المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول) - تفسير القرآن الكريم - المقدم - جـ ٣٣

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌ النساء [31 - 42]

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه)

- ‌درجات الأعمال المكفرة

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء)

- ‌أسباب تفضيل الرجال على النساء

- ‌معنى حفظ الزوجات للغيب

- ‌عدم جواز تولي المرأة للقضاء

- ‌صفة التعامل مع الزوجة الناشز ومراحله

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما)

- ‌مهمة الحكمين بين الزوجين ومدى سلطتهما

- ‌تفسير قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)

- ‌حقيقة المسكين والفرق بينه وبين الفقير

- ‌أنواع الجيران وحقوقهم في الإسلام

- ‌أقوال المفسرين في الصاحب بالجنب

- ‌وصف ابن السبيل وحكمه

- ‌حقوق الرقيق في الإسلام

- ‌ذم الاختيال والفخر والدافع لهما

- ‌تفسير قوله تعالى: (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والذين ينفقون أموالهم ويؤت من لدنه أجراً عظيماً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول)

‌تفسير قوله تعالى: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول)

{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} [النساء:42].

(يومئذ) أي: يوم هذا المجيء.

(يود الذين كفروا لو)(لو) بمعنى: أن المصدرية.

(تسوى) بالبناء للمفعول أو بالبناء للفاعل، مع حذف إحدى التاءين بالأصل، ومع إدغامها في السين، يعني: تقرأ: (وعصوا الرسول لو تُسَوّى) أو: (لو تَسّوّى بهم الأرض) يعني: يتمنون بأن يكونوا تراباً مثلها لعظم هول ذلك اليوم.

((يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ)) أي: يتمنون أن يتحولوا إلى تراب، كل أمتي يوم القيامة في هذا الموقف؛ حتى لا يحاسبوا ولا يعذبوا، كما قال تبارك وتعالى:{وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ:40].

قوله تعالى: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء:42] أي: أنهم يعترفون بجميع ما فعلوه، فهم لا يقدرون على كتمانه؛ لأن جوارحهم هي التي ستشهد عليهم، فهم يودون أن يدفنوا في الأرض حال كونهم لا يكتمون الله حديثاً، ولا يكذبونه بقولهم:{وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] أي: مع كل الجرائم التي ارتكبوها في الدنيا يأتون يوم القيامة وهم يحسبون أن الكذب يمكن أن ينجيهم، فأي حيلة يتوقعون منها فائدة يسلكونها؛ فلذلك يحلفون أمام الله سبحانه وتعالى يقولون:{وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23]، كما روى ابن جرير عن الضحاك: أن نافع بن الأزرق أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: (يا ابن عباس، قول الله تعالى:{وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} .

وقوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23]) كأنه يسأل عن الجمع بين هاتين الآيتين؛ لأن فيها نوعاً من الإشكال فهو يستوضح، فقال له ابن عباس: إني أحسبك قمت من عند أصحابك، فقلت: ألقي على ابن عباس متشابه القرآن.

فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أن الله تعالى جامع الناس يوم القيامة في بقيع واحد فيقول المشركون: إن الله لا يتقبل من أحد شيئاً إلا ممن وحده، فيقولون: تعالوا نجحد، فسألهم فقالوا: والله ربنا ما كنا مشركين، قال: فيختم الله على أفواههم ويستنطق جوارحهم، فتشهد عليهم جوارحهم أنهم كانوا مشركين، فعند ذلك يتمنون لو أن الأرض سويت بهم ولا يكتمون الله حديثاً.

ص: 23