِّضا بْن مُوسَى بْن جعْفَر الصّادق1:

أَبُو محمد الهاشميّ الْحُسَيْنيّ أحد أئمّة الشَيعة الذين تدَّعى الشِّيعة عِصْمَتهم. ويقال لَهُ: الْحَسَن العسكريّ لكونه سكن سامرّاء، فإنها يقال لها: العسكر.

وهو والد منتظَر الرّافضة.

تُوُفّي إلى رضوان اللَّه بسامرّاء فِي ثامن ربيع الأول سنة ستّين، وله تسعٌ وعشرون سنة.

ودُفِن إلى جانب والده. وأُمُّهُ أَمَةٌ.

وأمّا ابنه محمد بْن الْحَسَن الَّذِي يدعوه الرّافضة القائم الخَلَف الحُجّة، فولد سنة ثمانٍ وخمسين، وقيل: سنة ستٍّ وخمسين. عاشَ بعد أَبِيهِ سنتين ثمّ عُدِم، ولم يُعلَم كيف مات. وأمُّهُ أمّ وُلِد.

وهم يدَّعون بقاءه فِي السِّرْداب من أربعمائة وخمسين سنة، وأنّه صاحب الزّمان، وأنّه حيّ يعلم علم الأولين والآخرين، ويعترفون أن أحد لم يَرَه أبدًا، فنسأل اللَّه أنْ يثَبِّت علينا عقولنا وإيماننا.

160-

الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مِهْران المتوثيّ2:

نزيل الرِّيّ.

عَنِ: الْحَسَن بْن مُوسَى الأشْيَب، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعنا منه، وكان صدوقًا.

161-

الحسن بن المبارك:

أبو القاسم الأنماطي بن اليتيم3.

بغداديّ مقرئ.

قرأ عَلَى: عَمْرو بْن الصباح.

1 انظر: تاريخ بغداد "7/ 366"، ووفيات الأعيان "2/ 94، 95".

2 الجرح والتعديل "3/ 21".

3 تاريخ بغداد "7/ 430".

ص: 79

قرأ عَلَيْهِ: أَحْمَد بْن سهل الأشْنانيّ، والْحَسَن بْن أَبِي الْجَهْم، ووُهيبْ المَرُّوذِيّ، وقاسم بْن داود البغداي، وغيرهم.

162-

الْحَسَن بْن محمد بْن بكّار بْن بلَال العامليّ الدّمشقيّ1:

سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن شُعَيب، وأبا مُسْهِر.

وعنه: ابن جَوْصا، وابن ملَاس.

وله تاريخ فِي معرفه الرجال.

163-

الْحَسَن بن محمد بن الصباح2 -ع. سوى م- أبو علي الزعفراني. كَانَ يسكن درب الزَّعْفَرانيّ ببغداد فَنُسِبَ إِلَيْهِ:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، وابن عَلَيْهِ، وعُبّيْدة بْن حُمَيْد، وحجاج الأعور، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ومحمد بْن أَبِي عَديّ، ويزيد بْن هارون، وخَلْق.

وروى عَنِ الشّافعيّ كتابه القديم.

وعنه: ع. سوى م.، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وزكريا الساجي، ومحمد بن إسحاق، وابن خزيمة، وأبو عوانة، ومحمد بن مخلد، و" القاضي المحاملي و" ابن الأعرابي، وطائفة.

وقال ابن حبان: كان أحمد بن "حنبل" وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن الزعفراني هو الذي يتولى القراءة.

وقال زكريا الساجي: سَمِعْتُ الزَّعْفَرانيّ يَقُولُ: قدِم علينا الشّافعيّ واجتمعنا إِلَيْهِ فقال: التمسوا مَن يقرأ لكم. فلم يجترأ أحد يقرأ عَلَيْهِ غيرى. وكنتُ أَحْدَثُ القوم سِنًّا، ما كَانَ فِي وجهي شَعْرة؛ وإنيّ لَأتعجبُ اليوم من انطلَاق لساني بين يدي الشّافعيّ، وأتعجَّبُ من جَسَارتي يومئذ.

فقرأت عَلَيْهِ الكُتُب كلَّها إلَا كتابين، فإنه قرأهما علينا: كتاب المناسك، وكتاب الصلاة3.

1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 155، 156".

2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 36"، والسير "10/ 191".

3 السير "10/ 192".

ص: 80

وقال أحمد بن محمد بن الجراح: سَمِعْتُ الْحَسَن الزَّعْفَرانيّ يَقُولُ: لمّا قرأتُ كتاب" الرّسالة" عَلَى الشّافعيّ قَالَ لي: مِن أيّ العرب أنتَ؟ قلت: ما أَنَا بعربيّ، وما أَنَا إلَا من قريَة يقال لها الزعفرانية.

قَالَ: فأنت سيّد هذه القرية.

وكان الزَّعْفَرانيّ فصيحًا بليغًا.

قَالَ عَلَى بْن محمد بْن عُمَر الفقيه بالرِّيّ: ثنا أَبُو عُمَر الزّاهد: سمعتُ أَبَا القاسم بْن بشّار الأنْماطيّ: سَمِعْتُ المُزَنيّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: رَأَيْتُ ببغداد نَبَطيًّا يتنحّى علي كأنه عربي وأنا نبطي.

فقبل لَهُ: مَن هُوَ؟ قَالَ: الزَّعْفَرانيّ.

مات الزَّعْفَرانيّ فِي سلْخ شَعبان سنة ستين، وكان من كبار الفقهاء والمحدثين ببغداد.

164-

الْحَسَن بْن مُدْرك -خ. ن. ق- أبو علي السدوسي1، مولَاهُمُ البصري الطّحّان. أحد الحفاظ المذكورين.

سَمِعَ: يحيى بْن حَمّاد، وعبد العزيز الْأوَيْسيّ.

وعنه: خ. ن. ق. وعمر بْن بُجَيْر، وابن صاعد.

رماه أبو داود بالكذب.

165-

الحسن بن منصور -خ- ويقال الحسين بن منصور.

أبو علي البغدادي الشطوي الصوفي2. ويعرف بأبي علوية.

عَنْ: أَيوب بْن النّجّار، وابن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وحَجّاج الأعور، وجماعة.

وعنه: خ.، وأحمد بن حمدون بن عمارة الحافظ، وابن صاعد، ويعقوب الجصاص، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، وآخرون.

وكان ثقة.

1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 38، 39"، والتهذيب "2/ 321، 322".

2 التهذيب "2/ 322".

ص: 81

ولم يسمه الحسين إلا ابن مخلد العطار.

166-

الحسن بن أبي يحيى الأصم1:

أبو علي البصري، ثم الرملي الشامي. ويقال: الحسن بن يحيى بن السكن.

سمع: أبا داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وعدة.

وعنه: محمد بن أحمد بن شيبان الرملي شيخ ابن جميع، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: محلُّه الصِّدق.

قلت: مات سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.

167-

الْحُسَيْن بْن بيان الشُّلَاثائيّ البصْريّ2:

عَنْ: سيف بْن محمد الثَّوْريّ.

وعنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمد بْن عُمَر البصْريّ الحرابيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن فهد بْن حكيم السّاجيّ.

مات سنة سبْعٍ وخمسين.

168-

الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد الدّامغانيّ السّمنانيّ3 -د. ق- عَنْ: جعْفَر بْن عَوْن، وأبي أسامة، وعَتّاب بْن زياد المَرْوزِيّ:

وعنه: د. ق. وأبو عَلِيّ أَحْمَد بْن محمد رزين الباشاني، وغيرهم.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بأسّ بِهِ.

169-

الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مِهْران الأصبهاني4:

الحنّاط المكتِّب.

عن: أبي داود الطيالسي، وبكر بن بكار.

وحج وجاور.

1 الجرح والتعديل "3/ 44".

2 انظر: التهذيب "2/ 331، 332".

3 التهذيب "3/ 332".

4 الثقات "8/ 193"، لابن حبان.

ص: 82

وقرأ القرآن على أبي عبد الحمن المقرئ.

قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

وكان صاحب غرائب.

170-

الْحُسَيْن بْن سعَيِد المُخَرّميّ1:

عَنْ: ابن عَلَيْهِ، وأبي بدر السَّكُونيّ.

وعنه: السّرّاج، ومحمد بْن مَخْلَد.

وهو أخو الْحَسَن.

171-

الْحُسَيْن بْن السِّكَن البصْريّ2:

حدَّث ببغداد عَنْ: عَبّاد بْن صُهَيْب، وعبد اللَّه بْن رحاء الغُدانيّ.

وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، ومُطَيَّن، ومحمد بْن مَخْلَد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

قَالَ أَبُو حاتم: شيخ.

172-

الْحُسَيْن بْن سَيّار:

أَبُو عَلِيّ البغداديّ3، نزيل حَرّان.

عَنْ: إبراهيم بن سعْد، وعبد العزيز بن أبي حازم.

وعنه: محمد بْن "المُسَيَّب" الْأرْغِيانيّ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وجماعة.

وكان ضعيفًا.

ومات سنة إحدى وخمسين ومائتين.

173-

الحسين بن عبد الرحمن -د. ن. ق- أبو علي الجرجرائي4:

1 الجرح والتعديل "3/ 16".

2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 54"، وتاريخ بغداد "8/ 50".

3 تاريخ بغداد "8/ 49".

4 التهذيب "2/ 342".

ص: 83

عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكِيع، وطَلْق بْن غنّام.

وعنه: د. ن. ق.، وجعفر الفِرْيابيّ، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو العباس السراج، وآخرون.

وكان ثقة.

توفي سنة ثلاث وخمسين.

174-

الحسين بن عبد الله بن محمد الواسطي1:

إمام مسجد العوام بن حوشب.

روى عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْلٍ، وعبد الرّزّاق.

قال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ منه مَعَ أَبِي، وكان صدوقًا.

175-

الْحُسَيْن بْن عَبْد السّلَام المصريّ2:

الشّاعر الملقّب: بالجمل.

لَهُ شعرٌ بديع. وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين وله تسعون سنة.

وكان وَسِخًا زَرِيًّا.

176-

الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الأسود العِجْليّ الكوفيّ3 -د. ت- نزيل بغداد، أبو عبد الله:

عَنْ: وَكِيع، وحسين الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وابن فُضَيْل، وأبي أسامة.

وعنه: د. ت. وحاجب بن أركين، وعمر بْن بُجَيْر، والقاضي المَحَامِليّ، وطائفة كبيرة.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

وذكره ابن حِبّان في" الثقات" وقال: ربما أخطأ.

1 الجرح والتعديل "3/ 58".

2 من شعراء مصر، انظر:"حسن المحاضرة" للسيوطي.

3 الجرح والتعديل "3/ 56"، والتهذيب "2/ 343".

ص: 84

وأما ابن عديّ فقال: يسرق الحديث، وأحاديثه لَا يُتابَع عليها.

وقال أَبُو الفتح الْأَزْدِيّ: ضعيف جدًّا.

قلت: تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.

177-

الْحُسَيْن بْن محمد بْن شَنَبة الواسطي البزاز1 -ق. - عَنْ: يزيد بْن هارون، والعلَاء بْن عَبْد الجبّار المكّيّ، وجعفر بْن عَوْن، وأبي أَحْمَد الزُّبَيْريّ:

وعنه: ق.، وأسلم بْن سَهل الواسطيّ، ومطين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبوه وقال: صدوق.

178-

الحسين بن أبي زيد:

أبو علي الدباغ2.

حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.

وعنه: الباغندي، وأبو العباس السراج، والقاضي المحاملي، وأخوه أبو عبيد القاسم، وآخرون.

توفي سنة: أربع وخمسين. أصله من الصغد، واسم أبيه منصور. لا أعلم به بأسًا.

179-

حفص بن عمر بن ربال بن إبراهيم بن عجلان -ق- أبو عمر الرقاشي الربالي البصري3.

عَنْ: عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ، ويحيى القطّان، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وجماعة.

وعنه: ق.، ويحيى بْن صاعد، وابن مَخْلَد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وطائفة.

قال الدارقطني: ثقة مأمون.

قلت: توفي سنة ثمان وخمسين ببغداد.

1 الجرح والتعديل "3/ 65، 66"، والتهذيب "2/ 369".

2 تاريخ بغداد "8/ 110، 111".

3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 185"، والتهذيب "2/ 414".

ص: 85

180-

حمدان بن سهل:

الحافظ أبي بكر البلخي1.

سمع: مكي بن إبراهيم، وأبا عبيد القاسم، وعدة.

وعنه: أبو بكر محمد بن عمر بن الفضل الترمذي، وأبو علي البلخي الحافظ.

أورده أبو الفضل السليماني.

181-

حمدان بن عمر -خ- أبو جعفر البغدادي السمسار2:

سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبا النَّضْر، وجماعة.

وعنه: خ.، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وآخرون.

وقيل: اسمه أحمد، ولقبه حمدان.

توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.

182-

حمزة بن العباس:

أبو علي المروزي3.

حج، وحدَّث ببغداد عَنْ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعَبْدان عَبْد اللَّه بْن عثمان.

وعنه: ابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة ستين.

183-

حمزة بْن عَوْن:

أَبُو يَعْلَى المسعوديّ الكوفي4.

1 الثقات لابن حبان "8/ 220".

2 التهذيب "1/ 63".

3 تاريخ بغداد "8/ 179، 180".

4 الثقات لابن حبان "8/ 210".

ص: 86

سَمِعَ: يحيى بْن آدم، ومحمد بْن القاسم الأَسَدِيّ، وطبقتهما.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن زيدان البَجَليّ، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن المسيب الأرغياني.

لم يذكره بن أَبِي حاتم.

كنّاه الحاكم.

184-

حمزة بن نصير -د- أبو عبد الله المصري العسال1:

عَنْ: يحيى بْن حسّان التِّنِّيسيّ، وسعيد بْن أَبِي مريم.

وعنه: د.، وعلي بْن أَحْمَد بْن الصَّيْقَل، ومحمد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن مَعْدان الأصبهاني.

وكان صدوقا.

توفي سنة خمس وخمسين.

185-

حميد بن الربيع بن مالك:

أبو الحسن اللخمي الكوفي الخزاز2.

قدم بغداد، وحدَّث عَنْ: هُشَيْم، وأبي خَالِد الأحمر، وحفص بْن عَيَّاش، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن إدريس، ونحوهم.

وعنه: الباغَنْديّ، والقاضي المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وأبو الْعَبَّاس محمد الأثْرم، وطائفة سواهم.

قَالَ محمد بْن عثمان بْن أَبِي شَيْبة: قَالَ أَبِي: أَنَا أعلم بحميد بْن الربيع، هُوَ ثقة ولكنّه شرِه يُدلّس.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبِي يُحسن القول فِي حُمَيْد الخزّاز.

وقال الدّارَقُطْنيّ: تكلّموا فِيهِ.

وقال البَرْقانيّ: رأيتُ عامّة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث.

1 التهذيب "3/ 34، 35".

2 تاريخ بغداد "8/ 162-165".

ص: 87

قلت: كَانَ واسع الرّواية إخبارّيًا.

تُوُفّي سنة ثمان وخمسين.

186-

حميد بن زنجويه -د. ن-:

الحافظ أبو أحمد الأزدي النسائي1.

واسم زَنْجَوَيْه: مَخْلَد بْن قُتَيْبة.

سَمِعَ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويزيد بْن هارون، وجعْفَر بْن عَوْن، ووَهْبُ بْن جرير، وطبقتهم.

وعنه: د. ن.، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وابن صاعد، ومحمد بن خريم المري، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، والقاضي المحاملي، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، وآخرون.

وكان ثقة ثبتا إماما كبير القدر.

قال النسائي: ثقة.

وقال أبو حاتم بن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا.

ثم قَالَ: مات سنة سبْع وأربعين ومائتين.

قَالَ أَبُو عُبَيْد: ما قدِم علَينا خُراسانَ مثل ابن زَنْجَوَيْه وأحمد بْن شَبَوَيْه.

قلت: سافر فِي آخر عمره إلى مصر، ثمّ خرج منها فِي سنة إحدى وخمسين فأدركه أجَلُه، رحمه الله.

187-

حم بْن نوح بْن محمد:

أَبُو محمد الْأَنْصَارِيّ البلْخيّ2.

عَنْ: أَبِي مُعَاذ خَالِد بْن سُلَيْمَان، وعمر بْن هارون البِلْخيَّينْ، وجماعة.

وعنه: عَبْدان الأهْوازيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.

توفي سنة ستين ومائتين.

1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 223"، التهذيب "3/ 48، 49".

2 الجرح والتعديل "3/ 319".

ص: 88

188-

حُنين بْن إِسْحَاق:

أَبُو زيد العِباديّ النَّصْرانيّ الشَّقِيّ1. شيخ الطب بالعراق فِي زمانه.

كَانَ بصيرًا باللغة اليونانية فعرّب كُتُبًا عديدة فِي الطبيعيّ والرياضيّ. وكان المأمون ذا غرام بتعريبها ومعرفتها.

ولُحنْين مصنَّفات مشهورة فِي الطبّ والمسائل وغيرها.

وكان ذا ثروة ورَفاهية وتنعُّم. وله أموال وغلمان.

طبَّ غيرَ واحدٍ مِنَ الخلفاء، وانقلع فِي سنة ستّين ومائتين.

189-

حَوْثرة بْن محمد المنقري -ق- أبو الأزهر البصري الورّاق2:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وأبي أُسامة، وطائفة.

وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وأبو عروبة الحراني، وأبو محمد بن صاعد، وآخرون.

وكان صدوقًا.

توفي سنة ستين وخمسين.

190-

حيدرة بن إبراهيم:

أبو عمرو البغدادي3.

عن: أسباط بن محمد، وابن نمير، وأبي أسامة.

وعنه: موسى بن هارون، وعثمان بن جعفر اللبان، والقاضي المحاملي، وابن صاعد.

قال الدارقطني: ثقة.

1 انظر: وفيات الأعيان "2/ 217، 218"، السير "10/ 337".

2 الجرح والتعديل "3/ 283"، والتهذيب "3/ 65".

3 تاريخ بغداد "8/ 272، 273".

ص: 89

"حرف الخاء":

191-

خشيش بن أصرم -د ن- أبو عاصم النسائي الحافظ1، مصنَّف كتاب

"الَاستقامة" فِي الرّدّ عَلَى أهل البِدَع:

سَمِعَ: عَبْد الرّزّاق، وعبد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.

وعنه: د. ن. وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسّال، وعَلِيّ بْن أحمد علَان، ومحمد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الهَرَويّ، وجماعة.

وثقَّه النَّسائيّ. وله رحلة إلى مصر، والشّام، والعراق، واليمن.

تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين بمصر.

"حرف الدال":

192-

داود بن سليمان -ن. ق- أبو سهل العسكري، بنان2:

سَمِعَ: أَبَا معاوية، والْحُسَيْن الْجُعْفيّ، ومحمد بن أبي خداش الموصلي، وجماعة.

وعنه: ن. ق. وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق؛ ومحمد بْن جعْفَر الخرائطيّ، وآخرون.

توفي بسامراء.

193-

داود بن عبد الغفار بن داود بن مهران الحراني3:

ولد بمصر، وروى عَنْ: الفِرْيابيّ، وبِشْر بْن بكر التنيسي، وأيّوب بْن سويد، وطبقتهم.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن عمر التّميميّ شيخ لَابن يونس.

مات فِي ربيع الأول سنة أربع وخمسين.

1 انظر: السير "12/ 250"، والتهذيب "3/ 142".

2 الجرح والتعديل "3/ 414"، والتهذيب "3/ 186".

3 ينظر: "تاريخ علماء مصر" لابن يونس.

ص: 90

194-

دَاوُد بْن قاسم بْن إِسْحَاق بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:

أَبُو هاشم الْجَعْفَريّ الهاشميّ1.

قَالَ المسعوديّ: كَانَ بينه وبين جعفر ثلاثة آباء؛ ولم يكن يعرف في ذَلِكَ الوقت، يعني: سنة خمسين ومائتين، أقعد نسبًا في الهاشميين منه. وكان ذا زهد ونسك وعلم، صحيح العقل، سليم الحواسّ، منتصب القامة. وخبَرُهُ ببغداد مشهور.

دخلَ عَلَى محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر فعنَّفه عَلَى قتْل يحيى بْن عُمَر العَلَويّ.

195-

دَاوُد بْن يحيى الصُّوفيّ الإفريقيّ2:

عَنْ: عَبْد الملك بْن أَبِي كريمة، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن غانم.

قَالَ ابن يونس: لَيْسَ بشيء. أحاديثه موضوعة.

مات سنة إحدى وخمسين.

"حرف الراء":

196-

الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي -د. ن- أبو محمد الأزدي، مولَاهُمُ الأعرج3:

سَمِعَ: ابن وَهْبُ، والشّافعيّ، وإِسْحَاق بْن بَكْر، وعَبْد اللَّه بْن يوسف.

وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو جعْفَر الطَّحاويّ، وجماعة.

وكان حَسَن الحديث صدوقًا.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة ستٍّ وخمسين ومائتين، قبل الربيع المُراديّ بأربع عشرة سنة.

197-

رجاء بْن الجارود:

أَبُو المنذر البغدادي الزيات4.

1 تاريخ الطبري "9/ 370، 371".

2 أحد الكذابين الوضاعين.

3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 464"، السير "12/ 591".

4 الجرح والتعديل "3/ 54".

ص: 91

سَمِعَ: جعْفَر بْن عَوْن، والواقديّ، وغيرهما.

وعنه: المَحَامِليّ، ومحمد بن مَخْلَد، وابن أَبِي حاتم.

تُوُفّي سنة ستّين ومائتين.

198-

رجاء بْن سهل:

أَبُو نصر الصاغاني1.

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، وأبي قَطَن عَمْرو بْن الهَيْثَم، وحمّاد بْن خَالِد الخيّاط.

وعنه: أَبُو عُبَيْد بْن المؤمل، والمَحَامِليّ، وابن مَخْلَد.

وثقَّه الخطيب.

199-

رجاء بْن صُهَيْب:

أَبُو غسّان الأصبهاني الْجَرْوانيّ2.

ذكره أَبُو الشَّيْخ فقال: يقال إنّه لم يكن بأصبهان أفضل منه.

وإنّه كَانَ مُجاب الدَّعوة.

يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وسعيد بْن عامر، وبكر بْن بكّار.

وعنه: محمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وعَبْد اللَّه بْن مَنْدَه، ومحمد بْن جعْفَر الأشعريّ.

تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.

200-

رجاء بْن عَبْد الرحيم:

أَبُو المضاء الْقُرَشِيّ الهَرَويّ3.

عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وأبي مُسْهِر، وسعيد بْن أَبِي مريم، وطبقتهم.

حدَّث بَنْيسابور، وكان من علماء الحديث.

1 تاريخ بغداد "8/ 411، 412".

2 انظر: طبقات المحدثين "2/ 273، 274".

3 أحد العلماء المستورين، ولا بأس به.

ص: 92

روى عَنْه: إِبْرَاهِيم بْن محمد بن سُفْيَان، وزكريّا بْن دَاوُد الخفّاف، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، ومحمد بْن عَلَى المذكِّر، وآخرون.

201-

رجاء بن عيسى الْجَوْهريّ الكوفيّ1:

أبو المستنير. أحد القرّاء الكبار.

قرأ عَلِيّ: تُرْك الحذّاء، ويحيى الجزّار، وعَبْد الرَّحْمَن بْن قَلُوقا.

وقرأ عَلَيْهِ: سُلَيْمَان بْن يحيى الضَّبِّيّ وهو أجلّ أصحابة.

202-

رزق اللَّه بن موسى -ن. ق- أبو بكر الناجي، ويقال: أبو الفضل الإسكافيّ الكلْوَذانيّ2:

عَنْ: يحيى بْن سعَيِد القطّان، وابن مَهْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وشَبَابة، وجماعة.

وعنه: ن. ق. وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، والمحاملي، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، وجماعة.

وكان ثقة.

تُوُفّي فِي ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين.

203-

رشدين بن عبد العزيز المخزومي3:

مولاهم. شيخ معمر مصري.

توفي سنة تسع وخمسين في ذي القعدة.

قال الطحاوي: سمعته يَقُولُ: حضرت مَعَ أَبِي جنازة اللَّيْث بْن سعد فقام منصور بْن عمّار فقصَّ فِي جنازته.

204-

رَوْح بن عبد الرحمن البوشنجي4:

نزيل بغداد.

1 غاية النهاية "1/ 273".

2 الميزان "2/ 48"، والتهذيب "3/ 272".

3 ينظر في "حسن المحاضرة" للسيوطي.

4 تاريخ بغداد "8/ 407، 408".

ص: 93

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ومعاذ بْن هشام، وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث.

وعنه: مُوسَى بْن هارون وقال: ثقة؛ ومحمد بْن خَلَف وَكِيع، ومحمد بْن مَخْلَد.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

205-

روح بن الفرج -ق- أبو الحسن البزاز1:

عَنْ: مولَاه محمد بْن سابق، وقُبَيْصة بْن عُقْبة، وشَبَابة، وكثير بْن هشام، وجماعة.

وعنه: ق.، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وأبو عبيد بن المؤمل، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وجماعة.

توفي في رجب سنة ثمان أيضا.

"حرف الزاي":

206-

زاهر بن خالد السمرقندي2:

أبو الأزهر الوراق. شيخ موثق.

يروي عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، وغيره.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.

207-

الزُّبَيْر بْن بكّار بْن عَبْد الله بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام -ق- قاضي مَكَّةَ أبو عبد الله الأَسَدِيّ الزُّبَيْريّ المدنيّ3:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي ضَمْرَةَ، والنَّضْر بْن شُمَيْل، وذؤيْب بْن عِمامة، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وعَلِيّ بْن محمد المدائنيّ، ومحمد بْن الْحُسَن بْن رَبَالة، ومحمد بْن الضحاك الحزامي، وعمه مصعب الزبيري، وخلق.

1 التهذيب "3/ 296".

2 الثقات لابن حبان "8/ 259".

3 انظر: تاريخ بغداد "8/ 467-471"، السير "10/ 221".

ص: 94

وعنه: ق. وأبو حاتم، وابن أَبِي الدُّنيا، وعبد اللَّه بْن شبيب، وحَرَميّ بْن أَبِي العلَاء وهو أبو عبد الله أَحْمَد بْن محمد المكي، وإسماعيل بْن الْعَبَّاس الورّاق، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن أَبِي الأزهر، ويوسف بْن يعقوب الأزرق، وخلْق.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: رَأَيْته ولم أكتب عنه.

وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.

وعن السّرِيّ بْن يحيى التّميميّ قَالَ: لقي الزُّبَيْر بْن بكّار إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِليّ، فقال لَهُ إِسْحَاق: يا أبا عَبْد اللَّه، عملت كتابًا سميته" كتاب النَّسب"، وهو كتاب الأخبار!.

قَالَ: وأنت يا أبا محمد عملت كتاب سميّته كتاب" الأغاني" وهو كتاب المغاني.

قَالَ الْحُسَيْن بْن القاسم الكوكبي: لمّا قدِم الزُّبَيْر بغداد قَالَ أَبُو حامد المستملي عَلَيْهِ: " من" ذكرت يا ابْنِ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: فأعجبه1.

وقال محمد بن عبد الملك التاريخي: أنشدني ابن طاهر لنفسه فِي الزُّبَيْر بْن بكّار:

ما قَالَ لَا إلَا فِي تَشَهُّده

ولا جري لفْظُه إلَا عَلَى نعم

بين الحواريّ والصِّديق نسْبَتُهُ

وقد جري ورسول اللَّه فِي رَحِم

وقال الكوكبيّ: ثنا محمد بْن مُوسَى المارِسْتانيّ: ثنا الزُّبَيْر بْن بكّار قَالَ: قَالَتِ ابْنة أختي لأهلنا: خالي خيْر رجل لأهله، لَا يتخذ ضرة ولا سَرِيَّةً قَالَ: تَقُولُ المرأة: والله هذه الكُتُب أشدّ عَلَى مِن ثلَاث ضرائر.

وقال محمد بن إسحاق الصيرفي: سَأَلت الزبير: منذ كم زوجتُك معك؟ قَالَ: لَا تسألني، لَيْسَ يَرِدُ القيامة أكثر كباشًا منها، ضحيّت عنها بسبعين كَبْشًا.

وقال الخطيب: كَانَ الزُّبَيْر ثقة ثَبْتًا، عالمًا بالنّسب وأخبار المتقدمين. له مصنف في"نسب قريش".

1 السير "10/ 222".

ص: 95

قلت: وقع هذا الكتاب عاليًا لَابْن طَبَرْزَد.

وقال أَحْمَد بْن سُلَيْمَان الطُّوسيّ صاحب الزُّبَيْر: تُوُفّي لتسع بقين من ذي القِعْدة سنة ست وخمسين، وقد بلغ أربع وثمانين سنة، بمكة. وصلّى عَلَيْهِ ابنه مُصْعَب.

وكان سبب وفاته أنّه وقع من فوق سطْحه، فمكث يومين لَا يتكلّم، ومات. وتُوُفّي بعد فراغنا من قراءة كتاب" النَّسب" عَلَيْهِ بثلَاثة أيّام1.

قَالَ السُّلَيْماني: مُنْكَر الحديث.

- الزُّبَيْر بن جعْفَر.

هُوَ المعتزّ بالله. سيأتي.

208-

زكريّا بْن يحيى بْن الحارث بْن ميمون البصْريّ2:

عُرف بشرِيك السّرِيّ.

عَنْ: مُعَاذ بْن هشام، ووَهْبُ بْن جرير.

وعنه: ابن صاعد، وابن مَخْلَد.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة ستّين.

وعند التّاج الكنديّ جزء عالٍ من حديثه معروف.

209-

زكريّا بْن يحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة3:

يروي عَنْ: أَبِيهِ، وغيره.

وثقَّه مُطَيَّن وقال: تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.

210-

زكريّا بْن يحيى بن عمر -خ- أبو السكين الطائي الكوفي4:

1 السير "10/ 223".

2 تاريخ جرجان "ص/ 310".

3 الجرح والتعديل "3/ 601".

4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 595"، والتهذيب "3/ 337، 338".

ص: 96

حدَّث ببغداد عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الرَّحْمَن المحاربيّ، وابن نمير، وأبي أسامة، والهيثم بن عدي، وغيرهم.

وعنه: خ.، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي، وأحمد بن عمر البزاز، وأبو عبيد على بن حربويه، وابن صاعد، وآخرون.

وهو من أولاد أوس بن حارثة بن لام الطائي.

وثقة الخطيب وغيره.

ومات سنة إحدى وخمسين.

211-

زكريا بن يحيى المصري العبدري:

أبو يحيى المعروف بالوقار1.

يروي عَنْ: ابن القاسم، وابن عُيَيْنَة، وابن وهب، وسعيد الآدم.

وعنه: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن معافى البيروتي، ومحمد بن إسماعيل المهدي، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن قديد، وطائفة.

وكان من كبار الفقهاء المالكية وصلحائهم.

نزح عَنْ مصر أيّام محنه القرآن واستوطن بطرابلس الغرب. وليس هُوَ بالقويّ فِي الحديث.

ضعّفه أَبُو سعَيِد بْن يونس وقال: تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة أربعٍ وخمسين.

وقال أَبُو عُمَر الكنديّ: كَانَ فقيهًا وكان صاحب عجائب، لم يُحمد.

وقال ابن عَديّ: كَانَ يضع الحديث.

وقال صالح جَزَرَة: ثنا أبو يحيى الوقار وكان مِنَ الكذابين الكبار.

وقال ابن يونس: كان فقيهًا صاحب حلقة. عاش ثمانين سنة.

212-

زكريّا بْن يحيى:

الزّاهد الكبير أَبُو يحيى الكرديّ الهَرَويّ2.

1 الجرح والتعديل "3/ 606"، والميزان "2/ 77، 78".

2 أحد الزهاد العباد من أهل هراة.

ص: 97

من كبار مشايخهم ووَرعِيهم.

ذكره السُّلَميّ فِي "تاريخ الصُّوفيّة" فقال: إنّه مُجاب الدَّعْوة وأنّ الملَائكة تسلّم عَلَيْهِ.

وقال: أَحْمَد بْن محمد بْن ياسين: سَمِعْتُ أَبَا سعَيِد العابد يَقُولُ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يرفع من محلّ أَبِي يحيى الكُرْديّ ويقول هُوَ مِن الأبدال.

قَالَ ابن ياسين: مات فِي رَجَب، وكان فقيهًا مُفْتيًا حافظًا للحديث.

213-

زكريّا بْن يحيى بْن أيّوب1. أبو علي المدائنيّ المكفوف:

عَنْ: زياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وشَبَابة بْن سوار.

وعنه: محمد بْن غالب تَمْتَام، وابن صاعد، والقاضي المَحَامِليّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.

محلّه الصِّدق.

214-

زكريّا بْن يحيى بْن زكريّا2:

عن: يحيى بْن سعَيِد القطّان، وأبي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وغيرهما.

وعنه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُجَيْر القاضي، والقاضي المَحَامِليّ.

وثقَّه الخطيب.

215-

زكريّا بْن يحيى بْن خلَاد:

أَبُو يَعْلَى المِنْقَريّ السّاجيّ البصْريّ3

حدَّث ببغداد عَنْ: الأصمعيّ، والحكم بْن مروان الضرير.

وهو مكثر عَنِ الأصمعي.

وعنه: عُبَيْد اللَّه السُّكّريّ، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بن مخلد، وغيرهم.

1 انظر: تاريخ بغداد "8/ 457، 458".

2 تاريخ بغداد "8/ 458، 459".

3 تاريخ بغداد "8/ 459، 460".

ص: 98

216-

زكريّا بْن يحيى بْن أسد المَرْوزِيّ1:

صاحب ابن عُيَيْنَة.

يأتي سنة سبعين.

وقد مرَّ.

- زكريّا بْن يحيى كاتب العمريّ. شيخ مُسلْمِ.

- وزكريّا بْن يحيى البلْخيّ اللُّؤْلُؤيّ الحافظ.

وسيأتي أيضًا.

- زكريّا بْن يحيى السّجْزيّ، شيخ النَّسائيّ.

217-

زياد بن أيوب - خ. د. ت. ن. - أبو هاشم الطوسي، ثم البغدادي، الحافظ، دَلُّوَيْه2:

ويقال لَهُ أيضًا: شُعْبَة الصغير لإتقانه ومعرفته.

سَمِعَ: هُشَيْمًا، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد اللَّه بْن إدريس، وابن عَلَيْهِ، وزياد بْن عَبْد اللَّه البكّائيّ، وعباد بْن العوام، وعلي بْن غراب، ومروان بْن شجاع الْجَزَرِيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وخلْقًا.

وعنه: خ. د. ت. ن. وأَحْمَد بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغوي، وأبوه، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب، والمحاملي. ومن القدماء أحمد بن حنبل.

قال أبو إسحاق الأصبهاني، وهو إن شاء الله بن أورمة: ليسعلى بسيط الأرض أحد أوثق من زياد بن أيوب.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال الإمام أحمد: اكتبوا عنه، فإنه شعبة الصغير.

1 تأت الترجمة له.

2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 525"، والتهذيب "3/ 355".

ص: 99

وقال السراج: سمعته يَقُولُ: مولدي سنة ستٍّ وستّين ومائة. وطلبتُ الحديث سنة إحدى وثمانين.

قلت: مات فِي ربيع الأوّل سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وبين سِبْط السِّلَفيّ وبينه أربعة أنفس.

وقد عاش بعده أربعمائة سنة، وهذا نهاية العُلُوِّ.

218-

زُهَير بْن محمد بن قمير بن شعبة -ق- أَبُو محمد المَرْوزِيّ1، ويقال: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن نزيل بغداد، وأحد الثقات العُبَّاد:

سَمِعَ: أَبَا النَّضْر، ورَوْح بْن عُبَادة، وعبد الرّزّاق، وسُنَيْد بْن دَاوُد، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وخلْقًا.

وعنه: ق.، وأحمد بن عمرو البزاز، وعمر بن بجير، وابن صاعد، والمحاملي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، وآخرون.

قال محمد بن إسحاق السراج: ثقة مأمون.

وقال الخطيب: كان ثقة، صادقا ورعا زاهدا. انتقل في آخر عمرة من بغداد إلى طرسوس فرابط بها إلى أن مات2.

وقال أَبُو القاسم البَغَوِيّ: ما رَأَيْت بعد أَحْمَد بْن حنبل أفضل من زُهَير بْن قُمَيْر. سمعته يَقُولُ: أشتهي لحمًا من أربعين سنة ولا أكله حتى أدخل الرّوم. فأكله من مغانم الرُّوم.

قَالَ: وحدثني ولده محمد بْن زُهَير قَالَ: كَانَ أَبِي يجمعنا فِي وقت ختْمه القرآن فِي شهر رمضان فِي كلّ يومٍ وليلة ثلاث مرات، تسعين ختْمة فِي شهر رمضان فِي كل يوم وليلة3.

مات في سنة ثمان وخمسين.

وقيل: مات في آخر سنة سبع وخمسين ومائتين.

1 الجرح والتعديل "3/ 591، 592".

2 السير "10/ 252".

3 السابق.

ص: 100

219-

زياد بْن يحيى بْن زياد بْن حسّان -ع-:

أَبُو الخطّاب الحسّانيّ النُّكْريّ العَدنيُّ، ثمّ البصْريّ1.

عَنْ: مُعْتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، ومحمد بْن سَواء، ونوح بْن قيس، وحاتم بْن وردان، وجماعة.

وعنه: السِّتّة، وابن أَبِي عاصم، وزكريّا السّاجيّ، وأبو عَرُوبة، وابن جرير، وابن خُزَيْمَة، وخلْق آخرهم أَبُو رَوْق الهِزّانيّ.

وثقَّه جماعة.

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.

220-

زيد بن أخزم -ع سوى م- أبو طالب الطائي البصري الحافظ2:

سَمِعَ: يحيى بْن سعَيِد القطان، ومُعَاذ بْن هشام، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وطبقتهم.

وعنه: ع سوى مُسلْمِ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، والمَحَامِليّ وخلْق.

وثقَّه النَّسائيّ.

وذبحته الزَّنْج لمّا هجموا البصرة، وقتلوا أهلها سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين، رحمه اللَّه3.

221-

زيد بْن خَرَشَة بْن زيد:

أَبُو الْحَسَن الذُّهْليّ الأصبهاني4، الفقيه الَّذِي تولّى مناظرة أَبِي الوليد الكِنانيّ فِي مجلس عَبْد العزيز بْن دُلَف.

سَمِعَ: مُسلْمِ بْن إِبْرَاهِيم، والقَعْنَبيّ، والحميدي، وجماعة.

1 الجرح والتعديل "3/ 549"، والتهذيب "3/ 388".

2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 556، 557"، التهذيب "3/ 393".

3 تاريخ بغداد "8/ 447".

4 ذكر أخبار إصبهان "1/ 320".

ص: 101

وعنه: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، وأبو بَكْر الجاروديّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن سالم الأصبهانيون.

"حرف السين":

222-

سختويه بْن مازيار1:

أَبُو عَلِيّ النَّيسابوري.

كَانَ مَجُوسيًا فأسلم عَلِيّ يد المأمون وهو شاب. وسمع الكثير، وعني بالعلم، وحجّ، وسمع بالحجاز، والعراق، وخُراسان.

حدَّث عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، ووَكِيع، ومالك بْن سُعَيْر، وجعْفَر بْن عَوْن، ومسلم بْن قُتَيْبة، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وطائفة.

وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وأبو حامد بْن بلَال، وآخرون.

ذكره أبو عبد الله الحاكم فقال: مُحَدَّث، كبيرٌ سنُّه، مفيد، صدوق.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين. وله غرائب.

223-

السّرِيّ بْن عاصم:

أَبُو شهاب الهَمَدانيّ الكوفيّ2.

أحد الضعفاء.

سَمِعَ: عيسى بْن يونس، وحفص بْن غِياث.

وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش وقال: كذّاب؛ والقاضي المَحَامِليّ.

توفي سنة ثمان وخمسين.

224-

السري بن المغلس.

أبو الحسن السقطي البغدادي الزاهد3.

1 الثقات لابن حبان "8/ 307".

2 انظر: تاريخ بغداد "9/ 192"، الميزان "2/ 117".

3 الحلية "10/ 116-128"، السير "10/ 142".

ص: 102

علم الأولياء في زمانه. صحب معروفا الكرخي.

وحدث عَنْ: الفُضَيْل بْن عَياض، وهُشَيْم، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وعلي بْن غراب، ويزيد بْن هارون.

وعنه: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق، والْجُنَيْد بْن محمد، وأبو الْحَسَن النُّوريّ، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ.

قَالَ عَبْد اللَّه بن شاكر عَنْ سَرِيّ السَّقَطيّ قَالَ: صلَّيت وِرْدي ليلةً ومددتُ رِجْلي فِي المحراب، فنوديتُ: يا سَرِيّ كذا تُجالس الملوك. فضَممتُ رِجْلي ثم قلتُ: وعزَّتك لَا مددتها.

وقال أَبُو بَكْر الحربيّ: سَمِعْتُ السّرِيّ يَقُولُ: حمدتُ اللَّه مرّةً، فأنا أستغفر اللَّه من ذلك الحمد منذ ثلَاثين سنة.

قِيلَ: وكيف ذاك؟ قَالَ: كَانَ لي دُكّان فِيهِ مَتَاع، فاحترق السُّوق، فلقيَني رَجُل فقال: أبشر، دُكّانُك سَلِمَتْ. فقلت: الحمد لله. ثمّ إني فكّرت فرأيتها خطيئة1.

وقيل: إنّ السري رَأَى جاريةً سقط مِن يدها إناءٌ فانكسر، فأخذ من دُكّانه إناءً، فأعطاها عِوَض المكسور. فرآه معروف فقال: بغض اللَّه إليك الدُّنيا2.

قَالَ سَرِيّ: هذا الَّذِي أَنَا فيه من بركات معروف.

قال الْجُنَيْد: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُولُ: أشتهي منذ ثلَاثين سنة جَزَرَة أَغْمِسُها فِي دِبْس وآكلها، فما تصحّ لي.

وسمعت السّرِيّ يَقُولُ: أحبّ أن آكل أكلةً لَيْسَ لله عَليَّ فيها تَبِعَة، ولا لمخلوقٍ فيها مِنَّةٌ، فما أجد إلى ذَلِكَ سبيلَا.

ودخلتُ عَلَيْهِ وهو يجود بنفسه، فقلت: أَوْصِني.

قَالَ: لَا تصحب الأشرار، ولا تُشْغلَنّ عَنِ اللَّه بمجالسة الأخيار.

وقال الفرجاني: سمعتُ الْجُنَيْد يَقُولُ: ما رَأَيْت أعبد لله من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رُئيَ مُضْطَجِعًا إلَا فِي علّة الموت.

1، 2 السير "10/ 142، 143".

ص: 103

وقال الْجُنَيْد: سَمِعْتُ السّرِيّ يَقُولُ: إنيّ لأنظر إلى أنفى كل يومٍ مرارًا مخافة أنْ يكون وجهي قد أسودّ.

وسمعته يَقُولُ: ما أحبّ أن أموت حيث أُعْرَف. أخاف أن لَا تقبلني الأرض فأفتَضِح.

وسمعته يَقُولُ: فاتني جزء مِن وِرْدي لَا يمكنني أن أقضيه أبدًا.

يعني: ما لهُ وقتٌ قطّ لقضائه لَاستغراق أوقاته.

قَالَ السُّلَميّ: السّرِيّ أوّل من أظهر ببغداد لسان التّوحيد، " وتكلّم" فِي علوم الحقائق. وهو إمام البغدادّيين فِي الإشارات1.

قلت: ومن أصحابه: "الْعَبَّاس" بْن يوسف الشَّكَليّ، ومحمد بْن الفضل بْن جَابرِ السَّقَطيّ، والْجُنَيْد، وآخرون.

تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين؛ وقيل: سنة إحدى؛ وقيل: سنة سبْعٍ وخمسين.

225-

السّرِيّ بْن مِهْران:

أَبُو سهل الرّازيّ2. نزيل زَنْجان.

عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ومحمد بْن عُبَيْد، وجماعة.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: وأبوه كَانَ صدوقًا.

226-

سعْد بْن مُعَاذ:

أَبُو عصْمَة المَرْوزِيّ3.

تُوُفّي بَمْرو سنة ثلَاثٍ وخمسين فِي ذي الحجّة.

سَمِعَ: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعبد العزيز بْن أَبِي رزْمة.

روى عَنْهُ: أَبُو رجاء محمد بن حمدويه، وأهل مرو.

1 السير "10/ 143".

2 الحلية "10/ 124".

3 أخبار القضاة "2/ 42" لوكيع الملقب بخلف.

ص: 104

227-

سعَيِد بْن أيّوب بْن مُوسَى الهَمَدانيّ الْبُخَارِيّ1:

عَنْ: أَبِي معاوية، ووَكِيع، وأسباط بْن محمد، وطائفة.

وعنه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف، وحفيده محمد بْن حمدان بْن سعَيِد.

تُوُفّي فِي رجب سنة إحدى وخمسين ومائتين ببُخَارَى.

228-

سعَيِد بْن بحر القَرَاطِيسيّ البغداديّ2:

ثقة، مُسنْد.

سَمِعَ: عَبِيدَة بْن حُمَيْد، والْحُسَيْن الْجُعْفيّ، وجماعة.

وعنه: ابن صاعد، والمَحَامِليّ.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

229-

سعَيِد بْن رحمة بْن نُعَيْم المصِّيصيّ3:

أَبُو عثمان.

راوي كتاب الجهاد عَنِ ابن المبارك.

روى عَنْ: ابن المبارك، وأبي إِسْحَاق الفَزَاريّ، ومحمد بْن حِمْيَر الحمصيّ، وغيرهم.

وعنه: محمد بن سفيان المصيصي الصفار، ومحمد بن المسيب الإسفنجي الأرغياني، وأحمد بن جوصا.

قال ابن حبان: يروي ما لم يتابع عليه. لَا يجوز الاحتجاج بِهِ.

230-

سعَيِد بْن عَبْد اللَّه:

أبو صالح الهَمَدانيّ السَّوّاق4. الرّجل الصالح، أحد حفاظ الحديث.

1 من علماء بخارى، في عداد المستورين.

2 تاريخ بغداد "9/ 93".

3 الميزان "2/ 135، 136".

4 أحد العلماء الأثبات، صدوق.

ص: 105

رحل وطوّف، وسمع: يزيد بْن هارون، وعبد الرزاق، والفريابي، وعبد الله بن جعفر الرقي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وخلقا.

وعنه: محمد بن هارون الروياني، وعبد العزيز بن محمد الحارثي، وجماعة.

231-

سعيد بن عبد الرحمن -ن- أبو عثمان البغدادي1، نزيل أنطاكية:

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، ومحبوب بْن مُوسَى الفرّاء.

وعنه: ن.، وميمون بْن أَحْمَد المؤدّب، وحاجب بن أركين الفرغاني.

232-

سعيد بن عيسى الكريزي البصري2:

عن: معتمر بن سليمان، ويحيى القطان، وجماعة.

وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، وأبو عبيد القاسم المحاملي.

قال الدارقطني: ضعيف.

233-

سعيد بن مروان -خ. ق- أبو عثمان البغدادي3:

سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، والقَعْنَبيّ، وجماعة.

وسكن نَيْسابور.

روى عَنْهُ: خ. ق.، ومحمد بْن إِسْحَاق بن خزيمة، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وزكريّا بْن دَاوُد الخفّاف، ومحمد بْن سُلَيْمَان بن فارس، وأبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر.

توفي في نصف شعبان سنة اثنتين وخمسين.

روى البخاري عنه حديثا مقرونا بغيرة، عَنْ محمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة.

وروى عَنْهُ ق. حديثًا عَنْ أَحْمَد بْن يونس.

234-

سعَيِد بْن محمد بن ثواب البصري4:

1 تاريخ بغداد "9/ 93"، والتهذيب "4/ 57".

2 تاريخ بغداد "9/ 94"، والميزان "2/ 154".

3 تاريخ بغداد "9/ 91"، والتهذيب "4/ 80".

4 تاريخ بغداد "9/ 94، 95".

ص: 106

عَنْ: أزهر السَّمَّان، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، وجماعة.

وعنه: يحيى بْن محمد بْن صاعد، والمَحَامِليّ، وعَبْد اللَّه بْن ناجية، ومحمد بْن المُسَيَّب الأرغياني.

235-

سعيد بن نصير -د- أبو عثمان البغدادي الوراق1، نزيل الثَّغر والرَّقَّة:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ووَكِيع، وجماعة.

وعنه: د.، وأبو شُعَيب الحرّانيّ، والحسن بْن أَحْمَد بْن فيل، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم البوسنجيّ، وأبو عَبْد الرَّحْمَن النَّسائيّ فِي غير سُنَنِه، وأبو عَبْد الملك أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البُسْريّ، ومحمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ، وقد روى هُوَ عَنْهُ.

ومن شيوخه: مبشّر بْن إِسْمَاعِيل الحلبيّ، وأبو أسامة، ورَوْح بْن عُبَادة.

وله: كتاب "البكاء" وكتاب "العوابد". وغير ذَلِكَ فِي الرقائق. وبقي إلى الخمسين ومائتين.

236-

سعيد بن هاشم الكاغدي السمرقندي2:

عن: عمرو بن عاصم الكلابي، وقُبَيْصَة، وأبي الوليد الطَّيَالِسيّ.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين.

