الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهي هكذا ثلاثة أقفال ثلاثة أقفال1
وفي ميدان النحو استخدم الشعر التعليمي الإلمام به وتحخبيب دراسته، يقول إسحاق بن خلف البهراني:
النحو يبسط من لسان الألكن
…
والمرء تكرمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلها
…
فأجلها منها مقيم الألسن2
ويقول الكسائي ((ت 183 أو 189 هجري)) في المعنى نفسه:
إنما النحو قياس يتبع
…
وبه في كل أمر ينتفع
فإذا ما أبصر النحو فتى
…
مرّ في المنطق مرّا فتّسع
فاتقاه كل من جالسه
…
من جليس ناطق أو مستمع
وإذا لم يبصر النحو فتى
…
هاب أن ينطق جبنا فانقطع
فتراه ينصب الرفع وما
…
كان من خفض ومن نصب رفع
يقرأ القرآن لا يعرف ما
…
حرّف الإعراب فيه وصنع
والذي يعرفه يقرؤه
…
فإذا ما شكّ في حرف رجع
ناظرا فيه وفي إعرابه
…
فإذا ما عرف اللحن صدع
فهما فيه سواء عندكم
…
ليست الألسن فينا كالبدع
كم وضيع رفع النحو وكم
…
من شريف قد رأيناه وضع3
1 معجم الأدباء بتحقيق مرجايوث ج 2 /268، والوافي والوفيات للصلاح الصفدي المطبعة الهاشمية بدمشق عام 1953 م ج 1 /336.
2 زهر الآداب للحصري بتحقيق زكي مبارك ج 3 /138 والكامل للمبرد مطبعة نهضة مصر ج 2 /23.
3 تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 /412 وبعض الأبيات في كتاب ((الورقة)) لابن الجراح ص 46.
في ميدان اللهو والمجون:
وإن تعجب فعجب لما بذله شعراء هذا العصر من جهد لاستخدام الشعر التعليمي في موضوعات اللهو والمجون الذي أصاب جانبا من جوانب ذلك المجتمع متأثرا بأمراض الفكر الوافد، والثقافة الدخيلة وأدوائهما
…
فراحوا يضعون للهو والمجون أصولا وقواعد تجب مراعاتها، وقوانين ومراسم ينبغي أن تراعى وتلتزم4.
من ذلك أرجوزة الرقاشي المزدوجة التي تحدث عنها ابن المعتز في طبقاته، قائلا عن ناظمها: ".... وهو يزعم كما ترى: أنها تدخر لوقت الموت، مجونا وخلاعة، وأولهما:
أوصى الرقاشي إلى خلاّنه
…
وصية المحمود في إخوانه
14 وانظر باستفاضة ((التيارات الفكرية الوافدة في العصر العباسي وصداها في الأدب)) للدكتور صالح آدم بيلو ص 223 -250.
وهي مشهورة وموجودة"1
…
ولكن لم يصل منها غير هذا الذي أشار إليه ابن المعتز.
كما قام ((حمدان بن أبان اللاحقي)) بوضع أرجوزة طويلة في الحب وحيل المحبين اختار منها أو بكر الصولي ثمانية أبيات ومائة بيت أثبتهما في كتابه ((الأوراق)) بدئت بقوله:
ما بال أهل الأدب
…
منّا وأهل الكتب
قد وضعوا الآدابا
…
واتبعوا الأصحابا
لكل فن دفتر
…
منقط محبر
ففرقت أجناسا
…
وعلموها الناسا
بالحيل الرقيقة
…
والفطن الدقيقة
فارشدوا الضلالا
…
وعلموا الجهالا
سوى المحبين فلم
…
يرعوا لهم حق الذمم
في علم ما قد جهلوا
…
وما به قد ابتلوا
ويمضي حمدان اللاّحقي إلى أن يقول في آخر منظومته:
قد تم مني الوصف
…
ولم يخني الرصف
وانقضت القصيدة
…
محبوبة حميدة
والحمد للرحمن
…
ذي العزّ والسلطان
والذم للشيطان
…
ذي الذم والطغيان2
ومن أروع ما جاء في هذا اللون من الشعر التعليمي ما أورده ابن المعتز في أرجوزته الطويلة ((ذم الصبوح))
…
إذ يصور شارب الخمر في أتعس حالاته وأبأس أوضاعه، فيقول في آخر قصيدته:
فمن أدام للشقاء هذا
…
من فعله والتذه التذاذا
لم يلف إلا دنس الأثواب
…
مهوّسا مهوّس الأصحاب
فازداد سهوا وضنى وسقما
…
ولا تراه الدهر إلا فدما
ذا شارب وظفر طويل
…
ينغص الزاد على الخليل
ومقلة مبيضة المآقي
…
وأذن كحقة الدباق
1 طبقات ابن المعتز ص 226.
2 الأوراق للصولي –قسم أخبار الشعراء- ص 57 -62.