المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب اصطناع المعروف إلى من هو أهله - اصطناع المعروف لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب اصطناع المعروف إلى من هو أهله

‌بَابُ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ إِلَى مَنْ هو أهله

.. .. .. .. .. .. .. .. . .

44 -

.. .. .. .. .. .. .. .. .. . فقال صلى الله عليه وسلم .. . عَلِيُّ أجر يأتي إليه معروفا فقال .. .. .. .. .

ص: 47

45 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي .. .. .. .. .. .. .. . . مِنْبَرٌ .. . مَسْجِدٍ .. . سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى .. . يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنَّ فَاعِلَ الْمَعْرُوفِ لَا يَعْدَمُ جَوَازِيَهُ .. .. .. لَا يَعْتَدَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ .. .. .. .. المعروف .. . .

ص: 47

46 -

حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ .. . .. يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ

يَدُ الْمَعْرُوفِ غُنْمٌ حَيْثُ كَانَتْ

يَحْمِلُهَا كَفُورٌ أَوْ شَكُورُ

فَمَا شُكْرُ الشَّكُورِ لَهَا جَزَاءً

وَعِنْدَ اللَّهِ مَا كفر الكفور

ص: 48

47 -

حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ السِّنْدِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ وَغَيْرُ .. . عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى بَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَتَانِي آتٍ لَمْ أَرَهُ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ فَقَالَ يَا رَجَاءُ إِنَّكَ قَدْ بُلِيتَ بِهَذَا وَبُلِيَ لَكَ وَفِي دُنُوِّكَ مِنْهُ الْوَتَغُ يَا رَجَاءُ فَعَلَيْكَ بِالْمَعْرُوفِ وَعَوْنِ الضَّعِيفِ يَا رَجَاءُ إِنَّهُ مَنْ رَفَعَ حَاجَةً لِضَعِيفٍ إِلَى سُلْطَانٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى رَفْعِهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَامُ.

ص: 48

48 -

[أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ

⦗ص: 49⦘

الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ اللَّيْثِيِّ] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَطْعِمُوا طَعَامَكُمُ] الْأَتْقِيَاءَ وَأَوْلُوا مَعْرُوفَكُمُ المؤمنين.

ص: 48

49 -

حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [بْنُ الْمِقْدَامِ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا] هِشَامُ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ كَمَا لَا [تَصْلُحُ الرِّيَاضَةُ] إِلَّا فِي نَجِيبٍ.

ص: 50

50 -

حَدَّثَنِي .. .. .. بْنُ مُوسَى أَبُو .. .. .. . . يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلَّا عِنْدَ ذِي دِينٍ أَوْ حَسَبٍ كَمَا لَا تَصْلُحُ الرِّيَاضَةُ إِلَّا فِي نَجِيبٍ.

ص: 51

51 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي أَبُو السُّكَيْنِ الطَّائِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ غَلَّابٍ النَّمِرِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ .. . قَالَ

⦗ص: 52⦘

كَانَ يُقَالُ لَا تَصْنَعَنْ مَعْرُوفًا إِلَى ثَلَاثَةٍ إِلَى الْأَحْمَقِ وَالْفَاحِشِ وَاللَّئِيمِ فَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَلَا يَعْرِفُ الْمَعْرُوفَ فَيَشْكُرُهُ عَلَى قَدْرِ فِعْلِهِ وَأَمَّا الْفَاحِشُ فَلَا .. . يَقُولُ إِنَّمَا صَنَعْتَ إِلَيَّ لِاتِّقَائِي وَ .. . وَأَمَّا اللَّئِيمُ فَكَالْأَرْضِ السَّبِخَةِ [لَا يُنْبِتُ وَلَا يُثْمِرُ وَلَكِنْ إِذَا أَصَبْتَ الْمُؤْمِنَ فَازْرَعْهُ مَعْرُوفَكَ تَحْصُدْ بِهِ شكراً].

ص: 51

52 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ .. . عَنْ .. . قَالَ قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَرَّبْنَا النَّاسَ فَوَجَدْنَا الْمَعْرُوفَ أَزْكَى .. . وَلَا .. . عِنْدَ امرئ كريم.