237-

سعَيِد بْن يزيد بْن معيوف الحجُوريّ3:

عَنْ: عَمْرو بْن هاشم البَيْروتيّ، وعَلِيّ بْن عياش.

وعنه: ابن جوصا، ومحمد بن عباس الدَّرَفْس، وجعفر بْن دَرَسْتَوَيه وقال: كَانَ ثقة، مِن الأبدال.

238-

سعيد بْن يزيد:

أَبُو عثمان التيمي4.

1 تاريخ بغداد "9/ 92"، والتهذيب "4/ 92".

2 الثقات لابن حبان "8/ 272".

3 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 181".

4 لم نقف عليه.

ص: 107

عَنْ: عيسى بْن يونس، وابن عَلَيْهِ، والوليد بْن مُسلْمِ.

روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل الرّازيّ.

شيخٌ مُعَمِّر لِقيَه الحاكم.

لم أرَه فِي كتاب ابن أَبِي حاتم.

239-

سَلَمَةُ بْن أَحْمَد بْن أَبِي نافع:

أَبُو طَالِب المُرِّيّ المَوْصِليّ الفقيه المفتي1.

يروي عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وأَحْمَد بْن يونس، وسعيد بْن منصور، وعلي بْن الجعد.

روى عَنْهُ: محمد بْن جامع الصّائغ، وغيره مِنَ المَوَاصِلَة.

ومات بعد الخمسين ومائتين.

240-

سَلَمَةُ بْن مكمّل المُدْلِجِيّ المصريّ2:

من: شيوخ مصر.

تُوُفّي فِي رجب سنة خمسٍ وخمسين.

آخر مِن حدَّث عَنْهُ أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى بْن جرير.

241-

سَلْم بْن جُنَادَةُ بْنُ سَلْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَابِرِ بْن سَمُرَة.

أَبُو السّائب العامريّ السُّوائيّ الكوفيّ3.

سَمِعَ: أَبَاهُ، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وجماعة.

وعنه: ن. ق.، ومحمد بْن جرير، والقاضي المَحَامِليّ، وأبي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد، وجماعة.

قال النسائي: كوفي صالح.

1 لم نقف عليه.

2 ينظر "حسن المحاضرة" للسيوطي.

3 الجرح والتعديل "4/ 269"، والتهذيب "4/ 128".

ص: 108

وقال البرقاني: ثقة.

وقال السراج: قَالَ لي: وُلدتُ سنة أربعٍ وسبعين ومائة. وعاش ثمانين سنة.

242-

السَّلْم بْن يحيى:

أَبُو سعَيِد الطّائيّ الحجراوي1.

عن: مروان بن معاوية الفزازي، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.

وكان عَالِيّ الإسناد.

روى عَنْهُ: محمد بْن خُرَيْم المُرِّيّ، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

وروي أنّ النّاس كانوا يتلَقَّونه يوم الجمعة إذا دخل البلد إلى باب جيرون يحترمونه ويُبَجِّلونه ويدخلون بِهِ الجامع.

243-

سُلَيْمَان بْن بَشار الخُرَاسانيّ2:

أَبُو أيّوب.

حدَّث بمصر عَنْ: هُشَيْم، وابن المبارك، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.

وعنه: جماعة آخرهم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الرشديني.

توفي في شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين، وهو آخر من حدَّث عَنْ هُشَيْم بالدّيار المصرية.

ولم يذكره بن أبي حاتم، ولا الحاكم أَبُو أَحْمَد، ولا الحاكم أبو عبد الله. وعِدادهُ فِي الضُّعَفاء.

244-

سليمان بن داود بن حماد أخو رشدين ابني سعد -د. ن- أبو الربيع المهري المصري3.

1 الجرح والتعديل "4/ 269".

2 الميزان "2/ 197، 198".

3 الجرح والتعديل "4/ 114"، والتهذيب "/ 186، 187".

ص: 109

عن: عبد الله بن وهب، وإدريس بن يحيى الزّاهد، وأشْهب الفقيه، وعبد الملك بْن الماجِشُون، وعبد اللَّه بْن نافع.

وعنه: د. ن. ووثقه، وعمر البُجَيْريّ، وإبراهيم بن متويه، ومحمد بن زبان، وآخرون.

وقرأ القرآن على ورش.

قرأ عليه: أبو بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وغيره.

وكان من جلة المقرئين وعبادهم ومسندهم، لكن لم نشهد طريقه.

توفي سنة ثلاث وخمسين في أول ذي القعدة، قاله ابن يونس.

وقال: كان زاهدا، وكان فقيها على مذهب مالك. ولد سنة ثمان وسبعين ومائة.

وقال أبو داود السختياني: قَلَّ من رَأَيْت فِي فضله.

245-

سُلَيْمَان بْن دَاوُد.

أَبُو أَحْمَد الثَّقفيّ الرّازيّ القزاز1.

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وابن نُمَيْر، ومعن بْن عيسى.

وعنه: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وقال: ثقة؛ وأبو نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأحمد بْن محمد بْن مُصْعَب الكاغِديّ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.

246-

سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن زُرَيْق السّامرّي2 -ت- عن: سعيد بْن عامر الضبعي، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس.

وعنه: ت.، وعبد اللَّه بْن ناجية، وابن صاعد، وجماعة.

وقال أبو حاتم: سَمِعْتُ حَجّاج بْن الشاعر يبالغ فِي الثنَّاء عَلَيْهِ.

247-

سُلَيْمَان بْن عَبْد الرحمن بْن حماد -د- أبو داود التيمي الطلحي الكوفي التمار3.

1 انظر: الجرح والتعديل "4/ 115"، والثقات لابن حبان "8/ 280".

2 الجرح والتعديل "4/ 130"، والتهذيب "4/ 205".

3 الجرح والتعديل "4/ 129"، والتهذيب "4/ 206".

ص: 110

عَنْ: أَبِيهِ، وعَمْرو بْن حمّاد القتّاد.

وعنه: د.، وأبو زُرْعَة، وابن أَبِي حاتم، وغيرهم.

مات فِي ذي القِعْدة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

248-

سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان.

أَبُو أيّوب الرُّعَيْنيّ الحمصيّ1.

سَمِعَ: بقيّة بْن الوليد.

وعنه: سعَيِد بْن عَمْرو البَرْذَعيّ.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: تُوُفّي قبل قدومي حمص بدون سنة.

249-

سليمان بن معبد -م. ن- أبو داود السنجي المروزي2. وسَنْج من قُرَى مَرْو:

سَمِعَ النَّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الرّزّاق، وعبد اللَّه بْن يوسف التِّنِّيسيّ، وطائفة.

وعنه: م. ن. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوزِيّ، وخلْق.

وكان محدثًا حافظًا نَحْويًّا فصيحًا.

تُوُفّي بَمْرو فِي سنة سبْعٍ وخمسين فِي ذي الحجة.

250-

سُلَيْمَان بْن نصر:

أَبُو أيّوب المُرِّيّ الغَطَفَانيّ الأندلسيّ3.

روى عَنْ: يحيى بْن يحيى، وسعيد بْن حسّان، وعبد الملك بْن حبيب، وأَبِي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطائفة.

مات بالأندلس.

251-

سُلَيْم بن مجاهد بن يعيش ". . . "4:

1 الجرح والتعديل "4/ 140".

2 تاريخ بغداد "9/ 51"، والتهذيب "4/ 219".

3 انظر: جذوة المقتبس "226"، للحميدي.

4 بياض في الأصل.

ص: 111

يشتبه بيعيش أَبُو عُمَر الْبُخَارِيّ.

رحل وسمع من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ وعبد اللَّه بْن رجاء الغُدّانيّ، والقَعْنَبيّ.

وعنه: ابنه المحدث مهيب بْن سُلَيْم.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.

252-

سهل بن محمد -د. ن:

أبو حاتم السجستاني المقرئ اللُّغَويّ الإمام1. إمام جامع البصرة.

صاحب المصنفات.

أخذ عَنْ: عُبَيْدة، وأبي زيد الْأَنْصَارِيّ، والأصمعيّ، ووَهْبُ بْن جرير، ويزيد بْن هارون، وأبي عامر العقدي.

وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي.

وحمل الناس عنه القرآن والحديث والعربية.

روى عنه: د. ن.، والبزّاز فِي "مُسْنَدة"، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة.

وتخرّج بِهِ محمد بْن يزيد المبرد، وأبو بكر بن دريد.

وحدث عن حفّاظ، وخلْق أخرهم أَبُو رَوْق الهزانيّ.

وكان جمّاعةً للكُتُب يتبحر فيها. وله يد طُولَى في اللغة والشعر العروض، واستخراج المُعَمَّى. ولم يكن حاذقًا فِي النَّحْو.

قَالَ أَبُو حاتم السِّجِسْتانيّ: كنت عند الأخفش وعنده التُّوَّزيّ فقال: ما صنعت فِي كتاب "المذكّر والمؤنثّ"؟

قلت: قد عملتُ فِي ذَلِكَ.

قَالَ: فما تقول في الفردوس؟

1 الجرح والتعديل "4/ 204"، والتهذيب "4/ 257".

ص: 112

قلت: ذَكَر.

قَالَ: فإنّ اللَّه يَقُولُ: {الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} [المؤمنون: 11] .

قلت: ذهبَ إلى الجنة.

فقال التوزي: يا غافل، أما تسمعهم يقولون: إنّ لك الفِرْدوس الأعلى؟

فقلت: يا نائم، الأعلى هاهنا افعلْ. وليس بفَعْلي.

ولأبي حاتم كتاب "إعراب القرآن"، وكتاب" ما تَلْحن فِيهِ العامّة"، وكتاب "المقصور والممدود"، وكتاب "المقاطع والمبادئ"، وكتاب "القراءات"، وكتاب" الفصاحة"، وكتاب "الوحوش"، وكتاب "اختلَاف المصاحف"، وغير ذَلِكَ1.

وكان كثير التصانيف.

تُوُفّي سنة خمسين.

وقيل: فِي آخر سنة خمسٍ وخمسين، وله ثلَاثٌ وثمانون سنة.

قَالَ: قرأت كتاب سِيبَوَيْه عَلَى الأخفش مرَتين.

وقد كَانَ فِي أَبِي حاتم دُعابة الأدباء.

"حرف الشين":

253-

شجاع بن الوليد -خ- أبو الليث البخاري2. مؤدِّب الأمير حسن بْن العلَاء السَّعْديّ.

رحل وسمع: عَبْد الرّزّاق، والنَّضْر بْن محمد، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وجماعة.

وعنه: خ.، وأحمد بْن عَبْده الآمُليّ، وسهل بن شاذويه البخاري.

254-

شعيب بن عبد الحميد بن بسطام الواسطي الطحان.

عن: سعيد بن عامر، ويزيد بن هارون، ومؤمل بن إسماعيل.

وعنه: أسلم بن سهل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.

1 السير: "10/ 195".

2 انظر: التهذيب "4س/ 314".

ص: 113

255-

شُفَيع بْن إِسْحَاق، بالضّمّ:

أَبُو صالح الْبُخَارِيّ المحتسب1.

روى عَنْ: خاقان، وأبي حفص أَحْمَد بن حفص، ومحمد بْن سلَام، وحَيّان بْن مُوسَى.

وعنه: أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن رُفَيد، وعَبْدان بْن يوسف، وخَلَف بْن مُهَيْل.

مات سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.

مِنَ "الإكمال".

256-

شمر بن حمدويه2:

أبو عمر اللُّغَويّ أديب خُراسان.

كَانَ رأسًا فِي العربية والآداب.

قِيلَ: أَنَّهُ صنَّف كتاب "غريب الحديث" فِي قدْر "غريب الحديث" الّذي لأبي عُبَيْد مرّات.

وكان كاتب الحُكم لأحمد بْن حُرَيْش القاضي بَهَراة.

وكان مِن أئمّة السنة والجماعة.

روى عَنْ: عَبْد الصّمد بْن حسّان، والنَّضْر بن شميل، وابن الأعرابي، وغيره.

روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن محمود بْن مقاتل.

وتُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين، أو سنة خمسٍ.

"حرف الصاد":

257-

صالح بْن أَبِي صالح عَبْد اللَّه بْن صالح المصريّ3:

عَنْ: أَبِيهِ، وابن وَهْبُ، وعبد الرحمن بن القاسم، وعمر بن راشد.

1 المشتبه "1/ 398" للذهبي.

2 معجم الأدباء "11/ 274، 275".

3 انظر: "حسن المحاضرة".

ص: 114

وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيه، وعلي بن أحمد علان المصري، وآخرون.

258-

صُرَد بْن حمّاد:

أَبُو سهل الصَّيْرفيّ1.

عَنْ: أَبِي قَطَن، وبكر بْن بكّار، وغيرهما.

حدَّث ببغداد.

روى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل الوراق، ومحمد بْن مَخْلَد.

قَالَ الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيرًا.

259-

صالح بن الهيثم الواسطي -ق- أبو شعيب الصَّيْرفيّ الطّحّان2:

عَنْ: فُضَيْل بْن عياض، وعَبْد القُدُّوس بْن بَكْر بْن خُنَيْس، وشاذّ بْن فَيّاض، وإِبْرَاهِيم بْن رُسْتُم المَرْوزِيّ.

وعنه: ق. حديثًا، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد وقال: صدوق؛ ومحمد بْن حمزة بْن عُمارة الأصبهاني، وعبد الله بن أحمد شوذب.

260-

صفوان بن عمرو الحمصي3 -ن- عَنْ: أَحْمَد بْن خَالِد الوهْبيّ، وأبي المغيرة، وعلي بْن عَيَّاش، وجماعة:

وعنه: ن.، ومحمد بْن أَحْمَد بْن راشد بْن مَعْدان الأصبهاني، ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي.

قال النسائي: لَا بأس بِهِ.

"حرف الطاء":

261-

طاهر بْن خَالِد بْن نزار الْأيْليّ4:

أَبُو الطَّيْب، نزيل سامرّاء.

1 تاريخ بغداد "9/ 343".

2 الجرح والتعديل "4/ 419"، والتهذيب "4/ 407".

3 التهذيب "4/ 429".

4 تاريخ بغداد "9/ 355".

ص: 115

سَمِعَ: أَبَاهُ وآدم بْن أَبِي إياس.

وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الوراق، ومحمد بْن مَخْلَد، ومحمد بْن جعْفَر المَطِيريّ.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق.

قلت: تُوُفّي سنة ستين. وقيل سنة ثلَاثٍ وستين.

وحديثه يقع عاليًا فِي "جزء ابن مَخْلَد" الَّذِي عند ابن اللُّتيّ.

262-

طليق بن محمد بن السكن -ن- أبو سهل الواسطي البزاز1:

عَنْ: أَبِي معاوية، وعَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ويزيد بْن هارون.

وعنه: ن.، وابن خُزَيْمَة، وعمر البجيري، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن عبد الله بن مبشر، ومحمد بن المسيب الأرغياني.

ذكره ابن حبان فِي "الثقات".

"حرف العين":

263-

عامر بن شعيب الأرغياني الإسفنجي2:

عن: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس أحاديث ساقطة.

وعنه: أبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن حفص الجوينيّ.

264-

الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب جعْفَر بْن عبد الله بن الزبرقان -ق- أبو محمد البغدادي، مولي آل الْعَبَّاس3:

وله أخَوان: الفضل ويحيى.

سَمِعَ: يحيى بْن بُكْير، وهوذة، والحسن بْن موسى الأشيب، وشبابة والقعنبي، وطائفة.

1 التهذيب "5/ 35".

2 الميزان "2/ 359".

3 الجرح والتعديل "6/ 215"، والسير "12/ 621".

ص: 116

وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البُجَيْريّ، وابن صاعد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

قلت: مات فِي عاشر جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

265-

الْعَبَّاس بْن الْحَسَن البلْخيّ، ثمّ البغداديّ1:

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وعبد اللَّه الخُرَيْبيّ.

وعنه: ابن مَخْلَد العطّار، والقاضي المَحَامِليّ.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

266-

الْعَبَّاس بْن سعَيِد:

أَبُو الفضل المصري الخواص2.

قال ابن يونس: روى عَنِ ابن وَهْب.

ومات سنة تسع وخمسين.

267-

العباس بن الفرج -د- أبو الفضل الرياشي البصري النَّحْويّ3، صاحب العربيّة:

أخذ عَنْ: الأصمعيّ، وأبي عبيد بن المثنى، وأبي دَاوُد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بْن بَكْر السَّهْميّ، وأبي عاصم النبيل، وطائفة.

وعنه: د.، تفسير لغةٍ، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وابن أَبِي الدُّنيا، ومحمد بْن يزيد المبرّد، وابن دُرَيْد، ومحمد بْن أَبِي الأزهر، وأبو خليفة الجّمَحيّ، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمَة، وخلْق آخرهم أَبُو رَوْق الهزّانيّ.

وكان مِن الأدب واللُّغة بِمحلٍّ عالٍ. كَانَ يحفظ كُتُب أَبِي زيد الأنصاري وكتب الأصمعي كلها.

1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 140، 141"، والتهذيب "5/ 117".

2 لم نقف عليه.

3 تاريخ بغداد "12/ 138"، والتهذيب "5/ 124، 125".

ص: 117

وقد قرأ كتاب سِيبَوَيْه عَلَى أَبِي عثمان المازنيّ، فكان المازنيّ يَقُولُ: قرأ عَلِيّ الريّاشيّ الكتاب وهو أعلم بِهِ منيّ.

ذكر الخطيب فِي ترجمته بعد أن وثقَّه أنّ الزَّنْج قتلته بالبصْرة سنة سبْعٍ فيمن قَتَلُوا، وكان قائمًا يصلي الضحى في مسجده، رحمه الله، فلم يدُفن إلا بعد زمن.

268-

الْعَبَّاس بن يزيد بن أبي حبيب -ق- البصري البحراني1:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن زُرَيْع، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وزياد البكّائي، وغُنْدَر، وطائفة.

وعنه: ق.، وابن أَبِي حاتم، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وإِسْمَاعِيل الوراق، وخلْق.

وكان ثقة حافظًا.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

وكان يُلَقَّب عبّاسُوَيْه. ولي قضاء همدان مدّةً.

269-

عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن شَبوَيْه:

الحافظ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المَرْوزِيّ2.

سَمِعَ: أَبَاهُ، وعَبْدان عَبْد اللَّه بْن عثمان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وآدم بْن أَبِي إياس، وأبا اليمان، وخلْقًا سواهم.

وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن صاعد، وأبو حامد، والحضْرميّ، وزكريّا الغافقيّ، وطائفة.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين، وهو أشبه. وقيل: سنة خمسٍ وسبعين، وهو بعيد.

270-

عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زُكَيْر بْن غَزْوان الحنفيّ:

عَنْ: أَسْباط بْن محمد، وجعْفَر بْن عَوْن، وجماعة.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبنا من حديثه سنة ستٍّ وخمسين ولم يقدر لنا السماع منه.

1 الجرح والتعديل "6/ 217"، والتهذيب "5/ 134، 135".

2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 6"، وتاريخ بغداد "/ 371".

ص: 118

271-

عبد الله بن إسحاق -ن- أبو جعفر الواسطي الناقد1:

عَنْ: يزيد بْن هارون، ويحيى السَّيْلَحينيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، وأبي عاصم.

وعنه: ن.، ومحمد بْن جرير، وبكر بْن أَحْمَد بْن مُقْبل الحافظ، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.

ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ".

272-

عَبْدُ اللَّهِ بن إسحاق أبو محمد البصري الجوهري2 الملقب ببدعة؛ مستملي أبي عاصم النبيل.

روى عَنْ: أَبِي عاصم، والْحُسَيْن بْن حفص الأصبهاني.

وعنه: د. ت. ن. ق.، وعُمَر بْن بُجَيْر، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.

تُوُفِّيَ سَنَة سبْعٍ وخمسين2.

273-

عَبْد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن يزيد بن حجر:

أبو عمر البَيْروتيّ3، ابن بنت الأوزاعيّ.

روى عَنْ: أَبِيهِ، والوليد بْن مَزْيَد البَيْروتيّ.

وعنه: أبو حاتم الرازي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وابن جوصا، وغيرهم.

274-

عبد الله بن الحسن بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان:

أبو محمد الهمداني الأصبهاني4. رئيس أصبهان ووجهها. وكان خيرا فاضلا جليلا، كاتب الخلفاء، يكاتبونه ويخاطبونه بمختار البلد.

روى عن: عمه الحسين بْن حفص، وبَكْر بْن بكّار.

روى عَنْهُ: ابناه، عُمَر ومحمد.

ومات سنة أربعٍ وخمسين.

1 الجرح والتعديل "5/ 6".

2 التهذيب "5/ 147".

3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 4".

4 طبقات المحدثين"2/ 297، 298".

ص: 119

275-

عَبْد اللَّه بْن الحَكَم بْن أَبِي زياد القطواني الكوفي الدهقان1 -د. ت. ق- أبو عبد الرحمن.

سمع: ابن عيينة، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطيالسي، وطائفة.

وعنه: د. ت. ق.، وعُمَر بْن بُجَيْر، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

276-

عَبْد اللَّه بْن حمزة الزُّبَيْريّ2:

أخو إِبْرَاهِيم بْن حمزة. مدنيّ وليس بمشهور.

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ، وموسى بْن إِبْرَاهِيم الحزاميّ، وغيرهما.

وعنه: محمد بْن إِسْحَاق بْن راهَوَيْه.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: تُوُفّي قبل قدومنا المدينة بأشهر.

277-

عَبْد اللَّه بْن خُبيق الأنطاكيّ الزّاهد3:

صاحب يوسف بْن أسباط.

لَهُ كلَام حسن فِي التَّصَوُّف والمعاملة. عُمَر زمانًا.

وروى عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وحُذَيْفَة المَرْعَشيّ، ويوسف بن أسباط، والهيثم بن جميل، وحجاج الأعور.

وروى عنه: أبو طالب بن سوادة، وجعفر بن سوار، وأحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله، ومطين، وغيرهم.

1 الجرح والتعديل "5/ 38"، والتهذيب "5/ 190".

2 الجرح والتعديل "5/ 39".

3 الجرح والتعديل "5/ 46".

ص: 120

وَقَدْ رَوَى عَنْ يُوسُفَ، عَنِ الثَّوريّ، عَنِ ابْنِ المّنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ:"مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ"1.

قَالَ الطَّبَرانيّ: لم يروه عَنِ الثَّوْريّ إلَا يوسف. تفرد بِهِ ابنُ خُبَيْق.

وروى ابن خُبَيْق، عَنْ يوسف بْن أسباط قَالَ: من أراد العز ومنازل الشهداء يوم القيامة فلْيُبْغِضْ حَمْدَ النّاس.

قَالَ ابن قانع: تُوُفّي سنة ستّين ومائتين.

وقلت: آخر أصحابة أَحْمَد بْن جَوْصا.

278-

عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بْن محمد بْن الزُّبَيْر:

أَبُو القاسم الأُمَويّ الرّهاويّ2.

عَنْ: أَبِيهِ، وإِبْرَاهِيم بْن يزيد المكتب.

وعنه: الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه القطّان، وعَلِيّ بْن سراج المصريّ، وغيرهما.

279-

عَبْد اللَّه بْن سعيد بن حصين - ع. - أبو سعيد الكندي الكوفي الأشج3. مُحَدَّث الكوفة ومُفتيها فِي عصره، ومُسْنَد وقته:

لَهُ التفسير والتصانيف.

روى عَنْ: هُشَيْم، وعبد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وإبراهيم بْن أَعْين الشَّيْبانيّ، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش، وعُقْبة بْن خَالِد السَّكُونيّ، ووَكِيع، وخلْق كثير.

وعنه: السّتّة فِي كُتُبهم، وابن خُزَيْمَة، وأَبُو يَعْلَى، وابن أَبِي دَاوُد، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وهنّاد بْن السّرِيّ الصغير، وزكريّا السّاجيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.

قَالَ أَبُو حاتم الرّازيّ: هو إمامُ أهلِ زمانه.

1 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني كما في المجمع "8/ 17"، وابن حبان "2075"، وأبو نعيم "8/ 246" في الحلية، وابن السني "320"، في عمل اليوم والليلة، والخطابي "99" في العزلة.

وانظر: العلل "2359" لابن أبي حاتم، وكشف الخفاء "2/ 280".

2 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.

3 الجرح والتعديل "5/ 73"، والسير "12/ 182-185".

ص: 121

وقال محمد بْن أَحْمَد بْن بلَال الشَّطَويّ: ما رَأَيْت أحفظ منه.

قلت: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة سَبْعٍ وخمسين، وقد نيَّفٍ عَلَى التسعين. وقعَ لي مِن عواليه.

280-

عَبْد اللَّه بْن شبيب الرَّبعيّ:

مولَاهُمُ المدنيّ الإخباريّ1، أَبُو سعَيِد.

روى عَنْ: عَبْد العزيز الْأوَيْسيّ، وإِسْحَاق الفَرَويّ، وأبي جَابرِ محمد بْن عَبْد الملك، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وأيّوب بْن سُلَيْمَان بْن بلَال، وغيرهم.

وعنه: الزُّبَيْر بْن بكّار وهو أكبر منه، وأَبُو زُرْعَة، وإِبْرَاهِيم الحربيّ وهما من أقرانه، وابن صاعد، ومحمد بْن مَخْلَد، والمَحَامِليّ، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو رَوْق الهزاني.

وكان غير ثقة.

قَالَ فَضْلك الرّازيّ: يحلّ ضربُ عُنُقه.

وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: ذاهب الحديث.

قُلْتُ: كَانَ إخباريًا علَامة. حدَّث ببغداد وتُوُفّي بمكّة. ولم أظفر بتاريخ موته.

281-

عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد2 -م. د. ت- أبو محمد التميمي الدارمي السمرقندي الْإمَام صاحب "المُسْنَد". وُلِد عام موت عَبْد اللَّه بْن المبارك. وكان مِن أوعيه العلم، يجتهد ولا يُقَلَّد.

سَمِعَ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وأبا النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وجعفر بن عون، ووهب بن جرير، وزيد ين يحيى بن عبيد "الدمشقي" الغساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وخلقًا كثيرًا بخراسان، والشام، والعراق، ومصر.

وعنه: م. د. ت.، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ وهما أكبر منه، والبخاري، وأبو زُرْعَة، والنَّسائيّ، وصالح جَزَرَة، وعَبْد الله بن أحمد، وجعفر

1 انظر: الجرح والتعديل "5/ 83، 84"، وتاريخ بغداد "9/ 474".

2 تاريخ بغداد "10/ 29"، والسير "10/ 168-170".

ص: 122

الفِرْيابيّ، ومُطَيَّن، وعيسى بْن عُمَر السَّمرْقَنْديّ، وجعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس الأصبهاني، وعُمَر البُجَيْريّ، ومكّيّ بْن محمد البلْخيّ الحافظ، والنَّسائيّ خارج كتابه، وخلْق من أهل بلده.

ورحل إِلَيْهِ الحُفَّاظ مِنَ النواحي.

قَالَ أبو بَكْر الخطيب: هُوَ من بني دارم بْن مالك، كَانَ أحد الرحالين والحفاظ، موصوفًا بالثّقة والزُّهْد والورع.

قَالَ: واستُقْضيّ عَلَى سَمَرْقند فقضي قضيّة واحدة، ثمّ استعفي فأُعْفي. قَالَ: وكان عَلَى غاية العقل، وفي نهاية الفضل. يُضْرب بِهِ المَثَلُ فِي الدّيانة والحِلْم والاجتهاد والعبادة والتقلل.

صنف "المسند"، و "التفسير"، وكتاب "الجامع".

وقال أَبُو حاتم: ثقة، صدوق1.

وعن محمد بْن إِبْرَاهِيم الفقيه السَّمرْقَنْديّ: كنتُ عند أَحْمَد بْن حنبل فذكر الدّارِميّ فقال: ذاك السيد، عرض علي الكفر فلم أقبل، وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنيا فلم يقبل2.

وقال أَحْمَد بْن حامد السَّمرْقَنْديّ: سَمِعْتُ رجاء بْن مُرَّجا يَقُولُ: رَأَيْتُ أَحْمَد، وإِسْحَاق، والشّاذَكُونيّ، وعَلِيّ بْن المَدينيّ، فما رَأَيْت أحفظ من عَبْد اللَّه الدّارِميّ.

وعن رجاء بْن مُرَجّا قَالَ: ما رأيت أحد أعلم بحديث رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ.

وقال عبد الصمد بْن سُلَيْمَان البلْخيّ: سَأَلت أَحْمَد بْن حنبل عن يحيى اليماني فقال: تركناه لِقَوْلِ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّمرْقَنْديّ، لأنّه إمام.

وعن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر قَالَ: غَلبنا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بالحفظ والورع.

1 السير "10/ 180".

2 السابق.

ص: 123

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن إمام "أهل" زمانه1.

وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ محمد بْنِ خَلَفٍ الْبُخَارِيُّ: كُنَّا عِنْدَ محمد بْنِ إِسْمَاعِيلَ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ نَعِيُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَنَكَّسَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسَتَرْجَعَ وَسَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ، ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلا:

إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بِالأَحِبَّةِ كُلِّهِمْ

وَفَنَاءُ نَفْسِكَ لا أَبَا لَكَ أَفْجَعُ2

وَرَوَى عَنِ الدَّارَمِيِّ قَالَ: كَانَ يُقْرَعُ بَابِي بِبَغْدَادَ، فَأَقُولُ: مَنْ ذَا؟ فَيَقُولُونَ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، " نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ "3.

قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ تَفَرَّدَ بِهِ الدَّارَمِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.

رَوَاهُ محمد بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَأَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّاسُ عَنْهُ. وَقَعَ لَنَا عَالِيًا فِي مُسْنَدِهِ.

قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الَوَرَّاقُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيٍد الأَشَجَّ يَقُولُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمَامُنَا.

قلت: مناقبه كثيرة.

تُوُفّي فيما قَالَ أحمد بن سبار المَرْوزِيّ يوم التَّرْوِيَة سنة خمسٍ وخمسين.

وقيل: يوم عَرَفَة سنة خمسٍ، ورخه جماعة.

وقال أبو قاسم بْن عساكر: ويُقال تُوُفِّيَ سَنَة أربعٍ وخمسين.

282-

عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الصَّمد بْن أَبِي خداش الموصلي4 -ن-:

1 تاريخ بغداد "10/ 32".

2 السير "10/ 181".

3 حديث صحيح: أخرجه مسلم "2052"، والترمذي "1889"، "1890"، وأحمد "3/ 301، 304، 353، 364"، والدارمي "2049"، من حديث عائشة، وفي الباب عن جابر وغيره.

4 انظر: التهذيب "5/ 300، 301".

ص: 124

عن: المعافى بنت عِمْران، وهو آخر أصحابه؛ وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ومَخْلَد بْن يزيد، وجماعة.

وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ؛ وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه وكيل أَبِي صَخْرة، وعبد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان شيخ لابن جُمَيْع، وآخرون.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين أيضًا.

283-

عَبْد اللَّه بْن أَبِي رومان عَبْد الملك بْن يحيى الإسكَنْدرانيّ1:

روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.

وهو ضعيف.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.

قَالَ ابن يونس: روى مناكير.

284-

عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن يزيد:

أَبُو محمد الزُّهْريّ الأصبهاني2؛ أخو رُسْتَة.

سَمِعَ: يحيى بْن سعَيِد القطّان، ومحمد بْن جعْفَر، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وحمّاد بْن مسعدة.

قَالَ أَبُو الشَّيْخ: لَهُ مصنفات كثيرة. خرج قاضيًا عَلَى الكرْخ، فمات بها سنة اثنتين وخمسين.

قلت: روى عنه: محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بْن عَبْد الكريم الزَّعْفَرانيّ، وسلْم بْن عصام، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعبد اللَّه بْن محمد بْن عِمران. وله أفراد وغرائب.

285-

عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي يزيد الخلنجي3:

1 الميزان "2/ 422".

2 طبقات المحدثين "2/ 293".

3 تاريخ بغداد "10/ 73، 74".

ص: 125

قاضي الكرْخ. وقيل ولي قضاء دمشق. وكان جهْميًا، من رؤوس أصحاب ابن أَبِي دُؤاد.

قَالَ الخطيب: كَانَ مِنَ المجرّدين للقول بخلْق القرآن.

وقال طلحة بْن محمد بْن جعفر: كَانَ حاذقًا بفقه أَبِي حنيفة، واسع العلم. ولي قضاء الشّرقيّة فظهرت منه عِفّة وديانة. وكان فِيهِ كِبْر شديد.

قَالَ نفْطَوَيْه: حدثني عَلِيُّ بْن محمد بْن الفُرات قَالَ: لمّا ولي الخَلَنْجيّ قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر، فدعا بالأمناء وقال: مَن كَانَ لَهُ عندكم مالٌ فليشترَ لَهُ منه مرًّا وزبيلَا1 وليُدَّخرَ لَهُ. فإن أتلفَ ماله عمل بالمر والزّبيل.

وقال محمد بْن خَلَف وكِيع: كَانَ الخَلَنْجيّ ابن أخت عَلُّويَه المُغَنيّ. وكان تَيّاهًا2 صَلْفًا3. ولي القضاء فكان يجلس إلى أصطوانة4 بالمسجد يستند إليها فلَا يتحرك، فإذا تقدم الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده وترك الاستناد. فعمد ماجن إلى الأصطوانة فطلَاها بدَبَق، فجاء فجلس واستند، فالتصقت دَنِيَّتُه وتمكّنت، فلمّا تقدّم إِلَيْهِ الخصوم وأقبل عليهم ببدنه انكشف رأسه، وبقيت الدّنيّة مصلوبةً، فقام مُغْضبًا وغطّى رأسه بطَيْلسانه، وعلِم أنّها حيلة. وترك الدنية ملصقة، فعملوا فيها أبياتًا.

قَالَ ابن كامل: تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

قلت: الدنية مشتقة من الدن، شبهوها بِهِ وهي طول نصف ذراع أو أكثر، وفيها شَبَه بالشَّرَبُوش. وكان يلبسها القُضاة والوُلَاة وغيرهم. وتُعْمَل مِن ورقٍ عَلَى قُضبان دِقاق، وتُسميّ الطّويلة أيضًا.

وكان أَبُو جعْفَر المنصور أخرجها، وأخرج لها المناطق، وهي الحياصة، فيها السّيف.

وقد لبس أَبُو دُلَامة هذا الزِّيّ فقيل لَهُ: كيف حالك؟ فقال: ما حال من وجهه

1 المر: الحبل، والزبيل: الفقه، وانظر الخبر في تاريخ بغداد "10/ 74".

2 تيأهًا: معجبًا بنفسه.

3 صلفًا: متكبرًا.

4 وتكتب: اسطوانة، وفي الجدار، أو العمود، أو السارية.

ص: 126

إلى نصفه وسيفه عند أستِه، وقد نَبَذَ كلَام اللَّه وراء ظهره!.

قلت: كانوا يعملون الطراز فِيهِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] ويصنعونه مِنَ الكتف إلى الكتِف كعادة كرز الرُّومِيين.

وقيل: بل كَانَ طول الدّنيّة ذراع وباطِنُها خلْو.

286-

عَبْد اللَّه بْن محمد بْن الحجاج بْن أبي عثمان الصواف - ت. - أبو يحيى البصري1:

سَمِعَ: عَبْد الوهّاب الثَّقفيّ، ومُعَاذ بْن هشام، وأبا عامر العقدي.

وعنه: ت.، وأبو بكر بن خُزَيْمَة، وأبو عروبه الحرّانيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين. وكان صدوقًا.

287-

عبد الله محمد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال المصريّ المقرئ2:

أَبُو سعَيِد.

روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن كامل المقرئ، وغيره.

تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

288-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ المخرمي البصري3 -م. ع- سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغُنْدَرًا، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وطائفة:

وعنه: م. ع.، وأبو عَرُبة، وإمام الأئمة ابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي داود، وطائفة.

قال أبو حاتم: صدوق.

1 انظر: التهذيب "6/ 7، 8".

2 غاية النهاية "1/ 452" لابن الجزري.

3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 163"، والتهذيب "6/ 11-13".

ص: 127

وقال النَّسائيّ: ثقة.

قلت: مات سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

289-

عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المهاجر:

أَبُو محمد البغداديّ الفقية فوزان1. صاحب الْإمَام أَحْمَد.

وكان أَحْمَد يأنس بِهِ ويقدِّمه، ويستقرض منه.

روى عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأبي معاوية، ووكيع.

وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وابن صاعد، وآخرون.

قال أبو بكر الخلال: مات أبو عبد الله ولفوزان عنده خمسون دينارا، فأوصى أنْ يعُطى من غلَّته، فلم يأخذها وأَحَلَّه منها.

وأخبرني محمد بْن عَلِيٍّ أنهّ سمعه يَقُولُ: كَانَ أبو عبد الله يُكرمني حتى إنه بعث إلى يومًا فقال: وُلِد لنا ولدٌ إيش تري أن نسميّه؟ قَالَ الخطيب: مات فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين2.

290-

عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَوْرة البلْخيّ3 مَتّ:

سكن بغداد، وروى عَنْ: عَبْد الصَّمد بْن حسّان، ومكّيّ بْن إبْرَاهِيم وغيرهما.

وعنه: مُوسَى بْن هارون، ومحمد بْن مَخْلَد، وجماعة.

وثقَّه الخطيب.

وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.

291-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى بْن أَبِي بكُيْر4:

عَنْ: جدِّه قاضي كِرْمان.

وعنه: ابن صاعد، وابن مَخْلَد محمد.

وثقه الخطيب.

1 الجرح والتعديل "5/ 164"، وتاريخ "10/ 79، 80".

2 يعني مائتين.

3 تاريخ بغداد "10/ 80".

4 انظر: تاريخ بغداد "10/ 80".

ص: 128

292-

عبد الله بن محمد بن عمرو -د- أبو العباس الغزي1.

عَنْ: أَبِيهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وطائفة.

وعنه: د.، وابن جوصا، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.

وكان ثقة.

293-

عبد الله بن محمد:

أبو محمد التوزي البصري، مولي قريش2. من كبار أئمة العربية:

أخذ عَنْ: الأصمعيّ، وأبي عُبَيْدة.

وقرأ كتاب سِيبَوَيْه عَلى أَبيْ عمر الْجَرْميّ.

ورأس فِي الأدب، وصنَّف كتبًا كثيرة منها: كتاب "الأمثال"، وكتاب "الأضداد"، وكتاب "الخيل"، وكتاب "النوادر"، وكتاب "فعلت وأفعلت".

قَالَ المبرّد: ما رَأَيْت أَعْلَم بالشِّعْر منه؛ كَانَ أعلم من المازني والرياشي.

قلت تَوَّز من بلَاد فارس.

294-

عَبْد اللَّه بْن محمد بْن خلَاد3:

أَبُو أُمّية العراقيّ. أراه مِن أهل واسط؛ قاله أَبُو أَحْمَد فِي الكني.

سَمِعَ: وَهْبُ بْن جرير، ويعقوب بْن محمد.

وعنه: جعفر الفريابي، ومحمد بن المسيب الأرغياني.

295-

عبد الله بن مخلد التميمي النيسابوري النحوي4 -د- أبو محمد، تلميذ أبي عبيد.

1 الجرح والتعديل "5/ 162، 163"، والتهذيب "6/ 18".

2 الفهرست "57، 58".

3 الثقات لابن حبان "8/ 368".

4 انظر: التهذيب "6/ 24".

ص: 129

سمع: مكي بن إبرهيم، وأبا نُعَيْم. وعبدان المَرْوزِيّ، وجماعة.

وعنه: د.، وابن خُزَيْمَة، ومكي بن عبدان، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.

وكان مكثرا عَنْ أَبِي عُبَيْد.

تُوُفّي سنة ستين ومائتين.

296-

عَبْد اللَّه بْن أَبي المورة الأنباري1:

عَنْ: يَعْلَى بْن عَبْيد، وغيره.

وعنه: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عبدوس.

توفي سنة ثمان وخمسين.

- عبد الله بن هارون:

أبو علقمة الفروي.

في الطبقة الآتية.

297-

عبد الله بن هاشم بن حيان -م- أبو عبد الرحمن الطوسي2. رحل وعُني بالحديث.

وسمع: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وخالد بْن الحارث، ويحيى بْن سعَيِد القطّان، وأبا معاوية، وابن مَهْديّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكِيع بْن الجراح، وطائفة.

وعنه: م.، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومكي بْن عَبْدان، وابنا الشَّرْقيّ، وآخرون.

قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب الحافظ: عَبْد اللَّه بْن هاشم مجوّد فِي حديث يحيى، وعبد الرَّحْمَن.

وقال الحاكم: توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.

وقال صالح جزرة: ثقة.

1 لم نقف عليه.

2 الجرح والتعديل "5/ 196"، والسير "12/ 378".

ص: 130

وقيل: تُوُفّي سنة ثمانٍ؛ وقيل: سنة تسعٍ وخمسين. والأول الصحيح. وقد وقع لي من عواليه جزء جَمَعَه زاهر بْن طاهر.

298-

عَبْد الجبّار بْن خَالِد بْن عِمران الفقيه:

أَبُو حفص المقرئ المالكيّ1، صاحب سَحْنُون.

من كبار العُلماء بالقيروان.

تفقّه عَلَيْهِ طائفة.

وتوفي سنة إحدى وخمسين2.

299-

عَبْد الحميد بْن حمّاد:

أَبُو الوليد البَعْلَبَكّيّ2.

يروى عَنْ: سُوَيْد بْن عَبْد العزيز قاضي بَعْلَبَكّ.

وعنه: صاعد البرّاد شيخ عَبْد الوهّاب الكِلَابيّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا، وغيرهم.

300-

عَبْد الحميد بْن عصام الْجُرْجانيّ3:

أبو عبد الله نزيل همدان.

سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويزيد بْن هارون، وعبد المجيد بْن أَبِي رَوّاد، وجماعة.

وعنه: يحيى بْن عَبْد اللَّه الكرابيسيّ، وأحمد بْن محمد بْن أَوْس، وجماعة.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

وعَنِ المرّار بْن حَمُّوَيْه قَالَ: ما رَأَيْت مثل عَبْد الحميد بْن عصام.

وله ذريّة محتشمون وأكابر بَهَمدان.

تُوُفّي سنة ست وخمسين.

1 انظر: "ترتيب المدارك" للقاضي عياض.

2 تاريخ دمشق "22/ 190" لابن عساكر.

3 الجرح والتعديل "6/ 16، 17".

ص: 131

قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، وقدِمْت همدان وهو حي ولم أسمع منه. ومحلُّه الصدق.

301-

عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى بْن يحيى بْن نُفَيْر1:

الإمام أَبُو زيد القُرْطُبيّ المالكيّ، مولي بْنى أُميّة.

حجَّ وسمع من: عَبْد الملك بْن الماجِشُون، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ومطرف بْن عَبْد اللَّه.

وتفقه عَلَى أصحاب مالك.

روى عَنْهُ: محمد بْن عُمَر بْن نُبَاته، وسعيد بْن عثمان الأعناقيّ، ومحمد بْن فُطَيْس، وجماعة.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين فِي جُمَادَى الأولي، وقيل: سنة ثمان. وكان رأسًا فِي المذهب والفتوى بقُرْطُبة.

302-

عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران -خ. م. د. ق- أبو محمد العبدي النيسابوري2:

سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، ووَكِيعًا، ومَعْن بْن عيسى، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وخلْقًا.

وارْتحل إلى اليمن فأكثر عَنْ عَبْد الرّزّاق.

وعنه: خ. م. د. ق.، ومكّيّ بْن عَبْدان، وابن أَبِي دَاوُد، وأبو عوانة، وابن صاعد، وابن الشرقي، وابن خزيمة.

وكان موصوفا بطيب الصوت.

قال مكي بن عبدان: كان عبد الله بن طاهر يحضر بالليل متنكرا إلى مسجد عبد الرحمن ليسمع قراءته.

وقال عبد الرحمن: أقامني يحيى بن سعيد في مجلسه فقال: ما حدَّثكم عنيّ هذا الصّبيّ فصدقوه، فإنه كيس.

1 السير "12/ 336".

2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 215"، والتهذيب "6/ 144، 145".

ص: 132

قلت: رحل بِهِ أَبُوهُ سنة ستٍّ وتسعين ومائة وهو شبه المحتلم، لَهُ نيَّفٍ عشرة سنة.

قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب: سمعته يَقُولُ: حملني أَبِي عَلَى عاتقه فِي مجلس سُفْيَان بْن عُيَيْنَة فقال: يا معشر أصحاب الحديث أَنَا بِشْر بْن الحَكَم، سَمِعَ أَبِي من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وسمعت أَنَا منه، وهذا ابني قد سَمِعَ منه.

وقال عَبْد الرَّحْمَن: احتلمت باليمن مَعَ أَبِي.

وقال: كنّا نسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ وأبوه يلعب بالحمام.

قلت: آخر من روى عَنْهُ عَلَى الإطلَاق محمد بْن عَلِيّ المذكّر شيخ ضعيف للحاكم. وقد وقع لنا ما جمع زاهر الشّحّاميّ من عواليه وعوالي عَبْد اللَّه بْن هاشم المذكور. وآخر ثقة روى عَنْهُ أبو حامد أحمد بْن يحيى بْن بلَال البزاز.

وقال أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر يَقُولُ: احتلمتُ فدعا أَبِي عَبْد الرّزّاق وأصحاب الحديث الغُرباء، فلمّا فرغوا مِنَ الطّعام قَالَ: اشهدوا أنّ ابني قد احتلم، وهو ذا يسمع من عَبْد الرّزّاق وقد سَمِعَ مِنَ ابن عُيَيْنَة.

ورُوِيَ أنّ الأمير عَبْد اللَّه بْن طاهر قَالَ: ما بخُراسان رَجُل أحسنُ عَقْلا من عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر.

وقال مسدَّد بْن قَطَن: لمّا تُوُفّي محمد بْن يحيى عقد مُسلْمِ مجلسًا لخالي عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، فكان يحضر أَحْمَد بْن سَلَمَةَ، وينتقي لَهُ مُسلْمِ بشرطه فِي" الصَّحيح"، ويُمْليه عَبْد الرَّحْمَن. ولم يكن لَهُ مجلس إملَاء قَبْلها.

وقال أَبُو بَكْر الجاروديّ: كَانَ يحيى القطّان يحلّ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر محلَّ الولد لمكان أَبِيهِ.

وقال أَبُو عَمْرو بن أبي جعفر الزاهد: أن أَبِي قَالَ: أمَر عَبْد اللَّه بْن طاهر الأمير أن تُكَتب أسامي الأعيان بَنْيسابور. فكتبوا مائة نفس. ثمّ قَالَ: يُختار مِنَ المائة عشرة. فكتبوا أسماء عشرة. ثمّ قَالَ: يخُتار منهم أربعة: فكان من الأربعة عبد الحمن بْن بِشْر. ومات رحمه الله فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ستين ومائتين.

303-

عَبْد الرحمن بن الحسن السلمي الحوراني1:

1 انظر: تاريخ دمشق "22/ 478".

ص: 133

روى عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومروان بْن معاوية.

وعنه: ابن جوصا، وأبو بشر الدولابي، والقاسم بن عيسى العصار، وغيرهم.

304-

عبد الرحمن بن الحسين الحنفي الهروي1 -د- رحل وسمع: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وكِنانة بْن جبلة السُّلَميّ الهروي صاحب الأعمش، وجماعة.

وعنه: د.، وابنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وداود بْن وسيم البوسنجيّ، ومحمد بْن المنذر سُكّر، وأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَد بْن محمد بْن رَزٍين الباشانيّ، وأَبُو جعْفَر محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السّاميّ، وغيرهم.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.

305-

عَبْد الرَّحْمَن بن خالد بن يزيد - د. ت. - أبو بكر الرقي القطان2:

رحل وسمع: وكيعًا، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الحُباب، وطائفة.

وعنه: د. ن.، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وأبو عَرُوبة، وعبد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بَأْسَ بِهِ.

قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وخمسين.

306-

عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَف بْن عَبْد الرحمن بن الضحاك -ن- أبو معاوية البصري الحمصي3.

عَنْ: أبيه، ومحمد بْن شُعَيب بْن شابور، وشعيب بْن اللَّيْث بْن سعَد، وغيرهم.

وعنه: ن.، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه الأصبهاني، وأحمد بن محمد بن عيسى الحمصي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.

307-

عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عبد الحكم بن أعين4 -ن- أبو القاسم المصري الإخباري، صاحب "تاريخ مصر"، وأخو فقيه مصر، وسعد، وعبد الحكم.

1 التهذيب "6/ 163، 164".

2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 229، 230"، والتهذيب "6/ 166".

3 الجرح والتعديل "5/ 231".

3 انظر: الجرح والتعديل "5/ 257"، والتهذيب "6/ 308".

ص: 134

سَمِعَ: أَبَاهُ، وشعيب بْن اللَّيْث، وإِسْحَاق بْن بَكْر بْن مُضَر، وأشهب الفقيه، وإدريس بْن يحيى.

وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن أَحْمَد عِلَان، ومكحول البَيْروتيّ، وعَلِيّ بْن قُدَيْد.

توفي في المحرم سنة سبعين ومائتين.

308-

عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الغفّار بْن دَاوُد الحرّانيّ1:

أَبُو القاسم.

نزل بغداد، وكان يمتنع مِن التحدّيث.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، وابن وَهْبُ.

309-

عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن هشام بْن زَبْر الدّمشقيّ2:

عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، وأبي النَّضْر الفراديسيّ، وغيرهما.

