المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في شكر الصنيعة - اصطناع المعروف لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب في شكر الصنيعة

‌باب في شكر الصنيعة

129 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لا يشكر الله.

ص: 105

130 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ النَّاجِي قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللَّهَ عز وجل.

ص: 106

131 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 107⦘

مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ الله.

ص: 106

132 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَصِّيصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ التَّجِيبِيُّ تَجِيبُ كِنْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي حَدْرَدِ أَوِ ابْنِ [أَبِي] حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَأَرَدْتُ

⦗ص: 108⦘

الْحَجَّ فَلَمَّا أَتَيْتُ [مَكَّةَ] قُلْتُ اللَّهُمَّ قَيِّضْ لِي رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم كَانَ نَبِيُّكَ عليه السلام يُحِبُّهُ وَكَانَ يُحِبُّ نَبِيَّكَ فَإِذَا أَنَا بِغُلَامٍ أَسْوَدَ عَلَى حِمَارٍ يَقُودُ نَاقَةً خَلْفَهَا شَيْخٌ عَلَى حِمَارِهِ فَقُلْتُ لِلْأَسْوَدِ يَا غُلَامُ مَنْ هَذَا الشَّيْخُ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَافَقْتُ خَيْرَ رَفِيقٍ وَنَازَلْتُ خَيْرَ نَزِيلٍ فَتَذَاكَرْنَا يَوْمًا فِي مَسِيرِنَا الشُّكْرَ وَالْمَعْرُوفَ فَقَالَ مُحَمَّدُ كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ يَا حَسَّانُ أَنْشِدْنِي قَصِيدَةً مِنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَضَعَ عَنَّا آثَامَهُمَا فِي شِعْرِهَا وَرِوَايَتِهَا فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةَ الْأَعْشَى هَجَا بِهَا عَلْقَمَةَ بْنَ عُلَاثَةَ

عَلْقَمُ مَا أَنْتَ إِلَى عَامِرِ

النَّاقِضِ الْأَوْتَارِ وَالْوَاتِرِ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا حَسَّانُ لَا تَعُدْ تُنْشِدْنِي هَذِهِ الْقَصِيدَةَ بَعْدَ مَجْلِسِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَنْهَانِي عَنْ رَجُلٍ مُشْرِكٍ مُقِيمٍ عِنْدَ قَيْصَرَ

⦗ص: 109⦘

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَا حَسَّانُ أَشْكَرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ أَشْكَرُهُمْ لِلَّهِ عز وجل وَإِنَّ قَيْصَرَ سَأَلَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ عَنِّي فَتَنَاوَلَ مِنِّي مَقَالًا وَسَأَلَ هَذَا عَنِّي فَأَحْسَنَ الْقَوْلَ فَشَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على ذاك.

ص: 107

133 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَيْفِيِّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ زُلِّفَتْ إِلَيْهِ يَدٌ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَجْزِيَ بِهَا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلْيُظْهِرِ الثَّنَاءَ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ النِّعْمَةَ

⦗ص: 110⦘

ثُمَّ قَالَ يَحْيَى أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ

ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحِرْ بِكَ ضَعْفُهُ

يَوْمًا فَتُدْرِكْهُ الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا

يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ

أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى.

ص: 109

134 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَائِشَةَ أَنْشِدِينِي قَوْلَ ابْنِ غَرِيضٍ الْيَهُودِيِّ

فَقَالَتْ

إِنَّ الْكَرِيمَ إِذَا أَرَدْتَ وِصَالَهُ

لَمْ يَلْفَ حَبْلِي وَاهِيًا رَثَّ الْقُوَى

أَرْعَى أَمَانَتَهُ وَأَحْفَظُ غَيْبَهُ

جَهْدِي فَيَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ مَا أَبَى

ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لَا يَحِرْ بِكَ ضَعْفُهُ

يَوْمًا فَتُدْرِكْهُ الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا

يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ

أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا قَالَ جِبْرَائِيلُ عليه السلام مَنْ صُنِعَتْ إِلَيْهِ يَدٌ فَكَتَمَهَا فَقَدْ كفرها [و] من ذكرها فقد شكرها.

ص: 110

135 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ سَعِيدٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ عَلَى قَتَادَةَ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ أبي المليح عن أبيه أبي الْمُلَيْحَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللَّهَ عز وجل.

