المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌استصغار الذنوب السبب العاشر: استصغار الذنوب، إن استصغار الذنوب من علامة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٢٧٣

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌المخرج من الفتنة

- ‌الابتلاء بالفتن سنة الله

- ‌أولاً: أسباب الفتن

- ‌الإعراض عن آيات الله

- ‌نقض العهد

- ‌ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الغفلة من أسباب الفتن

- ‌الترف والبذخ من أسباب الفتن

- ‌عدم أخذ العبر

- ‌لبس الحق بالباطل

- ‌العجب بحضارة الكافر

- ‌عدم إخلاص الولاء والبراء

- ‌استصغار الذنوب

- ‌نكوص العلماء عن قول الحق

- ‌طول الأمد في المعصية

- ‌التذبذب في المواقف

- ‌نسيان ذكر الله عز وجل

- ‌تقديم الدنيا على الآخرة

- ‌ثانياً: المخرج من الفتن

- ‌السبب الأول: التضرع إلى الله عز وجل وصدق الدعاء

- ‌السبب الثاني: الاهتداء بنور الوحي

- ‌السبب الثالث: الاقتداء بالمعصوم عليه الصلاة والسلام

- ‌السبب الرابع: اجتناب التشبه بأعداء الله عز وجل

- ‌السبب الخامس: اليقين أمام الشبهات

- ‌السبب السادس: الصبر أمام الشهوات

- ‌السبب السابع: قصر الأمل

- ‌السبب الثامن: تجديد التوبة والإنابة إلى الله والعودة إليه

- ‌السبب التاسع: القيام بشكر المنعم سبحانه وتعالى

- ‌السبب العاشر: الدعوة إلى منهج الله عز وجل

- ‌السبب الحادي عشر: محاربة البدع والمحدثات

- ‌السبب الثاني عشر: إيجاد البدائل الإسلامية

- ‌السبب الثالث عشر: تعرية الباطل وإظهار عوار الجاهلية

- ‌السبب الرابع عشر: نشر علم الشريعة

- ‌الأسئلة

- ‌حتمية الصراع بين الحق والباطل

- ‌الغناء كله حرام

- ‌فسوق من ترك صلاة الجماعة

- ‌وجوب الصلاة في جماعة

- ‌العمل بالسنة

- ‌وصول الأجر إلى الميت

- ‌الغناء يورث النفاق

الفصل: ‌ ‌استصغار الذنوب السبب العاشر: استصغار الذنوب، إن استصغار الذنوب من علامة

‌استصغار الذنوب

السبب العاشر: استصغار الذنوب، إن استصغار الذنوب من علامة الفتنة والعياذ بالله! ذنوب كالجبال وتُستصغر، ولذلك تجد بعض الناس إذا حدثته عن ذنب، قال: هذا سهل وبسيط تحدثني عن هذا، وهل هذه قضيتنا؟ الأمر أسهل مما تتصور، والله غفور رحيم، وتجد أهل المعصية آمن الناس من الله، وأهل الطاعة أخوف الناس من الله.

يقول الحسن البصري عن النفاق: [[ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق]] كيف هذا؟

أي: لا يخاف من المعاصي والنفاق إلا المؤمنون، وأما الفجرة فهم يأمنون من النفاق حتى يزكي أحدهم نفسه.

الآن تارك الصلاة -مثلاً- تعال وقل له -والعياذ بالله-: فاسق، مع العلم أنه كافر، لأن من يترك الصلاة ليس فاسقاً فحسب عند أهل السنة والجماعة بل هو كافر خارج من الملة، وأفتى أهل العلم أنه لا يصلى عليه إذا مات، ولا يكفن، ولا يغسل، ولا يدفن في مقابر المسلمين، وأن زوجته تخرج من عصمته ولو لم يطلقها، ولا يجوز لها أن تبقى معه ما دام يترك الصلاة.

هو كافر ومع ذلك إذا قلت له: يا فاسق، ذابحك وقاتلك، ثم إذا ذكرت له تقصيره، قال: لا.

أنا والحمد لله لست مقصراً، ونحن في بلاد إسلامية، وأنت لو خرجت إلى بلاد الكفر، رأيت العجب العجاب نحن بخير، يعني: ما بقي إلا نحن لم نخلع الثياب، وهذا استصغار الذنوب والخطايا، حتى يوجد في بعض البلدان أنه ليس لك أن تتكلم -وهو صحيح هذا- يعني -مثلاً-: إذا ذهبت إلى بعض البلدان التي لا يصلون فيها هل لك أن تتكلم في حلق اللحى، أو في تقصير الثياب؟

هذه مسائلهم أصبحت وعمت وطمت، حتى المسائل التي تتحدث عنها عن الإيمان، بعض الشعوب العربية دخلت فيها الماركسية الكفر والإلحاد والاستهزاء بدين الله، بعض الجيوش العربية كانت تأخذ المصاحف وتمزقها بالأحذية وهو كتاب الله عز وجل، وقرأت في بعض المذكرات أن أحد المجرمين الكبار الملاحدة وهو عربي يقول لأحد الدعاة: اذهبوا به إلى الزنزانة، قال هذا الداعية: يا رب إني مغلوب فانتصر، قال: ربك لو نزل حبسته معك في الزنزانة، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:1 - 4] هذا استصغار الذنوب ومجاهرة الله عز وجل بالخطايا.

ص: 13