المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محاسبة النفس على عام مضى - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٤٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌كيف نستقبل رمضان

- ‌مميزات رمضان

- ‌نزول القرآن في رمضان

- ‌رمضان شهر التقوى

- ‌رمضان شهر التوبة

- ‌محاسبة النفس على عام مضى

- ‌النفوس في القرآن ثلاث

- ‌ابن مسعود ومحاسبة النفس

- ‌عمر بن الخطاب يحاسب نفسه

- ‌من مواقف العلماء في المحاسبة

- ‌تذكر لقاء الله

- ‌من صور تذكر الآخرة عند السلف

- ‌أقسام المحاسبة

- ‌ضرورة اغتنام هذه النفحة الربانية

- ‌أهمية حفظ الوقت في رمضان

- ‌الإكثار من الطاعات

- ‌تلاوة القرآن

- ‌المحافظة على صلاة الجماعة

- ‌ذكر الله

- ‌الإنفاق في سبيل الله

- ‌صلاة التراويح

- ‌التخلي عن العادات الجاهلية والمخالفات الشرعية

- ‌الإسراف في إعداد الطعام

- ‌الإسراف في النوم

- ‌اللعب واللهو

- ‌برنامج الصائم في رمضان

- ‌شذرات وقطوف

- ‌انتصار المسلمين في بدر

- ‌فتح مكة، وفتح القدس

- ‌معركة شقحب

- ‌موقعة حطين

- ‌الأسئلة

- ‌قيام ليلة القدر

- ‌موعد إمساك الصائم

- ‌حكم قضاء صلاة التراويح

- ‌وصية لمن يعتمر في رمضان

- ‌حكم صلاة التراويح مع أكثر من إمام

الفصل: ‌محاسبة النفس على عام مضى

‌محاسبة النفس على عام مضى

العنصر الأول: محاسبة النفس على عام انصرم، فقد مضت سنة كاملة لا ندري ما عملنا بها، إنما علمها عند ربي في كتاب:{قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى} [طه:52] وهذا هو الخطاب العجيب! وهو الجواب الأريب الذي سُدد له موسى عليه السلام وهو يتكلم مع فرعون، ففرعون الطاغية المجرم يقول لموسى: ما بال القرون الأولى؟ ما لهم لا يتكلمون، ولا يتحدثون، ولم يخرجوا إلينا؟

فرد عليهم بجواب -يقول الزمخشري: لله دره من جواب- قال تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى} [طه:51 - 52] لأن الشعور الإلحادي والمتزندق في الساحة ينظر إلى القبور فيجدها هامدة فيقول: لا بعث، فيقول:

أتيتُ القبور فناديتها أين المعظم والمحتقر؟!

تفانوا جميعاً فما مخبر وماتوا جميعاً ومات الخبر

لكن -والله- ليبعثرن ما في القبور، وليحصلن ما في الصدور.

يقول الحسن البصري رحمه الله -والكلام إليه صحيح- لما قرأ قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة:1 - 2] قال معلقاً على النفس: "لا تجد المسلم إلا لوَّاماً لنفسه، يقول: ماذا فعلت بأكلتي؟ وماذا أردت بكلمتي؟ فهو يلوم نفسه دائماً.

أما الفاجر فيعربد ولا يلوي على شيء، غره منصبه ووظيفته وقصره وسيارته:{فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46] وقال تعالى أيضاً: {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف:179] وهي حياة الإنسان يوم يبلغ مبلغ البهيمة، ويوم يسير في مسلاخ الدابة لا يرى نوراً ولا إيماناً ولا استقامة.

ص: 6