الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الناشر
الحمد لله رب العالمين حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغى لجلال وجه وعظيم
سلطانه. ونصلى ونسلم على خاتم رسله وأنبياءه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين،
وصحبه الغر الميامين ومن استن بسنته، واهتدى بهديه إلى يوم الدين
وبعد، ،
فنحمد الله على ثقة طلاب العدم فى اصدارات الفَارُوقُ الحَدِيْثَةِ لِلْطِّبَاعَةِ وَالنَّشْرِ
وتقديرأ لهذه الثقة فها نحن بصدد إصدار جديد من إصداراتنا
يطبع لأول مرّة وهو كتاب تَذْهِيْبْ تَهْذِيْبُ الكَمَالِ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَال
للحافظ الذهبى وهو كتاب مفيد فى بابه يكمل عقد الكلام على رجال
الكتب الستة، وشهرة الحافظ الذهبى وجودة مصنفاته أشهر من أن تبين لذا
كان حرصنا على خروج هذا الكتأب - الذى لَمْ يصدر من قبل - حرصًا
كبيرًا لأنه لا يليق بمصنف كبير مثل هذا من مصنفات الحافظ الذهبى أن
يظل طوال هذه الفترة دون أن يخرج لطلاب العلم.
ويأتى هذا الاصدار ضمن سلسلة إصداراتنا التخصصة فى علم الرجال.
منها ما يطبع لأول مرّة ككتاب إكْمَالُ تَذْهِيْبْل الكَمَالِ - للعلامة مغلطاى -
وهو كتاب يمتلىء بالفوائد، وكتاب - تَارِيخِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمِةُ - بقيمته الهامة
واحتياج طلاب العلم له، وكتاب تَعْلِيْقَات الدَّارَقُطْنِي على كتاب
المجروحين لابن حبان.
ومنها ما طبع من قبل ولكننا أعدْنا إصداره بما يحتاجه من إعادة ضبط
ككتاب لِسَانُ المِيزَانْ الذى أخرجناه عدى خمس نسخ خطية استدرك
بها محققه كثيرًا من السقط والتحريف فى الطبعات السابقة.
ومنها ما يحتاج إلى فهارس علمية مفيدة كفهارسنا لكتب
إكمال ابن ماكولا والْجَرْحُ وَالتَّعْدِيْلُ وتَهْذِيْبُ التَهذِيْب
وما تقدم يبين لك أخى القارئ الكريم حرص الدار على الاهتمام بهذا
العلم الذى كاد يغيب عن الاهتمام به فى فترة سابقة، لذا فإننا نهيب
بإخواننا طلبة العلم أن يتعاونوا. معنا فى الحفاظ على هذا التراث بأن يقاطعوا
هؤلاء الذين تحْصصوا فى سرقة. ككل إصدار جديد ليستولوا على جهد
الآخرين ويشوهونه بأخطائهم الكثيرة، وتحريفاتهم الناشئة عن قلة خبرتهم
بهذا العلم، فلا أقلّ من مقاطعة هؤلاء حفاظًا على هذا التراث الغالى.
وأخيرًا فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ويعيننا على طاعته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الناشر
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا
إله إلَّا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102].
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله - تعالى - وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
فإنه لما كان الحافظ الذهبي هو مؤرخ الإسلام، ورجل الرجال في عصره، وكان
اختصاره "لتهذيب الكمال" للحافظ أبي الحجاج المزي له قيمته من حيث حسن
الاختصار وزوائد الذهبي الميزة على التهذيب، وكان الكتاب مازال مخطوطًا لَمْ
يطبع بعد، فقد استعنا بالله على تحقيقه وخدمته؛ لينشر ويأخذ مكانه بين كتب
الرجال. وقد وفقنا الله للوقوف على ست نسخ خطية جيدة جدًّا من الكتاب، منها
ثلاث كتبت في حياة الإمام الذهبي، وعلى إحداهم خطه، فبذلنا جهدنا في ضبط
وإخراج الكتاب، وقدمنا له مقدمة دراسية، وصنعنا له الفهارس العلمية اللازمة.
نسأل الله أن ينفع به كلّ من عمل فيه، وساعد على طبعه ونشره، وسائر
المسلمين، ونسأله تعالى أن يغفر لنا زللنا، ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتقبله منا
قبولا حسنًا، والحمد لله رب العالمين.
دار الكوثر
منهج العمل في تحقيق الكتاب
لإخراج الكتاب بهذه الصورة، وتحقيقه تحقيقًا علميًّا، اتبعنا المنهج التالى: قام
الإخوة بدار الكوثر بنسخ الكتاب من نسخه أحمد الثالث - الأصل - وبالنسبة
للمجلد الأول المفقود منها، قمنا بنسخه من نسخة دار الكتب - د - ثم قام الإخوة
بمقابلة المنسوخ على جميع نسخ المخطوط مقابلة دقيقة، وأثبتنا الفروق الجوهرية، ثم
قابلنا بين الكتاب وأصله "تهذيب الكمال" وأثبتنا الفروق الجوهرية، وعزونا زوائد
الذهبي على تهذيب الكمال إلى أصولها التي نقل منها الحافظ الذهبي - ما استطعنا إلى
ذلك سبيلا - وعزونا الآحاديث التي ذكرها الذهبي أو أشار إليها من طريق صاحب
الترجمة إلى مصادرها من كتب الصحاح والسنن، وضبطنا ما يشكل من الأسماء
والكنى والألقاب والأنساب والبلدان وغيرها ضبط قلم، ولكبر حجم الكتاب فقد
شارك عدد من الإخوة الأفاضل في تحقيقه، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وجعل هذا
العمل في ميزان حسناتهما، وكان العمل حسب ترتيب الكتاب كالتالي:
- من بداية الكتاب إلى آخر حرف الزاي اشترك فيه أبو بلال غنيم بن عباس وأبو
صفية مجدي السيد.
- من بداية حرف السين إلى آخر حرف الظاء اشترك فيه أبو بلال غنيم بن عباس
وأبو جهاد أيمن سلامة.
- من بداية حرف العين إلى آخر عبدة قام بتحقيقه أبو جهاد أيمن سلامة.
- من بداية عبيد الله إلى آخر علي بن عيسى بن يزيد قام بتحقيقه عبد السميع البرعي.
- من بداية علي بن عيسى المخرمي إلى آخر عمر مولى غفرة قام بتحقيقه أبو جهاد أيمن سلامة.
- من بداية عمرو إلى آخر حرف اللام اشترك فيه مسعد كامل وأبو جهاد أيمن
سلامة.
- من بداية حرف الميم إلى آخر محمد بن المنكدر قام بتحقيقه محمد نعناعة.
- من بداية محمد بن المنهال إلى آخر مضرب بن يحيى اشترك فيه مسعد كامل
وأبو جهاد أيمن سلامة.
- من بداية مطر الوراق إلى آخر الكتاب اشترك فيه مسعد كامل وأبو صفية مجدي
السيد.
ثم قام أبو عمار ياسر كمال بعمل الفهارس العلمية للكتاب، وهي كالتالي:
- فهرس الآحاديث.
- فهرس الآثار.
- فهرس الرجال الذين تكلم فيهم الذهبي - سواء بجرح أو تعديل أو تعريف أو
تاريخ وفاة ....
- فهرس الرجال الذين زادهم الإمام الذهبي على "تهذيب الكمال".
- فهرس الأشعار.
وقد ساعده في ذلك الإخوة: حسام عبد الله، ورأفت حمدي، وشريف
خفاجي، وكان لهؤلاء الإخوة النصيب الأكبر في مراجعة تجارب الكتاب، الذي قام
بمراجعة تجاربه مجموعة من الإخوة العاملين بدار الكوثر.
- ولا ننسى أن نشكر الإخوة: عبد العال مسعد، وخالد حسن، ومحمد نبوت،
ووائل بكر، الذين كان لهم النصيب الأكبر في نسخ الكتاب ومقابلته على المخطوطات.
- ولا ننسى أن نتقدم بالضكر للأخ الفاضل / أبو عبد الله محيي الدين البكاري على
ما قام به من مراجعات ونبه علينا بعض التنبيهات في المجلدات من السادس إلى العاشر.
ثم كتبنا مقدمة علمية أطكتاب تحتوي على: تقدمة، ومنهج العمل في تحقيق
الكتاب، وثلاثة أبواب:
الباب الأولى: الإمام الذهبي، درفيه فصلان:
الفصل الأول: ترجمة الإمام الذهبي.
* اسمه ومولده.
* طلبه للعلم.
* شخصيته العلمية وحياته الثقافية.
* ثناء العلماء على الإمام الذهبي.
* وفاة الإمام الذهبي.
الفصل الثانىِ: مؤلفات وتراث الإمام الذهبي.
* القراءات.
* الحديث.
* مصطلح الحديث.
* العقائد.
* أصول الفقه.
*الفقه.
*الرقائق.
* التاريخ والتراجم.
* السير والتراجم المفردة.
* معاجم الشيوخ.
* الختصرات والمنتقيات.
* الأربعينات.
* الثلاثينات.
* العوالي.
* الأجزاء.
* المنوعات.
الباب الثاني: كتاب تذهيب التهذيب، ويشتمل على توطئة وأربعة فصول:
* توطئة.
الفصل الأول: جذور تذهيب التهذيب وأصوله.
الفصل الثاني: الغاية من تأليف التذهيب وفائدته.
* ومن أهم الفوائد التي يقدمها التذهيب ما يلي:
أولًا: توضيح مبهم.
ثانيًا: تفصيل مجمل.
ثالثًا: إزالة شك.
رابعًا: دفع خطأ.
خامسًا: دفع وهم.
سادسًا: بيان عقيدة المترجم له.
سابعًا: بيان صحة حديثه أو ضعفه.
ثامنًا: زيادة إيضاح لاسم العلم المترجم له.
تاسعًا: زيادة بعض الشيوخ والتلاميذ إلى الترجمة.
عاشرًا: ذكر بعض مناثبب صاحب الترجمة بما يدلك على عدالته في ميزان الجرح
والتعديل.
حادي عشر: فوائد في الجرح والتعديل والحكم على بعض الرواة.
الفصل الثالث: عناية العلماء بتذهيب التهذيب وأهم المصادر التي تناولته.
الفصل الرابع: منهج الحافظ الذهبي في تذهيب التهذيب.
الباب الثالث، ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
الفصل الثاني: التوصيف العلمي للنسخ الخطية.
وقد قام بكتابة الباب الأول من المقدمة أبو جهاد أيمن سلامة، وقام بكتابة الباب
الثاني الأستاذ / أيمن مازن، وقام بكتابة باقي المقدمة أبو عمار ياسر كمال.
ونأمل أن نكون وفقنا لخدمة الكتاب وإخراجه على الوجه الذي يرضي الله - تعالى
- ونسأل الله أن يتقبله منا خالصًا لوجهه الكريم، وأن ييسر الانتفاع به، إنه ولي ذلك
والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الباب الأول
الإمام الذهبي
الفصل الأول: ترجمة الإمام الذهبي
الفصل الثاني: مؤلفات وتراث الإمام الذهبي
الباب الأول: الإمام الذهبي
مما لا شك فيه أن تحقيق هذا الكتاب الجليل للإمام الذهبي يستدعي منا أن نلقي
الضوء على جوانب من حياة المؤلف وآثاره العلمية ومدى تأثيره في الحياة الفكرية في
المجتمع الإسلامي في عصره وفي العصور التالية لعصره إلى الآن. وأيضا التعريف
بأهمية كتابنا الجليل "التذهيب مختصر تهذيب الكمال في أسماء الرجال" والإشارة
إلى نسخه الخطية ومنهج الإمام الذهبي في تصنيفه لهذا السفر الجليل. فأولًا سنتحدث
عن جوانب من حياة مؤلفنا، ولكن ماذا نكتب عن الإمام الذهبي وهناك العديد من
المؤلفات والدراسات الحديثة التي أفردت لحياة الإمام وآثاره الفكرية قام بتأليفها أساتذة
أجلاء كبار، ولعل أشهرهم على الإطلاق الأستاذ د/ بشار عواد معروف وكتابه الجليل
"الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الإسلام" وأيضًا الأستاذ / قاسم علي سعد وكتابه
"صفحات في ترجمة الحافظ الذهبي" وغيرهم، هذا بالنسبة للكتب التي صدرت في
عصرنا، وأما بالنسبة للكتب التي اعتنت بترجمة الحافظ الذهبي منذ القرن الثامن
الهجري فهي كثيرة وعليه فقد قمنا بعمل ترجمة مختصرة لعالمنا الجليل حاولنا فيها
تقديم جانب من حياته وآثاره العلمية وفضله في إثراء الحركة الفكرية من تلك المراجع.
كما قمنا في الجزء الخاص بآثار الحافظ الذهبي من مؤلفات وكتب بالاستفادة
بمقدمة الأستاذ الدكتور: طيار آلتي قولاج محقق كتاب "معرفة القراء الكبار" للإمام
الذهبي والذي طبع سنة 1995 م، حيث جمع فيه - جزاه الله خيرًا - جميع آثار الإمام
الذهبي من الكتب والمؤلفات المطبوع منها والمخطوط وذلك من خلال دراسات من
سبقوه في هذا الشأن، بعضها توفر لنا، وقد أشرنا له سابقًا وبعضها لَمْ يتوفر لنا وذلك
حتى تعم الفائدة حيث أن بعض هذه المراجع لا يتوافر لكثير من الباحثين وطلاب
العلم.
فجزى الله أساتذتنا الأفاضل خيرًا على ما قدموه لنا من ترجمة لهذا الإمام الجليل
وأن يجعل الله تبارك وتعالى عملهم وعملنا هذا في ميزان حسناتنا إنه نعم المولى ونعم
النصير.
الفصل الأول: ترجمة الإمام الذهبي
1 -
اسمه ومولده:
محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز ابن الشيخ عبد الله التركماني الفارقي ثم
الدمشقي ابن الذهبي.
وقد أعادت المصادر التي تناولت حياة الذهبي هذه المعلومات، وأضافت بأنه كان
معروفًا بكنية أبي عبد الله، كما أنه لقب بشمس الدين أيضًا.
ولد سنة ثلاث وسبعين: ستمائة (1) في قرية كَفَرْ بَطْنا (2)، وهي قرية من قرى غوطة
دمشق.
وقد عاش الذهبي، الذي ولد في عائلة تركمانية، ردحًا من حياته في مدينة
ميافارقين القديمة (مدينة سلوان الحالية) التابعة لولاية دياربكر، حيث كانت هذه
الأسرة تنتهي بالولاء إلى بني تميم، كما أكد الذهبي ذلك بنفسه (3).
وقد كان والده شهاب الدين أحمد بن عثمان من أهل التقوى والصلاح يحب
العلم ويطلبه، حيث أنه سمع"صحيح البخاري" سنة 666 هـ من المقداد بن هبة الله
القيسي، وأدى فريضة الحر أواخر أيام عمره (4). وكانت عائلة الذهبي ميسورة الحال،
حيث عرف عن أبيه أحمد بن عثمان الذي توفي في اليوم الأخير من شهر جمادى
الأولى سنة 697 هـ، بأنه كان ينفق ما رزقه الوهاب العليم في سبيل الله ومرضاته.
عرف الذهبي نسبة إلى صنعة أبيه بابن الذهبي حيث ذكرها في العديد من
(1) طبقات الشافعية للسبكي (9/ 100 - 123)، والأعلام للزركلي (5/ 326 - 327).
(2)
معجم البلدان (4/ 531 رقم 10295).
(3)
الذهبي ومنهجه ص 77.
(4)
معجم شيوخ الذهبي ص 57.
مؤلفاته. وقد يكون اشتغال الذهبي فى حرفة أبيه هو السبب الذي دعا العلماء
المعاصرين له: صلاح الدين الصفدي (1)، وتاج الدين السبكي (2)، وأبا المحاسن
الحسيني (3)، وعماد الدين بن كثير (4)، على إطلاق لقب الذهبي عليه، وهكذا عرف
واشتهر به في التاريخ.
وقد اقترن الذهبي من بين أهل بلدته بفتاة، اسمها فاطمة بنت محمد بن نصر الله
ابن القمر الدمشقية، التي توفاها الئه بعد ثمانية أعوام من وفاة الإمام الذهبي (7)، وقد
أنجبت منه ثلاثة أطفال اشتهروا باشتغالهم بالعلم، وهم:
1 -
أمة العزيز أم سلمة، وهي أكبر أولاده، وقد أجيزت في العديد من العلماء (6).
2 -
أبو الدرداء عبد الله، وهو الابن الأوسط له، وقد ولد عام 708 هـ، وأسمعه
أبوه من خلق كثير، ولكنه توفي وهو في عز الشباب، عام 754 هـ (7).
3 -
أبو هريرة عبدْ الرَّحمن: ولد في عام 714 هـ، واشتغل مثل إخوته بالعلم،
واستفادا من العديد من العلماء، واستمع منهم مع أبيه أجزاء الحديث، كما كان هو
نفسه يحدث إلى أن مات عام 799 هـ (8).
طلبه العلم:
تلقى الذهبي علومه في طفولتبما من المؤدب علاء الدين علي بن محمد الحلبي
(1) الوافي بالوفيت للصفدي (2/ 163).
(2)
طبقات الشافعية للسبكي (9/ 100).
(3)
ذيل تذكرة الحفاظ (ص 34).
(4)
البداية والنهاية (18/ 500 - 501).
(5)
الدرر الكامنة (3/ 228 رقم 573).
(6)
معجم شيوخ الذهبى (ص 305).
(7)
الدرر الكامنة (2/ 268 رقم 2203).
(8)
الدرر الكامنة (2/ 341 رقم 2343).
المعروف بالبصيص، والذي وضفه الذهبي بقوله: "كان من أحسن النأس خطًا
وأخبرهم بتعليم الصبيان"، حيث قضى في مكتبه أربع سنوات (1)، ثم انتقل من هناك
لدراسة القرآن الكريم عند مسعود بن عبد الله الأغزازي المقريّ، إمام أحد المساجد
الواقعة في محلة الشاغور بدمشق، والذي قال عنه الذهبي: "لقنني جميع القرآن، ثم
جرَّدْت عليه أربعين ختمة" (2).
