المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: الأحاديث المقيدة بأدبار الصلاة قبل السلام - الأحاديث الواردة المقيدة بأدبار الصلوات في كتب السنة جمعا ودراسة

[د غالب حامضي]

الفصل: ‌الفصل الأول: الأحاديث المقيدة بأدبار الصلاة قبل السلام

وذكر النووي في كيفية عد هذه الكلمات: (أن أبا صالح رحمه الله تعالى قال يقول: الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، وذكر بعد هذه الأحاديث من طرق غير طريق أبي صالح وظاهرها أنه يسبح ثلاثا وثلاثين مستقلة ويكبر ثلاثا وثلاثين مستقلة ويحمد كذلك وهذا ظاهر الأحاديث قال القاضي عياض: وهو أولى من تأويل

أبي صالح) 18وقال بن حجر: (ورجح بعضهم الجمع للإتيان فيه بواو العطف، والذي يظهر أن كلا من الأمرين حسن إلا أن الإفراد يتميز بأمر آخر وهو أن الذاكر يحتاج إلى العدد وله على كل حركة لذلك سواء كان بأصابعه أو بغيرها ثواب لا يحصل لصاحب الجمع منه إلا الثلث)(1)

(1) - الفتح 2/ 329

ص: 6

‌مسألة: هل يلزم الترتيب في التسبيح والتحميد والتكبير أم لا

؟

الذي يظهر - وذلك بعد النظر في الروايات - أنه لا يلزم الترتيب في ذلك.

قال الحافظ: قوله: (تسبحون وتحمدون وتكبرون) كذا وقع في أكثر الأحاديث تقديم التسبيح على التحميد وتأخير التكبير، وفي رواية بن عجلان تقديم التكبير على التحميد خاصة، وفيه أيضا قول أبي صالح يقول: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ومثله لأبي داود من حديث أم الحكم، وله من حديث أبي هريرة تكبر وتحمد وتسبح، وكذا في حديث بن عمر، وهذا الاختلاف دال على أن لا ترتيب فيها، ويستأنس لذلك بقوله في حديث الباقيات الصالحات:(لا يضرك بأيهن بدأت) لكن يمكن أن يقال: الأولى البداءة بالتسبيح لأنه يتضمن نفى النقائص عن الباري سبحانه وتعالى، ثم التحميد لأنه يتضمن إثبات الكمال له إذ لا يلزم من نفى النقائص إثبات الكمال، ثم التكبير إذ لا يلزم من نفى النقائص وإثبات الكمال أن يكون هناك كبير آخر، ثم يختم بالتهليل الدال على انفراده سبحانه وتعالى بجميع ذلك. (1)

(1) - الفتح2/ 328

ص: 6

‌الفصل الأول: الأحاديث المقيدة بأدبار الصلاة قبل السلام

ص: 6

في هذا الفصل ذكرت الأحاديث التي ترجح عندي أنها تقال قبل السلام وذلك لورود روايات أخرى وقرائن تبين أن المراد بدبر الصلاة قبل السلام ولقول ابن القيم رحمه الله (وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها صلى الله عليه وسلم فيها وأمر بها فيها وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة ،فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأله إذا انصرف عنه ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي (1)

(1)

عن عَمْرَو بن مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ قال: كان سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كما يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ وَيَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ (اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ). (2)

قلت: والذي يرجح أن المراد بدبر الصلاة قبل السلام ما ورد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع

الحديث) أخرجه البخاري (3/ 241رقم 1377) ومسلم (1/ 412رقم 588)

(1) -زاد المعاد (1/ 257)

(2)

- أخرجه البخاري (3/ 1038) رقم2667باب ما يتعوذ من الجن

ص: 7

(2)

عن مُسْلِمِ بن أبي بَكْرَةَ قال: كان أبي يقول في دُبُرِ الصَّلَاة): اللهم أني أَعُوذُ بِكَ من الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ) فَكُنْتُ أَقُولُهُنَّ فقال أبي: أَيْ بُنَيَّ، عَمَّنْ أَخَذْتَ هذا؟ قلت: عَنْكَ قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقُولُهُنَّ في دُبُرِ الصَّلَاةِ.