ص: 52

53 -

حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .. .. .. .. .. . .. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ

⦗ص: 53⦘

إِنَّ الصَّنِيعَةَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً

حَتَّى يُصَابَ بِهَا طَرِيقُ الْمَصْنَعِ

فَإِذَا اصْطَنَعْتَ صَنِيعَةً فَاعْمِدْ بِهَا

لِلَّهِ أَوْ لِذَوِي الْقَرَابَةِ أَوْ دَعِ

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ هَذَانِ الْبَيْتَانِ يُبَخِّلَانِ النَّاسَ وَلَكِنْ أَمْطِرِ الْمَعْرُوفَ مَطَرًا فَإِنْ أَصَابَ الْكِرَامَ كَانُوا لَهُ أَهْلًا وَإِنْ أَصَابَ اللِّئَامَ كُنْتَ له أهلاً.

ص: 52

54 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جعفر .. . عن .. . بن .. . عن شيخ من الأزد عن عبد المطلب .. . قال سمعت .. .. .. .. فقال لابنه عليك بالمعروف فإن صاحبه .. .. .. .. .

ص: 53

55 -

.. . سَهْلٌ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [وَأَنَا أَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ]

⦗ص: 54⦘

ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحِرْ بِكَ ضَعْفُهُ

يَوْمًا فَتُدْرِكْهُ الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا

يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ

أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى

[فَقَالَ] رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رُدِّي عَلَى قَوْلِ الْيَهُودِيِّ قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ جَاءَنِي جِبْرِيلُ .. . بِرِسَالَةٍ مِنْ رَبِّي عز وجل أَيُّمَا رَجُلٍ صَنَعَ إِلَى أَخِيهِ صَنِيعَةً فَلَمْ يَجِدْ [لَهَا] جَزَاءً إِلَّا الدُّعَاءَ وَالثَّنَاءَ فقد كافأه.

ص: 53

56 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ أَوْ .. . عِيسَى بْنَ أَبِي عِيسَى الْكِنْدِيَّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ

⦗ص: 55⦘

كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [كَثِيرًا فِيمَا إِذَا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاذْكُرُوا فِعْلَ الْجِنِّيِّ قَالَ فَقَالَ أَبِي لِلْأَشْتَرِ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ هَذَا الْجِنِّيِّ مَا أَمْرُهُ فَقَدْ أَكْثَرَ فِيهِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتِ الْمَالِ فَقَالَ مَا رَاعَنِي بِكُمَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ قُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاذْكُرُوا فِعْلَ الْجِنِّيِّ فَقَالَ أَوَ مَا تَدْرُونَ مَا هُوَ قُلْنَا لَا قَالَ فَذَاكَ كَانَ فِيكُمْ قَالُوا مَنْ قَالَ مَالِكُ بْنُ حَرِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ خَرَجَ حَاجًّا فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لَهُمْ أَسْنِدُوا فَقَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى الْمَاءِ قَالَ فأسندوا فرقدوا فبينا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ الْقَمَرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَانْسَابَ عَلَيْهِمْ شُجَاعٌ مِنَ الْجَبَلِ فَأَطَافَ بِالْقَوْمِ وَبَصُرَ بِهِ فَتًى مِنْهُمْ فَأَدْنَى مِنَ الْعَصَا وَأَطَافَ بِالْقَوْمِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الشَّيْخِ أَهْوَى الْفَتَى بِالْعَصَا وَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقَهُ إِلَى الشَّيْخِ فَيَلْسَعَهُ فَضَرَبَهُ فَأَخْطَأَهُ فَفَزِعَ الشَّيْخُ فَقَالَ مَهْ

⦗ص: 56⦘

قَالَ الشُّجَاعُ دَخَلَ تَحْتَكَ قَالَ فَإِنَّهُ اسْتَجَارَ بِي فَقَدْ أَجَرْتُهُ قَالَ فَخَرَجَ الشُّجَاعُ حَتَّى رَجَعَ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ فَقَالَ ارْقُدُوا فَقَدْ قَدَرْتُمْ على الماء فما اسيقظوا إِلَّا بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ فَقَامُوا فَأَخَذَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ يَطْلُبُونَ الْمَاءَ فَإِذَا هُمْ عَلَى ضَلَالٍ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الشُّجَاعُ نَادَاهُمْ مِنَ الْجَبَلِ فَقَالَ

