المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إجابة الله للدعاء - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٩٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌سهام الليل

- ‌وقفات للسائلين مع رب العالمين

- ‌لفتة مع دعاء أبي بن كعب

- ‌الدعاء في جوف الليل

- ‌الوزير ابن بقية يقطع الله يده بدعوة

- ‌لا يأتي النصر إلا بالدعاء

- ‌قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إجابة الله للدعاء

- ‌قرب الله من عباده

- ‌أدب رفع اليدين في الدعاء

- ‌قرب الرعيل الأول من الله في الأسحار

- ‌صلاة عمار في الأسحار

- ‌العلاء بن الحضرمي مستجاب الدعوة

- ‌البراء بن مالك لو أقسم على الله لأبره

- ‌دعاء الرسول لسعد بن أبي وقاص

- ‌مسائل في الدعاء

- ‌عدم الاستعجال بالإجابة

- ‌قد تكون المصلحة أن تتأخر الإجابة

- ‌النصر والرزق يكون بدعاء ضعفائنا

- ‌موانع الدعاء

- ‌المطعم الحرام

- ‌الدعاء بإثم أو قطيعة رحم

- ‌الإلحاد في أسمائه سبحانه وتعالى

- ‌الاعتداء في الدعاء

- ‌أوقات إجابة الدعاء

- ‌السحر وقت لإجابة الدعاء

- ‌آخر ساعة في الجمعة

- ‌يوم عرفة

- ‌بين الأذان والإقامة

- ‌أدبار الصلوات

- ‌الأسئلة

- ‌إنسان يكره الدعوة والدعاة

- ‌كلمة إلى زوارنا من قطر

- ‌كتاب الأسبوع

- ‌مشاركة في بحث كيف تعالج القلق

- ‌قضاء المسلم لوقته أيام الإجازة

- ‌دعوة إلى الأمر بالمعروف

الفصل: ‌إجابة الله للدعاء

‌إجابة الله للدعاء

سهام الليل تبدأ من لحظة الحرج، ولحظة الحرج في حياة المؤمن تسمى: الساعة الحمراء، وهي- كما يقول بعض الكتبة - هي الساعة التي سحقت الشيوعية في العالم؛ لأن الله يقول متحدياً الصهاينة والرأسماليين والماركسيين بأصنافهم، والوثنيين والصابئة والمجوس:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل:62] يقول: بيني وبينكم إجابة المضطر في الساعة الحمراء، فمن يجيب المضطر هو الذي يستحق الألوهية، أما غيره فليس له علاقة بالألوهية.

فلما قالها سبحانه وتعالى انهارت كل القيم والكيانات، إلا قيمة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] وكيان (لا إله إلا الله).

{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:62]: واختيار القرآن عجيب، ولفظ المضطر أصلها: المضترر، فأدغمت الراء وقلبت التاء طاءً لأجل الضاد (مربوش) والكلمة لَمَّا ارْتُبِشَتْ اندمِجت فأصبحت مضطراً، كما قال سيد قطب في كلمة (ضنكا) في قوله تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} [طه:124] قال: اختيار الضاد والكاف لصعوبة المعيشة التي يعيشها الإنسان، فكأن معيشته كإخراجه للحروف الثقيلة عليه فهي ضنك، حتى إخراجك لضنكا صعب.

فالله يقول لهذا المخلوق: مَن الذي يجيبك في وقت الاضطرار؟ أليس هو الله؟ أما تذكرتَه؟ {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:62].

وهناك قصة ذكرها ابن القيم وابن عساكر، وقد كررتها كثيراً، وهي قصة الرجل الصالح صاحب الحمار، الذي أرسل الله له ملكاً نَصَرَهُ وقَتَلَ المجرمَ الذي أراد اغتياله؛ لأن الرجل الصالح يقول: يا من يجيب المضطر إذا دعاه! يا من يجيب المضطر إذا دعاه! يا من يجيب المضطر إذا دعاه!

ص: 8