ص: 111

136 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِنْقَرِيُّ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرِ اللَّهَ وَمَنْ لَا يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَا يَشْكُرِ الْكَثِيرَ.

ص: 112

137 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ

⦗ص: 113⦘

قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أُولِيَ مَعْرُوفًا فَلْيُكَافِئْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ فَإِذَا ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ.

ص: 112

138 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا أَبِي وَالْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ مَالِكُ بْنُ نَصْرٍ الدَّالَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَعْشَى هَمَدَانَ الشَّاعِرَ يُحَدِّثُ وَقَالَ أَبِي سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا يُحَدِّثُ قَالَ خَرَجَ مَالِكُ بْنُ حَرِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ الشَّاعِرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ يُرِيدُونَ عُكَاظًا فَاصْطَادُوا ظَبْيًا فِي طَرِيقِهِمْ وَقَدْ أَصَابَهُمْ عَطَشٌ

⦗ص: 114⦘

شَدِيدٌ فَانْتَهَوْا إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ أُجَيْرَةُ فَجَعَلُوا يَفْصِدُونَ دَمَ الظَّبْيِ وَيَشْرَبُونَهُ مِنَ الْعَطَشِ حَتَّى إِذَا نَفِدَ ذَبَحُوهُ ثُمَّ تَفَرَّقُوا فِي طَلَبِ الْحَطَبِ وَنَامَ مَالِكُ بْنُ حَرِيمٍ فِي الْخِبَاءِ وَأَثَارَ أَصْحَابُهُ شُجَاعًا فَانْسَابَ حَتَّى دَخَلَ خِبَاءَ مَالِكٍ فَأَقْبَلُوا وَقَالُوا يَا مَالِكُ عِنْدَكَ الشُّجَاعُ فَاقْتُلْهُ فَاسْتَيْقَظَ مَالِكٌ فَقَالَ أَقْسَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَا كَفَفْتُمْ عَنْهُ فَكَفُّوا وَانْسَابَ الْأَسْوَدُ فَذَهَبَ وَأَنْشَأَ مَالِكٌ يَقُولُ

وَأَوْصَانِي الْحَرِيمُ بِعِزِّ جَارِي

وَأَمْنَعُهُ وَلَيْسَ بِهِ امْتِنَاعُ

وَأَدْفَعُ ضَيْمَهُ وَأَذُودُ عَنْهُ

وَأَمْنَعُهُ إِذَا مُنِعَ الْمَتَاعُ

فَذَلِكُمُ إِلَيَّ عَنْهُ تَنَحُّوا

لِشَيْءٍ مَا اسْتَجَارَ بِيَ الشُّجَاعُ

وَلَا تَتَحَمَّلُوا دَمَ مُسْتَجِيرٍ

تَضَمَّنَهُ أُجَيْرَةُ فَالتِّلَاعُ

فَإِنَّ لِمَا تَرَوْنَ عَنِّي أَمْرٌ

لَهُ مِنْ دُونِ أَعْيُنِكُمْ قِنَاعُ

ثُمَّ ارْتَحَلُوا وَقَدْ أَجْهَدَهُمُ الْعَطَشُ فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِهِمْ وَهُوَ يَقُولُ

يَا أَيُّهَا الْقَوْمُ لَا مَاءٌ أَمَامَكُمُ

حَتَّى تَسُومُوا الْمَطَايَا يَوْمَهَا التَّعَبَا

ثُمَّ اعْدِلُوا شَامَةً بِالْمَاءِ عَنْ كَثَبٍ

عَيْنٌ رُوَاءٌ وَمَاءٌ يُذْهِبُ اللَّغَبَا

حَتَّى إِذَا مَا أَصَبْتُمْ مِنْهُ ريكم

فاسقوا المطايا ومنه فاملأوا الْقِرَبَا

قَالَ فَعَدَلُوا شَأْمَةً فَإِذَا هُمْ بِعَيْنٍ خَرَّارَةٍ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا إِبِلَهُمْ وَحَمَلُوا مِنْهُ رِيَّهُمْ ثُمَّ أَتَوْا [سُوقَ] عُكَاظٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا فَانْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعِ الْعَيْنِ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا وَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ

⦗ص: 115⦘

يَا مَالُ عَنِّي جَزَاكَ اللَّهُ صَالِحَةً

هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وتسليم

لا تزدهن فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ

إِنَّ الَّذِي يُحْرَمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ

أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أَنْجَيْتَ مِنْ رَهَقٍ

شَكَرْتُ ذَلِكَ إِنَّ الشُّكْرَ مَقْسُومُ

مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ مَغَبَّتَهُ

مَا عَاشَ وَالْكُفْرُ بعد الغب مذموم.