وعنه: إِبْرَاهِيم بْن مروان، وابن جَوْصا، وجماعة.

تُوُفّي فِي رمضان سنة ثلَاثٍ وخمسين، ونيف عَلَى التسعين.

310-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن:

أَبُو سَبْرَة المدنيّ3.

حدَّث بالكوفة عَنْ: مُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإسحاق الفروي.

وعنه: محمد بن الحسين الخثعمي، وإبراهيم بن محمد العمري، وأحمد بن جعفر بن أصرم البجلي، وآخرون.

له أحاديث مناكير كأنه وهم فيها.

1 تاريخ بغداد "10/ 270، 271".

2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 265".

3 الميزان "2/ 587".

ص: 135

311-

عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني1:

يروي عَنْ: أَحْمَد بْن أَبِي طيبة الْجُرْجانيّ، وعَوْن بْن عُمارة، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطائفة.

وعنه: محمد بْن جرير الطَّبَريّ، ومحمد بْن الفضل الآملي النجار، وغيرهما.

312-

عبد الرحيم بْن مُنيب الأسعرديّ:

روى عَنْ: سُفْيَان بْن عيينة، وطبقته.

روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: كَانَ صدوقًا؛ وحاجب الطُّوسيّ.

313-

عَبْد السّلَام بْن إسماعيل العثماني الدمشقي الحداد2:

عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.

وعنه: ابن جَوْصا، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملَاس، وجماعة.

314-

عبد السلام بن عتيق -د- أبو هشام الدمشقي3:

عَنْ: بقيّة بْن الوليد، وأبي مُسْهِر، وجماعة.

وعنه: د.، وابن جَوْصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وأخرون.

قال النسائي: لَا بأس بِهِ.

قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين. وقد روى عَنْهُ: النَّسائيّ فِي غير السُّنَن.

315-

عَبْد الغني بن رفاعة -د-:

وهو عَبْد الغنيّ بْن أَبِي عُقَيْل بْن عَبْد الملك. أَبُو جعْفَر اللَّخْميّ المصريّ الفقيه الفَرَضيّ4.

"رَأَى اللَّيْث" بْن سعد، وحدَّث عَنْ بَكْر بْن مُضَر، وهو آخر أصحابه.

وعن: مفضل بن فضالة، و "عبد الله" بن وهب، وجماعة.

1 تاريخ جرجان "ص253".

2 تاريخ دمشق "24/ 110".

3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 49"، والتهذيب "6/ 324".

4 التهذيب "6/ 366".

ص: 136

وعنه: د.، وأبو جعْفَر الطَّحَاويّ، وهو أقدم شيخ لَهُ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعلَان بْن الصَّيْقَل، وآخرون.

تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة خمسٍ وخمسين، وقد جاوز التّسعين بسنتين.

316-

عَبْد الغني بْن عَبْد العزيز بْن سلام -ن-:

أبو محمد المصري العسال1.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن وَهْبُ، وجماعة.

وعنه: ن. قال: لَا بأس بِهِ، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم المَنْجَنيِقّي، وعبد اللَّه بْن محمد بن يونس السمناني، وغيرهم.

تُوُفّي فِي ثالث المحرَّم سنة أربعٍ وخمسين.

317-

عَبْد القُدُّوس بْن محمد بْن عَبْد الكبير بن شعيب بن الحبحاب1 -خ. ت. ن. ق- أبو بكر الأزدي المعولي البصري العطّار.

عَنْ: عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، وبشر بن عمر الزهراني، وعبد الله بن أَبِي دَاوُد الخُرَيْبيّ، وجماعة.

وعنه: خ. ت. ن. ق.، وعمر البُجَيْريّ، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن أبي داود، وآخرون.

318-

عبد الملك بن أصبغ:

أبو الوليد القرشي3، مولى عثمان رضي الله عنه.

حراني نزل بعلبك، وحدَّث عَنْ: الوليد بْن مُسلْمِ، ومنبّه بْن عثمان، وجماعة.

وعنه: أَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ ووثقه، وعمر بْن سعد المَنْبِجيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وآخرون.

تُوُفّي بعد الخمسين.

1 التهذيب "6/ 317".

2 الجرح والتعديل "6/ 57"، والتهذيب "6/ 370".

3 انظر: الميزان "2/ 651"، اللسان "4/ 57".

ص: 137

319-

عَبْد الملك بْن قَطَن:

أَبُو الوليد المَهْريّ القَيْروانيّ النَّحْويّ اللُّغَويّ1.

شيخ أهل الأدب بالمغرب. كَانَ أحفظ أهل زمانه لأنساب العرب وأشعارهم ووقائعهم.

أخذ عَنْ: ابن الطَرِمّاح الأعرابيّ، وأبي المنيع، وغيرهما.

أخذ عَنْهُ: أهل القيروان. وله كتاب" تفسير مغازي الواقديّ"، وكتاب" اشتقاق الأسماء" ذَيَّل بِهِ عَلِيٌّ قُطرُب.

وكان شاعرًا خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا، قام بخُطبةٍ طويلَةٍ بين يدَيْ صاحب إفريقيّة زيادة اللَّه. وعمر دهرًا.

ومات فِي رمضان سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

والمَهْريّة بُلَيْدة من إفريقية.

320-

عَبْد الوارث بْن عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث بْن سَعِيد التَّنُّوريّ2 -م. ت. ن. ق. - أبو عبيدة المصري:

عَنْ: أَبِيهِ، وأبي خَالِد الأحمر، وأبي عاصم النَّبيل، وأبي مُعَمِّر المُقْعَد، وغيرهم.

وعنه: م. ت. ن. ق.، وأَبُو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، وعمر بن بجير، ومحمد بن يحيى بن منده، وجماعة.

توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين في رمضان.

321-

عبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان القرشي البيساني3:

عن: الفريابي، وأبي اليمان، وآدم بن أبي إياس، وعدة. وله رحلة واسعة.

روى عنه: عامر بن خريم، وابن ملاس، وأبو الدحداح أحمد بن محمد.

1 بغية الرعاة "2/ 114".

2 التهذيب "6/ 443، 444".

3 تاريخ دمشق "25/ 122".

ص: 138

322-

عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع -د. ت. ن- أبو الحسن الوراق، النَّسائيّ الأصل، البغداديّ العابد1:

سَمِعَ: يحيى بْن سُلَيم، ويحيى بْن سعَيِد الأُمَويّ، ومُعَاذ بْن مُعَاذ، وأنس بْن عِياض، وغيرهم.

وعنه: د. ت. ن. وقال: ثقة؛ وابن صاعد، والبغوي، والقاضي المحاملي، وآخرون.

وكان إماما ثقة زاهدا ورعا.

قال المروذي: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: عَبْد الوهّاب الوراق رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحق.

وقال أَبُو مُزَاحم الخاقانيّ: حدثني الْحَسَن بْن عَبْد الوهّاب الورّاق قَالَ: ما رَأَيْت أَبِي ضاحكًا قطّ إلَا تبسُّمًا، وما رَأَيْته مازحًا قطّ. دعاني مرّةً وأنا أضحك مَعَ أميّ، فجعل يَقُولُ: صاحب قرآن يضحك هذا الضَّحِك! وقال أَحْمَد بْن حنبل: عافاه اللَّه، قلُ أنْ يُرى مثله2.

قلت: كَانَ من خواصّ أَحْمَد.

تُوُفّي عَبْد الوهّاب: فِي ذي القِعْدة سنة إحدى وخمسين.

323-

عَبْد الوهّاب بْن سعَيِد القُضَاعيّ3:

مصريّ.

عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.

مات سنة أربعٍ وخمسين.

- عَبْد الوهّاب الأشجعيّ:

مرّ فِي الطبقة الماضية.

1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 74"، والتهذيب "6/ 448".

2 السير "10/ 229".

3 ينظر في "حسن المحاضرة".

ص: 139

324-

عَبْد رَبّ بْن خَالِد بْن عَوْذة التُّجَيْبيّ المصريّ1:

يروي عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.

تُوُفّي سنة تسع ومائتين فِي جُمَادَى الأولى.

325-

عَبْدُوس بْن بِشْر الرّازيّ2:

حدَّث ببغداد.

عَنْ: حمّاد بْن زيد، ويزيد بْن زُرَيْع، وأبي يوسف القاضي.

وعنه: محمد بْن مَخْلَد، ويعقوب الجصّاص، وغيرهما.

قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لَا بأس بِهِ، يُعْتبر بِهِ.

326-

عَبْدة بن عبد الله بن عبدة الصفار -خ-:

أبو سهل البصري3.

عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويحيى بْن آدم، وزيد بْن الحُباب، وجماعة.

وعنه: خ.، وزكريّا السّاجيّ، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وجماعة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين بالأهواز.

327-

عُبَيْد اللَّه بْن سُرَيْج بْن حُجْر:

الحافظ أَبُو اللَّيْث الشَّيْبانيّ الْبُخَارِيّ الضّرير4.

روى عَنْ: عَبْدان المَرْوزِيّ، وأحمد بْن حفص الفقيه، ومحمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، وجماعة.

وعنه: ابنه عَبْد اللَّه، وإِبْرَاهِيم بْن نصر.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين. وكان يحفظ عشرة آلاف حديث.

1 السابق.

2 انظر: تاريخ بغداد "11/ 116".

3 الجرح والتعديل "6/ 90"، والتهذيب "6/ 460، 461".

4 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.

ص: 140

328-

- عُبَيْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد -خ. د. ن. ت-:

أبو الفضل الزهري العوفي البغدادي1.

سَمِعَ من: أَبِيهِ، وعمّه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، ورَوْح بْن عُبَادة، ويونس بْن محمد المؤدِّب، ويزيد بْن هارون، وجماعة.

وعنه: خ. د. ن. ت.، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الوراق، والقاضي المحاملي، وآخرون.

وكان ثقة نبيلا شريفا، ولي قضاء أصبهان فوقع بينه وبين" عبد" الله بن الحسن الهمداني ريس البلد، فعمل في عزله فعزل، ورجع إلى بغداد.

ثم ولي" ثانيا، فعاد إليها" فعزل أيضا عَنْ قريب.

وقد حدَّث بأصبهان.

وذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد اللَّه الهَمَدانيّ الذّكْوانيّ، عَنْ جده، عَنْ أَبِيهِ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن حفص قَالَ: ذهب منيّ فِي عزل عُبَيْد اللَّه بْن سعْد ألف ألف درهم. وذلك أَنّه كَانَ بأصبهان مائة مِنَ الشُّهّود، فامتنعوا مِنَ الشّهادة عنده تقرُّبًا إليّ. وكانوا يجتمعون كلّ يوم فِي دار عَبْد اللَّه ستّة أشهر. وكان يُنفق عليهم وعلي غلمانهم ودوابّهم. نقلها أَبُو نُعَيْم فِي تاريخه.

وكان عُبَيْد اللَّه من شيوخ القراءة.

روى قراءة نافع، عَنْ عمّه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم، سماعًا من نافع.

روى عَنْهُ الحروف: محمد بْن أَحْمَد المقدَّميّ، وعثمان بْن جعْفَر اللّبّان، والْحَسَن بن محمد بن دكة.

توفي أبو الفضْل فِي مُسْتَهَلّ ذي الحجّة سنة ستيّن ومائتين.

329-

عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن يزيد بْن خُنَيْس المخزوميّ المكّيّ -م-:

عَنْ: أَبِيهِ، وإسماعيل بن أبي أويس2.

1 التهذيب "7/ 15، 16".

2 انظر: التهذيب "7/ 47".

ص: 141

وعنه: م.، وإسماعيل بْن محمود النَّيسابوري، وعبد الكريم الديرعاقولي، وعبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، وأبو العباس السراج وقال: مات سنة اثنتين وخمسين.

330-

عبيد اللَّه بْن يوسف -ق- أبو حفص الجبيري البصري1.

سَمِعَ: يحيى القطّان، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ووَكِيعًا، وطبقتهم.

وعنه: ق.، وابن صاعد، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وجماعة.

وتوفي بعد الخمسين.

وكان ثقة، صاحب حديث.

331-

عُبَيْد بْن آدم بْن أَبِي إياس العسْقلَانيّ2.

عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.

وعنه: النَّسائيّ فِي كتاب" اليوم واللَّيْلة"، وأبو حاتم الرّازيّ، والْعَبَّاس بْن محمد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبة.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

قلت مات: فِي شَعْبان سنة ثمانٍ وخمسين.

332-

عُبَيْد بْن محمد بْن القاسم النَّيسابوري الوراق3.

عَنْ: هاشم بْن القاسم، والحسن الأشْيَب.

وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد.

ووثقه الخطيب.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين ببغداد.

ويروي أيضًا عَنْ: يعقوب بْن محمد، ومُوسَى بن هلال.

كان صاحب حديث.

1 التهذيب "7/ 57".

2 انظر: الجرح والتعديل "5/ 402".

3 تاريخ بغداد "11/ 97".

ص: 142

333-

عْنبَس بْن إِسْمَاعِيل القزّاز1:

حدث ببغداد.

عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأصرم بْن حَوْشَب.

وعنه: ابن مخلد، وغيره.

وهو جدّ ابن سمعون.

334-

عُتيق بْن محمد بْن سعَيِد2:

أَبُو بَكْر الحَرَشيّ النَّيسابوري. شيخ قديم عالي الرّوايه. وهو بضمّ العين. سَمِعَ: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العَمّي، ومروان بْن معاوية، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزكريّا بْن منظور، وأبا معاوية.

وعنه: محمد بْن النَّضْر الجاروديّ، وابن خُزَيْمَة، وأبو يحيى البزّاز، وغيرهم.

وآخر من حدَّث عَنْهُ محمد بْن علي المذكّر.

تُوُفّي فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين.

335-

عتيق بْن مَسْلَمَة بْن عتيق بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوام.

المصريّ الزُّبَيْريّ، مولى محمد بْن بِشْر العُكْبَريّ3.

مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

336-

عثمان بْن صالح بْن سعَيِد الخلْقانيّ الخيّاط4 -د- بغدادي ثقة.

سَمِعَ: يزيد بْن هارون، وعَلِيّ بْن عاصم، وعَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْميّ، وجماعة.

وعنه: د.، وابن صاعد، وابن مخلد العطار، والحسين بن يحيى بن عياش، وآخرون.

1 تاريخ بغداد "12/ 318".

2 الثقات لابن حبان "8/ 525".

3 ينظر في "حسن المحاضرة".

4 انظر: تاريخ بغداد "11/ 289"، التهذيب "7/ 121، 122".

ص: 143

توفي سنة ست وخمسين.

وثقه ابن صاعد.

وكناه السراج: أبا القاسم.

337-

عثمان بن عفان السجستاني1:

توفي في شوال سنة خمس وخمسين.

وكان ذا حرمه ببلدة لفضله وزهده.

338-

عريب المغنية2:

قد مرت في حدود الثلاثين ومائتين.

وأحسبها عاشت إلى بعد ذلك، وأنها عمرت ورمت.

وقد روى أبو علي التنوخي في" النشوار": نا أَبُو محمد، نا الفضل بْن عَبْد الرَّحْمَن الكاتب: أخبرني مَن أثق بِهِ أنّ إِبْرَاهِيم بْن المدبرّ الكاتب أخا أَحْمَد بْن المدبّر قَالَ: كنتُ أتعشَّق عَرِيب دهرًا طويلَا، وأُنْفِقُ الأموال عليها. فلمّا قصدني الزّمان وبطلت ولزِمتُ البيت، كانت هِيَ أيضًا قد أسنَّت، وتابت مِن الغناء وزَمِنَتْ، فكنتُ جالسًا يومًا، إذ جاءني بوّابي فقال لي: عَرِيب بالباب. فعجبتُ وارتحتُ إليها، وقمت حتى نزلت، فإذا بها، فقلت: يا ستّي، كيف كَانَ هذا؟ قَالَتْ: اشتقتُ إليك، وطال العهد.

فأُصْعِدت فِي محفّة مَعَ خَدَمها، ثمّ أكلنا وتحدَّثنا وشرِبنا النَّبيذ، وأمرت جواريها بالغناء فَغَنيْن، فقلت: يا ستّي، قد عملت أبياتًا أشتهي أن تعملي لها لحنًا.

فقالت: يا أَبَا إِسْحَاق مَعَ التَّوبة؟ قلت: فاحتالي.

فقالت: حفّظ هاتين الصَّبِيَّتين الشِّعْر، وأشارت إلى بدْعة، وتُحْفَة. ثمّ فكَرت ووقَعت بالمروحة عَلَى الأرض وزمرت مَعَ نفسها، ثم قالت: أصلحا الوتر الفلاني،

1 من أهل سجستان، ولم نقف عليه.

2 انظر: الأغاني "17/ 177-180".

ص: 144

على الطريق الفلاني، وافعلا كذا. فامتثلا لذلك وغنَّتا فأجادتا؛ فطربتُ وقمت إلى جَوَاريّ، وجمعت منهنّ ما بين خِلْخال وسِوَار ولؤلؤ ما قيمته ألف دينار وقدَّمته لها برسم الجاريَتيْن: فتمنَّعت، فقلت: لَا بُدّ.

فلمّا أرادت الذَّهاب قَالَتْ: قد ابتاعت فلَانة أمّ ولدك ضيعةً لي شفعتها فأريد أن تنزل عَنْها لي.

فأخذتُ من أمّ ولدي العُهْدة بالضَّيْعة وجئت وقلت: قد وهبتها لك. فشكرتني ومضت. وكان شراء الضَّيْعة ألفَ دينار، فقام عَلِيّ يومها بألفيْ دينار1.

339-

"عصام"2 بْن خُون.

أَبُو السّرِيّ الْبُخَارِيّ3.

حدَّث عَنْ: القَعْنَبيّ، وسعيد بْن منصور، وغيرهما.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة سبْعٍ وخمسين.

ولهم أَحْمَد بْن خُون الفَرَغانيّ روى الْكُتُبَ عَنِ الرّبيع المراديّ.

340-

عقيل بْن يحيى الأسود:

أَبُو صالح الأصبهاني الطّهْرانيّ4.

ثقة، سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، وابن مهدي،، وأبا داود صاحب الطَّيالِسَة، وجماعة.

وعنه: يوسف ين محمد المؤذّن، وأحمد بْن محمود بْن صَبِيح، وعبد الرَّحْمَن بْن يحيى بْن مَنْدَه أخو محمد بْن يحيى، وآخرون.

تُوُفّي فِي رمضان سنة ثمانٍ وخمسين.

وقع لنا مِن عواليه بإجازة.

1 نشوار المحاضرة "1/ 273".

2 استدارك من المشتبه "1/ 192" للذهبي.

3 انظر السابق.

4 الثقات لابن حبان "8/ 525".

ص: 145

341-

علقمة بن عمرو بن حصين -ق-:

أبو الفضل التميمي الدارمي العطاري الكوفي1.

عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش.

وعنه: ق.، وابن صاعد، وعبد الله بن عروة الهروي، وغيرهم.

توفي سنة ست وخمسين2.

342-

العلاء بن سالم -ق- أبو الحسن2:

عَنْ: شُعَيب بْن حَرْب، وأبي معاوية، وجماعة.

وعنه: ق.، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق، وابن مخلد.

قال أبو داود: ما به بأس.

قلت: توفي سنة ثمان وخمسين، وله حديث واحد في "سنن ابن ماجة".

343-

علي بن أحمد:

أبو الحسن الجواربي الواسطي3.

عن: يزيد بن هارون، وأبي أحمد الزبيري.

وعنه: الباغندي، والقاضي المحاملي.

وثقه الخطيب أبو بكر.

لم يقع لي وفاته. بقي إلى نيَّفٍ وخمسين.

ووقع لي من عواليه.

344-

عَلِيّ بْن حرب:

الجنديسابوري4، لا الموصلي.

1 انظر: التهذيب "7/ 276".

2 التهذيب "8/ 183".

3 تاريخ بغداد "11/ 314".

4 الجرح والتعديل "6/ 183"، والتهذيب "7/ 296".

ص: 146

سَمِعَ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وأشعث بْن عطاف، وغيرهما.

وعنه: أَحْمَد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وأهل فارس.

تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين.

345-

عَلِيّ بْن الْحَسَن الذُّهْليّ الأفطس1.

أَبُو الْحَسَن النَّيسابوري الحافظ، صاحب "المُسْنَد" رحل وسمع: أَبَا خَالِد الأحمر، وابن عُيَيْنَة، والمُحَارِبيّ، وعَبْد اللَّه بْن إدريس، وحفص بْن غِيَاث، وجرير بْن عَبْد الحميد، وابن عَلَيْهِ، وأبا بَكْر بْن عَيَّاش، وأبا مطيع البلْخيّ، وخلْقًا سواهم.

وعنه: أَبُو يحيى البزاز، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، وجماعة.

وقال أَبُو حامد الشَّرْقيّ: هُوَ متروك، يروي عن شيوخ لم يسمع منهم.

كذا أورد فِي ترجمة ". . . " بجرديّ.

ذكره الحاكم فقال: شيخ عصره بَنْيسابور فِي سنة إحدى وخمسين. وتوفي بعدها.

346-

عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بكُيْر بْن واصل الحضْرميّ2.

يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وحَجّاج الأعور، وطبقتهما.

وعنه: عبد الله بن ناجية، وعبد الله الحامض، ومحمد بن مخلد.

وثقه الخطيب.

347-

علي بن الحسن بن عبيد الشيباني3:

أبو الحسن بن الأعرابي.

روى عَنْ: عَلِيّ بْن عمروس، وأبي العتاهية، وغيرهما.

وكان أديبًا إخباريًا.

1 انظر: الميزان "3/ 121"، واللسان "4/ 218".

2 تاريخ بغداد "11/ 373".

3 تاريخ بغداد "1/ 373، 374".

ص: 147

روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، والمَحَامِليّ.

348-

عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مطر الدّرْهَميّ البصري1 -د. ن-:

عَنْ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وخالد بْن الحارث، وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، ووَكِيع.

وعنه: د. ن. وقال: ثقة؛ وزكريّا بْن يحيى السّاجي، وأحمد بن يحيى التستري، وابن أبي داود، وابن خزيمة، وعبدان.

توفي سنة ثلاث وخمسين في جمادى الآخرة.

349-

علي بن خرشم بن عبد الله بن عطاء -م. ت. ن-:

أبو الحسن المروزي2 ابن أخت بِشْر الحافي.

سَمِعَ: الفضل بْن مُوسَى السِّينانيّ، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، وأبا بكر بن عَيَّاش، وهُشَيْم بْن بشير.

وعنه: م. ت. ن. وأبو حامد أَحْمَد بن حمدون الأعمش، وابن خزيمة، وابن أبي داود، ومحمد بن عقيل البلخي، ومحمد بن معاذ الماليني، وأبو علي بن رزين الباشاني، ومحمد بن منذر شكر الهروي، ومحمد بن يوسف الفربري.

قال أبو رجاء محمد بن حمدويه: سمعته يَقُولُ: وُلِدتُ سنة ستّين ومائة، وَصُمْتُ ثمانية وثمانين رمضانًا.

قَالَ: ومات فِي رمضان سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.

350-

عَلِيّ بْن زَنْجَلَة الرّازيّ3:

عَنْ: يحيى بْن آدم، وحُسْين الْجُعْفيّ، وأزهر السّمّان، وطبقتهم.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كَانَ رفيق أَبِي بالبصْرة روى عَنْهُ: أَبِي، وعَلِيّ بْن الحسين بن جنيد. وكان ثقة، لم يُقْضَ لي السَّماعُ منه.

1 الجرح والتعديل "6/ 179"، التهذيب "7/ 307".

2 انظر: الجرح والتعديل "6/ 184"، والتهذيب "7/ 316".

3 الجرح والتعديل "6/ 187".

ص: 148

351-

علي بن سعيد بن جرير -ن- أبو الحسن النسائي الحافظ1:

عَنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وجعْفَر بْن عَوْن، ومُحَاضر بْن المورَع، وعبد اللَّه بْن بَكْر، وعبد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْريّ، وأبي مُسْهِر، وخلْق بالشّام، والعراق، ومصر، وخُراسان.

وعنه: ن. وقال: صدوق؛ وعَبْد اللَّه بْن شِيرُوَيُه، وأَبُو حامد بن الشرقي، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمة، وأبو بَكْر بْن زياد، وآخرون.

وثقَّه محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وقال: اكتبوا عَنْهُ.

وقال أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن سعَيِد يَقُولُ: سَأَلت أَحْمَد بن حنبل عن اللفظية، قال: هُمُ الْجَهْميّة.

قلت: بقي إلى سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

352-

عَلِيّ بْن سعَيِد بْن شَهْرَيار الرَّقّيّ الجصّاص2:

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة، وجماعة.

سَمِعَ منة: أَبُو حاتم بالرَّقَّة، وقال: شيخ.

353-

عَلِيّ بْن سَلَمَةَ بْن شقيق بْن عُقْبَةَ -ق- أبو الحسن اللبقي النيسابوري3.

سَمِعَ: حفص بْن غِياث، وعَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، وابن فُضَيْل، ومروان بْن معاوية، وابن عَلَيْهِ، وجماعة.

وعنه: ق. ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وطائفة.

"وروى عنه أبو" علي المذكر.

وثقه مسلم.

وتوفي لثلاث بقين من جمادى الأولي سنة اثنتين وخمسين.

1 الجرح والتعديل "6/ 189"، والتهذيب "7/ 326".

2 الجرح والتعديل "6/ 189".

3 التهذيب "7/ 327".

ص: 149

قال البخاري في "صحيحه": ثنا عَلِيّ، ثنا مالك بْن سُعير. فقيل: إنّه عَلِيّ بْن سَلَمَةَ، وإلَا فهو ابن المدينيّ.

قَالَ دَاوُد بْن الْحُسَيْن البَيْهقيّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن سَلَمَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النوم، فقلت: يا رسول اللَّه ما تقول في القرآن؟ قال: أشهد أن كلَام اللَّه غير مخلوق1.

354-

عَلِيّ بْن شُعَيب بن عدي -ن- أبو الحسن البغدادي السِّمْسار2:

عَنْ: هشام، وابن عُيَيْنَة، وعبد الله بن نمير، وجماعة.

وعنه: ن. وقاسم المطرِّز، وابن صاعد، ومحمد بن جرير، والمحاملي، وآخرون.

وثقه النسائي.

وتوفي سنة ثلاث وخمسين في ثامن عشر شوال.

ووهم البغوي فقال: مات سنة إحدى وستين.

أصله من طوس.

355-

علي بن عاصم الثقفي:

مولاهم الأصبهاني3. أخو محمد وأسيد.

روى عَنْ: سُلَيْمَان الشّاذَكُونيّ، وغيره.

وكان مِن أولياء اللَّه تعالي.

قَالَ أَبُو الشيخ: كَانَ مِن العابدين الزاهدين. لم يخرج له كثير الحديث.

ومات بعد الخمسين ومائتين.

356-

عَلِيّ بْن عَبْد المؤمن الزعفراني الكوفي4. نزيل الري:

1 الثقات لابن حبان "7/ 328".

2 الثقات لابن حبان "8/ 475"، والتهذيب "7/ 331، 332".

3 انظر: طبقات المحدثين "2/ 310، 311".

4 الجرح والتعديل "6/ 196".

ص: 150

روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد المُحَارِبيّ، وجماعة.

وعنه: القاضي المحاملي، وابن أبي حاتم وقال: صدوق.

357-

عَلِيّ بْن عبدة التّميميّ المكتِّب1:

عَنْ: ابن عَلَيْهِ، وغيره.

وعنه: أَبُو حامد الحضْرميّ، والمَحَامِليّ.

ومات سنة سبْعٍ وخمسين.

قَالَ الدّارَقُطْنيّ: كَانَ يضع الحديث.

قلت: وقع لنا حديثه عاليًا فِي" جزء ابْن الطّلَاية" يتجلَّى لأبي بَكْر.

358-

عَلِيّ بن عمرو بن الحارث بن سهل -ق- أبو هبيرة الأنصاري البغدادي2.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبي معاوية، ومحمد بْن أَبِي عديّ، ويحيى بن سعَيِد الأُمَويّ.

وعنه: ق.، وأبو حامد الحضْرميّ، وابن مَخْلَد، ويعقوب الدعاء، وابن أبي حاتم وقال: محلُّه الصِّدق.

قلت: مات سنة ستّين فِي المحرَّم.

وقيل: فِي ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين.

359-

عَلِيّ بْن المُثَنَّى الطُّهَويّ الكوفيّ3 -ن- عَنْ: زيد بْن الحُباب، وسُوَيْد بْن عَمْرو الكلبيّ.

وعنه: ن. حديثًا واحدًا، وعبد اللَّه بْن زيدان، وحاجب" بْن أركين"، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وجماعة.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.

1 تاريخ بغداد "12/ 19"، الميزان "3/ 120".

2 الجرح والتعديل "6/ 199، 200"، والتهذيب "7/ 397".

3 انظر: التهذيب "7/ 377".

ص: 151

ورواية النَّسائيّ عَنْهُ فِي طريق ابن السُّنّيّ وحده. وأمّا فِي رواية ابن حَبَوَيْه النَّيسابوري، عَنِ النَّسائيّ فقال: حدَّثنا محمد بْن المُثَنَّى. وفي نسخة سهل الإسفراييني بخطه: نا ابن المثنى. وكذلك فِي نسُخٍ أُخَر بخطّ غيره.

ولم يذكره ابن عساكر فِي "الشيوخ النُّبْل".

360-

عَلِيّ بْن محمد بْن معاوية النَّيسابوري1:

عَنْ: أَبِي ضَمْرَةَ أنس بْن عِياض، وأبي أسامة.

وعنه: المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، ويعقوب الجصّاص، وآخرون.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

361-

عَلِيّ بْن محمد بْن أَبِي الخصيب الكوفيّ الوشاء2 -ق- سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة، ووَكِيعًا، وعُمَرو بْن محمد العْنقزيّ.

وعنه: ق. وإِبْرَاهِيم بْن مَتُّوَيْه الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي داود، والبردنجي، وابن أبي حاتم، وقال: محله الصدق.

قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ أيضًا.

362-

عَلِيّ بْن محمد بن زكريا -ن- أبو المضاء3. نزيل الرَّقَّةِ.

ثقة، حافظ، روى عَنْ: خَلَف البزار، والمعافى بن سُلَيْمَان الرَّسْعَنيّ.

وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ؛ وأبو بَكْر محمد بْن حمدون بْن خَالِد، وغيرهما.

363-

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي المضاء4 -ن- قاضي المصِّيصة. وهو ابن عمّ أَحْمَد بْن عَلِيّ.

روى عَنْ: إِسْحَاق بْن الطّبّاع، وأبي اليَمَان، ومحمد بْن كثير المصيصي، وسعيد بن المغيرة، وطائفة.

1 من العلماء المستورين، ولا بأس به.

2 الجرح والتعديل "6/ 202"، والتهذيب "7/ 379".

3 انظر: التهذيب "7/ 380".

4 انظر: التهذيب "7/ 380".

ص: 152

وعنه: ن.، وسعيد بْن عَمْرو البردعيّ، ومطين، ومحمد بن المنذر شكر، وجماعة.

قال النسائي: ثقة.

364-

علي بْن محمد بْن علي بْن مُوسَى بن جعفر بن محمد بن زيد العابدين1.

السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه. أحد الاثني عشر، وتلقبه الإمامية الهادي.

قال الصولي: نا الْحَسَين بْن يحيى، أن المتوكّلُ اعتلَّ فقال: لئِن برأتُ لأتصدَّقنّ بدنانير كثيرة.

فلمّا عُوفي جمع الفقهاء فسألهم عَنْ ذَلِكَ، فاختلفوا. فبعث، يعني إلى أَبِي الْحَسَن العسكري فسأله، فقال: يتصدق بثلاثَةٍ وثمانين دينارًا. فعجب القوم وقالوا: مِن أَيْنَ لَهُ هذا؟ فأرسل إِلَيْهِ، فقال: لأنّ اللَّه يَقُولُ: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} [التوبة: 25] فروى أهلنا جميعًا أنّ المَوَاطن والسَّرايا كانت ثلَاثة وثمانين موطنًا.

تُوُفّي عَلِيّ، رحمه الله، سنة أربعٍ وخمسين، وله أربعون سنة.

365-

عَلِيّ بْن مسلم بن سعيد -خ. د. ن- أبو الحسن الطوسي، ثم البغدادي2.

سَمِعَ: هُشَيْمًا، وجرير بْن عَبْد الحميد، ويحيى بْن أَبِي زائدة، ويوسف بْن يعقوب الماجِشُون، وأبا يوسف القاضي، وابن المبارك، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وخلْقًا سواهم.

وعنه: خ. د. ن. وأبو بكر الأثرم، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، والمحاملي، وابن عياش القطان، وآخرون.

قال النسائي: لَا بأس به. وقد روى عن رجل، عنه.

1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 56"، والبداية والنهاية "11/ 14".

2 الجرح والتعديل "6/ 203"، والسير "11/ 525".

ص: 153

تُوُفّي لسبْعٍ بقين من جُمَادَى الآخرة سنة ثلَاثٍ وخمسين. وكان مولده سنة ستّين ومائة.

وروى عَنْهُ: ابن معين مَعَ تقدَّمه، وأبو حاتم الرّازيّ.

366-

عَلِيّ بْن مَعْبَد بْن نوح -ن- أبو الحسن البغدادي1:

سكن مصر. وروى عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، وشَبَابة، وأبي النَّضْر، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم، وأبي أحمد الزبيري.

وعنه: ن. وعن رجلٍ عَنْهُ، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وأبو جعْفَر الطَّحَاويّ، وآخرون.

قَالَ أَحْمَد العجلي: ثقة صاحب سنة. ولي أَبُوهُ طرابلس الغرب.

وقال ابن أَبِي حاتم: صدوق.

قلت: مات فِي رجب سنة تسعٍ وخمسين بمصر. وكان قدِمها تاجرًا، فسكنها.

وآخر أصحابه موتًا إِبْرَاهِيم بْن ميمون العسكريّ.

367-

عَلِيّ بن المنذر -ت. ن. ق- أبو الحسن الطريقي الأودي الكوفي العلَاف2 الأعور:

عَنْ: ابن عُيَيْنَة، والوليد بْن مُسْلِم، وَمحمد بْن فُضَيْل، وطبقتهم.

وعنه: ت. ن. ق.، وبدْر بْن الهَيْثَم، وأبو بَكْر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ويحيى بْن صاعد، وخلق.

وحجَّ خمسين حجّة.

قَالَ النَّسائيّ: شيعيّ مَحْض.

قلت: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وخمسين.

368-

عمّار بْن خَالِد بْن يزيد الواسطيّ التمار3 -ن. ق- عَنْ: جرير بن عبد

1 انظر: الجرح والتعديل "6/ 205"، والتهذيب "7/ 385".

2 الجرح والتعديل "6/ 206"، والتهذيب "7/ 386".

3 الجرح والتعديل "6/ 395"، والتهذيب "7/ 399، 400".

ص: 154

الحميد، ومرحوم بْن عَبْد العزيز، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعَبْد الحَكَم بْن منصور، وإِسْحَاق الأزرق.

وعنه: ن. ق. وأبو حاتم الرّازيّ، وأحمد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ، وابن أَبِي دَاوُد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابن مبشر الواسطيّ.

وكان ثقة.

تُوُفّي سنة ستّين ومائتين.

369-

عِمران بْن قَطَن:

أَبُو مُوسَى الْبُخَارِيّ الفرْخَشيّ1، من قرية فَرْخَشِيّة.

رحّال، لقي عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، والمقريّ، وأبا جَابرِ محمد بْن عبد الملك.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن منيح بْن سيف.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين. قاله الأمير.

370-

عُمَر بْن نصر:

أَبُو حفص النِّهْرَوَانيّ2.

عَنْ: يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وشَبَابة، وغيرهم.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبتُ عَنْه بنِهْروان، وهو صدوق.

371-

عَمْرو بْن بحر الجاحظ3:

قِيلَ: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

وقد ذكر.

372-

عمرو بن عبد الله الأودي -ق- أبو عثمان الكوفي4:

1 الإكمال "7/ 125"، لابن ماكولا.

2 الجرح والتعديل "6/ 137".

3 سبقت الترجمة له.

4 الجرح والتعديل "6/ 244"، والتهذيب "8/ 62".

ص: 155

عن: أبي بكر بن عياش، وأبي معاوية، وابن نُمَيْر، وجماعة.

وعنه: ق.، وحاجب بْن أَركين، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وبدر بن الهيثم، وابن خزيمة.

قال أبو حاتم: صدوق.

373-

عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار -د. ن. ق- أبو حفص الحمصي1، مولى قُرَيش:

سَمِعَ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقّية بن الولد، وابن عيينة، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.

وعنه: د. ن. ق.، وجعفر الفِرْيابيّ، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.

قال أبو زرعة: كان أحفظ من محمد بن مصفى، وأحب إلي منه.

قلت: توفي في رمضان سنة إحدى وخمسين.

وقيل: توفي سنة خمسين ومائتين.

374-

عمرو بن معمر:

أبو عثمان العمركي2.

حدث ببغداد عَنْ: أَبِي النَّضْر يَعْلَى بْن عبيد، وعُبَيْد اللَّه بن مُوسَى.

وعنه: الحسن بن محمد بن شعبة، والمحاملي، وأحمد بْن عبد الله وكيل أبي صَخْرة.

وثقه الخطيب.

375-

عيسى بن إسحاق النرسي3:

حدث ببغداد عَنْ: يحيى بن آدم، وشبابة.

1 الجرح والتعديل "4/ 249"، والتهذيب "8/ 76، 77".

2 انظر: تاريخ بغداد "12/ 220".

3 تاريخ بغداد "11/ 165".

ص: 156

وعنه: موسى بن هارون، ومحمد بن مخلد، وغيرهما.

توفي.

376-

عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني1:

نزيل بغداد.

عن: الوليد بن مسلم، وضَمْرة بن ربيعة.

وعنه: أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، ومحمد بن مخلد، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وتمتام، وجماعة كثيرة.

قال ابن عدي: ضعيف، يسرق الحديث.

377-

عيسى بن عثمان النهشلي الكوفي2 -ت-:

عَنْ: عمّه يحيى بْن عيسى الرمليّ.

وعنه: ت.، ومُطَيَّن، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ، ومحمد بن يحيى بن منده، وابن أبي داود.

قال النسائي: صالح.

قلت: توفي سنة إحدى وخمسين.

378-

عيسى بن محمد بن إسحاق3 -د. ن-:

أبو عمير بن النحاس الرملي.

مُحَدَّث، ثقة، لم يرحل.

سَمِعَ من: الوليد بْن مُسلْمِ لمّا قدِم الرملة، وضَمْرَة بْن ربيعة، وأيوب بن سويد، وزيد بْن أَبِي الزّرقاء، وجماعة.

وعنه: د. ن. ويحيى بْن معين وهو أكبر منه، وقال: ثقة، من أحفظ الناس

1 تاريخ بغداد "11/ 165"، والميزان "3/ 317".

2 التهذيب "8/ 220".

3 انظر: الجرح والتعديل "6/ 286"، التهذيب "8/ 228، 229".

ص: 157

لحديث ضَمْرَةَ، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وجعْفَر الفِرْيابيّ، وعُمَر البُجَيْريّ، وابن جَوْصا، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد وخلْق.

قَالَ ابن جَوْصا: سَمِعْتُ أَبَا عُمَيْر يَقُولُ: قدِم علينا الوليد فِي سنة أربعٍ وتسعين ومائة، فاستقرض لَهُ أَبِي دنانير، فحجَّ مِنَ الرملة، فمات منُصْرَفَه مِنَ الحجَّ بِذِي المَرْوة. فمضي أَبِي إلى دمشق حتى أُبيع منزله وقضي دَيْنه.

وقال أبو زرعة: ثنا أبو عمير الرَّمْليّ، وكان ثقة رِضا1.

وقال أَبُو حاتم: كَانَ مِنَ العُبّاد، يطلب العلم وعَلى ظهره خُرَيْقة قدْر ذراع، ويختلف إلى الوليد وضَمْرَة.

وقال عمر بن سهل الدينوري: سَمِعْتُ ابن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ يَقُولُ: لَقَّنْتُ أَبَا عُمَيْر النّحّاس أربعين حديثًا من حديثه، فلمّا بلغتُ واحدًا وأربعين قَالَ لي: أما تستحي، أَتُجَشِّمني أن أشهد عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مجلسٍ واحدٍ أكثر من أربعين شهادة؟

قَالَ ابن زَبْر: تُوُفّي فِي ثامن محرَّم سنة ستٍّ وخمسين.

"حرف الفاء":

379-

الفتح بْن الحَجّاج:

أَبُو نوح الحَرَشيّ النَّيسابوري الفقيه2.

سَمِعَ: المقرئ، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وخلَاد بْن يحيى.

وفيه: الْعَبَّاس بْن ضَمْرَةَ، وعبد اللَّه النَّصْراباذيّ، وجماعة.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

380-

الفضل بْن جعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن الزِّبْرِقان البغداديّ3 -ت-:

أخو يحيى بن بي طالب.

1 الجرح والتعديل "6/ 286".

2 من العلماء المستورين، لا بأس به.

3 انظر: الجرح والتعديل "7/ 60"، والسير "12/ 621".

ص: 158

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن مُوسَى، وحَجّاج بْن محمد الأعور، ويزيد بْن هارون، وأبا عَلِيّ الحنفي، وطائفة.

وعنه: ت.، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والقاضي المحاملي.

وكان ثقة.

توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

381-

الفضل بن سهل -ع سوى ق- أبو العباس البغدادي الأعرج1 الحافظ. أحد الأثبات.

سمع: الحسين الْجُعْفيّ، وأَبَا النَّضْر بْن القاسم، وشَبَابة بْن سَوّار، وطبقاتهم.

وعنه: ع. سوى ابن ماجة، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.

وكان موصوفًا بالذّكاء والمعرفة والإتقان.

توفي فِي صَفَر سنة خمسٍ وخمسين.

قَالَ عَبْدان: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد يقول: أَنَا لَا أحدِّث عَنْ فضل بْن سهل.

قلت: وَلِمَ؟ قَالَ: لأنّه لَا يفوته حديث جيّد.

قلت: ومع هذا فقد روى عَنْهُ أَبُو دَاوُد كما قدَّمنا.

ووثَّقه النَّسائيّ، والنّاس.

وعاش نيفًا وسبعين سنة.

وقال أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الصُّوفيّ: كَانَ أحد الدّواهي. يعني: في الحفظ.

382-

الفضل بن يعقوب -د. ق- أبو العباس البصري، المعروف بالجزري2:

سَمِعَ: عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، ونوح بن قيس الحداني، وسفيان بن عيينة، وجماعة.

1 الجرح والتعديل "7/ 63"، والسير "12/ 209-211".

2 الجرح والتعديل "7/ 70"، والتهذيب "8/ 289".

ص: 159

وعنه: د. ق.، وأبو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني.

توفي في عاشر شعبان سنة ست وخمسين.

383-

الفضل بن يعقوب -خ. ق-:

أبو العباس البغدادي الرخامي1.

سمع: حجاج بن محمد الأعور، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وإدريس بْن يحيى الخَوْلَانيّ العابد، وأسد بْن مُوسَى السنة، وزيد بْن يحيى الدّمشقيّ، ويحيى بْن السَّكَن.

وعنه: خ. ق. وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، والحسين والقاسم ابنا المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن خزيمة.

قال الدارقطني: ثقة حافظ.

وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وكان ثقة صدوقا.

توفي في أول جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين.

384-

فضل2:

جارية المتوكل. من مولدات اليمامة.

لم يكن في زمانها امرأة أفصح ولا أشعر منها. أدبها رجل من عبد القيس واشتراها محمد بن الفرج الرخجي، فأهداها للمتوكل.

حكي علي بن الجهم قَالَ: قلتُ:

لاذَ بها يشتكي إليها

فلم يَجِدْ عندها مَلَاذا

فقال لها المتوكّلُ: أجيزي.

فقالت بَدِيهًا:

ولم يزَلْ ضارعًا إليها

تَهْطل أجفانُهُ رَذَاذا

1 الجرح والتعديل "7/ 70"، والتهذيب "8/ 288، 289".

2 الأغاني "18/ 90-101".

ص: 160

فعاتبُوه فزادَ عِشْقًا

فمات وَجْدًا فكان ماذا.

ولها شِعرٌ هكذا أرق مِنَ النسيم وأرْوَق مِنَ النسّيم، ولا أعلم متَى ماتت.

"حرف القاف":

385-

القاسم بْن بِشْر البغداديّ1:

أَبُو محمد.

عَنْ: يحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة.

وعنه: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، والهَيْثَم بْن خلف، وابن صاعد.

وثقَّه الخطيب.

386-

القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك التميمي البغدادي2:

عن: يحيى بْن سعيد القطان، ويزيد بْن هارون، والهيثم بن عدي، وجماعة.

وعنه: قاسم المطرّز، والقاضي المَحَامِليّ، وجماعة.

وثقه الخطيب.

ومات سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.

387-

القاسم بْن الفضل بْن بَزِيع البغداديّ3:

عَنْ: عَمْرو بْن عاصم، وغيره.

وعنه: أَبُو عُبَيْد بْن المؤمّل، ومحمد بْن مَخْلَد، ووثقه.

مات سنة تسعٍ وخمسين.

388-

القاسم بْن محمد بْن عبّاد بْن عباد - ق. - أَبُو محمد الْأَزْدِيّ المهلّبيّ4 البصْريّ، ثمّ البغداديّ.

1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 427".

2 تاريخ بغداد "12/ 427".

3 تاريخ بغداد "12/ 429".

4 تاريخ بغداد "12/ 431".

ص: 161

عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عاصم، وبشر بْن عُمَر الزّهْرانيّ، وعبد اللَّه بْن دَاوُد الخريبي.

وعنه: ق.، وابن صاعد، والمحاملي، وابن مخلد.

وثقة الخطيب.

389-

القاسم بن هاشم بن سعيد:

أبو محمد البغدادي السمسار1.

عن: أبيه، وأبي مسهر الدمشقي، وعلي بن عياش، وعتبة بن السكن.

وعنه: ابن أبي الدنيا، والمحاملي، وابن مخلد.

وثقه بعضهم.

وقال الخطيب: كان صدوقا.

مات في رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين.

390-

القاسم بن يزيد بن كليب المقرئ الوزان2:

حدث ببغداد عَنْ: محمد بْن فُضَيْل، ووَكِيع.

وعنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وغيره.

توفي سنة اثنتين وخمسين.

"حرف اللام":

391-

ليث بن الفرج بن راشد البغدادي3:

سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وعبد الرحمن بن مهدي.

وعنه: أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، ومحمد بن مخلد، وثقه الخطيب.

ووقع لي حديثه عاليًا فِي "جزء الأكابر" عَنْ مالك.

1 انظر: تاريخ بغداد "12/ 429، 430".

2 تاريخ بغداد "12/ 426".

3 تاريخ بغداد "13/ 16، 17".

ص: 162

"حرف الميم":

392-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الجبّار1:

أبو عبد الله الباهليّ المصريّ.

سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد الزُّبَيْريّ.

وعنه: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قُدَيْد.

تُوُفّي بمصر فِي شَعْبان.

393-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عُتْبَة بْن حُمَيْد بْن عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ:

الفقيه العُتْبيّ الأندلسيّ القُرْطُبيّ المالكيّ2، صاحب المسائل العُتْبيّة، ومنهم مَن جَعله من موالي عُتْبة بْن أَبِي سُفْيَان.

سمع: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وسَحْنُون بْن سعَيِد، وأَصْبَغ بْن الفَرَج، وغيرهم.

وعنه: محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة، وجماعة مِنَ الأندلسييّن.

وكان مِن كبار الفُقَهاء فِي زمانه.

قَالَ محمد بْن وضّاح: فِي "المُسْتَخْرَجَة" خطأ كثير.

وقال أسلم بْن عَبْد العزيز: قَالَ لي ابن عَبْد الحَكَم: أُتِيتُ بكُتبٍ حَسنة الخطّ تُدْعى

"المُسْتَخْرَجَة" من وضع صاحبكم محمد بْن أَحْمَد العُتْبيّ، "فرأيت جُلَّها" كذوبًا مسائل المُجالِس لَهُ لم يوقف عليها أصحابها، فخشيت أن أموت فُتوجد فِي تَرِكَتي، فوهبت لرجلٍ يقرأ فيها.

فقلت لَهُ: كيف استحللت أن تُعطيها لغيرك، ولم تستحسن أن تكون عندك؟ فسكت.

1 ينظر "حسن المحاضرة".

2 انظر: تاريخ الخلفاء "ص/ 360"، والسير "12/ 335".

ص: 163

وقال محمد بْن عُمَر بْن لُبَابَة: لَيْسَ العُتْبيّ نَسَبه، إنّما كَانَ لَهُ جَدُّ يُسمَّى عُتْبة، فَنُسِبَ إِلَيْهِ.

قَالَ ابن الفَرَضيّ: رحل فسمع من سَحْنون، وأَصْبَغ بْن الفَرَج ونُظَرائهما. وكان حافظًا للمسائل جامعًا لها عالمًا بالنّوازل. جمع" المستخرجة" وكثر فيها الرّوايات المطروحة والمسائل الغريبة الشّاذة. وكان يؤتى بالمسألة الغريبة فيقول: أَدخِلوها فِي "المُسْتَخْرَجَة".

تُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الأول سنة خمسٍ وخمسين ومائتين، وقيل: سنة أربع. والأوّل أصحّ، والله أعلم.

وقد مرّ العُتْبيّ الإخباريّ محمد بْن عَبْد اللَّه سنة228.

394-

محمد بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بن مدويه -ت- أبو عبد الرحمن القرشي1 الترمذي:

عَنْ: القاسم بْن الحَكَم العُرَنيّ، وأسود بْن عامر، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وطبقتهم.

وعنه: ت. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومضاء بْن حاتم النَّسَفيّ، ومحمد بْن المنذر شَكَر.

وثقَّه ابن حِبّان.

395-

محمد بْن أَحْمَد بْن يزيد:

الفقيه أَبُو يونس الجّمَحيّ المدنيّ2، مفتي أهل المدينة بعد أَبِي مُصْعَب الزُّهْريّ.

أخذ عَنْ: أصحاب مالك، وروى عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس، وإِسْحَاق الفَرَويّ.

وعنه: زكريّا بْن يحيى الساجي، وأبو العباس السراج، وأبو عوانة الإسْفرايينيّ، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الدبيلي، ويحيى بْن الْحَسَن العَلَويّ النَّسَّابة، وجماعة.

تُوُفّي قبل السّتّين أو بعدها.

1 التهذيب "9/ 21، 22".

2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 183"، التهذيب "9/ 24".

ص: 164

396-

محمد بْن إِبْرَاهِيم:

أَبُو جعْفَر الأنماطيّ الحافظ1، مُرَبَّع.

سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، وأبا حُذَيْفَة النَّهْديّ، وابن مَعِين، وطبقتهم.

وعنه: القاضي المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد، وجماعة.

تُوُفّي كهْلَا سنة ستٍّ وخمسين.

وله "تاريخ في معرفة الرجال". وهو مِن أعيان تلَامذة يحيى بْن مَعِين، وهو الّذي لقَّبه.

397-

محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن قحْطَبَة البغدادي المؤدب2:

سمع: معاوية بن عمرو الْأَزْدِيّ، وجماعة.

وعنه: قاسم بْن زكريّا المطرِّز، وابن أَبِي حاتم وقال: صدوق.

398-

محمد بْن الأزهر بْن حُرَيْث:

أَبُو جعْفَر السّجْزيّ3.

ثقة، رحال، عالي الرواية.

سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا معاوية الضَّرير، وطبقتهما.

وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن عَلِيّ المذكّر شيخ الحاكم.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين، أظنّ بَنْيسابور.

399-

محمد بْن الأزهر:

أبو عبد الله الفقيه4. من عُلماء الحنفيّة.

قِيلَ: إنّه مات فِي صَفَر سنة إحدى وخمسين بخراسان.

1 تاريخ بغداد "1/ 388".

2 الجرح والتعديل "7/ 187"، وتاريخ بغداد "1/ 389".

3 لم نقف عليه.

4 الفوائد البهية "160".

ص: 165

400-

محمد بْن إِسْحَاق الضّبيّ البغداديّ1:

أحد المتروكين.

يروي عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وأبي النَّضْر.

رَمَوْه بالكذِب.

روى عَنْهُ: ابن أَبِي دَاوُد، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وابن أبي حاتم ثم تركه.

401-

الإمام البخاري2:

محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن المغيرة بن بردزبه -ت. ن- الإمام العلم أبو عبد الله الجعفي، مولَاهُمُ الْبُخَارِيّ، صاحب "الصّحيح" والتّصانيف.

وُلِد فِي شوّال سنة أربعٍ وتسعين ومائة.

وأوَّل سماعة سنة خمسٍ ومائتين.

وحفظ تصانيف ابن المبارك، وحُبّبَ إِلَيْهِ العلم مِنَ الصِّغَر. وأَعَانُه عَلَيْهِ ذكاؤه المُفْرط.

ونشأ يتيمًا، وكان أَبُوهُ مِنَ العلماء الورِعين.

قَالَ أبو عبد الله الْبُخَارِيّ: سَمِعَ أَبِي من مالك بْن أنس ورأى حمّاد بْن زيد، وصافح ابن المبارك.

قلت: وحدَّث عَنْ أَبِي معاوية، وجماعة.

روى عَنْه: أحمد بن حفص، و"الحسن" بْن الْحُسَيْن.

قَالَ أَحْمَد بْن حفص: دخلت عَلى أَبِي الْحَسَن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عند موته فقال: لَا أعلم فِي جميع مالي دِرْهمًا من شُبْهة.

قَالَ أَحْمَد: فتصاغَرَت إليَّ نفسي عند ذلك3.

1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 196"، والميزان "3/ 477".

2 تاريخ بغداد "2/ 4-36"، السير "10/ 273".

3 تهذيب الكمال "3/ 170".

ص: 166

قلت: وَرَبَّتْ أَبَا عَبْد اللَّه أمُّه. ورحل سنة عشرة ومائتين بعد أن سَمِعَ الكثير ببلده مِن سادةِ وقتهِ: محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، ومحمد بْن يوسف البِيكَنْديّ، وعَبْد اللَّه بْن محمد المُسْنِديّ، ومحمد بْن غُرِير، وهارون بْن الأشعث، وطائفة.

وسمع ببلْخ من: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، ويحيى بْن بِشْر الزّاهد، وقُتَيْبة، وجماعة.

وكان مكّيّ أحد مَن حدثه عَنْ ثقات التّابعين.

وسمع بِمَرْوَ من: عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شقيق، وعَبْدان، ومُعَاذ بْن أسد، وصَدَقَة بْن الفضل، وجماعة.

وسمع بَنْيسابور من: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم، وإسحاق، وعدّة.

وبالرِّيّ من: إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى الحافظ، وغيره.

وببغداد من: محمد بْن عيسى الطّبّاع، وسُرَيْج بْن النُّعْمان، وعفّان، ومعاوية بْن عَمْرو الْأَزْدِيّ، وطائفة.

وقال: دخلتُ عَلى مُعَلَّى بْن منصور ببغداد سنة عشر.

وسمع بالبصْرة من: أَبِي عاصم النَّبيل، وبدل بْن المحبّر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعُمَرو بْن عاصم الكِلَابيّ، وعَبْد اللَّه بْن رجاء الغُدّانيّ، وطبقتهم.

وبالكوفة من: عبيد اللَّه بْن موسي، وأبي نُعَيْم، وطَلْق بْن غنّام، والحسن بْن عطّية وهما أقدم شيوخه موتًا؛ وخلَاد بْن يحيى، وخالد بْن مَخْلَد، وفروة بْن أَبِي المغراء، وقُبَيْصَة، وطبقتهم.

وبمكّة من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، والحُمَيْديّ، وأحمد بْن محمد الأزْرقيّ، وجماعة.

وبالمدينة من: عَبْد العزيز الْأوَيْسيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأبي ثابت محمد بْن عُبَيْد اللَّه، وطائفة.

وبواسط من: عَمْرو بْن عَوْن، وغيره.

وبمصر من: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح الكاتب، وسعيد بْن تليد،

ص: 167

وعَمْرو بْن الرّبيع بْن طارق، وطبقتهم، وبدمشق من أَبِي مُسْهِر شيئًا يسيرًا؛ ومن أَبِي النَّضْر الفراديسيّ، وجماعة.

وبَقْيسارية من: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.

وبعسقلَان: من آدم بْن أَبِي إياس.

وبحمص من: أَبِي المغيرة، وأبي اليَمَان، وعلي بْن عَيَّاش، وأحمد بْن خَالِد الوهَبيّ، ويحيى الوُحاظيّ.

وذُكِر أنّه سَمِعَ من ألف نفس. وقد خرّج عنهم مشيخة وحدث بها، لم نرها.

وحدَّث بالحجاز، والعراق، وخراسان، وما وراء النهر. وكتبوا عَنْهُ وما فِي وجهه شَعْرة.

روى عَنْهُ: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم قديمًا.

وروى عَنْهُ من أصحاب الكُتُب: ت. ن. عَلِيّ نزاعٍ فِي ن. والأصح: أنّه لم يروِ عَنْهُ شيئًا.

وروى عَنْهُ مُسلْمِ فِي غير "الصحيح"، ومحمد بْن نصر المَرْوزِيّ الفقيه، وصالح بن محمد جَزَرَة الحافظ، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، ومُطَيَّن، وأَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وأبو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وأَبُو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، ويحيى بْن محمد بْن صاعد، وإِبْرَاهِيم بْن معقل النَّسَفيّ، ومَهيب بْن سُلَيْم، وسهل بْن شاذُوَيْه، ومحمد بْن يوسف الفِرَبْرِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن دَلُّويه، وعبد اللَّه بْن محمد الأشقر، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، والْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأبو علي الحسن بن محمد الدّاركيّ، وأحمد بْن حمدون الأعمش، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمود بْن عَنْبر النَّسَفيّ، ومُطَيَّن، وجعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن الْجَرَوِيّ، وأبو حامد بن الشرقي، وأخوه أَبُو محمد عَبْد اللَّه، ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وخلْق1.

وآخر من روى عنه "الجامع الصحيح": منصور بن محمد البزدوي المتوفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

1 السير "10/ 275، 276".

ص: 168

وآخر من زعم أنّه سَمِعَ مِنَ الْبُخَارِيّ موتًا: أَبُو ظهير عَبْد اللَّه بْن فارس البلخي المتوفى سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

وآخر من رُوِيَ حديثه عاليًا: خطيب المَوْصِل فِي الدّعاء للمَحَامِليّ؛ بينه وبينه ثلَاثة رجال.

وأمّا جامعه الصحيح فأجل كُتب الْإِسلَام وأفضلها بعد كتاب اللَّه تعالي.

وهو أعلى شيء فِي وقتنا إسنادًا للنّاس. ومن ثلَاثين سنة يفرحون بعُلُوّ سماعه، فكيف اليوم؟ فلو رحل الشخص لسماعه من مسيرة ألف فَرْسخ لَمَا ضاعت رحلتهُ. وأنا أدري أنّ طائفة مِنَ الكبار يستقلّون عقلي فِي هذا القول، ولكن:

ما يعرف الشَّوقّ إلَا مَن يُكابده

وَلَا الصَّبَابَة إلَا مَن يُعَانيها

ومَن جهِلَ شيئًا عاداه، ولا قوَّة إلَا بالله.

فصل:

نقل ابنُ عديّ وغيره أنّ مُغيرة بْن بَرْدِزْبَه المجوسيّ جدَّ الْبُخَارِيّ أسلم عَلِيّ يد والي بُخاري يَمَان الْجُعْفيّ جدَّ المحدَّث عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعْفَر بْن يَمَان الْجُعْفيّ المُسْنِديّ. فولَاؤه للجُعْفَيين بهذا الاعتبار.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: أخرج أبو عبد الله ولدَه بخطّ أبيه بعد صلاة الجمعة لثلاث عشر مَضَتْ من شوّال سنة أربعٍ وتسعين ومائة.

وقال ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن البزّاز يَقُولُ: رأيتُ الْبُخَارِيّ شيخًا نحيفًا، لَيْسَ بالطويل ولا بالقصير1. عاش اثنتين وستين إلَا ثلَاثة عشر يومًا.

وقال أَحْمَد بْن الفضل البلْخيّ: ذَهَبَت عينا محمد فِي صِغْرِه، فرأت أمُّه إِبْرَاهِيم عليه السلام، فقال: يا هذه قد ردّ اللَّه عَلِيّ ابنك بصرة بكثرة بُكائك أو دعائك.

فأصبح وقد ردّ اللَّه عَلَيْهِ بصره2.

وعن جبريل بْن ميكائيل: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: لمّا بلغت خراسان أُصِبتُ

1 وفيات الأعيان "4/ 190".

2 السير "10/ 274".

ص: 169

ببصري، فعلّمني رَجُل أن أحلق رأسي وأغلّفه بالخطميّ، ففعلت، فردّ اللَّه عَلِيّ بصَرِيّ. رواها غُنْجَار فِي تاريخه.

وقال أَبُو جعْفَر محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: قلت للبخاريّ: كيف كَانَ بدوّ أمرِك؟ قَالَ: ألْهِمْتُ حِفْظَ الحديث فِي المكتب ولي عشر سنين أو أقلّ. وخرجت مِنَ الكُتّاب بعد العَشْر، فجعلت أختلف إلى الداخليّ وغيره، فقال يومًا فيما يقرأ عَلى الناس: سُفْيَان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ إِبْرَاهِيم. فقلت لَهُ: إنّ أبا الزُّبَيْر لم يَرْوِ عَنْ إِبْرَاهِيم. فانتهرني، فقلت لَهُ: ارجع إلى الأصل.

فدخل ثمّ خرج فقال لي: كيف هُوَ يا غلَام؟ قلت: هو الزُّبَيْر بْن عديّ، عَنْ إِبْرَاهِيم.

فأخذ القلم منّي وأصلحّه، وقال: صدقت.

فقال للبخاريّ بعض أصحابه: ابن كم كنت؟ قال: ابن إحدى عشر سنة. فلمّا طعنتُ فِي ستٍّ عشرة سنة حفظت كُتُب ابن المبارك، ووَكِيع، وعرفت كلَام هؤلاء. ثم خرجت مع أبي وأخي أَحْمَد إلى مكّة. فلمّا حَجَجْتُ رجع أخي بها وتخلّفتُ فِي طلب الحديث.

فلمّا طعنت في ثمان عشرة جعلتُ أُصنِّف قضايا الصَّحابة والتّابعين وأقاويلهم، وذلك أيّام عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى. وصّنّفتُ كتاب "التّاريخ" إذ ذاك عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الليلي المُقْمرة. وقلِّ اسم فِي "التّاريخ" إلَا وله عندي قصّة. إلَا أنيّ كرهتُ تطويل الكتاب1.

وقال عَمْرو بْن حفص الأشقر: كنّا مَعَ الْبُخَارِيّ بالبصرة نكتب الحديث، ففقدناه أيّامًا، ثمّ وجدناه في بيت وهو عريان وقد نفذ ما عنده. فجمعنا لَهُ الدّراهم وكَسَوْناه2.

وقال عَبْد الرَّحْمَن "بْن محمد الْبُخَارِيّ": سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: لقيت أكثر من ألف رجلٍ، أهل الحجاز، والعراق، والشّام، ومصر، وخُراسان، إلى

1 تاريخ بغداد "2/ 7".

2 تاريخ بغداد "2/ 13".

ص: 170

أن قَالَ: فما رأيْتُ واحدًا منهم يختلف فِي هذه الأشياء: إنّ الدّين قولٌ وعمل، وأنّ القرآن كلَام اللَّه1.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سمعته يَقُولُ: دخلتٌ أصبهان مرّات، كل ذَلِكَ أجالس أَحْمَد بْن حنبل، فقال لي آخر ما ودّعته: يا أَبَا عَبْد اللَّه تترك العِلم والنّاس وتصير إلى خُراسان؟! فأنا الآن أذكر قول أَحْمَد.

وقال أَبُو بَكْر الْأعْيَن: كتبت عَنِ الْبُخَارِيّ عَلَى باب محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ وما فِي وجهه شَعْرة.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم ورّاق الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ حاشد بْن إِسْمَاعِيل وآخر يقولَان: كَانَ الْبُخَارِيّ يختلف معنا إلى السَّماع وهو غلَام، فلَا يكتب، حتّى أتى عَلَى ذَلِكَ أيّام. فكنّا نقول لَهُ، فقال: إنّكما قد أكثرتما عليّ، فاعرضا عَلِيّ ما كتبتما.

فأخرجنا إِلَيْهِ ما كَانَ عندنا، فزاد عَلَى خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلّها عَنْ ظهر قلب حتى جعلنا نُحكِم كُتُبَنا من حِفْظِه.

ثمّ قَالَ: أترون أنيّ أختلف هدْرًا وأضيّع أيّامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.

قالا: فكان أهل المعرفة يَعْدُونَ خلفه فِي طلب الحديث وهو شابّ حتى يغلبوه عَلِيّ نفسِه ويجلسوه فِي بعض الطّريق، فيجتمع عَلَيْهِ أُلُوف أكثرهم ممن يكتب عنه، وكان شاب لم يخرج وجهه.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: وسَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال لي: لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث.

قَالَ: فخرجت فِي طلبه وتلقَّيته، فقلتُ: أنتَ الَّذِي تَقُولُ: أَنَا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم. ولست أروي حديثًا من حديث الصّحابة أو التّابعين إلَا ولي فِي ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب اللَّه وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ2.

قَالَ غُنْجار: ثنا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ، ثنا محمد بْن يعقوب بْن يوسف البِيكَنْديّ: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عاصم البيكندي يقول: قدم علينا

1 السير "12/ 407، 408".

2 تاريخ بغداد "2/ 24، 25".

ص: 171

محمد بْن إِسْمَاعِيل، فاجتمعنا عنده ليلةً، فقال بعضنا: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه يَقُولُ: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي.

فقال محمد: أوتعجب من هذا؟ لعلّ فِي هذا الزمان مَن ينظر إلى مائتي ألف حديث من كتابه.

قَالَ: وإنّما عَنى بِهِ نفسه1.

وقال ابن عدي: حدثني أحمد بن محمد القُومِسيّ: سَمِعْتُ محمد بْن خَمْرَوَيْه يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.

وقال إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة: ما رَأَيْت تحت أديم السّماء أعلم بالحديث من محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ.

وقال ابن عديّ: سمعت عدة مشايخ يحكمون أنّ الْبُخَارِيّ قدِم بغداد فاجتمع أصحاب الحديث، وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا مُتُونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كلّ واحدٍ عشرة أحاديث ليُلْقوها عَلِيّ الْبُخَارِيّ فِي المجلس. فاجتمع النّاس، وانتدبَ أحدهم فقال، وسأله عَنْ حديث من تِلْكَ العشرة، فقال: لَا أعرفه. فسأله عَنْ آخر، فقال: لَا أعرفه. حتى فرغ العشرة. فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فَهْم. ومَن كَانَ لَا يدري قضى عَلَيْهِ بالعجز.

ثمّ انتدبَ آخر ففعل كفِعْل الأوّل، والْبُخَارِيّ يَقُولُ لَا أعرفه. إلى أن فرغ العشرة أنفُس، وهو لَا يزيدهم عَلَى: لَا أعرفه.

فلمّا علم أنّهم قد فرغوا، التفتَ إلى الأوّل فقال: أمّا حديثك الأوّل فإسناده كذا وكذا، والثّاني كذا وكذا، والثّالث

إلى آخر العشرة. فردّ كلَّ مَتْن إلى إسناده، وفعل بالثّاني مثل ذلك إلى أن فرغ، فأقرَّ لَهُ الناس بالحفظ.

وقال يوسف بن موسى المروروزي: كُنْتُ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ الْعِلْمِ، لَقَدْ قَدِمَ محمد بْنُ إسماعيل البخاري.

1 تاريخ بغداد "2/ 25".

ص: 172

فَقَامُوا فِي طَلَبِهِ، وَكُنْتُ فِيهِمْ، فَرَأَيْتُ رَجُلا شابًا يصلي خلف الأصطوانة، فَلَمَّا فَرَغَ أَحْدَقُوا بِهِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْقِدَ لَهُمْ مَجْلِسَ الْإِمْلَاءِ، فَأَجَابَهُمْ.

فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعَ كَذَا كَذَا أَلْفٍ، فَجَلَسَ لِلإِمْلاءِ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ أَنَا شَابُّ، وَقَدْ سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بِأَحَادِيثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِكُمْ تَسْتَفِيدُونَ الْكُلَّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَة بْنِ أبي رواد بلديكم، ثنا أبي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أنَسٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ:"يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ"1. الْحَدِيثَ. ثُمَّ قَالَ: هَذَا "لَيْسَ" عِنْدَكُمْ، إِنَّمَا عِنْدَكُمْ عَنْ غَيْرِ مَنْصُورٍ. وَأَمْلَى مَجْلِسًا عَلَى هَذَا النَّسَقِ2.

قَالَ يوسف: وكان دخولي البصرة أيّام محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب.

وقال محمد بْن حمدون بْن رُسْتُم: سَمِعْتُ مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث فِي عِلَله.

وقال التِّرْمِذيّ: لم أرَ أحدًا بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد الفارسيّ: سَمِعْتُ أَبَا حاتم يَقُولُ سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم مَن دخل العراق، ومحمد بْن يحيى أعلم مَن بخُراسان اليوم، ومحمد بْن أسلم أورعهم، وعبد اللَّه الدّارِميّ أثبتهم.

وعن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: انتهى الحِفْظ إلى أربعه من أهل خُراسان: أَبُو زُرْعَة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل، والدّارِميّ، والْحَسَن بْن شُجاع البلْخيّ.

وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم: كانَ الْبُخَارِيّ أحد الأئمّة فِي معرفة الحديث وجَمْعه. ولو قلت إنيّ لم أر تصنيفَ أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجون أن أكون صادقًا.

قرأتُ عَلَى عُمَر بْن القَوّاس: أخبركم أَبُو القاسم بْن الحّرَسْتانيّ حُضُورًا، أَنَا جَمَالُ الْإِسلَام، أَنَا ابن طلَاب، أَنَا ابن جُمَيْع: حدثني أَحْمَد بْن محمد بْن آدم:

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "6171"، ومسلم "2639"، وأبو داود "5127"، والترمذي "2392"، ويروى عن عدة من الصحابة.

2 تاريخ بغداد "2/ 16"، السير "10/ 284".

ص: 173

حدثني محمد بْن يوسف الْبُخَارِيّ قَالَ: كنتُ عند محمد بْن إِسْمَاعِيل بمنزله ذات ليلة، فأحصيت عَلَيْهِ أنّه قام وأسرجَ يستذكر أشياء يُعلّقها فِي لَيْلَةٍ ثمان عشرة مرّة1.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم الورّاق: كَانَ أبو عبد الله إذا كنتُ معه فِي سفر يجمعنا بيتٌ واحدٌ إلَا فِي القَيْظ أحيانًا. فكنت أراه يقوم فِي لَيْلَةٍ واحدةٍ خمس عشرة مرّة إلى عشرين مرّة، فِي كلّ ذَلِكَ يأخذ القُدّاحة فيُوري نارًا ويُسرج، ثمّ يُخرج أحاديث فيُعلِّم عليها، ثمّ يضع رأسه. وكان يُصلّي وقت السَّحَر ثلَاث عشرة ركعة. وكان لَا يوقظني فِي كلّ ما يقوم، فقلتُ لَهُ: إنّك تحمل عَلى نفسك فِي كلّ هذا ولا تُوقظني! قَالَ: أنتَ شابّ ولا أحب أن أفسد عليك نومك.

وقال الفربري: قال لي محمد بن إسماعيل، ما وضعتُ فِي" الصّحيح: حديثًا إلَا اغتسلت قبل ذَلِكَ وصلّيْت رَكْعَتين. يعني ما جلست لأضع فِي تصنيفه شيئًا إلَا وفعلت ذَلِكَ، لَا إنّه يفعل ذلك لكّل حديث2.

وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: كنتُ عند إِسْحَاق بن" راهويه"، فقال الرجل: لو جمعتم كتابًا مختصرًا للسُّنن.

فوقَعَ ذَلِكَ فِي قلبي، فأخذت فِي جمع هذا الكتاب.

وعَنِ الْبُخَارِيّ قَالَ: أخرجتُ هذا الكتاب من نحو ستّمائة ألف حديث، وصنَّفته ستٍّ عشرة سنة. وجعلته حُجّةً فيما بيني وبين اللَّه. رُوِيَتْ من وجهين ثابتين، عَنْهُ.

وقال إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِلٍ: سمعته يَقُولُ: ما أدخلت فِي "الجامع" إلَا ما صحّ، وتركت مِنَ الصّحاح لأجل الطُّولِ، وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قلت لأبي عَبْد اللَّه: تحفظ جميع ما فِي المصنَّف؟ قَالَ: لَا يُخفي علي جميع ما فيه، ولو نشر بعض أساتذي هؤلَاء لم يفهموا كتاب التّاريخ ولا عرفوه.

ثم قال: صنفته ثلاث مرات.

وقد أخذه ابن راهَوَيْه فادخله عَلَى عَبْد اللَّه بْن طاهر فقال: أيُّها الأمير ألَا أريك سِحْرًا. فنظرّ فِيهِ عَبْد اللَّه، فتعجَّب منه وقال: لست أفهم تصنيفه3.

1 تاريخ بغداد "2/ 14".

2 تاريخ بغداد "2/ 9".

3 السابق "2/ 7"، السير "12/ 403".

ص: 174

وقال الفِرَبْريّ: حدَّثني نَجْم بْن الفضل، وكان من أهل الفَهم، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النوم خرج من قريَة ومحمد بْن إِسْمَاعِيل خلفَه، فإذا خطا خطوة يخطو محمد ويضع قدَمه عَلَى قدمِه ويتبع أثره.

وقال خَلَف الخيّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو بْن نصر الخفاف يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أعلم فِي الحديث من أَحْمَد وإِسْحَاق بعشرين درجة، ومَن قَالَ فِيهِ شيء فمِنّي عَلَيْهِ ألف لعنة. ولو دخل من هذا الباب لملئت منه رعبًا.

وقال أبو عيسى التِّرْمِذيّ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل عند عَبْد اللَّه بْن منير، فلمّا قام من عنده قَالَ لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّه جعلك اللَّه زَيْن هذه الأمّة.

قَالَ أَبُو عيسى: استُجِيبَ لَهُ فِيهِ.

وقال جعْفَر بْن محمد المُسْتغفريّ فِي" تاريخ نَسْف"، وذكر الْبُخَارِيّ: لو جاز لي لفضلته عَلِيّ مَن لقي مِن مشايخه، ولقلتُ: ما رَأَى بعينه مثل نفسه. دخل نَسْف سنة ستٍّ وخمسين وحدَّث بها بجامعة الصّحيح، وخرج إلى سَمَرْقند لعَشرٍ بقين من رمضان، ومات بقرية خَرْتَنْك ليلة الفِطْر.

وقال الحاكم: أوّل ما ورد الْبُخَارِيّ نَيْسابور سنة تسعٍ ومائتين، ووردها فِي الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سِنين يُحدَّثَ عَلَى الدّوام.

قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: بلغني أنّ أَبَا عَبْد اللَّه شربَ البلَاذُرَ للحِفْظ، فقلت لَهُ: هَلْ من دواء يشربه الرجل للحِفْظ؟ فقال: لَا أعلم. ثمّ أقبل علي وقال: لا أعلم شيئًا أنفع لحفظ من نَهْمة الرجل ومداومة النَّظر. وذلك أني كنت بَنْيسابور مقيمًا، فكان يرد إلي من بخارى كُتُب، وكَنّ قرابات لي يُقْرئْن سلَامهنّ في الكتب، فكنت أكتب إلى بخارى، وأردتُ أنْ أقْرِئهن سلَامي، فذهبَ عَلِيّ أساميهنّ حين كتبتُ كتابي، ولم أُقْرِئهنّ سلَامي.

وما أقل ما يذهب عني في العِلْم، يعني ما أقلّ ما يذهب عَنْهُ مِنَ العلم لمداومة النَّظر والَاشتغال، وهذه قراباته قد نسي أسماءهنّ. وغالب النّاس بخلَاف ذَلِكَ؛ فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلَا اليسير مِن العلم.

قَالَ محمد بْن أبي حاتم: وسمعته يقول: لم يكن كتابي للحديث كما يكتب

ص: 175

هؤلَاء. كنتُ إذا كتبتُ عَنْ رَجُل سألته عَنِ اسْمه وكنيته ونَسَبة وعلّة الحديث إن كَانَ فَهِمًا، فإن لم يكن فهْمًا سَأَلْتُهُ أنْ يخرج إلي أصله ونُسخته. فأمّا الآخرون فإنهم لَا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.

وسَمِعْتُ الْعَبَّاس الدُّوريّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا يُحسن طلب الحديث مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل. كَانَ لَا يَدَع أصلَا أو فرعًا إلَا قَلَعَه.

ثمّ قَالَ لنا عَبَّاس: لَا تَدَعوا شيئًا من كلَامه إلَا كتبتموه.

سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الخّواص مستملي صَدَقَة يَقُولُ: رأيت أَبَا زُرْعَة كالصّبيّ جالسًا بين يدي محمد بْن إِسْمَاعِيل يسأله عَنْ عِلَل الحديث.

فصل فِي ذكائه وسعة علمه:

قَالَ جعْفَر بْن محمد القطان إمام كرمينية فيما رَوَاهُ عَنْهُ مهيب بْن سُلَيْم أنّه سَمِعَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: كتبتُ عَنْ ألف شيخ أو أكثر، عَنْ كلّ واحدٍ منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلَا أذكر إسناده1.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: قرأ علينا أبو عبد الله كتاب الهِبَة فقال: لَيْسَ فِي هِبَة وكيع إلَا حديثان مُسْنَدان أو ثلَاثة، وفي كتاب عَبْد اللَّه بْن المبارك خمسة أو نحوها، وفي كتابي هذا خمسمائة حديث أو أكثر.

وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما قدِمتُ عَلَى أحدٍ إلَا كَانَ انتفاعه بي أكثر مِنَ انتفاعي بِهِ.

قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ سُلَيْم بْن مجاهد يقولَ: سَمِعْتُ أَبَا الأزهر يَقُولُ: كَانَ بسمرقند أربعمائة مما يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيّام وأحبّوا مغالطة محمد بْن إِسْمَاعِيل، فأدخلوا إسناد الشّام فِي إسناد العراق، وإسناد اليمن فِي إسناد الحَرَمَيْن، فما تعلقوا منه بسقْطة لَا فِي الإسناد ولا فِي المَتْن2.

وقد ذكرت حكاية البغداديين في مثل هذا.

1 السير "12/ 406".

2 السير "12/ 406".

ص: 176

وقال الفِرَبْريّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما استصغرتُ نفسي عِنْدَ أحدٍ إلَا عند عَلِيّ بْن المديني، ورُبما كنت أغْرب عَلَيْهِ.

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: " ما نمت البارحة حتّى عددت" كم أدخلتُ فِي مصنفاتي مِنَ الحديث، فإذا نحو مائتي ألف حديث مُسْنَدة.

وسمعته يَقُولُ: ما كتبتُ حكايةً قط كنت أتحفّظها. وسمعته يَقُولُ: لَا أعلم شيئًا يُحتاج إِلَيْهِ إلَا وهو فِي الكتاب والسنة.

فقلت لَهُ: يمكن معرفة ذَلِكَ كلّه؟ قَالَ: نعم.

وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ الْفِرْيَابِيِّ فَقَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَنَسٍ" أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ واحد"1.

فلم يعرف أحد في المجالس أَبَا عُرْوَة، ولا أَبَا الْخَطَّاب.

قَالَ: أمّا أَبُو عُرْوَة فمَعْمَر، وأبو الخطّاب قَتَادة.

قَالَ: وكان الثَّوْريّ فَعُولا، لهذا يُكنيّ المشهورين.

قَالَ محمد بْن أَبِي حاتم: قدِم رجاء الحافظ فقال لأبي عَبْد الله: ما أعددتَ لقُدوميّ حيث بلغك، وفي أيّ شيء نظرت؟ قَالَ: ما أحدثتُ نظرًا ولم أستعدّ لذلك، فإنّ أحببت أن تسألني عَنْ شيء فافعل.

فجعل يناظره فِي أشياء فبقي رجاء لَا يدري، ثمّ قَالَ لَهُ أبو عبد الله: هَلْ لك فِي الزّيادة؟

فقال استحياءً وخَجَلَا منه: نعم.

قَالَ: سَلْ إنْ شئت.

فأخذ فِي أسامي أيّوب، فعدّ نحوًا من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظنّ رجاء أنْ قد صنع شيئًا فقال: يا أَبَا عَبْد اللَّه فاتك خير كثير.

فزيف عبد الله في أولئك سبع، وأغرب عَلَيْهِ نحو أكثر من ستين رجلَا.

1حديث صحيح: أخرجه البخاري "9/ 98"، ومسلم "309"، وأحمد "6/ 8، 9"، وأبو داود "218"، والترمذي "140"، والنسائي "1/ 143"، وابن ماجه "588".

ص: 177

ثمّ قَالَ لَهُ رجاء: كم رويت فِي العمامة السوداء؟ قال: هات كم رويت أنت؟ قَالَ الْبُخَارِيّ: نروي نحوًا من أربعين حديثًا.

فخجل رجاء ويَبس رِيُقه.

وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: دخلتُ بَلْخَ، فسألوني أن أُمْلِيَ عَلَيْهم لكلّ من كتبتُ عَنْهُ، فأمليت ألف حديث عَنْ ألف شيخ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَرَّاقُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أبو عبد الله: سُئِلَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَمَّنْ طَلَّقَ نَاسِيًا، فَسَكَتَ. فَقُلْتُ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ"1. وَإِنَّمَا يُرَادُ مُبَاشَرَةُ هَذِهِ الثَّلاثِ: الْعَمَلِ، وَالْقَلْبِ، أَوِ الْكَلامِ وَالْقَلْبِ، وَهَذَا لَمْ يَعْتَقِدْ بِقَلْبِهِ.

فقال إِسْحَاق: قوّيتني. وأفتى بِهِ.

قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: ما جلستُ للحديث حتّى عرفتُ الصَّحيح مِنَ السَقيم، وحتى نظرتُ فِي عامّة كُتُب الرأي، وحتّى دخلت البصرة خمس مرّات أو نحوها، فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلَا كتبته، إلَا ما لم يظهر لي.

وسَمِعْتُ بعض أصحابي يَقُولُ: كنت عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، فدخل محمد بْن إِسْمَاعِيل، فلمّا خرج قَالَ محمد بْن سلَام: كلّما دخل عَلَى هذا الصَّبيّ تحيرت والتبس علي أمر الحديث، ول أزال خائفًا منه ما لم يخرج2.

فصل فِي ثناء الأئمّة عَلى الْبُخَارِيّ:

قلت: فارقّ الْبُخَارِيّ بخاري وله خمس عشرة سنة، ولم يره محمد بْن سلَام بعد ذَلِكَ، فقال سُلَيْم بْن مجاهد: كنتُ عند محمد بْن سلَام البِيكَنْديّ فقال: لو جئت قبلُ لرأيت صبيًّا يحفظ سبعين ألف حديث.

فخرجت حتى لحِقْتُه فقلتُ: أنت تحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم وأكثر، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم

1 "حديث صحيح": أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "9/ 345"، وَمُسْلِمٌ "127"، وَأَبُو داود "2209"، وَالتِّرْمِذِيُّ "1183" وَالنَّسَائِيُّ "6/ 156، 157"، وابن ماجه "2540".

2 السير "10/ 289".

ص: 178

ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة والتّابعين إلَا ولي من ذَلِكَ أصلٌ أحفظه حِفْظًا عَنْ كتاب أو سنة1.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ يحيى بْن جعْفَر البِيكَنْديّ يَقُولُ: لو قدرتُ أن أزيد فِي عُمَر محمد بْن إِسْمَاعِيل من عمُري لَفَعَلْت؛ فإنّ موتي يكون موت رجلٍ واحد، وموته ذَهَاب العِلْم.

وسمعته يَقُولُ لمحمد بْن إِسْمَاعِيل: لولا أنت ما أستطبت العَيْش ببخارى2.

وسَمِعْتُ محمد بْن يوسف يَقُولُ: كنتُ عند أَبِي رجاء، يعني: قُتَيْبة، فسُئِل عَنْ طلَاق السَّكْران فقال: هذا أَحْمَد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، وابن راهَوَيْه قد ساقهُمُ اللَّه إليك. وأشار إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وكان مذهب محمد: أنّه إذا كَانَ مغلوبَ العقل لَا يذكر ما يُحدَّثَ فِي سُكْره أنّه لَا يجوز عَلَيْهِ مِن أمره شيء.

وسَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن سعَيِد يَقُولُ: لمّا مات أَحْمَد بْن حَرْب النَّيسابوري ركب محمد وإِسْحَاق يُشيّعان جنازته، فكنتُ أسمع أهلَ المعرفة بَنْيسابور ينظرون ويقولون: محمد أفْقهَ مِن إِسْحَاق.

سَمِعْتُ عُمَر بْن حفص الأشقر يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدان يَقُولُ: ما رأيت بعيني شابًا أبصر من هذا. وأشار بيده إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل.

سَمِعْتُ صالح بْن مِسْمار يَقُولُ: سَمِعْتُ نُعَيْم بْن حمّاد يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة.

وقال إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن عَبْد السّلَام يَقُولُ: ذكرنا قول الْبُخَارِيّ لعليّ بْن المدينيّ، يعني ما استصغرتُ نفسي إلَا بين يدي عَلِيّ بْن المَدِينيّ، فقال عَلِيّ: دَعُوا هذا فإنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل لم يَر مثل نفسه3.

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ذاكرني أصحاب عمرو بن

1 تاريخ بغداد "2/ 24، 25".

2 السير "10/ 289".

3 تاريخ بغداد "2/ 18".

ص: 179

عَلِيّ الفّلَاس بحديث، " فقلت: لَا أعرفه، فسُرّوا بذلك" وأخبروا عَمْروًا. فقال: حديث لَا يعرفه محمد بْن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بحديث.

قال: وسَمِعْتُ حاشد بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو مُصْعَب الزُّهْريّ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أَفُقه عندنا وأبصر من أَحْمَد بْن حنبل.

فقيل لَهُ: جاوزتَ الحَدّ.

فقال للرجل: لو أدركتَ مالكًا ونظرتَ إلى وجهه ووجه محمد بْن إِسْمَاعِيل لقلت كلَاهما واحدٌ فِي الفِقْه والحديثِ1.

وسمعت عَلِيّ بْن حُجْر يَقُولُ: أخرجت خُراسان ثلَاثَةً: أَبُو زُرْعَةَ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيلَ، وعبدَ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارِميّ. ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقهُهُم.

وقال أَحْمَد بْن الضَّوِّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر يقولَان: ما رأينا مثل محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وروي عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ما أخرجَتْ خُراسان مثل محمد بْن إسماعيل.

وقال حاشد بن إسماعيل: كنت في البصرة فقِدم محمد بْن إِسْمَاعِيل فقال بُنْدار: اليوم دخل سيّد الفقهاء.

وقال حاشد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد: سَمِعْتُ يعقوب الدَّوْرَقيّ يَقُولُ: محمد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمّة.

وجاء من غير وجٍه عَنْ عَبْد اللَّه الدّارِميّ قَالَ: محمد بْن إِسْمَاعِيل أبصرُ مني.

وقال حاشد بْن إِسْمَاعِيل الحافظ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: لم يجئنا من خُراسان مثل محمد بن إسماعيل.

1 تاريخ بغداد "2/ 28"، السير "10/ 291".

ص: 180

وقال محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة: ما رأيتُ تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأحفظ لَهُ من محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وقال مُسَبِّحُ بْن سعَيِد الْبُخَارِيّ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: قد رأيتُ العلماء بالحجاز والعِرَاقَين، فما رأيتُ فيهم أجمع من محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وقال محمد بْن حمدون الأعمشُ: سَمِعْتُ مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث فِي عِلَله.

وقال أَبُو عيسى التِّرْمِذيّ: لم أرَ بالعراق ولا بخُراسان فِي معنى العِلَل والتّاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وقال صالح بْن محمد جَزَرَة: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي لَهُ، ويجتمع فِي مجلسه أكثر من عشرين ألفًا.

وقال إِسْحَاق بْن زَبْرك: سَمِعْتُ أَبَا حاتم فِي سنة سبْعٍ وأربعين ومائتين يقول: يقدم عليكم رجلٌ من خُراسان لم يخرج منها أحفظ منه. ولا قدِم العراق أعلم منه. فقِدم علينا الْبُخَارِيّ.

وقال أَبُو بَكْر الخطيب: سُئل الْعَبَّاس بْن الفضل الرّازيّ الصائغ: أيُّهما أحفظ، أَبُو زُرْعَة أو الْبُخَارِيّ؟ فقال: لقيت الْبُخَارِيّ بين حُلْوان وبغداد، فرحلت معه مرحلةً وجَهدْت أن أجيء بحديث لَا يعرفه فما أمكنَ، وأنا أَغْرَب عَلَى أَبِي زُرْعَة عَدَدَ شَعْري.

وقال خَلَف الخَيَّام: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم بالحديث من إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأَحْمَد بْن حنبل وغيرهما بعشرين درجة. ومَن قَالَ فِيهِ شيئًا فمِنِي عَلَيْهِ ألف لعنة.

ثمّ قَالَ: ثنا محمد بْن إِسْمَاعِيل التّقّي النَّقيّ العالم الَّذِي لم أرَ مثله.

وقال عَبْد اللَّه بْن حمّاد الآمليّ: ودِدْت أنيّ شعَرَةٌ فِي صدر محمد بْن إِسْمَاعِيل.

وقال محمد بن يعقوب بْن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لمّا قدِم الْبُخَارِيّ نَيْسابور استقبله أربعة آلاف رَجُل عَلَى الخَيْل، سوى من ركب بَغْلا أو حمارًا، وسوى الرّجالة.

ص: 181

وقال أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي "الكُنَى": عَبْد اللَّه بْن الدَّيْلَميّ أَبُو بسر، وقال الْبُخَارِيّ ومسلم فِيهِ أَبُو بِشْر، بشين مُعْجَمَةٍ.

قَالَ الحاكم: وكلاهما أخطأ، في علمي إنما هو أبو بسر، وخليق أنْ يكون محمد بْن إِسْمَاعِيل مَعَ جلَالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقاه مسلم من كتابه تابَعَه عَلِيّ زَلّته. ومن تأمّل كتاب مسلم فِي الأسماء والكنى علم أَنّه منقول من كتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل حَذْو القذّة بالقذّة، حتى لَا يزيد عَلَيْهِ فِيهِ إلَا ما يَسْهُل عنده. وتجلّد فِي نقْله حق الجلَادة، إذ لم ينسبه إلى قائله.

وكتاب محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي التاريخ كتابٌ لم يُسْبَق إِلَيْهِ. منهم من نَسَبَه إلى نفسه مثل أَبِي زُرْعَة، وأبي حاتم، ومُسلْمِ. ومنهُمُ من حكاه عَنْهُ. فالله يرحمه، فإنّه الّذي أصّل الأصُول.

وذكر الحَكَم أَبُو أَحْمَد كلَامًا سوى هذا.

فصل فِي ديانته وصلَاحه:

قَالَ مسّبح بْن سعَيِد: كَانَ الْبُخَارِيّ يختم فِي رمضان كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.

وقال أبو بَكْر بْن منير: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ يَقُولُ: أرجو أن ألقى اللَّه ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا1.

قلت: يشهد لهذه المقالة كلَامَه، رحمه الله، فِي التّجريح والتَّضعيف، فإنه أبلغ منّا. يَقُولُ فِي الرجل المتروك أو السّاقط:"فِيهِ نَظَر" أو. "سكتوا عَنْهُ"، ولا يكاد يَقُولُ:"فُلَان كذاب"، ولا "فُلَان يضع الحديث". وهذا مِن شدّة ورَعِه.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: ما أغتبتُ أحدًا قطّ منذ علِمت أنّ الغيبة تضّر أهلَها.

قال: وكان أبو عبد الله يصلّي فِي وقت السَّحَر ثلَاث عشرة ركعة، وكان لَا يوقظني فِي كل ما يقوم، فقلت: أراك تحمل عَلَى نفسك فلو توقظني.

1 تاريخ بغداد "2/ 12"، السير "10/ 302".

ص: 182

قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك1.

وقال غُنْجار: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو أَحْمَد بْن محمد المقرئ: سَمِعْتُ بَكْر بن منير يَقُولُ: كَانَ محمد بْن إِسْمَاعِيل يصّلي ذات لَيْلَةٍ، فَلَسَعَه الزُّنْبُور سبْعٍ عشرة مرّة، فلمّا قضي الصّلَاة قَالَ: انظروا إيش آذاني.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دُعي محمد بْن إِسْمَاعِيل إلى بستان، فلمّا صلّى بهمُ الظُّهْر قام يتطوّع. فلمّا فرغ من صلَاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: أنظر هَلْ ترى تحت القميص شيئًا؟ فإذا زنبور قد أَبَرَهُ فِي ستة عشر أو سبعة عشر موضعًا، وقد تورَّم من ذَلِكَ عشرة، فقال لَهُ بعض القوم: كيف لم تخرج مِنَ الصّلَاة أوّل ما أَبَرك؟ قَالَ: كنت فِي سورة فأحببت أن أُتِمَّها2.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه استلقى عَلَى قفاه يومًا ونحن بِفرَبْر فِي تصنيف كتاب" التّفسير" وأتعب نفسه يومئذ، فقلت لَهُ: إنّي أراك تَقُولُ إني ما أتيت شيئًا بغير علم قطّ منذ عَقَلْت، فما الفائدة فِي الاستلقاء؟ قَالَ: أتعْبنا أنفُسنا اليوم، وهذا ثغر مِنَ الثغور، وخشيت أنْ يحدَّثَ حَدَثٌ من أمر العَدُوّ، وأحببت أن أستريح وآخُذ أهْبة، فإنْ غافَصَنا العدوّ كَانَ منّا حَرَاك.

وكان يركب إلى الرَّمي كثيرًا، فما أعْلُمني رَأَيْته فِي طُول ما صحِبْتُه أخطأ سُهمُه الهدفَ إلَا مرَّتين، فكان يصيب الهدف فِي كلّ ذَلِكَ. وكان لَا يُسبق.

وسمعته يَقُولُ: ما أكلت كُرّاتًا قطّ ولا القَنَابَرَى3.

قلت: ولِمَ ذاك؟ قَالَ: كرِهت أن أُؤذِي مَن معي مِن نَتَنِها.

قلت: فكذلك البصل النيء؟ قَالَ: نعم.

وسمعته يَقُولُ: ما أردت أن أتكلّم بكلَامٍ فِيهِ ذِكْر الدُّنيا إلَا بدأت بحمد اللَّه والثناء عَلَيْهِ4.

وقال لَهُ بعض أصحابه: يقولون إنّك تناولت فُلَانًا.

1 السير "10/ 303".

2 السابق.

3 القنابري: بقلة تؤكل مطبوخة.

4 السير "10/ 305، 306".

ص: 183

قَالَ: سبحان اللَّه، ما ذكرت أحدًا بسوء، إلَا أن أقول ساهيًا قَالَ: وكان لأبي عَبْد اللَّه غريم قطع عَلَيْهِ مالاُ كثيرًا. فبلغه أنه قدم آمل ونحن بِفَربْر، فقلنا لَهُ: ينبغي أن تعبر وتأخذه بمالِك.

فقال: لَيْسَ لنا أن نردعه.

ثمّ بلغ غريمه فخرج إلى خوارِزْم، فقلنا: ينبغي أن تَقُولُ لأبي سَلَمَةَ الكِسائيّ عامل آمُل ليكتب إلى خوارِزُم فِي أخْذه.

فقال: إنْ أخذت منهم كتابًا طمعوا فِي كتاب، ولست أبيع دِيني بدُنياي. فجهدْنا، فلم يأخُذْ حتّى كلّمنا السُّلطان عَنْ غير أمْرِه، فكتب إلى والي خوارِزْم. فلما بلغ أَبَا عَبْد اللَّه ذَلِكَ وَجَدَ وجْدًا شديدًا، وقال: لَا تكونوا أشفق عليَّ مِن نفسي. وكتبَ كتابًا وأردف تِلْكَ الكُتُب بكُتُب. وكتب إلى بعض أصحابه بخوارزم أن لا يتعرض لغريمه، وقصدنا غريمه وقصدنا ناحية مَرْو، فاجتمع التّجّار، وأُخبِر السّلطان، فأراد التّشديد عَلَى الغريم، فكره ذَلِكَ أبو عبد الله فصالح غريمه عَلَى أنْ يعطيه كلّ سنة عشرة دراهم شيئًا يسيرًا. وكان المال خمسة وعشرين ألفًا. ولم يصل من ذَلِكَ إلى درهم، ولا إلى أكثر منه1.

وسمعت أَبَا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما توليت شراء شيء قطّ ولا بَيْعه.

قلت: فمن يتولى أمركفي أسفارك؟ قَالَ: كنتُ أُكْفَى ذَلِكَ.

وقال لي يومًا بِفَربْر: بلغني أنّ نَخّاسًا قدِم بجواري، فتصير معي؟ قلت: نعم.

فصرنا إِلَيْهِ، فأخرج جواري حِسَانًا صِباحًا، ثمّ أخرج من خلَالهنّ جارية خَزَريّة دميمة، فمس ذقنها وقال: اشتر لنا هذه.

فقلت: هذه دميمة قبيحة لَا تصلُح. واللَاتي نظرنا إليهنّ يمكن شراءهنّ بثمن هذه.

فقال: اشترها، فإنيّ مسست ذَقْنها، ولا أحبّ أن أمسّ جاريةً ثمّ لَا أشتريها. فاشتراها بغلاء خمسمائة دِرهَم عَلَى ما قَالَ أهل المعرفة، ثم لم تزل عنده حتّى أخرجها مَعَه إلى نيسابور.

1 السير "10/ 306".

ص: 184

وروي بَكْر بْن منير، وابن أَبِي حاتم، واللفظ لبكر، قَالَ: حُمِل إلى الْبُخَارِيّ بضاعة أنفذها إِلَيْهِ ابنه أَحْمَد. فاجتمع بِهِ بعض التّجّار وطلبوها بربح خمسة آلاف دِرْهم.

