المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لا بد من الرجوع إلى الله وتذكر الموت - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٥١

[سعد البريك]

الفصل: ‌لا بد من الرجوع إلى الله وتذكر الموت

‌لا بد من الرجوع إلى الله وتذكر الموت

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتوبوا إليه، فإن أجسامكم على وهج النار لا تقوى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

أيها الأحبة في الله! الموت لا يمهل المذنبين: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34].

يا غافلاً عن العمل وغره طول الأمل

الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل

أيها الأحبة! أبعد هذه التوبة يبقى مصرٌ على عصيانه؟! أيبقى بعد هذه التوبة معاكسٌ على معاكسته، أم هاجر للجماعة على تركه الصلاة، أم عاقٌ يمضي في عقوقه، أم قاطعٌ يجبو في رحمه، أم فاجرٌ يمضي في فجوره، أم شابٌ غرته الصحة والعافية والثراء والمال يسافر إلى مختلف الدول ليفعل ما يفعل؟! أبعد هذا الموت الذي يفاجئ الإنسان إما على نعمة أو نقمة، إما على خاتمة حسنة أو على خاتمة سيئة؟! وما أكثر الذين تخطفتهم ملائكة الموت وهم في أحضان البغايا أو على موائد الخمور، أو في سفر الغفلة، أو في لهو المعصية؟! أبعد هذا يصر بائعٌ لأشرطة الفيديو على هذا؟! أبعد هذا يبقى بائعٌ للتسجيلات في الأغاني على هذا؟! أبعد هذا نرضى بالمنكرات في بيوتنا؟! أبعد هذا نمضي على إسرافنا في أمرنا؟! نجمع ألواناً من السيئات، ونعد أنفسنا من خيار الناس! نجمع الإسبال وحلق اللحى والاستماع إلى الأغاني والتهاون بصلاة الجماعة ثم نقول: نحن خيرٌ من ذاك وذاك! نعدها صغائر وهي والله كبائر، بإصرارنا وبقائنا عليها، بدوامنا عليها.

أيها الأحبة في الله! إننا لمغرورون، يزين بعضنا بعضاً، إذا قابلتك مدحتك، وإذا قابلتني مدحتني، وكأننا من أهل الجنة، ووالله لو انتقدنا بعضنا، ونصحنا بعضنا بأصول النصيحة وآدابها لما وجدنا فينا حمداًَ إلا القليل، ولكن كما قال ابن الجوزي رحمه الله: اعلم أن الناس إن أعجبوا بك فإنما اعجبوا بجميل ستر الله عليك، والله ما جمل بعضنا أمام بعض إلا جميل ستر الله علينا، وإلا فنحن مقصرون، متهاونون، مذنبون، نرجو الله أن يعاملنا بعفوه، نرجو الله أن يعاملنا بمنه، نرجو الله أن يعاملنا برحمته إنه هو أهل التقوى وأهل المغفرة.

اللهم تب علينا، اللهم تب علينا، اللهم تب علينا.

ص: 13