الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة المصنف
يقول ابنه الشيخ الأديب محمَّد سعيد القاسمي - والد العلَّامة جمال الدِّين القاسمي -:
"هو بَرَكَةُ الشَّامِ، العَالِمُ العَامِلُ والأستاذ الفقيه الكامل، الوَرِع الصَّالح، المُرْشد النَّاصح، الشيخ قاسم بن صالح بن إِسماعيل بن أبي بكر الشهير بالحلَّاق، الدِّمشقي.
كان رضي الله عنه عالمًا فقيهًا مُحدِّثًا، وَرِعًا صالحًا، عفيفًا زاهدًا، لطيف المُحاضرة، جميل المُذاكرة، غزير الحكايات العجيبة، والنَّوادر الغريبة، مع الصِّدْقِ والأمانة والاحتشام، والتمسك بالسنَّة المُطهرة بأوثق زمام، حسن الخَلْق والخُلُق، لَيِّنَ الجانب، بارًّا بأهله وأرحامه، وكان شيوخه يثنون عليه خيرًا، ويُحبونه، ويصلونه بأنواع البِرِّ ويُواصلونه، وإِذا تأخر لِعُذْرٍ تفقدوه، وإن أتاهم احتفلوا به وأجلوه.
وُلِدَ رحمه الله تعالى سنة ألف ومائتين وإحدى وعشرين (1221 هـ)، ونشأ في حِجْر والده حتى شبَّ، وتعلَّم القرآن.
ثُمَّ قال: "وأخذ طرفًا من العلوم العقلية عن عُمدة علماء الدِّيار الشَّامية أبي حنيفة زمانه، وسيبويه وقته وأوانه الأُستاذ الشيخ سعيد أفندي الحلبي فقرأ عليه جُملًا من فن المعقول، وشيئًا من الآداب والأُصول، ولاحت عليه علامة النَّجابة والقبول، وكان محبوبًا عنده، ومُقدَّمًا ومحترمًا لديه ومُكرَّمًا
…
وأخذ الحديث وغيره عن خاتمة المُحَدِّثين، وبقية السَّلفِ الصَّالحين، علم الأعلام، وشيخ الشيوخ في الشَّام العلَّامة الأُستاذ عبد الرحمن الكُزْبري، فإنه أخذ عنه "صحيح البخاري ومسلم" رواية ودرايةً، وبقية الكتب الستة رواية، وحضر عليه كثيرًا من كتب الفقه وغيرها من العلوم كالتوحيد، والتفسير، ولازمه ملازمة فطِنٍ نحرير، وأجازهُ بجميع ما تجوز له روايته وتصح عنه درايته، وكتب له بخطِّهِ إِجازةً بديعةً حاويةً
…
".
ثُمَّ ذكر أنه رحل إِلى الحَجِّ واجتمع ببعض علماء الحرمين، ومنهم: الشيخ يوسف المالكي الصَّاوي المدرس بالمسجد النَّبوي، وقد كتب له الإِجازة بخطه وختمها بختمه.
ورحل إِلى مصر القاهرة مرَّات، واجتمع ببعض أعيان علمائها الثِّقات، من أجلّهم: الشيخ الإِمام ذو التآليف العديدة، والتصانيف المُفيدة، رئيس علماء الأزهر الأستاذ الباجوري إبراهيم، فإنه اجتمع به. وأثنى على فضله وأدبه، وكتب له عام (1270 هـ) إِجازةً بها يتغالى. ومنهم: الفاضل النّحرير، والعلَّامة الكبير الشيخ مصطفى
المُبلِّط؛ فإنه اجتمع به وأجازهُ إِجازةً بخطه تحت إِجازة الشيخ الباجوري
…
" (1).
وقال حفيده الشيخ جمال الدِّين القاسمي: "ولزم مُحَدِّثَ عصره الشيخ عبد الرحمن الكُزبري، وكان من أخص تلامذته وأحبائه، وكان له أجلَّ سمير في كل رحلة ومسير، وكان ينوه بفضله وصلاحه، وينشر ألوية نبله ونجاحه، حتى إنه مرة قرأ في جامع السِّيبائية "رياض الصالحين" فقال له شيخه المذكور: أخبرني ليلة ختم الكتاب لأحضره مع بعض المحبين وليكن ختمك له في جامع السِّنانية لا في جامع السيبائية، ثمَّ ذكر لشيخه ليلة الختام فدعا له رحمه الله سائر علماء الشَّام، وصار محفلًا لم تسمح بنظيره الأيام، وقال له: أردت التنويه بفضيلتك، وإعلاء مزيَّتك".
