المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مكانة الدماء في الإسلام - دروس الشيخ أسامة سليمان - جـ ٧

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌الدروس المستفادة من خطب حجة الوداع

- ‌قطع الصلة بالجاهلية

- ‌من صور الجاهلية: التبرج والاختلاط

- ‌من صور الجاهلية: الربا

- ‌مكانة الدماء في الإسلام

- ‌التحذير من الذنوب والمعاصي

- ‌الأخوة في الله

- ‌الوصية بالنساء

- ‌تحديد العلاقة بين الحاكم والمحكوم

- ‌مهمة الأمة: البلاغ

- ‌حكم صيام يوم عرفة للحاج

- ‌يبعث المرء على ما مات عليه

- ‌جواز الحج عن الغير

- ‌الأسئلة

- ‌حكم أخذ الإنسان من المال الذي أعطي له لإنفاقه في وجوه الخير

- ‌ذكر أول من بنى الكعبة

- ‌معنى حديث: (إذا مرض العبد أو سافر)

- ‌بيان مدة القصر في السفر

- ‌حكم طواف القدوم

- ‌حكم ترك الواجب في الحج

- ‌حكم التتابع في الصيام في الحج

- ‌حكم المرأة الحائض في الحج

- ‌ما يلزم الحاج من الطواف إذا وصل في صبيحة يوم عرفة

- ‌حكم النيابة في رمي الجمرات والذبح عن المريض

- ‌بيان معنى الاشتراط في الحج وحكم من فاته الوقوف بعرفة

- ‌حكم جمع طوافين في طواف واحد

- ‌حكم إدخال الفدية على الهدي

- ‌حكم رمي الجمرات قبل الزوال لمرافق الضعيف أو المريض

- ‌بيان أفضلية الحلق والتقصير في الحج

- ‌طواف القدوم للقارن طواف عمرة

- ‌أركان الحج وواجباته

- ‌الكيفية الصحيحة للتقصير

- ‌حكم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم العمرة عن القريب المتوفى

- ‌واجبات الحج التي تجبر بدم

- ‌حكم الوقوف بعرفة قدر ساعة في اليوم الثامن والتاسع عند الاختلاف في رؤية الهلال

الفصل: ‌مكانة الدماء في الإسلام

‌مكانة الدماء في الإسلام

ثم قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن كل دم من دماء الجاهلية موضوع تحت قدمي)، فالقتل عصبية، والقتل بغير وجه حق كل ذلك من الجاهلية، وقد يعجب المرء عندما يستمع إلى فتوى مجمع البحوث قسم الفلسفة والعقيدة في خطوة جريئة أفتت بها: بأن المرتد عن الإسلام لا يقتل، بل يظل مستتاباً حتى نهاية عمره، فخرجت الفتوى متفقة مع روح الإسلام التي تستند إلى القرآن كمصدر من مصادر التشريع، وهذا حسب زعمهم، أما السنة فلا يعترفون بها كمصدر من مصادر التشريع، ثم يعلق كاتب المقال قائلاً: ومن هنا فإن حد الردة المزعوم من مخلفات التراث السياسي الإرهابي في الإسلام، وهو نتاج الصراعات السياسية، ولا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد! وما علم هذا المغفل أن في صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قد قتل في زمنه من ارتد، وأيضاً في حديث أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل لما كانا على أرض اليمن في خلافة واحدة، فجاء معاذ يزور أبا موسى في الله فوجد عنده رجلاً مربوطاً فقال: من هذا؟ فقال: رجل ارتد عن دينه، فقال معاذ: لن أجلس حتى يقتل، حكم الله ورسوله، وما جلس رضي الله عنه حتى قتل، فهذه أحاديث واضحة كوضوح الشمس، لكنهم أخفوها وضيعوها وجعلوها وراء ظهورهم، ومن ذلك أيضاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، وقوله عليه الصلاة والسلام:(لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة، والنفس بالنفس)، فقوله:(التارك لدينه المفارق للجماعة)، أي: المرتد، وحديث آخر: أن رجلاً كان يعمل أجيراً عند رجل آخر، فوقع على زوجته، أي: زنا بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل:(اغد يا أنيس!)، أي: اذهب، (فإن أقرت المرأة فارجمها، وإن أقر الشاب فاجلده)، فللزاني غير المحصن الجلد، وللزاني المتزوج الرجم حتى الموت، وهذه نقطة مهمة جداً، وقد رأينا من يكتب ويقول: إن الرجم لا علاقة له بدين الله تعالى، فيهدرون النصوص التي جاءت بها السنة النبوية.

وأقول: إن حد الردة ثابت عند جمهور الفقهاء، كـ ابن حنبل ومالك والشافعي وأبي حنيفة وجمهور السلف وعلماء الأمة والصحابة والتابعين وتابع التابعين، خلافاً لمن أصيب بعفن في فكره والقائل: إن الردة ليست من الإسلام حتى توافق روح الإسلام! وقبل ذلك: الرجم ليس من الإسلام! ولعل بعد مدة يأتي من يقول: إن الصلاة ليست من الإسلام، وإنما المقصود بالصلاة الدعاء! وهذا كله من دعاوى وآثار الجاهلية، أما قتل المرتد فهو قتل بحق، والمرتد يستتاب ثلاثاً، وقد استنبط الإمام علي من قول الله سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} [النساء:137] أن المرتد يستتاب ثلاثاً، وهذا فعل الصحابة وإجماع جمهور العلماء.

ص: 5