فقال: انصرفوا اللّيلة.

فجاءه مِنَ الغد تجّار آخرون فطلبوها منه بربح عشرة آلاف درهم، فقال: أنّي نَوَيْت البارحةَ بَيْعَها للّذين أتوا البارحة.

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: ما ينبغي للمسلم أنْ يكون بحالةٍ إذا دعا لم يُستَجَبْ لَهُ.

فقالت لَهُ امْرَأَة أخيه بحضرتي: فهل تبيَّنت ذَلِكَ أيّها الشّيخ من نفسك أو جرّبت؟ قَالَ: نعم دعوت ربّي عز وجل مرَّتين، فاستجاب لي، فلن أدعو بعد ذَلِكَ، فلعلّه يُنْقِص من حسناتي أو يعجّل لي فِي الدُّنيا.

ثمّ قَالَ: ما حاجة المسلم إلى البُخْل والكذِب؟ وسمعته يَقُولُ: خرجت إلى آدم بْن أَبِي إياس، فتخلَّفت عنّي نفقتي حتّى جعلتُ أتناول الحشيش ولا أُخبر بذلك أحدًا. فلمّا كَانَ اليوم الثالث أتاني آتٍ لم أعرفه، فناولني صُرّة دنانير، وقال: أنفق عَلَى نفسك1.

وسمعت سُلَيْم بْن مجاهد يَقُولُ: ما رأيتُ بعيني منذ ستين سنة أَفْقَه ولا أروع ولا أزهَد فِي الدُّنيا من محمد بْن إِسْمَاعِيل، رحمه الله.

فصل فِي صفته وكرمه:

قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ الْحَسَن بْن الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل شيخًا نحيف الجسم لَيْسَ بالطّويل ولا بالقصير.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: دخل أبو عبد الله الحمّام بِفَربْر، وكنتُ أَنَا فِي مَسْلَخ الحمام أعاهد ثيابه. فلمّا خرج ناولْتُهُ ثيابه فلبسها، ثمّ ناولته الْخُفَّ، فقال: مسستَ شيئًا فِيهِ شَعْر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. فقلت: فِي أيّ موضع هُوَ مِنَ الْخُفَّ؟ فلم يخبرني، فتوهّمت أنّه فِي ساقه بين الظِّهارة والبِطانة2.

1 السير "10/ 308".

2 السير "10/ 308، 309".

ص: 185

وكانت لأبي عَبْد اللَّه قطعة أرض يُكْريها كل سنة بسبعمائة درهم. وكان ذَلِكَ المكتري ربّما حَمَلَ منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين، لأنّه كَانَ مُعْجَبًا بالِقثّاء النَّضِيج، وكان يؤثِرهُ عَلَى البّطيخ أحيانًا؛ فكان يَهَب للرجل مائة دِرْهمٍ كل سنة لحمْله القِثّاء إِلَيْهِ أحيانًا1.

وسمعته يقول: كنت أستغل كل شهر خمسمائة دِرهم، فأنفقت كلّ ذَلِكَ فِي طلب العلم.

فقلت: كم بين مثل مَن ينفق عَلَى هذا الوجه، وبين مَن كَانَ خِلْوًا مِنَ المال، فجمع وكسب العلم؟

وكنّا بِفَربْر، وكان أبو عبد الله يبني رَباطًا ممّا يلي بُخَاري. فاجتمع بَشَرٌ كثير يُعينُونه عَلَى ذَلِكَ. وكان ينقل اللَّبنَ، فكنت أقول: إنّك تُكْفى. فيقول: هذا الَّذِي ينفعنا.

ثمّ أخذنا ننقل الزَّنْبرات معه، وكان ذبح لهم بقرة، فلما أدرك القُدُور دعا النّاس إلى الطّعام، وكان بها مائة نفْس أو أكثر، ولم يكن علِم أنّه اجتمع ما اجتمع. وكنّا أخرجنا معه من فِرَبْر خُبزًا بثلَاثة دراهم أو أقلّ، فألقينا بين أيديهم، فأكل جميعُ مَن حضَر، وفضلت أرغِفة صالحة.

وكان الخُبز إذ ذاك خمسة أَمْنَاء2 بدِرهم3.

وقال لي مرةً: أحتاج فِي السنة إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف درهم. وكان يتصدَّق بالكثير.

يناول الفقير من أصحاب الحديث ما بين العشرين إلى الثّلَاثين، وأقلّ وأكثر من غير أنْ يشعر بذلك أحد. وكان لَا يفارقه كيسه.

ورأيته ناول رجلًا صرة فيها ثلاثمائة درهم. وكنت اشتريت منزلًا بتسعمائة وعشرين درهمًا.

1 السير "10/ 308".

2 أمناء: جمع من، وهو أحد أنواع المكاييل أو الموازين السابقة.

3 السير "10/ 309".

ص: 186

فقال لي: ينبغي أن تصير إلى نوح الصَّيْرفيّ وتأخذ منه ألف درهم وتُحْضَرها. ففعلت، فقال: خذها واصرفها فِي ثمِنَ البيت.

فقلت: قد قبلتُ منك. وشكرته. وأقبلنا عَلَى الكتابة.

وكنّا فِي تصنيف "الجامع". فلمّا كَانَ بعد ساعةٍ، قلت: عرضت لي حاجة لَا أجترئ رفْعَها إليك.

فظنَّ أنّي طمعت فِي الزّيادة، فقال: لَا تحتشمني وأخبرني بما تحتاج فإنيّ أخاف أن أكون مأخوذًا بسببك.

قلت لَهُ: كيف؟ قَالَ: لأنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ أصحابه، فذكر حديث سعد وعبد الرَّحْمَن.

فقلت: قد جعلتك فِي حِلٍّ من كلّ ما تَقُولُ، ووهبتُك المال الَّذِي عرضته عَلِيّ، عنيتُ المناصفة، وذلك أنّه قَالَ: لي جوارٍ وامرأة وأنت أعَزَبٌ، فالذي يجب عَلِيّ أنْ أُناصفك لنستوي فِي المال وغيره، وأربح عليك فِي ذَلِكَ.

فقلت لَهُ: قد فعلت، رحمك اللَّه، أكثر من ذَلِكَ، إذْ أنزلتني من نفسك ما لم تُنزِلْ أحدًا، وصلتُ منك محلّ الولد.

ثمّ حفظ عَلِيّ حديثي الأوّل، وقال: ما حاجتك؟ قلت: تقضيها؟

قَالَ: نعم وَأُسَرُّ بذلك.

قلت: هذه الألف تأمر بقبوله وتصرفه فِي بعض ما تحتاج إِلَيْهِ فقبله، وذلك إنّه ضمن إجابة قضاء حاجتي.

ثمّ جلسنا بعد ذَلِكَ بيومين لتصنيف" الجامع" وكتبنا منه ذَلِكَ اليوم شيئًا كثيرًا إلى الظُّهْر. ثمّ صلّينا الظُّهْر، وأقبلنا عَلَى الكتابة من غير أن نكون أكلنا شيئًا. فرآني لمّا كَانَ العصر شِبْه القلِق المستوحش، فتوهَّم فيَّ مَلَالَا؛ وإنّما كَانَ بي الحَصْر، غير أنّي لم أقدر عَلَى القيام، فكنتُ أَتَلَوَّى اهتمامًا بالحَصْر. فدخل أبو عبد الله المنزلَ، وأخرج إليّ، كاغدة فيها ثلاثمائة درهم، وقال: أما إذا لم تقبل ثمِنَ المنزل فينبغي أن تصرف هذا فِي بعض حوائجك.

فجهد بي، فلم أقبل، ثمّ كَانَ بعد أيّام كتبنا إلى الظُّهْر أيضًا، فناولني عشرين

ص: 187

درهمًا وقال: أصرِفها فِي شري الحُصر. فاشتريتُ بها ما كنت أعلم أنّه يلَائمه، وبعثتُ بِهِ إِلَيْهِ، وأتيتُ فقال: بيّض اللَّه وجهك لَيْسَ فيك حيلة. فلَا ينبغي أن نُعَنيّ أنفُسنا.

فقلت: إنك قد جمعتَ خير الدُّنيا والآخرة فأيّ رَجُل يَبَر خادمه بما تبرُّني1؟

قصته مَعَ الذُّهْليّ:

قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن جَابرِ: قَالَ لنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لمّا وردَ الْبُخَارِيّ نَيْسابور: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه. فذهبَ النّاس إِلَيْهِ، وأقبلوا عَلَى السماع منه حتى ظهر الْخَلَلُ فِي مجلس الذُّهْليّ، فحسده بعد ذَلِكَ وتكلَّم فِيهِ.

وقال أَبُو أَحْمَد بْن عديّ: ذكر لي جماعة مِنَ المشايخ أنّ محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور واجتمعوا إليه، حسده بعض المشايخ فقال لأصحاب الحديث: إنّ محمد بْن إِسْمَاعِيل يَقُولُ: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحِنوه.

فلمّا حضر النّاس قام إِلَيْهِ رَجُل وقال: يا أَبَا عَبْد الله، ما تَقُولُ فِي اللفظ بالقرآن، مخلوقٌ هُوَ أم غير مخلوق؟ فأعرض عَنْهُ ولم يجِبه. فأعاد السُّؤال، فأعرضّ عَنْهُ: ثمّ أعاد، فالتفت إِلَيْهِ الْبُخَارِيّ وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والَامتحان بِدْعة.

فَشَغَبَ الرَّجُلُ وَشَغَبَ النَّاسُ، وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ. وَقَعَدَ الْبُخَارِيُّ فِي مَنْزِلِهِ2.

قَالَ محمد بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ محمد بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَمَّا أَفْعَالُ الْعِبَادِ فَمَخْلُوقَةٌ، فقد ثنا علي بن عبد الله، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ"3.

وسَمِعْتُ عُبَيْد اللَّه بْن سعَيِد: سَمِعْتُ يحيى بْن سعَيِد يَقُولُ: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: إنّ أفعال العباد مخلوقة.

قَالَ الْبُخَارِيّ: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة. فأما القرآن

1 السير "10/ 310، 311".

2 السير "10/ 312".

3 حديث صحيح: أخرجه الحاكم "1/ 31، 32"، والبيهقي "ص/ 388"، في الأسماء والصفات.

ص: 188

المتلوا المُثْبَت فِي "المصاحف، المسطور"1 المكتوب المُوعَى فِي القلوب، فهو كلَام اللَّه لَيْسَ بمخلوق. قَالَ اللَّه تعالي:{هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم} [العنكبوت: 49] .

وقال: يقال فُلَان حَسَن القراءة ورديء القراءة. ولا يقال: حَسَن القرآن، ولا رديء القرآن.

وإنّما يُنسب إلى العباد القراءة؛ لأنّ القرآن كلَام الرّبّ، والقراءة فعل العَبْد. وليس لأحدٍ أنْ يشرع فِي أمر اللَّه بغير علم، كما زعم بعضهم أنّ القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد.

والتّلَاوة هِيَ المَتْلُوّ، والقراءة هِيَ المقرئ.

فقيل لَهُ: إنّ القراءة فعل القارئ وعمل التالي.

فرجع وقال: ظننتهما مصدَرْين. فقيل لَهُ: هلَا أمسكت كما أمسك كثيرًا مِن أصحابك؟ ولو بعثتَ إلى من كَتَب عنك واسترددت ما أثْبَتَّ وضربتَ عَلَيْهِ.

فزعم أنْ كيف يمكن هذا؟ وقال: قلتُ ومضى قولي.

فقيل لَهُ: كيف جاز لك أن تَقُولُ فِي اللَّه شيئًا لَا تقوم بِهِ شرحًا وبيانًا؟ إذ لم تميّز بين التّلَاوة والمَتْلُوّ.

فسكت إذ لم يكن عنده جواب.

وقال أَبُو حامد الأعمش: رأيتُ الْبُخَارِيّ فِي جنازة سعَيِد بْن مروان، والذُّهْليّ يسأله عَنِ الأسماء والكُنَى والعلل، ويمرّ فِيهِ الْبُخَارِيّ مثل السَّهم، فما أتى عَلَى هذا شهر حتّى قَالَ الذُّهْليّ: إلَا من يختلف إلى مجلسه فلَا يأتِنا. فإنّهم كتبوا إلينا مِن بغداد أنه تكلم في اللفظ، ونهيناه فلم ينتهي فلَا تقربوه.

فأقام الْبُخَارِيّ مدّةً وخرج إلى بُخَارى2.

قَالَ أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ: سمعت محمد بْن يحيى الذُّهْليّ يَقُولُ: القرآن كلَام اللَّه غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرَّف. فمن لزم هذا استغنى عَنِ اللفظ.

1 بياض في الأصل، وتم الإكمال من السير "10/ 312".

2 السير "10/ 313".

ص: 189

مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر وبانَتْ منه امرأته. يسُتتاب، فإنْ تاب وإلَا قُتِل، وجُعِل مالُه فَيْئًا.

ومَن وَقَفَ فقد ضاهى الكُفْر. ومَن زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدِع لَا يُجالس ولا يُكَلَّم. ومَن ذهبَ بعد هذا إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل فاتَّهِمُوه، فإنّه لَا يحضر مجلسَه إلَا مَن كَانَ عَلِيّ مذهبه1.

وقال الفِرَبْري: سَمِعْتُ الْبُخَارِيّ يَقُولُ: إنّي لأستجهل مَن لَا يُكفّر الْجَهْميّة.

قَالَ الحاكم: ثنا طاهر بْن محمد الوراق: سَمِعْتُ محمد بْن شاذِل يَقُولُ: دخلُت عَلَى الْبُخَارِيّ فقلت: إيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بْن يحيى كلّ من يختلف إليك يُطرد.

فقال: وكم يعتري2 محمد بْن يحيى الحَسَدُ فِي الْعِلْمِ، وَالْعِلْمُ رزْقُ اللَّه يعطيه من يشاء.

فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك؟ قال: يا بني، هذه المسألة مشؤومة. رَأَيْت أَحْمَد بْن حنبل وما ناله فِي هذه المسألة، وجعلت عَلَى نفسي أن لَا أتكلّم فيها. عَنَى مسألة اللفظ.

وقال أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف: كنّا يومًا عند أَبِي إِسْحَاق القَيْسيّ ومعنا محمد بْن نصر المَرْوزِيّ، فجرى ذِكر محمد بْن إِسْمَاعِيل، فقال محمد بْن نصر: سمعته يَقُولُ: مَن زعم أنيّ قلت لفْظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب فإنيّ لم أقُلْه.

فقلت لَهُ: يا أَبَا عَبْد اللَّه قد خاض النّاس فِي هذا وأكثروا فِيهِ.

فقال: لَيْسَ إلَا ما أقول.

قَالَ أَبُو عَمْرو الخفّاف: فأتيتُ الْبُخَارِيّ فناظرتُهُ فِي شيء مِنَ الأحاديث حتّى طابت نفسُه، فقلت: يا أَبَا عبد الله ههنا أحدٌ يحكي عنك أنّك قلتَ هذه المقالة.

فقال: يا أَبَا عَمْرو أحفظ ما أقول لك: مَن زعم مِن أهل نَيْسابور، وقومس، والرّيّ، وهمدان، وبغداد، والكوفة، والبصرة، ومكّة، والمدينة، أني قلت لفظي

1 السير: "10/ 313".

2 يعتري: يصيب.

ص: 190

بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإنيّ لم أقُلْه. إلَا إني قلت: أفعال العباد مخلوقة1.

وقال حاتم بْن أَحْمَد الكنديّ: سَمِعْتُ مسلم بْن الحَجّاج يَقُولُ: لمّا قدِم محمد بْن إِسْمَاعِيل نَيْسابور ما رَأَيْت والياُ ولا عالمًا فَعَل بِهِ أهل نَيْسابور ما فعلوا بِهِ. أستقبلوه مرحلتين وثلَاثة. فقال محمد بْن يحيى: مَن أراد أنْ يستقبل محمد بْن إِسْمَاعِيل غدًا فلْيستقبلْه. فاستقبله محمد بْن يحيى وعامّة العُلَماء، فقال لنا الذُّهْليّ: لَا تسألوه عَنْ شيء مِن الكلَام، فإنّه إنّ أجاب بخلَاف ما نَحْنُ عَلَيْهِ وقع بيننا وبينه، ثمّ شمتَ بنا كلُّ حَرُورِيٍّ2، وكلُّ رافضيٍّ3 وكلُّ جَهْميٍّ4، وكلُّ مُرْجئٍ5 بخُراسان.

قَالَ: فازدحم النّاس عَلَى محمد بن إسماعيل حتى امتلأ السَّطْح والدّار فلمّا كَانَ اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رَجُل، فسأله عَنِ اللفظ بالقرآن، فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا. فوقع بينهُمُ اختلَاف، فقال بعض النّاس: قَالَ لفْظي بالقرآن مخلوق. وقال بعضهم: لمَ يقل. حتّى تواثبوا، فاجتمع أهلُ الدّار وأخرجوهم. وكان قد نزل فِي دار البخاريّين6.

وقال أَحْمَد بْن سَلَمَةَ: دخلتُ عَلى الْبُخَارِيّ فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه، هذا رجلٌ مقبول، خصوصًا في هذه المدينة، وقد لَجَّ فِي هذا الحديث حتّى لَا يقدر أحد منا أنْ يكلمّه، فما ترى؟ فقبضَ عَلِيّ لحيته ثمّ قَالَ: فأُفَوِّض أمري إلى اللَّه، إنّ اللَّه بصير بالعباد. اللهمّ إنّك تعلم أنيّ لم أَرِدِ المقام بَنْيسابور أَشَرًا ولا بَطَرًا ولا طلبًا للرّئاسة. وإنما أَبَتْ عَلَيّ نفسي فِي الرُّجُوع إلى وطني لِغَلَبَةِ المخالفين. وقد قصدني هذا الرّجل حسَدًا لِما آتاني اللَّه لَا غير. يا أَحْمَد إنيّ خارج غدًا ليتخلصوا من "حديثه لأجلي"7.

قال: فأخبرتُ أصحابنا، فوالله ما شيّعه غيري. كنت معه حين خرج من البلد

1 السير "10/ 314".

2 حروري: هم الخوارج، إحدى الفرق الضالة.

3 رافضي: الرافضة هم الشيعة.

4 جهمي: الجهمية، إحدى الفرق الضالة.

5 مرجئ: المرجئة، إحدى الفرق الضالة.

6 السير "10/ 314".

7 زيادة من السير.

ص: 191

وأقام بباب البلد ثلَاثة أيّام لإصلَاح أمره1.

وقال محمد بْن يعقوب بْن الأخرم: لمّا استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم الاختلاف إليه، فلما وقَع بين الذُّهْليّ وبين الْبُخَارِيّ ما وقع ونادى عَلَيْهِ ومَنعَ الناس عَنْهُ انقطع أكثرُهُم غير مُسلْمِ.

فَقَالَ الذُّهْلِيُّ يَوْمًا: ألَا من قال بالفظ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسَنَا. فَأَخَذَ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس النَّاسِ. وَبَعَثَ إِلَى الذُّهْلِيِّ بِمَا كَتَبَ عَنْهُ عَلَى ظَهْرِ حَمَّالٍ. وَتَبِعَهُ فِي الْقِيَامِ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ.

قَالَ محمد بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُكَفِّرُكَ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا"2.

وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتِم فِي كتاب "الجرح والتعديل": قدم محمد بْن إِسْمَاعِيل الرِّيّ سنة خمسين ومائتين، وسمع منه: أَبِي، وأبو زُرْعَة؛ وتركا حديثه عندما كُتُب إليهما محمد بْن يحيى أنه أظهر عندهم أنّ لفظه بالقرآن مخلوق.

وقال أَحْمَد بْن منصور الشّيرازيّ الحافظ: سمعتُ بعض أصحابنا يَقُولُ: لمّا قدم الْبُخَارِيّ بُخَاري نُصب لَهُ القباب عَلَى فرَسْخ مِنَ البلد، واستقبله عامّة أهل البلد ونُثِر عَلَيْهِ الدّنانير والدَّراهم والسُّكَّر الكثير، فبقي أيامًا، فكتب محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إلى أمير بُخَاري خَالِد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ: إن هذا الرجل قد أظهر خلَاف السنة. فقرأ كتابه عَلَى أهل بُخاري، فقالوا: لَا نفارقه. فأمره الأمير بالخروج مِنَ البلد، فخرج3.

قَالَ أَحْمَد بْن منصور: فحدثني بعض أصحابنا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن معقل النَّسَفيّ قَالَ: رَأَيْت محمد بْن إِسْمَاعِيل فِي اليوم الَّذِي أُخرج فِيهِ مِن بُخَارى، فقلت: يا أَبَا عَبْد اللَّه كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك؟ فقال: لَا أبالي إذا سلم ديني.

1 السير "10/ 315".

2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "6104"، ومسلم "60"، وأبو داود "4687"، والترمذي "2646"، وأحمد "2/ 18، 44، 47، 112".

3 السير "10/ 317، 318".

ص: 192

فخرج إلى بِيكْند، فسار الناس معه حزْبين: حزبٌ لَهُ وحزبٌ عَلَيْهِ، إلى أن كتب إِلَيْهِ أهل سَمَرْقند، فسألوه أنْ يقدم عليهم، فقدِم إلى أن وصل بعض قري سَمَرْقند، فوقع بين أهل سَمَرْقند فتنةٌ بسببه. قومٌ يريدون إدخالَه البلد، وقومٌ يأبون، إلى أن اتفقوا عَلَى دخوله. فاتصل بِهِ ما وقع بينهم، فخرج يريد أنْ يركب، فلمّا استوى على دابته قال: اللهم خر لي، ثلَاثًا، فسقط ميتًا.

وحضره أهل سَمَرْقند بأجمعهم1.

هذه حكاية منقطعة شاذة.

وقال بَكْر بْن منير بْن خُلَيْد الْبُخَارِيّ: بعث الأمير خَالِد بْن أَحْمَد الذُّهْليّ متولّي بُخَارى إلى محمد بْن إِسْمَاعِيل أن أحمل إلى كتاب "الجامع"، "والتاريخ"، وغيرهما لأسمع منك.

فقال لرسوله: أَنَا لَا أُذلُّ العِلْم، ولا أحمله إلى أبواب النّاس، فإنْ كانت لَهُ إلى شيءٍ منه حاجة فليحضر إلى مسجدي أو فِي داري. فإنْ لم يُعْجِبْه هذا فإنّه سلطان، فلْيمنعني مِن الجلوس ليكون لي عند اللَّه يوم القيامة، لأنيّ لَا أكتم العِلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما2.

وقال أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَمْرو الْبُخَارِيّ: كَانَ سبب منافرة الْبُخَارِيّ أنّ خَالِد بْن أحمد خليقة الظاهرية ببخارى سأله أن يحضر مجلسه فيقرأ "الجامع"، "والتاريخ" عَلَى أولَاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلسًا خاصًا لهم، فامتنع، وقال: لَا أخصّ أحدًا.

فاستعان عَلَيْهِ بحريث بْن أَبِي الورقاء وغيره، حتى تكلموا فِي مذهبه ونفاه مِنَ البلد، فدعا عليهم. فلم يأت إلَا شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى على خالد من البلد. فنوديَ عَلَيْهِ عَلَى أتان. وأمّا حريث فابتُلي بأهله، ورأى فيها ما يجلّ عَنِ الوصفْ، وأمّا فلَان فابتلي بأولَاده3.

رَوَاها الحاكم عَنْ محمد بْن الْعَبَّاس الضّبيّ عَنْ أَبِي بَكْر هذا.

قُلْتُ: كَانَ حريث من كبار فقهاء الرأي ببخارى.

1 السير "10/ 318".

2 السير "10/ 318".

3 السير "10/ 319".

ص: 193

قَالَ محمد بْن واصل البِيكَنْديّ: مَنّ اللَّه علينا بخروج أَبِي عَبْد اللَّه ومُقامه عندنا حتّى سمعنا منه هذه الكتب، وإلَا مَن كَانَ يصل إِلَيْهِ؟ وبمُقّامِه فِي فِرَبْر وبِيكَنْد بقيت هذه الأمالي وتخّرج النّاس بِهِ.

قَالَ ابن عديّ: سَمِعْتُ عَبْد القدوس بْن عَبْد الجّبار يَقُولُ: جاء الْبُخَارِيّ إلى قرية خَرْتَنْك عَلَى فرسخَيْن من سَمَرْقند، وكان لَهُ بها أقرباء فنزل عندهم، فسمعته ليلةً يدعو وقد فرغ من صلَاة اللّيل: اللهُمّ قد ضاقت عَلِيّ الأرض بما رَحُبَت، فاقْبضْني إليك. فما تمّ الشَّهْر حتى مات، وقبره بَخْرتَنْك1.

وقال محمد بْن أَبِي حاتم: سَمِعْتُ غالب بْن جبريل، وهو الَّذِي نزل عَلَيْهِ أبو عبد الله، يَقُولُ: أقام أبو عبد الله عندنا أيّامًا فمرض، واشتدَّ بِهِ المرض حتّى وجه رسولَا إلى سَمَرْقند فِي إخراج محمد. فلمّا وافى تهيأ للركوب، فلبس خُفَّيْه وتعمَّم، فلمّا مشى قدر عشرين خُطْوَة أو نحوها وأنا آخذ بعضده، ورجل آخر معي يقود الدّابّة ليركبها، فقال رحمه الله، أرسلُوني فقد ضَعُفْت. ودعا بدَعَوَات، ثمّ اضطّجع، فقضى رحمه الله، فَسَال منه مِن العرق شيء لَا يوصف. فما سكن منه العَرَق إلى أن أدرْجناه فِي ثيابه. وكان فيما قَالَ لنا وأوصى إلينا أن: كفنوني في ثلاثة أثواب بِيض لَيْسَ فيها قميص ولا عِمامة. ففعلنا ذَلِكَ. فلمّا دفّناه فاحَ مِن تراب قبره رائحة غالية أطيب مِنَ المِسْك، فدام ذلك أيامًا. قم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره، فجعل الناس يختلفون ويتعجّبون. وأمّا التُّراب فإنهم كانوا يرفعون عَنِ القبر، ولم نكن نقدر عَلَى حفْظ القبر بالحرّاس، وغُلِبْنا عَلَى أنفُسنا، فَنصبنا عَلَى القبر خَشَبًا مُشَبَّكًا لم يكن أحد يقِدر عَلَى الوُصُول إلى القبر.

وأمّا ريح الطَّيب فإنّه تداوم أيّامًا كثيرة، حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا مِن ذَلِكَ. وظهر عند مخالفيه أمرُهُ بعد وفاته. وخرج بعض مُخالفيه إلى قبره، وأظهروا التَّوبة والنَّدامة2.

قَالَ محمد: ولم يَعِشْ غالبُ بعده إلَا القليل ودفن جانبه وقال خَلَف الخيام: سَمِعْتُ مَهيب بْن سُلَيْم يَقُولُ: مات عندنا أبو عبد الله ليلة الفطر سنة ست وخمسين. كان فِي بيتٍ وحده. فوجدناه لمّا أصبح وهو ميت3.

1 السير "10/ 320".

2 السير "10/ 320، 321".

3 السابق.

ص: 194

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا ذَرّ يَقُولُ: رَأَيْت فِي المنام محمد بْن حاتم الخَلْقَانيّ، فسألته، وأنا أعرف أنّه ميت، عَنْ شيخي: هَلْ رأيته؟ قَالَ: نعم.

ثمّ سَأَلْتُهُ عَنْ محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فقال: رَأَيْته. وأشار إلى السّماء إشارةً كاد أنْ يسقط منها لعُلُوّ ما يُشير.

وقال أَبُو عَلِيّ الغسانيّ الحافظ: ثنا أَبُو الفتح نصر بْن الْحَسَن التُنْكُتيّ السَّمرْقَنْديّ: قدِم علينا بَلَنْسَية عام أربعة وستين وأربعمائة قَالَ: قُحِطَ المطر عندنا بسَمَرْقَنْد فِي بعض الأعوام، فاستسقى النّاس مرارًا، فلم يُسْقوا، فأتي رجلٌ صالح معروف بالصّلَاح إلى قاضي سَمَرْقند فقال لَهُ: إنيّ قد رَأَيْت رأيًا أعرضه عليك.

قال: وما هُوَ؟ قَالَ: أرى أن تخرج وتخرج النّاس معك إلى قبر الْإمَام محمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ونستسقي عنده، فعسى اللَّه أنْ يسقينا.

فقال القاضي: نِعَم ما رَأَيْت.

فخرج القاضي والنّاس معَه واستسقى القاضي بالنّاس وبكى النّاسُ عند القبر وتشفَّعوا بصاحبه، فأرسل اللَّه تعالي السَّماء بماء عظيم غزير، أقام النّاس من أجله سبعة أيّام أو نحوها، لَا يستطيع أحدٌ الوصول إلى سَمَرْقند من كَثْرة المطر وغزارته. وبين سَمَرْقند وخَرتنك نحو ثلَاثة أميال1.

ومناقب أَبِي عَبْد اللَّه رضي الله عنه كثيرة، وقد أفردتها فِي مصنَّف وفيها زيادات كثيرة هناك، واللَّه أعلم.

402-

محمد بْن إِسْمَاعِيل بن البختري2 -ت. ق- أبو عبد الله الحساني الواسطي الضرير.

عن: ابن معاوية، ووَكِيع، ومحمد بْن الْحَسَن الواسطيّ، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر وجماعة.

وعنه: ت. ق. وبقيّ بْن مَخْلَد، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والمحاملي، وآخرون.

1 السير "10/ 321".

2 انظر: تاريخ بغداد "2/ 36، 37"، التهذيب "9/ 56، 57".

ص: 195

قَالَ محمد بْن محمد الباغَنْديّ: كَانَ خيرًا، مرضيا، ً صدوقًا.

وقال الدّارَقُطْنيّ: ثقة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

403-

محمد بن إسماعيل بن سمرة -ت. ن. ق- أبو جعفر الأحمسي الكوفي1 السراج:

عَنْ: أسباط بْن محمد، ومحمد بْن فضيل، وأبي معاوية، ووَكِيع، وابن عُيَيْنَة، وطبقتهم.

وعنه: ت. ن. ق.، وحاجب بْن أَرْكِين، وعمر البُجَيْريّ، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.

قال النسائي: ثقة.

وقال ابن عساكر: مات في جمادى الأولى سنة ستين.

ويقال: سنة ثمان وخمسين.

404-

محمد بن أشعث السجستاني2:

أخو الإمام أبي داود.

كان أسن من أبي داود، وأقدم سماعا.

روى عَنْ: أَبِي نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وطبقتهما.

روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد.

405-

محمد بْن بزيع النَّيسابوري3:

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وشَبَابة.

وعنه: محمد بْن شادل، ومكيّ بْن عَبْدان، وجماعة.

تُوُفّي فِي ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين ومائتين.

1 التهذيب "9/ 58، 59".

2 من العلماء المستورين، لا بأس به.

3 انظر التعليق السابق.

ص: 196

406-

محمد بْن بشّار بْن دَاوُد بْن كَيْسان الحائك الحافظ - ع. - أبو بكر العبدي1 البصري، بندار:

والبُنْدار فِي الاصطلَاح هُوَ الحافظ.

وكان بُنْدار عارفًا مُتْقِنًا بصيرًا بحديث البصْرة، لم يرحل برًا بأمه، واقتنع بحديث بلده.

سَمِعَ: معتمر بْن سُلَيْمَان، وعبد العزيز بْن عَبْد الصَّمد العمي، ومرحوم بْن عَبْد العزيز العطّار، وعَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعمر بْن عَلِي بْن مقدم، ومحمد بن جعفر غُنْدر، ومحمد بن أبي عديّ، ويحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا عاصم، ووَكِيعًا، ويزيد بْن هارون.

وكأنه رحل بأخرة.

وعنه: ع.، وابن أَبِي الدُّنيا، وأبو زرعة، والبغوي، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وزكريا الساجي، وابن صاعد، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.

قال الأرغياني: سمعته يقول: كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرطب وحدثتهم.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

وقال العِجْليّ: ثقة، كثير الحديث، حائك.

وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يونس السّمْنانيّ: كَانَ أهل البصرة يقُدِّمون أَبَا مُوسَى عَلَى بُنْدار، وكان الغُرباء يُقدِّمون بندارًا.

وقال عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن خاقان المَرْوزِيّ: سَمِعْتُ بُنْدارًا يَقُولُ: أردت الخروج، فمنعتني أميّ فأطعتها. فبورك لي فِيهِ، يعني الحديث2.

وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ بندارًا يَقُولُ: اختلفت إلى يحيى بْن سعَيِد ذكر كثر من عشرين سنة3.

1 السير "10/ 115-118"، التهذيب "9/ 70-73".

2، 3 السير "10/ 116".

ص: 197

وقال أَبُو دَاوُد: كتبتُ عَنْ بندار نحوًا من خمسين ألف حديث، وكتبتُ عَنْ أَبِي مُوسَى شيئًا، وهو أثبت من بُنْدار، ولولَا سلَامة فِي بُنْدار ترُك حديثه.

وقال إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم القزاز: كنّا عند بُنْدار، فقال في حديث عن عائشة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رَجُل يمزح بأُعِيُذك باللَّه ما أفصحك.

فقال: كنّا إذا خرجنا من عند رَوْح ودخلنا عَلَى أَبِي عُبَيْدة فقال: بان عليك ذلك1.

وقال ابن خزيمة: سمعت بندارًا يَقُولُ: ما جلست مجلسي هذا حتّى حفظت جميع ما خرّجته.

وقال ابن خُزَيْمَة مرّة: ثنا الْإمَام محمد بْن بشّار بُنْدار.

وَقَالَ فِي كِتَابِ "التَّوْحِيدِ": ثَنَا إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ فِي الْعِلْمِ وَالأَخْبَارِ محمد بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ: لَوْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدْ سَأَلْتُهُ فَقَالَ: "رَأَيْتُ نُورًا"2.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ الدَّوْرَقيّ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَعِينٍ وَجَرَى ذِكْرُ بُنْدَارٍ، فَرَأَيْتُ يَحْيَى لا يَعْبَأُ بِهِ وَيَسْتَضْعِفُهُ.

وَقَالَ محمد بْنُ الْمُسَيَّبِ: لَمَّا مَاتَ بُنْدَارٌ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى البُشْرَى مَاتَ بُنْدَارٌ.

قَالَ: جِئْتَ تبشرني بموته؟ علي ثلاثين حُجَّةً إِنْ حَدَّثْتُ أَبَدًا بِحَدِيثٍ.

فَبَقِيَ بَعْدَهُ تِسْعِينَ يَوْمًا، وَمَاتَ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ3.

وَقَالَ بُنْدَارٌ: وُلِدْتُ فِي السنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.

وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وُلِدَ هُوَ وَأَبُو مُوسَى فِي سنة وَاحِدَةٍ، وَمَاتَ في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

1 تاريخ بغداد "2/ 103".

2 حديث صحيح: أخرجه مسلم "292"، وابن أبي عاصم "1/ 192" في السنة.

3 تاريخ بغداد "2/ 104".

ص: 198

وَقَالَ ابْنُ سَيَّارٍ الْفِرْهِيَانِيُّ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ علي الفلاس يحلف أن بندار يكذب فيما روى عن يحيى القطان.

قال الْفِرْهِيَانِيُّ: بُنْدَارٌ ثِقَةٌ. وَكَانَ أَبُو مُوسَى أَرْجَحَ مِنْهُ لأَنَّهُ كَانَ لا يَقْرَأُ إِلا مِنْ كِتَابِهِ، وَكَانَ بُنْدَارٌ مِنْ كُلِّ كِتَابٍ يَقْرَأُ.

407-

محمد بْن بَكْر بْن مدّكر:

أَبُو جعْفَر الضَّرير1، أحْد الحُفّاظ.

نزل بخاري، وحدَّث عَنْ: حسين الجعفي، وأبي أسامة، وجماعة.

وكان موصوفًا بالمعرفة والصَّلَاح والديانة.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

روى عَنْهُ البخاريون، منهم: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف.

408-

محمد بْن بور بْن هانئ الْقُرَشِيّ المَرْوزِيّ2:

نزيل بُخاري.

عَنْ: عبدان بن عثمان، وخلاد بن يحيى، وعبد اللَّه بْن مُوسَى، ويحيى بْن نصر بْن حاجب، وطائفة.

وعنه: سهل بْن شاذُوَيْه، وإِبْرَاهِيم بْن محمد الأَسَدِيّ، وإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الواحد المَرْوزِيّ، وآخرون.

وبعضهم قَالَ: "فور"، والأصح أنّها بين الباء والفاء.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.

قَالَ ابن ماكولَا: يضعَّف فِي الحديث، ويروي المناكير.

409-

محمد بْن تميم العنبريّ3:

حدث بالقيروان عَنْ: ابن وَهْبُ، وأنس بْن عيِاض، وطال عمره.

توفي سنة ستين.

1 لم نقف عليه.

2 المشتبه "1/ 124".

3 المنتظم "5/ 21"، لابن الجوزي.

ص: 199

وأما ابن يونس فقال: توفي سنة تسع وخمسين بِقَفْصَة.

410-

محمد بْن ثواب بْن سعَيِد الهياري1 -ق- أبو عبد الله الكوفي:

عن: عبد الله بن نمير، ويونس بن بُكَيْر، وأبي أسامة، وطائفة.

وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو نعيم عبد الملك بْن عديّ، وأبو عَوَانَة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن نوح الْجُنْدَيْسَابُوريّ، وآخرون.

وكان ثقة.

قَالَ مُطَيَّن: تُوُفّي سنة ستين أيضًا.

411-

محمد بْن جَابرِ بْن بُجَيْر بن عقبة - ق. - أبو بجير المحاربي الكوفي2:

عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن المُحَارِبيّ، ووَكِيع، وابن نُمَيْر، وأبي أسامة.

وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأبو بكر بن" أبي"3 داود، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق.

قَالَ مُطَيَّن: مات فِي ربيع الآخر سنة ستًّ وخمسين ومائتين.

412-

محمد بْن أَبِي الثّلج عَبْد الله بن إسماعبل الرازي4 -خ. ت- ثم البغدادي:

عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي الخضر هاشم، ورَوْح بْن عُبَادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.

وعنه: خ. ت. وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأبو قُرَيش محمد بْن جُمْعة، وابن خزيمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وآخرون.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: كتبت عَنْهُ فِي سنة أربعٍ وخمسين مَعَ أَبِي، وهو صدوق.

وقال ابن قانع: تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين.

1 الجرح والتعديل "7/ 218"، والتهذيب "9/ 86، 87".

2 الجرح والتعديل "7/ 220"، والتهذيب "9/ 88".

3 زيادة من كتب الرجال.

4 انظر: الجرح والتعديل "7/ 294"، والتهذيب "9/ 247".

ص: 200

413-

محمد المعتزّ بالله1:

أمير المؤمنين أبو عبد الله. وقيل: اسمه الزبير بن المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بن المُعْتَصمِ بالله محمد بْن الرّشيد بالله هارون الهاشميّ العباسي.

ولد سنة اثنتين ومائتين، ولم يَلِ الخلَافة قبله أحد أصغر منه.

وكان أبيض جميلَا مُشْربًا بالحُمْرة، حَسَن الجسم، بديع الحُسْن قَالَ عَلِيّ بْن حَرْب الطّائيّ، وهو أحد شيوخ المعتزّ باللَّه فِي الحديث: دخلت على المعتز فما رأيت خليقة أحسن منه. وأُمُّه أم وُلِد رومية. بويع عند عزل المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وهو ابن تسع عشرة سنة، فِي أول السنة. فلمّا كَانَ فِي رجب خلع أخاه المؤيدّ بالله من ولَاية العهد، وكتب بذلك إلى الآفاق. فلم يلبث إلَا أيّامًا حتى مات. وخشي المعتزّ باللَّه أنْ يتحدث عَنْهُ أنّه قتله أو احتال عَلَيْهِ، فأحضر القُضاة حتى شاهدوه وليس بِهِ أثر. والله أعلم.

وأمّا نفْطَوَيْه فقال: كَانَت خلَافته أربعٍ سنين وستة أشهر وأربعة عشر يومًا، منها بعد خلْع المستعين ثلَاث سنين وستة أشهر وثلَاثة وعشرين يومًا.

ومات عَنْ أربعٍ وعشرين سنة.

وقال غيره: مات عَنْ ثلَاثٍ وعشرين سنة.

وكان المعتزّ باللَّه مستَضْعَفًا مَعَ الأتراك، فاتفق أنّ جماعة مِن كبارهم أتوْه وقالوا: يا أمير المؤمنين أَعْطِنا أرزاقنا لنقتل صالح بْن وصيف. وكان المعتزّ يخافه، فطلب من أمّه مالَا لينفقه فيهم، فأبتْ عَلَيْهِ وشحَّت. ولم يكن بقي فِي بيت الأموال شيء، فاجتمع الأتراك حينئذ واتفقوا عَلَى خلعه، ووافقهم صالح بْن وصِيف وبابك ومحمد بْن بُغَا، فلبسوا السّلَاح وجاءوا إلى دار الخلَافة، فبعثوا إلى الخليفة أنْ أخرج إلينا، فبعث يَقُولُ: قد شربت دواء وأنا ضعيف. فهجم عَلَيْهِ جماعة فجرّوا برِجْله وضربوه بالدبابيس، وأقاموه فِي الشمس فِي يوم صائف، فبقي المسكين يرفع قدمًا ويضع أخرى، وهم يلطمون وجهه ويقولون: اخلع نفسك.

ثمّ أحضروا القاضي ابن أَبِي الشّوارب والشُّهود، وخلعوه.

1 السير "12/ 532-535"، وشذرات الذهب "2/ 130".

ص: 201

ثمّ أحضروا من بغداد إلى دار الخلَافة، وهي يومئذ سامرّاء، محمد بْن الواثق، وكان المعتز بالله قد أبعده إلى بغداد. فسلم المعتزّ إِلَيْهِ بالخلَافة وبايعه، ولقبوه المهتدي باللَّه، رحمه الله، فلقد كَانَ من خيار الخلَايف، ولكنّه لم يتمكّن أيضًا مِن الأمر. ثمّ إنّ الملأ أخذوا المعتزّ باللَّه بعد خمس ليالٍ من خلْعه، فأدخلوه الحمّام، فلمّا تغسل عطش وطلب الماء، فمنعوه حتى هلك وهو يطلب ماء. ثمّ أُخرج وهو ميت عطشًا، فسقوه ماءً بثلج، فشربه وسقط ميتًا.

وذلك فِي شَعْبان سنة خمس وخمسين ومائتين.

414-

محمد بْن الْجُنَيْد الإسفرايينيّ الزّاهد1:

رحل: وسمع: عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأبا مُسْهِر الدّمشقيّ، وطبقتهما. ورابط بالثُّغور مدّة.

وعنه: أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأبو عوانة، وجماعة.

415-

محمد بن حرب بن حربان2 -خ. م. د-

أبو عبد الله الواسطيّ النشائيّ، ويقال أيضًا النشاستجي.

عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، وإِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، وأبي معاوية، وعلي بْن عاصم، ويزيد بْن هارون، وخلْق.

وعنه: خ. م. د.، وبقيّ بْن مَخْلَد، وجعفر الفِرَيابيّ، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن عساكر: تُوُفّي سنة خمس وخمسين.

416-

محمد بن حزابة المروزي ثم البغدادي -د-:

الخياط العابد أبو عبد الله3.

1 أحد العلماء المستورين، وهو لا بأس به.

2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 237"، والتهذيب "9/ 108، 109".

3 انظر: تاريخ بغداد "2/ 295"، والتهذيب "9/ 110، 111".

ص: 202

عَنْ: أَبِي النَّضْر، وعبد الصَّمد بْن عَبْد الوارث، وإِسْحَاق بْن منصور السَّلُوليّ، والوليد بْن القاسم الهَمَدانيّ.

وعنه: د.، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأحمد بن علي الجوزجاني، ومحمد بن سليمان بن فارس صاحب الْبُخَارِيّ، وآخرون.

وثقَّه الخطيب.

417-

محمد بْن حسان بن فيروز الأزرق - ق- أبو جعفر الشيباني الواسطي1 البغدادي، مولى معن بْن زائدة:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطان، ووَكِيع، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وحسين الْجُعْفيّ، وطائفة.

وعنه: ق. حديثًا واحدًا، وإسماعيل القاضي، وابن أَبِي الدُّنيا، وإسماعيل الوراق، والحسين المَحَامِليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وخلْق.

وثقَّه الدّارَقُطْنيّ، وغيره، تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.

418-

محمد بْن الحسن بن تسنيم -د- أبو عبد الله الأزدكي العتكي البصري2، نزيل الكوفة:

عَنْ: محمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وحجاج الأعور، ورَوْح بْن عُبَادة.

وعنه: د. وعَبْدان الأهوازيّ، وعبد اللَّه بْن زيدان، ومحمد بْن الْحُسَيْن بْن مَكْرَم، وابن خُزَيْمَة، وجماعة.

مات فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

419-

محمد بْن الْحَسَن بْن جعْفَر الْبُخَارِيّ3:

عَنْ: يزيد بْن هارون، وعن: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، وهذه الطبقة.

وعنه: محمد القواس، وغيره.

توفي سنة سبع وخمسين.

1 الجرح والتعديل "7/ 238، 239"، التهذيب "9/ 112".

2 التهذيب "9/ 114، 115".

3 من العلماء المستورين، لا بأس به.

ص: 203

420-

أبو عبد الله النَّيسابوري1:

سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، وعفان، ومحمد بْن سابق، وعبد اللَّه بْن نافع الصّائغ.

وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد بْن سابق، ومكّيّ بْن عَبْدان، وآخرون.

تُوُفّي سنة ستّين.

421-

محمد بْن حفص بْن عُمَر الدُّوريّ2:

أَبُو بَكْر.

عَنْ: حَجّاج الأعور، ومحمد بن مصعب الفرقساني، وغيرهما.

وعنه: والده المقرئ أَبُو عَمْر، وعبد الله بن إسحاق المدائني، محمد بْن مَخْلَد العطّار.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

422-

محمد بْن خَالِد:

أَبُو بَكْر الصَّوْمعيّ الطَّبَريّ. الزّاهد الفقيه3.

رحل وسمع: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ووَكِيعًا، وأبا أسامة، ووُهَيْب بْن جرير، ورَوْح بْن عُبَادة، وطبقتهم.

وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد وعبد اللَّه ابنا الشَّرْقيّ.

تُوُفّي بَنْيسابور سنة أربعٍ وخمسين.

423-

محمد بْن خَالِد4:

أَبُو هارون الرّازيّ الخراز.

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن الْجَهْم، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.

وعنه: أَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم، وابن الْجُنَيْد، وابنه عَبْد الرَّحْمَن، وآخرون.

1 انظر التعليق السابق.

2 الجرح والتعديل "7/ 236، 237".

3 التهذيب "9/ 147".

4 الجرح والتعديل "7/ 245".

ص: 204

وكان صدوقًا صالحًا يختم القرآن كلّ لَيْلَةٍ ويوم.

424-

محمد بْن خَالِد1 -خ-:

عَنْ: محمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن مُوسَى بْن أَعْيَن، ومحمد بْن وَهْبُ بْن عطيّة.

وعنه: خ.

قَالَ الكَلَاباذيّ، والحاكم أبو عبد الله، وأبو مَسْعُود الدّمشقيّ، وأبو الحَجّاج الكلبيّ: إنّه محمد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بن خالد الذهلي.

425-

محمد بن حشيش الْجُعْفيّ2:

عَنْ: ابن فُضَيْل، وأبي أسامة، وجماعة.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: صدوق، قد أدركته وكتبت من حديثه، ولم يتهيَّا لي أن أسمع منه.

426-

محمد بْن خطّاب:

أَبُو جعْفَر المَوْصِليّ الزّاهد3.

كَانَ كبير القدر، يتآلف النّاس عَلَى طاعة اللَّه تعالي، ولا يكاد يدّخر شيئا.

روى عَنْ: مالك بْن سُعَيْر بْن الخِمْس، ومؤمّل بْن إِسْمَاعِيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ.

وصنف سننا.

وعنه: العلاء بن أيوب، ومحمد بن حامد الصائغ، والمواصلة.

وكان أحد الأجواد، له أخبار في الكرم مع الفقر، رحمة الله عليه.

توفي سنة سبع وخمسين ومائتين.

1 الثقات لابن حبان "9/ 144".

2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 248".

3 الثقات لابن حبان "9/ 139".

ص: 205

427-

محمد بن خلف بن عمار العسقلاني1 -ن. ق- عَنْ: ضَمْرَةَ بْن ربيعة، وعُبَيْد اللَّه بن موسى، وأبو علي الحنفي، طائفة:

وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن أبي دَاوُد، وأبو الْحَسَن بْن جَوْصَا، وآخرون.

وكان مِن أئمة العلم.

تُوُفّي سنة ستّين.

428-

محمد بن داود بن أبي ناجية -د- أبو عبد الله الإسكندراني2:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وضَمْرَة بْن ربيعة، وطبقتهم.

وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بْن بُجَيْر، وإِبْرَاهِيم بْن يوسف الهِسنْجانيّ، وجماعة.

وكَان صدوقًا.

تُوُفّي سنة إحدى وخمسين فِي شوّال بالإسكندرية.

429-

محمد بْن دَاوُد التّميميّ القَنْطريّ البغداديّ3:

أخو عَلِيّ بْن دَاوُد.

عَنْ: آدم بْن أَبِي إياس، وسعيد بْن أَبِي مريم، وجماعة.

