الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنه لما يرى إمام المسلمين أن له قدرة كافية على دعوة دولة كافرة مجاورة لنا أي قريبة من حدود بلادنا ولم تكن هناك معاهدة سلم وعدم اعتداء بيننا وبينهم فيخرج إمام المسلمين أو من ينيبه عنه من رجالات الحرب والجهاد بجيشه وعدته وعتاده فينزل قريبا من بلاد الدولة الكافرة ثم يبعث سفيرا من خيرة رجاله إلى رئيس تلك الدولة ويطلب منه قبول واحدة من ثلاث:
الأولى: الدخول في الإسلام لينجوا ويسعدوا بعبادة الله تعالى التي خلقوا من أجلها.
والثانية: دفع جزية سنوية مقابل حماية المسلمين لهم بحكم أنهم أصبحوا في ذمة المسلمين يدفعون عنهم كل ما يضرهم ويؤذيهم من عدو وغيره ما وفوا بالعهد.
والثالثة: قتالهم حتى ينهزموا ويدخلوا في ذمة المسلمين وحمايتهم.
الفصل الثالث: في حرمة الخروج عن الحاكم
.
إن الخروج عن الحاكم المسلم كالخروج عن إمام المسلمين محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة وهذه أدلة
ذلك من الكتاب والسنة إذ قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} وقال عز وجل: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} والخروج عن الحاكم وإعلان الحرب عليه بعد تكفيره وتحديه هو والله عين الفرقة المحرمة والاختلاف الممقوت وهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين ذلك وتقرره: روى الشيخان قوله صلى الله عليه وسلم: "من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج عن السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية" كما روى الترمذي وحسنه قوله صلى الله عليه وسلم: "وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". رواه البخاري كما روى مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" كما روى مسلم أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: "من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر" وليس أدل على حرمة الخروج على الإمام وعلى آثارها السيئة ما
أصاب المسلمين لما افترقوا من ذل وهوان والعياذ بالله تعالى ولذا أقرر:
أن الجماعات التي ظهرت في بلاد العرب وأرض التوحيد والحرمين الشريفين وتكفر الحكام ومن والاهم من علماء وأفراد الأمة وتنظم التفجيرات والاغتيالات والقتل والرعب والفزع بين أفراد الأمة هذه الجماعات قد ارتكبت أعظم جرم حرمه الله تعالى وأقبحه وهو الخروج على الحاكم وتكفيره وتكفير من لم ير رأيهم ويقول بمذهبهم والعياذ بالله تعالى هذه الجماعات ضالة هالكة كم جرت من دمار وخراب للدعوة الإصلاحية.
فلذا أقرر: أنه لا يحل لمؤمن أن يوافقهم ويرضى عنهم بحال من الأحوال وأن كل من يؤيدهم بكلمة أو درهم أو دينار فهو منهم وعليه سخط الله تعالى مثلهم وحسبنا دليلا على فتنتهم ما جرت من بلاء ودمار وقتل وسفك لدماء بريئة ورعب وظلم لا يشك فيه ذو عقل ودين.