المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السبيل إلى معرفة الحكم الشرعي في أمر لم يعرف حكمه - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٩٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الأمر بتقوى الله

- ‌الأمر بتقوى الله

- ‌وصية الله للأولين والآخرين هي التقوى

- ‌حياة وميلاد المؤمن بتقوى الله

- ‌حياة الكافر وموته

- ‌تعريف الصحابة للتقوى

- ‌وقفات مع المتقين

- ‌وقفات مع عمر

- ‌مع سعد بن أبي وقاص

- ‌مع عبد الله بن عمرو الأنصاري

- ‌في ماذا تكون تقوى الله

- ‌التقوى تكون بالتحرز من عذاب الله

- ‌حفظ الجوارح طريق النجاة

- ‌من صفات المتقين

- ‌بذل المعروف من صفات الأتقياء

- ‌حفظ اللسان من صفات المتقين

- ‌طيب المطعم من صفات المتقين

- ‌استجابة الله لدعاء المتقين

- ‌وسائل تحصيل التقوى

- ‌مراقبة الله عز وجل

- ‌ذكر الله

- ‌تدبر كتاب الله

- ‌الدعاء يعين على تقوى الله

- ‌مجالسة الصالحين

- ‌الأسئلة

- ‌أسباب الوحشة مع الله وعدم الخشوع في الصلاة وعلاج ذلك

- ‌حكم الغناء وغيره من الآلات وعقاب المغني يوم القيامة

- ‌السبيل إلى معرفة الحكم الشرعي في أمر لم يعرف حكمه

- ‌التثاقل عن أداء الفرائض والنوافل

- ‌مسلمو العصر ودخول أكثر من باب في الجنة

- ‌حكم مجالسة شباب صالحين غير معينين على ذكر الله

- ‌حكم قراءة الإمام من المصحف في الفرض

- ‌كتاب الفتح الرباني

- ‌حكم لعن الكفار عامة ولعن أحدهم خاصة

- ‌تعارف المتقين في الجنة وتزاورهم

الفصل: ‌السبيل إلى معرفة الحكم الشرعي في أمر لم يعرف حكمه

‌السبيل إلى معرفة الحكم الشرعي في أمر لم يعرف حكمه

‌السؤال

كثيراً ما يواجه المسلم في حياته مواقف وظروفاً لا يعلم الحكم الشرعي فيها، فماذا يعمل؟ وكيف يتصرف؟ هل يعمل ويتصرف مثلما يتصرف الناس وما اعتادوا عليه، ويقول مثلي مثل الناس؟

‌الجواب

نعم.

يمر الإنسان بظروف وبأزمنة وملابسات قد لا تطرأ على باله ولا يتهيء ولا يستعد لها، فما هو الحكم في هذه الحال والحل، قال السائل: هل يعمل بما يعمل به الناس أم ماذا يفعل؟ لا.

عليه في هذه الحال وفي هذه المسألة التي لا يعرف الحكم فيها أو الموقف أو الزمان أو ملابسة الحال أو القرينة، أو الظرف الذي يعيش فيه بثلاثة أمور:

الأول: أن يدعو الله عز وجل أن يوفقه وأن يلهمه رشده، وأن يكثر من ذكر الله عز وجل، فإن من يدعو الله عز وجل يوفقه سبحانه ويسدده، والدعاء كذلك بحفظ أوامر الله، فإنه إذا حفظ أوامر الله حفظه الله عز وجل وألهمه رشده ووفقه، ومن الدعاء المطلوب في هذا الجانب أن يقول كما علم صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب كما في الصحيح قل:{اللهم اهدني وسددني} وقال حسين بن معبد: {يا رسول الله! علمني دعاءً أدعو به، قال: قل: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي} .

يقول ابن تيمية رحمه الله: من أحسن ما يدعو به العبد الدعاء الصحيح كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: {اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؛ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم} فعليه بالدعاء.

الأمر الثاني: عليه بالتفقه في الدين وليخصص من وقته ولو كان موظفاً أو تاجراً أو في أي مهنة أن يخصص من وقته أو من يومه بعض الوقت للسماع أو قراءة بعض الكتب الإسلامية التي تعين على التفقه في الدين، أو سماع الأشرطة الإسلامية وهو أعظم ما يعين كذلك، أو مجالسة أهل العلم، أو سؤال طلبة العلم والدعاة عن هذا الحكم.

الأمر الثالث: أنه إذا أشكلت عليه مسألة أن ينظر إلى أهل الخير وأهل الاستقامة والذين يلتمس فيهم الخير فليسألهم، أو يفعل كما يفعلون فإنهم إن شاء الله على خير وبصيرة، وخاصة إذا كانوا كثيرين، ولا ينظر إلى عامة الناس، فإن الله يقول:{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:116] ويقول: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13] أي أن الكثير ضالون، فلا ينظر إلى فعل الناس، وكثير من الناس يستدل على الجرائم والمعاصي إذا لابسها واقتحمها، قال: ذاك فعل الناس، أما ترى كيف يفعلون؟ وهذا ضال مضل، وهذا سخيف عقل، نعوذ بالله من ذلك، وهذا ليس له رشد؛ لأنه لو كان راشداً لنظر إلى الصالحين ولو كانوا قلة، ونظر إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظر إلى الأفاضل من العلماء والأخيار، وما يتبع عامة الناس إلا جاهل مغرور بنفسه معجب برأيه، ونسأل الله أن يثبتنا وأن يثبت كل مسلم حتى نلقاه.

ص: 28