يَا أَيُّهَا الرَّكْبُ لَا مَاءٌ أَمَامَكُمُ

حَتَّى تَسُومُوا الْمَطَايَا يَوْمَهَا الدَّأَبَا

ثُمَّ اسْنِدُوا يَمْنَةً فَالْمَاءُ عَنْ كَثَبٍ

عَيْنٌ رُوَاءٌ وَمَاءٌ يُذْهِبُ اللَّغَبَا

قَالَ فَأَسْنَدُوا فَإِذَا عَيْنٌ رَاكِدَةٌ فَشَرِبُوا وَاسْتَقَوْا وَسَقُوا إِبِلَهُمْ وَصَدَرُوا فَلَمَّا رَجَعُوا وَكَانُوا بِأَدْنَى الْجَبَلِ قَالُوا يَا أَبَا حَرِيمٍ لَوِ اسْتَعْذَبْنَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَأَسْنَدُوا إِلَى الْجَبَلِ فَطَلَبُوا الْمَاءَ فَإِذَا هُمْ عَلَى ضَلَالٍ] فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الشُّجَاعُ نَادَاهُمْ مِنَ الْجَبَلِ

يَا مَالُ عَنِّي جَزَاكَ اللَّهُ صَالِحَةً

هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مني وتسليم

لا تزدهن فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ

إِنَّ الَّذِي يُحْرَمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ

أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أَنْجَيْتَ مِنْ رَهَقٍ

شَكَرْتُ ذَلِكَ إِنَّ الشُّكْرَ مَقْسُومُ

مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ مَغَبَّتَهُ

مَا عَاشَ وَالشَّرُّ منه الغب مذموم.

ص: 54

57 -

حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ الضَّبِّيُّ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه لَنْ يَسْتَغْنِيَ الرَّجُلُ عَنْ عَشِيرَتِهِ وَلَوْ كَانَ .. . وَوَلَدٍ عَنْ مَوَدَّتِهِمْ لَهُ .. . وَهَيْعَتِهِمْ مِنْ وَرَائِهِ وَعَطْفِهِمْ عَلَيْهِ وَدِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ أَوْ نَزَلَ بِهِ بَعْضُ مَكَارِهِ الْأُمُورِ وَنُزُوعِ يَدِهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ وَإِنَّمَا يَنْزَعُ يَدًا وَاحِدَةً مِنْ بَيْنِ أَيْدٍ كَثِيرَةٍ وَ .. . حَاشِيَتُهُ يَعْرِفُ صَدِيقَهُ .. . وَ .. . يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ إِذَا وَجَدَ وَأَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ وَيُضَاعِفُ لَهُ الْأَجْرَ فِي الْآخِرَةِ ولا يرد أَدَبٌ أَحَدَكُمْ فِي أَخِيهِ زُهْدًا وَلَا مِنْهُ بُعْدًا إِذَا أَثَرَ مِنْهُ مُرُوءَةً يَسَّرَهُ وَإِنْ كَانَ مَسْتُورًا فِي الْمَالِ وَلَا يَزِدْ أَدَبٌ أَحَدَكُمْ كِبْرًا وَلَا عَظَمَةً عَنْ عَشِيرَتِهِ وَإِنْ .. .. .. . . بِمَا لَا يَنْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَلَا يَضُرُّهُ إن أنفقه.

ص: 57

58 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْجُنَيْدِ وَاسْمُهُ الْحُسَيْنُ بن خالد قَالَ

⦗ص: 58⦘

خَرَجَ عَبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصِ فِي بَعْضِ أُمُورِهِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِشُجَاعٍ يَتَقَلَّبُ فِي الرَّمْضَاءِ فَقَالُوا يَا عَبِيدُ دُونَكَ الشُّجَاعُ فَاقْتُلْهُ قَالَ هُوَ أَنْ أَسْقِيَهُ مِنَ الْمَاءِ أَحْوَجُ قَالُوا يَا عَبِيدُ دُونَكَ الشُّجَاعُ فَاقْتُلْهُ وَإِلَّا قَتَلْنَاهُ قَالَ سَأَكْفِيكُمُوهُ فَأَخَذَ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ كَانَتْ مَعَهُ فَصَبَّ لَهُ فَشَرِبَ ثُمَّ أَخَذَ فَضْلَهَا فَصَبَّهُ عَلَى رَأْسِهِ وَمَضَى فَلَمَّا قَضَى سَفَرَهُ ضَلَّ بِهِ بَكْرُهُ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِهِ

[يَا صَاحِبَ الْبَكْرِ الْمُضَلُّ مَذْهَبُهُ

وَلَيْسَ مَعَهُ ذُو رَشَادٍ يَصْحَبُهْ

دُونَكَ هَذَا البكرمنا فَارْكَبْهُ

وَبَكْرَكَ الرَّازِحَ أَيْضًا فَاجْتَنِبُهْ

حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ تَوَلَّى مَغْرِبُهْ

وَسَطَعَ الصُّبْحُ وَلَاحَ كَوْكَبُهْ

فَحُطَّ عَنْهُ رَحْلَهُ وَسَبْسَبَهْ

قَالَ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بَبَكْرٍ فَشَدَّ عَلَيْهِ رَحْلَهُ فَرَكِبَهُ] فَلَمَّا قَرُبَ الصُّبْحُ عَرَفَ الْمَكَانَ فَقَالَ

يَا صَاحِبَ الْبَكْرِ قَدْ أُنْجِيتَ مِنْ ضَرَرٍ

ومنم فَيَافِي يُضِلُّ الْمُدْلِجُ الْهَادِي

أَلَا أَبَنْتَ لَنَا بِالصُّبْحِ يَعْرِفُهُ

مَنِ الذي جاد النعماء بِالْوَادِي

فَارْجِعْ حَمِيدًا فَقَدْ بَلَّغْتَ مَأْمَنَنَا

بُورِكْتَ مِنْ ذِي سَنَامٍ رَائِحٍ غَادِي

⦗ص: 59⦘

فَأَجَابَهُ

أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أَبْصَرْتَهُ رَمْضًا

وَمَنْزِلِي نُزْهٌ مِنْ مَوْرِدٍ صَادِ

فَجُدْتَ بِالْمَاءِ لَمَّا ضَنَّ حَامِلُهُ

أَرْوَيْتَ هَامِي وَلَمْ تَبْخَلْ بِأَنْكَادِ

الْخَيْرُ يَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ

وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ

ص: 57

59 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حدثنا الْقَاسِمُ أَبُو مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [يَحْيَى] عَنْ سُلَيْمَانَ أَبِي فَاطِمَةَ قَالَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى ذِي الْقَرْنَيْنِ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَسَأَجْعَلُ [لَهُ عَلَمًا] فَمَنْ رَأَيْتَنِي حَبَّبْتُ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفَ وَسَهَّلْتُهُ عَلَيْهِ وَحَبَّبْتُ إِلَى النَّاسِ الطَّلَبَ إِلَيْهِ فَأَحِبَّهُ وَتَوَلَّهُ فَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ مَنْ خَلَقْتُ وَمَنْ رَأَيْتَنِي كَرَّهْتُ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفَ وَبَغَّضْتُ إِلَى النَّاسِ الطَّلَبَ إِلَيْهِ فَأَبْغِضْهُ وَلَا تَوَلَّهُ فَإِنَّهُ من شر [ما] خلقت.

ص: 59

60 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْأَدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْأَعْرَجُ .. . عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ خَلِيقَتَانِ [يَجِيئَانِ] يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْتِي الْمَعْرُوفُ أَهْلَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُونَ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا

⦗ص: 60⦘

الْمَعْرُوفُ .. . وَيَأْتِي الْمُنْكَرُ أَهْلَهُ فَيَقُولُونَ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا الْمُنْكَرُ الَّذِي .. .. .. .. .

ص: 59

61 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي .. . حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [الْجَزَرِيُّ] حَدَّثَنَا عَبْدُ .. . قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَطِيبُ الْمَعْرُوفُ .. .

ص: 60

62 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي .. . بْنُ سَعِيدٍ .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

ص: 60

63 -

حَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانَ الْحَسَنُ [بْنُ عُثْمَانَ الزِّيَادِيُّ] أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أَخْزَى اللَّهُ الْمَعْرُوفَ [إِذَا لَمْ يَكُنِ ابْتِدَاءً] مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ فَأَمَّا إِذَا أَتَاكَ تَكَادُ تَرَى دَمَهُ فِي وَجْهِهِ وَيُخَاطِرُ [لَا يَدْرِي أَتُعْطِيهِ] أَمْ تَمْنَعُهُ فَوَاللَّهِ لَوْ خَرَجْتَ لَهُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَمْلِكُ مَا كَافَأْتَهُ وَالَّذِي بَاتَ يَتَمَلْمَلُ مِنْ شِقَّيْهِ يَجِدُنِي مَوْضِعًا لِحَاجَتِهَ .. . عَلَيَّ مِنَّةٌ .. . قَضَيْتُهَا لَهُ.

