المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السعادة الحقيقة وأسبابها - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌رسالة

- ‌قضايا في الحياة

- ‌السعادة الحقيقة وأسبابها

- ‌الصلاة وأهميتها

- ‌بر الوالدين

- ‌التوبة وفضلها

- ‌حق الولد على والده

- ‌حقوق الولد على والده من الجماع إلى التسمية

- ‌تربية الولد وتأديبه

- ‌تعليم الأولاد الصلاة

- ‌التفريق بين الأولاد في المضاجع

- ‌نشأة الولد على العبادة لله لا للدرهم والدينار

- ‌الوالد قدوة صالحة لولده

- ‌نزع الغل من الصدور

- ‌الأسئلة

- ‌التخلف عن مجالس الذكر بحجة معرفة الدين

- ‌حكم الخلوة بالأجنبية

- ‌السبيل إلى النجاة من عذاب القبر

- ‌لعن المسلم والعقوبة المترتبة على ذلك

- ‌حكم الحجاب الإسلامي

- ‌ظاهرة الغيبة والنميمة

- ‌حكم الصيام تطوعاً بدون سحور

- ‌كفارة اليمين

- ‌حكم بيع المسجد

- ‌بعض الأمور التي تساعد على الحفظ

- ‌ظاهرة تكرار الوقوع في المعاصي

- ‌حكم خروج الدم في الصلاة

- ‌الالتفات والضحك في الصلاة لغير حاجة

- ‌السلام على من يقرأ القرآن

- ‌النهي عن حلق اللحية

- ‌حكم إسبال الثياب وتطويل الشعر

- ‌حكم وضوء من في يديه أو رجليه حناء

- ‌حد الزنا لغير المحصن

- ‌المسلم الملتزم وطاعة الوالدين

- ‌ظاهرة الوسوسة في الصلاة

- ‌حكم المشعوذين والكهان

- ‌خطر هجران المساجد

الفصل: ‌السعادة الحقيقة وأسبابها

‌السعادة الحقيقة وأسبابها

أيها المسلمون! يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء:101 - 103].

من هم الذين سبقت لهم من الله عز وجل الحسنى؟

هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، هم الذين أخلصهم الله بخالصة ذكرى الدار، هم الذين كتب الله لهم السعادة في الدنيا والآخرة - نسأل الله أن نكون منهم- لأن المرء إما سعيد رضي الله عنه، وإما شقي غضب الله عليه.

الناس إما رجل جعله الله من أهل السعادة أو من أهل الشقاوة، من يوم أن وقع رأسه في الأرض

ولدتك أمك يا بن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سرورا

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

وهذه الحياة ليست للأكل ولا للشرب، ولا للرفث، ولا للهو، والله الذي لا إله إلا هو لقد وجد أناس يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون ويزكون ويذكرون الله، ولا يعرفون معنى الحياة، يقول الله سبحانه وتعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56 - 58] ويقول سبحانه: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:122].

ولقد وجد بين أطراف المسلمين من يعتني بدنياه، وبملبسه ومطعمه وسيارته، وبوظيفته أكثر من الإسلام.

بل وجد هنا من يعرف كل شيء في الدنيا، فإذا سألته عن صلاته وحجه وعمرته لا يعرف شيئاً! فلماذا خلقه الله؟

ولماذا أوجده الله إذا لم يعرف هذا الشيء؟!

فالذين سبقت لهم من الله الحسنى هم الذين سعدوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

وأسباب السعادة:

أن تعتقد أن لا إله إلا الله، ولا معبود بحق إلا الله، وأكبر كلمة أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي (لا إله إلا الله) بها قامت السماوات والأرض، وصلح عليها أمر الدنيا والآخرة، وبها رضي الله عن المؤمنين، وعلى لا إله إلا الله دمَّرت الدنيا خمس مرات، وبلا إله إلا الله أنزل الله الكتب، وأرسل الله الرسل، وأقام الله سوق الجنة والنار، وعليها مدَّ الصراط، وبنى الحوض.

فيا أيها المسلم! يا من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً عليه أفضل الصلاة والسلام أسألك أن تحيا بلا إله إلا الله، وتموت على لا إله إلا الله؛ علَّ الله أن يبعثك على لا إله إلا الله.

ص: 3