وقد اهتم الذهبي، الذي عرف بميله إلى العلوم منذ صباه، أول ما اهتم بعلم
القراءات. فقد واظب عليها عند شيخ القراء جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن داود
العسقلاني ثم الدمشقي، المعروف بالفاضلي عام 691 هـ، والذي كان أحد تلاميذ
عالم القراءات الشهير علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت 643 هـ).
حيث تعلم منه القراءات وفق أسلوب الجمع الكبير، غير أن اشَتداد وطأة مرض
الفالج على شيخه أبى به إلى التوقف عن تلقى دروسه عند "سورة القصص"(3).
ثم نجد الذهبي بعد ذلك، وفي العام نفسه، يطلب علم القراءات وبالأسلوب
نفسه عند شيخ آخر، هو جمال الدين إبراهيم بن غالي بن شاور البدوي الحميري (4).
ويقول تلميذه أبو المحاسن الحسيني: "وكان قد جمع القراءات السبع على الي
عبد الله بن جبريل المصري نزيل دمشق، فقرأ عليه ختمة جامعة لمذاهب القراء السبعة،
بما اشتمل عليه "التيسير"، و"حرز الأماني".
استمر الذهبي في مسيرته العلمية بعلم القراءات، بالتتلمذ على العديد من أساطين
القراء، حيث ذكر ابن الجزري أنه ختم بين يدي علم الدين أبو الفضل طلحة بن
(1) معجم شيوخ الذهبي (ص 385 رقم 556).
(2)
معجم شيوخ الذهبي (ص 616 رقم 920).
(3)
معجم شيوخ الذهبي (ص 106 رقم 131).
(4)
معجم شيوخ الذهبي (ص 250 رقم 345).
عبد الله الحلبي (1) المشهور بالعَلم، وفق أسلوب الجمع أيضًا.
وقد ذكر الذهبي لدى تدوينه لترجمة حياة أبي عبد الده محمد بن جوهر التلعفري
بأنه ألف مقدمة في علم التجويد، ونقلها منه الذهبي عام 691 هـ (2)، الذي سافر إلى
بعلبك عام 693. هـ، وختم هناك ختمة بالجمع في (50) يومًا بين يدي أبي عبد الله
محمد بن محمد بن عليّ بن المبارك الموفق النصيبي (3).
وعندما توجه الذهبي إلى الإسبهندرية بمصر، استمر في تحصيل علم القراءات،
فحاول الاستفادة من يحيى بن أحمد الصواف الذي وجده عندما دخل عليه عام
695 هـ، بأنه قد أضرَّ وأصمَّ، فقرأ عليه بصوت عال جزءًا من الخلعيات، ثم بدأ
بالقراءات السبع وفق أسلوب الجمع، فقرأ "سورة الفاتحة" وآيات من "سورة البقرة"
عليه، غير أنه تيقن من أنه سيضيع الكثير من الجهد والوقت مع هذا العجوز الذي لا
يكاد يسمع، فظفر بعبد الرَّحمن بن عبد الحليم بن عمر الإسكندراني المالكي المعروف
بسحنون (4). فقرأ عليه أولًا جزءًا من القرآن الكريم، ثم جمع رواية وريق للإمام نافع بن
عبد الرَّحمن برواية حفص للإمام عاصم بن بهدلة، وعرضهما في أحد عشر يومًا.
وبالإضافة إلى هؤلاء الشيوخ الذين تتلمذ عليهم الذهبي، قرأ ختمة بالقراءات
السبع على مجد الدين أبي بكر بن محمد بن القاسم المرسي (5)، ودرس القراءات على
يد أبي إسحاق إبراهيم بن فلاح الإسكندراني نزيل دمشق، وقرأ القراءات السبع على
شمس الدين أبي عبد الله محمد بن منصور الحلبي (6)، وسمع "الشاطبية" من أبي
(1) معجم شيوخ الذهبي (ص 118 رقم 148).
(2)
معجم شبوخ الذهبي (ص 489 رقم 718).
(3)
معرفة القراء الكبار (3/ 143 رقم 1147).
(4)
معجم شيوخ الذهبى (ص 289 رقم 406).
(5)
معجم شيوخ الذهبي (ص 680 رقم 1027).
(6)
معجم شيوخ الذهبي (ص 577 رقم 857).
عبد الله محمد بن أحمد العقيلي (1)، ومن أبي عبد الله محمد بن عبد الكريم علي بن
أحمد التبرنري أيضًا (2)، وقرأ "المبهج"، و "الكفاية في القراءات الست" لأبي محمد
عبد الله بن عليّ بن أحمد البغدادي المعروف بسبط الخياط، وقرأ "كتاب السبعة"
لأبي بكرأحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، من أبي حفص عمر بن عبد المنعم
ابن القواس (3)، وكتاب "التيسير " لأبي عمرو الداني، من أبي عبد الله محمد بن
جابر بن محمد الوادي آشي (4) الذي تعلم منه "أشياء نفيسة".
وبعد أن تميز الذهبي في دراسة القراءات، وبرع فيها براعة، جعلت شيخه شمس
الدين أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز بن أبي عبد الله بن صدقة الدمياطي ثم
الدمشقي (5)، يتنازل له عن حلقته الدراسية بالجامع الأموي، حينما أصابه المرض الذي
أبى إلى وفاته. ويظهر بذلك أن هذا العمل كان أول منصب علمي يتولاه الذهبي في
حياته العلمية (6).
ورغم اهتمام الذهبي بعلم القراءات، وصرفه كلّ هذا الجهد والوقت له، فقد
كانت عنايته منصبة على الحديث والتاريخ، ولذلك فقد ذكر ابن الجزري أن عددًا
قليلًا قد أخذ القراءات عن المذهبي عندما قال: "ولم أعلم أحدًا قرأ عليه القراءات
كاملًا، بل شيخنا الشهاب أحمد بن إبراهيم النبجي الطحان قرأ عليه القرآن جميعه
بقراءة الي عمرو بن العلاء، والبقرة جمعًا. وروى عنه الحروف إبراهيم بن أحمد
الشامي، ومحمد بن أحمد بن اللبان، وجماعة. وسمع منه "الشاطبية" يحيى بن أبي
(1) معجم شيوخ الذهبي (ص 472 رقم 693).
(2)
معجم شيوخ الذهبي (ص 522 رقم 778).
(3)
معجم شيوخ الذهبي (ص 402 رقم 582).
(4)
معجم شيوخ الذهبى (ص 488 رقم 717).
(5)
معجم شيوخ الذهبي (ص 518 رقم 770).
(6)
الذهبي ومنهجه (ص 85).
بكر البوني".
وفي الوقت الذي كان فيه الذهبي قد مدّ في مدارك علم القراءات باعًا وتوغل في
مسالكه، فإنه قد انصرف، ومنذ أن بلغ الثامنة عشر من عمره إلى علم الحديث بفنونه
المختلفة" (1).
ففي عام 692 هـ أخذ الحديث في دمشق عن شيخه في علم القراءات أبي حفص
عمر بن عبد المنعم بن عبد الله بن القواس الدمشقي (2)، والي الفضل أحمد بن هبة الله
ابن عساكر (3)، ويوسف بن أحمد بن الي بكر بن عليّ الغسولي (4)، وفي مصر عن الي
العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الحلبي المعروف بابن الظاهري (5)، وأبي المعالي
أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد المصري المعروف بالأبرقوهي (6)، وابن دقيق
العيد الي الفتح محمد بن عليّ (7)، وشرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي (8)،
وفي الإسكندرية من تاج الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن الهاشمي (9)،
وفي بعلبك عن تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام البعلبكي (10) الذي قال عنه
الذهبي: "أكثرت عنه، ونعم الشيخ كان"، وفي حلب. من أبي سعيد سنقر بن
عبد الله الزيني (11) الذي ذكر عنه الذهبي قائلًا: "رحلت إليه وأكثرت عنه، ونعم
(1) طبفات الشافعية للسبكى (9/ 102).
(2)
سبق.
(3)
معجم شيوخ الذهبي (ص 83 رقم 101).
(4)
معجم شيوخ الذهبي (ص 651 رقم 980).
(5)
معجم شيوخ الذهبي (ص 72 رقم 84).
(6)
معجم شيوخ الذهبي (ص 26 رقم 14).
(7)
معجم شيوخ الذهبي (ص 544 رقم 805).
(8)
معجم شيوخ االمذهبى (ص 336 رقم 483).
(9)
معجم شيوخ الذهبي (ص 356 رقم 512).
(10)
معجم شيوخ الذهبى (ص 281 رقم 390).
(11)
معجم شيوخ الذهبي (ص 221 رقم 306).
الشيخ كان دينًا ومروءة وعقلًا وتعففًا، كلّ من يعرفه يثني عليه".
كما أخذ فيها عن زينا بنت عمر الكندية (1)، وفي نابلس عن عماد الدين عبد
الحافظ بن بدران النابلسي (2)، وفي مكة من فخر الدين الي عمرو عثمان بن محمد
التوزري" (3).
وبالإضافة إلى هؤلاء الشيوخ الذين زارهم، فقد استفاد من الشيوخ الذين تعرف
عليهم في تلك المدن، أو في مدن أخرى قد زارها، أو مرّ بها كالمدينة المنورة، وحماه،
وحمص، وطرابلس، والرملة، وبلبيس، والكرك، والمعرّة، والقدس، وبصري،
وتبوك.
شخصيته العلمية وحياته الثقافية:
برع الذهبي في علم ااغراءات، ثم انصرف إلى علمي الحديث والتاريخ ليقضي
بقية عمره في دراستهما، وكان أول عهده بالتدريس قبيل وفاة شيخه في القراءات
محمد بن عبد العزيز الدمياطي، عندما كلفه بالقيام بمهامه التدريسية، وهو لَمْ يزل في
العشرين من عمره.
وخلال ذلك قام بتلخيص بعض المصادر الرئيسية في العلوم المختلفة
- لاسيما فى الحديث والتاريخ - للعديد من الشيوخ المعروفين، بعد أن استقر فى
كفر بطنا، خطيبًا في مسجدها العامر اعتبارًا من شهر صفر عام 703 هـ، حيث بدأ
بتأليف أعظم كتبه "تاريخ الإسلام"، وانتهى من تأليفه لأول مرّة، في جمادى
الآخرة من سنة 714 هـ.
غدت إقامته في تلك المنطقة الهادئة من كفر بطنا حتى عام 718 هـ فرصة نادرة
(1) معجم شيوخ الذهبي (ص 204 رقم 277).
(2)
معجم شيوخ الذهبي (ص 278 رقم 384).
(3)
معجم شيوخ الذهبي (ص 347 رقم 498).
لإنجاز مؤلفاته. وعندما توفي الشيخ كمال الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن
الشريشي، شيخ دار الحديث بتربة أم الصالح في شوال سنة 718 هـ، باشر الذهبي
تلك الوظيفة عوضًا عنه يوم الاثنين، العشرين من ذي الحجة سنة 718 هـ، حيث
اتخذها الذهبي مسكنًا له إلى أن مات فيها أيضًا، غير أنه استمر خطيبًا في جامع كفر
بطنا، إلى أن تولى مشيخة دار الحديث الظاهرية بعد وفاة شيخها شهاب الدين أحمد
ابن جهل في السابع عشر من جمادى الآخرة سبنة 729 هـ (1).
وعندما توفي الشيخ علم الدين أبو محمد القاسم بن محمد بن البرزالي، شيخ
الذهبي ورفيقه سنة 739 هـ، تولى الذهبي تدريس الحديث في المدرسة النفيسية
وإمامتها عوضًا عنه.
وقد باشر الذهبي في العام نفسه مشيخة دار الحديث التنكزية بعد أن كمل
تعميرها (2).
حتى أصبح الذهبي - قبل وفاته - يتولى مشيخة الحديث في خمسة أماكن هي:
دار الحديث العُرْوية، دار الحديث الفاضلية، دار الحديث التنكزية، دار الحديث
النفيسية، وتربة أم الصالح (3).
ولعل خبر ما يدلُّ على مكانة الذهبي العلمية، هو شخصيته الموسوعية التي جعلت
إنتاجه العلمي متنوعًا في، مختلف المجالات، وبخاصة في الحديث والتاريخ والتراجم،
مما أدى بنا في النظرة الأولى أن نعتبره عالمًا وحيد عصره. وإن العدد الضخم من الكتب
التي اختصرها، والتي يربو عددها على "الخمسين، تُعد من بين أوفى الكتب وأكثرها
أصالة في عصرها، وأعظمها تعبيرًا عن التراكم العلمي لمؤلفيها؛ بل إن الذهبي لَمْ
(1) انظر البداية والنهاية.
(2)
نسبة إلى الأمير سيف الدين تنكز الملكي الناصري والذي بدأ ببناء المسجد ودار الحديث سنة 728 هـ.
انظر الدارس في تاريخ الدارس (1/ 91).
(3)
انظر الذهبي ومنهجه (ص 109 - 110).
يكتف باختصار هذه المؤلفات المتنوعة، وإنما أضاف إليها إضافات قيمة، وتعليقات
نفيسة، وتصويبات بارعة، مع قيامه بالنقد والتحقيق والتدقيق حولها.
وقد مهر الذهبي أيضًا في فن الحديث، كما قال ابن حجر العسقلاني: "وجمع
فيه المجاميع المقيدة الكثيرة، حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفًا". لأنه في إقباله على
هذا العلم وشرهه ل ماعه أينما كان، وأخذه له من ذلك العدد الضخم من الشيوخ،
أكسبه مزية فريدة وتفوقًا كبيرًا، مما أخرج مؤلفاته من الجمود والابتذال والنقل، ودفع
به - أي الذهبي - إلى التعمق في دراساته ضمن المنهج النقدي الذي التزم به.
أبى كلّ ذلك بتلميذه صلاح الدين الصفدي إلى أن يقيمه تقييمًا صائبًا، وصادقًا
وواقعيًا، عندما قال عن المذهبي: "وقرأت عليه كثيرًا من تصانيفه، ولم أجد عنده
جمود المحدثين ولا كودنة النقلة، بل هو فقيه النظر، له درية بأقوال الناس ومذاهب
الأئمة من السلف وأرباب المقالات، وأعجبني منه ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا
يتعدى حديثًا يورده، حتى يبين ما فيه من ضعف متن، أو ظلام إسناد، أو طعن في
روايته، وهذا لَمْ أر غيره يراعي هذه الفائدة فيما يورده" (1).
إن براعة الذهبي في علم الحديث، وتمكنه منه بتأليف تك المصنفات الفريدة فيه،
جعله أهلًا لكي ينال لقب "محدث العصر "، وبلغ اعتراف الإمام ابن حجر
العسقلاني الذي يعرف بحافظ عصره، بفضل الذهبي وبراعته مما أدى إلى أن يشرب
ماء زمزم، سائلًا الله أن يصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ والفطنة (2).
وهناك جانب آخر في حياة الذهبي العلمية، وهو اهتمامه بالتاريخ وعلم الرجال،
ووضعه للآثار القيمة فيهما. وقد خلف لنا الذهبي في هذين الحقلين عددًا ضخمًا من
المؤلفات التي ابتدأها باختصارأمهات الكتب المؤلفة في هذا المجال. ومما لا شك فيه أن
(1) انظر الوافي بالوفيات.
(2)
انظر ذيل تذكرة الحفاظ (ص 348).
هذه المعرفة الواسعة التي كونت شخصيته العلمية الفذة، قد دفعت به إلى وضع
المؤلفات القيمة في مجال التاريخ وعلم الرجال، لعل أهمها كتابه العظيم "تاريخ
الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام".
وعندما أضيفت معرفة الذهبي الواسعة بالرجال إلى ثقافته المتميزة، توصل إلى
نتائج باهرة في نقد الرجال، واستطاع أن يرفع نقد السند فى علم الحديث إلى
مستويالم علمية رفيعة. ويعد كتابه "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" دليلًا شَاخصًا
على ذكائه النافذ وإدراكه الفذ، حتى اعتبره معاصروه والذين أتوا من بعدهم "من
أحسن كتبه وأجلها".
وقول تاج الدين السبكي: إنه "شيخ الجرح والتعديل"(1)، وشهادة شمس الدين
السخاوي "وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال"، وأقوال غيرهما من العلماء
والنقاد.، وتقويمهم للذهبي شهادات جلية على المدى العلمي الرحب الذي بلغه في
النقد والتمكن منه (2).
ورغم أن الذهبي لَمْ يكن معدودًا من المتكلمين، إلَّا أنه قام باختصار العديد من
المصادر في العقائد، كما أنه وضع بعض المؤلفات فيه. أما أسلوبه فى تناول العقائد،
فقد كان على نهج السلف الستند على علم الحديث، وتحظى الأحاديث المروية عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالأهمية الأولى عنده (3).
وقد اهتم الذهبي فى مطلع حياته العلمية برواية الشعر وأورد طائفة من أشعار
شيوخه، كما نظم بعض القصائد الشعرية التي كان من أهمها قصيدته حول أسماء
المدلسين (4)، بالإضافة إلى اهتمامه بالشعراء الذين أورد تراجمهم الواسعة في كتابه "
(1) راجع طبقات والشافعية للسبكي.
(2)
الذهبي ومنهجه (ص 127).
(3)
ذيل تذكرة الحفاظ (ص 348).
(4)
راجع طبقات الشافعية للسبكي.
"تاريخ الإسلام" مع نماذج كثيرة من أشعارهم.
كما كان للذهبي خط متقن مرسوم وفق قواعد الخط المعروفة.
