المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (كلا بل تكذبون بالدين يعلمون ما تفعلون) - تفسير القرآن الكريم - المقدم - جـ ١٨٨

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌ التكوير والانفطار

- ‌تفسير الآيات من قوله: (وإذا الصحف نشرت علمت نفس ما أحضرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنه لقول رسول كريم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ذي قوة وما صاحبكم بمجنون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولقد رآه بالأفق المبين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما هو على الغيب بضنين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما هو بقول شيطان رجيم فأين تذهبون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن هو إلا ذكر للعالمين رب العالمين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا البحار فجرت وإذا القبور بعثرت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ما شاء ركبك)

- ‌أقوال العلماء في الفرق بين الرجاء وحسن الظن وبين الغرور

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا بل تكذبون بالدين يعلمون ما تفعلون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم وما هم بغائبين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما أدراك ما يوم الدين) إلى آخر السورة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (كلا بل تكذبون بالدين يعلمون ما تفعلون)

‌تفسير قوله تعالى: (كلا بل تكذبون بالدين يعلمون ما تفعلون)

قال تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:9 - 12].

{كَلَاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} أي: لا شيء يغرك ويخدعك بربك الكريم، بل سعة عطاء ربك وحكمته في كرمه تدلك وتوحي إلى نفسك أنك مبعوث في يوم آت، فيه ثواب أو عقاب، وإنما الذي يقع منك أيها الإنسان هو العناد والتكذيب بيوم الدين يوم الجزاء، مع أن الله تعالى لم يترك عملاً من أعمالك إلا حفظه وأبقاه عليك حتى يوفيك جزاءه، كما قال تعالى:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} أي: رقباء يحفظون أعمالكم ويحصونها عليكم.

{كِرَامًا كَاتِبِينَ} أي: يكتبون ما تقولون.

{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} أي: من خير أو شر، أي: يحكونه عليكم فلا يغفلون ولا ينسون.

قال الرازي: إن الله تعالى أجرى أموره مع عباده على ما يتعاملون به فيما بينهم؛ لأن ذلك أبلغ في تقرير المعنى بينهم، ولما كان الأبلغ عندهم في المحاسبة إخراج الكتاب بالشهود عند المحاسبة، فخوطبوا بمثل هذا فيما يحاسبون به يوم القيامة: فتُخْرج لهم كتب منشورة ويُحْضر بذلك ملائكة يشهدون عليهم، كما يشهد عدول السلطان على من يعصيه ويخالف أمره، فيقولون له: أعطاك الملك كذا وكذا وفعل بك كذا وكذا، ثم قد خالفته وفعلت كذا وكذا، فكذا هاهنا والله أعلم.

يكفي أن نوجز بأن الملائكة الكرام الكاتبين هم حفظة يحفظون أعمال العباد ويدونونها، عن اليمين وعن الشمال قعيد، أما كيف يكتبون فهذا غيب لا ينبغي إدراكه ولا علم حقيقته، بل يجب أن نكل علمه إلى الله.

ص: 15