المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السمع والطاعة وإن منعوا الحقوق - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ٢

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌حقوق ولاة الأمر

- ‌ضرورة الكلام عن حقوق ولاة الأمر

- ‌أسباب الهروب من الكلام عن حقوق ولاة الأمر

- ‌أثر الهوى في الموقف من ولاة الأمر

- ‌أثر الهوى في إطراء الجماعات الإسلامية

- ‌أثر الهوى في التماس الأعذار لأربكان

- ‌الرد على مواقف الاستهزاء والسخرية بالعلماء وطلبة العلم

- ‌من حقوق ولاة الأمر: السمع والطاعة

- ‌حادثة الحرة في عهد يزيد بن معاوية

- ‌طاعة الإمام المتغلب على الناس بسيفه

- ‌السمع والطاعة في غير معصية الله

- ‌السمع والطاعة وإن منعوا الحقوق

- ‌السمع والطاعة مع الصبر على الأذى

- ‌كلام الشيخ ابن باز في وجوب طاعة ولاة الأمر

- ‌النصيحة لولاة الأمور وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر

- ‌حسن الأسلوب في مناصحة الحكام

- ‌التفريق في النصيحة بين حال الأمن وحال الخوف والحرب

- ‌التفريق بين الإصلاح وبين تكوين معارضة أو إثارة فتنة

- ‌من الحقوق: توقير الأمراء والنهي عن سبهم

- ‌الأسئلة

- ‌الدعاء على الإمام الظالم

- ‌كيفية المبايعة للإمام

- ‌كيفية نصرة المظلوم إذا كان خصمه الوالي

الفصل: ‌السمع والطاعة وإن منعوا الحقوق

‌السمع والطاعة وإن منعوا الحقوق

ومن الأحاديث الدالة على وجوب طاعة الإمام ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك) وقوله "في منشطك" يعني حالة نشاطك، وقوله "في مكرهك" أي حالة ما تكرهه من الأمور، ومعنى الأثرة الواردة في الحديث: أي الاختصاص بأمور الدنيا، أي: حتى لو أن الحكام استأثروا بالأموال واستأثروا بالدنيا واختصوا بها عن سائر الناس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اسمعوا وأطيعوا ولو رأيتم أثرة في هذا الأمر، والمعنى: اسمعوا وأطيعوا ولو اختص ولاة الأمور بالدنيا، ولو لم يصلكم حقكم مما عندهم فهذا هو معنى الحديث.

ومما أخرجه مسلم في صحيحه وبوب عليه النووي فقال: باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق، عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلمة: (يا نبي الله! أرأيت إن قام علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فماذا تأمرنا؟ فأعرض عنه صلى الله عليه وسلم، فسأل سلمة ثانية، فأعرض عنه، فلما كانت الثالثة جذبه الأشعث بن قيس فالتفت صلى الله عليه وسلم وقال: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) وفي رواية لـ مسلم أيضاً (فجذبه الأشعث بن قيس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم) والمعنى: أن الله تعالى حمل الولاة وأوجب عليهم العدل بين الناس، فإذا لم يقيموا العدل أثموا، والله حمل الرعية السمع والطاعة للولاة، فإن قاموا بذلك أثيبوا عليه، وإن لم يقوموا بذلك أثموا.

والمعنى: أن الله عز وجل أمر الولاة بالعدل وأمر الرعية بالطاعة، فإذا خرج الولاة عن العدل؛ فليس هذا بمبرر أن تخرج الرعية عن الطاعة.

ص: 12