الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأفضل الأدعية دعاء الرب العون على مرضاته بشكر نعمه وعبادته، قال شيخ الإسلام (1):"تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين".
ولما عرف عدوا لله قدر مقام الشكر وأنه من أجل العبادات وأعلاها جعل غايته السعي في قطع الناس عنه فقال: {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 17].
والشاكرون هم قلة في الخلق، فكن مع تلك الثُّلَّة القليلة المباركة قال جل وعلا:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13].
وكل نعمة لا تقرب من الله فهي بليَّة، قال الفضيل:"عليكم بملازمة الشكر على النعم فقلَّ نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم". وإذا رأيت ربك يوالي عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره. فالعبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها، وبقى عليها، ثم شكر الله على ما أعطاه، آتاه الله أشرف منها. وإذا ضيع الشكر استدرجه الله. والنعمة موصولة بالشكر، والمزيد يتعلق بالشكر. ومن رزق الشكر رزقه الله الزيادة {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
وبشكر الله وطاعته تتفتح للعبد أبواب الدنيا والآخرة قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
•
كيف أشكر نعم الله
؟
الشكر يكون بقلبك ولسانك وجوارحك.
فشكر النعم بالقلب يكون بنسبتها إلى بارئها قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53].
(1) مدارج السالكين 1/ 78.
وشكرها باللسان يكون بالإكثار من الحمد لمسديها، فالحمد رأس الشكر وأوله، وهو من أفضل ما تحرك به اللسان، قال صلى الله عليه وسلم:«والحمد لله تملأ الميزان» (رواه مسلم).
وشكرها بالجوارح يكون بالاستعانة بها على مرضاة الله، ومنع استخدامها في مساخطه وعصيانه، وأسعد الخلق من جعل النعم وسائل إلى الله والدار الآخرة، وأشقاهم من توصل بنعم الله إلى هواه ونيل ملذاته.
وكن قنوعاً بما رزقك الله تكن أشكر الناس، وتذكر أن شكر نعم الله عبادة من أجل العبادات، قال صلى الله عليه وسلم:«الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر» (رواه البخاري).