الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التكامل بين الوسائل التربوية
والتكامل والتوازن يعني رابعاً: التكامل بين الوسائل التربوية من خلال التوجيه المعرفي والعملي والتطبيق والقدوة والترغيب والترهيب والقصة، والتوجيه المباشر والتوجيه غير المباشر.
إننا وللأسف في مجالات كثيرة لا نحسن إلا أسلوباً واحداً، أسلوب التوجيه المباشر، أسلوب الأمر والنهي، أسلوب الترهيب والوعيد والعقوبة.
فمثلاً: من هو الأب الذي يكافئ ابنه ويثني عليه حين يحسن؟ والأستاذ الذي يكافئ تلميذه حين يبدو منه موقف يستحق المكافأة والثناء، وحين نستخدم العقوبة فإننا ينبغي أن نستخدم الثناء بالقدر نفسه، وحين نستخدم الترهيب فإننا ينبغي أن نستخدم الترغيب بالقدر نفسه، وحين نستخدم التوجيه المباشر فإننا ينبغي أيضاً أن نستخدم التوجيه غير المباشر بالقدر نفسه.
إننا -أيها الإخوة- نفتقر كثيراً في مؤسساتنا التربوية، في المدرسة والمنزل، بل ربما أحياناً في الدرس التربوي والحلقة التربوية في المسجد، نفتقر إلى التكامل بين الوسائل والأساليب التربوية، فلا نكاد نجيد إلا أساليب محدودة ربما تصب في قالب واحد، ولا شك أن هذا ينتج لنا تربية نشازاً، وحين نقرأ القرآن الكريم نجد أن القرآن ينوع بين الترغيب والترهيب والقصة والموعظة، وبين الثناء والعتاب على الخطأ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم نراها كذلك، فهو صلى الله عليه وسلم تارة يثني على أحد أصحابه وتارة يعاتبه وتارة يغضب عليه، وتارة يوجه صلى الله عليه وسلم توجيهاً مباشر وتارة يوجه توجيهاً غير مباشر، وهكذا نرى في هديه صلى الله عليه وسلم التكامل بين الأساليب والوسائل التربوية، وأي منهج يريد أن يقتفي سنته وهديه لابد أن يأخذ على عاتقه التكامل والتوازن في استخدام هذه الوسائل التربوية.