وعنه: يحيى بْن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

430-

محمد بْن دَيْسَم:

أَبُو عَلِيّ التِّرْمِذيّ الدّقّاق4:

نزيل سامرّاء.

عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وعفان، وموسى بن إسماعيل.

1 الجرح والتعديل "7/ 145"، والتهذيب "9/ 149".

2 انظر: الجرح والتعديل "7/ 250"، التهذيب "9/ 153، 154".

3 تاريخ بغداد "5/ 252".

4 السابق "5/ 269".

ص: 206

وعنه: أَبُو بَكْر الخرائطيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الأثرم، وابن أَبِي حاتم وقال: كتبت عَنْهُ مَعَ أَبِي، وهو صدوق.

431-

محمد بْن زكريّا1:

أَبُو جعْفَر، والد ميمون الحافظ.

سَمِعَ: حَجّاج بْن محمد الأعور، ومَخْلَد بْن الْحُسَيْن الزّاهد.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن ناجية، والمَحَامِليّ.

وثقَّه الخطيب.

432-

محمد بْن زكريّا القُضَاعيّ المصريّ2:

عَنْ: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ.

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين.

قَالَ ابن يونس: كَانَ يفهم ويحفظ الحديث. وكان رجلَا صالحًا.

433-

محمد بْن زَنْجَوَيْه:

أَبُو جعْفَر البصْريّ المؤذّن3.

حدَّث ببغداد عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ومالك بْن سعَيِد، ومسلم بْن قُتَيْبة.

روى عَنْهُ: الْحُسَيْن والقاسم ابنا المحاملي، وجماعة.

توفي سنة سبْعٍ وخمسين فِي رمضان.

434-

محمد بْن زياد بْن معروف الرّازيّ4.

سكن جرجان، وحدَّث عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدشْتكيّ، والسِّنْديّ بْن عَبْدوَيْه.

وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن زُهَير النَّرْسيّ، وعاصم بن سعيد.

1 تاريخ بغداد "5/ 286".

2 ينظر في "حسن المحاضرة".

3 انظر: تاريخ بغداد "5/ 289".

4 الثقات لابن حبان "9/ 120".

ص: 207

وكان من رؤساء جُرْجان.

تُوُفّي سنة سبعٍ وخمسين.

435-

محمد بْن زياد بْن عُبَيْد اللَّه بن ربيع بن زياد -خ. ق- ويقال ابن أَبِي سُفْيَان عُبَيْد اللَّه الزّياديّ البصري1:

ويقال له اليؤيؤ.

سَمِعَ: حماد بْن زيد، وفُضَيْل بْن عيِاض، وعبد الوارث، ويزيد بْن زُرَيْع، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي يحيى المدني، وفضيل بْن سُلَيْمَان، ومُسلْمِ بْن خَالِد الزَّنْجيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، وطائفة.

وعنه: خ. ق. وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الروياني، وابن خزيمة، ومحمد بن حصن الألوسي، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن عروة الهروي، وخلق.

ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربّما أخطأ.

وروى عَنْهُ الْبُخَارِيّ حديثًا واحدًا كالمقرون بغيره، عَنْ غُنْدَر. وكان مُعَمَّرًا من أبناء التّسعين.

وقع لنا حديثه بعُلُوّ من طريق المخلّص. وبقي إلى بعد الخمسين ومائتين فيما أظنّ.

436-

محمد بْن سعد:

أبو عبد الله النَّيسابوري الجلَاب2.

أخو خُشْنام.

سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، ورَوْح عُبَادة.

وعنه: دَاوُد بْن الْحُسَيْن البَيْهقيّ بْن محمد التُّرْك.

ومات فِي ذي الحجّة سنة ست وخمسين.

1 الثقات لابن حبان "9/ 114"، والتهذيب "9/ 168، 169".

2 من العلماء المستورين، لا بأس به.

ص: 208

437-

محمد بْن سعَيِد الْأيْليّ1:

أخو هارون بْن سعَيِد.

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ، وغيره.

وتوفي سنة ثمانٍ وخمسين.

438-

محمد بْن سعَيِد بن حسان بن الأندلسيّ الصّائغ2:

مولي بني أُميّة.

روى عَنْ: أشهب بْن عَبْد العزيز، وعبد اللَّه بْن نافع.

توفي سنة ستين بالأندلس.

439-

محمد بن سلمة:

أبو عامر التجيبي، مولاهم المصري3.

حدث عَنْ: ابن وَهْبُ.

تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس.

440-

محمد بْن سهل بن عسكر -م. ت. ن- أبو بكر التميمي، مولَاهُمُ الْبُخَارِيّ4 نزيل بغداد.

طوّف البلَاد، وسمع: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ووهب بن جرير، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن حسان التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وأبا اليمان، وجماعة كبيرة.

وعنه: م. ت. ن. وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، ومحمد بْن جريج، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وخلْق.

قَالَ النَّسائيّ: ثقة.

1 في عداد المجهولين.

2 جذوة المقتبس "29-32" للحميدي.

3 ينظر في كتاب "حسن المحاضرة".

4 انظر: الجرح والتعديل "7/ 277"، والتهذيب "9/ 207".

ص: 209

وقال أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج: تُوُفّي فِي شَعْبان سنة إحدى وخمسين.

441-

محمد بْن سهل بْن نوح.

أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري1:

سَمِعَ: وَكِيعًا، والنَّضْر بْن شُمَيْل.

وَعَنْهُ: ابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير، وغيرهما.

مات قبل السّتّين.

442-

محمد بْن سهل بْن زَنْجَلَة الرّازيّ2.

أَبُو جعْفَر، مُحَدَّث جوّال.

عَنْ: محمد بْن سابق، وأبي صالح كاتب اللَّيْث، وأبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وطبقتهم.

وعنه: ابن أَبِي حاتم، وصَدَقه.

443-

محمد بْن سلَام بْن السَّكَن البِيكَنْديّ الصغير3:

يروي عن: الحسن بْن سوار البَغَوِيّ، وعَلِيّ بْن الْجَعْد.

وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن واصل الْبُخَارِيّ، وغيره.

يقال إنّه تُوُفّي بمصر.

444-

محمد بْن شُعَيب الأَسَدِيّ النَّيسابوري4:

سَمِعَ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بن الحسن بن شقيق.

وعند: محمد بْن نُعَيْم، وإِبْرَاهِيم السُّكّريّ، وغيرهما مِنَ النيسابوريين.

توفي سنة ستين.

1 من العلماء المستورين، لا بأس به.

2 الجرح والتعديل "7/ 277".

3 التهذيب "9/ 213، 214".

4 من العلماء المستورين، وينظر في "تاريخ نيسابور" للحاكم.

ص: 210

445-

محمد بْن صالح بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ1:

أَبُو عَبْدِ الله العَلَويّ الحسني الحجازي الشاعر.

مدح المتوكّلُ والمنتصر بمدائح كثيرة.

وكان من فُحُول الشعراء، يلبس زيّ الأعْراب. وكان ظريفًا حُلْو المعاشرة.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

446-

محمد بْن صالح بْن مِهْران بْن النّطّاح البصْريّ الإخباريّ2:

المعروف بالنّطّاح.

لَهُ تصانيف فِي أخبار الدُّول، وغير ذَلِكَ.

حدث عن: معتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، والواقديّ، وأبي عُبَيْدة مُعَمِّر بْن المُثَنَّى، ويوسف بْن عطيّة، وجماعة.

وعنه: بِشْر بْن مُوسَى الأَسَدِيّ، والهيثم بْن خَلَف الدُّوريّ.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين. وآخر من روى عَنْهُ أَبُو حامد الحضرمي ببغداد، وأبو روق الهزاني بالبصرة.

وقد روى ابن ماجة فِي تفسيره، عَنِ الْعَبَّاس بْن أَبِي طَالِب، عَنْهُ.

447-

محمد بْن عامر الأندلسي3:

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ المصريّ.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين ومائتين. قاله ابن يونس.

448-

محمد بْن عامر الرازي القزاز4:

1 الفرج بعد الشدة "4/ 354" للتنوخي.

2 الميزان "3/ 74"، التهذيب "9/ 227".

3 جذوة المقتبس "117".

4 الجرح والتعديل "8/ 44".

ص: 211

رحل وسمع: سعَيِد بْن أَبِي مريم، ومحمد بن عيسى الطباع، ومحمد بن سنان العوقي، وحيوة بْن شُرَيْح.

قَالَ ابن أَبِي حاتِم: سَمِعَ منه أَبِي، ولم يتفق لي السماع منة، وكان صدوقًا.

449-

محمد بن عبادة الواسطي1 -خ. د. ق- أبو عبد الله:

عن: إسحاق الأزرق، بْن هارون، وأبي أُسامة، وطبقتهم.

وعنه: خ. د. ق.، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وابن خزيمة، وآخرون.

قال أبو حاتم: صدوق. صاحب نَحْوٍ وأدب. كنيته أَبُو جعْفَر.

450-

محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الْحُسَيْن بْن مُصْعَب الخُزاعيّ الخُرَاسانيّ2:

الأمير أَبُو الْعَبَّاس.

كَانَ رئيسًا محتشمًا، جوادًا، ممدوحًا، أديبًا شاعرًا، مَأْلَفًا لأهل الفضل والأدب، من بيت الإمرة والتَّقَدم.

ولَاه المتوكّلُ عَلَى اللَّه إمرة بغداد، وعظُم سلطانه فِي دولة المعتزّ بالله إلى أن مرض بالخوانيق، فمات في سنة ثلاث وخمسين.

ولم احتضر استخلف عَلَى بغداد أخاه عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه، فأقرّه عليها المعتزّ. وصلى عَلَى محمد ولدُه طاهر بْن محمد.

451-

محمد بن عبد الله "بن المبارك"3 -خ. د. ن-:

الحافظ أبو جعفر القرشي، مولَاهُمُ المخرميّ4، قاضي حُلْوان.

سَمِعَ: وَكِيعًا، ومُعَاذ بْن هشام، ويحيى بْن سعَيِد القطان، وعبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وإِسْحَاق الأزرق، وأبا أسامة، ويحيى "بْن يوسف الزّمّيّ"، ويزيد بْن هارون، وأبا معاوية، وخلقًا.

1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 17"، والتهذيب "6/ 246، 247".

2 تاريخ بغداد "5/ 412-422".

3 بياض في الأصل، وأثبت من السير "12/ 265".

4 الجرح والتعديل "7/ 305"، والتهذيب "9/ 272".

ص: 212

وعنه: خ. د. ن.، ون. أيضا عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ المَرْوزِيّ عَنْهُ، وابن خُزَيْمَة، وابن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، والمَحَامِليّ، وخلْق.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي أَبِي: كَتَبْتَ حَدِيثَ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا نَغْسِلُ، مِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ، وَمِنَّا مَنْ لا يَغْتَسِلُ؟ قُلْتُ: لا.

قَالَ: فِي جانب المخرّم شابّ يقال لَهُ محمد بْن عَبْد اللَّه فاكتبه عَنْهُ.

قَالَ الباغَنْديّ: كَانَ حافظًا متقنًا.

وقال النَّسائيّ، وغيره: ثقة.

ووصفه بالحفظ غير واحد مِنَ الأئمة.

قَالَ عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن سَيَّار الفرهيانيّ: سمعتهم يقولون: قدِم عَلِيّ بْن المَدينيّ بغداد، واجتمع إِلَيْهِ النّاس، فلمّا تفرَّقوا قِيلَ لَهُ: مَن وجدتُ أكْيس القوم؟ قَالَ: هذا الغلَام المُخَرّميّ.

تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين2.

قَالَ الخطيب: كَانَ من أحفظ النّاس للأثر.

وقال السُّلَميّ: نا الدّارَقُطْنيّ نا الْجِعَابيّ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ يَقُولُ: قدِم علينا المُخَرّميّ الدِّينَوَرَ قاضيًا عليها، فمرّ بي يومًا عَلَى حُمَيِّر، ومعي مُحَدَّث أُذَاكِره، فلمّا رَأَى المحبرة والكتاب سلّم وقال: ما الَّذِي أنتم فِيهِ؟

قُلْنَا: نتذاكر حديث إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد.

فقال للغلَام: امسِك عَلِيّ.

فنزل وجلس إلينا، وذكر نحو ثمانمائة حديثٍ مِن مقطوع ومُسْنَد لإسماعيل.

452-

محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سنجر1.

أبو عبد الله الجرجاني الحافظ، صاحب "المسند".

طوف البلاد.

1 ترتيب المدارك "1/ 223".

ص: 213

وسمع: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة، ويزيد بْن هارون، وعبد اللَّه بْن نُمَيْر، وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وأبا نُعَيْم، وخالد بْن مَخْلَد، وأبا بَكْر الحُمَيْديّ، وطبقتهم.

وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وأحمد بْن عَمْرو الألْبيريّ الحافظ، وعبد الجبّار بْن أَحْمَد السَّمرْقَنْديّ بمصر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن محمد بْن رشْدين، ومحمد بْن دليل، وعيسى بْن مِسْكين، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن الضّحاك، وجماعة مِنَ الرحالين.

قال ابن سنجر: خرجت إلى الرّحله ومعي إِسْحَاق الكَوْسَج، وكان معي تسعة آلاف دينار.

وكان إِسْحَاق يورّق لي ويتزوّج فِي كلّ بلد، وأؤدّي عَنْهُ المهر.

وثقَّه ابن أَبِي حاتم، وغيره.

وكان قد سكن بلَاد مصر، فتوفي فِي ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين بقرية قطابة. وكان قد سكنها فِي آخر عُمره.

453-

محمد بْن عبد الله بن يزيد -ن. ق- أبو يحيى بن المقرئ أبي عبد الرحمن المكي1:

سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأيوب بْن النّجّار اليَمَاميّ، وسعيد بْن سالم القدّاح.

وعنه: ن. ق. وأبو الْحَسَن بْن جَوْصا، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد، وآخرون.

وثقه النسائي.

وتوفي سنة ست وخمسين في شعبان.

وقع لنا حديثه عاليا في "جزء البانياسي"، وغيره.

454-

محمد بن عبد الرحمن الهروي.

أبو عبد الرحمن. عراقي حافظ.

1 انظر: الجرح والتعديل "7/ 307"، والتهذيب "9/ 284".

ص: 214

نزل الري، وحدَّث عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، ويزيد بْن هارون، وابن أَبِي فُدَيْك، وطبقتهم1.

وعنه: عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وابن أَبِي حاتم، وقال: حافظ لحديث الزُّهْريّ، ومالك. صدوق.

455-

محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن علي -ق- أبو بكر الجعفي2:

عَنْ: عمّ أَبِيهِ حسين بْن عَلِيّ الْجُعْفيّ، وأبي أُسامة، وزيد بْن الحُباب، وأسباط بْن محمد، وأبي يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بْن بِشْر العَبْديّ، وعمر بْن شبيب المُسْليّ، وطائفة.

وعنه: ق. وأبو دَاوُد فِي كتاب "القدَر" لَهُ، وابنه أَبُو بَكْر، وأَبُو عَرُوبة، ومحمد بْن جعْفَر بْن ملَاس، وأحمد بْن عُمَر بْن جَوْصا، وأَبُو الْجَهْم بْن طلَاب المَشْغَرانيّ، وأَبُو الفضل أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن هلَال السُّلَميّ، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: سَأَلت أَبَا بَكْر بْن أَبِي شَيْبة عَنْهُ فقال: كَانَ يحفظ الحديث، كَانَ جيّد الحفظ للمُسْنَد والمُنْقَطِع.

وقال أَبُو زُرْعَة: التقيتُ معه وحفظت منه أشياء.

وقال ابن يونس: قدِم مصر وكتبتُ عَنْهُ، وخرج إلى دمشق.

وتُوُفّي يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خَلَت من جُمَادَى الآخرة سنة ستين ومائتين.

456-

محمد بْن أَبِي نوح عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان البغداديّ3:

ويدعى أَبُوه: قراد.

حدث عن: مالك بْن أَنَس، وشَرِيك القاضي، والمنكدر بن محمد، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد.

وعنه: أحمد بن عبد الله بن سابور، وعبد الله بن محمد بن ياسين، والمحاملي.

قال الدارقطني: متروك.

1 الجرح والتعديل "7/ 326، 327".

2 الجرح والتعديل 7/ 313"، والتهذيب"9/ 296".

3 تاريخ بغداد "2/ 311"، والميزان "3/ 625".

ص: 215

وقال ابن عدي: هو ممن يتهم بوضع الحديث، يروي عَنِ الثّقات بواطيل.

وقال ابْن حِبّان، وذكر لَهُ مناكير: سَأَلت ابن خُزَيْمَة مرارًا مرارا عَنْ هذه الأحاديث، ثمّ قرأت عَلَيْهِ، فلمّا قلت: حدَّثكم محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوان، أدخل إصبعيه فِي أُذُنَيْه فِي أوّل شيءٍ ثمّ قَالَ: نعم، وأنا خائف أنّه كذّاب.

457-

محمد بْن عَبْد الرحيم بن أبي زهير الحافظ -خ. د. ت. ن- أبو يحيى العدوي، مولى عمرو رضي الله عنه الفارسيّ ثمّ البغداديّ، صاعقة1.

طوّف، وسمع: يزيد بْن هارون، وشَبَابة بْن سَوّار، وأبا أحمد الزُّبَيْريّ، وَمُعَلَّى بْن منصور، ورَوْح بْن عُبَادة، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد، وطبقتهم. وعنه: خ. د. ت. ن.، وزكريّا خيّاط السنة، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، والحسين المحاملي، وطائفة.

وثقة النسائي، وغيره.

وقال أبو بكر الخطيب: كان متقنا ضابطا عالما حافظا.

وقال محمد بن محمد بن داود الكرجي: سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ، وكان بزازا.

قال السراج قَالَ لي: وُلِدتُ سنة خمسٍ وثمانين ومائة؛ ومات فِي شَعْبان سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.

458-

محمد بْن عَبْد الملك بْن زَنْجَوَيْه2 أَبُو بَكْر البغداديّ الغزّال. صاحب الْإمَام أَحْمَد وجاره. طوّف الكثير، وسمع: عَبْد الرّزّاق، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، ويزيد بْن هارون، وزيد بْن الحُبَاب، وأبا المغيرة الحمصيّ، وجعفر بْن عَوْن، وطبقتهم.

وعنه:، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ، وأَبُو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وعبد اللَّه بْن عُرْوَة الهَرَويّ، وخلْق. وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، والحسين والقاسم ابنا المَحَامِليّ.

1 الجرح والتعديل "8/ 9"، والتهذيب "9/ 311، 312".

2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 5"، التهذيب "9/ 315، 316".

ص: 216

وثقَّه النَّسائيّ، وغيره.

وكان من أجلَاس الحديث.

تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين.

459-

محمد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو الرَّقّيّ1:

كَانَ يَخْضِب، وله عقِب بالرَّقَّة.

بقي إلى سنة سبْعٍ وخمسين، ولا أعلم لَهُ رواية.

460-

محمد بن عبيد الله بن العظيم - ن. - أبو عبد القرشي الكريزي الكندي البصري الفقيه2:

قاضي الدّيار الْمِصْريّة.

روى عَنْ: الْحَسَن بْن بِشْر البَجَليّ، وأَبِي عاصم النّبيل، وإِبْرَاهِيم بْن زياد سَبَلَان، وعَلِيّ بْن المَدينيّ، وجماعة.

وعنه: ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن محمد الدّمشقيّ سلجويه.

قال النسائي: لَا بأس بِهِ.

قَالَ أَبُو عَلِيّ الحرّانيّ: مات بالرَّقَّة سنة ستين.

461-

محمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان بْن مروان:

أبو عبد الله البغداديّ الثَّقفيّ3.

عَنْ: يحيى القطّان، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُميَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وطائفة.

وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر

1 الجرح والتعديل "8/ 3".

2 التهذيب "9/ 324".

3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 25".

ص: 217

البصْريّ الحرّانيّ، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وأبو حامد الحضرمي، وخلق.

قَالَ أَبُو حامد: ثقة.

وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة اثنتين وخمسين.

462-

محمد بْن عثمان بن كرامة1 -خ. د. ت. ق-:

أَبُو جعْفَر، وقيل: أبو عبد الله العجِليّ. مولَاهُمُ الْكوفيّ، نزيل بغداد.

كَانَ وراق عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، فسمع منه، ومن: عبد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبي أُسامة، ومحمد بْن بِشْر، وحُسَين الْجُعْفيّ، ومحمد، وَيَعْلَى ابني عُبَيْد، وجماعة.

وعنه: خ. د. ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وابن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.

قال أبو حاتم، وغيره: كان صدوقا.

وقال مطين: مات في رجب سنة ست وخمسين.

قال: وقع لنا حديثة عاليا، أخبرناه أَبُو المعالي الهَمَدانيّ، عَنْ أَبِي بَكْر بْن شابور، عَنْ عَبْد العزيز الشّيرازيّ" ح. " وأنبأناه أَبُو المُرْهَف القَيْسيّ: أَنَا ابن الحُصَريّ، أَنَا ابن الْبَطِّيِّ قالَا: أَنَا رِزْقُ اللَّه، أَنَا ابن مَهْديّ، أَنَا ابن مَخْلَد، عَنْهُ.

وعند ابن اللِّتّيّ عدّة أحاديث عالية لَهُ.

463-

محمد بْن عُقْبة بْن عَلْقَمَةَ البَيْروتيّ2:

عَنْ: أَبِيهِ، وخالد بْن يزيد.

وعنه: محمد بْن محمد الباغَنْديّ، وأحمد بْن جَوْصا.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

وقال ابن أبي حاتم: كُتُب إليَّ من بيروت ببعض حديثه.

1 الجرح والتعديل "8/ 25"، والتهذيب "9/ 338".

2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 36"، واللسان "5/ 285".

ص: 218

464-

محمد بن عقيل بن خويلد -ن. ق-:

أبو عبد الله الخزاعي النيسابوري1، الرّجلُ الصّالح.

روى عَنْ: حفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه، وجعفر بْن عَوْن، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن واقد، وأبي عاصم، وجماعة.

وعنه: ن. ق. وأَبُو دَاوُد فِي كتاب "النّاسخ والمنسوخ"، وأبو بَكْر بْن زياد، وأَبُو عَوَانَة، وابن خُزَيْمَة، وأَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وجماعة آخرهم محمد بْن عَلِيّ المذكِّر شيخ الحاكم.

تُوُفّي سنة سبْعٍ وخمسين.

قَالَ النَّسائيّ: ثِقةً.

قُلْتُ: لَهُ عدّة أولَاد رَوَوْا.

465-

محمد بْن عَلِيّ بْن ". . . "2:

عَنْ: عَبْد الوهّاب بْن عطاء، وغيره.

وحدَّث بالمَوْصِل.

تُوُفّي سنة ست.

466-

محمد بن ". . . "3:

أبو جعفر.

روى عَنْ: أَبِيهِ. وسمع من أَبِي عُبَيْد "غريب الحديث".

روى عَنْهُ: ". . . "4 بْن أَبِي سعد الورّاق.

وثقه الدارقطني.

1 التهذيب "9/ 347، 348".

2 بياض في الأصل، وهو في عداد المجهولين.

3 بياض في الأصل.

4 بياض في الأصل.

ص: 219

467-

محمد بْن خَلَف الكوفيّ1:

عَنْ: "يحيى بْن"2 هاشم السِّمْسار، وعَمْرو بْن عَبْد الغفّار.

وعنه: أَبُو ذَرّ أَحْمَد بْن الباغَنْديّ.

468-

محمد بْن عُمَر بْن هيّاج الصّائديّ الكوفيّ3:

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْنُ صُبَيْحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.

وعنه: ت. س. ق.، وأبو طاهر الْحَسَن بْن فِيل، وابن خُزَيْمَة، وابن أبي داود، وجماعة.

توفي سنة خمس وخمسين.

469-

محمد بن عمر بن الوليد -ت. ق-:

أبو جعفر الكندي الكوفي4.

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، ومحمد بْن فُضَيْل.

وعنه: ت. ق. أيضًا، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، ويحيى بْن صاعد، وبدر بْن الهَيْثَم، وآخرون.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين:

470-

محمد بْن عُمَر بْن أَبِي مذعور5:

أَبُو جعْفَر البغداديّ.

عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، وحَرَميّ بْن عمارة، وجماعة.

وعنه: أَحْمَد بْن محمد الْأدَميّ، ومحمد بْن مَخْلَد العطّار.

تُوُفّي فِي ذي الحجة سنة ثمان وخمسين.

1 تاريخ بغداد "5/ 235".

2 بياض في الأصل، وأثبته من "تاريخ بغداد".

3 الجرح والتعديل "8/ 32".

4 الجرح والتعديل "8/ 32"، والتهذيب "9/ 368".

5 الجرح والتعديل "3/ 24".

ص: 220

471-

محمد بْن عَمْرو بْن أَبِي مذعور1:

أبو عبد الله البغداديّ ابن عمّ محمد بْن عُمَر المذكور قبله، وهُوَ الأسنّ.

سَمِعَ: عَبْد العزيز بن أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة.

تُوُفّي بعد الخمسين ومائتين.

472-

محمد بْن عَمْرو بْن يونس2:

أَبُو جعْفَر التَّغْلِبيّ الكوفيّ. ويُعرف بالسُّوسيّ.

حدَّث بدمشق ومصر عَنْ: أَبِي معاوية الضّرير، وابن نُمَيْر.

وعنه: أبو الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وجماعة.

توفي سنة تسع وخمسين.

473-

محمد بن عمرو بن عون:

أبو عون الواسطي3. سمع أباه ومحمد بن أبان الواسطي.

وعنه: الباغندي، وابن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: ثقة.

474-

محمد بْن عَمْرو بْن حَنَان الكَلبيّ الحمصيّ4 -ن-:

حدَّث ببغداد عَنْ: بقية بْن الوليد، وضَمْرَة بْن ربيعة، ويحيى بْن سعَيِد العطّار، وجماعة.

وعنه: ن. وابن جَوْصا، والقاضي المحاملي، وآخرون.

وثقة الخطيب ومات سنة سبع وخمسين ومائتين.

وكان مولده سنة أربع وسبعين ومائة.

1 أخبار القضاة "2/ 395".

2 من العلماء المستورين، ولا بأس به.

3 الجرح والتعديل "8/ 34".

4 انظر: تاريخ بغداد "3/ 128"، والتهذيب "9/ 372".

ص: 221

475-

محمد بن عيسى بن رزين التيمي الرازي1:

ثم الأصبهاني المقرئ. أحد أعلام القرآن العظيم.

قرأ علي: نصير، وعلى: خلاد بن خالد، وجماعة.

قرأ عليه: الحسن بن العباس الرازي، وأبو سهل حمدان، وجماعة.

وروى الحديث أيضا عَنْ: إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وعبد الرحمن الدشتكي، وجماعة.

وصنف كتاب "الجامع في القراءات". وكان رأسا في العربية، وصنف في العدد والرسم وغير ذلك.

قال أبو نعيم: ما أعلم أحدا أعلم منه في فنه، يعني القراءات.

نقله أبو نعيم عَنْ أَبِي زُرْعَة الرّازيّ.

وله اختيار حَسَن فِي القراءات. وكان شيخ تِلْكَ الدّيار، رحمه الله تعالى.

وقال الداني: أجل أصحابه الفضل بن شاذان.

وممن قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

وقيل: تُوُفّي سنة إحدى وأربعين، والأوّل أشبه. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق

476-

محمد بْن عيسى. أبو عبد الله الأصبهاني الزّجّاج، إمام جامع إصبهان:

رحل وكتب الكثير، روى عَنْ: أَبِي عاصم النبّيل، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، والحسين بْن حفص.

وعنه: محمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزُّهْريّ، وغيرهما.

477-

محمد بن غالب:

أبو جعفر الأنماطي البغدادي المقرئ2.

1 الجرح والتعديل "8/ 39".

2 تاريخ بغداد "3/ 143".

ص: 222

أخذ القراءة عرضا عَنْ شجاع بْن أَبِي نصر، وهو أضبط أصحابة، عَنْ أَبِي عَمْرو.

وقرأ عليه: أحمد بن إبراهيم القصباني، والحسن بن الحباب، ونصر بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن معلى الشونيزي، وغيرهم. وكان مع حذقه بالقرآن أميًا لَا يكتب.

قَالَ النّقّاش: وكان ينادي فيكسب فِي اليوم القيراط وأكثر. وكان رجلَا صالحًا ورِعًا.

وقال عَبْيد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم: مات أستاذي محمد بْن غالب سنة أربعٍ وخمسين ببغداد.

وممّن قرأ عَلَيْهِ: الْحَسَن بْن الْحَسَن الصّوّاف، وأحمد بْن مَرْدُوَيْه القصَبَانيّ، والعباس بْن الفضل الرّازيّ.

478-

محمد بْن الفضل:

أَبُو جعْفَر الجرجائي الكاتب1.

ولي وزارة المتوكّلُ عندما نُكِبَ ابن الزّيّات، ثمّ عزله عَنْ قريب، ثمّ وزر قليلَا للمستعين.

وكان بين موته وموت الفضل بْن مروان الوزير أيّامٌ يسيرة.

479-

محمد بْن الفضل بْن خدِاش الْبُخَارِيّ ثمّ البلْخيّ2:

سَمِعَ: المقرئ وَيَعْلَى بْن عُبَيْد، وأبا جَابرِ، ومحمد بْن عَبْد الملك، ومحمد بْن سلَام البِيكَنْديّ، ترجمه السُّليمانيّ وقال: روى عَنْهُ شيوخنا.

480-

محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ الزّاهد3، حجّ، وسمع: عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبا ضَمْرَةَ، وأبا أُسامة.

1 الفرج بعد الشدة "4/ 419، 420".

2 من العلماء المستروين، لا بأس به.

3 لم نقف عليه.

ص: 223

وعنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن محمد الذَّهَبيّ، وعَلِيّ بْن أَحْمَد البلْخِيان.

وكان صدوقًا.

تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

481-

محمد بْن قُدامة الطُّوسيّ1:

عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد.

وعنه: محمد بْن مَخْلَد العطّار.

مجهول الحال.

482-

محمد بْن كرّام بْن عِرَاق بْن حُزَابَة بْن البَرَاء2:

الشَّيْخ الضّالّ المجسّم أبو عبد الله السِّجِسْتانيّ، شيخ الكراميين.

حدث عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن يوسف البلْخيّ، وعبد اللَّه بْن مالك بْن سُلَيْمَان الهَرَويّ، وأحمد بْن" عَبْد اللَّه" الْجُوَيْباريّ، وجماعة. وعنه محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن سُفْيَان وعبد اللَّه القيراطيّ وإِبْرَاهِيم بْن حَجّاج النَّيسابوريون.

قَالَ الحاكم: وُلِد بقريَةٍ من قرى "زرنج" بسِجسْتان، ثمّ دخل خراسان وأكثر الَاختلَاف إلى أَحْمَد بْن حَرْب الزّاهد.

سَمِعَ اليسير من: عَلِيّ بْن إِسْحَاق السَّمرْقَنْديّ، عَنْ محمد بْن مروان، عَنِ الكْلبيّ.

وسمع ". . . "3.

قَالَ: وأكثر عَنْ أَحْمَد الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم الفاريابيّ. ولو عرفهما لأمسكَ عَنِ الرّواية عَنْهُمَا.

ولمّا ورد نَيْسابور بعد المجاورة بمكّة خمسَ سنين وانصرف إلى سجسْتان، وباع بها ما كَانَ يملكه، وجاء إلى نيسابور، حبسه محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر، وطالت

1 تاريخ بغداد "3/ 190".

2 الميزان "5/ 21، 22"، السير "11/ 523".

3 بياض في الأصل.

ص: 224

مِحْنَتُه، فكان يغتسل كلّ يوم جمعة، ويتأهَّب للخروج إلى الجامع، ثمّ يَقُولُ للسّجان: أتأْذَنُ ليَ فِي الخروج؟ فيقول: لَا.

فيقول: اللهمّ إنيّ بذلت مجهودي، والمَنْعُ مِن غيري.

قَالَ: وبلغني أَنَّهُ كَانَ معه جماعة مِنَ الفقراء، وكان لباسُه مَسْكُ ضَأن مدبوغ غير مخيط، وعلى رأسه قَلَنْسُوَة بيضاء. وقد نُصِب لَهُ دُكّان لَبِن. وكان يُطَرح لَهُ قطعة فَرْو فيجلس عليها ويعِظ ويُذَكِّر ويحدِّث.

قَالَ: وقد أثْنى عَلَيْهِ، فيما بلغني، ابن خُزَيْمَة، واجتمع بِهِ غير مرّة. وكذلك أَبُو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن الحاكم، وهما إماما الفريقين.

وحدثني محمد بْن حمدون المذكِّر: ثنا أَبُو الفضل محمد بْن الْحُسَيْن الصّفّار: سَمِعْتُ ابن كَرّام الزّاهد يَقُولُ: خمسة أشياء من حياة القلب: الجوع، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتِّضَرُّع عند الصُّبْح، ومجالسة الصّالحين.

وقال عَبْد اللَّه بْن محمد بْن سَلْم المقدسي: سَمِعْتُ محمد بْن كَرّام يَقُولُ: قَدَرُ فَرْعَوْن أنْ يؤمِن ولكن لم يؤمن.

قلت: هذا كلَامٌ يقوله المعتزليّ والسُّنّيّ، وكلّ واحدٍ منهما يقصد بِهِ شيئًا.

وعن يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ قَالَ: الفقر بساط الزُّهّاد، وابن كَرّام عَلَى بساط الزاهدين.

وقال محمد بْن الْحُسَيْن الصّفّار: سَمِعْتُ ابن كَرّام يَقُولُ: الخوف يمنع عَنِ الذنوب، والحُزْن يمنع عَنِ الطّعام، والرّجاء يقوّي عَلَى الطّاعة، وذِكْر الموت يُزْهِد فِي الفُضُول.

وقال أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الهَرَويّ: سَمِعْتُ عثمان الدّارِميّ يَقُولُ: حضرت مجلس أمير سجِسْتان إِبْرَاهِيم بْن الحُصَيْن يوم أُخرج محمد بْن كَرّام من سجِسْتان، وحضر عثمان بْن عفّان السِّجِسْتانيّ وأهل العلم، فدُعي محمد بْن كَرّام، فقال لَهُ الأمير: ما هذا العلم الَّذِي جئتَ بِهِ؟ ممّن تعلّمت ومَن جالست؟ قَالَ: إلْحَامٌ أَلْحَمْنيه اللَّه تعالى، بالحاء.

فقال لَهُ: هَلْ تُحْسِن التشهد؟

ص: 225

قَالَ: نعم، الطَّلَوَات للَّه؛ بالطّاء، حتى بلغ إلى قوله: السّلَام عليك أيُّها النَّبِيّ. فأشار إلى إِبْرَاهِيم بْن الحُصَين، فقال لَهُ: قطع اللَّه يدك. وأمرَ بِهِ فصُفِع وأُخْرج.

وقال ابن حِبّان: محمد بْن كَرّام كَانَ قد خُذِل حتّى التقط مِن المذاهب أردأها، ومِن الأحاديث أوهاها. ثمّ جالس الْجُويْبَاريّ، ومحمد بْن تميم السَّعْديّ، ولعلّهما قد وضعا عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والصّحابة والتابعين مائة ألف حديث. ثمّ جالس أَحْمَد بْن حَرْب، وأخذ عنه التقشف.

ولم يكن يُحْسِن العِلم. وأكثر كُتُبه المصنَّفة صنّفها لَهُ مأمون بْن أَحْمَد السُّلَميّ.

وحدثني محمد بْن المنذر، سمعَ عثمان بْن سعَيِد الدّارِميّ يَقُولُ: كنتُ عند إِبْرَاهِيم بْن الحُصَين، إذ دخل علينا رجلٌ طُوالٌ عَلَيْهِ رقاع، فقيل: هذا ابن كَرّام.

فقال لَهُ إِبْرَاهِيم: هَلِ اختلفت إلى أحد العلماء؟ قَالَ: لَا.

قَالَ: "لقيتَ" عثمان بْن عفّان السِّجِسْتانيّ؟ قَالَ: لَا.

قَالَ: فهذا العلم الَّذِي تقوله، من أَيْنَ لك؟ قَالَ: هذا نورٌ جعله اللَّه فِي بطني.

قَالَ: تُحْسِن التشهد؟ قال: نعم، التهيات له والصلوات والتيبات. السام أَلَيْنا وأَلَى إبادِ اللَّه الصّالحين، أَشْحدُ أنّ لا إله إلا الله وأشحد أن مُهَمَّدًا أَبْدُكَ ورسُولُك.

قَالَ: قُمْ، لَعَنَك اللَّه. ونفاه من سجستان.

قال ابن حِبْان: هذا حاله فِي ابتداء أمره، ثمّ لمّا أخذ فِي العِلم أحبّ أنْ ينشئ مذاهب لتُعْرف بِهِ. جعلَ الْإِيمَان قولَا بلَا معرفة قلب، فلزِمه أنّ المنافقين لَعَنَهُمُ اللَّه مؤمنون.

قَالَ: وكان يزعم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يكن حُجّة اللَّه عَلَى خلقه؛ إنّ الحُجَّة لَا تَنْدرس ولا تموت. وكان يزعم أنّ الاستطاعة قبل الفِعْلِ. وكان يُجسّم الرّبّ جلّ وعلَا، وكان داعيةً إلى البِدَع؛ يجب ترك حديثه فكيف إذا اجتمع إلى بِدْعته القَدْح فِي السُّنن وَالطَّعْنُ فِي مُنْتحليها.

قلت: ونظيره فِي زُهده وضلَاله عَمْرو بْن عَبْيد. نسأل اللَّه السّلَامة.

وأخبث مقالَاته: أنّ الْإِيمَان قَوْل بلَا معرفة قلْب، كما حكاه عنه ابن حبان1.

1 الفرق بين الفرق "ص/ 223"، للبغدادي بتحقيقي.

ص: 226

وقال أَبُو محمد بْن حزم: غُلَاة المُرْجئة طائفتان، قَالَتْ إحداهما: الْإِيمَان قول باللّسان وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن ولي الله، من أهل الجنّة. وهو قول محمد بْن كَرّام السِّجِسْتانيّ وأصحابه. وقالت الأخرى: الْإِيمَان "للمُقِرّ بالشهادتين"1 وإنْ أعلنَ الكُفر بلسانه.

وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجِ: شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ" الْبُخَارِيَّ، وَدُفِعَ" إِلَيْهِ كِتَابٌ مِنْ محمد بْنِ كَرَّامٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثَ مِنْهَا: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَفَعَهُ:"الْإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ".

فَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ: مَنْ حَدَّثَ بها استوجب الضرب الشديد و "الحبس" الطَّوِيلَ.

قَالَ الْحَاكِمُ: وَحَدَّثَنِي الثِّقَةُ قَالَ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ محمد الدَّهَّانُ: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَرَّامٍ الزَّاهِدُ مِنْ نَيْسَابُورَ فِي سنة إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي صَفَرٍ سنة خَمْسٍ وَخَمْسِينَ.

وَمَكَثَ فِي سِجْنِ نَيْسَابُورَ ثَمَانِ سِنِينَ.

قَالُوا: وَتُوُفِّيَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنَ اللَّيْلِ. فَحُمِلَ بِالْغَدِ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِمَوْتِهِ إِلا خَاصَّتُهُ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الأَنْبِيَاءِ بِقُرْبِ زَكَرِيَّا وَيَحْيَى عليهما السلام. قَالَ: وَتُوُفِّيَ وَأَصْحَابُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ نَحْوَ عِشْرِينَ أَلْفًا.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ كُرْدُوسٌ: سَمِعْتُ محمد بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَعْرُجْ إِلَى السَّمَاءِ كَلِمَةٌ أَعْظَمُ وَأَخْبَثُ مِنْ ثلاثٍ: قَوْلُ فِرْعَوْنَ: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى. وَقَوْلُ بِشْرٍ المُرِّيسِيِّ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. وَقَوْلُ محمد بْنِ كَرَّامٍ: الْمَعْرِفَةُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيمَانِ.

قال الحسن بن إبراهيم الجوزقاني الهمذاني فِي كِتَابِ "الْمَوْضُوعَاتِ" لَهُ: كَانَ ابْنُ كَرَّامٍ يَتَعَبَّدُ وَيَتَقَشَّفُ، وَأَكْثَرُ ظُهُورِ أَصْحَابِهِ بِنَيْسَابُورَ وَأَعْمَالِهَا، وبيت المقدس. ومنهم طَائِفَةٌ قَدْ عَكَفُوا عَلَى قَبْرِهِ، مَالَ إِلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنَ الْعَامَّةِ لاجْتِهَادِهِمْ وَظَلَفِ عَيْشِهِمْ. وَكَانَ يَقُولُ: الإِيمَانُ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَهُوَ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ مُجَرَّدٌ عَنْ عَقْدِ الْقَلْبِ، وَعَمَلِ الأَرْكَانِ. فَمَنْ أَقَرَّ بِلِسَانِهِ بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقًّا، وَإِنِ اعْتَقَدَ الْكُفْرَ بِقَلْبِهِ، وَالتَثْلِيثَ، وَأَتَى كُلَّ فَاحِشَةٍ وَكَبِيرَةٍ، إِلا أَنَّهُ مُقِرٌّ بلسانه، فهو موحد ولي الله

1 سقط، انظر المرجع السابق.

ص: 227

من أهل الجنة لا تضره سيئة. فلزمهم مِنْ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ مُؤْمِنُونَ حَقًّا1.

قُلْتُ: كَأَنَّهُ تَمَسَّكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ عليه السلام: "مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ"2.

قَالَ الْجَوْزَقَانِيُّ: وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ تُسَمَّى الْمُهَاجِرِيَّةَ، تَقُولُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جِسْمٌ لا كَالأَجْسَامِ، وَأَنَّ الأَنْبِيَاءَ تَجُوزُ مِنْهُمُ الْكَبَائِرُ إِلا الْكَذِبَ فِي الْبَلاغِ. وَقَدْ نَفَاهُ صَاحِبُ سِجِسْتَانَ وَهَابَ قَتْلَهُ لَمَّا رَآهُ زَاهِدًا بِزِيِّ الْعُبَّادِ، فَقَدِمَ نَيْسَابُورَ، وَافْتُتِنَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا، فنفاه متولي نيسابور، فخرج معه خلق كير مِنْ أَعْيَانِ النَّاسِ. وَامْتَدَّ عَلَى حَالِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَسَكَنَ هُنَاكَ.

وَقَالَ الْمُشْرِفُ بْنُ مُرَجَّا الْمَقْدِسِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ كَرَّامٍ دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَتَكَلَّمَ، فَجَاءَهُ غَرِيبٌ بَعْدَ مَا سَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ حَدِيثًا كَثِيرًا، فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ، فَقَالَ: قَوْلٌ؛ بَعْدَ أَنْ أَمْسَكَ عَنْ جَوَابِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ. فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ حَرَّقُوا مَا كَتَبُوا عَنْهُ، وَنُفِيَ إِلَى زُغَرَ وَمَاتَ بِهَا، فَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.

483-

محمد بْن كَيْسان بْن يزيد.

أبو عبد الله التّميميّ النَّيسابوري3. ويعرف بأبي عَبْد اللَّه المَحَامِليّ.

سَمِعَ: "عَلِيّ"4 بْن عَيَّاش، ووَكِيعًا، والنضر بْن شُمَيْل، وعبد الرَّحْمَن بْن مغْراء، وهارون بْن المغيرة، وجماعة.

وعنه: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب، وابن خُزَيْمَة، وآخرون.

قَالَ الْحُسَيْن القبّانيّ: تُوُفّي سنة أربعٍ وخمسين2.

484-

محمد بْن محمد بْن خلَاد الباهلي5.

أَبُو عَمْر.

عَنْ: مَعْن بْن عيسى، ومسدد.

1 الفرق بين الفرق "ص/ 223".

2 سبق تخريجه.

3 من العلماء المستورين، لا بأس به.

4 بياض في الأصل، والاستدراك من كتب الرجال.

5 التهذيب "9/ 431".

ص: 228

روى "أبو داود عنه"1 رواية.

وروى عنه: أبو روق الهزاني، وأحمد بن الخيل الحريري.

وكان من قتله "الزنج صبرا"2 قال أبو داود: رأيته فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ "فقال: أدخلني الجنة"3 قَالَ: ما ضرك "الوقف"4: توفي سنة سبع وخمسين ومائتين.

485-

محمد بن محمد بن عقبة بْن السَّكن5:

أَبُو الفضل الأَسَدِيّ الْبُخَارِيّ الزاهد.

عَنْ: معلي بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عبد المجيد، وأبي نُعَيْم.

وعنه: إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خَلَف، ويوسف بْن رَيْحان، وسهل بْن شاذُوَيْه.

ذكره ابن ماكولَا. واسم جدّه الثامن "أَحْبش"6، بمْوَحَّدة.

486-

محمد بْن المُثَنَّى بْن عُبَيْد بْن قيس الحافظ -ع- أبو موسى العنزي البصري الزَّمن7:

وُلِد سنة مات حمّاد بْن سَلَمَةَ.

وسمع: يزيد بْن زُرَيْع، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، ومحمد بْن جعْفَر غُنْدَر، ويحيى القطّان، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وطبقتهم.

وعنه: ع.، ون أيضًا، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن صاعد، وابن خُزَيْمَة، وأبو عَرُوبة، وخلْق سواهم كثير، آخرهم أبو عبد الله المَحَامِليّ.

وكان أرجح من بُنْدار وأحفظ، لأنّه رحل، وبندار لم يرحل.

قَالَ أَبُو عَرُوبة: ما رَأَيْتُ بالبصرة أثبت من أبي موسى، ويحيى بن حكيم. مات

1، 2، 3، 4 بياض في الأصل، وأثبتناه من تهذيب الكمال "3/ 1265".

5 الإكمال "1/ 41".

6سقط في الأصل.

7 انظر: الجرح والتعديل "8/ 95"، السير "12/ 123".

ص: 229

سنة اثنتين وخمسين بعد بُنْدار بثلَاثة أشهر، فاتّفقا فِي المولد والوفاة، وطلبا العلم ولهما خمس عشرة سنة أو نحوها. وكان نظيرين فِي الحِفْظ والإتقان. واتفّق الأئمّة السّتّة عَلَى الرّواية عَنْهُمَا.

قَالَ صالح جَزَرَة: كَانَ محمد بْن المُثَنَّى فِي عقله شيء، وكنت أقدّمه عَلَى بُنْدار.

ويُروى عَنْ أَبِي مُوسَى أنّه قَالَ: نَحْنُ قومٌ لنا شَرفَ، صلّى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلينا.

يريد أنّه صلّى إلى عَنَزَة، فما أدري هَلْ فِهم معكوسًا أو أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ مزاحًا.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَنَا محمد بْنُ وهبة اللَّهِ الْمَرَاتِبِيُّ: أَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ سنة تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ: أَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمد: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي إِمْلاءً: ثَنَا محمد بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا"1.

وَأَنْبَأَنَاهُ أَبُو الغنائم بن عِلَّانُ، وَالْمُؤَمَّلُ بْنُ محمد، وَآَخَرُونَ، قَالُوا: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، فَذَكَرَهُ.

وَأَنَا أَحْمَدَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ الْهَرَوِيِّ: أَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنَا أَبُو سعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ، أَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ محمد بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ: ثَنَا مُوسَى، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا".

لَفْظُ أَبِي مُوسَى أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ، سِوَى ابْنِ مَاجَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

وَآَخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيثَ أَبِي مُوسَى عَالِيًا أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ بِالمَوْصِلِ.

487-

محمد بْن المثنى بْن زياد.

أَبُو جعْفَر السِّمْسار2 شيخ بغداديّ زاهد معروف، صحِب بِشْر بْن الحارث مدة، وروى عنه، وعن عفان.

1 حديث صحيح: أخرجه الخباري "1579"، ومسلم "1258"، وأبو داود "1868"، والترمذي "854"، وأحمد "6/ 40".

2 تاريخ بغداد "3/ 286".

ص: 230

وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بْن مَخْلَد، وغيرهما.

قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: هُوَ صدوق.

تُوُفّي سنة ستّين2.

488-

محمد بْن مُسلْمِ:

أَبُو بَكْر البغداديّ القَنْطَريّ الزّاهد1، أحد الأولياء.

قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المنادي: كَانَ ينزل قنطرة بردان، وكان يُشَبَّه ببِشْر الحافي فِي الورع وتَرْك الدُّنيا، يتقوَّت باليسير.

أُخبِرتُ أنه كان ينسخ "جامع سفيان" ببضعة عشر درهمًا منها قُوتُه.

وقيل: كَانَ مُجاب الدَّعوة. وكان الجنيد يزروه.

وقال ابن مَخْلَد: مات فِي ذي الحجّة سنة ستين ومائتين.

489-

محمد بن معاوية ين يزيد بن مالج -ن-:

أبو جعفر البغدادي2.

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن جعْفَر المَدَنيّ، وإِبْرَاهِيم بْن سعْد، وخَلَف بْن خليفة، وغيرهم.

وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن حامد السني، وابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.

وكان يتجر في الأنماط.

قال النسائي: لا بأس به.

490-

محمد بن مَعْدان بْن عيسى الحرّانيّ3 -ن-:

عَنْ: الْحَسَن بن محمد بن أعين، وعبد الله بن يزيد المقرئ.

1 انظر: تاريخ بغداد "3/ 256".

