الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الشرط الثامن) استقبال القبلة، والدليل قوله تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] البقرة آية 144.
(الشرط التاسع) النية ومحلها القلب، والتلفظ بها بدعة، والدليل حديث:«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» .
[أركان الصلاة]
وأركان الصلاة أربعة عشر: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في جميع الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتسليمتان.
(الركن الأولى) القيام مع القدرة، والدليل قوله تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] البقرة 238.
(الثاني) تكبيرة الإحرام، والدليل حديث:«تحريمها التكبير وتحليلها التسليم» وبعدها الاستفتاح وهو سنة (قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) ومعنى سبحانك اللهم: أي أنزهك التنزيه اللائق بجلالك، وبحمدك: أي ثناء عليك، وتبارك اسمك: أي البركة تنال بذكرك، وتعالى جدك: أي جلت عظمتك، ولا إله غيرك: أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، معنى أعوذ: ألوذ وألتجئ وأعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي.
وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة كما في حديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» وهي أم القران
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] بركة واستعانة، {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] الْحَمْدُ ثناء، والألف واللام لاستغراق جميع المحامد، وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا. {رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] الرب: هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم، العالمين كل ما سوى الله عالم، وهو رب الجميع، {الرَّحْمَنِ} [الفاتحة: 3] رحمة عامة جميع المخلوقات، {الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3] رحمة خاصة بالمؤمنين، والدليل قوله تعالى:{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] الأحزاب آية 43، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] يوم الجزاء والحساب، يوم كل يجازى بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والدليل قوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ - ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ - يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: 17 - 19] الانفطار الآيات: 17- 19، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم:«الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5] أي لا نعبد غيرك، عهد بين العبد وبين ربه أن لا يعبد إلا الله، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] عهد بين العبد وبين ربه أن لا يستعين بأحد غير الله، {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] معنى اهدنا: دلنا وأرشدنا وثبتنا، والصراط: الإسلام، وقيل: الرسول، وقيل: القرآن، والكل حق، والمستقيم: الذي لا عوج فيه، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] طريق المنعم عليهم، والدليل قوله تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] النساء آية 69، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به، نسأل الله أن يجنبك طريقهم، {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال، نسأل الله أن يجنبك طريقهم، ودليل الضالين قوله تعالى:
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا - الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103 - 104] الكهف آية 103 - 104، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم:«لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن» أخرجاه، والحديث الثاني:«افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قلنا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي» ، والركوع والرفع منه، والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والدليل قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: 77] الحج آية 77، والحديث عنه صلى الله عليه وسلم:«أمرت أن أسجد على سبعة أعظم» والطمأنينة في جميع الأفعال،
والترتيب بين الأركان، والدليل حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة قَالَ:«بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل فعلها ثلاثا ثم قال والذي بعثك بالحق نبيا لا أحسن غير هذا فعلمني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها»
والتشهد الأخير ركن مفروض كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد، السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، وميكائيل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقولوا: السلام على الله من عباده فإن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات
والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله»
ومعنى التحيات: جميع التعظيمات له ملكا واستحقاقا مثل الانحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله، فمن صرف منه شيئا لغير الله فهو مشرك كافر، والصلوات: معناها جميع الدعوات. وقيل: الصلوات الخمس، والطيبات لله: الله طيب ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبها، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته: تدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة، والرحمة والبركة، والذي يدعى له ما يدعى مع الله، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين: تسلم على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض، والسلام دعاء، والصالحون: يدعى لهم ولا يدعون مع الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تشهد شهادة اليقين أن لا يعبد في الأرض ولا
في السماء بحق إلا الله، وشهادة أن محمدا رسول الله، بأنه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع، شرفه الله بالعبودية، والدليل قوله تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1] الفرقان آية 1، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، الصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال: «صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى» وقيل: الرحمة، والصواب الأول، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين الدعاء، وبارك وما بعدها سنن أقوال وأفعال، والواجبات ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وقول سبحان ربي العظيم في الركوع، وقول سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، وقول ربنا ولك الحمد للكل، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود، وقول رب اغفر لي بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له،
فالأركان ما سقط منها سهوا أو عمدا بطلت الصلاة بتركه، والواجبات ما سقط منها عمدا بطلت الصلاة بتركه، وسهوا جبره السجود للسهو، والله أعلم.
تمت شروط الصلاة وواجباتها وأركانها ويتلوها إن شاء الله تعالى (القواعد الأربع) .