ومن الجدير بالذكر أنه كان يعرف بالزهد والورع، و"كان صالحًا خيرًا، له قيام
ليل، وعبادة وتلاوة، وبر وصدقة". تلك الصفات التي تدل على أخلاقه الحميدة
وصلاحه، بحيث أصبح مدرسة قائمة بذاتها، ونقطة استقطاب شيوخ عصره،
وطلاب العلم الذين وفدوا إليه من بلاد مختلفة للاستماع إليه والاستزادة من
علومه (1).
وأدى قيام الذهبي بالتدريس في العديد من المدارس ودور الحديث إلى تنشئة عدد
كبير من طلابه النابهين الذين تميزوا بالعلم والمعرفة، منهم: تاج الدين السبكي، وعلم
الدين البرزالي، وابن كثير، وابن رافع، وابن رجب، وغيرهم
…
والذين قاموا بتقييم
شيخهم الكبير بما يستحقه من الثناء والإكرام، والاعتراف بفضله العلمي وشخصيته
الفذة.
*****
(1) راجع الدرر الكامنة 3/ 337.
ثناء العلماء على الإمام الذهبي
قال تلميذه تاج الدين السبكي:
اشتمل عصرنا على "أربع من الحفاظ بينهم عموم وخصوص: المزي، والبرزالي،
والذهبي، والشيخ الإمام الوالد، لا خامس لهؤلاء في عصرهم
…
وأما أستاذنا أبو عبد
الله (يعني الذهبي)، - فنطر لا نطر له، وكبير هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود
حفظًا، وذهب العصر معنى ولفظًا، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كلّ
سبيل، كأنما جمغت الأمة في صعيد واحد فنظرها، ثم أخذ يخبر عنها إخبار من
حضرها" (1).
وقال تلمذه صلاح الدين الصفدي:
"حافظ لا يجاري، ولافظ لا يباري، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله
وأحواله، وعرف تراجم الناس، وأزال الإبهام في تواريخهم والإلباس. ذهنّ يتوقد
ذكاؤه، ويصح إلى الذهب نسبته وانتماؤه، جمع الكثيير، ونفع الجم الغفير، وأكثر
من التصنيف، ووفر بالاختصار مؤونة التطويل في التأليف
…
ولم أجد عنده جمود
المحدثين ولا كودنة النقلة، بل هو فقيه النظر، له درية بأقوال الناس ومذاهب الأئمة من
السلف وأرباب المقالات، وأعجبني منه ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثًا
يورده حتى ييين ما فيه من ضعف متن، أو ظلام إسناد أو طعن في رواته
…
" (2).
وذكر تلميذه أبو المحاسن الحسيني صله قائلًا:
"الشيخ الإمام العلامة، شيخ المحدثين، قدوة الحفاظ والقراء، محدث الشام
(1) راجع طبقات الشافعية للسبكي.
(2)
راجع الواقي بالوفيات للصفدي.
ومؤرخه ومفيده
…
جرَّح وعدَّل، وخرَّج وصحح وعلل، واستدرك وأفاد، وانتقى
واختصر كثيرًا من تأليف المتقدمين والمتأخرين، وكتب علمًا كثيرًا، وصنف الكتب
المفيدة
…
وكان أحد الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين
…
" (1).
وقال ابن حجر العسقلاني:
"مهر في فن الحديث، وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة، حتى كان أكثر أهل
عصره تصنيفًا
…
ورغب ااضاس في تواليفه، ورحلوا إليه بسببها، وتداولوها قراءة
ونسخًا وسماعًا".
وقال جلال الدين السيوطي:
"إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي،
والذهبي، والعراقي، وابن حجر" (2).
وفاة الإمام الذهبي:
وقبل وفاة الإمام الذهبي بسنوات قليلة أضر بصره، وتوفاه الله عز وجل في ليلة
الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وقد صور لنا الإمام تاج الدين
السبكي اللحظات الأخيرة"ي حياة الإمام الذهبي حيث قال: توفي ليلة الاثنين ثالث
ذي القعدة سنة ثمان وأربعلايئ وسبعمائة بالمدرسة المنسوبة لأم الصالح في قاعة سكنه،
ورآه الوالد رحمه الله قبل المغرب وهو في السياق، وقال: كيف تجدك؟
فقال: في السياق، ثم سأله: أدخل وقت الغرب؟
فقال له الوالد: ألم تصل العصر؟
(1) راجع ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني.
(2)
راجع طبقات الحفاظ اللسيوطى (ص 347 - 349).
فقال: بلي، ولكن لَمْ أصل المغرب إلى الآن.
وسأل الوالد رحمه الله الجمع بين المغرب والعشاء تقديمًا، فأفتاه بذلك، ففعله،
ومات بعد العشاء قبل نصف الليل، ودفن بباب الصغير، حضرت الصلاة عليه،
ودفنه".
الفصل الثاني: مؤلفات وتراث الإمام الذهبي
القراءات
1 -
التلويحات في علم القراءات.
الحديث
2 -
الأربعون البلدانية (الخزانة التيمورية، رقم 348 حديث).
3 -
الثلاثون البلدانية.
4 -
طرق حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه".
5 -
الكلام على حديث الطير.
6 -
المستدرك على مستدرك الحاكم (قطعة منه في: دار الكتب الظاهرية، رقم 62 مجاميع).
7 -
الأربعون الموافقات (ذحص ها نجم الدين عمر بن فهد في "معجم الشيوخ" ص 81).
8 -
جزء لأحمد بن أيبك الحسامي (ذكره الذهبي في "المعجم المختص" ص 14).
9 -
جزء لابن الخلاد (ذكره الذهبي في "المعجم المختص" ص 87).
10 -
جزء لعبد الوهاب الإسكندراني (ذكره ابن حجر في "إنباه الغمر" 2/ 239).
11 -
جزء العفيف المطري (ذكره الذهبي في "المعجم المختص" ص 125).
12 -
جزء علاء الدين الخراط (ذكره ابن رافع السلامي في "الوفيات" 1/ 256).
13 -
جزء لموسى بن عليّ البكري (ذكره الذهبي في "المعجم المختص" ص 285).
14 -
جزء من حديث التَّلِّي (ذكره ابن رافع السلامي في "الوفيات" 1/ 354).
15 -
جزء من عوالي ابن رافع السلامي (ذكره غير واحد وأكدوا أن الذهبي خرج له
جزءًا).
16 -
طرق حديث الرحمة (ذكره الكتاني في "الرسالة المستطرفة" ص 112).
17 -
طرق حديث رفع اليدين في الصلاة (ذكره السخاوي في "الغاية شرح
الهداية").
18 -
عوالي حماد بن زيد (ذكره الذهبي فى "سير أعلام النبلاء" 7/ 462، وذكرها
أيضًا في "تاريخ الإسلام"(وفيات 171 - 180)، ص 99).
19 -
عوالي حماد بن سلمة (ذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 7/ 404،
وذكر أيضًا في "تاريخ الإسلام"(وفيات 161 - 170) ص 150: أن عدد
هذه الآحاديث العوالي أربعة عشر حديثًا).
20 -
عوالي زينب بنت الكمال (ذكرها السخاوي في "الضوء اللامع" 4/ 291).
21 -
عوالي علاء الدين ابن العطار هو أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود العطار،
خرج له الذهبي عوالي كما ذكر ابن حجر العسقلاني).
22 -
العوالي المنتقاة من جزء الي مسعود الرازي (دار الكتب الظاهرية).
23 -
غرائب سنن ابن ماجة (ذكرها نجم الدين عمر بن فهد في "معجم الشيوخ"،
ص 120).
24 -
مختصر المستدرك للهروي (ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 17/ 559 -
560، و"تذكرة الحفاظ" 3/ 1106)
25 -
مختصر مسند عمر للإسماعبلي (ذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ" 3 /
948).
26 -
مصافحات سليمان بن حمزة المقدسي (ذكره ابن حجر).
27 -
المنتقى من الآحاديث المختارة للضياء (ذكرة ابن حجر).
28 -
المنتقى من جزء أبي الجهم (ذكره الروداني في "صلة الخلف"، ص 400).
29 -
المنتقى من جزء ابن عرفة (دار الكتب الظاهرية).
30 -
المنتقى من حديث الأبرقوهي (ذكره الروداني في "صلة الخلف"، ص
397).
31 -
المنتقى من حديث تقي الدين البعلي (ذكره الذهبي في "المعجم المختص"، ص 259).
32 -
المنتقى من حديث القاسم بن يوسف التجيبي (ذكره الذهبي في
"المعجم المختص"، ص 194، وذكره أيضًا ابن حجر في "الدرر
الكامنة" 3/ 240).
33 -
المنتقى من عوالي القونوي (ذكره نجم الدين عمر بن فهد في "معجم الشيوخ"
ص 348).
مصطلع حديث
34 -
الزيادة المضطربة.
35 -
طرق أحاديث النزول.
36 -
العذب السلسل في الحديث المسلسل.
37 -
منية الطالب لأعز المطالب.
38 -
الموقظة في علم مصطلح الحديث (طبع في بيروت سنة 1405 هـ، بتحقيق
الشيخ عبد الفتاح الي غدة).
39 -
أسماء الرواة عن مالك (ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 8/ 52).
40 -
المنتقى من أسماء الرجال للسليماني (ذكره الذهبي في "تذكرة الحفاظ" 3/
1036).
41 -
المنتقى من الجرح والتعديل للعجلي (ذكره الذهبي في "سير أعلام"النبلاء" 12/ 506).
العقائد
42 -
أحاديث الصفات.
43 -
الأربعين في صفات رب العالمين (توجد نسخة من الجزء الأول من هذا الكتاب
بدار الكتب الظاهرية بدمشق، رقم 11/ عام 3748، وطبع هذا الجزء في
المدينة المنورة سنة 1413 هـ، بتحمَيق عبد القادر بن محمد عطا صوفي).
44 -
جزء في الشفاعة
45 -
جزءان في صفة النار.
46 -
الروع والأوجال في نبأ المسيح والدجال،
47 -
رؤية الباري.
48 -
العرش.
49 -
العلو للعلي الغفار في صحيح الأخبار وسقيمها (طبع غير مرّة، منها: بالقاهرة
سنة 1388 هـ 1968 م (المكتبة السلفية - المدينة المنورة)، وبمصر سنة
1332 هـ).
50 -
الكبائر وتبيين المحارم (طبع غير مرّة، منها: بالقاهرة سنة 1356 هـ: وبدمشق -
بيروت سنة 1407 هـ / 1987 م: 1411 هـ 1991/ م، بتحقيق محيي الدين
مُسْتر [الطبعة السابعة])
51 -
لطيفة تتعلق بالإمامة العظمى (مكتبة نور عثمانية بإستانبول، رقم 496 [الورقة
20 -
23).
52 -
ما بعد الموت.
53 -
مسألة دوام النار.
54 -
مسألة الغيبة.
55 -
مسألة الوعيد.
56 -
النصيحة الذهبية إلى ابن تيمية (طبع بدمشق سنة 1347 هـ، ونشره حسام
الدين المقدسي مع كتاب "بيان زغل العلم والطلب" للمؤلف).
57 -
مختصر من المذهبية (دار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموع برقم 47 [الورقة
104 -
111]).
58 -
مسألة خلود الكفار في النار (ذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 18/ 126 - 125).
59 -
المنتخب من الرد على الجهمية لأبن أبي حاتم (ذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 13/ 264).
أصول الفقه
60 -
مسألة الاجتهاد.
61 -
مسألة خبر الواحد.
الفقه
62 -
تحريم أدبار النساء.
63 -
تشبيه الخسيس بأهل الخميس.
64 -
جزء في الخضاب.
65 -
جزء في صلاة التسبيح.
66 -
جزء في القهقهة.
67 -
حقوق الجار (مكتبة كوبرولي بإستانبول، رقم 1584 [الورقة 32 - 129]).
68 -
فضائل الحجِّ وأفعاله.
69 -
اللباس.
70 -
مسألة السماع.
71 -
الوتر.
الرقائق
72 -
جزء في محبة الصالحين.
73 -
دعاء المكروب.
74 -
ذكر الولدان.
75 -
التعزية الحسنة بالأعزة.
76 -
كشف الكُربة عند فقد الأحبة.
77 -
صلاة الضحى (ذكره الذهبي في "المعجم المختص" ص 92).
78 -
المنتقى من كتاب الأموال لأبي عبيد (ذكره الروداني في "صلة الخلف"، ص 399).
التاريخ والتراجم
79 -
أخبار السد.
80 -
أخبار قضاة دمشق.
81 -
أسماء الذين راموا الخلافة (طبع في بيروت سنة 1398 هـ / 1978 م، مع رسالة
"نسب الأيوبيين"، بتحقيق صلاح الدين المنجد).
82 -
أسماء من عاش ثمانين سنة بعد شيخ أو بعد تاريخ سماع (مكتبة آياصوفيا،
بإستانبول، رقم 2953).
83 -
الإشارة إلى وفيات الأعيان والنتقى من تاريخ الإسلام (طبع في بيروت سنة 411 1 هـ / 1991 م، بتحقيق إبراهيم صالح).
84 -
الإعلام بوفيات الأعلام (طبع في بيروت سنة 1412 هـ / 1991 م، بتحقيق عبد الحميد مراد، وعبد الجبار زكّار).
85 -
الأمصار ذوات الآثار (طبع في بيروت سنة 1406 هـ / 1986 م، بتحقيق قاسم علي سعد).
86 -
أهل المائة فصاعدًا (طبع في بغداد [مجلة المورد البغدادية 2/ 4/ 107 - 143] سنة 1973 م، بتحقيق بشار عواد معروف).
87 -
البيان عن اسم ابن فلان.
88 -
تاريخ الإسلام و: فيات المشاهير والأعلام (طبع كاملًا بتحقيق د/ عمر
عبد السلام تدمري، وطبعة كاملة حديثة سنة 2003 م بتحقيق د / بشار عواد
معروف).
89 -
التاريخ الممتع.
90 -
تذكرة الحفاظ (طبع في حيدرآباد سنة 1995 - 1958 م).
91 -
تراجم الأئمة الكبار أصحاب السنن والآثار (طبع في بيروت سنة 1413 هـ / 1993 م، بتحقيق فهمي سعد).
92 -
تراجم رجال روى عنهم محمد بن إسحاق (طبع في ليدن سنة 1890 م).
93 -
تسمية رجال صحيح مسلم الذين انفرد بهم عن البخاري (مكتبة السليمانية [لاله لي] بإستانبول، رقم 2089).
94 -
ترجمة البرزالي (ذكره ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية" 2/ 280).
95 -
ترجمة عبد القاهر البغدادي (ذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء " 17/
573).
96 -
ترجمة عبد الله بن أحمد بن حنبل (ذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 11/ 333).
97 -
ترجمة قتيبة بن سعيد البغلاني (ذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء " 11/ 14).
98 -
تقييد المهمل.
99 -
التلويح بمن سبق ولحق.
100 -
جزء أربعة تعاصروا.
101 -
دول الإسلام (طبع في حيدرآباد سنة 1337 هـ؛ وفي مصر سنة 1394 هـ،
بتحقيق فهيم محمد شلتوت، ومحمم مصطفى إبراهيم؛ وفي بيروت سنة 1405 هـ / 1985 م).
102 -
ديوان الضعفاء والمتروكين (دار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموع برقم
369 حديث الورقة 145 - 227]).
103 -
ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق (طبع في الزرقاء - الأردن سنة 1406 هـ/
1986 م، بتحقيق محمد شكور بن محمود الحاجي؛ وفي بيروت سنة
1406 هـ / 1986 م، باسم "معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد"،
بتحقيق أبي عبد الله إبراهيم بن سعيداي إدريس).
104 -
ذكر من اشتهر بكنيته من الأعيان (مكتبة شسشربتي بدبلن، مجموع برقم
3458 [18 ورقة]).
105 -
ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (طبع في، بيروت سنة 1400 هـ /
980 1 م؛ 1403 هـ / 1983 م)؛ وفي لاهور سنة 1402 هـ / 1982 م، مع
أربع رسائل باسم "أربع رسائل في علم الحديث"، بتحقيق عبد الفتاح أبي
غدة).
106 -
ذيل الإشارات إلى وفيات الأعيان.
107 -
ذيل دول الإسلام (طبع في حيدرآباد سنة 1337 هـ، مع الأصل "دول الإسلام").
108 -
ذيل سير أعلام النبلاء.
109 -
ذيل ديوان الضعفاء والمتروكين (دار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموع برقم
369 حديث الورقة [227 - 229]، مكتبة أحمد الثالث بإستانبول، رقم 3053/ 1).
110 -
ذيل كتاب الضعفاء لابن الجوزي.
111 -
الذيل على ذيل كتاب الضعفاء لابن الجوزي.
112 -
ذيل العبر في خبر من عبر (طبع في بيروت بتحقيق أبي هاجر محمد السعيد
بن بسيوني زغلول).
113 -
الرد على ابن القطان (مختصر منه في دار الكتب الظاهرية، مجموع برقم
70 [12 ورقة]).
114 -
الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم (طبع في القاهرة سنة
1324 هـ / 1906 م، بتحقيق عبد المجيد زكريا، مع مجموعة رسائل أخرى؛
وفي بيروت سنة 1412 هـ / 1992 م، بتحقيق محمد إبراهيم الموصلي).
115 -
الزلزال.
116 -
سير أعلام النبلاء (طبع في بيروت سنة 1401 - 1402 هـ / 1982 م؛
1405 هـ / 1985 م).
117 -
طبقات الشيوخ.
118 -
العباب في التاريخ.
119 -
العبر في خبر من غبر (طبع الجزءان الثاني والثالث في الكويت بتحقيق فؤاد
سيد، ثم حقق المنجّد الأجزاء الباقية، وفي بيروت بتحقيق الي هاجر محمد
السعيد بن بسيوني زغلول).
120 -
عنوان السير في ذكر الصحابة.
121 -
القبان (في أصحاب التقي ابن تيمية).
122 -
المجرد في أسماء رجال كتب سن الإمام الي عبد الله بن ماجة، سوى من
أخرج له منهم في أحد الصحيحين (دار الكتب الظاهرية، رقم 531 حديث
[20 ورقة]).
