المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌منزلة المهاجرين ومنزلة الأنصار - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٧٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌حب الأنصار

- ‌منزلة المهاجرين ومنزلة الأنصار

- ‌موقف أبي بكر مع الأنصار

- ‌تقديم المهاجرين على الأنصار في القرآن

- ‌رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأنصار إلى المدينة

- ‌مبايعة الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يهاجر إلى المدينة

- ‌نزول النبي صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب

- ‌بعض مناقب الأنصار في استقبال الرسول عليه الصلاة والسلام

- ‌سعد بن عبادة يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أم سليم تستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌موقف الأنصار في حنين

- ‌إسلام مالك بن عوف النضري

- ‌موقف الأنصار من توزيع الغنائم في حنين

- ‌موقف الأنصار يوم بدر

- ‌موقف عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول مع أبيه

- ‌كرامات الأنصار

- ‌كرامة لأسيد بن حضير

- ‌كرامة عباد بن بشر

- ‌كرامة قتادة بن النعمان

- ‌شهداء الأنصار

- ‌أنس بن النضر من شهداء الأنصار

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام من شهداء الأنصار

- ‌حرام بن ملحان من شهداء الأنصار

- ‌سعد بن الربيع من شهداء الأنصار

- ‌البراء بن مالك من شهداء الأنصار

- ‌عمير بن الحمام من شهداء الأنصار

- ‌من عظماء وعلماء الأنصار

- ‌أبي بن كعب من قراء الأنصار

- ‌حسان بن ثابت

- ‌عقيدة أهل السنة والجماعة في الأنصار

- ‌واجبنا نحو الأنصار

الفصل: ‌منزلة المهاجرين ومنزلة الأنصار

‌منزلة المهاجرين ومنزلة الأنصار

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

معنا هنا -بإذن الله وعونه وتوفيقه- موضوع خطير وشائق في نفس الوقت، وهذا الموضوع عقد له الإمام البخاري باباً منفصلاً، فقال:(باب: علامة الإيمان حب الأنصار رضوان الله عليهم وأرضاهم).

ثم قال رحمه الله تعالى: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عبد الله بن عبد الله بن جبر، قال: سمعت أنساً عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:{آية الإيمان: حب الأنصار، وآية النفاق: بغض الأنصار} وإذا كنا أسلفنا الحديث معكم في مشروع حفظ حديث في كل جلسة، وسبق معنا حديث في الجلسة الماضية الذي رواه الترمذي وأحمد:{أن رجلاً أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فدلني على باب جامع أتمسك به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله} وهذا الحديث حسن، وهو من قواعد هذا الدين، ولا بأس أن نأخذ في هذا الأسبوع هذا الحديث العظيم الذي هو حديث ولاء، وحديث عقيدة، وحديث محبة، لمن نصر الله ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أنس: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {آية الإيمان: حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار} فجعله البخاري في أمور الإيمان، ليجعله من العقيدة، وليدخل أعمال القلوب في مسمى الإيمان كما هو من عقيدة أهل السنة والجماعة، وسوف يطول -إن شاء الله- الحديث مع الأنصار، ومع حياتهم، لنتقرب بحبهم إلى الله الواحد القهار.

فإن الله سبحانه وتعالى قد امتدحهم في أكثر من آية، وامتدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ثبت عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه رأى امرأة مقبلة، فقال:{ممن هذه المرأة؟ قالوا: من الأنصار، قال: والله الذي لا إله إلا هو! إنهم لمن أحب الناس إلي} ولذلك يقول الله تبارك وتعالى في سورة التوبة: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة:117] فجعل الأنصار بعد المهاجرين.

ص: 2