المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من أخبار عبادة بن الصامت - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٣٨٣

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌أتاكم جبريل يعلمكم دينكم

- ‌حديث البخاري في تعيين ليلة القدر

- ‌من أخبار عبادة بن الصامت

- ‌كراهة الشجار ولو في أمر بمعروف

- ‌من أدب الجدال خفض الصوت

- ‌حديث البخاري في مراتب الدين

- ‌سبب ورود الحديث وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع البدو

- ‌رؤية الملائكة كرامة للصالحين

- ‌شرح حديث جبريل

- ‌الإيمان بالقدر

- ‌الإحسان

- ‌أشراط الساعة

- ‌حديث النعمان بن بشير في اتقاء الشبهات

- ‌الوفود التي وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌وفد عبد القيس

- ‌وفد الطائف

- ‌وفد الأزد

- ‌وفد غامد

- ‌وفد بني حنيفة

- ‌الأسئلة

- ‌من أحكام العقيقة

- ‌حكم البول واقفاً

- ‌نسبة أبي هريرة

- ‌قاتل مسيلمة

- ‌رفع اليدين بالدعاء بعد الصلاة

- ‌الرد على من يقول بأن نزول الملائكة معنوي

- ‌كفارة الرشوة

- ‌من دخل المسجد والإمام في آخر الصلاة

- ‌السواك وقت الخطبة

- ‌معنى: أن تلد الأمة ربتها

- ‌حكم الإجابة بـ (الله ورسوله أعلم)

- ‌مقدار انتظار الصلاة بعد الأذان اجتهادي

- ‌صحة قيام الساعة على فجار الخلق

- ‌من أحكاع الرضاع

- ‌مناسبة ذكر ليلة القدر في كتاب الإيمان من البخاري

- ‌حكم دفن جنازتين في قبر

- ‌من غزوة مؤتة

الفصل: ‌من أخبار عبادة بن الصامت

‌من أخبار عبادة بن الصامت

عبادة بن الصامت أحد الأصحاب الأخيار الأحباب؛ الذين رباهم صلى الله عليه وسلم على عينٍ وبصرٍ وسمع، كان من العلماء بالله، وليس من علماء الدنيا الذين يحفظون المتون، ثم يبطلون مفعولها في الأرض، كان يعلم علماً للآخرة، ولذلك عده عمر رضي الله عنه من الحفاظ، فأرسله إلى الشام معلماً ومربياً هناك، ورسولاً من رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقاليم، فكان يجلس من بعد صلاة الفجر حتى الضحى يعلمهم القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان يتعرض للأمراء ويمقتهم في مجلسه، وأمير الشام آنذاك معاوية بن أبي سفيان، فاشتكاه معاوية إلى عمر فاستدعاه عمر وقال:[[ما لك تنقم على معاوية؟ قال: إنه يأخذ المال وينفقه كيف يشاء، ويفعل ويفعل، قال: عد إلى الشام فقبح الله أرضاً لست فيها وأمثالك]].

ذلك لأن الأرض التي لا تطلع عليها شمس الرسالة هي أرضٌ ملعونة، فقال عمر [[قبح الله أرضاً لست فيها أنت وأمثالك، فعد إلى الشام]].

وكتب إلى معاوية: [[لك إمرة على أهل الشام جميعاً إلا على عبادة، فليس لك إمرة عليه فهو أمير عليك وأنت لست بأمير عليه]].

فلما ذهب عبادة إلى هناك كان يقول ويفعل على نور من الله سبحانه وتعالى، يتكلم معاوية وهو مسدد خال المؤمنين رضي الله عنه، ولكن الأنصار ربما لا تعجبهم بعض الكلمات التي تصدر فيتأولون، فيقوم عبادة ويقاطع كلام معاوية ويقول: لا سمع ولا طاعة، فيقول معاوية: ما لك يا عبادة؟ قال: [[إنك ما كنت معنا يوم بايعنا رسول صلى الله عليه وسلم على أن نقول الحق لا نخشى لومة لائم]] فهو من أهل العقبة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي كانت يد الله فوق أيديهم، فصدقوا ما عاهدوا عليه الله عز وجل.

ولذلك يقول عبد الله بن رواحة: {لما بايعنا رسول صلى الله عليه وسلم قمت من وسط القوم وكنت شاباً، فقلت: يا رسول الله ما لنا إذا بايعناك؟ وما علينا إذا بايعتنا؟ قال: فحصبني الأنصار -يعني: رجموه بالحجارة حياءً من الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لهم صلى الله عليه وسلم: لي عليكم أن تمنعوني مما تمنعوا منه نسائكم وأولادكم وأموالكم؛ فإذا فعلتم ذلك فلكم الجنة، فقام ابن رواحة فقال: ربح البيع؛ لا نقيل ولا نستقيل} .

فأخذها بيعة عند الله عز وجل، فوفى لله بما بايع:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111].

ص: 3