123 -
المرتجل في الكنى.
124 -
المشتبه في الرجال: أسماؤهم وأنسابهم (طبع في ليدن سنة 1863 م؛ وفي
القاهرة سنة 1962 م، بتحقيق علي محمد البجاوي).
125 -
معجم الشيوخ المعجم الكبير (طبع في الطائف سنة 1408 هـ / 1988 م،
بتحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة؛ وفي بيروت سنة 1410 هـ / 1990 م،
باسم "معجم شيوخ الذهبي"، بتحقيق الدكتورة روحية عبد الرَّحمن
السيوفي).
126 -
معجم الشيوخ الأوسط.
127 -
المعجم الصغير (اللطف).
128 -
المعجم المختص بالمحدثين (طبع في الطائف سنة 1408 هـ / 1988 م، بتحقيق
الدكتور محمد الحبيب الهيلة؛ وفى بيروت سنة 1413 هـ / 1993 م، باسم
"معجم محدثي الذهبي"، بتحقيق الدكتورة روحية عبد الرَّحمن السيوفي).
129 -
معرفة آل منده.
130 -
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار.
131 -
المعين في طبقات المحدثين (طبع في عمان سنة 1404 هـ / 1984 م، بتحقيق
الدكتور همام عبد الرحيم سعيد).
132 -
المغني في الضعفاء (طبع في حلب سنة 1391 هـ / 1971 م، بتحقيق نور
الدين عتر).
133 -
المقدمة ذات النقاط في الألقاب (دار الكتب المصرية بالقاهرة، رقم
4423 ج).
134 -
ميزان الاعتدال في نقد الرجال (طبع غير مرّة، منها: طبعة القاهرة سنة
1382 هـ / 1963 م، بتحقيق علي محمد البجاوي).
135 -
هالة البدر في عدد أهل بدر.
136 -
تجريد الحفاظ (ذكره أبو المحاسن الحسيني في "ذيل تذكرة الحفاظ" ص 52).
137 -
طبقات الحفاظ.
138 -
فوائد من تاريخ الكازروني (ذكره الذهبي في "المعجم المختص" ص 172).
139 -
مختصر ذيل مرآة الزمان لليونيني (ذ كره الذهبي في "تاريخ الإسلام" [السيرة
النبوية] ص 15).
السير والتراجم المفردة
140 -
أخبار أبي مسلم الخراساني.
141 -
أخبار أم المؤمنين عائشة.
142 -
التبيان في مناقب عثمان.
143 -
ترجمة ابن عقدة المص في.
144 -
ترجمة أبي يوسف القاضي (طبع بالقاهرة مع ترجمة أبي حنيفة ومحمد بن
الحسن، بعنوان "مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه الي يوسف ومحمد بن
الحسن").
145 -
ترجمة أحمد بن حنبل.
146 -
ترجمة الخضر.
147 -
ترجمة السلفي.
148 -
ترجمة الشافعي.
149 -
ترجمة الشيخ الموفق.
150 -
ترجمة مالك بن أنس.
151 -
ترجمة محمد - بن الحسمن الشيباني (طبع بالقاهرة، مع ترجمة أبي حنيفة وأبي
يوسف القاضي، بعنوان "مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف
ومحمد بن الحسن").
152 -
توقيف أهل التوفيق على مناقب الصديق.
153 -
الدرة اليتيمية في سيرة التيمية.
154 -
الزخرف القصري في ترجمة الحسن البصري.
155 -
سيرة الحلاج.
156 -
سيرة أبي القاسم الطبراني.
157 -
سيرة سعيد بن المسيب.
158 -
سيرة عمر بن عبد العزيز.
159 -
سيرة لنفسه.
160 -
السيرة النبوية (وهي في "تاريخ الإسلام").
161 -
فتح الطالب في مناصب علي بن أبي طالب.
162 -
قض نهارك بأخبار ابن المبارك.
163 -
مناقب الإمام أبي حنيفة (طبع بالقاهرة، مع ترجمة أبي يوسف القاضي
ومحمد بن الحسن، بعنوان "مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف
ومحمد بن الحسن").
164 -
مناقب البخاري (دار الكتب المصرية [طلعت]، مجموع برقم 965).
165 -
نعم السمر في سيرة عمر.
166 -
نفض الجعبة في أخبار شعبة.
معاجم الشيوخ
167 -
معجم شيوخ ابن البالسي.
168 -
معجم شيوخ ابن حبيب الدمشقي.
169 -
معجم شيوخ علاء الدين ابن العطار الدمشقي.
170 -
المعجم العلي للقاضي الحنبلي (أبي الفضل سليمان بن حمزة المقدسي).
171 -
مشيخة التَّلِّي (محمد بن أحمد الصالحي الخياط).
172 -
مشيخة الجعبري.
173 -
مشيخة ابن الزراد الحريري.
174 -
مشيخة عز الدين المقدسي.
175 -
مشيخة ابن القواس.
176 -
مشيخة زين الدين الكحال.
177 -
جزء في أصحاب ابن عساكر الذين رووا لشيوخ الذهبي (ذكره الذهبي في
"سير أعلام النبلاء" 20/ 557).
178 -
مشيخة ابن سعد (ذكره الكتاني في "فهرس الفهارس" 2/ 644).
179 -
المشيخة الصغرى لسنقر الزيني (ذكره ابن حجر "العسقلاني في "إنباء الغمر"
1/ 101: والكتاني في "فهرس الفهارس" 2/ 649).
180 -
مشيخة علاء الدين القونوي (ذكرها الذهبي في "المعجم المختص"، ص 176).
181 -
مشيخة محمد بن يوسف الإربلي (ذكرها الذهبي في "العبر [ذيول العبر] " 4/ 10).
182 -
مشيخة المطعَّم (ذكرها نجم الدين عمر بن فهد في "معجم الشيوخ"، ص
187، والنعيمي في "الدارس في تاريخ الدارس" 1/ 55: والكتاني في
"فهرس الفهارس" 2/ 643).
183 -
المنتقى من مشيخة ابن عبد الدائم المقدسي لجمال الدين الظاهري" (ذكره
الوادي آشي في " برنامج الوادي آشي"، ص 294، 322).
184 -
المنتقى من معجم ابن مسدي (ذكره الذهبي في "تذكرة: الحفاظ" 4/ 1449).
185 -
المنتقى من معجم الحافظ المنذري (ذكره الكتاني في "فهرس الفهارس" 2/ 563).
المختصرات والمنتقيات
186 -
أحاديث مختارة من موضوعات الجورقاني وابن الجوزي (طبع في المدينة
المنورة سنة 1404 هـ، بتحقيق عبد الرَّحمن بن عبد الجبار الفريواني).
187 -
بلبل الروض (مكتبة برلين، رقم 9565 [57 ورقة]).
188 -
تجريد أسماء الصحابة (طبع في حيدرآباد سنة 1315 هـ؛ وفي بومباي سنة
1970 م؛ وفي بيروت دون تاريخ).
189 -
تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال (وهو كتابنا الذي قمنا بتحقيقه).
190 -
تلخيص العلل المتناهية في الآحاديث الواهية لابن الجوزي (طبع سنة
1419 هـ / 1998 م - مكتبة الرشد، تحقيق ياسر إبراهيم محمد).
191 -
تلخيص الموضوعات لابن الجوزي (طبع سنة 1419 هـ / 1998 م - مكتبة
الرشد، تحقيق ياسر إبراهيم محمد).
192 -
تنقيح كتاب التحقيق في أحاديث التعليق لابن الجوزي (مكتبة ملت [فيض
الله أفندي]، رقم 296).
193 -
تهذيب تاريخ علم الدين البرزالي.
194 -
ذكر الجهر بالبسملة مختصرًا (دار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموع برقم
55).
195 -
الرخصة في الغناء والطرب بشرطه (دار الكتب الظاهرية بدمشق، رقم
7159 [54 ورقة]).
196 -
الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (طبع في القاهرة سنة
1972 م وفي بيروت سنة 1403 هـ / 1983 م).
197 -
المجرد من تهذيب الكمال (مكتبة الفاتيكان، رقم 1032 مكتبة برلين،
رقم 9938 مكتبة السليمانية [شهيد علي باشا] رقم 523).
198 -
المختار من تاريخ الجزري (مكتبة كوبرولي بإستانبول، رقم 1147).
199 -
مختصر إنباه الرواة على أنباء النحاة لابن القفطي.
200 -
مختصر الأنساب لأبي سعد السمعاني.
201 -
مختصر البعث والنشور للبيهقي.
202 -
مختصر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
203 -
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.
204 -
مختصر تاريخ مصر لابن يونس.
205 -
مختصر تاريخ نيسابور لأبي عبد الله الحاكم.
206 -
مختصر تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي.
207 -
مختصر تقويم البلدان لأبي الفداء.
208 -
مختصر التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار.
209 -
مختصر التكملة لوفيات النقلة للمنذري.
210 -
مختصر جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر.
211 -
مختصر الجهاد لبهاء الدين ابن عساكر.
212 -
مختصر ذيل تاريخ بغداد لأبي سعد السمعاني.
213 -
مختصر الرد على ابن طاهر لابن المجد.
214 -
مختصر الروضتين في أخبار الدولتين وذيله لأبي شامة.
215 -
مختصر الزهد للبيهقي.
216 -
مختصر سلاح المؤمن في الأدعية المأثورة لابن الإمام.
217 -
مختصر صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني.
218 -
مختصر الضعفاء لابن الجوزي.
219 -
مختصر الفاروقي في الصفات لشيخ الإسلام الأنصاري.
220 -
مختصر القدر للبيهقي.
221 -
المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ الي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد
ابن الدبيثي (طبع في بغداد مرتين، الأولى سنة 1951 م، والثانية سنة
1976 م؛ وفي بيروت سنة 1405 هـ / 1985 م).
222 -
مختصر المدخل إلى كتاب السن للبيهقي.
223 -
مختصر تلخيص المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم (طبع
بهامش المستدرك في حيدرآباد سنة 1334 هـ - 1342 هـ).
224 -
مختصر العجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي.
225 -
مختصر مناقب سفيان الثوري (طبع في طنطا سنة 1413 هـ / 1993 م،
باسم "مناقب الإمام الأعظم سفيان الثوري").
226 -
مختصر وفيات الأعيان لابن خلكان.
227 -
مختصر الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام لابن القطان (دار الكتب
الظاهرية، مجموع برقم 7).
228 -
المستحلى في اختصار المحلى لابن حزم.
229 -
معرفة التابعين من الثقات لابن حبان (مكتبة الإسكوريال، رقم 1689 [49
ورقة]).
230 -
المقتضب من تهذيب الكمال للمزي.
231 -
المقتنى في سرد الكنى (مكتبة الأحمدية بحلب، رقم 328).
232 -
النتخب من التاريخ المجدد لمدينة السلام لابن النجار البغدادي.
233 -
منتقى الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر.
234 -
المنتقى من تاريخ أبي الفداء.
235 -
المنتقى من تاريخ خوارزم لابن أرسلان الخوارزمي.
236 -
المنتقى من مسند أبي عوانة.
237 -
المنتقى من مسند عبد بن حميد.
238 -
المنتقى من معجم يوسف بن خليل الدمشقي.
239 -
المنتقى من معجمي الطبراني الأوسط والكبير ومن مسند المقلين لدعلج (منه قطعة في دار الكتب الظاهرية، مجموع برقم 71).
240 -
المنتقى من معرفة الصحابة لابن منده.
241 -
المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال لابن تيمية
(طبع في القاهرة سنة 1374 هـ، بتحقيق محب الدين الخطيب).
242 -
مهذب السنن الكبرى للبيهقي (طبع بمعرفة دار الوطن - الرياض باسم
المهذب في اختصار السنن الكبير"). تحقيق أحمد سليمان، أشرف صلاح،
ياسر إبراهيم.
243 -
النبلاء في شيوخ السنة (اختصره من كتاب (المعجم المشتمل على أسماء
شيوخ الأئمة النبل" لابن عساكر).
الأربعينات
244 -
أربعون حديثًا بلدانية من المعجم الصغير للطبراني (المكتبة التيمورية بمصر،
رقم 438 حديث).
245 -
أربعون حديثًا بلدانية من معجم ابن جُمَيْع الصيداوي.
246 -
أربعون حديثًا بلدانية من معجم شيوخ أبي بكر المقدسي.
247 -
أربعون حديثًا بلدانية من معجم شيوخ أبي بكر بن زاذان (المعروف بابن
المقرىء).
248 -
أربعون حديثًا لأبي المعالي الأبرقوهي.
249 -
أربعودن حديثًا لابنه أبي هريرة عبد الرحمن (مكتبة السليمانية [شهيد علي
باشا] بإستانبول، رقم 541 [الورقة 210 - 243]).
الثلاثينات
250 -
ثلاثون حديثًا من العجم الصغير للطبرلني (مكتبة السليمانية [شهيد علي
باشا] بإستانبول، رقم 546 [الورقة 116 - 128]).
العوالي
251 -
عوالي الشمس بن الواسطي.
252 -
عوالي الطاووس.
253 -
عوالي أبي عبد الله بن اليونيني.
254 -
العوالي من حديث مالك بن أنس.
255 -
العوالي المنتقاة من حديث الذهبي (دار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموع
برقم 4512 عام).
الأجزاء
256 -
أحاديث مختصر ابن الحاجب.
257 -
الجزء الملقب بالدينار من حديث المشايخ الكبار (دار الكتب المصرية، رقم
1508 حديث).
258 -
جزء من حديث القزويني.
259 -
جزء من حديث أبي بكر المرسي.
260 -
جزء من حديث ابن المحب القدسي.
261 -
جزء من حديث ابن الكويك.
262 -
جزء من حديث أمين الدين الواني.
263 -
جزء من حديث ابن جماعة الكناني.
264 -
جزء من مراثي ابن الغماز الأندلسي (ذكره المؤلف في ترجمة ابن الغماز).
265 -
ثلاثيات ابن ماجه (دار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموع برقم 59).
266 -
مجلس من حديث الإمام أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن العطار
الشافعي، أخي الذهبي من الرضاعة (مكتبة ملت [فيض الله أفندي]
بإستانبول، رقم 507 [الورقة 49 / أ-52 / أ]).
267 -
المنتقى من حديث تقي الدين ابن الشيخ شمس الدين ابن المجد البعلي (دار
الكتب الظاهرية- مجموع برقم 25).
المنوعات
268 -
بيان زغل العلم والطلب (طبع في دمشق سنة 1347 هـ، مع رسالة
"النصيحة الذهبية إلى ابن تيمية" للمؤلف).
269 -
التمسك بالسنن.
270 -
جزء في فضل آية الكرسي.
271 -
الطب النبوي (طبع في بيروت سنة 1408 هـ / 1988 م، بهامش كتاب
"تسهيل المنافع في الطب والحكمة" لإبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الأزرق؛
وفي بيروت أيضًا سنة 1410 هـ/ 1990 م، بتحقيق أحمد رفعت البدراوي).
272 -
كسروثن رتن.
273 -
كتاب العلوم (توجد نسخة منه في مكتبة رامبور، رقم 1252: والجزء
الثالث منه في دار الكتب الظاهرية، رقم 320 حديث).
***
الباب الثاني
كتاب تذهيب التهذيب
توطئة.
الفصل الأول: جذور تذهيب التهذيب وأصوله.
الفممل الثاني: الغاية من تأليف التذهيب وفائدته.
الفصل الثالث: عناية العلماء بتذهيب التهذيب
وأهم الصادر التي تناولته.
الفصل الرابع: منهج الحافظ الذهبي في تذهيب التهديب.
الباب الثاني: كتاب تذهيب التهديب
ويشتمل على توطئة وأربعة فصول:
توطئة:
عُني الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بالأخذ عن رسول الله؛ فسجلوا لنا كل
أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، بل سجلوا لنا أيضًا تلك الأمور الجبلية التي فطره الله
عز وجل عليها، مثل لون بشرته، وصفة قدميه وكفيه صلى الله عليه وسلم.
ولما لحق النبي صلى الله عليه وسلم بربه، وانتقل إلى الرفيق الأعلى، ترك خلفه ميراثًا عظيمًا من
العلم الرباني، والوحي الإلهي أمانة بين يدي الصحابة فازداد حرصهم على حفظ تلك
الأمانة والتحري والتثبت من كل ما ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتأكد من صحته،
وصدق نسبته إليه.
ومن أمثلة ما جاء في التحري والتثبت عند الصحابة في قبول الأخبار ما رواه ابن
شهاب، عن قبيصة "أن جدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث. فقال لها: ما
أجد لك في كتاب الله شيئًا، وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر شيئًا، ثم سأل
الناس فقام الغيرة فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس فقال له أبو بكر: هل
معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد التثبت فيما لِروى عن رسول الله؛
فقد روى الجريري، عن ألي نضرة عن أبي سعيدٍ "أن أبا موسى سلم على عمر من وراء
الباب ثلاثًا فلم يأذن له بالدخول فرجع، فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت؟ قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سلم أحدكم ثلاثًا فلم يُجحب فليرجع. فقال عمر:
لتأتيني على ذلك ببينة أو لأفعلن بك، فجاء أبو موسى قومه منتقعًا لونه. فقالوا: ما
شأنك؟ فأخبرهم بما دار بينه وبين عمر ثم قال هل سمع منكم أحد هذا الحديث؟
فقالوا: كلنا سمعه، فأرسلوا معه شاهدًا بذلك.
ولو استقصينا ما أورده العلماء من ألوان التثبت عند الصحابة ومناهجهم في
التحري لطال الكلام، إلا أن غاية ما يمكن الجزم به هو أنهم حملوا الأمانة وحفظوها
وأدوها كما تلقوها من رسول الله إلى من بعدهم من التابعين.