2 تاريخ بغداد "3/ 274"، والتهذيب "9/ 463".

3 الجرح والتعديل "8/ 102"، والتهذيب "9/ 465".

ص: 231

وعنه: ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن المُسَيَّب الأرْغِيانيّ، وجماعة.

وثقة النسائي.

توفي سنة ستين2.

491-

محمد بن معمر بن ربعي1 -ع-:

أبو عبد الله القيسي البصري البحراني الحافظ.

عَنْ: أَبِي أسامة، وحَرَميّ بْن عُمارة، ورَوْح بْن عُبَادة، وجماعة كثيرة. وكان مِن كبار المحدثين وأثباتهم.

روى عَنْهُ: ع.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أَبِي الدُّنيا دَاوُد، وأَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وخلْق.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

492-

محمد بْن المغيرة الشَّهَرزُوريّ2:

عَنْ: أيّوب بْن سُوَيْد الرَّمْليّ، ويحيى بْن الْحَسَن المدائنيّ، وغيرهما.

وعنه: محمد بْن هارون بْن المجدّر، وعمر بْن سعَيِد بْن سِنان.

قَالَ ابن عَدِيّ: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.

493-

محمد بْن منخّل بْن عَبْد اللَّه بْن حمّاد:

أبو عبد الله النَّيسابوري.

سَمِعَ فِي الرّحلة: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأبا ضَمْرَةَ أَنَس بْن عِياض، وجماعة.

وعنه: ابن خُزَيْمَة، وأبو حامد بْن الشَّرْقيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وجماعة.

وكان صدوقًا.

تُوُفّي سنة ثمان وخمسين.

1 الجرح والتعديل "8/ 105"، والتهذيب "9/ 466".

2 انظر: الميزان "4/ 46" واللسان "5/ 386".

ص: 232

قَالَ الْحَسَن بْن محمد بْن جَابرِ: ثنا محمد بن منخل بن عبد الله بن حمّاد بْن سهْم بْن عَبْد اللَّه و ". . . "1 بْن سمُرَة.

قَالَ الْحَسَن: وكان قد جلس بعد موت محمد بن يحيى، واجتمع عَلَيْهِ خلق عظيم.

مات فِي آخر سنة ثمانٍ وخمسين.

وقال الحاكم: أدرك الجماعة، ولم يُدْركهم محمد بْن يحيى. سَمِعَ من عَمْرو السَّدُوسيّ، والنضر بْن شُمَيْل، وسُفْيَان، وابن أَبِي فُدَيْك.

494-

محمد بْن منصور بْن عَبْد الرَّحْمَن.

أبو عبد الله السُّلَميّ النَّيسابوري2.

لم يرحل. وسمع: الحفصيْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرَّحْمَن بْن قيس الزَّعْفَرانيّ، والجارود بن يزيد.

وعنه: جعفر بن أحمد الشاماتي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وجماعة.

توفي سنة ثمان أيضا.

495-

محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم -د. ن- أبو جعفر الطوسي العابد3. نزيل بغداد:

سَمِعَ: سُفْيان بْن عُيَيْنَة، ومُعاذ بْن مُعاذ، وإِسْمَاعِيل بْن عَلَيْهِ، ويعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزُّهْريّ، وجماعة.

وعنه: د. ن. ومُطَيَّن، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله المحاملي، وآخرون.

قال المروذي: سألت أبا عبد الله، عَنْ محمد بْن منصور، فقال: لَا أعلم إلَا خيرًا، صاحب صلَاة.

وقال النسائي: ثقة.

1 بياض في الأصل.

2 انظر: تاريخ بغداد "3/ 24"، والتهذيب "9/ 472، 473".

3 انظر: الجرح والتعديل "8/ 94"، والتهذيب "9/ 472".

ص: 233

وقال ابن شاهين: ثنا أَحْمَد بْن محمد المؤذن: سمعت محمد بن منصور الطوسي وحَوَاليه قوم فقالوا: يا أَبَا جعفر إيش اليوم عندك، قد شكّ النّاسُ فِيهِ يوم عرفة هو أوغيره؟ فقال: اصبِرُوا. ودخل البيت، ثمّ خرج فقال: هو يوم عرفة. فاستحوا أنْ يقولوا لَهُ من أَيْنَ ذاك.

فعدّوا الأيّام فكان كما قَالَ. فَسَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن سلَام الوراق يَقُولُ لَهُ: من أَيْنَ علمت؟ قَالَ: دخلتُ فسألت ربيّ، فأراني الناس فِي الموقف1.

وقال: أَبُو سعَيِد النّقّاش: محمد بْن منصور الطُّوسيّ أستاذ أَبِي الْعَبَّاس بْن مسروق، وأَبِي سعَيِد الخرّاز، كتبّ الحديث ورواه.

ثمّ قَالَ: أنبا أَبُو نصر عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ السّراج: حدَّثني أَحْمَد بْن محمد البَرْذَعيّ: سَمِعْتُ أَبَا الفضل الوَرْثانيّ: سَمِعْتُ أَبَا سعَيِد الخرّاز يَقُولُ: سَأَلتُ محمد بْن منصور الطُّوسيّ عَنْ حقيقة الفَقْر، فقال: السُّكُون عند كلّ عدَم والْبَذْل عند كل وُجود.

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الرّازيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْد العزيز الطَّيْفُوريّ يَقُولُ: سُئِل محمد بْن منصور: إذا أكلت وشبعتَ ما شُكْرُ تِلْكَ النعمة؟ قَالَ: أن تُصلّي حتى لَا يبقى فِي جوفك منه شيء.

وقال الْحَسَين بْن مُصْعَب: ثنا محمد بْن منصور الطُّوسيّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النوم، فقلت: مُرْني بشيء حتّى ألتزمه.

قَالَ: عَلِيّك باليقين.

وعنه قَالَ: يُعرف الجاهل بالغضب فِي كل شيء، وإفشاء السر، والثقة بكل واحد، والعِظة فِي غير موضعها.

تُوُفّي فِي شوّال سنة أربعٍ وخمسين ومائتين. وعاش ثمانيًا وثمانين سنة، رحمه الله.

496-

محمد بْن مُوسَى بْن شاكر2:

1 تاريخ بغداد "3/ 249".

2 انظر: وفيات الأعيان "5/ 161-163"، السير "12/ 338".

ص: 234

أحد الإخوة الثلاثة، هو وأحمد وحسن، الّذين تُنْسَب إليهم حِيَل بني مُوسَى. عنوا بكتب الأوائل، وبذلوا فِي طلبها الأموال، وبَرعوا فِي علم الهندسة والموسيقى، ولهم عجائب في الحيل.

كانوا من شياطين العالم، استعان بهمُ المأمون فِي عمل الرَّصْد.

وطال عمُر محمد بْن مُوسَى واشتهر ذِكره.

تُوُفّي فِي ربيع الأوّل سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. ذكره ابن خلكّان وغيره.

497-

محمد بْن المؤمّل القيّسيّ البغداديّ1 -ق- البصْريّ الأصل.

روى عَنْ: أَبِي هَمّام محمد بْن محبّب الدّلَال، وبَدَلِ بْن المحبّر وغيرهما.

وعنه: ق.، وأَبُو عَرُوبة، وعَبْد الله بْن محمد بن وهب الدينوري.

498-

محمد بن ميمون -ت. ن. ق- أبو عبد الله المكي الخياط2.

عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب، وجماعة.

وعنه: ت. ن. ق.، وابن خُزَيْمَة، وحرمي بن أبي العلاء، ويحيى بن صاعد، وآخرون.

قال أبو حاتم: كان أميا مغفلا.

وقال غيره: توفي سنة اثنتين وخمسين.

وقال النَّسائيّ فِي سُنَنه الكبير: لَيْسَ بالقويّ.

499-

محمد بْن أَبِي ميمون القَيْروانيّ3:

شيخ مُسِنّ.

روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وهْب.

ومات فِي ربيع الآخر سنة أربع وخمسين.

1 التهذيب "9/ 483".

2 الجرح والتعديل "8/ 81"، والتهذيب "9/ 485".

3 في عداد المجهولين.

ص: 235

500-

محمد بْن نَجِيح بْن بُرد:

أَبُو عامر المصريّ1.

روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن وَهْبُ أيضًا.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين.

501-

محمد بن نصر بن عبد الخَرْجانيّ2:

عَنْ: يحيى بْن أَبِي بكُيْر الكرْمانيّ، وداود بْن إِبْرَاهِيم الواسطيّ.

وعنه: ابنه، وأحمد بْن عَبْدان، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، وأهل أصبهان.

وثقَّه أَبُو نُعَيْم الحافظ.

وتُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.

502-

محمد بْن نصر النَّيسابوري الفرّاء3 -ن-:

عَنْ: أَبِي عُبَيْد القاسم بْن سلَام، وأيّوب بْن سُلَيْمَان بْن بلَال، وسُلَيْمَان بْن حَرْب، وعَلِيّ بْن المَدِينيّ، وخلْق.

وعنه: ن. ووثقه، وأحمد بْن محمد بْن الأزهر، وحرب الكرمانيّ، وأَحْمَد بْن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن السّاميّ، وغيرهم.

503-

محمد المهتدي بالله4:

الخليفة الصّالح أمير المؤمنين أَبُو إِسْحَاق، وقيل: أبو عبد الله بْن الواثق بالله محمد بْن هارون بْن المعتصم بالله أَبِي إِسْحَاق محمد بْن الرشيد الهاشميّ العبّاسيّ.

وُلِد فِي خلَافة جدِّه سنة بضع عشرة ومائتين، وبُويع بالخلَافة لِلَيْلَةٍ بقيت مِن رجب سنة خمسٍ وخمسين، وله بضعٌ وثلَاثون سنة.

وما قبِلَ بيعة أحدٍ حتّى أُتِيَ بالمعتز بالله، فلمّا رآه قام له وسلم على المعتز

1 انظر السابق.

2 ذكر أخبار إصبهان "2/ 199".

3 التهذيب "9/ 489".

4 السير "12/ 535"، شذرات الذهب "2/ 132".

ص: 236

بالخلَافة، وجلس بين يديه. فجيء بالشُّهُود، فشهدوا عَلِيّ المعتزّ أنّه عاجز عَنِ الخلَافة، فاعترفَ بذلك ومدَّ يدَه فبايع المهتدي بالله، وهو ابن عمه، فارتفع حينئذ المهتدي إلى صدر المجلس وقال: لَا يجتمع سيفان فِي غَمْد.

وتمثَّل بقول أَبِي ذُؤيب:

تريدين كَيْمَا تجمعيني وخالدا

وهل يُجمع السَّيفان وَيْحكِ فِي غَمْد؟

وكان المهتدي بالله أسمر رقيقًا، مليح الوجْه، ورِعًا، متعبّدًا، عادلَا، قويًّا فِي أمر اللَّه، رجلَا شجاعًا، لكنّه لم يجد ناصرًا ولا مُعينًا عَلَى الخير.

قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: قَالَ أَبُو مُوسَى العبّاسيّ: لم يزل صائمًا منذ ولي إلى إن قُتِل.

قَالَ أَبُو الْعَبَّاس هاشم بْن القاسم: كنتُ بحضرة المهتدي عشيّةً فِي رمضان، فوثبت لأنصرف، فقال لي: اجلس فجلست. فتقدَّم فصلّى بنا، ودعا بالطّعام. فأُحضر طبق خلَاف1 وعليه مِنَ الخُبْز النّقيّ، وفيه آنية فيها ملح وخلّ وزيت. فدعاني إلى الأكل، فابتدأتُ آكل ظانًا أنّه سيوفي بطعام. فنظر إليّ وقال: ألم تكن صائمًا؟ قلت: بلي. قَالَ: أَفَلَسْت عازمًا عَلَى الصَّوم؟ قلت: بلى، كيف لَا وهو رمضان. قَالَ: فكُلْ واستْوفِ، فليس هاهنا مِنَ الطعام غير ما ترى.

فعجِبْتُ ثمّ قلت: ولِمَ يا أمير المؤمنين؟ قد أسبغ اللَّه نعمته عليك. فقال: إنّ الأمر لَعَلَى ما وصفت، ولكني فكّرتُ فِي أنّه كَانَ فِي بني أُمّية عُمَر بْن عَبْد العزيز، وكان مِنَ التَّقلُّل والتَّقَشُّف عَلَى ما بلغك. فغرتُ عَلَى بني هاشم، فأخذت نفسي بما رَأَيْت2.

وقال ابن أَبِي الدُّنيا: ثنا أَبُو النَّضْر المَرْوزِيّ: قَالَ لي جعْفَر بْن عَبْد الواحد: ذاكرتُ "المهتدي"3 بشيء، فقلت لَهُ: كَانَ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ بِهِ، ولكنّه كَانَ يُخَالَف. كأني أشرتُ إلى "من مضى"4 من آبائه.

فقال: رحم اللَّه أَحْمَد بْن حنبل، والله لو جازَ لي أن أتبرأ من أَبِي لتبرّأت منه. ثمّ قَالَ لي: تكلَّم بالحقّ وقُلْ بِهِ، فإنّ الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني.

1 خلاف: هو نوع من الأطباق يصنع من عيدان الصفصاف.

2 تاريخ بغداد "3/ 350".

3، 4 بياض في الأصل، وأثبت من تاريخ الخلفاء "ص/ 361" للسيوطي.

ص: 237

وقال ابن عَمْرو النَّحْويّ: حدَّثني بعض الهاشميين أَنَّهُ وجد للمهتدي سفَطٌ فِيهِ جُبّة صُوف وكِساء كَانَ يلبسه باللّيل ويصلّي فِيهِ. وكان قد اطَّرَح الملَاهي، وحرَّم الغناء. وحَسَمَ أصحاب السُّلْطان عَنِ الظُّلْم. وكان شديد الإشراف عَلَى أمر الدّواوين. يجلس بنفسه، ويجلس الكُتّاب بين يديه فيعملون الحساب. وكان لَا يخل بالجلوس الخميس والاثنين. وقد ضرب جماعة مِنَ الرؤساء. ونفى جعْفَر بْن محمود إلى بغداد، وكرِه مكانه لأنّه؛ نُسِبَ عنده إلى الرّفْض.

وأقبل مُوسَى بْن بُغَا مِنَ الرِّيّ يريد سامرّاء، فكرِه المهتدي مكانَه، وبعثَ إِلَيْهِ بعبد الصَّمد بْن مُوسَى الهاشميّ يأمره بالرجوع، فلم يفعل.

وحبس المهتدي الْحَسَن بْن محمد بْن أَبِي الشوارب، وولّى عَبْد الرَّحْمَن بْن نائل البصْريّ قضاء القُضاة، وانتهب منزل الكَرْخيّ.

وحجّ بالنّاس فِي خلَافته عَلَى بْن الْحَسَين بْن إِسْمَاعِيل الهاشميّ.

قلت: ذكرنا فِي الحوادث خروج الأتراك عَلَى المهتدي بالله، وكيف حاربهم بنفسه وجُرح. ثمّ أسروه وخلعوه، ثمّ قتلوه إلى رحمة اللَّه فِي رجب سنة ستٍّ وخمسين ومائتين. وكانت خلَافته سنة إلَا خمسة عشر يومًا. وقام بعده المعتمد عَلَى اللَّه.

504-

محمد بْن هارون:

أَبُو نَشِيط المَرْوزِيّ المقرئ1. صاحب عيسى بْن مينا قالون المدنيّ.

قرأ عَلَيْهِ: أَبُو حسّان أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي الأشعث العَنَزِيّ.

ودارت قراءة أَبِي نشيط عَلَى أَبِي حسّان. واشتهرت عَنْهُ، وقرأت بها القرآن من طريق

"التيسير"، وغيره.

وعليها اعتمد أبو عمر الدّانيّ.

505-

محمد بْن هارون:

أَبُو نَشِيط الرَّبَعيّ البغداديّ الحافظ. يُلَقَّب أَبَا نشيط، وأمّا كُنْيته فأبو جعفر2.

1 انظر: السير "12/ 324"، والتهذيب "9/ 494".

2 الجرح والتعديل "8/ 117"، والتهذيب "9/ 493".

ص: 238

سَمِعَ: رَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبا المغيرة الحمصيّ، ويحيى بْن أَبِي بكُيْر، وطبقتهم.

وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وابن ماجة فِي" تفسيره"، وابن صاعد، والمَحَامِليّ، وابن أَبِي حاتم وقال: صدوق.

وقال محمد بْن مَخْلَد العطّار: كَانَ حافظًا.

قلت تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين فِي شوّال. وأمّا أَبُو عَمْرو الدّانيّ فَوِهَم ونقل أنّه تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وستين. وإنّما ذاك محمد بْن أَحْمَد بْن هارون شِيطا.

وجعل أَبُو عَمْرو أنه صاحب القراءة، وأنه البغدادي. وأحسبه وَهِمَ أيضًا، فإن ذاك مَرْوَزِيّ وهذا بغدادي، أو لعلّه مَرْوَزِيّ ثمّ بغداديّ.

ثمّ قَالَ الدّانيّ: كتبتُ من خطّ أَبِي أَحْمَد بْن أبي مسلم المقرئ. وحدثني عن صاحبنا قَالَ: قرأت عَلَى ابن بُويان، أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن الأشعث، وأنّه قرأ عَلَى أَبِي نَشِيط، عَنْ قالون، عَنْ نافع. وذلك بجزْم الميم من عليهْم، وإليهمْ، وَلَديْهمْ، وأشباهه فِي جميع القرآن.

قَالَ الدّانيّ: خالفه إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، عَنِ ابن بُويان، فروى ضم الميم فِي جميع القرآن.

وفي السَّبْعة لَابن مجاهد: نا ابن أَبِي مِهْران، نا أَحْمَد بْن قالون، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نافع، أنّه كَانَ لَا يَعِيب رفْع الميم فِي نحو {أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُم} [البقرة: 6] وشِبْهِه.

506-

محمد بْن هاشم القرشي -ن-:

أبو عبد الله البَعْلَبَكّيّ1.

عَنْ: بقّية بْن الوليد، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز، والوليد بْن مُسلْمِ، وغيرهم.

وعنه: ن.، ومكحول البَيْروتيّ، وابن جوصا، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وطائفة.

توفي سنة أربع وخمسين، وما علمت فيه قدحًا؛ بل هو صدوق محتج به.

1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 116"، التهذيب "9/ 494".

ص: 239

507-

محمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي البصري1 -د. ن- أبو عبد الله:

حدَّث بمصر عَنْ: بِشْر بْن المفضَّل، وعثّام بْن عَلِيّ، والقطّان، وجماعة.

وعنه: د. ن.، وعلي بْن أَحْمَد عِلَان، وابن أَبِي دَاوُد، ومحمد بن رزيق بْن جامع المصريّ، وآخرون.

قال أبو حاتم: صَدُوق.

قلت: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين، وله مُسْنَد مَرْوِيّ.

508-

محمد بْن هشام بن عيسى -خ. د. ن- أبو عبد الله المروذي القصير2:

جار الْإمَام أَحْمَد.

سَمِعَ: هُشَيْم بْن بشير، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وأبا معاوية، وطبقتهم.

سَمِعَ منه: يحيى بْن مَعِين مَعَ تقدُّمه.

وروى عَنْهُ: خ. د. ن.، وعبد اللَّه بْن ناجية، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وآخرون.

وكان ثقة، ولد سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

509-

محمد بن وزير بن قيس -ت- أبو عبد الله الواسطي3:

عَنْ: نوح بْن قيس الحُدّانيّ، ومعتمر بْن سُلَيْمَان، ويحيى القطّان، وإِسْحَاق الأزرق، وطائفة.

وعنه: ت.، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وجماعة.

وثقه أبو حاتم الرازي.

1 الجرح والتعديل "8/ 117"، والتهذيب "9/ 496".

2 انظر: تاريخ بغداد "3/ 360"، والتهذيب "9/ 496".

3 الجرح والتعديل "8/ 115"، والتهذيب "9/ 501".

ص: 240

وتوفي سنة سبع وخمسين.

510-

محمد بن الوليد -خ. م. ن. ق- أبو عبد الله البُسْريّ الْقُرَشِيّ البصْريّ1. ولقبه حمدان:

حدَّث عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وغندر، ومروان بن معاوية، وطائفة.

وعنه: خ. م. ن. ق.، وابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، ومحمد "بن مخلد"، وآخرون.

وثقه النسائي، وغيره.

511-

محمد بن الوليد بن أبان.

أبو جعفر المخرمي2 الـ "قلانسي"3.

عن روح بن عبادة، ومكي بن إبراهيم، وأبي عاصم.

وعنه: محمد بن مخلد.

قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق.

وقال ابن عدي: يضع للحديث ويسرقه. وثنا عَنْهُ رَوْح بْن عَبْد المجيد، وزيد بْن عَبْد العزيز بْن حيّان، وعبد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان الْجُرْجانيّ، ويحيى بْن أخي حَرْمَلَة، ومحمد بْن سَلْمان الصَرَفَنْديّ، وإِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل الغافِقيّ.

قُلْتُ: رَوَى لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيثَ مِنْهَا بِإِسْنَادٍ نَظِيفٍ: "مَا مِنْ رُمَّانَةٍ إِلا وَتُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ"4.

رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

1 الجرح والتعديل "8/ 113"، والتهذيب "9/ 503".

2 الجرح والتعديل "8/ 113"، والميزان "4/ 59، 60"، تاريخ بغداد "3/ 331".

3 بياض في الأصل، وأثبت من تاريخ بغداد.

4 حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي "2/ 285"، في الموضوعات، وابن عدي "6/ 2287"، وانظر: كشف الخفاء "2/ 270"، "2/ 576"، والأسرار المرفوعة "429".

ص: 241

512-

محمد بن الوليد الفحّام -ن- أخو أَحْمَد. بغداديّ1، صدوق:

سَمِعَ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعبد الوهاب بْن عطاء، وجماعة.

وعنه: ن.، والباغَنْديّ، والمَحَامِليّ، وآخرون.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.

513-

محمد بْن يحيى بْن حيّوك الهَرَويّ2:

روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغيره.

ومات سنة إحدى وخمسين.

514-

محمد بْن يحيى بْن عبد الكريم3 -ت. ق- أبو عبد الله الأزدي البصري، نزيل بغداد.

عَنْ: يزيد بْن هارون، وأبي عاصم النّبيل، وعبد الله بْن دَاوُد الخُرَيْبيّ، وطبقتهم.

وعنه: ت. ق.، وابن أَبِي الدُّنيا، وإبراهيم الحربي، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

وثقه الدارقطني.

وكان نسابة علامة.

توفي سنة اثنتين وخمسين.

515-

محمد بن يحيى بن عبد العزيز -خ. م. ن- أبو علي اليشكري المروزي الصائغ4.

سَمِعَ: عَبْدان بْن عثمان، وأخاه عَبْد العزيز شاذان.

1 انظر: تاريخ بغداد "3/ 329"، والتهذيب "9/ 504".

2 في عداد المجهولين.

3 تاريخ بغداد "3/ 414"، والتهذيب "9/ 517".

4 انظر: التهذيب "9/ 516".

ص: 242

وعنه: خ. م. ن.، ومحمد بْن عَلِيّ التِّرْمِذيّ الحكيم، وغيرهم.

توفي سنة اثنتين أيضا.

516-

محمد بن يحيى بن أبي حزم مهران القطعي البصري - م4. - أبو عبد الله المقرئ1:

قرأ عَلَى: أيّوب بْن المتوكل وهو أجَلّ أصحابه.

وروى الحروف عَنْ أَبِي زيد الْأَنْصَارِيّ.

وروى عَنْ: عَبْد الأعلى بْن عبد الأعلى، وغسّان بْن مُضَر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الطّفاويّ، وطبقتهم.

وعنه: م.4، وأبو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وابن صاعد، وأَبُو عَرُوبة، وخلْق.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق.

مات سنة ثلَاثٍ وخمسين.

517-

محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس -خ.4- الإمام أبو عبد الله الذهلي، مولَاهُمُ النَّيسابوري الحافظ2.

وُلِد سنة نيَّفٍ وسبعين ومائة.

وسمع من: الحَفْصَيْن، ثمّ ترك الرواية عَنْهُمَا.

وسمع من: الْحَسَين بْن الوليد، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة.

ثمّ رحل أوّلَا إلى أصبهان، فلقي بها عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ وأكثر عَنْهُ.

وسمع بالرّيّ من: يحيى بْن الضُّرَيْس، وطبقته.

وبالبصرة من: محمد بْن بَكْر البُرْسانيّ، وأَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وسعيد بْن عامر، وأَبِي عَلِيّ الحنفيّ، ووهْب بْن جرير، وخلْق.

1 التهذيب "9/ 508".

2 تاريخ بغداد "3/ 415"، والسير "12/ 273".

ص: 243

وبالكوفة من: يَعْلَى ومحمد ابني عُبَيْد، وأسباط بْن محمد، وعَمْرو بْن محمد العَنْقَزِيّ، وجعفر بْن عَوْن، وخلْق.

وباليمن من: عَبْد الرّزّاق، ويزيد بن حليم، وإِبْرَاهِيم بْن الحَكَم بْن أبان، وجماعة.

وبالحجاز من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، وجماعة.

وبمصر من: يحيى بن الحسان، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح، وجماعة.

وبالشّام مِن: محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ، وأبي مُسْهِر، وأَبِي اليَمَان، وجماعة.

وببغداد من: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وطبقته.

وبواسط: من عَلِيّ بْن عاصم، ويزيد بْن هارون. وجماعة.

وبالجزيرة من: أَبِي جعْفَر النُّفَيْليّ، وجماعة.

وبالمدينة من: عَبْد الملك الماجِشُون، وجماعة.

وعنه: خ4.

ومن شيوخه: سعيد بْن أَبِي مريم، وسعيد بْن منصور، وأبو جعْفَر النُّفَيْليّ، وعبد اللَّه بْن صالح.

ومن أقرانه: محمود بْن غَيْلَان، وأبو زُرْعَة، وعباس الدُّوريّ؛ ومِنَ الأئمة والحُفّاظ عدد كثير منهم: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبو بَكْر بْن زياد النَّيسابوري، وأَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وأَبُو جعْفَر أَحْمَد بْن حَمْدان الزّاهد، وأبو حامد أَحْمَد بْن محمد بْن بلَال، وأبو بكر محمد بن الحسين القطان، وأبو العباس الدغولي، وأبو عَلِيّ بْن مَعْقِلٍ المَيْدانيّ، ومكّيّ بْن عَبْدان، وحاجب بْن أَحْمَد الطُّوسيّ.

وانتهت إِلَيْهِ مشيخة العِلْم بخُراسان.

قَالَ محمد بْن سهل بن عسكر: كنا عند الإمام محمد، فدخل محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، فقام إِلَيْهِ أَحْمَد، وتعجَّب النّاس منه. ثمّ قال لبنيه وأصحابه: اذهبوا إلى أَبِي عَبْد الله واكتُبُوا عنه.

ص: 244

وقال محمد بْن دَاوُد المصِّيصيّ: كنّا عند أَحْمَد بْن حنبل، فذكرَ محمد بْن يحيى حديثًا فيه ضعف، فقال له أحمد: لَا تذكر مثل هذا.

فكأنه خَجِلَ، فقال لَهُ أَحْمَد: إنّما قلتُ هذا إجلَالَا لك يا أَبَا عَبْد اللَّه. وقال محمد بْن أحمد الْجَوْزَجانيّ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: الزَمْ محمد بْن يحيى، فإنيّ ما رأيت خُراسانيًا، أو قَالَ: أحدًا، أعلم بحديث الزُّهْريّ منه، ولا أصحّ كتابًا منه.

قلت: وكان قد جمع حديث الزُّهْريّ فِي كتاب حافل.

قَالَ أَبُو بَكْر بْن زياد: سمعته يَقُولُ: قَالَ لي عَلِيّ بْن المديني: أنتَ وارث الزُّهْريّ.

وعَنِ ابن المديني أيضًا قَالَ: كفانا محمد بْن يحيى جمْعَ حديث الزُّهْريّ.

وقال أَبُو حاتم الرّازيّ: محمد بْن يحيى إمام أهل زمانه.

وقال أبو بكر بن دَاوُد: ثنا محمد بْن يحيى النَّيسابوري، وكان أميرَ المؤمنين فِي الحديث.

قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سَمِعْتُ أبا إِسْحَاق المُزكّيّ: سَمِعْتُ أبا الْعَبَّاس الدُّغُوليّ يَقُولُ: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لمّا رحلتُ إلى العراق بأبي زكريّا، يعني ابنه، صحِبني جماعة فسألوني: أيّ حديث عَنْ أَحْمَد بْن حنبل أغرب؟ فكنت أقول: إذا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث تستفيدونه.

فلمّا دخلنا عَلَيْهِ سَأَلْتُهُ عَنْ حديث يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث، عَنِ ابن بريدة، عَنْ يحيى بْن يَعْمَر، حديث الْإِيمَان.

قَالَ: وقد كُنت سمعته منه قديمًا وذكرته عَنْهُ، فقال أَحْمَد: يا أَبَا عَبْد اللَّه لَيْسَ هذا الحديث عندي، عَنْ يحيى بن سعيد. فخجِلْتُ وسكتُّ. فلمّا قمنا أخذ أصحابنا يقولون: إنّه ذكر هذا الحديث غير مرّة، ثمّ لم يعرفه أحمد. وأنا ساكت لم أُجيبهم بشيء. ثمّ قدِمنْا بغداد، يعني بعد رجوعهم مِنَ البصرة، فدخلنا عَلَى أَحْمَد، فرحَّب بنا وسأل عنّا، ثمّ قَالَ: أخبرْني يا أَبَا عَبْد اللَّه أيَّ حديثٍ استفدْت عَنْ مُسَدّد، من حديث يحيى بْن سعَيِد؟ فقلت: حديث عثمان بْن غِياث فِي الْإِيمَان.

ص: 245

فقال أَحْمَد: ثناه يحيى بْن سعَيِد، عَنْ عثمان بْن غِياث. ثمّ أخرج كتابَه فأملى علينا. فسكتَ محمد بْن يحيى ولم يقل: إنّا سألناك عَنْهُ. وتَعجَّب أصحاب محمد بْن يحيى مِن صبره عَلَيْهِ.

قَالَ: فَأخْبرَ أَحْمَد أَنَّهُ كَانَ سأله عَنِ الحديث قبل خروجه إلى البصرة، فكان أَحْمَد إذا ذكره يَقُولُ: محمد بْن يحيى العاقل.

قَالَ الحاكم: وحدثني أَبُو سعَيِد المؤذّن: سَمِعْتُ زَنْجَوَيْه بْن محمد: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرو المُسْتمليّ يَقُولُ: أتيتُ أَحْمَد بْن حنبل فقال لي: مِن أَيْنَ أنت؟ قلتُ: من نَيْسابور.

فقال أبو عبد الله: محمد بْن يحيى لَهُ مجلس؟

قلتُ: نعم.

قَالَ: لو إنّه عندنا لَجَعَلْناه إمامًا فِي الحديث.

وحدثني أَبُو سعَيِد: سَمِعْتُ زَنْجَوَيْه يَقُولُ: كنتُ أسمع مشايخنا يقولون: الحديث الَّذِي لَا يعرفه محمد بْن يحيى لَا يُعْبأُ بِهِ.

وقال أَبُو قُرَيش الحافظ: كنتُ عند أَبِي زُرْعَة، فجاء مُسلْمِ فسلّم عَلَيْهِ وتذاكرا: فلمّا أن قام قلتُ لأبي زُرْعَة: هذا جمع أربعة آلاف حديث فِي "الصّحيح".

قَالَ: فَلِمَن ترك الباقي؟ لَيْسَ لهذا عقل، لو داري محمد بْن يحيى لصار رجلَا.

وقال زَنْجَوَيْه: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: "قد جعلتُ" أَحْمَد بْن حنبل إمامًا فيما بيني وبين ربّي.

وقال محمد بْن يحيى: سَمِعْتُ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه ". . . "1 عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ يَقُولُ: مَن برَّأ نفسَه مِنَ الكذِب فهو مجنون.

قَالَ محمد بْن "صالح"2 بن هاني: نا أبو بكر الجاردي قَالَ: بلغني أنّ محمد بْن يحيى كَانَ يكتب فِي مجلس يحيى بْن يحيى، فنظر عَلِيّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ إلى حُسْن خطّه وتقييده، فقال: يا بُنَيّ ألَا أنصحك؛ إنّ أبا زكريا يجذبك عن سفيان وهو

1 بياض في الأصل.

2 بياض في الأصل، وأثبت من "السير".

ص: 246

حيّ بمكّة، وعن وكيع وهو حيّ بالكوفة، وعن يحيى القطّان وهو حي بالبصرة، فاخرج فِي طلب العلم. فعمل فِيهِ قوله وتأهّب للخروج عَلَى أصبهان، فلمّا قدِمَها أقام بها أيّامًا يسيرة، وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، والْحُسَيْن بْن حفص. ثمّ خرج إلى البصْرة، وقد مات يحيى بْن سعَيِد، فكتبَ عَنْ أَبِي دَاوُد، وأكثر المُقام بها حتى مات ابن عُيَيْنَة، فدخل اليمن ولقي عَبْد الرّزّاق.

وقال الْحُسَيْن بْن الْحَسَن: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: ارتحلتُ ثلَاث رحلَات. وأنفقت عَلَى العِلْم مائة وخمسين ألفًا. ولمّا دخلت البصرة استقبلتْني جنازة يحيى القطّان عَلَى باب البلد.

وقال ابن خُزَيْمَة: ثنا محمد بْن يحيى الذُّهْليّ إمام عصره، أسكنه اللَّه جنّته معَ محبّيه.

وقال صالح جَزَرَة: ما فِي الدُّنيا أحمق ممّن يسأل عَنْ محمد بْن يحيى.

وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون.

وقال السُّلَميّ: سألتُ الدّارَقُطْنيّ: مَن تُقَدَّم محمد بْن يحيى، أو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّمرْقَنْديّ؟ قَالَ: محمد بْن يحيى. ومَن أحبَّ أنْ يعرف قُصُور عِلْمه عَنْ عِلم السَّلف، فلْينظُرْ فِي عِلَل حديث الزُّهْريّ لمحمد بْن يحيى.

وقال أَبُو نصر الكَلَاباذيّ: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فقال مرّة: ثنا محمد.

وقال مرّة: ثنا محمد بن عبد الله، نسبه إلى جده.

وقال مرّة: ثنا محمد بْن خَالِد. ولم يصرّح بِهِ قطّ.

وقال الحاكم: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ نيفًا وأربعين حديثًا.

وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَأَلت محمد بْن محمد بْن رجاء بْن السِّنْديّ قلت: محمد بْن يحيى صليبيّةً كَانَ أو مَوْلًى؟

قَالَ: لَا صليبيّه ولا مولى. كان جده جدِّه فارس لآل مُعَاذ بْن مُسلْمِ بْن رجاء. وكان رجاء رهينةً عند معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، رهنه عنده أَبُوه ذو الآذان ملك تِلْكَ النّاحية. فارتدّ، فأراد معاوية قتل ابنه رجاء، وكان عنده القعقاع بن شور الذهلي، فاستوهبه معاوية، فوهبه لَهُ فأطلقه: فكان هذا النَّسَب.

ص: 247

وقال ابن خُزَيْمَة: سَمِعْتُ محمد بْن يحيى يَقُولُ: لم يَرْوِ أحد عَنِ الزُّهْريّ إلَا أخطأ فِي حديثه، إلَا أَنَس بْن مالك.

قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ محمد بْنُ يَعْقُوبَ: نَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِأَنْطَاكِيَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ مِنْ سَهْمِهِ مِنْ خَيْبَرَ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا نورث ما تركناه صَدَقَةٌ"1.

وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن الفضل الشّعْرانيّ: نا جدّي، نا أَبُو صالح كاتب الليث: حدَّثني محمد بْن يحيى النَّيسابوري: ثنا عَبْد الرّزّاق، فذكر حديثًا فِي الوضوء مرة.

قَالَ أَبُو حامد بْن الشَّرْقيّ، وغيره: تُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

وقال محمد بْن مُوسَى الباشاني: مات يوم الثلاثاء لثلاث بقين من ربيع الآخر.

وقال يعقوب الصَّيْدلَانيّ: مات يوم الإثنين لأربعٍ بقين من ربيع الأوّل.

قَالَ أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نصر الخفّاف، رحمه الله: رَأَيْت محمد بْن يحيى فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي.

قلت: فما فعل بحديثك؟ قَالَ: كُتب بماء الذهب، ورفع في عليين.

قلت: وقع لبسط السِّلفيّ حديث الذُّهْليّ فِي السّماء عُلُوًّا.

518-

محمد بْن يحيى بْن موسى:

أبو عبد الله الإسْفَرايينيّ الحافظ حَيّوَيْه2.

رحل وأكثر عَنْ: أَبِي النَّضْر هاشم بْن القاسم، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، وأَبِي عاصم، وعُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، وأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وأَبِي صالح الكاتب، وعَبْدان بْن عثمان، وأبي مسهر الغساني، وخلق كثير.

1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "3092"، "4240"، "4241"، ومسلم "1759"، وابن سعد "8/ 28"، في طبقاته، وأبو داود "2968"، "2969"، وأحمد "6/ 145".

2 انظر: السير "12/ 360".

ص: 248

وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن محمد بن رجاء، وأبو عَوَانَة، وجماعة.

وكان أَبُو عَوَانَة يَقُولُ: محمد بْن يحيانا ومحمد بْن يحياكم، يقابله بالذُّهْليّ.

قلت: وحَيّوَيْه فِي الحقيقة لقب أَبِيهِ يحيى. وكان ابن خزيمة كثير ما يَقُولُ: ثنا محمد بْن أَبِي زكريّا وهو حَيّوَيْه.

قَالَ أَبُو عَمْرو المستملي: كَانَ لَهُ دار بَنْيسابور يسكنها إذا وَرَد. فورَد مرّةً، فمرِض واشتدّ مرضه، فحُمِل وهو عليل إلى وطنه بإسفرايين، فمات فِي الطّريق. ودُفِن بإسفرايين لثمانٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

519-

محمد بْن يحيى بْن أبان العْنبريّ الأصبهاني1:

أحد الرؤساء الأجواد.

روى عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.

وعنه: الفضل بْن الخصيب.

قَالَ أَبُو نُعَيْم الحافظ: كَانَ سخيًا يخرج إلى الصلَاة، وقد تعمَّم بعمائم وقد لبس جِبابًا وأَقْمِصة، فما يرجع إلَا فِي قميص واحد، رحمه الله.

520-

محمد بْن يحيى بْن عُمَر الواسطيّ2:

حدَّث ببغداد عَنْ: يزيد بْن هارون، وغيره.

وعنه: ابن أَبِي حاتم الرّازيّ، ووالده، ووثَّقاه.

521-

محمد بْن يحيى:

أبو عبد الله بن ولد بن النُّعْمان بْن سعد3.

سَمِعَ: أَبَا معاوية، والوليد بن القاسم الهمداني.

1 ذكر أخبار إصبهان "2/ 178".

2 تاريخ بغداد "3/ 420".

3 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.

ص: 249

وعنه: ابن أَبِي دَاوُد، وأَبُو سعَيِد عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن بْن خَالِد القاضي، وأَحْمَد بْن محمد الواسطيّ.

كنّاه أَبُو أَحْمَد الحاكم.

522-

محمد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ النَّيسابوري1:

الفقيه محمش.

كَانَ شيخ الحنفيّة فِي عصره بَنْيسابور بإزاء محمد بْن يحيى الذُّهْليّ لأهل الحديث.

سَمِعَ: حفص بْن عَبْد اللَّه، وشَبَابة بْن سَوّار، وعلي بْن عاصم، وجعفر بْن عَوْن، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة كبيرة.

وعنه: ". . . "2 النَّضْر، وابناه أَبُو بَكْر وأَبُو أَحْمَد، وزكريا بن يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سُفْيان، ومحمد بْن ياسين، ومحمد بْن عَلِيّ المذكر، وآخرون.

تُوُفّي فِي صفر سنة تسعٍ وخمسين.

523-

محمد بْن يزيد بْن عَبْد الملك البصْريّ الْأسْفاطيّ الأعور3 -ق- عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، ورَوْح بْن عُبَادة، ومُحَاضِر بْن المورّع:

وعنه: ابن أخيه الْعَبَّاس بْن الفضل الْأسفاطيّ، وق.، وأبو عروبة، وعبد الله بن عروة الهروي، وابن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وأبو دَاوُد فِي كتاب "القدر"، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: صدُوق.

524-

محمد بْن يزيد:

أَبُو بَكْر الطَّرَسُوسيّ المستملي4.

عَنْ: يزيد بْن هارون، وأَنَس بْن عِياض، وزيد بن الحباب، ومبشر بن إسماعيل، وغيرهم.

1 انظر: الثقات "9/ 145"، لابن حبان.

2 بياض في الأصل.

3 الجرح والتعديل "8/ 129"، والتهذيب "9/ 525".

4 الجرح والتعديل "8/ 129"، الميزان "4/ 66".

ص: 250

وعنه: أَحْمَد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، وابن قُتَيْبة العسقلَانيّ، وعَلِيّ بْن محمد بْن سُلَيْمَان الحلبيّ ثمّ المصريّ، ومحمد بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز.

قَالَ ابن عديّ: كَانَ يسرق الحديث ويزيد في ويضع. ثمّ سردَ لَهُ ستّة أحاديث مُنْكَرة.

525-

محمد أَبُو بكر البغداديّ1:

وقيل اسمه أَحْمَد.

روى عَنْ: حَجّاج الأعور، والأسود بْن عامر، وجماعة.

وعنه: حاجب بْن أركين، ومحمد بْن مَخْلَد، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائنيّ.

تُوُفّي سنة تسع وخمسين

526-

مالك بن الخليل-ن-.

أبو غسان الأزدي اليحمدي البصري2:

عَنْ: محمد بْن أَبِي عديّ، وعمرو بْن سُفْيَان القَطَعيّ، وغيرهما.

وعنه: ن.، وأبو عَرُوبَة، وابن خُزَيْمَة، وابن صاعد، وجماعة.

ذكر ابن حِبّان فِي" الثّقات" موته بعد الخمسين.

527-

مالك بْن طَوْق التَّغْلبيّ3:

الأمير. أحد الأشراف والفُرسان والأجواد والأعيان.

مدَحه أَبُو تمام الطّائيّ، وغيره. وهو الَّذِي بنى مدينة الرَّحْبة عَلَى الفُرات.

ولي إمرة دمشق للواثق ثمّ للمتوكّل.

تُوُفّي سنة ستين.

روى الْحَسَين بْن السَّفر بْن إِسْمَاعِيل التَّغْلبيّ، عن أبيه، أنه كان يحضر مجلس

1 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.

2 انظر: التهذيب "10/ 14".

3 الكامل "7/ 274"، لابن الأثير، والبداية "11/ 32".

ص: 251

مالك بْن طَوْق. وكان فِي رمضان ينادي مُناديه عَلَى باب الخضراء دار الإمارة بعد المغرب: الإفطار رحمكم الله، الإفطار رحمكم الله. والأبواب مفتَّحة. وكان مشهورًا بالسَّخاء.

وفي مالك هذا يَقُولُ بكر بن النّطّاح:

أقول لمُرْتاد النَّدَى عند مالكٍ

كفي كلّ هذا الخلْق بعضُ عِداتِه

ولو خَذَلَتْ أموالُهُ جودَ كفِّهِ

لقاسَمَ مَن يرجوه شَطْرَ حياتهِ

ولو لم تجدْ فِي العُمر شيئًا لسائلٍ

وجاز لَهُ الإعطاءُ من حَسَناتهِ

لَجَادَ بها مِن غَيْرِ كفر بربه

وأشركناه فِي صَوْمهِ وصلَاتهِ

528-

محمود بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع1:

الحافظ أَبُو الْحَسَن الدّمشقيّ، مصنّف كتاب "الطّبقات".

سَمِعَ: أَبَا جعْفَر النُّفَيْليّ، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، ويحيى بْن بكُيْر، وصفوان بْن صالح، وطبقتهم.

وعنه: أَبُو حاتم الرّازيّ، وأَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ، وأَبُو الْحَسَن بْن جَوْصا.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، ما رَأَيْت بدمشق أكْيَس منه.

وقال عَمْرو بْن دُحَيْم: تُوُفّي بدمشق فِي انسلاخ جمادى الآخرة سنة تسعٍ وخمسين.

529-

محمود بْن آدم المَرْوزِيّ2 - "خ":

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، والفضل السينانيّ، وأَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، وأَبِي معاوية، وجماعة.

وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدُّغُوليّ، وآخر من روى عَنْهُ محمد بْن حَمْدَوَيْه بْن سهل المَرْوزِيّ.

ذكره ابن حِبّان فِي "الثقات"، وقال: مات في غرة رمضان سنة ثمان وخمسين.

1 الجرح والتعديل "8/ 292".

2 انظر: الجرح والتعديل "8/ 290"، والتهذيب "10/ 61".

ص: 252

530-

محمود بْن محمد:

أَبُو زيد الْأَنْصَارِيّ الظَّفَريّ البغداديّ1.

عَنْ: أيّوب بْن عُتْبة، وأيوب بْن النّجّار اليمامّيين.

وعنه: أَبُو الْعَبَّاس السّرّاج، والْحَسَن بْن محمد بْن شُعْبَة، ويحيى بْن صاعد.

وقع حديثه عاليًا، وتُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لم يكن بالقويّ.

قلت: هُوَ محمود بْن محمد بْن محمود بْن عديّ بْن ثابت بْن قيس بْن الحطيم، قدِم بغداد فسكنها. وقع لي حديثه عاليًا.

531-

المَرَّار بن حمويه بن منصور -ق- أبو أحمد الثقفي الفقيه الهمداني2:

سمع: أبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، والقَعْنَبيّ، وأبا الوليد، وعبد اللَّه بْن صالح الكاتب، وطبقتهم.

وعنه: ق. وموسى بْن هارون، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن حمّاد الطّهْرانيّ، وأبو عروبة، وعبد الله بن محمد بن وَهْبُ الدِّينَوَرِيّ، وجماعة.

وروى ابنُ ماجة عَنْهُ، عَنْ محمد بْن مُصَفَّى الحمصيّ؛ وكان من كبار الأئمّة.

وقد روى الْبُخَارِيّ، عَنْ أَبِي أَحْمَد، عَنْ أَبِي غسّان محمد بْن يحيى الكِنانيّ، فَفَسَّر العلماء أَبَا أَحْمَد بأنّه المَرّار هذا.

وقيل: هُوَ محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وقيل: هُوَ محمد بْن يوسف البِيكَنْديّ.

قَالَ محمد بْن عيسى الهَمَدانيّ: نا أَبِي، فَضَلَان بْن صالح قَالَ: قلت لأبي زُرْعَة: أنتَ أحفظ أم المَرّار؟ فقال: أَنَا أحفظ والمَرّار أفْقه3.

وعن أَبِي جعْفَر قَالَ: ما أخرجت همدان أفقه من المرار.

1 تاريخ بغداد "13/ 92".

2 السير "12/ 308"، والتهذيب "10/ 80، 81".

3 السير "12/ 310".

ص: 253

وقال الحافظ أَبُو شُجاع شِيرُوَيُه الدَّيْلَميّ: نزل عَلَيْهِ أَبُو حاتم الرّازيّ وكتب عَنْهُ، وهو قديم الموت جليل الخطر. سأله جمهور النَّهَاوَنْديّ عَنْ مسائل، وهي مدوّنةٌ عنه، مَن نظر فيها عرف محلّ المَرّار مِنَ العِلْم الواسع والحِفظْ والإتقان والدّيانة.

وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الدُّحَيْميّ: سَمِعْتُ المَرّار يَقُولُ: اللهُمّ أرزقني الشّهادة؛ وأمرَّ يده عَلَى حلْقه1.

وقيل: لمّا كانت فتنة المعتزّ والمستعين كَانَ على همدان جباخ وجَفْلَان من قِبَلِ المعتزّ، فاستشار أهلُ البلد المرار والجرجاني في محاربتمها، فأمرهما بالقعود بالقعود فِي منازلهم. فلمّا أغار أصحابهما عَلَى دار سَلَمَةَ بْن سهْل وغيرها، ورمَوْا رجلَا بسهم أفتاهم بالحرب، وتقلَّد المَرّار سيفًا، فخرج معهم، فقُتِل بْين الفريقين عدد كثير، ثمّ طلب مُفْلح المَرّار فاعتصم بأهل قُمّ، وهربَ معه إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود. فأمّا إِبْرَاهِيم فهازَلهم وقاربهم فسلم. وأمّا المَرّار فإنه أظهر مخالفتهم فِي التَّشَيُّع، وكاشفهم. فأوقعوا بِهِ وقتلوه2، رحمة الله.

وروى الْحُسَيْن بْن صالح أنّ عمّه المَرّار قُتِل سنة أربعٍ وخمسين، وله أربعٌ وخمسون سنة.

532-

مُزْداد بْن جميل3:

أَبُو ثَوْبان البَهْرانيّ الحمصيّ.

سَمِعَ: أَبَا المغيرة عبد القُدُّوس، وعبد الملك الْجُدّيّ، ومحمد بْن مناذر البصْريّ.

وعنه: محمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه مكحول البَيْروتيّ، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وجماعة.

حديثه بعلو في "معجم ابن جميع"، وكان يعد من الأبدال رحمه الله.

قال عبد الغافر: سَمِعْتُ منه مجالس كثيرة، وكان عندهم من الأبدال.

1 المصدر السابق.

