الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فصل)
والذي ذكر عنه الميل إلى المعازف والغناء هو عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان لا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.
قال النسائي في سننه الصغرى أخبرنا عمرو بن يحيى قال حدثنا محبوب يعني ابن موسى قال أنبأنا أبو إسحاق وهو الغزاري عن الأوزاعي قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد كتابا - فذكره وفيه - واظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام ولقد هممت أن أبعث إليك من يجر جمتك جمة السوء. إسناده جيد. وقد رواه أبو نعيم في الحلية من طريق المسيب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي فذكره بمثله.
وروى أيضاً من طريق ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد أن أظلم مني وأخون من ولى قرة بن شريك مصر أعرابي جلف جاف أظهر فيها المعازف.
وقد ذكره أبو الفرج ابن الجوزي من حديث سهل بن يحيى المروزي قال أخبرني أبي عن عمر بن عبد العزيز قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد بن عبد الملك - فذكره وفيه - وان أظلم مني وأترك لعهد الله من استعمل قرة بن شريك أعرابياً جافياً على مصر اذن له في المعازف واللهو والشرب.
وروى ابن أبي الدنيا وأبو الفرج ابن الجوزي من طريقه عن عمر بن عبيد الله الأرموي قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدأها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن جل وعز فإنه بلغني عن الثقات من
حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه.
فهذا هو الثابت عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى - أعني إنكار الغناء والنهي عنه لا ما يذكره صاحب الأغاني عمن هب ودب ممن لا يوثق بهم ولا يعتمد على خبرهم.
وأيضاً فصاحب الأغاني غير موثوق به لأنه شيعي والشيعة من أكذب الناس. وقد روى الخطيب البغدادي عن الحسن بن الحسين النونتجي أنه قال كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة والدكاكين مملوءة بالكتب فيشتري شيئا كثيرا من الصحف ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها.
وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس خلط قبل موته.
قال ابن الجوزي ومثله لا يوثق به فإنه يصرح في كتبه بما يوجب العشق ويهون شرب الخمر وربما حكى ذلك نفسه. ومن تأمل كتاب الأغاني رأى فيه كل قبيح ومنكر.
قلت وقد ذكر عنه ياقوت الحموي في معجم الأدباء أشياء تدل على فسقه ومجونه ومن كان كذلك فهو ساقط العدالة مردود الرواية. وما ذكره عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى من الغناء وصناعة الألحان فهو مما يقطع كل عاقل نبيه أنه كذب مفترى .. والدليل على ذلك ما تقدم من الآثار التي ذكرنا فإنها دالة على أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كان شديد الإنكار للغناء والمعازف.
وأيضا فالمعروف عن عمر بن عبد العزيز أنه كان ملازما للعلماء منذ
كان صغيرا إلى أن كبر ولم يعرف بمعاشرة أحد من المغنين ولا مجالستهم فما ذكر عنه من الغناء وصناعة الالحان باطل لا أصل له.
وأيضا فقد أنكر عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى على عمر بن الوليد إظهاره للمعازف والمزمار وذكر أن ذلك بدعة في الإسلام وعرض بأبيه الوليد بن عبد الملك وانكر عليه اذ ولى قرة بن شريك على مصر واذن له في المعازف واللهو والشرب.
وما كان عمر رحمه الله تعالى لينكر على الناس شيئاً وهو يفعل مثله لا سيما انكاره فعل الوليد بعد موته فانه لو كان يغني ويصنع الالحان قبل الخلافة لما انكر على الوليد وقرة بن شريك شيئا قد مضى منذ سنين كثيرة.
فقد دل انكاره عليهما على أن ما قيل عنه من الغناء وصناعة الالحان في زمان امارته على المدينة كذب مفترى عليه.
وايضا فان الشعراء لما قدموا على عمر رحمه الله تعالى لما ولي الخلافة منعهم من الدخول عليه ولما قيل له فيهم ذكر لاكثرهم ابياتا في التشبيب بالنساء ومنعهم من الدخول عليه من اجل ذلك. واذا كان عمر رحمه الله تعالى شديد الانكار للتشبيب بالنساء فيكف يقال انه كان يشبب بسعاد وسعدى ويصنع الالحان في ذلك ويغني بها. هذا قول ظاهر البطلان.
وأيضاً فقد قال الإِمام أحمد رحمه الله تعالى حدثنا اسحاق بن عيسى الطباع قال سألت مالك بن انس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال انما يفعله عندنا الفساق. قال الحافظ ابن رجب وكذا قال ابراهيم بن منذر الحزامي وهو من علماء أهل المدينة المعتبرين.
قلت ويلزم على قول صاحب الاغاني واحمد زكي صفوت أن يكون