المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌انصراف الناس عن العمل والدعوة - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٩٣

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌مفاهيم غائبة

- ‌خطأ حصر وتحديد مجالات الدعوة

- ‌أهمية خطبة الجمعة ودورها في الدعوة

- ‌وجود مجالات دعوية تناسب الجميع

- ‌تعدي القيام بالدعوة إلى غير البشر

- ‌مقترح في الدعم المادي للدعوة

- ‌آداب الخلاف في فقه النوازل

- ‌تجاوز الاختلاف المشروع إلى التدابر والقطيعة

- ‌أهمية الحفاظ على الأخوة مع المخالفين

- ‌عدم إلزام الناس بما تراه

- ‌أهمية سؤال أهل العلم عند الالتباس

- ‌كيفية اختيار مجالات العلم والدعوة

- ‌انصراف الناس عن العمل والدعوة

- ‌خطأ حصر القيام بالدعوة على فئة معينة

- ‌إسلام نصراني على يد فاسق

- ‌إمكان وقوع الخير من جميع فئات المسلمين

- ‌عموم خطاب القرآن للأمة بالإيمان

- ‌دعوة الأفراد ودعوة الجماعات

- ‌خطأ تعليق العمل للإسلام بالجهاد

- ‌غربة الإسلام المعاصرة

- ‌الحاجة الدائمة للجهاد

- ‌أهمية تحري الدقة في وصف الواقع

- ‌القبول بما تيسر من العمل

- ‌ترك العجلة ومراعاة عامل الزمن

- ‌التمسك بالدعوة في جميع المواقف

- ‌أهمية وضوح الموقف

- ‌أرقام تتحدث عن حال المسلمين في البوسنة

الفصل: ‌انصراف الناس عن العمل والدعوة

‌انصراف الناس عن العمل والدعوة

أيها الأحبة! أعود لأقول مذكراً بالحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمر: (الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة).

أذكر كما علمت أن أحد الإخوة خطب خطبة جمعة، وبعد الجمعة قال: أيها الأحبة -في مسجد لا يقل عدد المصلين فيه عن ثلاثة آلاف مصلٍّ أغلبهم من الشباب- إننا نفتح مجال المشاركة والمساهمة معنا في مكتب الدعوة وتوعية الجاليات في شعبة متابعة المسلم الجديد، فنريد من يعمل أو يتابع معنا، فلم يتقدم إلا ثلاثة من ثلاثة آلاف، نحلل هذه الظاهرة: إما أن يكون الجميع مشغولين بالدعوة كل واحد منهم في مجال آخر، هذا يعمل في تحفيظ القرآن، وهذا تجويد، وإما أن يكون هؤلاء الثلاثة الآلاف بعد أن نخرج منهم ألفاً هم كبار في السن، ويبقى ألفان إما أن يكونوا مشغولين فعلاً بمجالات الدعوة، ليس لديهم وقت فراغ يعملون، أو أن يكون هؤلاء لم يهتموا بالعمل في الدعوة إلى الله عز وجل، وهذه مسألة خطيرة! لو كان الثلاثة الآلاف هؤلاء كلهم يعملون في الدعوة، لرأيت أمراً آخر.

إذاً الواقع أيها الأحبة: لم تعد عندنا تلك الحرقة، وذاك الحماس، وتلك الإيجابية، وذلك التعاون والتخطيط والترتيب، وتلك المتابعة من أجل تحقيق عمل دعوي، أعرف في حي من الأحياء أحد الإخوة على ثغر دعوي، جندي مجهول، ماذا عنده؟ يعلم أطفالاً كتاب الله عز وجل و (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ويأخذهم في كل أسبوع في رحلة يقرأ عليهم من الأحاديث، ويشرح لهم، ويلعب معهم الكرة، ويعطيهم الجوائز، وهو على هذا العمل سنين مستمر عليه، يا ليت كل واحد يأخذ له مجالاً دعوياً، ويعمل فيه! لكن للأسف إلى الآن ما تحركت هذه القضية في قلوبنا الحركة المناسبة، أو بالقدر المطلوب.

ص: 13