المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المجتمع لا يدفعني لفعل الطاعات - خطوات إلى السعادة

[عبد المحسن القاسم]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌السعادة

- ‌ أين أجد السعادة

- ‌ طريق السعادة:

- ‌ المحروم من السعادة:

- ‌ كيف أعرف أني سعيد

- ‌الإخلاص لله طريق السعادة

- ‌ الواجب في الإسلام الإخلاص مع كثرة العمل:

- ‌ ما هي الأعمال التي أخلص فيها الله

- ‌ ما هو الإخلاص

- ‌ أثر الإخلاص:

- ‌ بركة العمل في الإخلاص وإن قل العمل:

- ‌ بالنية الصادقة تنال ثواب العمل وإن لم تعمل:

- ‌ ثمرات الإخلاص:

- ‌ كيف أكون مخلصاً لله في جميع أعمالي

- ‌1 - الدعاء:

- ‌2 - إخفاء العمل:

- ‌3 - النظر إلى أعمال الصالحين ممن هم فوقك:

- ‌4 - احتقار العمل:

- ‌5 - الخوف من عدم قبول العمل:

- ‌6 - عدم التأثر بكلام الناس:

- ‌7 - استصحاب أن الناس لا يملكون جنة ولا ناراً:

- ‌8 - تذكر أنك في القبر بمفردك:

- ‌هل الرياء يدخل على الصالحين

- ‌ ليس هذا من الرياء:

- ‌ عقاب المرائي:

- ‌ عقوبته في الدنيا:

- ‌ عقابه في الآخرة:

- ‌طلب الدنيا بالدين

- ‌منزلة التوكل

- ‌ فعل الأسباب لا ينافي التوكل:

- ‌ ثمرات التوكل على الله:

- ‌طلب الرزق

- ‌حسن الظن بالله

- ‌بر الوالدين

- ‌صلة الأرحام

- ‌ كيف أصل رحمي

- ‌ أقاربي يسيئون إلي:

- ‌المحافظة على الوقت

- ‌فضل العلم

- ‌ فوائد العلم:

- ‌ آداب طالب العلم:

- ‌ الأقران:

- ‌ عثرات طلب العلم:

- ‌ هل في طلب العلم مشقة

- ‌ الغربة في طلب العلم:

- ‌ مشقة الغربة:

- ‌ الأخوة في الله:

- ‌ حضور دروس العلماء:

- ‌ احترام العلماء:

- ‌ عدم استعجال قطف الثمرة:

- ‌ العمل بالعلم:

- ‌ هل أتزوج وأنا أطلب العلم

- ‌ ما هي مواصفات الزوجة التي أختارها

- ‌ أبي يمنعني من الزواج:

- ‌الدعوة إلى الله

- ‌ أحب الدعوة ولكني لست بليغاً فماذا أفعل

- ‌النصيحة

- ‌الصبر على المصائب

- ‌ كيف تهون عليَّ المصيبة

- ‌ الأنبياء والابتلاء:

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌ مكانة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر:

- ‌ أضرار ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الشخص:

- ‌ هل أنكر المنكر وأنا أفعل المعصية

- ‌ كيف أنكر المنكر

- ‌ لا تيأس من نصح صاحب المنكر:

- ‌ لا تنظر إلى إزالة المنكر:

- ‌ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يؤذى فماذا يفعل

- ‌الصبر على المستهزئين

- ‌الدعاء

- ‌الصدقة

- ‌ لا تتصدق على الفقير ليدعو لك:

- ‌كثرة التعبد

- ‌ ما هي العبادات التي أكثر منها

- ‌ ومن أفضل النوافل التي يفعلها العبد:

- ‌1 - قيام الليل:

- ‌2 - الإكثار من الذكر:

- ‌3 - تلاوة القرآن الكريم:

- ‌4 - صيام ثلاثة أيام من كل شهر:

- ‌سمو الأخلاق

- ‌ هل حسن الخلق عبادة

- ‌قضاء حوائج الناس

- ‌الرسل وخدمة الناس

- ‌لا تحتقر الآخرين

- ‌شكر النعم

- ‌ كيف أشكر نعم الله

- ‌الاستغفار

- ‌أعاني من قسوة القلب فما هو الحل

- ‌1 - الإكثار من ذكر الله:

- ‌2 - حفظ الجوارح عن المعاصي:

- ‌3 - الإكثار من قراءة تفسير القرآن الكريم:

- ‌4 - حضور دروس العلماء:

- ‌5 - قراءة كتب العلماء:

- ‌6 - زيارة القبور:

