المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح قوله: (وترك التعرض له بالرد) - دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية - جـ ٣

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌دراسة موضوعية [3]

- ‌من آداب الطالب في نفسه أن يعلم أن العلم عبادة

- ‌إخلاص النية لله في طلب العلم

- ‌نهي العلماء عن الطبوليات

- ‌التعلق بالدنيا يذهب نور العلم

- ‌قواعد مستنبطة من القاعدة العامة في باب الأسماء والصفات

- ‌الكتاب والسنة هما مصدرا الأسماء والصفات

- ‌يقبل في باب الأسماء والصفات من الحديث ما يقبل في باب الأحكام

- ‌التوافق الوارد في أسماء الله وأسماء صفاته مع أسماء المخلوقين وأسماء صفاتهم لا يقتضي التماثل

- ‌كيفية التعامل مع ظواهر النصوص التي وردت في الصفات

- ‌كلام ابن أبي داود في الحائية في وجوب التزام الكتاب والسنة في باب العقائد

- ‌شرح مقدمة لمعة الاعتقاد

- ‌شرح قوله: (وترك التعرض له بالرد)

- ‌شرح قوله: وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظاً وترك التعرض لمعناه

- ‌الأسئلة

- ‌أمثلة على الغلو في القول والاعتقاد

- ‌تنوع الغلو

- ‌منزلة العمل من الإيمان

- ‌المقصود بقوله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم)

- ‌حكم الإيمان بالأسماء والصفات بعيداً عن العقل

- ‌الأشاعرة ليسوا من أهل السنة

- ‌حكم الطعن في عقائد بعض العلماء والفاتحين

- ‌حكم تسمية علم العقيدة بعلم الفلسفة

الفصل: ‌شرح قوله: (وترك التعرض له بالرد)

‌شرح قوله: (وترك التعرض له بالرد)

قال المؤلف رحمه الله: [وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن، وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول، وترك التعرض له بالرد والتأويل، والتشبيه والتمثيل].

قوله: (وترك التعرض له بالرد) يعني: أن يكذب الإنسان هذا الوحي، ولا شك أن تكذيب القرآن أو تكذيب شيء مما في القرآن كفر بالله رب العالمين، لكن الحقيقة أن الخطر على عقائد المسلمين ليس من المكذبين، لأنه يسهل على الإنسان أن يكتشف أمرهم وحالهم، فالذي يبارز أهل الدين العداء بشكل صريح وواضح فهذا لا إشكال فيه حيث يعرفه المسلمون، لكن المشكلة في الذي يقر بالألفاظ الموجودة في القرآن وفي السنة لكن يقول: إن معانيها ليست كما تقولون، وإنما لها معان أخرى، ثم يأتي بمعان مبتدعة، ثم يأخذ هذه الألفاظ الموجودة فيها ويلوي أعناقها، ويحرفها حتى تكون موافقة لهذا المعنى الجديد الذي جاء به.

وهذا يعتبر من أخطر الأمور على المسلمين لأنه هو الذي فرق المسلمين وجعلهم شيعاً وأحزاباً، وهو المعنى الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسم:(ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة)، يعني أمة الإجابة وهم المسلمون، وفي بعض الألفاظ:(ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)، فبين أن الفرق تفترق، ولا يتصور من فرق تنتسب إلى الإسلام -وهم من المسلمين في الجملة- أن يكذبوا بالنصوص، وإنما المشكلة التي وقعوا فيها أنهم آمنوا بألفاظها وحرفوا معانيها، وسموا هذا التحريف اسماً لطيفاً جميلاً وهو التأويل، والحقيقة أن التأويل في المصطلح الشرعي يأتي بمعنيين: المعنى الأول: يأتي بمعنى التفسير.

والمعنى الثاني: يأتي بمعنى حقيقة الشيء.

فالتأويل في الاصطلاح الشرعي لا يكون إلا بهذين المعنيين، فالأول: معناه تفسير المعاني الموجودة ضمن هذه الألفاظ بما يقتضيه المعنى الشرعي الصحيح، والثاني: وهو حقيقة الشيء وذاته في نفس الأمر، ولهذا عندما كان يركع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول:(سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي) قالت عائشة: (كان يتأول القرآن) يعني: يفسر القرآن بعمله، وذلك أن الله يقول:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:1 - 3]، فتقول عائشة: إنه كان يتأول القرآن، يعني يفسر بفعله فيقول في ركوعه:(سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي).

وأما حقيقة الشيء فهذا هو الذي سيأتي معنا إن شاء الله عند الحديث عن آية المتشابه في سورة آل عمران.

ص: 13