ص: 60

64 -

حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ لَا تَمَلَّ مَعْرُوفًا وَاسْتَكْثِرَنَّ مِنْهُ فَإِنَّ الذَّمَّ قَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ.

ص: 61

65 -

حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ قَالَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ لِوَلَدِهِ يَا بُنَيَّ ثِيَابُكُمْ عَلَى غَيْرِكُمْ أَحْسَنُ مِنْهَا عَلَيْكُمْ وَدَوَابُّكُمْ تَحْتَ غَيْرِكُمْ أَحْسَنُ مِنْهَا تحتكم.

ص: 61

66 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ [عَنْ] عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ لَا تَقْطَعْ وُجُوهَ إِخْوَانِي .. .. .. .. . مَعْرُوفِي الَّذِي كُنْتُ آتِيهِ ائْتِهِمْ حَتَّى تَصِيرَ لِمِثْلِ مَضْجَعِي.

ص: 61

67 -

حَدَّثَنَا .. . أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مَا سَلَفَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّمَا [آتَوْهُ] إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَطْلُبُوا مِنْ أَحَدٍ شُكْرَ مَا آتَوْهُ إِلَى أَنْفُسِهِمْ.

ص: 62

68 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .. .

لَأَشْكُرَنَّكَ مَعْرُوفًا هَمَمْتَ بِهِ

فَإِنَّ هَمَّكَ بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوفُ

وَلَا أَذُمُّ وَإِنْ لَمْ يُمْضِهِ قَدَرٌ

وَالشَّيْءُ بالقدر المحتوم مصروف

ص: 62

69 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ .. . قَالَ أَنْشَدَنِي حَمَّادُ بْنُ .. .

وَ .. . حَتَّى مَتَى .. . مُوجَعٌ

خَلِيلٌ أَوْ .. . إِفْضَالِ

وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا أَنْ تَطُولَ بِنَائِلٍ

وَإِلَّا لِقَاءُ [الْمَرْءِ] ذِي الْخُلُقِ الْعَالِي

ص: 62

70 -

حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا خُزَيْمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ زَيْدُ بْنُ .. .. .. .. .. كُلُّ مَنْ عنده قدر .. .. .

ص: 62

71 -

حَدَّثَنَا عبد الله أَخْبَرَنِي .. . الْقُرَشِيُّ .. . جَعْفَرٍ .. . بْنِ .. . أَصْلَحَ .. . قال جعفر .. . .

ص: 63

72 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْخٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ كَانَ الْحُطَيْئَةُ وَكَعْبٌ عنْد عُمَرَ فَأَنْشَدَ الْحُطَيْئَةُ

مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ جَوَازِيَهُ

لَا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ

فَقَالَ كَعْبٌ هِيَ وَاللَّهِ فِي التَّوْرَاةِ لَا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بين الله وبين خلقه.

ص: 63

73 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن .. .

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا فِي الْبِلَادِ فَلَمْ نجد

أحد سِوَاكَ إِلَى الْمَكَارِمِ يُنْسَبُ

فَاصْبِرْ لِعَادَتِكَ الَّتِي عَوَّدْتَنَا

أَوْ لَا فَأَرْشِدْنَا إِلَى مَنْ نَذْهَبُ

ص: 63

74 -

حَدَّثَنَا عبد الله حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ .. .. .. . .. .. .

كَرِيمٌ إِذَا مَا جِئْتَ لِلْعُرْفِ طَالِبًا

حَبَاكَ بِمَا تَحْوِيهِ مِنْهُ أَنَامِلُهْ

وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ نَفْسِهِ

[لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ سَائِلُهْ

⦗ص: 64⦘

هُوَ الْبَحْرُ مِنْ أَيِّ النَّوَاحِي أَتَيْتَهُ

فَلُجَّتُهُ الْمَعْرُوفُ وَالْجُودُ ساحله]

ص: 63

75 -

حدثنا عبد الله حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَقْظَانِ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْمَدِينِيُّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [قَالَ قَالَ] عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ لِابْنِ أَخِيهِ لَأَنْ يُرَى ثَوْبُكَ عَلَى صَاحِبِكَ أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يُرَى عَلَيْكَ وَلَأَنْ تُرَى دَابَّتُكَ تَحْتَ صَاحِبِكَ أحسن أَنْ تُرَى تَحْتَكَ.

ص: 64