- ‌المجتمع لا يدفعني لفعل الطاعات

- ‌ماذا أصنع مع أهل المعاصي

- ‌البعد عن الفتن

- ‌جليس السوء

- ‌الجليس الصالح

- ‌اجتناب المعاصي

- ‌لا تضعف

- ‌الدنيا مزرعة الآخرة

- ‌لا تحتقر أي عمل

- ‌تذكر الموت وزيارة المقابر

- ‌التحلي بالصدق

- ‌قبح الكذب

- ‌الحسد

- ‌الغيبة

- ‌إخلاف الوعد

- ‌ أمل والديك:

- ‌أفضل طريقة لحفظ القرآن

- ‌ إذا أردت حفظ وجه جديد في يوم غد فكيف أفعل

- ‌ كيف أجمع بين الحفظ والمراجعة

- ‌ كيف أراجع القرآن كاملاً إذا انتهيت من هذه المراجعة

- ‌ ماذا أفعل بعد سنة من حفظ القرآن

- ‌ كيف أفرق بين المتشابهات في القرآن

- ‌ قواعد وضوابط في الحفظ:

- ‌ حفظ المتون:

- ‌ ماذا أحفظ من المتون

- ‌ طريقة حفظ المتون:

- ‌ كيف أراجع المتون

- ‌ ماذا أقرأ من الكتب

- ‌ أقرأ وأنسى فما هو الحل

- ‌ كيف أتدارك كثرة نسيان ما أقرأ

- ‌التوفيق بين مطالب الحياة

- ‌ برنامج يومي مقترح:

الفصل: ‌المجتمع لا يدفعني لفعل الطاعات

‌المجتمع لا يدفعني لفعل الطاعات

المجتمعات تغيرت كثيراً فشى في بعضها الكذب، وإخلاف الوعد، وقطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، والكسل عن أداء الطاعات، وعدم التورع عن الشبهات.

وتنافس الناس في دنياهم، وعادى الناس بعضهم بعضاً من أجلها، وتنافسوا في ميادينها مع غفلة جلية عن أحوال الآخرة، والله عز وجل ساق قصص الأنبياء وأحوالهم وأخلاقهم وعباداتهم، وأمرنا بالإقتداء بهم، والتأسي بأحوالهم فيما لم يخالف شرعنا، فقال {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90]. فذكر عن أهل البيت الصالح زكريا وابنه وزوجته تَبَتُّلهم إلى الله ومسابقتهم إلى فعل كل عمل صالح، فقال:{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]. وإذا أردت أن تنظر إلى بر الوالدين فتأسى بيحيى عليه السلام، فقد أثنى الله عليه بقوله:{وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}

[مريم: 14].

وإذا رأيت المجتمع يموج في خصلة من خصال النفاق بإخلاف وعودهم، فتذكر أن الله قد أثنى على إسماعيل ابن خليله بالوفاء بالوعد،

ص: 95

فقال عنه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم: 54].

وفي حال شُحِّ الناس بأموالهم وإعراضهم عن خلة الكرم، فأنبياء الله هم المقدمون في تلك الخلة، أخبر سبحانه عن كرم إبراهيم أنه راغ إلى أهله، فجاء بعجل سمين حنيذ، وقدمه لثلاثة أضياف فقط. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سأله رجل مالاً فأعطاه قطيعاً من الغنم بين جبلين.

وإذا تألمت من وقوع الانحراف في بعض المجتمعات، وقلة حياء بعض الناس، وسعي بعض الشباب إلى علاقات محرمة، فتذكر أن هناك من عباد الله من وهبه الله جمالاً ونسباً، والنساء يدعونه إلى الفاحشة، ومع ذلك يمتنع منها، بل يفضل السجن على الفاحشة، بل قد أدخل السجن لعدم استجابته، قال تعالى عن يوسف عليه السلام:{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32] فاجعل رسل الله عليهم السلام نبراسك في العفة والنزاهة، فسلامة عرض الشاب وانتصاره على الشهوات تاج على هامة رأسه.

وفي حال انفتاح الدنيا على بعض الناس، وجلب الخدم للنفس والدار، قد تأنف النفس بالكبر والخيلاء، فإذا أحسست ذلك من نفسك، فقل لها: يا نفس رويداً، إن أشرف الناس نسباً، وأجلهم قدراً، وأعلاهم عند الله منزلة قد حلب شاته وخدم نفسه، وخصف نعله، ونام على الحصير حتى أثر في جنبه عليه الصلاة والسلام.

وفي خضم صخب الحياة الشاقة، وكثرة المعاملات مع خلق الله، يصدر خطأ من أقوالهم، وتسجل الهفوة على أفعالهم، حينذاك تنصع سجاياك بالعفو والصفح عمن أساء إليك، وتذكر أن هناك من ألقي في الجب وحيداً، وفي الغربة فريداً، وفي عمره صغيراً، ومع هذه المكايد عفا عمن فعل معه العظائم، وقال لهم:{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}

[يوسف: 92].

ص: 96