المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موقف معاذة العدوية في الصبر والرضا - دروس الشيخ أحمد فريد - جـ ٥٧

[أحمد فريد]

فهرس الكتاب

- ‌مواقف إيمانية في الصبر على البلاء

- ‌أنواع الصبر وحاجة الإنسان إليه

- ‌تعريف الصبر وذكر مراتبه

- ‌منزلة الرضا ومحلها من الصبر

- ‌الفرق بين الرضا والصبر

- ‌فضل الصبر

- ‌فضل الصبر في القرآن الكريم

- ‌فضل الصبر في السنة النبوية

- ‌آثار عن السلف الصالح في الصبر والرضا

- ‌بعض الدوافع والأسباب التي تعين على الصبر والرضا

- ‌مواقف إيمانية في الصبر على البلاء والرضا بمر القضاء

- ‌موقف أيوب عليه السلام في الصبر على البلاء والرضا بالقضاء

- ‌موقف أم سليم الأنصارية في الصبر والرضا

- ‌موقف رجل صالح مع ملك ظالم في الصبر والرضا

- ‌موقف أبي عبيدة بن الجراح في الصبر والرضا

- ‌موقف عروة بن الزبير في الصبر والرضا

- ‌موقف الخنساء رضي الله عنها في الصبر والرضا

- ‌موقف سعد بن أبي وقاص في الصبر والرضا

- ‌موقف رجل أنصاري في الصبر والرضا

- ‌موقف عمر بن عبد العزيز في الصبر والرضا

- ‌موقف صفية بنت عبد المطلب في الصبر والرضا

- ‌موقف أسماء بنت أبي بكر في الصبر والرضا

- ‌موقف معاذة العدوية في الصبر والرضا

- ‌موقف امرأة عربية في الصبر والرضا

- ‌موقف إبراهيم الحربي في الصبر والرضا

- ‌موقف أم عقيل الأعرابية في الصبر والرضا

الفصل: ‌موقف معاذة العدوية في الصبر والرضا

‌موقف معاذة العدوية في الصبر والرضا

وهذا موقف معاذة العدوية زوجة صلة بن أشيم: روى ابن أبي شيبة بإسناده عن ثابت البناني أن صلة بن أشيم كان في غزاة له ومعه ابن له فقال له: أي بني! تقدم فقاتل حتى أحتسبك، فحمل فقاتل حتى قتل، ثم تقدم أبوه فقتل، فاجتمعت النساء فقامت امرأته معاذة العدوية فقالت للنساء: إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحباً بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.

ومعاذة العدوية عابدة من العابدات الشهيرات، وأيضاً صله بن أشيم من العباد والزهاد المشهورين، وإنما تليق المواقف الإيمانية بأرباب العبادة والعلم؛ لأن المواقف الإيمانية ثمرة الإيمان، فهم أحق بها وأهلها.

فـ صلة بن أشيم كان يدفع ابنه للجهاد، ويرغبه في الاستشهاد، فهو أراد أن يأخذ ثواب الصبر على ابنه، ثم يبذل نفسه بعد ذلك.

فهذا موقف من مواقف البذل والتضحية، يبين كيف أن الواجب على المسلم أن يكون حبه لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللجهاد في سبيل الله أكثر من حبه لأولاده.

وفي هذا واعظ لكثير من الآباء الذين يمنعون أولادهم من الالتزام بالشرع المتين، وصحبة الدعاة المخلصين؛ خوفاً عليهم من السجون والمعتقلات، مع أن ما قدره الله عز وجل للعبد لابد له منه، فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه كم قاتل ونافح وجاهد، وما في جسده موضع إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ومع ذلك مات على فراشه، فلا نامت أعين الجبناء.

وفي هذا عظيم موقف الولد وطاعته لأبيه وبذله نفسه وتقدمه للقتال قبل أبيه حتى قتل رحمه الله.

وهكذا موقف معاذة رحمها الله في الصبر على البلاء، فرحم الله سلف الأمة، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

ص: 23