2 انظر السابق.

3 تاريخ دمشق "39/ 342".

ص: 254

533-

مسرور بْن نوح:

أَبُو بشر الذُّهْليّ الإسْفرايينيّ1.

روى عَنْ: عفّان، وغيره.

ومات سنة إحدى وخمسين.

534-

مَسْعُود بْن يزيد القطّان:

أَبُو محمد الأصبهاني2.

عَنْ: مكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعبد الرَّحْمَن بْن مَغراء، وأَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وغيرهم.

وعنه: أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن مَنْدَه، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الزُّهْريّ، وعَلِيّ بْن الصّبّاح الأصبهاني، ومحمد بْن عُمَر بْن حفص الجورجيريّ.

وأمّا أَبُو نُعَيْم الحافظ فكنّاه: أَبَا أَحْمَد الزَّمِن.

535-

مُسلْمِ بْن حاتم -د. ت- أبو حاتم الأنصاري البصري3 إمام جامع البصرة.

عَنْ: عبد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإِسْحَاق بْن عيسى ابن بِنْت حبيب بْن الشّهيد، وجماعة.

وعنه: د. ت.، وعُمَر البُجَيْريّ، ومحمد بْن جرير، وابن صاعد، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن شَهْرَيار، وآخرون.

وثقَّه الطَّبَرانيّ، وغيره.

536-

مُسلْمِ بْن عَمْرو بْن سابق بن وهب -ت. ن- أبو عمرو المديني4:

1 انظر: تاريخ جرجان "ص/ 455".

2 طبقات المحدثين "2/ 303، 304".

3 التهذيب "10/ 124، 125".

4 التهذيب "10/ 133، 134".

ص: 255

عن: عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ وحده.

وعنه: ت. ن.، وأَبُو حامد محمد بْن أَحْمَد بْن نصر التِّرْمِذيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير بْن حَرْب، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جعْفَر أَبُو الْحُسَيْن النَّسَّابة، ويحيى بْن صاعد.

وهو ثقة.

537-

مُعَلَّى بْن أيّوب1:

أَبُو العلَاء كاتب المتوكّلُ عَلَى اللَّه. وهو ابن خالة الوزير الْحَسَن بْن سَهْل.

حكى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، وعلي ". . . "2، وغيرهما.

تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

حكى عَنْ: أَبِي العتاهية وعبد اللَّه بْن طاهر.

وكان جليل القدر كثير الأدب، جيد الرّأي، من نُبَلَاء الرجال.

سَمِعَ مِنَ النَّضر بْن شُمَيْل كثيرًا، ولم يُحدَّثَ لدخوله فِي الخدم.

ورخ الصُّوليّ موته كما قُلْنَا، وقال: لما احتضر قال لولده: أَجْروا عَلَى من كنت أُجري عَلَيْهِ. فعدّوهم فإذا هُمْ سبعة آلاف إنسان مِنَ الضُّعفاء وذوي البيوتات. ذكره ابن النّجّار.

وأنشد المبّرد لأبي عَلِيّ السّفْر فِي المُعَليّ هذا:

لَعمْرو أبيك ما نُسِبَ المُعَليّ

إلى كَرَم وفي الدُّنيا كريم

ولكنَّ البلَادَ إذا اقْشعَرَّتْ

وُضُوحُ نَبْتِها رَعَى الهَشِيم

538-

مَعْن بْن عُمَر بْن مَعْن بْن عُمَر بْن كثير بْن مَعْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ3.

أَبُو عمر المصري.

1 الكامل "7/ 215".

2 بياض في الأصل.

3 ينظر في "حسن المحاضرة".

ص: 256

عَنْ: عَبْد اللَّه بْن صالح، وأسد بْن مُوسَى، وخالد بْن نزار.

قَالَ ابن يونس: ثنا عَنْهُ جماعة.

مات في شوّال سنة تسعٍ وخمسين ومائتين.

539-

المنذر بْن شاذان:

أَبُو عُمَر الرّازيّ1.

عَنْ: يَعْلَى بْن عُبَيْد، وعُبَيْد الله بْن مُوسَى.

وعنه: ابن أَبِي حاتم، وإِسْحَاق بْن محمد الكَيْسانيّ، وَغَيْرُهُمَا.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ.

540-

منصور بْن طَلْحة بن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب2:

الأمير أَبُو الْعَبَّاس الخُزاعيّ. ولي إمرة مَرْو نيابةً عَنْ عمّهِ عَبْد اللَّه بْن طاهر.

وروى عَنْ: شَبَابة بْن سَوّار، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن النَّيسابوري. وكان عالمًا شاعرًا أديبًا بارعًا، مدح الواثق بالله وغيره.

روى عَنْهُ: الْعَبَّاس بْن مُصْعَب المَرْوزِيّ.

وتُوُفّي سنة ثمانٍ وخمسين.

541-

مُهَنّأ بْن يحيى:

أبو عبد الله الشّاميّ الفقيه3، صاحب الإمام أحمد.

دمشقي نزل بغداد، وحدَّث عَنْ: بقية بْن الوليد، وضمرة بن ربيعة، ويزيد بن هارون، ورواد بن الجرّاح، وزيد بْن أَبِي الزّرقاء، ومكّيّ بْن إِبْرَاهِيم، وعَبْد الرّزّاق، وبشر الحافي.

وعنه: إِبْرَاهِيم بْن هاني النَّيسابوري، وحَمْدان بْن عَلِيّ الورّاق، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، والحسين المحاملي، وجماعة.

1 انظر: الجرح والتعديل "8/ 244".

2 لم نقف عليه.

3 تاريخ بغداد "13/ 266".

ص: 257

قَالَ أَبُو بَكْر الخلَال: مُهنّى من كبار أصحاب أحمد. كان يستجريء عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه ويسأله عَنْ كِبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تُحدّ. كتبَ عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل بضعة عشر جزءًا مسائل لم تكن عند عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ.

وقال الدّارَقُطْنيّ: مُهَنَّا ثقة نبيل.

قَالَ مُهَنّا: لزِمتُ أَبَا عَبْد اللَّه رحِمَة اللَّه ثلاثاُ وأربعين سنة، ورأيته بمكّة عند ابن عُيَيْنَة.

وَقَالَ الْمَحَامِلِيُّ: نَا مُهَنَّى، نَا بَقِّيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ الْمَكَّارُونَ وَقَتَلةُ الأنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ".

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ، رُوَاتُهُ ثقات، لكن مكحول لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

قَالَ عَبْد الله بن أحمد: كنت أرى مهنى يسأل أَبِي حتّى يُضْجِره، ويكرِّر عَلَيْهِ جدًّا.

وقال غيره: كَانَ الأمام أَحْمَد يحترم مُهَنّا ويُجِلّه لأنّه كَانَ رفيقه إلى عَبْد الرّزّاق.

542-

مُوسَى بْن حافظ النَّحْويّ1:

حدَّث ببغداد عَنْ: إِسْحَاق الأزرق، ويزيد بْن هارون.

وعنه: محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن نَيْروز، وأبو عبد الله المَحَامِليّ.

وهو ثقة.

543-

مُوسَى بْن عيسى الجصّاص الفقيه2:

مِن قُدماء أصحاب الْإمَام أَحْمَد. كَانَ ذا زُهد وورع وتألُّه.

سَمِعَ: يحيى القطّان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وأبا سُلَيْمَان الدّارانيّ.

وكان لَا يُحدَّثَ إلَا بمسائل أَبِي عَبْد الله.

1 أحد محدثين بغداد ووثقه الذهبي.

2 تاريخ بغداد "13/ 42".

ص: 258

حدَّث عَنْهُ: أَبُو بَكْر المُطّوّعيّ، وأبو بَكْر بْن جناد، والْحَسَن بْن أَحْمَد الوراق.

ذكره أَبُو بَكْر الخطيب.

544-

مُوسَى بْن سابق1:

ويقال لَهُ: مُوسَى بْن أَبِي خديجة المصريّ.

عَنْ: ابن وَهْبُ، وبشر بْن عُمَر.

وعنه: عَلِيّ بن أحمد بن علان، وغيره.

ومات سنة أربع وخمسين ومائتين.

545-

موسى بن سعيد -ن- أبو بكر الطرسوسي2:

سَمِعَ: أَبَا الوليد الطَّيَالِسيّ، والقَعْنَبيّ، وأبا اليَمَان، وطبقتهم.

وعنه: ن.، وابن صاعد، وأَبُو بِشْر الدُّولَابيّ، ومحمد بْن أيّوب بْن الصَّمُوت.

وقال النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.

546-

مُوسَى بْن عامر بن عمارة بن خريم -د- أبو عامر المر "ي" الخريمي الدمشقي3.

وُلِد أمير العرب ابن الهَيْذام.

روى عَنِ الوليد بْن مُسلْمِ تصانيفَه.

وروى عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وعِراك بْن خَالِد المُرّيّ، وعَلِيّ بْن عاصم، وجماعة.

وعنه: د.، وإِسْمَاعِيل بْن قيراط، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو الْجَهْم بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وابن جَوْصا، وآخرون.

ليّنه أَبُو دَاوُد، وروى عَنْهُ حديثًا أو حديثين.

ذكرِه ابن حِبّان في" الثقات"، وقال: ربما يغرب.

1 من العلماء المستورين، وينظر "حسن المحاضرة".

2 انظر: التهذيب "10/ 345، 346".

3 تهذيب الكمال "3/ 1388"، التهذيب "10/ 351".

ص: 259

وقال ابن الفَيْض: كَانَ يُرَبّع بعليّ.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة سنة خمسٍ وخمسين2.

547-

مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى الخُزاعيّ البصْريّ1 -ن- عَنْ: النَّضْر بْن كثير، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق الحضْرميّ، وجماعة.

وعنه: ن.، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وجعْفَر بْن أَحْمَد بْن سِنان، وأحمد بن يحيى التستري، وغيرهم.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.

548-

مُوسَى بْن عيسى بن حماد بن زُغْبَة التُّجَيْبيّ2.

أَبُو هارون المصريّ.

عَنْ: ابن وَهْبُ، وغيره.

مات فِي صفر.

"حرف الهاء":

549-

هارون بن إسحاق الهمداني3 -ت. ن. ق- أبو القاسم الكوفي الرجل الصّالح.

عَنْ: المُطَّلب بْن زياد، ومُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وحفص بْن غِياث، وطبقتهم.

وعُمِّر دهرًا.

وعنه: ت. ن. ق.، وابن خُزَيْمَة، وبدر بْن الهَيْثَم، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وخلْق كثير، وثقة النَّسائيّ، وغيره.

وكان محمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر يبجلّه. قاله عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد.

تُوُفّي فِي رجب سنة ثمانٍ وخمسين.

1 تهذيب الكمال "3/ 1388"، التهذيب "10/ 353".

2 في عداد المجهولين.

3 انظر: الجرح والتعديل "9/ 87، 88"، والسير "12/ 126".

ص: 260

550-

هارون1 بْن "حُمَيْد الواسطيّ" -ن2- عَنْ: يحيى القطّان، وغُنْدَر، والهيثم بن عديّ، وجماعة.

وعنه: الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وأَبُو حاتم، وأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه وكيل أَبِي صَخْرة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وآخرون.

وروى ن. عَنْ زكريّا بْن يحيى، عَنْهُ حديثًا وقع بدلَا عاليًا فِي "فرائد المزّيّ".

551-

هارون بْن سعَيِد بن الهيثم -م. د. ن. ق- أبو جعفر الأيلي3، مولي بني سعد بْن بَكْر.

من ثِقات المصريين وفُقَهائهُمُ المشهورين.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وخالد بْن نزار، وعبد اللَّه بْن وَهْبُ، وجماعة.

وعنه: م. د. ن. ق.، وأَبُو جعفر الطحاوي، وعلي بن أحمد بن علَان، وجماعة.

وثقَّه النَّسائيّ.

ومات فِي ربيع الأوّل سنة ثلَاثٍ وخمسين2.

552-

هارون بْن سُفْيَان المُسْتَملي4.

أَبُو سُفْيَان، ويُقال لَهُ الدّيك.

وأمّا سَمِيُّه مكحلة فقد تقدَّم فِي الطبقة الماضية.

روى عَنْ: يزيد بْن هارون، وابن زيد النَّحْويّ، والواقديّ.

وعنه: عُبَيْد العِجْل، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، وجعفر بْن محمد كزال.

تُوُفّي سنة إحدى وخمسين ومائتين.

- هارون بْن محمد بن بكار بن هلال.

تقدم.

1 الجرح والتعديل "9/ 88، 89"، والتهذيب "11/ 4".

2 بياض في الأصل، ثم إثباته من المراجع السابقة.

3 الجرح والتعديل "9/ 91"، والتهذيب "11/ 6، 7".

4 انظر: تاريخ بغداد "14/ 24".

ص: 261

553-

هارون بْن مُوسَى بْن أَبِي عَلْقَمَةَ الفَرَويّ المدنيّ1 -ت. ن- عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن فُلَيْح، وأَبِي ضَمْرَةَ أَنَس بْن عِياض، وغيرهم.

وعنه: ت. ن. وقال: لا بأس به، وابن صاعد، وآخرون.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلَاثٍ.

كنيته: أَبُو مُوسَى.

وسيأتي ابنه عَلْقَمَةَ عَبْد اللَّه فِي الطبقة الآتية.

قَالَ المَرُّوذِيّ: قلت لأبي مُعَمِّر إِسْمَاعِيل بْن شُجاع: سلْ لي أهل الحرمين عَنْ مسألة اللَّفْظ وجِئني بالجواب.

فقال: سألتُ أَبَا مُوسَى بْن أَبِي علقمة الفَرَويّ بالمدينة فقلتُ: قد ظهر قوم زعموا أنّ ألفاظهم وأصواتهُمُ التي يقرأون بْها القرآن غير مخلوقة، فاكتب لي جواب هذه المسألة.

فقال لي أكتب: المِراء فِي القرآن كُفْرٌ، وكلّ من تكلَّف فِي هذا كلَامًا أو أَلْحَدَ فِيهِ بشيءٍ غير الوجه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ النّاس، فهو كافرٌ مبتدِع. وَالصَّمْتُ عَنْ هذا كلّه والتّسليم لِما كَانَ عَلَيْهِ النّاس هي السنة والجماعة. ولولَا أنّ العلماء إذا علت البدعة لابد لهم مِن دفْعها لمّا رَأَيْت أن أتكلَّم فيها.

وذكر لي أشياء، إلى أن قَالَ: والله لقد شاب عارضيّ، وما سَمِعْتُ من ذكر القرآن، حتّى كَانَ سنة تسعٍ ومائتين، فسمعتُ الكلَام فِيهِ. فكان الماجِشُون يَقُولُ: لو أخذت المَريسيّ لضربتُ عُنُقه.

وكان أصحابنا جميعًا يكفِّرون من قَالَ القرآن مخلوق.

554-

هارون بْن هزاريّ.

أَبُو مُوسَى القَزْوِينيّ الزّاهد2.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وإِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرّازيّ، وجماعة.

1 التهذيب "11/ 13، 14".

2 من زهاد وعباد قزوين، ووثقه الذهبي.

ص: 262

وعنه: محمد بْن مَسْعُود الأَسَدِيّ، وإِسْحَاق بْن محمد الكَيْسانيّ، وعلي بْن محمد بْن مَهْدَوَيْه، وأهل قزوين.

قِيلَ: إنّه تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.

وكان ثقة.

555-

هاشم بْن خَالِد.

أَبُو مَسْعُود الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ1.

عَنْ: الوليد بْن مُسْلِم، وسُوَيْد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ.

وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا.

قَالَ ابن أبي حاتم: كتب إلي ببعض حديثه، ومحلُّهُ الصِّدْق.

556-

هاشم بْن القاسم بْن شَيْبة -ق- أبو محمد القرشي2، مولَاهُمُ الحرّانيّ:

عَنْ: يَعْلَى بْن الأشدق، وعيسى بْن يونس، وعتّاب بْن بشير، ومسكين بْن بكُيْر، وعَبْد اللَّه بْن وَهْبُ، وطائفة.

وعنه: ق.، وأَبُو عَرُوبة، والْحَسَن بْن هارون الأصبهاني، وإِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه.

قَالَ أَبُو عَرُوبة: كبر وتغّير، وتُوُفّي سنة ستّين فِي ذي الحجّة، وقد جاوز التسعين.

557-

الهُذَيْل بْن معاوية بْن الهُذَيْل. أَبُو معاوية الأصبهاني3:

عَنْ: الْحُسَيْن بْن حفص، وإِبْرَاهِيم بْن أيّوب.

وعنه: أَحْمَد بن الحسين الأنصاري.

توفي سنة ستين.

1 الجرح والتعديل "9/ 106".

2 الجرح والتعديل "9/ 106"، والتهذيب "11/ 18".

3 ذكر أخبار إصبهان "2/ 329".

ص: 263

558-

هشام بن عبد الملك بن عمران - د. ن. ق. - أبو النقي اليزني الحمصي1:

عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.

وعنه: د. ن. ق.، وحفيده حسين بْن بَقِيّ بْن هشام، وأَبُو عَرُوبة الحرّانيّ، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، وابن جَوْصا، وخلْق.

قَالَ أَبُو حاتم: كَانَ متقنًا فِي الحديث.

وقال النَّسائيّ: ثقة.

قلت: تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.

559-

هشام بن يونس ين وابل -ت-:

أبو القاسم النهشلي الكوفي اللؤلؤي2.

عَنْ: عَبْد السّلام بْن حرب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن المُحَارِبيّ، وجماعة.

وعنه: ت.، وعُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانعيّ، وأَبُو بكر بن أبي داود، وآخرون.

وثقة النسائي.

وتُوُفّي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

560-

الهَيْثَم بْن خَالِد البصْريّ:

ثمّ البغداديّ3.

عَنْ: أَبِي نُعَيْم، والهيثم بْن جميل.

وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنيا، والقاسم أخو المَحَامِليّ، وعَلِيّ بْن محمد بن عبيد الحافظ، وآخرون.

1 الجرح والتعديل "9/ 66"، والسير "12/ 303".

2 التهذيب "11/ 58، 59".

3 الثقات "9/ 237"، لابن حبان.

ص: 264

561-

الهَيْثَم بْن خَالِد المصَّيصيّ:

مولي بْني أُميّة1.

عن: حَجّاج الأعور، وأَبِي اليَمَان، ومحمد بْن عيسى بن الطباع.

وعنه: يحيى بن صاعد، وابن المَحَامِليّ.

562-

الهَيْثَم بْن خَالِد الهَرَويّ2:

حدَّث ببغداد عَنْ: حَجّاج الأعور.

وعنه: ابن صاعد، والْحُسَيْن المَحَامِليّ.

563-

الهَيْثَم بْن مروان بْن الهَيْثَم بن عمران -ن- أبو الحكم الدمشقي3:

عَنْ: محمد بْن القاسم بْن سميع، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأَبِي مُسْهِر، وعَلِيّ بْن عَيَّاش، وطائفة.

وعنه: ن.، وأَبُو دَاوُد فِي غير السُّنَن، وابنه أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن بِشْر الهَرَويّ، ومحمد بْن المُسَيَّب الْأرْغِيانيّ، وابن جَوْصا، وطائفة.

وكان ثقة.

"حرف الواو":

564-

وثّاق بْن عَبْد اللَّه بْن وثّاق الْأَزْدِيّ المَوْصِليّ4.

عَنْ: قاسم الْجَرْميّ، وحفص بْن غِياث، وجماعة.

وحَمَل النّاس عَنْهُ بعد الخمسين.

565-

وَصِيف التُّرْكيّ5:

القائد من كبار الأمراء. استولى عَلَى المعتزّ وأحجر عَلَيْهِ، واصْطَفَى لنفسه

1 من العلماء المستورين، لا بأس به.

2 تاريخ بغداد "14/ 61".

3 التهذيب "11/ 99".

4 في عداد العلماء المستورين، لا بأس به.

5 وفيات الأعيان "1/ 354".

ص: 265

الأموال والذّخائر، فشغبت الفَراغنَةُ والأشَّرُوسَنِيّة وطالبوه والأرزاق. فخرج إليهم وَصِيف وبُغَا وسِيما الشَّرابيّ وجماعة مِنَ الخواصّ، وقال لهم وَصِيف: ما لكم عندنا إلَا التراب، وما عندنا مال.

وقال بُغَا: نسأل أمير المؤمنين لكم.

ثمّ خرج هو وسيما إلى سامراء يستأذن المعتزّ، فبقي وَصِيف فِي طائفةٍ يسيرة، فوثبوا عَلَيْهِ فقتلوه بالدّبابيس، وقطعوا رأسه، ونصبوا الرّأس عَلَى رُمْح.

ولوَصِيف حكاية "معروفة" لمّا دخل إلى قُمّ، فإنّه سَأَلَ عَنْ رجلٍ خامل. فلما أحضر ذكره أنه كان اشتراه ورباه وأحسَن إِلَيْهِ فقال: ما أعرف الأمير أيّده اللَّه إلَا أميرًا.

فأعجبه ذَلِكَ، وبالغ فِي صِلَته، وصيَّره من رؤساء البلد.

قُتِل وَصِيف، سامحه اللَّه، فِي سنة ثلَاثٍ وخمسين، قبل بغا بيسير. وكانا الفاتقة والرّاتقة زمِنَ المتوكّلُ، والمستعين، والمعتزّ.

"حرف الياء":

566 -

ياسين بْن النَّضْر:

القاضي أَبُو سعَيِد النَّيسابوري1.

عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل، وعبد الوهاب بْن عطاء.

وعنه: ابناه أَبُو بَكْر وأَحْمَد، ومحمد بْن زَحْمَوَيْه.

567-

يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن أَبِي عُبَيْدة بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ:

أبو زكريا الهذلي السعودي الكوفيّ2.

عَنْ: جدِّه محمد، وأبيه، وأَبِي نُعَيْم.

وعنه: مُطَيَّن، ومُوسَى بْن إِسْحَاق الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بن جرير، وغيرهم.

1 من العلماء المستورين، لا بأس به.

2 التهذيب "11/ 174، 175".

ص: 266

وذكر ابن عساكر فِي" النُّبْل" أنّ النَّسائيّ روى عَنْهُ.

قَالَ شيخنا المِزّيّ: لم أقف عَلَى ذَلِكَ.

568-

يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْن القُرْطُبيّ1:

الفقيه. أحد الأعلَام بالأندلس.

روى عَنْ: الغاز بْن القيس، وعيسى بْن دينار، والقَعْنَبيّ، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأَصْبَغ بْن الفَرَج، وطائفة لِقَيهم فِي الرحلة.

وكان حافظًا "للموطّأ" قائمًا عَلَيْهِ، فقيهًا مُفْتِيًا مصنِّفًا، لَهُ تواليف منها:"تفسير غريب الموطأ"، و "تفسير علل الموطأ"، و "أسماء رجال الموطّأ"، وكتاب "فضائل القرآن"، وغير ذَلِكَ.

ولم يكن فِي الحديث بذاك الحافظ.

تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وخمسين.

569-

يحيى بْن حبيب بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ الأَسَدِيّ.

أَبُو عُقَيْل الكوفيّ الجمّال2، نزيل سامرّاء.

عَنْ: حسين الْجُعْفيّ، وعَبْد الحميد الحِمّانيّ، ويحيى بْن آدم، وأَبِي أسامة، وجماعة.

وعنه: ابن أَبِي الدُّنيا، والْبُخَارِيّ فِي كتاب" الأدب"، ولكن لم يصرّح باسمه فقال: ثنا ابن حبيب بْن أَبِي ثابت، ثنا أَبُو أُسامة؛ وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو القاسم البَغَوِيّ، وابن صاعد، وأَحْمَد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، والْحُسَيْن المَحَامِليّ، وأَبُو عبيد بْن المؤمّل، ويعقوب الجصّاص، وآخرون.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق.

1 جذوة المقتبس "880" للحميدي.

2 تاريخ بغداد "14/ 213".

ص: 267

570-

يحيى بن حكيم -د. ن. ق- أبو سعيد البصري المقوم1، ويقال المقومي.

عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وغُنْدَر، ويحيى القطّان، ومحمد بْن أَبِي عديّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْديّ، وخلْق.

وعنه: د. ن. ق.، ون. أيضًا فِي مُسْنَد مالك بْن أنس، عَنْ زكريّا خيّاط السنة، عَنْه، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وأَبُو عَرُوبة، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بْن هارون الرُّويانيّ، وعمر بْن محمد بْن بُجَيْر، وجماعة.

قَالَ أَبُو دَاوُد: كَانَ حافظًا متقنًا.

وقال النَّسائيّ: ثقة حافظ.

وقال أَبُو عَرُوبة: ما رَأَيْت أثبت منه ومن أَبِي مُوسَى.

ووصفه أَبُو مُوسَى بالعبادة والورع.

وقال ابن حبّان: كَانَ ممّن جمع وصنِّف.

قَالَ: وتوفي سنة ست وخمسين، رحمه الله.

571-

يحيى بن خذام -ق-:

أبو زكريا الغبري البصري السقطي2.

عَنْ: صَفْوان بْن عيسى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، ونائل بْن نَجِيح، وغيرهم.

وعنه: ق.، وابن خُزَيْمَة، وعُمَر بْن بُجَيْر، وأَبُو عَرُوبة، وابن صاعد، وآخرون.

ذكره ابن حِبّان فِي "الثقات".

وقال غيره: تُوُفّي بِمنى فِي ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين. ووقع وهْمٌ فِي نسخةٍ متأخرة نقل منها ابن عساكر فقال فِي "النُّبْل": يحيى بْن حزام التِّرْمِذيّ السَّقَطيّ، روى عَنْهُ ق. فكأنّه ظنّ أنّه أخو موسى بن حزام الترمذي فنسبه.

1 السير "12/ 298"، والتهذيب "11/ 198".

2 انظر: تهذيب الكمال "3/ 1495"، والتهذيب "11/ 203".

ص: 268

572-

يحيى بْن الربيع المكّيّ1:

سَمِعَ: ابن عُيَيْنَة.

وعنه: أَبُو بَكْر محمد بْن جعْفَر القَصْريّ، وأَبُو حامد بْن بلَال، والبَغَوِيّ.

573-

يحيى بْن زُهَير الفِهْريّ البغداديّ2:

سَمِعَ: جرير بْن عبد الحميد، ومحمد بْن ربيعة الكِلَابيّ، وجماعة.

وعنه: أحمد بن محمد الزَّعْفَرانيّ، وإسماعيل الورّاق، ومحمد بْن مَخْلَد.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.

574-

يحيى بْن السّرِيّ بْن يحيى:

أَبُو محمد البغداديّ الضّرير3.

عَنْ: هُشَيْم، وجرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، وأصْرَم بْن حَوْشَب.

وعنه: عُمَر بْن محمد بن شعيب، والقاضي المحاملي، وابن عَيَّاش القطّان، وجماعة.

575-

يحيى بْن عثمان بْن سعيد بن كثير الحمصي -د. ن. ق- أبو سليمان، الرجل الصّالح4. أخو عَمْرو بْن عثمان.

سَمِعَ: بقية بْن الوليد، ووَكِيعًا، ومحمد بْن حِمْيَر، والوليد بْن مُسلْمِ، وجماعة.

وعنه: د. ن. ق.، وإِبْرَاهِيم بْن مَتُّوَيْه، وأَبُو عَرُوبة، وأَبُو بِشْر الدُّولَابيّ، وعبد الغافر بْن سلَامة، وآخرون.

ويقال: إنّه كَانَ مِنَ الأبدال.

قال محمد بْن عَوْف: رَأَيْتُ أَحْمَد بْن حنبل يجلّه ويقدمه في الصلاة.

وقال النسائي: ثقة.

1 لم نقف عليه.

2 تاريخ بغداد "14/ 208".

3 السابق "14/ 213".

4 انظر: السير "12/ 306"، والتهذيب "11/ 255".

ص: 269

وقال ابن عديّ: هُوَ معروف بالصِّدْق. وسَمِعْتُ أَبُو عَرُوبة يَقُولُ: لَا يَسْوى فِي الحديث نواةً. كَانَ يتلقّن كلِّ شيء.

سَمِعْتُ المُسَيَّب بْن واضح يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي النّوم كأنّ آتٍ أتاني، فقال: إنْ كَانَ بقي مِن الأبدال أحدٌ فيحيى بْن عثمان الحمصيّ.

قَالَ ابن عديّ: لم أرَ أحدًا يطعن فِيهِ غير أَبِي عَرُوبة.

قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وخمسين.

576-

يحيى بْن الفضل البصْريّ الخِرَقيّ1 -د. ق- عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبي عامر العَقَديّ، وجماعة:

وعنه: د. ق.، وأبو عَرُوبة الحرّانيّ، وأَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة، وآخرون.

تُوُفّي سنة ستٍّ وخمسين.

577-

يحيى بْن محمد بْن معاوية المَرْوزِيّ اللُّؤْلُؤيّ2 -م- نزيل بُخَارى:

عَنْ: النَّضْر بْن شُمَيْل.

وعنه: م.، وصُهَيْب بْن سُلَيْم، وعُمَر بْن محمد بْن بُجَيْر.

توفي سنة سبْعٍ وخمسين فِي نصف رجب.

قَالَ السُّلَيْمانيّ: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ فِي "المبسوط"، وعُبَيْد اللَّه بْن واصل.

578-

يحيى بْن محمد بْن السَّكَن البصْريّ3 -خ. د. ن- البزّار. سكن بغداد:

وحدث عَنْ: رَوْح بْن عُبَادة، ومحمد بْن جَهْضَم، وأَبِي عامر العَقَدِيّ.

وعنه: خ. د. ن.، وعُمَر البُجَيْريّ، والمَحَامِليّ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجانيّ، وآخرون. وكان مِن الثقات.

579-

يحيى بن معاذ الرازي4:

1 التهذيب "11/ 264".

2 التهذيب "11/ 275، 276".

3 انظر: تاريخ بغداد "14/ 205"، والتهذيب "11/ 272".

4 السير "13/ 15، 16"، ووفيات الأعيان "6/ 165-168".

ص: 270

أَبُو زكريّا الصُّوفيّ، العارف المشهور، صاحب المواعظ.

كَانَ حكيم أهل زمانه، رحمه الله.

سَمِعَ: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم، وغيرهما.

وعنه: الفقيه أَبُو نصر بْن سلَام، وأَبُو عثمان الحبريّ الزّاهد، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن محمد الماسَرْجِسيّ، وعَلِيّ بْن محمد القبّانيّ، ويحيى بْن زكريّا المَقَابريّ، ومشايخ الرِّيّ، وهمدان، وبَلْخ، ومَرْو.

ثمّ استوطن نَيْسابور، وبها مات.

قَالَ أَبُو عثمان الحربيّ: سمعته يَقُولُ: يا مَن ذِكره أعزُّ عَلِيّ مِن كلّ شيءٍ، لَا تجعلْني بْين أعدائك غدًا أذلّ من كلّ شيء.

وقال أَبُو بكر الشِّمْشاطيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مُعَاذ يَقُولُ: ما جَفَّتِ الدُّموع إلَا لقساوة القلوب، وما قَسَتِ القلوب إلَا لكثرة الذُّنوب، وما كَثُرَتِ الذُّنُوب إلَا من كثرة العُيُوب.

قلت: وما كَثُرَت العُيُوب إلَا مِنَ الاغترار بعلَام الغُيُوب.

وعن: يحيى بْن مُعَاذ قَالَ: إلهي ما أكرمك إن كانت الطّاعات فأنت اليوم تبذلها وغدًا تقبلها، وإنْ كانت الذّنُوب فأنت اليوم تسترها، وغدًا تغفرها.

وعنه قَالَ: لَا تطلب العِلْم رياءً ولا تتركه حَيَاءً.

وعنه قَالَ: لو لم يكن العفْوُ مِن مُرادِهِ لم يَبْتَلِ بالذِّنْب أكرم عُبَاده.

وعنه قَالَ: الناس يعبدون اللَّه عَلَى أربعٍ: عامل عَلَى العبادة، وراهب عَلَى الرَّهْبة، ومشتاق عَلَى الشِّوْق، ومُحِبّ عَلَى المحبة.

وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ، وقيل لَهُ: فُلَان لو وعظْتَه؛ فقال: قفْل قلبه قد ضاع مفتاحه، ولا حيلة لنا فِيهِ.

وعن يحيى قَالَ: عجِبْتُ لمن يصحب الخلْقَ والخالقُ يستصحبه، وعجبت لمن يمنع والله يستقرضه.

وقال الْحَسَن بْن عَلُّوَيه: سَمِعْتُ يحيى بْن مُعَاذ يَقُولُ: من لم يكن ظاهره من

ص: 271

العوّام فضّة، ومع المُرِيدين ذَهَبًا، ومع العارفين" المقرّبين درًّا وياقوتًا"1 فليس من حكماء اللَّه.

وسمعته يَقُولُ: أحسنُ شيء كلَامٌ صحيحٌ مِن لسانٍ فصيحٍ فِي وجهٍ صحيح.

وعنه قَالَ: الْحَسَن حُسْنٌ، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن مِنَ استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رِضَى من عُمِل لَهُ.

وعن عَبْد الواحد بْن محمد قَالَ: جاء يحيى بْن مُعَاذ إلى شِيراز وله شَيْبةٌ حَسنة، وقد لبس ثياب سُود، فكان أحسن شيءٍ، فصعَد الْمِنْبَرَ، واجتمع الخلْق. فأوّل ما بدأ بِهِ أن قَالَ:

مواعظُ الواعظ لن تُقْبَلَا

حتّى يَعِيَها قلبه أولا

يا قوم من أظلم من واعظٍ

خالَفَ ما قد قاله فِي الملَا؟

أظهر بين النّاس إحسانَهُ

وبارز الرّحمن لمّا خلَا

ثمّ وقع مِنَ الكُرْسيّ، فلم يتكلَّم يومئذ؛ ثم إنه ملك قلوب أهل شيراز بعدُ، فكان إذا أراد أنْ يضْحكهم أضحكهم، وإذا أراد أنْ يبْكيهم أبكاهم. وأخذ مِنَ البلد سبعة آلاف دينار.

وعن يحيى بْن مُعَاذ قَالَ: لَا تكُن ممّن يفضحه يوم مماته ميراثه، ويوم حسابه ميزانه.

قَالَ الحاكم: قرأت" عَلَى اللّوح فِي قبر يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ": مات حكيم الزّمان يحيى بْن مُعَاذ الرّازيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وخمسين.

580-

يحيى بن معلى بن منصور الرازي2 -ق- ثم البغدادي، الحافظ:

عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ، وأَبِي اليَمَان، وأَبِي حُذَيْفَة مُوسَى بْن مَسْعُود، وإِسْحَاق الفروي، وعمر بْن مرزوق، وإسماعيل بْن أَبِي أُوَيْس، وطائفة.

وعنه: ق.، وسَلَمَةُ بْن شبيب وهو أكبر منه، وقاسم المطرّز، وأَحْمَد بْن حمدون الأعمشيّ، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وآخرون.

1 بياض في الأصل، وتم إثباته من الحلية "10/ 69".

2 انظر: التهذيب "11/ 280".

ص: 272

قَالَ مُسلْمِ: كنيته أَبُو عَوَانَة.

وقال أَبُو عَلَى النَّيسابوري: كَانَ صاحب حديث.

ووثِّقه الخطيب.

581-

يحيى بن المغيرة -ت- أبو سلمة المخزومي المدني1:

عَنْ: أَبِي ضمرة أَنَس بْن عِياض، وابن أَبِي فُدَيْك، وجماعة.

وعنه: ت.، ويحيى بْن صاعد، وحَرَميّ بْن أَبِي العلَاء، وآخرون.

قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، ثقة.

قلت: وقع لنا من عواليه، وتُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين ومائتين.

- يحيى بْن واقد:

أَبُو صالح.

قد ذُكِر فِي الطبقة الماضية.

582-

يزيد بْن محمد بْن مهلب البصْريّ2:

الشّاعر المشهور، نديم المتوكّل.

حدَّث عَنْ: أَبِي عَلَى الحنفيّ، وغيره.

وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومحمد بْن عَبْد الملك التّاريخيّ.

وما أحسن قوله فِي أبيات:

إنّي لرحال إذا الهم برك

". . . "3 وعند ضِيق المُعْتَرَكْ

عُسْري عَلَى نفسي، ويُسْري مُشْتَرَكْ

لَا تُهْلِكِ النّفسَ عَلَى شيءٍ هَلَكْ.

583-

يسار بْن سُمَيْر4. أَبُو عثمان العِجْليّ الأصبهاني، أحد العباد.

1 انظر: الجرح والتعديل "9/ 191"، والتهذيب "11/ 288".

2 تاريخ الطبري "9/ 209"، تاريخ بغداد "14/ 348".

3 بياض في الأصل.

4 بياض في الأصل.

ص: 273

حدَّث عَنْ: أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسيّ، وسعيد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويحيى بْن أَبِي بكُيْر.

وعنه: محمد بْن محمد القبَّاب، و ". . . "1 بَكْر، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يزيد الأصبهانيوّن.

584-

اليَسَع بْن إِسْمَاعِيل البغداديّ الضّرير2:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وزيد بْن الحُبَاب.

وعنه: يعقوب بْن محمد الدُّوريّ، والقاضي المَحَامِليّ، ومحمد بْن مَخْلَد.

ضعّفه الدّارَقُطْنيّ.

585-

يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زيد بن أفلح - ع. - الحافظ أبو يوسف العبدي الدورقي البغدادي3:

رَأَى اللَّيْث بْن سعْد ببغداد.

وسمع: إِبْرَاهِيم بْن سعْد، وَهُشَيْمًا، وعَبْد العزيز الدَّرَاوَرْديّ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وعيسى بْن يونس، ويحيى القطّان، وابن علية، وخلقًا كثيرًا.

وعنه: ع.، ون. أيضًا، عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وأَبُو زُرْعَة، والقاسم المطرّز، وابن صاعد، وأبو عبد الله المَحَامِليّ، وابن مَخْلَد العطّار، وخلْق.

وثقَّه النَّسائيّ.

وذكره الخطيب فِي تاريخه.

وكان من أئمّة الحديث.

آخر من روى حديثه عاليًا أَبُو القاسم سِبْط السِّلَفيّ.

تُوُفّي سنة اثنتين وخمسين، وقد قارب التّسعين.

وَرُبَّمَا أَخَذَ عَلَى الرِّوَايَةِ، فَأَنْبَأَنَا "أَحْمَدُ بن الحسن البطي"4 أنا أبا مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَنْبَأَ محمد بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ، نَا عُثْمَانُ بن حنيف، نا الباغندي،

1 الميزان "4/ 445".

2 الجرح والتعديل "9/ 202"، السير "12/ 141-144".

3، 4 بياض في الأصل، وتم إثباته من تاريخ بغداد.

ص: 274

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَابْنُ الْمُجَدِّرِ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَصَالِحُ بْنُ أَبِي "مُقَاتِلٍ"1 قَالُوا: ثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ محمد بْنِ "سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"2 "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ وَيُتَوَضَّأَ مِنْهُ"3.

قَالَ عُثْمَانُ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ يَعْقُوبَ بِثَلاثَةِ دَنَانِيرَ.

عثمان بْن حنيف ثقة.

586-

يعقوب بْن إِبْرَاهِيم:

أَبُو الأسباط الكوفيّ4.

روى عَنْ: يحيى بْن آدم، وغيره.

قَالَ ابن أَبِي حاتم: صدوق، كتبنا فوائده، ولم يُقْضَ لنا السَّماعُ منه.

587-

يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البُهْلُول بْن حسّان الأنباريّ5:

أحد القرّاء الأئمّة. كَانَ صالحًا زاهدًا قانتًا عالمًا بالعدد والحروف، وغير ذَلِكَ.

روى عَنْ: محمد بْن بكّار الرّيّان، وغيره.

وهو والد يوسف بْن يعقوب الأزرق. مات يعقوب قبل والده، فحزن عَلَيْهِ وتوجَّع لفراقه، مَعَ أنّه عاش أربعًا وستّين سنة.

تُوُفّي سنة إحدى وخمسين.

588-

يعيش بْن الجهم6:

أبو الحسن الحديثي.

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وابن نُمَيْر، وأَبِي ضمرة، وأبي أسامة، وطائفة.

1، 2 بياض في الأصل، وتم إثباته من تاريخ بغداد.

3 حديث صحيح: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ "1/ 65"، وَمُسْلِمٌ "95"، وَأَبُو داود "69"، وَالتِّرْمِذِيُّ "68"، وَالنَّسَائِيُّ "1/ 34"، وابن ماجه "343"، وأحمد "2/ 259-265".

4 الجرح والتعديل "9/ 203".

5 تاريخ بغداد "14/ 276".

6 الميزان "4/ 458".

ص: 275

قَالَ ابن أَبِي حاتم: هُوَ ثقة صدوق، كتبتُ عَنْهُ بالحُدَيثة.

قلت: وروى عَنْهُ: الْحَسَن بْن محمد بْن شُعْبَة الْأَنْصَارِيّ، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ، وغيرهما.

قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى أَحَادِيثَ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ.

589-

يوسف بْن مُوسَى بْن راشد القطان1 -خ. د. ت. ق- أبو يعقوب الكوفي، نزيل بغداد.

روى عَنْ: جرير بْن عَبْد الحميد، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وأَبِي خَالِد الأحمر، وحكام بن سلم، وعبد الله بن إدريس، ووَكِيع، وابن نمير، وطائفة.

وعنه: خ. د. ت. ق.، وإِبْرَاهِيم الحربيّ، وقاسم بْن زكريّا المطرّز، والبَغَوِيّ، وابن صاعد، والنَّسائيّ فِي غير سُنَنِه، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المَحَامِليّ، وآخرون.

وكتب عَنْهُ يحيى بْن مَعِين، والكبار.

قَالَ النَّسائيّ: لَا بأس بِهِ.

وقال أَبُو سعَيِد السُّكّريّ، عَنْ يحيى بْن مِعِين: ثقة، صدوق.

وقال غيره: كَانَ يَتَّجر إلى الرِّيّ.

قَالَ ابن زُولَاق: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن الحَدّاد شيخنا يَقُولُ: قرأت عَلَى أَبِي عُبَيْد بْن حَرْبَوَيْه جزءًا عَنْ يوسف بْن مُوسَى القطّان، فلمّا فرغتُ قلتُ: كما قرأتَ عَلَى القاضي؟

فقال: نعم، إلَا الإعراب، فإنك تُعْرِب وما كَانَ يوسف يُعْرِب.

مات فِي صفر سنة ثلَاثٍ وخمسين عَنْ سنٍ عالية، رحمه الله.

590-

يوسف بْن مُوسَى:

أَبُو غسّان التُّسْتَرِيّ السُّكّريّ2. نزيل الرِّيّ.

وحدَّث عَنْ: يحيى القطان، ووكيع، وإبراهيم بن عيينة، وجماعة.

1 تاريخ بغداد "14/ 304"، والتهذيب "11/ 425".

2 انظر: الجرح والتعديل "9/ 331".

ص: 276

وعنه: أَبُو حاتم، وعلى بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد، وإِبْرَاهِيم بْن يوسف الهسنْجانيّ، وأهل الرِّيّ.

591-

يوسف بن واضح البصري المؤدب1 -ن- روى عَنْ: قُدَامة بْن شِهاب، ومُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، وغيرهما.

وعنه: ن.، ثمّ روى عَنْ رجلٍ، عَنْهُ، وعَبْد اللَّه بْن ناجية، وإمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وآخرون.

مات سنة إحدى وخمسين.

592-

يوسف بْن يعقوب النَّجاحيّ2:

عَنْ: سُفْيَان بْن عُيَيْنَة.

وعنه: الهَيْثَم بْن كُلَيْب، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِليّ، وإسماعيل الورّاق.

وثقَّه الخطيب.

وكنيته: أَبُو بَكْر.

593-

يونس بْن يعقوب:

أَبُو إدريس البغدادي3.

عن: هيثم بْن بشير، وأبي معاوية.

وقال محمد بْن مَخْلَد: ثقة، سمعنا منه.

قلت: حديثه عالٍ عند الكنديّ.

"الكنى":

594-

أَبُو أَحْمَد بْن هارون الرشيد4.

كان آخر أولاد أبيه موتًا.

1 التهذيب "11/ 427".

2 تاريخ بغداد "14/ 306".

3 انظر: تاريخ بغداد "14/ 352".

4 تاريخ الطبري "9/ 286".

ص: 277

تُوُفّي فِي خلَافة ابن أخيه المعتزّ بالله سنة أربعٍ وخمسين.

595-

أَبُو حمزة الخُرَاسانيّ الزّاهد1:

من كبار مشايخ الصوفية.

ذكره أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ.

تُوُفّي سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة تسعين. فَسيُعاد.

596-

أَبُو الْعَبَّاس القَلَوَّرِيّ البصْريّ2 -د- فِي اسمه أقوال، أحدها: محمد بْن عَمْرو، وأصحّها: أَحْمَد بْن عَمْرو.

سَمِعَ: سعَيِد بْن عامر الضُّبَعيّ، ويعقوب الحضْرميّ، وجماعة.

وعنه: د.، ومحمد بْن محمد الباغَنْديّ، ومحمد بْن جرير الطَّبَريّ، وجماعة.

تُوُفّي سنة ثلَاثٍ وخمسين.

597-

أبو عبيد البسري، بسر حوران3:

الصوفي الزّاهد.

واسمه: محمد بْن حسّان الغسّانيّ.

حدَّث عَنْ: سعَيِد بْن منصور، وآدم بْن أَبِي إياس، وأَبِي الْجَمَاهِر محمد بْن عثمان، وأَحْمَد بْن أَبِي الحواري، وجماعة.

وعنه: ولداه نجيب وعُبَيْد، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مروان، والقاسم بْن عيسى القصّار، وآخرون.

قَالَ ابن الجلَاء: لقيت ستّمائة شيخ ما رَأَيْت مثل أربعة: ذا النُّون المصريّ، وأبا تُراب النَّخْشَبيّ، وأبا عُبَيْد البُسْريّ، ووالدي.

وعن أَبِي عبيد قَالَ: سَأَلت الله تعالى ثلَاثَ حوائج، فقضى لي اثنتين. ومنعني واحدة. سَأَلْتُهُ أنْ يذْهب عنّي شهوة الطّعام، فما أبالي أكلت أم لا، وسألته أن يذهب

1 طبقات السلمي "326".

2 التهذيب "12/ 146".

3 طبقات السلمي "147-192"، وطبقات ابن الملقن "362".

ص: 278

عني شهوة النَّوم، فما أبالي نمتُ أم لَا، وسألته أنْ يذهِب عنّيِ شهوة النساء، فما فعل.

وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر البَجَليّ: سَمِعْتُ أَبَا عثمان الأدميّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو عُبَيْد البُسْريّ إذا كَانَ أوّل شهر رمضان يدخل البيت ويقول لامرأته: طيني باب بيتي، وألْقِ إليَّ كلّ لَيْلَةٍ مِنَ الطّاقة رغيفًا.

قَالَ: فلمّا كَانَ يوم العيد رَفَست الباب، فوجدتُ ثلَاثين رغيفًا موضوعة فِي الزّاوية، لَا أكل ولا شرِب، ولا تهيّأ للصّلَاة، بقي عَلَى صومٍ واحد إلى آخر الشّهر.

هذه حكاية بعيدة الصّحة، وفيها مخالفة السنة بالوصال، وفيها ترك الْجُمعة للجماعة، وغير ذَلِكَ ذكرتها للفُرْجَة لَا للحُجّة.

وهذه الحكاية أمثل منها: قَالَ أَبُو بَكْر محمد بْن دَاوُد الرَّقّيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن مُعَمِّر: سَمِعْتُ أَبَا حسّان قَالَ: أتى أَبُو عُبَيْد عكّا هُوَ ووُلده، فأقاموا بها شهر رمضان، يُصلح لَهُ أولَاده كُلّ يوم إفطاره، ثمّ يوجّهون بِهِ إِلَيْهِ مَعَ غلَام أسود. فإذا أتى بِهِ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ الشَّيْخ: اجلس فكُلْهُ، ولا تقُلْ لهم شيئًا. ويُفْطر هو عَلَى تمرةٍ واحدة.

قَالَ الرَّقّيّ: وثنا أَبُو بَكْر بْن معمر: سمعت ابن أبي عبيد البسري يحُدّث عَنْ أَبِيهِ أنّه غزا سنة مِنَ السِّنين، فخرج فِي السَّرِيّة، فمات المهْر الَّذِي كَانَ تحته وهو فِي السّريّة.

قَالَ أَبِي: فقلت: يا ربّ "أحْيه"1 حتّى نرجَع إلى بُسْر. فإذا المهر قائم.

فلمّا غَزا ورجع قَالَ: يا بُنَيَّ "ارفع السَّرْج"2 عَنِ المهر. قلت: إنّه عَرِق. فقال: يا بُنَيّ إنّه عارية. فلمّا أخذت السَّرْج خرّ المهر ميّتًا.

وثنا ابن مالَوَيْه، عَنْ عَبْد الواحد بْن بَكْر الوَرثانيّ، عَنِ الرَّقّيّ ". . . "3 يجهل ما لها.

وقد روى لَهُ ابن جَهْضَم حكايات من هذا النمط ". . . "4.

1 بياض في الأصل.

2، 3، بياض في الأصل.

4 انظر السابق.

ص: 279

مات سنة ستين ومائتين، رحمه الله ورضي عنه.

- المهري "القيرواني"1.

هو عبد الملك.

1 سبقت الترجمة له.

ص: 280