المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أسباب الهروب من الكلام عن حقوق ولاة الأمر - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ٢

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌حقوق ولاة الأمر

- ‌ضرورة الكلام عن حقوق ولاة الأمر

- ‌أسباب الهروب من الكلام عن حقوق ولاة الأمر

- ‌أثر الهوى في الموقف من ولاة الأمر

- ‌أثر الهوى في إطراء الجماعات الإسلامية

- ‌أثر الهوى في التماس الأعذار لأربكان

- ‌الرد على مواقف الاستهزاء والسخرية بالعلماء وطلبة العلم

- ‌من حقوق ولاة الأمر: السمع والطاعة

- ‌حادثة الحرة في عهد يزيد بن معاوية

- ‌طاعة الإمام المتغلب على الناس بسيفه

- ‌السمع والطاعة في غير معصية الله

- ‌السمع والطاعة وإن منعوا الحقوق

- ‌السمع والطاعة مع الصبر على الأذى

- ‌كلام الشيخ ابن باز في وجوب طاعة ولاة الأمر

- ‌النصيحة لولاة الأمور وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر

- ‌حسن الأسلوب في مناصحة الحكام

- ‌التفريق في النصيحة بين حال الأمن وحال الخوف والحرب

- ‌التفريق بين الإصلاح وبين تكوين معارضة أو إثارة فتنة

- ‌من الحقوق: توقير الأمراء والنهي عن سبهم

- ‌الأسئلة

- ‌الدعاء على الإمام الظالم

- ‌كيفية المبايعة للإمام

- ‌كيفية نصرة المظلوم إذا كان خصمه الوالي

الفصل: ‌أسباب الهروب من الكلام عن حقوق ولاة الأمر

‌أسباب الهروب من الكلام عن حقوق ولاة الأمر

ليس من الصواب أن نطرح القضايا والأمور الصغيرة بكل وضوح وحماس وجرأة، ثم نغفل أو ننسى الحديث عن هذه القضية الكبيرة والمهمة والخطيرة، فهذا الموضوع نادر ما يطرح، والسبب في نظري: لا يعود إلى نزاع فيه أو تشكيك، فهو مسألة محسومة بل هي من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، وإنما السبب هو الهيبة من طرح هذا الأمر، والنظر إلى كبار العلماء أن يطرحوه وحدهم دون غيرهم؛ ليؤكدوا على أهميته حتى لا تصبح هذه القضية على لسان كل مرشد أو واعظ قد لا يحسن عرضها أو دفع الشبهات الواردة حولها، ولكن لما انتقلت عدوى مناهج التكفير والخوارج بات لزاماً على كل داعية يأنس في نفسه القدرة والبيان أن يطرح هذا الأمر حسبة وقربة وعبادة لله، مع عدم اتهام الآخرين بالسوء لأنهم لم يطرحوه؛ لأن العبرة في طرحه بالقدرة عليه؛ ولأنه ليس من الأصل أن يمتحن الناس فيه كما قلت آنفاً.

أما الذين يتهمون إخوانهم ممن يطرحون هذا الأمر بالرجعية أو المداهنة أو النفاق والتزلف، فنقول لهؤلاء: إن كنتم تجهلون هذا الأمر ومنزلته من الدين فتعلّموا، وإن كنتم ترون ضد ذلك؛ فإلى الله نبرأ مما تقولون، وإن كنتم ترون هذا الأمر لكن لا تحبون الحديث فيه؛ فهذا هو الهوى {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص:50] وإلا فبمَ نفسر كراهية الحديث عن هذا الأمر مع الإيمان والإقرار به؟ لا نفسر كراهية الحديث حول هذا الموضوع إلا بالهوى، وصاحب الهوى في مثل هذه الحال لا يرد النصوص الثابتة في هذا الأمر حتى نقول: إنه من المكفرين الذين لا يرون هذه المسألة، لكنه لا يستجيب لمقتضى هذه النصوص ولا يحب الحديث حولها، فهو كمن لا يشك في نسبته إلى والده لكن لا يريد أن يلتزم بحقوق والده عليه، فلم يبق لهذا تفسير إلا الهوى الذي حذر الله عز وجل منه.

ص: 3