المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حياة عمر بن الخطاب - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٨٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌أهل الشبهات وأهل الشهوات

- ‌أمراض القلوب

- ‌مرض الشبهة

- ‌مرض الشهوة

- ‌مرض الشبهة

- ‌نماذج ممن أصابهم مرض الشبهة

- ‌علاج مرض الشبهة

- ‌نماذج من المؤمنين الصادقين

- ‌عمير بن الحمام

- ‌آثار الشبهات في حياة المسلمين

- ‌سماحة الإسلام ويسر تعلمه والعمل به

- ‌انتشار مرض الشبهات

- ‌مرض الشهوات

- ‌عاقبة مرضى الشهوات

- ‌نماذج من مرضى الشهوات

- ‌نماذج من حسن الخاتمة للطاهرة قلوبهم

- ‌مظاهر مرض الشهوات

- ‌الصالحون وحياة الزهد والعبادة

- ‌حياة عمر بن الخطاب

- ‌ربيعة بن كعب والهمة العالية

- ‌ابن أدهم ولذة العبادة

- ‌ابن تيمية والزهد في السلطة

- ‌ندم أهل الغرور

- ‌المعتصم يؤخذ على حين غرة

- ‌الرشيد وضراعته عند الموت

- ‌الدواء من أمراض القلوب

- ‌عودة إلى علاج مرض الشبهة

- ‌علاج مرض الشهوة

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة حفظ الوقت

- ‌أسباب المصائب والعقوبات التي تحل بنا

- ‌أبو العلاء المعري في الميزان

- ‌كيفية التخلص من ضغط الشهوة

- ‌حث طلبة العلم على الدعوة

- ‌أدعية تحجز الإنسان عن الشهوات والشبهات

- ‌نصيحة في تربية الأبناء

- ‌أهمية الصلاة

- ‌طرق الأعداء في إضلال الشباب

- ‌كيفية التخلص من الشرود في الصلاة

- ‌ضرورة الاتعاظ بآيات الله الكونية

- ‌الحث على التبرع للمجاهدين الأفغان

الفصل: ‌حياة عمر بن الخطاب

‌حياة عمر بن الخطاب

يقف عمر بن الخطاب على المنبر يوم الجمعة، وكلكم يسمع ويعرف عمر بن الخطاب، فيقف وهو خليفة المسلمين، تحت يديه ذهب، وفضة الدنيا، وأموال الدنيا، فيقرقر بطنه من الجوع فقال لبطنه:[[قرقر أو لا تقرقر، والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين]] وذلك في عام الرمادة، يقول: لماذا تشبع وأطفال المسلمين ما شبعوا؟ ثوبه مرقع، ومع ذلك يهتز كسرى وقيصر من عظمته وذكره.

يا من يرى عمراً تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواه

يهتز كسرى على كرسيه فرقاً من خوفه وملوك الروم تخشاه

قال البخاري في الصحيح في كتاب الرقاق: باب الرقاق، وقول الله سبحانه وتعالى:{إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [محمد:36] وقال علي بن أبي طالب، أبو الحسن، أمير المؤمنين الذي ما ملك من الدنيا لا قليلاً ولا كثيراً، عنده ثوب وسيف يقطع به رءوس أعداء الله، ومصحفه في صدره، وعنده طريق إلى الجنة، وعنده ثوب يواري به جسمه، وكسرة خبز، يقول في صحيح البخاري:[[ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل]].

قال معاوية لـ ضرار بن الحارث الصدائي كيف رأيت علي بن أبي طالب؟ -بعد ما مات- قال: [[والله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته في ظلام الليل، وهو يبكي بكاء الفطيم، ويتململ تململ السليم، ويمسك لحيته بيديه، ويقول: يا دنيا يا دنية طلقتك ثلاثاً، غري غيري زادك حقير وعمرك قصير، وسفرك طويل، آه من وحشة الزاد وبعد السفر، ولقاء الموت]].

ونسبت إليه مقطوعة يقول فيها، هي مقطوعة لمن يريد الجنة:

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الموت نبنيها

فا عمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن بانيها

قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها

ص: 19