مؤلفاته:
يقول ابنه الشيخ محمَّد سعيد القاسمي: "له تآليف مفيدة، وأشعار حميدة".
ويقول حفيده الشيخ جمال الدِّين القاسمي: "وله مؤلفات كثيرة، منها:
* "إِعانة النَّاسِكِ على أَداءِ المَناسك".
(1)"الثغر الباسم بترجمة الشيخ قاسم" لابنه محمَّد سعيد القاسمي (ص 3 - 10 - نسخة المكتبة القاسمية).
ومنها:
* "التَّوسلات الحُسنى بنظم أسماء الله الحُسنى"، مشتملة على أوراد بهية وأدعية إلهامية، نَظَمَ فرائدها في ثلاثة عقود، وقد سافر مرة بعض تلامذة سيدي الجَدِّ إِلى مصر، وكان معه نسخة منها، فوقعت بيد أحد علمائِها، وأعيان فضلائِها الشيخ أحمد الفيشي أبو مصلح؛ فأحبَّ شرحها، وشرع به حتى أكمله في نحو ثلاثين كراسة وسماه:"أنوار الكائِنات بما له تعالى من الأسماء والصفات".
ومن مؤلفاته:
* رسالة "فيمن حَجَّ البيت الحرام ومات، وعليه ذنوب صغائر وكبائر وتبعات".
* ورسالة في "شرح آخر حديث من رياض الصالحين".
* ومولدٌ سماه: "مورد النَّاهل بمولد النَّبيِّ الكامل".
* وتضمين البُرْدة سماه: "الدُّرَّة الزاهرة بتضمين البُرْدة الفاخرة"، وقد طبع في مطبعة سورية مع بعض قصائد نبوية سنة (1284 هـ).
* وله "تشطير لامية ابن الوردي".
* و"نظم الأجرومية"، بيد أنهما لم يتما.
وله غير ذلك من التحارير المُفيدة والفوائد الحميدة (1).
(1)"الثغر الباسم"(ص 16)، و"تعطير المشام" لحفيده جمال الدِّين (1/ 460).
وفاته:
يقول ابنه الشيخ محمَّد سعيد القاسمي: "وكان انتقاله ليلة الثلاثاء سلخ شهر شعبان سنة ألف ومائتين وأربع وثمانين، وقد أَسِفَ لوفاته أهل الشَّام الخاصُّ والعامُّ، وخرجت جنازته بمشهدٍ حافلٍ كبير، وصُلِّي عليه في السِّنانية
…
".
وقال حفيده الشيخ جمال الدِّين: "ولم يزل على طريقته الحسنة، وحالته المُستحسنة، مُشْرِقًا في مطالعه السَّنية، حتى ألمَّ بسنا عمره سِرارُ المنية، وذلك ليلة الثلاثاء 28 شعبان عام (1284 هـ)، وصُلِّي عليه في جامع السِّنانية، ودُفِنَ في مقبرة البَابِ الصغير رحمه الله".
* * *
ولمزيد معرفة ترجمته كاملة وتلاميذه وصفاته وإجازاته انظر: "آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل"، لراقمه (ص 25 - 44).
قال الشيخ جمال الدِّين القاسمي، حفيد المؤلف، على طُرَّة غلاف هذه الرِّسالة:
"أقول: لمَّا ختم سيِّدي الجد قراءة "رياض الصالحين" في جامع السِّنانية، شرّفَ ختم المجلس مُسْنِدُ الشَّام في عصره الشيخ عبد الرحمن بن الشمس محمَّد الكُزْبري، ومن في طبقته من مشايخ الجَدِّ وأقرانه، وكان الجمع متوافرًا، وغصَّ الجامع بمن فيه، وانصرف الجميع شاكرين حضرة الجد الأمجد، كما حدثني بذلك أحد تلامذته. عمَّه المولى برضوانه ومغفرته، وذلك سنة 1256 هـ. كتبه حفيده جمال الدِّين بن محمَّد سعيد بن قاسم القاسمي، عُفِيَ عنه".
الورقة الأخيرة: من صورة المخطوطة بخط مصنفها