المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ضوابط في التعامل مع العصاة - دروس الشيخ سعد البريك - جـ ٤٤

[سعد البريك]

فهرس الكتاب

- ‌توجيهات على طريق الصحوة

- ‌مصطلح الصحوة وما يراد به

- ‌توجيه الصحوة إلى سلامة الصدر

- ‌سلامة صدور أهل الجنة

- ‌الحسد وسوء الطوية من صفات الكفار والمنافقين

- ‌بعض الآثار السيئة للحقد والحسد

- ‌حرص الإسلام على إصلاح ذات البين

- ‌أثر الشحناء في إزالة الحسنات

- ‌محبة الخير للناس

- ‌صلة إفشاء السلام بسلامة القلب

- ‌صور من البر وحسن الخلق ونقائض ذلك

- ‌أحاديث نبوية في حسن الخلق

- ‌حاجتنا إلى قضايا السلوك والأخلاق

- ‌بطلان الافتخار بالأنساب أمام التقوى

- ‌نماذج ممن رفعتهم التقوى

- ‌نقاء النفس من أسباب دخول الجنة

- ‌سوء الظن مدعاة للحقد

- ‌فقه الستر على المسلمين

- ‌ستر الله في الدنيا والآخرة

- ‌ستر العصاة عند الصحابة

- ‌تقسيم العصاة إلى مستور ومفضوح

- ‌الأسئلة

- ‌ضوابط في التعامل مع الوالدين

- ‌نداء من البوسنة

- ‌حكم هجر القرآن خشية النسيان

- ‌من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المحادثة والسماع والمزاح

- ‌الحياء لا يأتي إلا بخير

- ‌ضوابط في التعامل مع العصاة

الفصل: ‌ضوابط في التعامل مع العصاة

‌ضوابط في التعامل مع العصاة

‌السؤال

أنا إنسان بيني وبين أشخاص غير ملتزمين بالدين خصومة، فهل أرجع لهم وأصالحهم؟

‌الجواب

والله يا أخي الحبيب هناك فرق بين الخصومة والمجالسة، نحن حينما نقول: أن يكون الواحد طيب البشر لين الجانب يخفض الجانب لإخوانه حتى للعصاة من باب تحبيب قلوبهم إليه ودعوتهم بالحسنى لا يعني ذلك أن يجالسهم مجالسة المتلذذ المتأنس بمعاصيهم ومنكراتهم، أقوام يعصون الله جل وعلا تمر عليهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وابتسامة طيبة، وكيف حالكم، وكيف أولادكم؟ يا إخواني أوما تعلمون أن الله حرم هذا؟ يا أحبابي! أوما تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا، يا أحبابي أوما تخشون الله جل وعلا، إن الله متعكم بكلام طيب، فإن بعض الناس بمجرد أن يرى نصيحة ينتهي عن المنكرات.

لا يا أخي الكريم! حين تجد مثل هؤلاء فتخالطهم من باب دعوتهم إلى الله جل وعلا، أما مخالطتهم والأنس بهم، تتعشى معهم وتسهر معهم، وذهاب وإياب، أصبحت هذه مجالسة ومخاللة، اتخذتهم أخلاء، وتلك خطورة عظيمة والعياذ بالله.

انتبه لنفسك وفرق بين هذا وهذا، فرق بين المقابلة والمعاشرة، المعاشرة والمصاحبة شيء، والمقابلة باللين والحسنى شيء آخر، فأصحابك هؤلاء إن أردت أن ترجع إليهم مرة أخرى من باب النصيحة، وتعود معك بطالب علم أو بشريط أو بكتاب، أو إخوة يعينون على نصحهم فيا حبذا، وأنت أدرى بنفسك، لئن كان جسمك بالبنزين مبللاً فلا ترجع إلى مواقع يتطاير منها الشرر، فربما انفجر الحريق في بدنك، وإن كنت تعلم أن المعاصي جفت من بدنك تماماً وأنك بعد الآن عندك حصانة وسلامة من الاحتراق بإذن الله، قوي في إيمانك وفي نصيحتك فلا بأس أن تغدو إليهم وعليهم وتنصحهم، ولكل مقام مقال، وصاحب المقام هو الذي يفسر ما يحتاج إليه المقام من عبارة وتصرف.

ص: 28