ص: 113

139 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْحَكَمِ النَّصْرِيِّ قَالَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْدِلُنِي فِي الصَّلَاةِ فَأَشْكُرُهَا له.

ص: 115

140 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْفَضْلِ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّ أَبِيكَ يَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَلْقَانِي بِالصُّحْبَةِ الْحَسَنَةِ فَأَرَى أَنِّي سأموت قبل أن أكافئه.

ص: 115

141 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُوحٍ قَالَ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ

⦗ص: 116⦘

إِنَّ الرَّجُلَ لَيَلْقَانِي بِمَا أُحِبُّ فَلَوْ حَلَّ لِيَ أَنْ أَسْجُدَ لَهُ لفعلت.

ص: 115

142 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنْ هِزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ إِنَّ الْكَرِيمَ لَيَشْكُرُ حتى اللحظة.

ص: 116

143 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال أَنْشَدَنِي ابْنُ عَائِشَةَ

سَأَشْكُرُ عَمْرًا إِنْ تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي

فَوَائِدَ لَمْ تُمْنَنْ وَإِنْ هِيَ جَلَّتِ

فَتًى غَيْرُ مَحْجُوبِ الْغِنَى عَنْ صَدِيقِهِ

وَلَا يُظْهِرُ الشَّكْوَى إِذَا النَّعْلُ زَلَّتِ

رَأَى خَلَّةً مِنْ حَيْثُ يَخْفَى مَكَانُهَا

فَكَانَتْ قَذَى عَيْنَيْهِ حتى تجلت.

ص: 116

144 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال وَأَنْشَدَنِي أَبُو زَكَرِيَّا الْخَثْعَمِيُّ

بَدَا حِينَ أَثْرَى بِإِخْوَانِهِ

فَفَلَّلَ عَنْهُمْ شَبَاةَ الْعَدَمْ

وَخَوَّفَهُ الْحَزْمُ صَرْفَ الزَّمَانِ

فَبَادَرَ بِالْعُرْفِ قَبْلَ النَّدَمْ

ص: 116

145 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ قَالَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْقِينِي الشَّرْبَةَ مِنَ الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا يَكْسِرُ بِهَا ضلعا من أضلاعي.

ص: 117

146 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ الْعَامِلِيُّ قَالَ كَانَ يُقَالُ زَكَاةُ النِّعَمِ

اتخاذ الصنائع والمعروف.

ص: 117

147 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ

وَإِذَا ادَّخَرْتَ صَنِيعَةً تَبْغِي بِهَا

شُكْرًا فَعِنْدَ ذَوِي المكارم فادخر

وذا افْتَقَرْتَ فَكُنْ لِعِرْضِكَ صَائِنًا

وَعَلَى الخصاصة بالقناعة فاستتر

ص: 117

148 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ العجلي قال سأل ابْنَ شُبْرُمَةَ حَوَائِجَ فَقَضَاهَا ثُمَّ سَأَلَهُ حَاجَةً فَتَعَذَّرَتْ

⦗ص: 118⦘

عَلَيْهِ فَلَامَهُ فَقَالَ حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ وَاللَّهِ إِنَّ رَجُلًا مَنَعَهُ شُكْرًا كَثِيرًا أُولِيهِ قَلِيلٌ مُنِعَهُ لَقَلِيلُ الشُّكْرِ فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ هَذَا وَاللَّهِ رَجُلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بَعْدَ قَلِيلٍ.

ص: 117

149 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ كَانَ يُقَالُ مَنْ لَمْ يَشْكُرْ صَاحِبَهُ عَلَى حُسْنِ النِّيَّةِ لَمْ يَشْكُرْ عَلَى حُسْنِ الصنيعة.

