المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب ثان منهم - جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية - جـ ٣

[ابن باديس، عبد الحميد]

الفصل: ‌كتاب ثان منهم

_________

الصفحة 8

ــ

ـ[عمود:1]ـ

لفظ المسجد على الكنيسة الموجودة منذ عهد بعيد أما إن قصد به المسجد الذي ينادى فيه: حي على الصلاح، فنحن معاشر مسلمي بوقاعة نطلب من مدير البلاغ نفسه أن يزور قريتنا هاته عله يجد أثرا لهذا المسجد القديم الذي تلقى فيه ((الدروس النافعة)) وما اسم هذا الأستاذ الوهمي القائم بتلقينها.

فقرية بوقاعة معروفة عند الخاص والعام حتى عند زائر الحمام بخلوها من المسجد نعم: فقد قامت جمعية سنة 1927 لإنشاء مسجد بتلك القرية لكن بمزيد الأسف لم تساعدها الظروف إلى أن قلعت شرذمة حرك عواطفها مجد الإسلام فأصلحت دويرة وأوسعتها قدر استطاعتها لتؤدي فرضها جماعة ولا زال البناء لم يجف حتى الآن فعلى المدير أن يعاينها إن كان له ريب فيما ذكر.

يقولون أن تلك الشرذمة تسممت مما تسممه المصلحين وأنها تأكل لحوم المؤمنين أمواتا ونحن إذا اعتبرنا مقالهم ذلك وجدناهم هم الآكلون لحوم المصلحين أحياء فنحن لا ننحط إلى ثلب الأعراض فلنا همة عالية لا ترضى لنا بذلك وإنما نريد أن نفهم ونطلع على حقائق إخواننا المسلمين الذين لبسوا رداءً مطرزا بالبدع والخرافات والأوهام فسموه برداء الدين خوفا من الوقوع في حبالتهم المنصوبة للغافلين فإن قذفوا الشرذمة فقد قذفوا أنفسهم وهم لا يفقهون وندعو تلك الجماعة أن تجعل عقلها ميزانها حتى لا تنعكس في أعينها الحقائق فترى العلم فسادا والبدع صلحا ويا للعجب من قلب الحقائق في هذا العصر والله يهدي ((الجماعة)) و ((الشرذمة)) إلى صراطه المستقيم. جماعة بوقاعة

‌كتاب ثان منهم

ماذا يقول الكاتب لا يدري ما يقول

ـ[عمود2]ـ

إلا ما قال القائل وأجاد في قيله:

يا لقومي ويا لأمثال قومي

لا ناس عتوهم في ازدياد

كلما أرادت نشأة توقدت فكرتها وأزيح عنها الغطاء أن تمسح النوم عن عينيها بعد سباتها الطويل وحاولت اختراع مشروع خيري ديني تربط به قلوب المتفرقين وتحارب به جهل الجاهلين وينقذ به المغفلون من براثن الموبقات إلا ويقوم في وجهها أفراد يحاولون إبطال المرام وإطفاء ما في الفكر من التوقد قبل التمام ولم يرضوا أن يرتد بعض الروح لجسد الإسلام، بل بغيتهم وأمنيتهم ترك أبناء الإسلام تائهين بواد الخمول ولو عبدوا الأصنام، وما ذاك إلا لما قام في قلوبهم من الحقد والحسد والتحزب لغير الحق وإلا فكيف يسعى المسلم المحق المحب للمسلم ما يحب لنفسه في إبطال معالجات الإسلام في وقت بلغ فيه حد السياق. ولو كانت مشاغبة القوم ومحاربتهم لتلك المشروعات بشيء مشوب ولو برائحة الحق لقلنا أن القوم على جانب منه ولكن ما دأبهم إلا التقول والتزوير والبهتان، يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يكترثون بكل ما يقضى على الإسلام قضاء مبرما وإلا فمتى كانوا يصلون في المسجد المؤسس ببوقاعة ثم تخلفوا عنه حين صار محلا لثلب الأعراض والطعن في مشائخ الطرق وخافوا من الوقوع في المحرم طبعا كالغيبة وما شاكلها كما ادعوا ذلك وكتبوا به إلى جريدة الحلول فنشر ما نشر في عدد 298 وأي محرم أكبر وأعظم مما تقولوه وزوروه واختلقوه ورموا به رجال بوقاعة البرآء من ذلك مع أنهم لم يخطروا لهم ببال أصلا وأخيرا لما وقع البحث عما تقولوه اعترفوا بما افتعلوه بما لا يتفق مع الدين وصاروا يطلبون العفو عما رقموه فوق الماء ومثل

ـ[عمود3]ـ

هؤلاء إذا أخبروا بشيء فهل يصغى إلى قويلهم وهل يقول مفكر بتصوف هؤلاء أهله، وبطريق هؤلاء فقراؤه، وهل يرضى عاقل أن يسلك طريقا سلكوه، نعم بعد ما قلبناهم بطنا لظهر وظهرا لبطن تحققنا أنهم في واد ونحن في واد وما زادنا ما هم عليه إلا يقينا بأن ما يتلقى من الأفواه في هذا الزمان والذي هو مثار النفع هو أمر رابع يضم للثلاثة التي في قول القائل:

أيقنت أن المستحيل ثلاثة

الغول والعنفاء والخل الوفى

ولو كان هذا القائل حيا لشفع البيت بآخر يتضمن ما قلنا، وحينئذ فنحن على ما كتبتموه في البلاغ (من أننا شرذمة تسممت بما يلقيه لهم بعض المنتسبين للإصلاح الموهوم) ونحن مشاركون للكميت في قوله:

ومالي إلا آل أحمد شيعة

ومالي إلا مذهب الحق مذهبا

ونحن ما لنا إلا جمعية العلماء شيعة وما لنا إلا مذهبهم مذهب ولو قطعنا إربا إربا بعد ما أحطنا بتفاصيل أعمالكم ووقفنا بمنابع نياتكم ودرسنا ما أنتم عليه من مبدأ أمركم حتى الآن فالحمد لله الذي أيقظنا من غفلتنا قبل الوقوع، وآخر ما نختم به ما في أفئدتنا الموافق والله لألسنتنا من التمسك بما للمنتسب إلى الإصلاح الموهوم كما كتبتموه في البلاغ، ما قال طفل في معلمه:

كلما ينطق أستاذي أصغي

واعيا ما قال لا مفرطا

وهو مسرور بجدي إذا رآه

دائما يبسم لي مغتبطا

غيور من رجال بوقاعة

•...•

•...•

•...•

•...•

•...•

المطبعة الجزائرية الإسلامية - بقسنطينة.

•...•

•...•

•...•

•...•

•...•

ص: 8