ولم يكن التابعون أقل عناية في تحمل اليراث النبوي بل ازداد حرصهم في التثبت
والتحري نظرًا للفتن الشديدة والانقسامات وظهور روايات مكذوبة لم تكن موجودة
ولا معروفة عند الصحابة، فحملهم ذلك كله على مزيد من التثبت والتحري والسؤال
عن إسناد كل ما يروى عن رسولى الله صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن سيرين: لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا
لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم. وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ
حديثهم (1). ولذلك كان ابن سيرين يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون
دينكم (2).
واهتم التابعون بنقد الرجال والأخذ عن الثقات منهم أهل العدالة والضبط، فقد
روي عن مسعر قال: سمعت سعد بن إبراهيم يقول: لا يحدث عن رسول الله إلا
الثقات (1). وعن سليمان بن موسى قال: قلت لطاوس: إن فلانًا حدثني بكذا وكذا.
فقال: إن كان صاحبك مَلِيًّا (3) فخذ عنه (1).
ورغم تحري التابعين في التلقي عن الثقات وتجنب ما يرويه الكذابون والوضاعون
إلا أنه قد يخطئ الثقة وقد يصدق الكذاب. فلذا نهض علماء الحديث لوضع قواعد
(1) مقدمة صحيح مسلم: (1/ 15).
(2)
الصدر السابق: (1/ 14).
(3)
مليًّا: يعني ثقة ضابطًا متقنًا يوثق بدينه ومعرفته، يعتمد عليه كما يعتمد على الملي بالمال ثقة بذمته.
صارمة تبين أخطاء الرواة سواء ما كان منها في المتن في الإسناد، ومن ذلك ما ألفه
الإمام مسلم في "مقدمة صحيحه" و "التمييز". وما كتبه الإمام الترمذىِ في "علله
الصغير".
واتخذ الاهتمام بالإسناد عناية فائقة: حتى أنه صار ميزة للأمة الإسلامية وخاصية
تختص بها بين أم الأرض قاطبة.
ومرت الأيام وانقضى عصر الرواية مع نهاية المائة الثالثة تقريبًا، وصار الاعتماد
بعد ذلك على الكتب العتمدة المشهورة لا الرواة، وبطل الاعتماد على الإسناد، وصار
ما يُتداول من الأسانيد خارج هذه الكتب المعتمدة دليلًا على نكارته.
وقد انتهى الاعتماد فيما دوِّن من السنة إلى ستة أسفار هي صحيح الإمام
البخاري، وصحيح الإمام مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي،
وسنن ابن ماجه.
وقد عُني العلماء بهذه الأسفار الستة أيما عناية واهتموا بدراسة أسانيدها ورجالها،
فقد كانوا يعدون معرفة الرواة نصف علم الحديث، وقد بلغت عنايتهم بالرجال مبلغا
عطفا حتى صار علمًا مستقلًا له حد وموضوع وغاية.
ومن أشهر الكتب التي عُنيت برجال الكتب الستة:
1 -
أسماء رجال صحيح البخاري. لأبي نصر الكلاباذي (المتوفي 398 هـ) وهو
من أهم الكتب التي تحدثت عن رجال البخاري، وقد رتبه الكلاباذي حمسب حروف
الهجاء بادئًا بمن اسمه أحمد تبركًا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومد جعل كتابه قسمين:
الأول لتراجم الرجال وختمه ببابٍ لمن عرف بكنيته، والثاني لتراجم النساء. وهو في
كل التراجم يبدأ بذكر اسم الراوي كاملًا مع الإشارة إلى ما في اسمه بن أقوال. تم
يذكر أهم من روى عنه من شيوخه، ثم أهم من روى عنه من تلاميذه، ثم يذكر سنة
الوفاة إن تيسر ذلك وكثيرًا ما كان يذكر الباب الفقهي الذي ورد لصاحب الترجمة فيه
رواية، وهو خالٍ من الجرح والتعديل، وقد بلغ عدد من ترجم لهم من رجال صحيح
البخاري 1525 راوٍ.
وكذلك اعتنى برجال صحيح البخاري جملة من كبار العلماء كابن عدي في
كتابه "أسامي من روى عنه البخاري"، والدارقطني في كتابه "ذكر أسماء التابعين
ومن بعدهم ممن صحت روايته من الثقات عند محمد بن إسماعيل البخاري".
والباجي المالكي في كتابه "التعديل والتجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع
الصحيح"، والصاغاني في كتابه "أسامي شيوخ البخاري"، والعجلوني في كتابه
"المجتبى في معرفة أسماء من ذكرهم البخاري بالأنساب والألقاب والكنى". وغير
ذلك الكثير.
ولما كانت مكانة صحيح الإمام مسلم تقارب مكانة صحيح البخاري فقد أولاه
العلماء عناية فائقة هو الآخر واهتموا بالبحث في أسانيده ورجاله. من ذلك.
- كتاب "رجال صحيح مسلم" الابن منجويه. وقد رتب التراجم فيه على
حروف المعجم بادئًا بمن اسمه أحمد تبركًا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويبدأ فى كل ترجمة
بذكر اسم الراوي ونسبه ونسبته وسنتي مولده ووفاته وشيوخه والأبواب التي وردت
فيها رواية له في صحيح مسلم، وأحيانًا يذكر حديثًا له أو يذكر الرواة عنه، وهو خالي
من الجرح والتعديل. وقد اشتمل على ترجمة 2248 راوٍ من رجال صحيح مسلم.
وقد قسمه إلى قسمين: القسم الأول في أسماء الرجال، والقسم الثاني في الكنى
والنساء.
وكذلك اهتم العلماء برجال أصحاب السنن الأربعة. فألف أبو علي حسين بن
محمد الجياني كتاب "أسماء رجال سن أبي داود" وألف الدورقي في رجال النسائي
والترمذي، وألف الذهبي "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه". وغير ذلك من
المصنفات الكثير.
وفي إطار هذا الاهتمام البالغ من النقاد وعلماء الحديث برجال الكتب الستة: قام
بعض العلماء بالجمع بين الؤلفات السابقة ودمج ما شيها في مؤلف واحد، كالدارقطني
عندما ألف كتاب "رجال البخاري ومسلم". والحاكم النيسابوري في كتابه "تسمية
من أخرجهم البخاري ومسلم". والبرقاني في كتابه" تسمية شيوخ البخاري ومسلم
وأي داود والترمذي والنسائي".
***
الفصل الأول: جذور تدهيب التهذيب وأصوله
كان لازدهار الحياة العلمية والثقافية أثرًا كبيرًا في نمو الدراسات الحديثية لاسيما ما
يتعلق بعلم الرجال، فقد اتسعت التآليف في ذلك العلم لتشمل أصحاب الكتب الستة
كلهم، حيث قام أبو القاسم ابن عساكر بتأليف كتابه النافع "المعجم المشتمل على
ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل" والذي جمع فيه شيوخ أصحاب الكتب الستة،
واقتصر عليهم دون الرواة الآخرين، وقد أورد التراجم فيه على سبيل الاختصار
الشديد، لذلك قام الحافظ الكبير أبو محمد عبد الغني القدسي بتأليف كتابه
"الكمال في أسماء الرجال" تناول فيه جميع الرواة المذكورين في الكتب الستة من
الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى شيوخ أصحاب تلك الكتب الستة. وقد
اجتهد أن يستوعب جميع رجال هذه الكتب مبينًا أحوالهم من حيث الجرح
والتعديل.
وقد أجاد فيه الحافظ عبد الغني القدسي فامتدحه العلماء وأثنوا عليه. إلا أن
الحافظ عبد الغني رغم ما بذله من جهد في صناعة هذا الكتاب إلا أنه لم يستقصي
الأسماء التي اشتملت عليها هذه الكتب استقصاءً كاملًا، ولا تتبع جميع تراجم
الأسماء التي ذكرها في كتابه تتبغا شافيًا، فوقع له بسبب ذلك نقص وإخلال. مما دفع
بعض أولاده إلى محاولة استكمال ذلك النقص فكتب عدة أسماء التقطها من كتالي
"الأطراف" و"المشايخ النبل" للحافظ ابن عساكر، وقام باختصار بعض التراجم
اختصارًا مخلًا، فجاء عمله مفككًا، علاوة على ما فيه من أوهام شنيعة.
وهذا ما دفع الحافظ جمال الدين المزي إلى تهذيب كتاب الكمال، وإصلاح ما
وقع فيه من أوهام، واستدراك ما حصل فيه من النقص والخلل؛ فتتبع الأسماء التي
أغفلها الحافظ عبد الغني في الكمال، وأضاف إليها ما جمعه من مصنفات أخرى
لأصحاب الكتب الستة، فاجتمع عنده أكثر من ألف وسبعمائة اسم من أسماء الرجال
والنساء ممن لا ذكر لهم في الكمال.
كما أضاف إلى معظا التراجم مادة تاريخية جديدة فى شيوخ صاحب الترجمة،
والرواة عنهم، وما قيل فيهم من جرح أو تعديل أو توثيق، وأضاف مع هذا كله أربعة
فصول مهمة في آخر الكتاب لم يذكرها صاحب الكمال وهي: فصل فيمن اشتهر
بالنسبة إلى أبيه أو جده أو أمه ونحو هذا، وفصل فيه اشتهر بالنسبة إلى قبيلة أو بلدة أو
صناعة ونحوه، وفصل فيمن اشتهر بلقب، وفصل في المبهمات.
وبالجملة فقد أضاف المزي للمكتبة الإسلامية موسوعة في علم الرجال على نحو
غير مسبوق صارت بعده أصلًا يرجع إليه كل من رام البحث في علم الرجال. بل
صارت عامة المؤلفات في علم الرجال بعده عالة عليه.
الفصل الثاني: الغاية من تأليف التدهيب وفائدته-
ولما كان هذا السفر العظيم -تهذيب الكمال- كبير الحجم جدًا تتقاصر همم
طلاب المحلم عن تحصيله، فطلب بعضهم من الإمام الذهبي تلخيصه لهم.
يقول الإمام الذهبي: التمس مني بعض الأخلاء اختصارًا لتهذيب الكمال،
والإتيان بالأهم فالأهم، وإن كان كله في حكم المهم. فقفت لو صنفت له شرحًا
لكان أولى من أن أوليه تنقيضا وطرخا، ثم فكرت، فإذا الأعمار موليه، والهمم قصيرة
وضروريات الكتاب محتاج إليها في الجملة، فاختصرته مثبتًا لذلك تاركًا التطويل.
ورغم هذا فإن كتاب التذهيب للحافظ الذهبي جاء مشتملًا على إضافات نفيسة
وتعليقات مفيدة ولطائف من كل فنون علم الحديث المتصلة بدراسة الرجال، فقد عُني
فيه بإبراز الؤتلف والختلف من أسماء الرجال، وهو ما يتفق في الخط ويختلف في
النطق وكذلك عُني ببيان وفاة كثيرٍ من المترجم لهم، وغير ذلك من الإضافات التي
التقطها الحافظ ابن حجر في كتابه "تهذيب التهذيب" حيث يقول في مقدمته: وقد
ألحقت في هذا المختصر ما التقطته من تذهيب التهذيب للحافظ الذهبي (1).
وعلى كلٍ، فرغم أن تذهيب التهذيب كان اختصارًا لتهذيب الكمال، إلا أنه
بعد إضافات الإمام الذهبي النافعة، والتي ذَهَّب بها مختصره، وما بثه في ذلك المختصر
من روحه العلمية، ما جعل الكتاب يكاد أن يصبح مؤلفًا مستقلًا، وإضافة أصيلة في
علم الرجال.
(1) تهذيب التهذيب (1/ 7).
* ومن أهم الفوائد التي يقدمها التذهيب ما يلي:
1 -
زاد الإمام الذهبي في أسماء الأعلام الترجم لهم أكثر من أربعين علمًا، لا
ذكر لهم في التهذيب. وقد تم بيانهم جميعًا في فهرس مستقل ملحق بآخر الكتاب.
2 -
كذلك كانت للإمام الذهبي إضافات قيمة في بيان أعمار المترجم لهم،
وسني وفاتهم. وتلك الإضافات من الكثرة بما لا يحتاج إلى ذكر هنا أو تمثيل. ولا
تخفى فائدة مثل تلك الإضافات في تعيين الرواة، وبيان إمكانية التلاقي بينهم وبين من
يروون عنهم، مما يكشف عن انقطاع السند أو اتصاله.
3 -
كذلك كانت للإمام الذهبي إضافات بديعة عندما رتب الرواة -من الشيوخ
والتلاميذ- بحسب طبقتهم بدلًا من ترتيبهم أبجديًا كما هو الحال في تهذيب الكمال.
4 -
كذلك أجاد الذهبي عندما ذهَّب أكثر تراجم الكتاب بتعليقات واستدراكات
وتنبيهات غاية في الأهمية مما يؤكد على غزارة علمه واتساع حافظته وجودة فكره،
ويمكن تقسيم تلك التعليقات بحسب فائدتها إلى ما يلي:
أولًا: توضيح مبهم.
مثال على ذلك:
قال المزي في ترجمة: أحمد بن إسماعيل بن نبيه: حدث ببواطيلٍ عن مالك.
هكذا دون بيان تلك البواطيل.
فقال الذهبي: ومما نُقم عليه حديثه عن مالك: "أفطر الحاجم والمحجوم".
وفي ترجمة بقية بن الوليد بن صائد نقل المزي عن علماء الجرح والتعديل أن لبقية
روايات منكرة. هكذا دون بيان أو تفصيل. فقال الذهبي: ولبقية مناكير وغرائب،
وله نسخة عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس فيها عجائب مرفوعة، منها
حديث "تربوا الكتاب"، وحديث "من أدمن على حاجبيه بالشط عوفي من
الوباء"، وحديث "إذا جامع أحدكم زوجته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث
العمى". ثم نقل كلام ابن حبان فقال: وهذه نسخة موضوعة يشبه أن يكون بقية
سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عنه.
وفي ترجمة حفص بن عمر بن ألي العطاف. ذكر المزي أن له رواية عند ابن
ماجه. فقال الذهبي: حديثه "تعلموا الفرائض".
- وفي ترجمة الحكم بن مصعب المخزومي. قال المزي: وله رواية عند أبي داود والنسائي
في عمل اليوم والليلة وابن ماجه. هكذا بما يوهم أن له أكثر من حديث. فقال الذهبي: له
حديث واحد في الكتب وهو "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا".
ثانيًا: تفصيل مجمل:
قال المزي في ترجمة أحمد بن شعيب النسائي: سمع بخراسان والعراق والحجاز
ومصر والشام والجزيرة من جماعة يطول ذكرهم، قد ذكرنا روايته عنهم في تراجمهم
من كتابنا هذا. وهكذا أجمل المزي شيوخه. فقال الذهبي: ومن كبار شيوخه قتيبة،
وابن راهويه، وهشام بن عمار، وعيسى بن حماد زغبة، ومحمد بن النضر المروزي.
ثالثًا: إزالة شك:
كما في ترجمة أحمد بن صالح البغدادي قال الزي: روى عن يحيى بن محمد
بن قيس، وروى عنه النسائي كذا وقع، وقيل إنه محمد بن صالح كليجة. فقال
الذهبي: كليجة لم يدرك يحيى بن محمد بن قيس، وأقدم شيخ لقيه عفان.
رابعًا: دفع خطأ:
كما في ترجمة خزيمة بن ثابت بن الفاكه. قال الزي: هو أحد البدريين. فقال
الذهبي: الثبت أنه لم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا.
خامسًا: دفع وهم:
كما في ترجمة أيوب بن سويد الرملي، قال المزي: قال عبد الله بن أيوب: غرق
أيوب بن سويد في البحر سنة ثلاث وتسعين ومائة. فقال الذهبي: هذا وهم والأصح
قول ابن أبي عاصم: أنه مات سنة اثنتين ومائتين.
* وفي ترجمة الحسن بن موسى الأشيب. قال المزي: وروى عبد الله بن المديني
عن أبيه قال: كان ببغداد. وكأنه ضعفه. فقال الذهبي: هذا توهم من عبد الله لا
أصل له.
* وفي ترجمة حميد بن هلال العدوي. قال المزي: قال ابن المديني: حميد لم
يلق عندي أبا رفاعة العدوي فقال الذهبي: روايته عنه في مسلم والنسائي.
* وفي ترجمة زهير بن معاوية بن حديج. قال أبو زرعة: ثقة إلا أنه سمع من أبي
إسحاق بعد الاختلاط. شقات الذهبي: حديثه عن أبي إسحاق في الكتب الستة.
سادسًا: بيان عقيدة المترجم له.
كما في ترجمة الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري قال الذهبي: كان
من أئمة السنة والهدى.
* وفي ترجمة أحمد بن شعيب النسائي ذكر الذهبي أن ابن المبارك كفَّر من قال
بأن القرآن مخلوق وأن النسائي صدقه على ذلك.
سابعًا: بيان صحة حديثه أو ضعفه:
كما في ترجمة جعفر بن أبي طالب بن عبد الطلب. ذكر المزي في مناقب جعفر
حديث: "إنا معشر بني عبد المطلب سادة أهل الجنة: أنا وحمزة وجعفر
…
" فقال
الذهبي: هذا حديث منكر، وعبد الله لم أر لهم فيه كلامًا، وفي الصحيح أن النبي
قال لجعفر: "أشبهت خَلقي وخُلقي".
وفي ترجمة داود بن المحبر. أورد المزي حديث "ستفتح مدينة يقال لها
قزوين
…
" فقال الذهبي: هذا حديث موضوع.
ثامنًا: زيادة إيضاح لاسم العلم المترجم له.
كما في ترجمة بقية بن الوليد بن صائد. قال الذهبي: قال الدارقطني: كنيته أبو يحمد.
تاسعًا: زيادة بعض الشيوخ والتلاميذ إلى الترجمة.
كما في ترجمة أحمد بن محمد بن موسى المروزي زاد الذهبي في شيوخه الذين
روى عنهم النضر بن محمد المروزي وزاد في تلاميذه الذين روى عنه محمد بن عمر
الذهلي وعبد الله بن محمد المروزي.
