المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تحديد النسل وقتل الأولاد في الجاهلية يشتركان في الباعث عليهما - دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم - جـ ٩٤

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌أمتي لا تنحرف [2]

- ‌استمراء كثير من المسلمين لدعوى تحديد النسل ورضاهم بها بعد إنكارهم لها

- ‌المنظم الحقيقي للنسل البشري

- ‌الاحتجاج بالخوف من قلة الأرزاق لتسويغ الدعوة إلى تحديد النسل

- ‌تحديد النسل وقتل الأولاد في الجاهلية يشتركان في الباعث عليهما

- ‌تحديد النسل لا يعتبر هو الحل لمشكلة الفقر بل يزيدها تفاقماً

- ‌آثار من الكتاب والسنة وسير الصالحين في الإيمان بالرزق

- ‌المنظم الحقيقي للنسل البشري هو الذي خلقه

- ‌التناسب الطردي بين زيادة السكان وزيادة مصادر الرزق

- ‌زيادة مصادر الرزق بتقدم الإنسان وتطوره

- ‌أوجه الخلاف بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد المادي

- ‌مبدأ التوازن والوفرة

- ‌الأسئلة

- ‌مفهوم الفرقة الناجية

- ‌الموقف الحق مما حدث في الجزائر

- ‌حكم اقتناء أو مشاهدة التلفاز بحجة الاقتصار على ما فيه خير ومنفعة

- ‌حكم تشغيل التلفاز بحجة طاعة للوالدين

- ‌حكم افتتاح المحافل والمناسبات بقراءة القرآن

- ‌عدم صحة حديث: (من صلى علي مائة مرة في ليلة الجمعة)

- ‌حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم من سبّ الإسلام

الفصل: ‌تحديد النسل وقتل الأولاد في الجاهلية يشتركان في الباعث عليهما

‌تحديد النسل وقتل الأولاد في الجاهلية يشتركان في الباعث عليهما

نعى الله عز وجل وشدد النكير على من يقتلون أولادهم خشية الإملاق، يقول عز وجل:{وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ} [الأنعام:137] أي: من التردّي والهلاك، {وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:137] وقال تبارك وتعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام:140]، قال بعض العلماء في تفسير قوله عز وجل:{وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ} [الأنعام:140]: إن الرزق يشمل الطعام والشراب، كما يشمل الذرية، فيقول في هذه الآية: الذين حرّموا على أنفسهم نعمة التناسل وإنجاب الذرية، ويقول عز وجل:{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير:8 - 9]، وقال عز وجل:{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء:31] وقال أيضاً: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام:151].

قد يقول بعض الناس: إن تحديد النسل ليس قتلاً للنسل.

فنقول: لكنه يتفق مع القتل في الباعث عليه، والذي أنكره الله على هؤلاء المشركين في الجاهلية هو أنهم كانوا يقتلون أولادهم خشية الإملاق، وهذا واضح، فاتّحد الباعث عند هؤلاء وعند أولئك، قال عليه الصلاة والسلام حينما ذكر بعض الكبائر:(وأن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) فالعلة هنا: خشية أن يجلس معه ابنه على المائدة ويشاركه في الطعام!

ص: 5