المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل علم السلف - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٨٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌علم السلف وعلم الخلف

- ‌فضل علم السلف

- ‌محاور الدرس

- ‌أقوال نيرة في فضل علم السلف

- ‌التعصب المذهبي والجهل بالحديث

- ‌أصالة علم السلف

- ‌كراهية افتراض المسائل والقول بالرأي

- ‌العلم نقطة كثرها الجاهلون

- ‌علم الكلام هو من علم الخلف

- ‌يسر علم السلف

- ‌عدم التكلف والالتزام بالشرع

- ‌عظم المصطلحات وقلة العلم عند الخلف

- ‌علم السلف علم مقاصد وعلم غيرهم علم وسائل

- ‌علم السلف مختصر مبارك

- ‌علم المقاصد ثلاثة: تفسير وفقه وحديث

- ‌البخاري وعلم المقاصد

- ‌علم التوحيد داخل في علم المقاصد

- ‌علم السلف تطبيق وعمل

- ‌انضباط علم السلف بقواعد كلية

- ‌وسائل الحفظ

- ‌تفريع المسائل على حساب الرأي

- ‌كراهة تأليف الكتب عند بعض المتقدمين

- ‌كتب المتقدمين خير من كتب المتأخرين

- ‌أهمية علم الحديث وعلم أصول الفقه

- ‌تفاوت الناس في العلم

- ‌تقسيم الخليل بن أحمد للناس تجاه العلم

- ‌مكانة النحو من العلم

- ‌الأسئلة

- ‌الدعوة إلى الحجاب

- ‌استغلال الأوقات

- ‌كتب تتحدث عن علم الواقع

- ‌القراءة في الكتب المطولة والمختصرة

الفصل: ‌فضل علم السلف

‌فضل علم السلف

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أمَّا بَعْد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

عنوان هذا الدرس: علم السلف وعلم الخلف، وانطلق هذا العنوان ليرد على مقولة صنفها الفلاسفة والمناطقة، وأهل علم الكلام، يقولون فيما نقل عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم؛ طريقة السلف أسلم، لأنهم في معتقد هؤلاء وعلى زعمهم يتوقون الدخول في المعمعات وفي المسائل المشكلات، ولا يستطيعون أن يخوضوا غمار المسائل العلمية التي تتساقط فيها عمائم الأبطال، وتتكسر فيها النصال على النصال، فهؤلاء المناطقة والفلاسفة مثل من يقول: السلف قومٌ مساكين، لا يدخلون في هذه الغمار، ولا هذه البحار، ولا يعبرون هذه المحيطات التي نعبرها نحن، فطريقتهم أسلم وطريقتنا أعلم وأحكم.

والرد عليهم بإيجاز أن يقال: طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم، وطريقتكم أغشم وأظلم وأسقم، وما وجد عند السلف إلا الأصالة والعمق واليسر، ووجد عند الخلف إن لم يكن عند السلف وجد عندهم علم (القِدْر) لأن العلم علمان:

علم قبر، وعلم قِدر؛ فعلم القبر هو الكتاب والسنة الذي يوصلك إلى مرضاة الله والدار الآخرة، ويدخلك جنةً عرضها السموات والأرض، وتجوز به الصراط، ويسقيك من الحوض قال تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران:18] وقال: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9] وقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11] وقال: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49] وقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه:114] وقال: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43] وقال: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً} [القصص:80].

إلى غير ذلك من الآيات، فهذا علم القبر؛ علم ينجيك من عذاب القبر، وينوره لك.

وأما علم الخلف إن لم يكن متصلاً بهذا فهو علم قدر؛ فن الطبخ، وفن تقطيع البصل.

لأنها ألفت رسائل ماجستير في هذا العصر في فن الطباخة ونوقشت، ووجدت رسالة أخرى في فن الأزياء، وكيف يلبس النساء في الموضات الجديدة، والموديلات، رسالة ماجستير؛ فهذا علم الخلف، علم القدر، وعلم الصحن والملعقة والشوكة.

وأما علم السلف: فهو علم النجاة والنور والإيمان والاستقامة، وإذا أردت أن تلخصه فهو: الإيمان والحب والطموح.

ويوم وجد السلف كانت الدنيا مشرقة بنور العلم، ويوم أتى المتعمقون من الخلف أتت التشقيقات في الكلام حتى نسبوا إلى بعضهم أنه يتساءل ويسأل نفسه:

إذا خرجت سمكة من البحر، ثم صلت بالناس، ثم عادت، هل تجوز الصلاة وراء السمكة؟

هذه الافتراضات وغيرها هو ما نسمعه في هذه الجلسة.

ص: 2