المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تشديد اليهود على أنفسهم بكثرة جدالهم وسؤالهم - دروس الشيخ أسامة سليمان - جـ ٢٢

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً

- ‌وقفات وتأملات في سورة المعارج

- ‌تصوير القرآن العظيم ليوم القيامة وما يتقدمه من أحداث

- ‌مآل السماوات يوم القيامة

- ‌مآل الجبال والبحار والنجوم والشمس والقمر والوحوش

- ‌حال الإنسان ومآله مع نفسه ومع غيره يوم القيامة

- ‌مكانة الدنيا عند المؤمنين

- ‌ذكر صفات الإنسان وصفات المؤمنين في سورة المعارج

- ‌المنهجية الصحيحة في مواجهة أعداء الأمة

- ‌مقومات الشخصية اليهودية في القرآن الكريم

- ‌الإلحاد في العقائد

- ‌تحريف الكلم عن مواضعه

- ‌السعي في الأرض فساداً

- ‌تشديد اليهود على أنفسهم بكثرة جدالهم وسؤالهم

- ‌قساوة قلوب اليهود وسفاهتهم وحقدهم على المسلمين

- ‌الأسئلة

- ‌شروط الجهاد في سبيل الله لاسترداد أرض مغصوبة

- ‌حكم القنوت في الصلوات الخمس بسبب احتلال أرض العراق

- ‌ما يلزم من قذف المحصنات وقد أدركهن الموت

- ‌حكم ضرب الأمريكان ودول الخليج وبعض الدول العربية للعراق عند غزوه الكويت

- ‌التشجيع على محاربة عملة الدولار وغيرها من عملات الكفار

- ‌المقصود من قوله تعالى: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية))

- ‌حقيقة المومية المنسوبة لفرعون

- ‌حكم خروج المرأة إلى المسجد واضعة المكياج في وجهها تحت النقاب

- ‌حكم الوشم

- ‌الأمور التي تساعد على الإقلاع عن الذنب تماماً

- ‌حكم نهي الوالدين لابنتهما عن التستر والحجاب

الفصل: ‌تشديد اليهود على أنفسهم بكثرة جدالهم وسؤالهم

‌تشديد اليهود على أنفسهم بكثرة جدالهم وسؤالهم

رابعاً: من صفاتهم: أن الله أمرهم أن يذبحوا بقرة، وذلك عندما قتل فيهم رجل، والذي قتله واحد منهم، وأراد أن يلفق التهمة بغيره، وهذا يعطيك مؤشراً إلى أنهم يقتلون ويتقبلون العزاء، يقتلون ويذبحون ويرفعون الشعارات الكاذبة، أي: أن فعلهم يختلف عن قولهم، وهذا ما صنعه ذلك الرجل، قتل عمه ثم ذهب إلى موسى عليه السلام يقول له: عمي قتل، فمن الذي قتله؟ فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يأمرهم بذبح بقرة:{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة:67] أي: الآمر لكم هو الله، لكنهم يهود:{قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} [البقرة:67] أتمزح معنا يا موسى! وهل يجوز لموسى أن يمزح في أمر الله، قال:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} [البقرة:67]، فكانت الإجابة:{أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [البقرة:67 - 68] ولم يقولوا: ادع لنا ربنا، {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [البقرة:68] أنت {يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ} [البقرة:68] خير الأمور أوسطها {فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} [البقرة:68 - 70]، هذا يشير إلى أنهم قوم جدل ومراء وكثرة سؤال بغير حق، فالله أمرهم أن يذبحوا (بقرة) جاءت نكرة في سياق الشرط وأفادت العموم، فأي بقرة كانت تجزئ، لكنهم شددوا فشدد الله عليهم {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة:71] أي: سالمة من العيوب، {قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} [البقرة:71] الآن جاء بالحق، وقبل ذلك جاء بالباطل؟! {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة:71]، فأمرهم الله أن يأخذوا جزءاً من البقرة ويضربوا القتيل به ففعلوا، فأحياه الله عز وجل بعد موته وأخبر عن قاتله، فيا لها من مؤامرات ودسائس!

ص: 14