المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من جوانب الخير: الفطرة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٤٠

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌أين أنتم يا شباب

- ‌نداء للشباب اللاهي

- ‌جوانب الخير عند الشباب

- ‌من جوانب الخير: الفطرة

- ‌من جوانب الخير: الغيرة

- ‌من جوانب الخير: حب الله ورسوله

- ‌من جوانب الخير: أنهم رصيد الإسلام

- ‌من جوانب الخير: بقاء ملامح الخير

- ‌منكرات يقع فيها بعض الشباب

- ‌الاستهزاء بالعلماء

- ‌هجر أماكن الخير

- ‌الاستماع إلى السوء

- ‌مأساة الرياضة وتقليد نجومها

- ‌العزوف عن الزواج

- ‌الإعجاب والافتتان بالمشركين

- ‌متابعة الموضة وملاحقة أخبار الأزياء

- ‌أخبار النجوم والإصدارات الوافدة

- ‌الدعايات والإعلانات

- ‌ارتياد دور التجميل

- ‌التدخين

- ‌السفر لغير حاجة إلى بلاد الكفار

- ‌المخدرات

- ‌التلفزيون والسينما

- ‌الدواء الشافي

- ‌الأسئلة

- ‌المحاسبة علاج لأمراض الشباب

- ‌التفكر في نعم الله علاج يوقظ الغافلين

- ‌التفكر في السيرة النبوية

- ‌باب التوبة مفتوح

- ‌الصبر والنظر إلى معالي الأمور

- ‌الحث على الاقتداء بالرسول قولاً وفعلاً

- ‌تذكر الموت

- ‌توبة المغنين

- ‌عقوق الوالدين

- ‌مدمن خمر يطلب الهداية

- ‌من آثار الرفق في الدعوة

الفصل: ‌من جوانب الخير: الفطرة

‌من جوانب الخير: الفطرة

أولاً: إن عندهم الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله، أنا أعلم أنهم لم يحضروا، وأنا أعلم أن بعضهم يصلي في بيته، وأنا أعلم أن كثيراً منهم يستمع إلى الأغاني الماجنات أكثر من سماعه إلى الآيات البينات، وأنا أعلم أن الكثير يطالع المجلات الخليعات أكثر مما يطالع الأحاديث النبويات الموروثة عن معلم الخير عليه الصلاة والسلام، ولكن عندهم الفطرة، مكتوب في قلوبهم لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقد نزلت رءوسهم من بطون أمهاتهم إلى الأرض وهي تحمل مبدأ التوحيد:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف:172].

فأنا أخاطب الفطرة فيهم، وكثير من الناس يظن أن هؤلاء يعيشون بلا فطرة أو يعيشون بلا دين اذهب إليه وحرك الفطرة، اسقها بماء الهدى، وابعث فيها الأنوار، واجعلها تنمو وتنمو وتكبر وتكبر حتى تراه بجانبك في الصلاة وفي الدرس، وفي المحاضرة، لكنك أنت أخطأت، وأنا أخطأت، وهو أخطأ.

فأخطأت أنت لأنك لم تشارك في الذهاب إليه، ولم تبعث له بحبك، ولم تقف معه، ولم تبادله الأشواق والمودة، وأخطأت أنا لأنني ما خصصت جزءاً من دعواتي ومحاضراتي لأولئك، وأخطأ هو لأنه لم يلتمس النور، ولم يبحث عن الهداية، ولم يأت مرة ليجرب نفسه في مثل هذه المحاضرات والدروس، إنه جرب نفسه في المقهى، وجرب نفسه في المنتدى، وجرب نفسه على الرصيف، وجرب نفسه مع الكرة، وجرب نفسه مع الأغنية، لكنه ما جرب مرة واحدة طعم الهداية والنور:

أين من يدعي ظلاماً يا رفيق الليل أينا إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه

قد مشينا في ضياء الوحي حباً واهتدينا ورسول الله قاد الركب تحدوه خطاه

أين توجد معالمه عليه الصلاة والسلام؟ في المحراب.

أين توجد أنواره؟ في المحراب.

أين يوجد دستوره؟ في المحراب.

أين توجد مسيرته المباركة؟ في المحراب.

أين يوجد منهجه المستقيم؟ في المحراب.

اذهب إلى أولئك وتعال بهم إلى المحراب؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} هذه هي المكاسب الغالية يا شباب الإسلام.

ص: 4