المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الإنكار على الورع وتسميته تنطعا - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٤٩

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌الورع يا رجال الصحوة

- ‌خير الدين الورع

- ‌معنى الورع

- ‌الورع عند السلف الصالح

- ‌قواعد وضوابط في الورع

- ‌الورع منه واجب ومنه مستحب

- ‌ما لا ريب في حله ليس فيه ورع

- ‌لا ورع عند وجود المعارض الراجح

- ‌الورع في الفعل

- ‌الورع يحتاج إلى الدليل

- ‌لا ورع إلا بإخلاص

- ‌التدقيق في الورع للخاصة

- ‌نماذج من ورع السلف

- ‌الصحوة والورع

- ‌الورع في الجانب الشخصي

- ‌تربية الناشئة على الورع

- ‌الورع في ترك السكوت عن المنكرات والدعوة إلى الله

- ‌تورع الداعية عن القول بغير علم

- ‌أمور يخل بها كثير من الدعاة

- ‌الأسئلة

- ‌البدء بالورع الواجب

- ‌حكم إجابة دعوة الوليمة المشتملة على منكر ومصلحة

- ‌التأثر بسير السلف والعجز عن التأسي بهم

- ‌الفرق بين الورع والغلو

- ‌العلاقة بين الورع والزهد

- ‌دقائق الورع التي ينهى المقصرون عنها

- ‌التورع عن فعل الخير

- ‌الورع الواجب والورع المستحب

- ‌حكم ترك المسئولية خوفاً من المساءلة يوم القيامة

- ‌ترك العمل خشية الرياء

- ‌حكم الإنكار على الورع وتسميته تنطعاً

- ‌اعتزال الساحة الدعوية لما فيها من خلاف

الفصل: ‌حكم الإنكار على الورع وتسميته تنطعا

‌حكم الإنكار على الورع وتسميته تنطعاً

‌السؤال

نظراً لاختلاف المقاييس بين جيلنا والسلف فإنه ينكر على الشاب كثيراً عندما يريد أن يتورع، ويكون هذا الإنكار من الشباب الملتزمين على أنه تنطع، فما رأي فضيلتكم؟

‌الجواب

أحياناً يقال لمن حافظ على صلاة الفجر: إنه متنطع ومتفرغ، الذي يطالب بتغطية وجه المرأة يقال له أيضاً هذا تنطع.

وهذه مقاييس واسعة، لكن ميزان كل إنسان يكون على حسب دينه وتقواه وورعه، وهو يحس أنه في الوسط، وحس أن الذي أتقى منه غلاة ومتشددون ومتورعون، وكثيراً ما نسمع هذا الكلام.

وللأسف أن بعض الصالحين الأخيار عندما يرى إنساناً يتورع عن شيء يقول هذا متشدد، ونحن نقول: على الأقل المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، وهو قد اختار هذا القول.

وكم سمعت من كثير من الشباب من يحكم على شخص بأنه متشدد، وهو اتبع مسألة فيها خلاف معتبر، فما دامت المسألة فيها خلاف ورأي معتبر، وهذا اتبع رأياً من آراء: هل العلم، وعنده دليل الكتاب والسنة، فيجب ألا تصفه بذلك، بل هو احتياطاً يا أخي تورع.

وأما متى يكون الإنسان متشدداً، فذلك حينما يتورع عن حلال ليس فيه شبهة أصلاً، بل هو حلال واضح.

حينها يكون الإنسان متشدداً فعلاً وغير متورع.

أما حين يتورع عن أمر فيه إشكال وفيه شبهة فلا.

ثم أيضاً هناك فرق بين السلوك الشخصي وبين التحريم والتحليل وإفتاء الناس، فأنا قد أتورع عن طعام في شبهة فأتركه؛ لكنني لا أعتقد تحريمه، ولا أنهى الناس عنه، لكن أتركه تورعاً مثلما ترك النبي صلى الله عليه وسلم التمرة التي رآها وخشي أن تكون تمر الصدقة، مع أنه صلى الله عليه وسلم لا يعتقد أن هذه محرمة، ولم ينه من تحرم عليه الصدقة أن يأكل من مثل هذا التمر الذي يجده، بل هو حلال له لا شك فيه.

ص: 31