المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وجود مجالات دعوية تناسب الجميع - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٩٣

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌مفاهيم غائبة

- ‌خطأ حصر وتحديد مجالات الدعوة

- ‌أهمية خطبة الجمعة ودورها في الدعوة

- ‌وجود مجالات دعوية تناسب الجميع

- ‌تعدي القيام بالدعوة إلى غير البشر

- ‌مقترح في الدعم المادي للدعوة

- ‌آداب الخلاف في فقه النوازل

- ‌تجاوز الاختلاف المشروع إلى التدابر والقطيعة

- ‌أهمية الحفاظ على الأخوة مع المخالفين

- ‌عدم إلزام الناس بما تراه

- ‌أهمية سؤال أهل العلم عند الالتباس

- ‌كيفية اختيار مجالات العلم والدعوة

- ‌انصراف الناس عن العمل والدعوة

- ‌خطأ حصر القيام بالدعوة على فئة معينة

- ‌إسلام نصراني على يد فاسق

- ‌إمكان وقوع الخير من جميع فئات المسلمين

- ‌عموم خطاب القرآن للأمة بالإيمان

- ‌دعوة الأفراد ودعوة الجماعات

- ‌خطأ تعليق العمل للإسلام بالجهاد

- ‌غربة الإسلام المعاصرة

- ‌الحاجة الدائمة للجهاد

- ‌أهمية تحري الدقة في وصف الواقع

- ‌القبول بما تيسر من العمل

- ‌ترك العجلة ومراعاة عامل الزمن

- ‌التمسك بالدعوة في جميع المواقف

- ‌أهمية وضوح الموقف

- ‌أرقام تتحدث عن حال المسلمين في البوسنة

الفصل: ‌وجود مجالات دعوية تناسب الجميع

‌وجود مجالات دعوية تناسب الجميع

كذلك أيها الأخ الحبيب حينما أتحدث إليك، أو أحاورك في أمورٍ ومجالاتٍ دعوية ربما تسمع من بعض الإخوة القول بأنه لا يحسن هذا المجال، ولا يحسن هذا المجال، وهل كانت الدعوة محصورة فقط في مجال تحسنه؟! لا أظنك عيياً عاجزاً أخرقاً لا تستطيع أن تحسن مجالاً من مجالات الدعوة، وأقلها مجال المراسلة سواء كانت مراسلة في الداخل أو في الخارج.

إن كثيراً من الذين ضلوا ومنهم من أضلوا عن سواء السبيل عادوا إلى المحجة، وإلى الطريق البين، وإلى البرهان الواضح، وآبوا من الزيغ إلى الهداية، ومن الانحراف إلى الاستقامة برسائل متتابعة طرقت أسماعهم عبر شريط، وطرقت قلوبهم عبر أحرف مكتوبة، ملؤها المحبة، عبقة بالأخوة والرأفة والرحمة والحنان، فيا أيها الأحبة، ليس من الضروري أن نكون خطباء حتى نقوم بالدعوة، على الخطباء مسئولية، ومن لا يحسن الخطابة أظنه يحسن الرسالة، ومن لا يحسن الرسالة أظنه يحسن القراءة، فيختار رسالة معدة في هذا الأمر، أو يستشير، أو يسأل {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7] كيف ينصح ضالاً واقعاً في هذا الإثم، أو من زل ووقع في هذا الذنب العظيم؟ فيأتيه التوجيه: عليك بالرسالة الفلانية، الكتيب الفلاني، انقل من الشريط الفلاني، قدم من هذا الشيء الفلاني، وابعث به مع هدية متواضعة، أو بدون هدية، ستجد أن ذلك بإذن الله من أسباب الفلاح والنجاح في الدعوة، ولا تظن أن كل رسالة سوف تأتيك برجل ملتزم ومهتد، اجعل في بالك أنك ربما ترسل مائة رسالة، فلا يستجيب إلا واحد، وألف رسالة، فلا يستجيب إلا اثنين، أو ثلاثة، ولن تكون أفضل من رسل وأنبياء هم صفوة الله من خلقه وخيرة خلق الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيهم:(ورأيت النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرهط والرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد).

إذاً: اليوم قضايانا الدعوية مرتبطة بالهمة والاهتمام، ولا أظنها ترتبط ارتباطاً كلياً تاماً ببعضها البعض، نعم الإجادة والقدرة أمر مهم، لكن ليس ذلك هو كل شيء، لأنك إن عجزت عن هذا المجال ستقدر في مجال آخر، لكن إذا وجد الاهتمام فإنك بإذن الله عز وجل ستجد المجال المناسب بحجم قدراتك وظروفك.

على سبيل المثال: الكثير بلا حصر من الشباب يرغبون في الزواج، لكن ليس كل هؤلاء الشباب يستطيعون أن يتزوجوا الفتاة الحسيبة النسيبة، المتعلمة الجميلة، الفاخرة الراقية إلى آخره، لكن مع ذلك يتزوج الإنسان بقدر ظروفه، وبقدر إمكاناته، ويحقق الهدف الذي يصبو إليه، لما كانت رغبة شخصية وفطرة غريزية، ونداء قائماً في البدن والروح والجسم استطاع الإنسان أن يصل إليه، وإن لم يصل إليه بكل المواصفات والمقاييس التي يريدها، لكنه حقق ذلك، لأن الرغبة مستمرة وملحة وقائمة، فكذلك إذا كانت الرغبة في الدعوة إلى الله عز وجل ملحة وقائمة تصبحك وتمسيك وهي همك، وتراها في المنام، وتتمناها، ومرتبطة بشعرك وقصيدتك وقراءتك، وتتألم لما يؤلم المسلمين؛ حينئذٍ ستجد مجالات كثيرة في الدعوة إلى الله عز وجل، والمقام يضيق بذكر مجالات عديدة للدعوة، وأحيل إلى شريط سبق أن ألقي منذ زمن لا بأس به بعنوان"مجالات جديدة للدعوة" انظر هذه المجالات فستجد أنك لن تعجز عن واحد أو آحاد من هذه المجالات.

ص: 4