عاشرًا: ذكر بعض مناقب صاحب الترجمة بما يدلل على عدالته في ميزان
الجرح والتعديل.
كما في ترجمة أحمد بن بكار بن أبي ميمونة الأموي قال الذهبي: كان إمامًا في
السنة والأحكام، لازم مالكًا مدة.
* وفي ترجمة بشر بن منصور أبو محمد السلمي قال الذهبي: قال الغلابي: كنت
إذا رأيت وجه بشر بن منصور ذكرت الآخرة، كالن رجلا منبسطًا، ليس بمتماوت،
ذكيًّا فقيهًا حييًّا.
* وفي ترجمة داود بن أبي هند. قال الذهبي: كان مفتي أهل البصرة.
حادي عشر: فوائد في الجرح والتعديل والحكم على بعض الرواة.
* كما في ترجمة روح بن عبادة. قال الذهبي: تكلم فيه القواريري بلا حجة،
وقال الخطيب: ثقة. فاعتمد الذهبي توثيق الخطيب وهو بذلك يقرر قاعدة تقديم
التوثيق على الجرح غير المعلل.
* وفي ترجمة أحمد بن منصور بن سيار. قال المزي: قال أبو داود: رأيته يصحب
الواقفة -أي الذين توقفوا في مسألة خلق القرآن- فلم أحدث عنه. فقال الذهبي: هذا
لا يوجب ترك الاحتجاج به، وهو نوع من الوسواس.
* وفي ترجمة أسماء بن الحكم الفزاري. قال المزي: قال البخاري: لا يتابع على
حديثه. فقال الذهبي: ما ذكره البخاري لا يقدح في صحة الحديث إذ المتابعة ليست
شرطًا في صحة كل حديث؛ لأن في الصحيح عدة أحاديث لا تعرف إلا من ذلك
الوجه، كحديث:"إنما الأعمال".
* وفي ترجمة أزهر بن عبد الله بن جميع لم يذكر المزي في حاله شيئًا. فقال
الذهبي: كان أزهر بن عبد الله ناصبيًا يسحب.
* وفي ترجمة أُبي بن عباس بن سهل. قال المزي ليس بالقوي. ولم يذكر سوى
ذلك من حاله. فقال الذهبي: وضعفه ابن معين، وقال أحمد: منكر الحديث.
***
الفصل الثالث: عناية العلماء بتذهيب التهذيب
وأهم المصادر التي تناولته
امتلأ التذهيب بالفوائد والتعليقات القيمة والنافعة والزيادات الهامة كما سلف
بيانه، مما دفع العلماء من بعده إلى الحرص على الانتفاع به والاستفادة بما زاده الحافظ
الذهبي فيه.
وممن استفاد به الحافظ ابن حجر في كتابه "تهذيب التهذيب" حيث
يقول: وقد ألحقت في هذا المختصر ما التقطه من تذهيب التهذيب للحافظ
الذهبي (1).
- كذلك قام الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي- صاحب لحظ الألحاظ بذيل
طبقات الحفاظ- بجمع زيادات الذهبي من التذهيب وأضاف إليها زيادات ابرت حجر
في تهذيب التهذيب، ودمج بين تلك الزيادات على ما في التهذيب في كتاب سماه:
"نهاية التقريب في تكميل التهذيب".
- كما استفاد منه كثير من العلماء ونقلوا عنه في مؤلفاتهم في علم الرجال والتاريخ
وغيرها.
ومن هؤلاء الحافظ العراقي في كتابه "ذيل ميزان الاعتدال"، وسبط بن العجمي
في "التبيين لأسماء المدلسين"، و "الكشف الحثيث"، وأبو البركات في "الكواكب
النيرات"، وإبراهيم بن محمد الطرابلسي في "من رُمي بالاختلاط"، والحافظ ولي
الدين العراقي في "تحفة التحصيل"، والإمام عمر بن علي الوادياشي في "تحفة المحتاج
(1) تهذيب التهذيب (1/ 7).
68
في أدلة المنهاج"، وابن العماد في "شذرات الذهب"، وابن تغري بردي في "النجوم
الزاهرة"، وغيرهم خلق كثير.
ومما سبق يتبين لنا ما بلغه كتاب التذهيب من مكانة جليلة بين مؤلفات علم الرجال
وغيرها، وكيف استطاع الإمام الذهبي أدن ينفذ إلينا بشخصيته العلمية الثاقبة من خلال
مساحات ضيقة عبر مختصره تذهيب التهذيب.
***
الفصل الرابع: منهج الحافظ الدهبي في تذهيب التهذيب
لما كان القصد من تأليف هذا الكتاب هو اختصار تهذيب الكمال. فقد
اتخذ الذهبي لذلك منهجًا خاصًا، التزم به في الكتاب من أوله إلى آخره، وقد
كان هذا المنهج واضحًا وجليًّا لنا من خلال معايشتنا الطويلة "للتذهيب"
و"تهذيب الكمال". وقد كان هذا المنهج على مستويين: الأول عام في
الكتاب كله. والثاني: داخلي يتعلق بتناوله للتراجم، فأما المنهج العام فقد كان
أبرز سماته:
* التزام التزديب الأصلي لكتاب التهذيب.
حافظ الإمام الذهبي على ترتيب الكتاب الأصلي كما هو فلم يحذف من رجال
التهذيب أحدًا، بل زاد فيهم بعفى التراجم التي تفيد للتمييز مما لم يذكره المزي،
وحافظ على ترتيب التراجم في الكتاب ترتيبًا أبجديًّا، والتزم بترتيب فصول الكتاب
وأقسامه، من جما البدء بالرجال ثم الكنى ثم الأبناء ثم الأنساب ثم النساء. وأما
الفصول التي في المقدمة عن أقوال الأئمة في علم الرجال وعن فضيلة الكتب الستة فقد
دمجها كلها في المقدمة مع الترجمة النبوية. وأما الفصول التي زادفا المزي من عنده في
آخر الكتاب قبل كتاب النساء فقد التزم الذهبي بذكرها مع تصرف في عناوين بعضها
بما يجده مناسبًا للموضوع.
كذلك حافظ على العلامات (رموز الكتب) التي وضعها المزي على أسماء
المترجم لهم.
* أما عن منهجه الداخلي في صياغة التراجم فأبرز سماته:
* أولًا: فيما يتعلق بشيوخ الراوي وتلاميذه:
1 -
حذف أكثرهم وأشار إليهم بقوله وطبقتهم أو طائفة وغير ذلك من المترادفات.
2 -
أعاد ترتيبهم بحسا طبقاتهم ومكانتهم بدلًا من ترتيبهم أبجديًا كما هو في
التهذيب.
3 -
اختصر أسماءهم على ما اشتهروا به.
* ثانيًا: في الجرح والتعديل.
1 -
اختصار عبارات الجرح والتعديل متى أمكن ذلك.
2 -
حذف بعض عبارات الجرح أو التعديل عندما تتفق عند أكثر من عالم،
فيقتصر على ذكر أهم من شالوا بها.
3 -
زيادة أقوال في الجرح والتعديل عند عدم ورودها أو قلتها.
4 -
حذف أغلب الأخبار التي لا تدل على توثيق أو تجريح، واقتصر على ما يفيد
ذلك.
ثالثًا: فيما يتعلق بالسير والأخبار والفضائل.
1 -
استبعاد الدخيل، وما ليس من مادة الكتاب مع الإحالة إلى مصادره الأصيلة
التي بسطت القول فيها.
2 -
التعليق على كثير من المترجم لهم بذكر نُبذٍ من فضائلهم.
رابعًا: فيما يتعلق بالأحاديث.
1 -
حذف كثير من الأسانيد التي أوردها المزي والاكتفاء بمتن الحديث مختصرًا.
2 -
ذكر أحاديث أشار إليها المزي بإسناده.
3 -
اختصار الأحاديث التي أوردها المزي من غير إسناد، وتارة يحذفها برمتها.
4 -
الحكم على بعض الأحاديث بالصحة أو الضعف.
خامسًا: فيما يتعلق بالوفيات.
1 -
حذف كثير من الاختلافات المذكورة في سنة الوفاة.
2 -
إضافة كثير من سني الوفاة التي ثبتت عنده.
الباب الثالث
الفصل الأولى: توثيق نسبة الكتاب الى مؤلفه.
الفصل الثاني: التوصيف العلمي للنسخ الخطية.
الفصل الأول: توثيق نسبة الكتاب لمؤلفه
لا شك فى نسبة هذا الكتاب إلى الإمام الذهبي، ومن الأدلة على صحة هذه
النسبة:
ما جاء على أغلفة النسخ الخطة المعتمدة في تحقيق الكتاب، وكتابة الإمام الذهبي
بخطه على نسخته في آخرها، وذكره الذهبى أيضًا في كتابه "ميزان الاعتدال" في
ترجمة عبد الرحمن بن جوشن، وذكره في كتابه "معجم المحدثين" في ترجمة محمد
ابن علي بن سعيد الأنصاري.
وقد ذكره الحافظ العراقي في "تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل"(ص 16).
وذكره سبط ابن العجمي في "التبيين لأسماء المدلسين"(ص 2571)، وفي
"الكشف الحثيث"(ص 77، 162، 176، 247)، وفي "من رمي بالاختلاط"
(ص 59، 53).
وذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(3/ 130)، وفي "تعجيل المنفعة"
(ص 7)، وفي "تهذيب التهذيب"(1/ 3، 7، 67)، وفي "طبقات المدلسين"
(ص 44).
وذكره ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة"(1/ 172، 175، 277).
وذكره ابن العماد في "شذرات الذهب"(1/ 111، 3/ 155).
وذكره الكتاني في "الرسالة المستطرفة"(20811).
الفصل الثاني: التوصيف العلمي للنسخ الخظية
اعتمدنا في إخراج هذا الكتاب على است نسخ خطة، وإليك التوصيف العلمي
لهم:
- النسخة الأولى:
هي نسخة أحمد الثالث والتي اعتمدناها أصلا للكتاب ورمزنا لها بالأصل، وهي
تتكون من أربع مجلدات، ينقضها المجلد الأول، وهي بخط نسخ نفيس، نسخها
محمد بن نجم بن مسعود بن سند الطباخ، وقد فرغ من نسخ المجلد الثاني يوم الجمعة
سادس عشر رمضان المعظم سنة خمس وأربعين وسبعمائة، كما هو مكتوب في آخر
المجلد الثاني، ومن الواضح أيضًا أن هذه النسخة هي نسخة المصنف نفسه، قُرئت عليه
وصحح عليها بخطه، وكتب الإمام الذهبي في آخر المجلد الرابع بخطه: بلغ مقابلة
هذا الجزء حسب الطاقة، والحمد لله وصلواته على محمد وآله، وقد ذكر شيخنا أبو
الحجاج المزي أنه ابتدأ تبييفكتابة هذا في تاسع المحرم سنة خمس .. وسبعصائة، ليفرغ
منه يوم الأضحى سنة اثني عشرة وسبعمائة، ووفرغت أنجا من اختصاره في صفر سنة
تسع عشرة، عملته كله في ثمانية أشهر كاملة اختصارًا وتذييلًا، فأسأل الله -تعالى-
أن يرزقنا الإخلاص والعفو والمسامحة، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
المجلد الثاني:
يتكون المجلد من (260) لوحة، في كل لوحة صفحتان.
عدد الأسطر: 25 سطرًا.
كُتب على طرته: الجزء الثاني من تذهيب التهذيب، مختصر تهذيب الكمال في
أسماء الرجال، اختصار الشيخ الإمام العلامة الحافظ حجة المحدثين، عمدة الحفاظ،
قدوة المؤرخين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشهير
بالذهبي -رحمه الله تعالى-.
يبدأ المجلد بحرف السين سابق بن ناجية، وينتهي بآخر ترجمة عبيد الله بن عبد
الرحمن، وكتب في آخره: آخر المجلد الثاني من تذهيب التهذيب.
المجلد الثالث:
يتكون المجلد من (267) لوحة، في كل لوحة صفحتان.
عدد الأسطر: 25 سطرًا.
كُتب على طرته: الجزء الثالث من تذهيب التهذيب، وباقي العنوان كما هو على
المجلد الثاني.
يبدأ المجلد بترجمة عبيد الفه بن عبد الكريم بن لِزيد بن فروخ المخزومي الإمام أبو
زرعة الرازي، وينتهي بآخر ترجمة محمد بن المنكدر، وكتب في آخره: كمل الجزء
الثالث من مختصر تهذيب الكمال للذهبي ويتلوه الرابع والحمد لله.
المجلد الرابع:
يتكون المجلد "من (270) لوحة، في كل لوحة صفحتان.
عدد الأسطر: 25 سطرًا.
كتب على طرته: الجزء الرابع من تذهيب التهذيب، وباقي العنوان كما هو على
المجلد الثاني.
يبدأ المجلد بترجمة محمد بن المنهال الضرير، وينتهي بآخر فصل في المجهولات،
وكتب في آخره: آخر الكتاب.
النسخة الثانية:
هي نسخة محفوظة بدار الكتب الصرية برقم 62 مصطلح حديث، ورمزنا لها
بالرمز (د)، وهي تتكون من أربع مجلدات، ينقصها المجلد الرابع، نسخها علي ابن
عبد الرحمن بن شبيب الحراني الحنبلي، وقد فرغ من نسخ المجلذ الأول في حادي عشر
رمضان سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، كما كتب هو في آخر المجلد الأول، وفرغ من
نسخ المجلد الثاني لسبع خلون من شعبان سنة اثنتين وثلاثين وسبعحائة، كما كتب هو
في آخر المجلد الثاني، وفرغ من نسخ المجلد الثالث منتصف ذي القعدة. من، سنة. ثلاث
وثلاثين وسبعمائة، كما كتب هو في آخر المجلد الثالث.
المجلد الأول:
يتكون المجللى من (220) لوحة، في كل لوحة صفحتان.
عدد الأسطر: 21 - 22 سطرًا.
كُتب على. طرته: الأول من مختصر تهذيب الكمال فى أسمأء الرجال، للشيخ
الإمام العالم الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، نفع
الله تعالى به.
بيدأ المجلد بالحمد لله العلي الكبير اللطف الخبير الولي النصير السفيع البصير،
وينتهي بآخر ترجمة حصي بن هانئ بن ناضر -بالضاد- لي كتب في آخره: آخر الجزء
الأول يتلوه في الثاني حرت الخاء خارجة.
المجلد الثاني:
يتكون المجلد من (250) لوحة، في كل لوحة صفحتان.
عدد الأسطر: 21 - 22 سطرًا.
كُتب على طرته: الثاني من مختصر تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وباقي
العنوان كما هو على المجلد الأول.
يبدأ المجلد بحرف الخاء خارجة بن الحارث بن رافع، وينتهي بآخر ترجمة عبد الله
بن عمرو بن أبي الحجاج، وكتب في آخره: آخر الجزء الثاني والحمد لله رب العالمين،
ويتلوه في الثالث عبد الله بن عمرو بن العاص.
المجلد الثالث:
يتكون المجلد من (207) لوحة، فى كل لوحة صفحتان.
عدد الأسطر: 24 - 25 سطرًا.
كُتب على طرته: الثالث من مختصر تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وباقي
العنوان كما هو على المجلد الأول.
يبدأ المجلد بترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم، وينتهي بآخر
ترجمة عمران بن ملحان، وكتب في آخره: آخر الجزء الثالث يتلوه في الرابع عمران
ابن موسى بن حيان أبو عمرو الليثي البصري القزاز.
النسخة الثالثة:
هي نسخة أخرى محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 88 مصطلح حديث،
ورمزنا لها بالرمز (خ)، وهي تتكون من ثلاث مجلدات، ينقصها المجلد الأول، كتب
في التعريف بها أنها نسخت في القرن الثامن.
المحلد الثاني:
يتكون المجلد من (277) لوحة، فى بهل لوحة ورقتان.
عدد الأسطر: 25 سطرًا.
يبدأ المجلد بترجمة صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفي، وينتهي بآخر
ترجمة قهيد بن مطرف الغفاري، وكُتب في آخره: آخر المجلد الثاني من تذهيب
التهذيب والحمد لله وحده.
المجلد الثالث:
يتكون المجلد من (312) لوحة، في كل لوحة ورقتان
عدد الأسطر: 25 سطرًا.
كُتب على طرته: ثالث مختصر تهذيب الكمال في أسماء الرجال للإمام شمس
الدين أبي عبد الله الذهبي المسمى تذهيب التهذيب.
يبدأ المجلد بترجمة قيس بن. بشير بن قيس التغلبي، وينتهي بآخر فصل في
المجهولات، وكتب في آخره: آخر الكتاب والحمد لله وجده.
النسخة الرابعة: .
هي نسخة محفوظة بخزانة جامعة القروين بفاس برقم 80/ 160 - 298/ 62،
ورمزنا لها بالرمز (قه)، والموجود منها الجزء الثاني فقط، وهو بخط نسخ نفيس من
خطوط القرن الثامن تقديرًا، وبه آثار أرضة قليلة، وهو يتكون من (206) لوحة، في
كل لوحة ورقتان.
عدد الأسطر: 25 بمطرًا.
كُتب على طرته: الجزء الثاني من كتاب تذهيب التهذيب في أسماء رجال كتب
الأئمة الستة رضي الله عنهم أجمعين، تأليف الشيخ الإمام الحافظ الجهبذ. الناقد شمس
الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان التركماني المعروف بالذهبي رحمه الله.
يبدأ المجلد بحرف السين سابق بن ناجية، وينتهي بآخر ترجمة عبد الرحمن بن
عبد الوهاب العمي البصري، وكتب في آخره: هذا آخر المجلد الثاني ويتلوه بتوفيق الله
تعالى في المجلد الثالث عبد الرحمن بن "عبد القاري قال الزبير بن بكار: عضل، ولله
الحمد والله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
النسخة الخامسة:
هي نسخة أخرى محفوظة بخزانة جامعة القرويين بفاس برقم 80/ 160 - 299/
62، ورمزنا لها بالرمز (ع)، والموجود منها: الجزء الثالث فقط، وهو بخط أندلسي
جيد، كتبه لنفسه محمد برت عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الرحمن بن
أحمد بن ربيع الأشعري حامدًا الله تعالى ومصليًّا على رسوله المصطفى ومسلمًا في
العشر الوسط من المحرم مفتتح سنة ثلاث وعشزين وسبعمائة. كما هو مكتوب في آخر
المجلد.
