المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإسراف في إعداد الطعام - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٤٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌كيف نستقبل رمضان

- ‌مميزات رمضان

- ‌نزول القرآن في رمضان

- ‌رمضان شهر التقوى

- ‌رمضان شهر التوبة

- ‌محاسبة النفس على عام مضى

- ‌النفوس في القرآن ثلاث

- ‌ابن مسعود ومحاسبة النفس

- ‌عمر بن الخطاب يحاسب نفسه

- ‌من مواقف العلماء في المحاسبة

- ‌تذكر لقاء الله

- ‌من صور تذكر الآخرة عند السلف

- ‌أقسام المحاسبة

- ‌ضرورة اغتنام هذه النفحة الربانية

- ‌أهمية حفظ الوقت في رمضان

- ‌الإكثار من الطاعات

- ‌تلاوة القرآن

- ‌المحافظة على صلاة الجماعة

- ‌ذكر الله

- ‌الإنفاق في سبيل الله

- ‌صلاة التراويح

- ‌التخلي عن العادات الجاهلية والمخالفات الشرعية

- ‌الإسراف في إعداد الطعام

- ‌الإسراف في النوم

- ‌اللعب واللهو

- ‌برنامج الصائم في رمضان

- ‌شذرات وقطوف

- ‌انتصار المسلمين في بدر

- ‌فتح مكة، وفتح القدس

- ‌معركة شقحب

- ‌موقعة حطين

- ‌الأسئلة

- ‌قيام ليلة القدر

- ‌موعد إمساك الصائم

- ‌حكم قضاء صلاة التراويح

- ‌وصية لمن يعتمر في رمضان

- ‌حكم صلاة التراويح مع أكثر من إمام

الفصل: ‌الإسراف في إعداد الطعام

‌الإسراف في إعداد الطعام

ومن هذه العادات:

الإسراف في إعداد الطعام، تعال وابحث في البيوت لترى، من صلاة الظهر يبدأ أهل البيت يصنعون الطعام، فيبدأ في المطبخ حريق، ولم يبق إلا أن يستدعى الدفاع المدني، فهذا قدر يفور، وهذا صحن يصيح، وهذا براد يولول، وأصبح البيت في همهمة! لماذا؟ قالوا: البطون جاعت، والإنسان إذا نزل في النهار ودخل السوق المركزي ظن أنه سوف يأكل ما في السوق، فعبأ الأكياس والأخراج وحمل في الأدراج ما الله به عليم، يصرف للأسرة الواحدة ما يكفي أسراً، وفي المسلمين ثلاثة عشر مليوناً مهددون بالمجاعة، ففي أفغانستان لا يجدون كسرة الخبز، وهؤلاء المجاهدون أهل الثياب المتمزقة، وأهل العزة الإيمانية الذين أرغموا وجه الكافر في التراب وردوه خاسئاً، وهم أهل الأذان في هيئة الأمم.

واسمحوا لي أن أخرج قليلاً ثم أعود.

كيف أذنوا في هيئة الأمم؟

حدثنا يوسف الحمدان بسند جيد "أن كثيراً من قادة المجاهدين حدثوه أن وفدهم لما ذهب إلى نيويورك مقر هيئة الأمم المتحدة، وقد دخل وفد المجاهدين أول مرة ليحضروا الهيئة العمومية لـ هيئة الأمم، فلما وفد المجاهدون المصلون المتوضئون في وفد هيئة الظلم والعمالة والخيانة، وأكل حقوق الإنسان وإرعاب الإنسان؛ وقف المجاهدون لما أتت صلاة الظهر وأوقفوا المؤتمرين وأطلق الأذان"، وقالوا: "خرج وفد إسرائيل إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، ووفد آخر لا ندري من هو، وصلى المجاهدون والقادة.

أذَّن هناك ليعلن أن المكان هناك لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن الكافر دخيل وعميل، فأسمع تلك الهيئة الكافرة: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

بمعابد الإفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارا

لم تنس إفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نارا

كنا نقدم للسيوف رءوسنا لم نخش يوماً غاشماً جبارا

وكأن لسان حال هؤلاء يقول: جرباتشوف طاردناك بالكلاشنكوف في أفغانستان، وطاردناك في هيئة الأمم بالأذان.

وهذه فقط رحلة على شاطئ، وأعود بكم إلى الموضوع.

قال رحمه الله: ومن الناس من يسرف في إعداد الطعام إسرافاً عظيماً فتجدهم لا يرضون إلا أن يملئوا النفايات بالطعام والشراب، فأين الأُسَر الجائعة؟! وأين الاقتصاد؟!

يقول أهل الطب: "مَن أكثر من الأنواع أُصيب بالأوجاع".

فالذي يأكل عشرين صنفاً أكثر مرضاً ممن يأكل صنفين، والسلف لم يكن عندهم مستشفيات لكن نحن في كل حارة مستشفى، وقسم الباطنية سبع غرف، حتى لا تجد في بعض المستشفيات قسم حنجرة، ولا عظام، بل كلها باطنية، الغرفة الأولى باطنية والثانية والثالثة والرابعة، وكلها مليئة ما شاء الله! وقسم الحنجرة لا تجد فيه أحداً، دكتور الحنجرة مسكين ينتظر كأنه حارس مرمَى، بينما صاحب الباطنية عرقه يتصبب في الأرض، في كل وقت يدخلون عليه رجلاً منتفخ البطن، مات شهيداً، مالَه رحمه الله؟ قالوا: أكل عصيدة في الظهر حارة، فلما وقعت في بطنه أصيب بإغماء، فما ندري هل قتل شهيداً أم قتل على خاتمة طيبة؟ فيشقوا بطنه فيموت، تغمده الله بواسع رحمته.

يا مسلمون! قسم الباطنية مزدحم من كثرة ما أكلنا وشربنا، ما تركنا جديداً ولا قديماً ولا حديثاً إلا أكلناه، وأحياناً يدعى الإنسان إلى مأدُبة وما معه إلا أربعة وإنها لتكفي ثلاثين أو أربعين، فإلى متى هذه الطاقات هدراً وإسرافاً؟! إن الله لا يحب المسرفين، قال تعالى:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} [الإسراء:27].

يقال: أحد الأَكَلة -ممن يأكل كثيراً- حضر إلى مأدبة فوجد الناس يأكلون، والطعام حار فرفع يده، فما وقفوا، فأخذ يبكي قالوا:"ما لك تبكي؟ " قال: "أكلتم عليَّ الطعام" قالوا: "كُل معنا" قال: "حار" وهذا البكاء لا يؤجر عليه لأنه ليس في عبادة.

ص: 23