المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مكانته في العالم الإسلامي - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٤٧

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الممتاز في مناقب ابن باز

- ‌تعريف بالإمام ابن باز

- ‌أسباب اختيار موضوع التعريف بابن باز

- ‌نسب الشيخ وأسرته

- ‌نشأته وطلبه للعلم

- ‌الأعمال التي تولاها ابن باز وأخلاقه ومكانته

- ‌أعماله

- ‌مميزاته

- ‌مكانته في العالم الإسلامي

- ‌تواضع الشيخ وقضاؤه لحوائج الناس

- ‌كرمه

- ‌برنامجه اليومي

- ‌الشورى في حياة الشيخ

- ‌الشيخ والفتاوى

- ‌الشيخ محدثاً وفقيهاً

- ‌مواقف للشيخ ابن باز ومواهبه الفذة

- ‌شجاعة الشيخ في قول الحق

- ‌الشيخ خطيباً

- ‌منهج الشيخ في البحث

- ‌الشيخ والنشاط العلمي

- ‌مجالات الشيخ العلمية

- ‌أدوات الشيخ العلمية

- ‌مشهد لا ينسى

- ‌الأسئلة

- ‌محاولة تشويه صورة الشيخ

- ‌البيع في المساجد

- ‌كلمة عن سيد قطب

- ‌الاختلاف سنة كونية

- ‌كثرة أعمال الشيخ

- ‌جمع الشويعر لفتاوى الشيخ

- ‌أهل جيزان

- ‌تعريف بمحاضرة: (أبو ذر في عصر الكمبيوتر)

- ‌سبب اختيار ابن باز للترجمة

- ‌نصيحة لمن يتأخر عن المحاضرات

- ‌أبناء الشيخ

- ‌اهتمام الشيخ بمشاكل الناس

- ‌الشيخ والشعر

- ‌الطريق إلى ما وصل إليه الشيخ

الفصل: ‌مكانته في العالم الإسلامي

‌مكانته في العالم الإسلامي

أما مكانته في العالم الإسلامي، فقد حظي الشيخ بحب العالم الإسلامي، وحمل حبه في جوانحه، وسار الشيخ مثلاً للعالم الذي يمثل العلم في طول العالم الإسلامي وعرضه، ولا أقولها من باب التعصب ولا العاطفة، فلقد رأيت فيما يقارب إحدى عشرة ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية في المراكز والمدارس الإسلامية، وفي الأكاديمية والمساجد أن الثقة عندهم هو الشيخ عبد العزيز بن باز، وله ممثلون في كل ولاية -في الغالب- يمثلون فكره وفتواه ودعوته، وإذا أتت الفتيا منه قبلوها، على حد قول القائل:

إذا قالت حذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حذامِ

وأخبرنا كثير من الدعاة ممن ذهب إلى آسيا وأفريقيا أن الشيخ يلقى احتراماً واسعاً، وفتواه تقبل في العموم الغالب، ويقدر ويجل من عموم الناس بحمله للعلم الشرعي، وقربه من القلوب، وعدم جرحه للمشاعر، ولما أكسبه الله من القبول والقبول بيد الله وليس بيد أحد من الناس، فالشيخ لم يؤت هذه المكانة على كسب الناس في منصبه، فالناس يعرفون ابن باز أعظم من عرفانهم لمنصبه، ولا أوتيها من أسرته فإن أكرمكم عند الله أتقاكم، ولكن من علمه وتقواه وإخلاصه، وفي الصحيح:{إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل: إني أحب فلاناً فأحبَّه؛ فيحبه، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبونه، ثم يوضع له القبول في الأرض} وبالعكس من أبغضه الله حتى أن الناس ليشربون مع الماء قبول بعض الناس، ويشربون مع الماء بغض بعض الناس، ونعوذ بالله أن تبغضنا قلوب الناس، فأنتم شهداء الله في أرضه.

وأثر الشيخ في العالم الإسلامي ينطلق من أمور:

أولاً: أنه في بلاد الحرمين مهبط الوحي، ومسرى الرسالة، وفيها منارة التوحيد، ومنها الخلفاء الراشدون، وعلى أرضها نزلت لا إله إلا الله.

ثانياً: أن علمه موثوق؛ إذ هو يمثل علم السلف الصالح أهل السنة والجماعة.

ثالثاً: للشيخ قبول أعطاه الله عز وجل.

رابعاً: الشيخ معطاء يستقبل الوفود، ويقضي حوائجهم، ويراجع مسائلهم، وقد سمعت من بعض المشايخ أن الشيخ في بعض المجالس يذكر له الجهاد الأفغاني وما يصيب المجاهدين من برد هناك وجوع، فتدمع عيونه.

إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ تبين من بكى ممن تباكى

قد استشفيت من داءٍ بداءٍ فأقتل ما أعلك ما شفاك

وقال أحدهم: وعرض للشيخ مرة مجزرة الفلبين التي صرع على يد الطغاة هناك ألوف المسلمين، فبكى الشيخ حتى اهتز من كثرة البكاء.

وبيت الشيخ -كما تعرفون- في الرياض بفلله مفتوح للضيافة، ومن الغرباء من ينام هناك الأيام الطويلة، وقد رأينا ذلك عياناً لا نقلاً، من يأتي فيجلس على مائدة الشيخ، وسوف أتكلم عنه في فصل:" كرم الشيخ".

والشيخ ملم بأحوال العالم الإسلامي؛ إذ تأتيه البرقيات والرسائل والملحقات والنشرات والكتب والمجلات والصحف، وقد دخلت عليه مرة من المرات فوجدت عنده أحد النواب الرؤساء الأفارقة، والمترجم عنده يترجم، وهو يتكلم عن بلاده وعن وضع الإسلام هناك، وأخبره الشيخ بالوسائل المجدية في نشر الدين، ولما انتهى وإذا بزمرة من الناس ما يقارب العشرة من جاليات غير مسلمة يعلنون إسلامهم بين يدي الشيخ.

ص: 9