يتكون المجلد مق (211) لوحة، في كل لوحة ورقتان.
عدد الأسطر: 25 سطرًا.
كُتب على طرته: الجزء الثالث من كتاب تذهيب التهذيب في أسماء رجال كتب
الأئمة الستة رضي الله تعالى عنهم أجمعين تأليف الشيخ الإمام الحافظ الجهبذ الناقد
حافظ الشام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان التركماني المعروف
بالذهبي رحمه الله تعالى ورضي عنه بمنه.
يبدأ المجلد بترجمة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي الإمام
أبو زرعة الرازي، وينتهي بآخر ترجمة مالك بن الخليل أبو عثمان الأزدي، وكتب
في آخره: آخر السفر الثالث من تذهيب التهذيب والله تعالى ينفع به بفضله
ورحمته.
النسخة السادسة:
وهي النسخة الوحيدة الكاملة، وهي مصورة من مكتبة الشيخ/ ناصر السلامة
الخاصة -جزاء الله خيرًا- ورمزنا لها بالرمز (هـ)، وهي تتكون من ثلاث مجلدات،
نسخها محمد بن عبد الله بن عيسى بن عمران الوراق، وقد فرغ من نسخها نهار
الإثنين عشر صفر سنة ثلاث عشر وثمانمائة، كما كتب هو في آخر المجلد الثاك.
المجلد الأول:
يتكون المجلد من (277) لوحة، في كل لوحة ورقتان.
عدد الأسطر: 23 سطرًا.
كتب على طرته: الأول من كتاب التذهيب في اختصار كتاب التهذيب،
تهذيب الكمال في أسماء الرجال جمع الشيخ الإمام الحافظ أبي الحجاج يوسف بن
الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي الكلبي، مما عني باختصاره وتلخيصه الإمام
المحدث الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي،
ييدأ المجلد بالحمد لله العلي الكبير اللطيف الخبير الولي النصير السميع البصير،
وينتهي بآخر ترجمة شيبة الحضري، وكتب في آخره: آخر الجزء الأول من تذهيب
التهذيب للشيخ الإمام العلامة الحافظ حجة المحدثين
…
ويتلوه في الثاني حرف الصاد
إن شاء الله بمنه وكرمه وهو المعين وحده والكافي عبده لا إله إلا هو.
المجلد الثاني:
يتكون المجلد من (302) لوحة، في كل لوحة ورقتان.
عدد الأسطر: 23 سطرًا.
كتب على طرته: الثاني من كتاب التذهيب في اختصار كتاب التهذيب، وباقي
العنوان كما هو مكتوب فى المجلد الأول.
يبدأ المجلد بحرف الصاد صاعد بن عبيد، وينتهي بآخر ترجمة ليث بن عاصم بن
العلاء، وكُتب في آخره: آخر المجلد الثاني ويتلوه إن شاء الله تعالى في الثالث حرف
الميم والحمد لله رب العالمين.
المجلد الثالث:
يتكون المجلد من (316) لوحة، في كل لوحة ورمتان.
عدد الأسطر: 23 سطرًا.
كتب على طرته الثالث من كتاب التذهيب في اختصار كتاب التهذيب، وباقي
العنوان كما هو مكتوب في المجلد الأول.
يبدأ المجلد بحرف الميم محمد بن أبان بن عمران، وينتهي بآخر فصل في
المجهولات، وكتب في آخره: آخر الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه.
***
صور المخطوطات
الورقة الأولى من المجلد الثاني من نسخة. أحمد الثالث
الورقة الأخيرة من المجلد الثاني من نسخة أحمد الثالث
الورقة الأخيرة من المجلد الرابع من نسخة أحمد الثالث
طرة المجلد الأول من نسخة دار الكتب
الورقة الأولى من المجلد الأول من نسخة دار الكتب
الورقة الأولى من المجلد الثاني من نسخة دار الكتب
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من نسخة دار الكتب
الورقة الأولى من المجلد الثاني من نسخة أخرى من دار الكتب
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من نسخة أخرى من دار الكتب
الورقة الأولى من المجلد الثاني من نسخة جامعة القروايين بفاس
الورقة الأخيرة من المجلد الثاني من نسخة جامعة القرويين بفاس
الورقة الأولى من المجلد الثالث من نسخة أخرى من جامعة القروايين بفاس
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من نسخة أخرى من جامعة القروايين بفاس
الورقة الأولى من المجلد الأول من نسخة مكتبة الشيخ/ ناصر السلامة الخاصة
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من نسخة مكبة الشيخ/ ناصر السلامة الخاصة
تهَذِيبُ الكَمَالِ في أسماءِ الرّجالِ
لِلإِمَام الحَافِظِ
شَيُخ الإسلام حجَّة المحَدثينَ وإمَام المؤرّخينَ
شَمس الدِّين أبِي عَبد الله مَحَمَّد أحمَد بن عُثمان بن قيمَاز
الشّهيرُ بـ "الذَّهبِيِّ"
(673 - 748 هـ)
تَحقِيق
غُنيم عَبَّاس غُنيم مجَدِي السَّيِّدأمِين
المجَلدُ الأول
النَّاشِرُ
الفَارُوق الحدَيثَة للِطَبَاعَةِ وَالنَّشَرِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي الكبير، اللطيف الخبير، الولي النصير السميع
البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ولا نظير، وأشهد
أن محمدًا عبده المصطفى، ورسوله النذير، شهادة منجية من [عذاب](1)
السعير، ومقالة موجبة حسن المصير، وصلاته وسلامه على المصطفين
من عباده أولي العزم والتشمير، خصوصًا على عبده أبي القاسم خير
البشر الذي هو أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا وأموالنا، صلاة دائمة إلى
يوم الدين.
أما بعد؛ أسأل الله التوفيق، فهذا كتاب اختصار تهذيب الكمال في
أسماء الرجالى، ومن أمره: أنه كتاب جامع كامل، عديم المثل، فَارِع
المئونةَ، كلما ازداد فيه المحذَث تبحرَا، زاد به عجبًا وتحيرَّا، وكلما رأى
الحافظ فيه وشيَّا مُحبَّرًا، زاد بمطالعته إعجابَّا وتبخترًا، ومهما رام الناقد
له تفتيشًا وتتبعًا، أعياه ذلك وانقلب خاسئا متفكرًا، [وقد] (2): عَزَّ
والله وجود من يعرف مقداره، وعدم نظير مصنفه، وأنَّى مثل الإمام
الأوحد، العالم الحجة المأمون، شرف المحدثين، عمدة النقاد، شيخنا
وصاحب معضلاتنا جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الذكي
عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر
القضاعي الكلبي المزي الدمشقي، بارك الله في عمره وحسناته، ورفع
في عليين درجاته، مولده في سنة أربع وخمسين وستمائة بظاهر حلب،
ونشأ بالمِزة ظاهر دمشق، فحفظ القرآن في صغره، وقرأ شيئًا من الفقة
والعربية.
ثم دخل البلد، وشرع في طلب الحديث بنفسه وله عشرون
سنة، فسمع الكثير من أبي العباس أحمد بن سلامة الحداد، والإمام أبي
(1) من "هـ".
(2)
في "د": وقال. والمثبت من "هـ".
محمد عبد الرحمن بن أبي عمر. الحنبلي، والقاسم بن (عتبة)(1)
الإربلي، والمسلم بن علان القيسي، وطبقتهم من أصحاب ابن طبرزد
وحنبل واْلكندي، ولم يزل يسمع إلى أن كتب عن أصحاب ابن عبد
الدائم، وسمع بمصر من العز الحراني وخلق، وبالإسكندرية وحماة
وحمص وحلب والقدس ونابلس وبعلبك وغيرها، وبرع في فنون
الحديث: معا نيه، ولغاته، ودقهه، وعلله، وصحيحه، وسقيمه،
ورجاله، فلم ير مثله في معناه، ولا رأى هو مثل نفسه، مع الإتقان
والصدق وحسن الخط، والديانة وحسن الأخلاق، والسمت الحسن،
والهدي الصالح، والتصوف، والخير، والإقتصاد، في المعيشة
واللباس، والملازمة للاشتغال والسماع، مع العقل التام، والرزانة،
والفهم، وصحة الإدراك، فجاء هذا الكتاب بخطه في خمسمائة
وعشرين كراسًا من القطع الكبير، أتى فيه بكل نفيسة، وبالغ، ولم
يأل في استيفاء شيوخ الشخص، وروايته وغرائبه وموافقاته وعدالته
وجرحاته ومناقبه وهناته وعمره ووفاته، فبقي حسرة على من لم يحصله
من الفضلاء، ولهفة على من أعوزه الإمكان.
فالتمس مني بعض الأخلاء اختصاره، والإتيان بالأهم فالأهم،
وكان كله في حكم المهم.
فقلت: لو صنفت له شرحًا لكان أولى من أن أوليه تنقيصًا وطرحًا،
ثم فكرت، ف! ذا (الأعمار)(2) مولية، والهمم قصيرة، وضروريات
الكتاب مُحتاج إليها في الجملة؛ فاختصرته (مثبتًا)(3) لذلك، تاركًا
للتطويل، آتيًا بزيادات قليلة.
أقول في أولها: "قلت" والله حسبي ونعم الوكيل.
(1) في "هـ" غنيمة.
(2)
في "هـ": الأعمال. خطأ.
(3)
في "هـ": مبينًا.
قال في أثناء الخطبة: ولم تخل الأرض من قائم لله بحجة، ولا
يحصل ذلك إلا بتزكية النفس، وذلك منحصر في العلم
والعمل، لكن اختلف الناس في ذلك وتباينوا فيه، فكل قوم يَدَّعون أَنَّ
ما هم عليه من القول والعمل هو الحق، المؤَّدي إلى تزكية النفس، وأن
ما سوى ذلك باطِلٌ مُضِرٌّ بصاحبه، ويقيمون على ذلك دلائل وبراهين
من أفكارهم، ويَدَّعي خصومهم مثل ذلك، فكل بكل معارض وبعض
ببعضى مناقض. وما كان هذا سبيله فليس فيه ضفاء غليلٍ ولا بُرْءُ عَليلٍ،
فلم يبق ما يعول عليه إلا القرآن والسنة.
فأما القرآن؛ فقد تولى الله حفظه فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ} (1) وظهر مصداق ذلك مع طول المُدة واتساع الإسلام.
وأما السنة؛ فإن الله - تعالى - وفق لها حفاظًا وجهابذة، فتنوعوا
في تصنيفها على أنحاء كثيرة، فكان من أحسنها تصنيفًا: صحيح
البخاري، ثم صحيح مسلم، ثم بعدهما: سنن أبي داود، ثم جامع
الترمذي، ثم سق النسائي، ثم سنن ابن ماجه - وإن لم يبلغ درجتهم.
فصنف في هذه الكتب تصانيف: بعضها في متونها، وبعضها في
أسانيدها؛ فكان من ذلك كتاب الكمال الذي صنفه الحافظ عبد الغني
المقدسي فلم يصرف عنايته إليه، ولا استقصى الأسماء، ولا تتبع
التراجم، ثم إن ولده رام تهذيب كتابه؛ فزاد فيه أسماء جماعة كثيرة
استدركها (2) من الأطراف لابن عساكر، قذكر - طائفة من الصحابة
والتابعين، وذكر طائفة من شيوخ التبل، لكن ذكر ذلك مختصرًا مُنتَّفًا
مع أوهام شنيعة، فأردت تهذيب الكمال واستدراك النقص، فتتبعت
(1) الحجر: 9.
(2)
غير واضحة بالمخطوطتين "د، هـ" والمثبت يقتضيه السياق، وانظر مقدمة تهذيب
الكمال (1/ 148).
الأسماء فإذا هي كثيرة، ثم وقفت على عدة مصنفات لهؤلاء الأفمة افإذا
هي تشتمل على أسماء كثيرة، فسَبعتها مضافا إلى ما أغفله في الكمال،
فكان مجموع ذلك زيادة على ألف وسبعمائة اسم، فاضفتها إلى أصل
الكتاب، وجعلت ذلك كتابًا مستقلا.
وجعلت لكل تاليف علامة؛ فعلامة ما اتفق عليه الجماعة في الكتب
الستة (ع).
وعلامة ما اتفق عليه أصحاب السق الأربعة في سننهم
الأربعة: (4).
وعلامة ما أخرجه البخاري وحده في الصحيح: (خ).
وعلامة ما فيه تعليقًا: (خت).
وعلامة ما أخرجه في القراءة خلف الإمام، وهو جزء:(ز).
وعلامة ما أخرجه في جزء رفع اليدين في الصلاة: (ي).
وعلامة ما أخرجه في كتاب الأدب، وهو مجلد:(بخ).
وعلامة ما أخرجه في كتاب أفعال العباد، وهو مجيليد:(عخ).
وعلامة صحيح مسلم: (م).
وعلامة مقدمة صحيحه: (مق).
وعلامة سنن أبي داود: (د).
وعلامة ما أخرجه في المراسيل: (مد).
وعلامة كتابه في القدر وهو جزء كبير: (قد).
وعلامة ما أخرجه في الناسخ والمنسوخ، وهو جزءان:(خد).
وعلامة ما له في كتاب التفرد، وهو تفرد أهل الأمصار بالسنن:
(ف) وعلامة ما أخرجه في كتاب فضائل الأنصار: (صد).
وعلامة ما أخرجه دي كتاب المسائل التي سأل عنها الإمام أحمد:
(ل).
وعلامة ما أخرجه في مسند مالك: (كد).
وعلامة جامع الترمذي: (ت).
وعلامة كتاب الشمائل له: (تم).
وعلامة النسائي: (س).
وعلامة ما أخرجه في عمل اليوم والليلة: (سي).
وعلامة ما له في كتاب خصائص علي رضي الله عنه: (ص).
وعلامة ما له في مسند علي: (عس).
وعلامة ما أخرجه في مسند مالك: (كن).
وعلامة سنن ابن ماجه القزويني: (ق).
وعلامة ما أخرجه في كتاب التفسير: (فق).
ولم يقع لي من مسند مالك لأبي داودم سوى الجزء الأول، ولا من
تفسير ابن ماجه سوى جزءين، ولم أذكر ما وقع من تصانيف هؤلاء في
غير الأبواب نحو: تاريخ البخاري الكبير، وتاريخه الأوسط، وتاريخه
الصغير، وكتابَي الضعفاء له، والكنى لمسلم، وكتاب التمييز له،
وكتاب الوحدان له، وكتاب الأخوة له، وكتاب الأخوة لأبي داود،
وكتاب معرفة الأوقات له، وكتاب العلل للترمذي، وهو غير
ما ذكره في آخر الجامع، وكتاب الكنى للنسائي، وكتاب أسماء الرواة
والتمييز بينهم. له، وكتاب الضعفاء له، وكتاب الأخوة له، وكتاب
إغراب شعبة على سفيان وسفيان على شعبة له، ومسند منصور بن زاذإن
له، وغير ذلك.، وعامة ما فيه من تعديل وجرح؛ فمنقول من كتاب
عبد الرحمن بن أبي حاتم، وكتاب الكامل لابن عدي، وتاريخ بغداد
لأبي بكر الخطيب، وتاريخ أبي القاسم بن عساكر.
وما لم يذكر إسناده إلى القائل، فما كان بصيغة الجزم، فهو مما لا
نعلم بإسناده عن قائله المحكي ذلك عنه باسًا، وما كان منه بصيغة
التمريض؛ فربما كان في إسناده إلى (قائله)(1) ذلك نظر.
قلت: وكذلك فعلت أنا.
قال: فمن أراد مرإجعة شيء أو زيادة اطلاع؛ فعليه بمراجعة هذه
الأمهات الأربعة، ومن أراد زيادة اطلاع على رواة العلم؛ فعليه بطبقات
ابن سعد الكبرى، وبالتاريخ لأبي بكر بن أبي خيثمة، وكتاب الثقات
لابن حبان، وكتاب تاريخ مصر لأبي سعيد بن يونس، وتاريخ الحاكم
في أهل نيسابور، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم؛ فهذه الكتب أمهات
الكب المصنفة في هذا الشأن
…
إلى أن قال: وينبغي للناظر في كتابنا
أن يكون قد حصَّل طرفًا صالحًا من علم العربية، ومن علم الأصول،
ومن علم الحديث والتواريخ؛ فإنه إذا كان كذلك كثر انتفاعه به، وقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تكذبوا عليَّ؛ فإنه من يكذب عليَّ يلج في النار".
أخرجه البخاري (2) من حديث علي.
وقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل
ما سمع" (3).
(1) في "هـ": قائليه.
(2)
البخاري (1/ 241 رقم 106) وأخرجه مسلم أيضًا في المقدمة (1/ 9).
(3)
أخرجه مسلم (1/ 10 رقم 5).
وقال عامر بن عبدة، عن ابن مسعود: "إن الشيطان لَيَمْثُل في
صورة الرجل، فيأتي القوم فيحدثهم من الكذب فيفترقون، فيقول
الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث".
وقال ابن سيرين: إن هذا العلم دين؛ فانظروا (ممن)(1)
تأخذونه!
وقال طاوس: إن كان من حدثكم مليًّا؛ فخذ عنه.
وقال سعد بن إبراهيم: إنما يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الثقات.
وقال يحيى القطان: سالت سفيان وشعبة ومالكًا وابن عيينة عن
الرجل لا يكون ثبتًا في الحديث، فيأتيني الرجل فيسألني عنه، فقالوا:
أخبر عنه أنه ليس بثبت.