ص: 118

150 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ فَوْقَ الشُّكْرِ مَنْزِلَةً

أَعْلَى مِنَ الشُّكْرِ عِنْدَ اللَّهِ فِي الثَّمَنِ

إِذًا مَنَحْتُكَهَا مِنِّي مُهَذَّبَةً

حَذْوِي عَلَى حَذْوِ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنِ

ص: 118

151 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال أنشدني جبلة بْنُ يَزِيدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ

طَلَبْتَ ابْتِغَاءَ الشُّكْرِ فِيمَا فَعَلْتَ بِي

فَقَصَّرْتُ مَغْلُوبًا وَإِنِّي لَشَاكِرُ

⦗ص: 119⦘

لَقَدْ كُنْتَ تُعْطِينِي الْجَزِيلَ بَدِيهَةً

وَأَنْتَ لِمَا اسْتَكْثَرْتُ مِنْ ذَلِكَ حَاقِرُ

فَأَرْجِعُ مَغْبُوطًا وَتَرْجِعُ بِالَّتِي

لَهَا أَوَّلٌ فِي الْمَكْرُمَاتِ وآخر

ص: 118

152 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ لِلْمَهْدِيِّ

إِنِّي عَقَدْتُ زِمَامَ حَبْلِيَ مُعْصَمًا

بِحِبَالِ وُدِّكَ عُقْدَةِ الْمُتَخَيِّرِ

فَأَخَذْتُ مِنْكَ بِذِمَّةٍ مَحْفُوظَةٍ

مَنْ فَازَ مِنْكَ بِمِثْلِهَا لَمْ يُخْفَرِ

وَأَرَاكَ تَصْطَنِعُ الرِّجَالَ وَلَمْ أَكُنْ

دُونَ امْرِئٍ قَدَّمْتَهُ بِمُؤَخَّرِ

هَلْ أَنْتَ مُصْطَنِعِي لِنَفْسِكَ جُنَّةً

وَعَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ إِنْ لم أشكر

ص: 119

153 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسَ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ .. ..

..

..

..

..

..

..

..

..

..

..

.. ..

⦗ص: 120⦘

لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيِّ إني وإياك لكمجير أُمِّ عَامِرٍ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ قَالَ خَرَجَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ الصَّيْدَ فلم يجدوا إلا الضبع فألجأوها إِلَى خَيْمَةِ أَعْرَابِيٍّ فَأَرَادُوهَا فَنَادَى يَا آلَ بَيْتِ فُلَانٍ فَذَهَبُوا وَتَرَكُوهَا فَأَقْبَلَ يَغْذُوهَا بِاللَّحْمِ وَاللَّبَنِ حَتَّى أَسْمَنَهَا فَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ وَتَرَكَ أَخَاهُ إِلَى جَانِبِ الْخَيْمَةِ مَرِيضًا فَرَجَعَ فَوَجَدَ الضَّبْعَ قَدْ ذَهَبَ وَوَجَدَ أَخَاهُ مُقَطَّعًا فَأَنْشَأَ يَقُولُ

وَمَنْ يَصْنَعِ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ

يُلَاقِي الَّذِي لَاقَى مُجِيرُ امِّ عَامِرٍ

أَذَمَّ لَهَا حِينَ اسْتَجَارَتْ بِرَحْلِهِ

لِتَأْمَنَ أَلْبَانَ اللِّقَاحِ الدَّرَائِرِ

وَأَسْمَنَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَكَامَلَتْ

فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ

فَقُلْ لِذَوِي الْمَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ

أَرَادَ يَدَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ شَاكِرِ

وَالْبَيْتُ الْأَخِيرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ فَسَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْحَارِثِيَّ يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ إِنَّمَا قَالَ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ لِزِيَادِ بْنِ عبيد الله الحارثي.

ص: 119

154 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حدثني محمد بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَارِثَةَ صَاحِبُ بَيْتِ الْمَالِ قَالَ اسْتَعْمَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُفَضَّلَ بْنَ بِلَالِ بن مالك الغنوي على باروسما فَقَدِمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَتِي فَخُنْتَنِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ إِلَّا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ فَأَخْبَرَهُ الْقِصَّةَ فَقَالَ الْمُفَضَّلُ لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا خُنْتُكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا أَصَبْتُ إِلَّا هَذَا الْمِقْلَبَ قُلْتُ أَتَكَارَى بِهِ فَأَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي كَمَا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ قَالَ هَلُمَّ نَحْنُ أَحَقُّ به منك.

ص: 121

155 -

حَدَّثَنَا عبد الله قال حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْأَدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 122⦘

مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا غُفِرَ اللَّهُ عز وجل لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلَاحُ أَمْرِهِ وَدِينِهِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٌ لَهُ فِي الْآخِرَةِ.

ص: 121