المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حياة وميلاد المؤمن بتقوى الله - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ٩٢

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌الأمر بتقوى الله

- ‌الأمر بتقوى الله

- ‌وصية الله للأولين والآخرين هي التقوى

- ‌حياة وميلاد المؤمن بتقوى الله

- ‌حياة الكافر وموته

- ‌تعريف الصحابة للتقوى

- ‌وقفات مع المتقين

- ‌وقفات مع عمر

- ‌مع سعد بن أبي وقاص

- ‌مع عبد الله بن عمرو الأنصاري

- ‌في ماذا تكون تقوى الله

- ‌التقوى تكون بالتحرز من عذاب الله

- ‌حفظ الجوارح طريق النجاة

- ‌من صفات المتقين

- ‌بذل المعروف من صفات الأتقياء

- ‌حفظ اللسان من صفات المتقين

- ‌طيب المطعم من صفات المتقين

- ‌استجابة الله لدعاء المتقين

- ‌وسائل تحصيل التقوى

- ‌مراقبة الله عز وجل

- ‌ذكر الله

- ‌تدبر كتاب الله

- ‌الدعاء يعين على تقوى الله

- ‌مجالسة الصالحين

- ‌الأسئلة

- ‌أسباب الوحشة مع الله وعدم الخشوع في الصلاة وعلاج ذلك

- ‌حكم الغناء وغيره من الآلات وعقاب المغني يوم القيامة

- ‌السبيل إلى معرفة الحكم الشرعي في أمر لم يعرف حكمه

- ‌التثاقل عن أداء الفرائض والنوافل

- ‌مسلمو العصر ودخول أكثر من باب في الجنة

- ‌حكم مجالسة شباب صالحين غير معينين على ذكر الله

- ‌حكم قراءة الإمام من المصحف في الفرض

- ‌كتاب الفتح الرباني

- ‌حكم لعن الكفار عامة ولعن أحدهم خاصة

- ‌تعارف المتقين في الجنة وتزاورهم

الفصل: ‌حياة وميلاد المؤمن بتقوى الله

‌حياة وميلاد المؤمن بتقوى الله

ومعنى الحياة: هي تقوى الله في القلوب.

كثير من الناس يظن أن معنى الحياة أن يأكل ويشرب، ويتمتع ويركب، ويسكن ويتكلم، وينام ويقوم، إنَّ حصر مفهوم الحياة في هذه الأمور يعني الحياة البهيمية -فالكافر وهو كافر يأكل ويشرب ويتمتع، ويركب ويسكن ويقوم وينام، لكنه كافر- لأن معنى الحياة أن تخرج من الضلالة إلى النور، ومن الغواية إلى الهداية، وأن تنقذ نفسك بتقوى الله من غضب الله، ولذلك يقول عز من قائل:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَات لَِيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:122] أومن كان ميتاً في شهوته، وفي ضلالته، وفي عمايته، وفي غوايته -يتبع كل ناعق- كمن أحياه الله بالإيمان وبلا إله إلا الله، وشرح صدره لهذا الدين، وجعل له الله سبحانه وتعالى نوراً وبَصَّره، وعلَّمه كيف يعيش ولماذا يعيش، وإلى أين يسير.

ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: " من اعتقد أنه سوف يهتدي بغير هدى الله الذي أنزل في كتابه، وأرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً" لأن المؤمن يعيش مرتين، أو يولد مرتين، والكافر يموت مرتين، فميلاد المؤمن يوم أتت به أمه يوم عرف الحياة، يوم نزل وأول ما وصل رأسه إلى الأرض، فأتى يبكي من ظلم الحياة ومن غوايتها ومما سوف يواجهه من مصاعب ومن مشاكل، ولذلك يذكر ابن كثير في ترجمة زكريا عليه السلام في البداية:

ولدتك أمك يابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سرورا

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

ولدتك أمك باكياً والناس حولك يضحكون سروراً لمجيئك، فأنقذ نفسك قبل أن تأتيك سكرات الموت وقبل أن يأتيك وعد الله واليوم الموعود وتشتد عليك السكرات، فأنقذ نفسك لتبتسم في تلك الساعة، ولذلك يقول الله عز وجل في هذه الساعة:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:27] ويقول عز من قائل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت:30 - 32] فالحياة كل الحياة أن تحيا بالقرآن وبالإيمان فهذه هي الحياة الثانية أو المولد الثاني.

ص: 4