المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سعد بن عبادة يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٧٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌حب الأنصار

- ‌منزلة المهاجرين ومنزلة الأنصار

- ‌موقف أبي بكر مع الأنصار

- ‌تقديم المهاجرين على الأنصار في القرآن

- ‌رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأنصار إلى المدينة

- ‌مبايعة الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يهاجر إلى المدينة

- ‌نزول النبي صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب

- ‌بعض مناقب الأنصار في استقبال الرسول عليه الصلاة والسلام

- ‌سعد بن عبادة يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌أم سليم تستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌موقف الأنصار في حنين

- ‌إسلام مالك بن عوف النضري

- ‌موقف الأنصار من توزيع الغنائم في حنين

- ‌موقف الأنصار يوم بدر

- ‌موقف عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول مع أبيه

- ‌كرامات الأنصار

- ‌كرامة لأسيد بن حضير

- ‌كرامة عباد بن بشر

- ‌كرامة قتادة بن النعمان

- ‌شهداء الأنصار

- ‌أنس بن النضر من شهداء الأنصار

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام من شهداء الأنصار

- ‌حرام بن ملحان من شهداء الأنصار

- ‌سعد بن الربيع من شهداء الأنصار

- ‌البراء بن مالك من شهداء الأنصار

- ‌عمير بن الحمام من شهداء الأنصار

- ‌من عظماء وعلماء الأنصار

- ‌أبي بن كعب من قراء الأنصار

- ‌حسان بن ثابت

- ‌عقيدة أهل السنة والجماعة في الأنصار

- ‌واجبنا نحو الأنصار

الفصل: ‌سعد بن عبادة يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم

‌سعد بن عبادة يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم

سعد بن عبادة بن دليم، سيد الخزرج، هذا الرجل منذ أن وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقد أقسم بالله لا تغادر صحفته بيتاً فيه رسول الله، فكانت صحفته يحملها أربعة، وكان من أكرم العرب، فكانت تدار مع رسول الله في أي بيت نزل فيه، حتى تقول عائشة رضي الله عنها عن سعد بن عبادة:[[ما أكرمه! والله ما مسنا الجوع منذ رأينا صحفته]] أو كما قالت رضي الله عنها.

لكن لما انتقل إلى العالية وابتعد عن المدينة، أصبح هناك بُعد بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في الجوار، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يزوره إلى هناك، بل زاره حافياً عليه الصلاة والسلام في سكك المدينة.

يقول علماء الإسلام: ما عرفنا ثلاثة أجواد في الإسلام والجاهلية من نسق واحد إلا سعد بن عبادة بن دليم، فإنه جواد من أجواد الإسلام، وأبوه: عبادة بن دليم وجده دليم كذلك كان من أجواد الجاهلية، هذا النسب العريق في الجود.

وثبت عن سعد رضي الله عنه أنه نحر مائة ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والسبب: أنه أتاه ابنه قيس، وقال:[[يا أبتاه! والله لقد رأيت الجوع بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم قال: كيف عرفته؟ قال: عرفته في صوته ورأيته في وجهه، فأخذ الحربة، قالوا: وجاء الرسول الله وهو ينحر، قال: ولِمَ؟ قال: والله لأشبعن كواسر المدينة وعوافها]] يعني: الطيور، فنحر وكان ثرياً غنياً آتاه الله كثيراً من المال كان -كما يقول الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء - يرفع يديه بعد كل صلاة، ويقول: اللهم إني لا جود إلا بفعال، اللهم إني أسألك ما أجود به في سبيلك، فأعطاه الله سبحانه وتعالى، وهو سيد من السادات، فأخذ الحربة فما أنزلها من يده حتى نحر مائة ناقة، ثم قال: عليّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل المدينة، فأشبع أهل المدينة حتى أكل معهم اليهود في ذاك اليوم.

هذا سعد بن عبادة الذي يقول عنه السلف: كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جوع، ينطلق الصحابة بالرجل والرجلين، وأما سعد بن عبادة فينطلق بالثمانين إلى المائة إلى بيته.

ص: 10