وروى عبيد الله الأشجعي، عن الثوري قال: ليس يكاد يفلت من
الغلط أحد؛ فمن كان الغالب عليه الحفظ فهو حافظ وإن غلط، وإذا
كان الغالب عليه الغلط ترك.
وعن شعبة قال: من أكثر من الغلط طرح حديثه، وإذا روى عن
العروفين ما لا يعرفه المعروفون فاكثر طرح حديثه، وإذا اتهم بالكذب
طرح حديثه، ومن روى حديثًا غلطًا مجتمعًا عليه فتمادى في روايته طرح
حديثه، وما كان غير هؤلاء فارووا عنه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: المحدثون ثلاثة: رجل حافظ متقن
فهذا لا يختلف فيه، والآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا
يترك، فلو ترك هذا لذهب حديث الناس، والآخر يهم والغالب عليه
الوهم؛ فهذا يترك حديثه.
وقال أبو نعيم: لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا عن حافظ له، أمين
(1) في التهذيب (1/ 161): عمن.
عليه، عارفٍ بالرجال.
وقال ابن مهدي: من رأى رأيًا ولم يدع إليه احتمل، ومن رأى رأيًا
دعا إليه استحق الترك.
وقال رواد بن الجراح: سمعت الثوري يقول: خذوا هذه الرغائب
والفضائل عن المشيخة، وأما الحلال والحرام فلا.
قال الربيع: قال الشافعي: لا تقوم الحجة بخبر الخاصة
حتى يجمع أمورًا منها: أن يكون من حدث به عالمًا بالسنة، ثقة في
دينه، معروفًا بالصدق في حديثه، عاقلاً لما يحدث به [عالمًا](1) بما
يحيل معاني الحديث من اللفظ، أو يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه،
ويكون حافظًا إن حدث من حفظه، حافظًا لكتابه إن حدّث منه، بريئًا
من أن يكون مدلسًا، يحدث عمن لقي بما [لم](1) يسمع، أو يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يحدث الثقات بخلافه عنه، ويكون هكذا من فوقه ممن
حدثه حتى ينتهي بالحديث موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: ونقبل خبر الواحد ونستعمله، تلقاه العمل أو لم يتلقه، وهو
مذهب أهل الحديث.
قال ابن معين: قال لي أحمد بن حنبل: لا تحدث المسند إلا من
كتاب.
وقال ابن مهدي: الحفظ: الإتقان، ولا يكون إمامًا من حدث عن
كل ما رأى، ولا من حدث بكل ما سمع.
ْوقال يزيد بن زريع: فرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.
وقال البخاري: قال علي بن المديني: [التفقة](2) في معاني الحديث
نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم.
(1) من التهذيب والرسالة للشافعي.
(2)
في "د، هـ": الثقة. والمثبت من تهذيب الكمال.
وقال عبد الله بن هاشم: قال لنا وكيع: الأعمش أحب إليكم عن
أبي وائل، عن عبد الله، أو سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن
علقمة، عن عبد الله؟
فقلنا ة الأعمش أقرب.
فقال: الأعمش شيخ، وأبو وائل شيخ، وسفيان بن منصور، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، فقيه، عن فقيه، عن فقيه، عن
فقيه.
زاد غيره فقال: وحديث يتداوله الفقهاء أحب إلينا من حديث يتداوله
الشيوخ.
وقال ابن قتيبة الدَّيْنَوَري: ولش لأمة إسناد كإسناد هذه الأمة.
قال أبو عبد الله البخاري: خرجت كتاب الجامع في تسع عشرة
سنة، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله، وتركت من الصحاح لحال
الطول.
وقال الحسين بن محمد الماسرجسي، عن أبيه عن مسلم،
قال: صنفت هذا الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
وكتب أبو داود إلى أهل مكة: أما بعد؛ فهذه الأربعة [آلاف](1)
وثمانمائة حديث كلها من الأحكام، فأما أحاديث كثيرة من الزهد
والفضائل وغير هذا فلم أخرجها.
وقال ابن داسة: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خمسمائة حديث، ذكرت منها في السنن الصحيح وما يشبهه ويقاربه.
وقال سعد بن علي الزَّنجَانيُّ: للنسائي شرط في الرجال أشد من
شرط البخاري ومسلم.
(1) من "هـ"، وفي "د": الألف.
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن
غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس
ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، إلى هنا مجمع عليه، وما بعده
إلى إسماعيل فيه اختلاف.
قال محمد بن عبدة النسابة وغيره: أجمع النسابون أن إبراهيم الخليل
من ولد عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وأجمعوا أن
عدنان من ولد إسماعيل، فذكر [عن](1) طائفة أن بينهما سبعة آباء،
وعن طائفة كذلك إلا أنهم اختلفوا في بعض الأسماء، وعن طائفة:
تسعة آباء، وعن طائفة: خمشة عشر أبًا.
قال: وأما الذين جعلوا بين جمدنان وإسماعيل أربعين أبًا؛ فإنهم
استخرجوا ذلك من كتاب رَخْيا كاتب أرميا، وكانا قد حملا معد بن
عدنان من جزيرة العرب أيام بُخت نصر، فاثبت رَخْيا في كتبه نسبه،
فهو معروف عند أحبارهم، ووجدنا طائفة من علماء العرب تحفظ لمعدٍ
أربعين أبًا بالعربية إلى إسماعيل، وكل الطوائف قالوا: عدنان بن أُدَدَ،
إلا طائفة قالت: عدنان بن أُدِّ بن أُدَدَ.
وقال يتيم عروة: سمعت أبا بكر بن سليمان بن [أبي](2)
حَثْمَة، وكان من أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم - يقول: ما وجدنا
أحدًا يعلم ما وراء عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم.
وسمعت عروة يقول: ما وجدنا أحدًا يعرف ذلك إلا تخرصًا. رواه
ابن لهيعة عنه.
قال ابن عبد البر: وكان ابن مسعود وعمرو بن ميمون الأودي
(1) من التهذيب.
(2)
من التهذيب، وهو أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وستأتي ترجمته قي الكنى.
ومحمد بن كعب وغيرهم إذا تَلَوْا: {وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} (1)
قالوا: كذب النسابون!
قال مصعب الزبيري. وغيره: فِهْرٌ جماع قريش كلها.
واختلفوا: لم سُمَّيت قريش قريشًا؛ فقيل: لتجمعها بمكة،
والتجمع: التقرش.
قال ابن عبد البر: قصي اسمه: زيد، وإنما قيل له: قصي؛ لأنه
كان قاصيًا عن قومه في قضاعة، ثم قدم مكة وقريش متفرقون،
فجمعهم إلى الكعبة، فسمي مجمعًا.
وقيل: سموا بقريش بن الحارث بن مخلد بن النضر بن كنانة،
وكان دليل بني النضر، وصاحب ميرتهم، فكانت العرب تقول: قد
جاءت عير قريش، وخرجت عير قريش. قال: وابنه بدر بن قريش؛
به سميت بدر التي كانت بها الوقعة.
وقيل: كان يقال للنضر بن كنانة: القرشي.
وقال آخرون: قصي كان يقال له: القرشي.
قال ابن عبد البر: المقدم من قريش: بنو هاشم، وهم فصيلة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشيرته الأقربون، وآله الذين تحرم عليهم الصدقة.
قال واثلة بن الأسقع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى كنانة
من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى هاشمًا من
قريش، واصطفاني من بني هاشم" أخرجه مسلم (2).
وأمه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، ولدته عام
(1) إبراهيم: 9.
(2)
مسلم (4/ 1782 رقم 2276).
الفيل في ربيع الأول يوم الإثنين في ثانيه، وقيل: في ثاني عشر،
وقيل: بعد الفيل بثلاثين سنة.
ومات أبوه وله ثمانية وعشرون شهرًا أو دونها، وقيل: وهو حمل.
وأرضعته ثويبة مع عمه حمزة، ثم أرضعته حليمة
السعدية، وأقام عندها في بني سعد أربع سنين.
وتوفيت أمه وله ست سنين، وقيل: له أربع.
ومات جده وله ثماني سنين، قكفله عمه أبو طالب، وخرج معه
إلى الشام حتى بلغ بصرى، فرآه بحيرا فعرفه بصفته، ثم خرج إلى
الشام في تجارة لخديجة حتى بلغ سوق بصرى، وتزوج بها وله خمس
وعشرون سنة، وابتعثه الله برسالته وله أربعون سنة، وعاش ثلاثًا وستين
سنة على الأصح.
ثم سمى الؤلف أولاده، وغزواته وحججه، وكتابه ورسله وعمومته
وزوجاته، ومواليه وخدامه، ودوابه وسلاحه، وغير ذلك.
قال أحمد في مسنده (1): ثنا وكيع، ثنا المسعودي، عن عثمان بن
عبد الله بنن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية، شَثْنُ الكفين والقدمين (2)،
مشربًا وجهه حمرة، طويل المَسْرُبَة (3)، ضخم الكراديس (4)، إذا مشى تكَفَّأ
(1) المسند (1/ 96).
(2)
قال المزي في تهذيبه (1/ 223): يعني: أنهما إلى الغلظ ما هُما.
(3)
قال المزي - رحمه الله تعالى -: والسربة ها هنا: العر المستدق من اللَّبَّةِ إلى
السُّرَّة. المصدر السابق.
(4)
قال رحمه الله: والكراديس: رءوس العظام. المصدر السابق.
تَكَفِّيًا (1)، كأنما ينحطُّ من صَبَبٍ (2)، لم أر قبله ولا بعده مثله".
وروى عن المسعودي، عن عثمان بن مسلم بن هرمز
…
ثم ساق
حديث جميع بن عمير بإسناده عن هند بن أبي هالة حديث الصفة
بطوله، ثم حديث الصفة من طريق موسى بن جعفر بن محمد، عن
آبائه، عن أبي هالة، ثم قصة أم معبد من الغيلانيات.
ثم قال: فصل: كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس.
قال علي: "كنا إذا احمرَّ البأس ولقي القوم القوم اتَّقينا برسول الله
صلى الله عليه وسلم فلم يكن أحد أقرب إلى القوم منه" (3).
وكان أسخى الناس قال أنس: "ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال:
لا" (3) وكان أشد حياءً من العذراء في خدرها، لا يثبت بصره في وجه
أحد، وما عاب طعامًا قط، وكان لا يأكل متكئًا ولا على خوان، وكان
يأكل البطيخ بالرطب، والقثاء بالرطب، ويحب الحلواء والعسل.
وقال أبو هريرة: "خرج عليه السلام من الدنيا وما شَبع من
خبز الشعير" (4) وفي حديث عائشة: "كان يأتي على آل محمد الشهر
والشهران لا يوقد في بيت من بيوته نار؛ كان قوتهم الماء والتمر" (5).
وكان يقبل الهدية ويكافى عليها، وكان لا يتانق في مأكل ولا ملبس،
ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويكون في مهنة أهله، ويجيب دعوة
الغني والفقير، ويركب الفرس والبعير والبغلة والحمار، ويُردف خلفه
عبده أو غيره، ولا يدع أحدًا يمشي خلفه، ويلبس الصوف، وينتعل
(1) قال: يريد أنه يميد في مشيته، ويمشي في رفق غير مختال. المصدر السابق.
(2)
الصبب: الانحدار، والصبوب مثله.
(3)
أخرجه مسلم (4/ 1806 رقم 2312).
(4)
أخرجه البخاري (9/ 460 رقم 5414).
(5)
أخرجه البخاري (11/ 287 رقم 6459)، ومسلم (4/ 2283 رقم 2973).
المخصوف، ويحب لبسن الحبرة، وكان يعصب على بطنه الحجو من
الجوع، وقد أتي بمفاتيح خزائن الأرض فلم يقبلها واختار الآخرة عليها،
وكان يكثر الذكر، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، وكان كثير التبسم
حسن البشر، يحب الريح الطيبة، ويتآلف أهل الشرف، ولا ينكر
اللعب المباح، ويمزح قليلا ولا يقول إلا حقًّا، وقد رعى الغنم، وقال:
ما من نبي إلا وقد رعاها
…
إلى أن قال: قد جمع الله له كمال
الأخلاق ومحاسن الأفعال، وآتاه علم الأولين والآخوين، وهو أمي لا
يقرأ ولا معلم له من البشر، وأعظم معجزاته: القرآن، الذي أعجز
الفصحاء، وحير البلغاء، وأعياهم أن يأتوا بسورة من مثله، وشهد
بإعجازه المشركون، وانشق له القمر حتى صار فرقتين.
وقال عليه السلام: " زُويت [لي](1) مشارق الأرض ومغاربها،
وسيبلغ ملك أمتي ما زُوي لي منها (2) ". فصدق الله قوله بأن مُلك أمته
بلغ أقصى المشرق والمغرب، ولم يتشر في الجنوب ولا في الشمال.
وحنَّ إليه الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه، وسبح الحصى في
كفه، وسمعوا تسبيح الطعام وهو يؤكل عنده، وسلم عليه الحجر
والشجر، وكلمته الذراع المسمومة، وشهد الذئب بنبوته.
ومرَّ ببعير يسقى. عليه، فلما رآه جرجر ووضع جرانه بالأرض، فقال
عليه السلام: "إنه شكا إليَّ كثرة العمل وقلة. العلف" وجرى ببعير آخر
نحو ذلك.
وكان نائمًا في سفر فجاءت شجرة تثق الأرض حتى قامت عليه،
فلما اسيقظ ذُكرت له، فقال: "استأذنت ربها في السلام
(1) في "د": له. والمثبت من "هـ"، والتهذيب وصحيح مسلم.
(2)
أخرجه مسلم (4/ 2215، رقم 2889) من حديث ثوبان.
عليَّ، فأذن لها". وأمر شجرتين فاجتمعتا، ثم أمرهما فافترقتا.
وسأله أعرابي آية، فأمر شجرة فقطعت عروقها حتى جاءت فقامت
بين يديه، ثم أمرها فرجعت إلى مكانها.
وأراد أن ينحر ست بدنات فجعلن يَزْدَلِفْنَ إليه بأيتهن يبدأ.
وندرت عين قتادة بن النعمان حتى صارت في يده؛ فردها فكانت
أحسن عينيه وأحدَّهما.
وتفل في عيني علي عليه السلام وهو أرمد؛ فبرأ من ساعته، ولم
يرمد بعد.
وأصيبت رجل عبد الله بن عتيك؛ فمسحها فبرأت من حينها.
وأخبر أنه يقتل أُبَيَّ بن خلف الجمحي؛ فخدشه يوم بدر - أو أحد -
خدشًا، فمات منه.
وأخبر يوم بدر بمصارع المشركين، فلم يَعْدُ واحد منهم مصرعه الذي
سماه.
وأخبر أن أمته يغزون البحر، وأن أم حرام منهم، فكان كما قال.
وقال لعثمان: ستصيبه بلوى شديدة. فَقُتِل.
وقال للحسن: لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
فكان كذلك.
وأخبر بمقتل الأسود العنسي ليلة قتله، وأخبر بمثل ذلك في قتل
كِسْرَى.
وقال لثابت بن قيس: تقتل شهيدًا. فقتل يوم اليمامة.
وقال لرجل يقاتل معه: إنه من أهل النار. فصدق الله قوله بأن
نحر نفسه.
ودعا لعمر أن يعز الله به الإسلام أو بأبي جهل، فأصبح عمر
وأسلم.
ودعا لعلي أن يذهب عنه الحر والبرد، فكان لا يجدهما.
ودعا لابن عباس أن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل، فكان
يسمى: البحر؛ لكثرة علمه.
ودعا لإّنس بطول العمر وكثرة المال والولد، فنال ذلك، وكان عتيبة
ابن أبي لهب قد شق قميصه وآذاه، فدعا عليه أن يسلط الله عليه كلبًا من
كلابه، فقتله الأسد بالزرقاء.
واستسقى على منبره وما في السماء سحابة، فثار السحاب كالجبال
ومطروا لوقتهم إلى الجمعة الأخرى [حتى شكي إليه كثرة المطر، فدعا
الله عز وجل] (1) فاقلعت، وخرجوا يمشون في الشمس.
وأطعم أهل الخندق من صاع شعير وبَهْمَة، وانصرفوا والطعام أكثر
ما كان وأطعمهم أيضًا من تمر يسير أتت به بنت (بشير)(2) بن
سعد إلى أبيها.
وأمر عمر أن يزود أربعمائة راكب من تمر كالفصيل الرابض، فزودهم
وبقي كأنه لم ينقص.
وأطعم في بيت أبي طلحة ثمانين رجلاً من أقراص شعير جعلها أنس
تحت إبطه حتى شبعوا، وبقي كما هو.
وأطعم الجيش من مِزْوَد أبي هريرة حتى شبعوا كلهم، ثم ردَّ ما بقي
(1) ما بين المعكوفين من التهذيب.
(2)
في "هـ": لبشير.
ودعا له فيه، فأكل منه حياة أبي بكر وعمر وعثمان، فلما قتل عثمان
ذهب وأنفق منه خمسين وسقًا في سبيل الله عز وجل وأطعم في بنائه
بزينب خلقًا كثيرًا من قصعة أهدتها له أم سليم، ثم رفعت و (لا
يُدرى) (1) الطعام فيها أكثر حين وضعت أو حين رفعت.
ورمى الجيش يوم حنين بقبضة من تراب، فهزمهم الله، وقال
بعضهم: لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه ترابًا. وفيه أنزل الله - عز
وجل-: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (2).
وخرج على فتية من قريش ينتظرونه، فوضع التراب على رءوسهم،
ومضى ولم يرَوْه، وتبعه سراقة، فساخت قوائم فرسه في الأرض،
فناداه الأمان، فدعا له فنجاه الله.
وله من المعجزات الباهرة والدلالات الظاهرة والأخلاق الطاهرة ما
يضيق هذا المكان عن ذكرها، وذلك مُدَوَّنٌ في الكتب، والله الموفق.
(1) في "د ": لا يدري. والمثبت من "هـ"، التهذيب.
(2)
الأنفال: 17.