المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لِأَنَّكَ تُحشِمُ الأَضيافَ مِنهُ … وَتَأمُرُهُم بِإِسراعِ القيامِ وَتُؤذيهُم وَما شَبِعوا بِشَبعٍ … - آداب المواكلة

[بدر الدين الغزي]

الفصل: لِأَنَّكَ تُحشِمُ الأَضيافَ مِنهُ … وَتَأمُرُهُم بِإِسراعِ القيامِ وَتُؤذيهُم وَما شَبِعوا بِشَبعٍ …

لِأَنَّكَ تُحشِمُ الأَضيافَ مِنهُ

وَتَأمُرُهُم بِإِسراعِ القيامِ

وَتُؤذيهُم وَما شَبِعوا بِشَبعٍ

وَذَلِكَ لَيسَ مِن خُلُقِ الكِرامِ

‌المُبقِّي

والمبقي: مثل ما حكي أن رجلاً دعا ضيفاً، فلما أحضر الطعام أحضر مع الطعام دجاجةٌ واحدةٌ، وفي جانب بيته ثلاث دجاجات سمان مسموطة معلقة، فكأنه أبقى عليها، أو صغرت همته عن طبخ كل ما حضر عنده؛ ومثل من يقدم طعاماً قليلاً لا يكفي الحاضرين، واللحم في داره معلق بإزاء إخوانه.

‌المستظهر

والمستظهر: مثل بعض الأغنياء، فإنه اعتذر بترك الاحتفال بعذر، فما حسن الاعتذار قط به إلا من مثله، فقال: ما يمنعني من الاحتفال إلا الاستظهار، فقيل له: وكيف ذاك؟ قال:

ص: 40

أكره أن أحتفل فيتأخر عني من أدعوه عن عملٍ أو عائقٍ، فأكون قد تكلفت شيئاً لم أنتفع به، فقال في ذلك بعض إخوانه:

إِذا كُنتَ لا تَدَعُ الاِحتِفا

لَ إِلّا لِأَنَّكَ تَستَظهرُ

فلا تَدعُوَن أَحَداً بَتَّةً

فَهَذا هُوَ النَظَرُ الأَوفَرُ

وَلا سِيَّما أَنا مِن بَينُهُم

فَإِنّي وَحَقِّكَ لا أَحضُرُ

وكان آخر لا يشرع في شيءٍ من آلة الدعوة حتى يحضر إخوانه، ويأمن تأخرهم، فلا يلحق طعامه حتى يتصرم يومهم، وتضطرم نار الجوع في أحشائهم؛ وقال بعضهم فيه:

خافَ الضَياعُ عَلى شَيءٍ يُعَجِّلُهُ

مِن المَطاعِمُ إِنَّ إِخوانَهُ ثَقَلوا

فَلَيسَ يَعلوعَلى الكانونُ بُرمَتُهُ

حَتّى يُرى أَنَّهُم في البَيتِ قَد حَصَلوا

ص: 41