(1)

(1) - أخرجه النسائي (المجتبى) رقم (1347) واللفظ له وفي الكبرى (1/ 400رقم1270) و البزار في المسند (9/ 126رقم3675) كلهم عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن عثمان الشحام عنه. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 367رقم747) من طريق محمد بن إسماعيل الأحمسي عن وكيع عن عثمان الشحام عنه. وهذا سند حسن عمرو بن علي هو الفلاس ثقة حافظ (التقريب5081) ويحيى بن سعيد هو القطان ثقة متقن حافظ إمام قدوة (التقريب7557) وعثمان الشحام العدوي لا بأس به (التقريب4531) ومسلم بن أبي بكرة الثقفي صدوق (التقريب6617) وأخرجه النسائي (المجتبى) (8/ 262 رقم5465) وفي الكبرى (4/ 451رقم7898) والطبراني في تهذيب الآثار (2/ 587رقم876) من طريق ابن أبي عدي و أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 367رقم747) من طريق محمد بن إسماعيل الأحمسي عن وكيع وأحمد في المسند (2/ 39رقم20425 عن وكيع و (5/ 44رقم20465) عن روح. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 18رقم29138) عن وكيع. والحاكم في المستدرك (1/ 383رقم927) من طريق أبي عاصم. وأخرجه البيهقي في الدعوات (2/ 60رقم294) من طريق روح بن عبادة كلهم عن عثمان الشحام عنه به وروح بن عبادة أبو محمد البصري ثقة فاضل (التقريب1962) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

ص: 8

(3)

عن زَيْدِ بن أَرْقَمَ قال: سمعت نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول وقال سُلَيْمَانُ: كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول في دُبُرِ صَلَاتِهِ (اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ أنا شَهِيدٌ أَنَّكَ أنت الرَّبُّ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لك، اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ أنا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ أنا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ، اللهم رَبَّنَا وَرَبَّ كل شَيْءٍ اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لك وَأَهْلِي في كل سَاعَةٍ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ الله أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، اللهم نُورَ السماوات وَالْأَرْضِ قال سُلَيْمَانُ بن دَاوُدَ: رَبَّ السماوات وَالْأَرْضِ الله أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ، حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ الله أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ.

(1)

(1) - أخرجه أبو داود واللفظ له (2/ 83رقم1508) عن مسدد وسليمان بن داود، ومن طريقه أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (1/ 73رقم94).وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 30رقم9929) عن محمد بن عبد الأعلى، وأحمد في المسند (4/ 369رقم19312) عن إبراهيم بن مهدي، وأبو يعلى في المسند (13/ 178رقم7216) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، والطبراني في الكبير (5/ 210رقم5122) كلهم عن المعتمر بن سليمان، عن داود الطفاوي، عن أبي مسلم البجلي عنه. وهذا الإسناد ضعيف، داود بن راشد الطفاوي ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حجر: لين الحديث (تهذيب الكمال8/ 386رقم1757) و (التقريب 1783) وأبو مسلم البجلي مقبول (التقريب8365)

ص: 9

(4)

عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بيده، وقال:(يا مُعَاذُ والله إني لَأُحِبُّكَ والله إني لَأُحِبُّكَ)، فقال:(أُوصِيكَ يا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ تَقُولُ: اللهم أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عبد الرحمن. (1)

قلت: والذي يرجح أن المراد بدبر الصلاة بعد التشهد وقبل السلام رواية النسائي من طريق عبد الله بن وهب قال: سمعت حيوة يحدث عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ ولم يقيده بدبر الصلاة وإنما فيه (فلا تدع أن تقول في كل صلاة) المجتبى (3/ 53رقم 1303) وكذلك رواية أحمد في المسند (فإني أوصيك بكلمات تقولهن في كل صلاة)(5/ 247رقم 22179) فظهر من رواية (في الصلاة) أن المراد برواية (دبر الصلاة) آخر الصلاة يعني بعد التشهد وقبل السلام.

