المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القبول بما تيسر من العمل - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ١٩٣

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌مفاهيم غائبة

- ‌خطأ حصر وتحديد مجالات الدعوة

- ‌أهمية خطبة الجمعة ودورها في الدعوة

- ‌وجود مجالات دعوية تناسب الجميع

- ‌تعدي القيام بالدعوة إلى غير البشر

- ‌مقترح في الدعم المادي للدعوة

- ‌آداب الخلاف في فقه النوازل

- ‌تجاوز الاختلاف المشروع إلى التدابر والقطيعة

- ‌أهمية الحفاظ على الأخوة مع المخالفين

- ‌عدم إلزام الناس بما تراه

- ‌أهمية سؤال أهل العلم عند الالتباس

- ‌كيفية اختيار مجالات العلم والدعوة

- ‌انصراف الناس عن العمل والدعوة

- ‌خطأ حصر القيام بالدعوة على فئة معينة

- ‌إسلام نصراني على يد فاسق

- ‌إمكان وقوع الخير من جميع فئات المسلمين

- ‌عموم خطاب القرآن للأمة بالإيمان

- ‌دعوة الأفراد ودعوة الجماعات

- ‌خطأ تعليق العمل للإسلام بالجهاد

- ‌غربة الإسلام المعاصرة

- ‌الحاجة الدائمة للجهاد

- ‌أهمية تحري الدقة في وصف الواقع

- ‌القبول بما تيسر من العمل

- ‌ترك العجلة ومراعاة عامل الزمن

- ‌التمسك بالدعوة في جميع المواقف

- ‌أهمية وضوح الموقف

- ‌أرقام تتحدث عن حال المسلمين في البوسنة

الفصل: ‌القبول بما تيسر من العمل

‌القبول بما تيسر من العمل

ومن القضايا والمفاهيم الغائبة: أن البعض يطمح إلى أعلى درجات العمل أو عدم العمل.

يعني: إما أن يركب سيارة شبح (ستمائة إس إي إل) أو يمشي حافياً، وينيت، كرسيدا، بيجو، هذه غير واردة، إما شبح ستمائة أو المشي حافياً، حسناً يا أخي الحبيب أليست هناك درجات في وسائل النقل بين هذه السيارة وبين أن تمشي حافياً؟ إما أن تلبس حريراً أو تتعرى!! هذا ليس بصحيح.

تجد البعض مثلاً تقول له: العمل، الدعوة، النشاط، يقول لك: انظر يا أخي متى ما صارت الأمور كذا وكذا وكذا -وأعطاك مواصفات مثالية متكاملة رائعة لمجتمع لا ينقصه شيء- وإلا فلن أعمل، أساساً لو كان الوضع هكذا ما احتجنا إلى عمل.

فيا أخي الحبيب! عود نفسك أن تعمل في ظل القدرات والظروف والأجواء المتاحة أمامك، أنت الآن تقود سيارة نزل الضباب، تهدئ السرعة، ارتفع الضباب، تستطيع أن تسرع قليلاً، زاد الضباب، تمشي رويداً رويداً، لو تمشي عشرة كيلو متر في الساعة، فدائماً ضع هذا أمامك إمكانياتك المادية، اندفع بقوة إذا ارتفع الضباب، ضباب الفقر وإمكانياتك المادية ضعيفة، اعمل في ظل هذه الإمكانيات المادية لنزول ضباب الفقر مثلاً، وبهذه النفسية يكون عندك استعداداً أن تعمل صيفاً وشتاءً ليلاً ونهاراً في جميع الأجواء والظروف، وتستمر على العمل بإذن الله عز وجل، لأن البعض إما أن يعمل في كل مجال، وفي كل ميدان وبأعلى طاقة، وإما ألا يعمل، وأقول: هذا من المفاهيم الغائبة، وربما هو من وسوسة الشيطان أيضاً {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً} [البقرة:268] فمبدأ:

ونحن أناسٌ لا توسط بيننا لنا القبر بين العالمين أو الصدر

يا إما أعلى قمة، أو القبر، هذا ينبغي أن نزيله في الدعوة إلى الله عز وجل، وأن يكون مبدؤنا في الدعوة: أن تعمل في كل مكان بقدر الإمكانيات والمجالات والظروف المتاحة بإذن الله عز وجل.

ص: 23