الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القضاة ودورهم في الوقوف أمام العلمانيين
إذا كان هناك رجل أنفقت عليه الدولة سنوات طويلة، وأخيراً جاءنا بشهادة يشكك المجتمع في عقائده وخصائصه وأركانه وأصوله، فلا بارك الله في شهادةٍ جاءت بهذا الأمر، الأمر سهل، تلغى هذه الشهادة، ويعمم على هذا الرجل، إلا إذا كان والله يريد أن يلقى له وظيفة في الشيطان الرجيم، أو في أي جهة، يذهب يبحث له عن وظيفة، أما أن يستهزئ بالقرآن، أو يستهزئ بالسنة، لو وجد هذا، أو أن يبدأ ويقول كلاماً فيه استهزاء، أو يشكك في الدين أو في السنة أو في القرآن، فما هو المانع من إلغاء شهادته؟ شهادة لا تصلح بالتدريس، بل بحكم الشهادات التي اشتريت شراءً، لأن العلم ليس شهادات، العلم أمرٌ ينبني على عقيدة، وعلى فكر يثمر سلوكاً، وينتج برنامجاً، ينتج مشروعاً يساهم في حفظ الأمة والمجتمع، وتحقيق أهداف الدولة، هذا معنى الشهادة، أو أن الشهادة مجرد أنك تبدأ تتحدث في كل منبر وتتكلم كيفما يحلو لك، لا.
هذا أمر مرفوض ولا يجوز، وأظن أن هذا ممكن بكل سهولة يوم أن يتجرأ أحد المنافقين أو العلمانيين على أمر من أمور الشريعة، فحينما يطالب الناس من علمائهم وولاة أمرهم أن يحال هذا الذي تعدى على الدين أو على الشريعة أو على القرآن أن يحال إلى المحكمة الشرعية، أظن من حق المحكمة الشريعة أن تحكم بما تراه، إذا كان القاضي له حق التعزير ولو بالقتل، أظنه بكل سهولة يستطيع أن يعزر بإلغاء الشهادة التي حصلت عليها، وإن عشت في متشقن، أو كلورادو، أو في فنزويلا، أو في سان فرانسيسكو عشر سنين من أجل هذه الشهادة، بكل سهولة نستطيع أن نلغي هذه الشهادة بحكم شرعي، ومن هنا أركز على القضاة وأقول: ينبغي أن نعتني بقضاتنا، وأن نلتف حول قضاتنا مع التفافنا بعلمائنا وولاة أمرنا؛ لأن القضاء مسئوليتان: مسئولية قضائية للفصل بين الناس فيما يحصل بينهم من نزاع.
ومسئولية ولائية، يعني: القضاة هم نواب الإمام في ولايات عديدة مثال ذلك: الأموال التي لا وصية عليها، لا يمكن أن يتصرف الوصي بدون نظر القاضي في مشاركته، المرأة التي لا ولي لها يزوجها القاضي، أمور كثيرة القاضي يتولاها، فمصالح المجتمع القضاة من أهم من يعنون بها، وهم مسئولون عنها أمام الله، فينبغي أن نوصل ونبين ونبرز ونعلن ونخبر القضاة بما يحدث، وبما يدور في هذا المجتمع ليتولى كل واحد منهم مسئوليته.
أيها الأحبة! تقول واحدة من اللائي شاركن في تلك المظاهرة: والله لو علمنا أن الأمر سيحدث إلى ما آل إليه، أو أن المجتمع سيضج هذه الضجة ما توجهنا.
إي والله، يعني: ظنوها غضبة ساعة وتنتهي، لكن سبحان الله العلي العظيم!
وربما كان مكروه النفوس إلى محبوبها سببٌ ما بعده سبب
يقول أحد الذين كانوا يخالطون بعض العلمانيين ويعرفونهم بأسمائهم أو بسيماهم، ويعرفون عنهم فيما سبق من حياتهم، يقول: سبحان الله! هؤلاء تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى، يجلس ثلاثة يتحدثون، فيقوم واحد، فيبقى اثنان يلعنان الذي خرج، والله يا إخوان:{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء:76] هؤلاء كيدهم كيد شيطان، وكيد الشيطان ضعيف، هؤلاء أحقر من أن ينالوا المنزلة والمكانة، ولذلك انظروا عدد البرقيات والاحتجاجات التي بلغت حتى المساجين في السجن أبرقوا برقية، ومعهد النور الذي يتكلم فيه المكفوفون الذين ما يرون النساء أبرقوا برقية، ومع ذلك من الذي أبرق تأييداً لهذا الأمر؟ ربما لا يتجاوزون ثلاثة أو أربعة، أما الذين قالوا: خمسين ألف برقية، مائة وسبعين ألف برقية، فكل هذا ليس بصحيح أبداً.
نعم يوجد من أيد، لكن يدخل الحمام ويرفع صوته ويقول: نعم لقيادة المرأة، نعم نعم، ويبرد عن قلبه قليلاً في الحمام ويخرج، لا سبيل له أن يعبر عن رأيه إلا في المنبر الحر الخاص به وهو الحمام، أما غير ذلك لا يستطيع أن يؤيد، يؤيد أين؟ فعلى أية حال -أيها الأحبة- أقول لكم: إن بعض الفتيات من اللائي خرجن أو شاركن -والله- مغررٌ بهن، ومن هنا حينما نسأل الله لهن الهداية، فإننا نسأل الله الهداية اللائي الذي غرر بهن، أولئك الضعيفات المسكينات اللائي ظنن أن الأمر مسألة قيادة سيارة وانتهين، في عدد منهن غرر بهن، وبعض اللاتي يعلمن بهذا الأمر مغررٌ بهن أيضاً، لكن مجموعة شياطين، أو رءوس مدبرة أو مفكرة، هؤلاء إن علم الله فيهم شراً وفساداً على أهلهم وآبائهم وأمهاتهم وذرياتهم ومجتمعهم، فنسأل الله أن يأخذهم عاجلاً غير آجل، وكما قلت لكم: أولئك العلمانيون المندسون المتسللون أولئك أصبح الآن بعضهم يلبس ثوب الإسلام، ويتحدث باسم الإسلام، وبعضهم ظل يحاول أن يثبت أنه يصلي مع الجماعة، وبعضهم يعني: ضربهم الخوف والرعب بفضل الله جل وعلا.
فيا معاشر الشباب: نحمد الله على هذه الحال التي ألفت هذا المجتمع رب ضارة نافعة: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:216]{فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء:19].
أيها الأحبة! حقاً إن أولئك الذين يسمون دعاة التحرير إنهم لا يريدون حرية المرأة، ولكن يريدون الهاوية والمصيبة والحضيض للمرأة.