(1) - أخرجه أبو داود (2/ 86رقم1522) واللفظ له، عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، والنسائي في الكبرى (6/ 32رقم9937) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 369رقم751) من طريق محمد بن مهدي العطار، وعبد بن حميد في مسنده (1/ 71رقم120) وابن حبان في صحيحه (5/ 364رقم2020،2021) من طريق إسحاق بن إبراهيم، والبيهقي في الصغرى (1/ 27رقم رقم17)،وفي الدعوات الكبير (1/ 86رقم88) والحاكم في المستدرك (1/ 407 رقم1010) من طريق عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، والطبراني في الكبير (20/ 60رقم110) عن بشر بن موسى، والبزار في مسنده (7/ 104رقم2661) عن سلمة بن شبيب والشاشي في مسنده (3/ 244رقم1343)) كلهم عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عنه به،،وهذا السند صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو عبد الرحمن الحبلي هو: عبد الله بن يزيد المعافري، والصنابحي هو: عبد الرحمن بن عسيلة. قال الزيلعي: قال النووي في الخلاصة: إسناده صحيح (نصب الراية2/ 235) وذكره علي القاري في المرقاة (3/ 28) ونقل تصحيح النووي أيضا.

ص: 10

(5)

عن عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ من الْيَهُودِ فقالت: إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ من الْبَوْلِ، فقلت: كَذَبْتِ. فقالت: بَلَى، إِنَّا لَنَقْرِضُ منه الْجِلْدَ، وَالثَّوْبَ، فَخَرَجَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلَاةِ وقد ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فقال: ما هذا، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قالت، فقال:(صَدَقَتْ، فما صلى بَعْدَ يَوْمِئِذٍ صَلَاةً إلا قال في دُبُرِ الصَّلَاةِ: رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَعِذْنِي من حَرِّ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ). (1)

قلت: والذي يرجح أن المراد بدبر الصلاة قبل السلام أنه ورد عند البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) الحديث بنحو حديثها هذا وبوب عليه البخاري: باب الدعاء قبل السلام.

(1) -أخرجه النسائي (المجتبى)(3/ 72رقم1345) واللفظ له وفي الكبرى (1/ 400رقم1268) و (6/ 40رقم9966)

وأحمد في المسند (6/ 61رقم24369) كلهم من طريق يعلى. والطبراني في الأوسط (4/ 156رقم 3858) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عن قدامة

عن جسرة بنت دجاجة. وهذا الإسناد ضعيف، فيه قدامة هو: ابن عبد الله بن عبدة البكري العامري الذهلي أبو روح الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات (الثقات7/ 340) وقال بن حجر: مقبول (التقريب5527)(التهذيب8/ 326) وجسرة بنت دجاجة وثقها العجلي، وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال البخاري: عندها عجائب، وقال الدار قطني: يعتبر بحديثها، وقال بن حجر: مقبولة. (معرفة الثقات 2/ 450، (التاريخ الكبير2/ 67،الثقات4/ 121،التقريب8551،سؤالات البرقاني1/ 20)

قلت: وأما عذاب القبر، فعند البخاري (6366) ومسلم (903) من حديث عائشة قالت: دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما .... فقال:(صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها) فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.

