المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الورع الواجب والورع المستحب - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٤٩

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌الورع يا رجال الصحوة

- ‌خير الدين الورع

- ‌معنى الورع

- ‌الورع عند السلف الصالح

- ‌قواعد وضوابط في الورع

- ‌الورع منه واجب ومنه مستحب

- ‌ما لا ريب في حله ليس فيه ورع

- ‌لا ورع عند وجود المعارض الراجح

- ‌الورع في الفعل

- ‌الورع يحتاج إلى الدليل

- ‌لا ورع إلا بإخلاص

- ‌التدقيق في الورع للخاصة

- ‌نماذج من ورع السلف

- ‌الصحوة والورع

- ‌الورع في الجانب الشخصي

- ‌تربية الناشئة على الورع

- ‌الورع في ترك السكوت عن المنكرات والدعوة إلى الله

- ‌تورع الداعية عن القول بغير علم

- ‌أمور يخل بها كثير من الدعاة

- ‌الأسئلة

- ‌البدء بالورع الواجب

- ‌حكم إجابة دعوة الوليمة المشتملة على منكر ومصلحة

- ‌التأثر بسير السلف والعجز عن التأسي بهم

- ‌الفرق بين الورع والغلو

- ‌العلاقة بين الورع والزهد

- ‌دقائق الورع التي ينهى المقصرون عنها

- ‌التورع عن فعل الخير

- ‌الورع الواجب والورع المستحب

- ‌حكم ترك المسئولية خوفاً من المساءلة يوم القيامة

- ‌ترك العمل خشية الرياء

- ‌حكم الإنكار على الورع وتسميته تنطعاً

- ‌اعتزال الساحة الدعوية لما فيها من خلاف

الفصل: ‌الورع الواجب والورع المستحب

‌الورع الواجب والورع المستحب

‌السؤال

أرجو إعادة ذكر الورع الواجب والورع المستحب وأمثله لكل واحد منهم، وجزاكم الله خيراً.

‌الجواب

الورع الواجب هو في ترك الحرام، مثل ترك النظر الحرام، وترك الذهاب إلى مكان يعرف أنه إذا ذهب إليه فإن فيه تبرجاً وسفوراً، فسيرى صوراً فاتنة ومواقف فاتنة وهو لا يملك نفسه، فهذا يجب عليه ألا يذهب، وهذا ورع واجب.

وكذلك في فعل الواجبات الشرعية، مثل إنسان أمرته والدته بأمر وهو مشغول أو متعب، فيرى أنه من الورع أن يفعل هذا الأمر الذي أمر به، وألا يخل به لأن هذا واجب.

والورع المستحب في ترك المكروهات، والأمور المشتبهة كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وهي مشتبهة بالنسبة للناس، وإلا فالشرع كله واضح، لكن بالنسبة للإنسان قد يشك: هل هي حرام أم حلال، وأضرب لذلك مثالاً: من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء مسألة الأنفحة في الجبن، فإن من المواد التي يصنع منها الجبن الأنفحة، وأنفحة الميتة هل هي نجسة أم طاهرة؟ هذه محل خلاف.

فحين يتورع الإنسان عن هذا الأمر فهو من الورع المستحب، وخاصة قضية المطعم والمشرب فكل ما تورع فيه الإنسان فهو خير، لأن المطعم له أثر في إجابة الدعوة، لكن لو أن إنساناً استقر عنده أن هذه ظاهرة، وأنها لا تتأثر ولا تنجس بالموت، فقد اتضحت عنده الحقيقة، لكن هي شبهة بالنسبة لغيره.

ونقول مثل ذلك في معاملاته، فهذه المعاملة قد تكون عندك واضحة أنها مباحة، لكن عند فلان من الناس شبهة، فلهذا قضية الشبهات قضية نسبية بالنسبة للناس، يعني أنه قد يشتبه الأمر على أحد الناس دون غيره، أما في الجملة فلا بد أن يكون الحق قد قال به أحد الناس:(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين).

ص: 28