ص: 11

(6)

عن أَبِى نَضْرَةَ قال كان بن عَبَّاسٍ على مِنْبَرِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَسَمِعْتُهُ يقول: ان نبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَتَعَوَّذُ في دُبُرِ صلاته من أَرْبَعٍ يقول: (أَعُوذُ بِاللَّهِ من عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ من عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ من فِتْنَةِ الأَعْوَرِ الْكَذَّابِ)(1)

قلت: والحديث صحيح بدون تقييده بدبر الصلاة فقد أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 413رقم 590 في المساجد باب ما يستعاذ منه في الصلاة وقال مسلم بعد ذكر الحديث بلغني أن طاووسا قال لابنه: أدعوت بها في صلاتك؟ فقال: لا. قال: أعد صلاتك. وأخرجه أبو داود في سننه (1/ 601رقم 984) ولفظه (أنه كان يقول بعد التشهد .. )

(1) - أخرجه أحمد في المسند (1/ 292رقم2667) واللفظ له عن يُونُسُ وأيضا (1/ 305رقم2779) عن يحيى بن إِسْحَاقَ والطبري في تهذيب الآثار () 2/ 579رقم863) عن سفيان بن وكيع عن أبيه، (=)

والطبراني في الكبير (12/ 166رقم12779) من طريق عَاصِمُ بن عَلِيٍّ و عبد الْغَفَّارِ بن دَاوُدَ أبي صَالِحٍ الْحَرَّانِيّ، والطيالسي في مسنده (1/ 353رقم2710) عن يونس عن أبي داود.

وعبد بن حميد في مسنده (1/ 234رقم707) عن أبي نعيم كلهم عن البراء بن عبد الله الغنوي، عن أبي نضرة عنه به. وهذا إسناد ضعيف فيه البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي وقد ينسب إلى جده ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وابن حجر وغيرهم (لسان الميزان7/،183التقريب649) وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي ثقة (التقريب6890)

ص: 12

(7)

عن شَدَّادِ بن أَوْسٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما من رَجُلٍ يأوي إلى فِرَاشِهِ فيقرأ سُورَةً من كِتَابِ اللَّهِ عز وجل الا بَعَثَ الله عز وجل إليه مَلَكاً يَحْفَظُهُ من كل شيء يُؤْذِيهِ حتى يَهُبَّ مَتَى هَبَّ قال: وكان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَدْعُو بِهِنَّ في صَلَاتِنَا أو قال في دُبُرِ صَلَاتِنَا (اللهم اني أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ في الأَمْرِ، وَأَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً، وَلِسَاناً صَادِقاً، واستغفرك لِمَا تَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ من خَيْرِ ما تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما تَعْلَمُ)(1)

قلت: وقوله في الحديث (في صلاتنا) ترجح أن المراد بعد التشهد وقبل السلام.

(8)

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة (اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال)(2)

قلت: ويشهد لهذه الرواية وأنه مما يقال بعد التشهد وقبل السلام ما رواه مسلم في صحيحه (1/ 412رقم 588) من حديث أبي هريرة وفيه (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع) وفي لفظ (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال)

(1) - أخرجه أحمد في المسند (4/ 125 رقم: 17173) واللفظ له عن يَزِيدُ بن هَارُونَ ثنا أبو مَسْعُودٍ الجريري عن أبي الْعَلَاءِ بن الشِّخِّيرِ عَنِ الحنظلي وهذا الإسناد ضعيف، لجهالة الحنظلي، و أبو مسعود الجريري بضم الجيم _اسمه سعيد بن إياس البصري ثقة، اختلط قبل موته بثلاث سنين (التقريب2273) و يزيد بن هارون سمع منه بعد الاختلاط (الكواكب النيرات1/ 35)

ومن طريقه أخرجه المقدسي في الترغيب في الدعاءرقم85) قال: و السند ضعيف

(2)

- أخرجه أبو عوانة في مسنده (1/ 556رقم 2078) عن عباس الدوري ويزيد بن سنان عن هارون بن إسماعيل عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، ويحيى بن أبي كثير وإن كان مدلسا إلا أنه في المرتبة الثانية التي احتمل الأئمة تدليسهم (طبقات المدلسين1/ 36/63)

ص: 13