المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى آية: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو) - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٥٥

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌علم لا ينفع

- ‌فضل العلم والتعلم

- ‌العلم الذي لا ينفع

- ‌أصناف العلم الذي لا ينفع

- ‌العلم الخالي عن الإخلاص لله

- ‌العلم الذي لا يعمل به الإنسان

- ‌العلم الذي لا يظهر أثره على صاحبه

- ‌العلوم التي لا تنفع في أصلها

- ‌استخدام العلم للصد عن حدود الله

- ‌كتم العلم

- ‌الأسئلة

- ‌استخدام الآخرين للعلم النافع استخداماً سيئاً

- ‌مجالسة أصحاب الشر

- ‌الامتناع عن الخطابة خوف الخطأ

- ‌معنى آية: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو)

- ‌معاودة الغيبة والعلم النافع

- ‌السؤال عن الأمور التي لا تقع

- ‌دراسة المواد العلمية كالرياضيات هل هي من العلم النافع

- ‌المخلص لا يحب المدح

- ‌أثر المعاصي على الطلب والتحصيل

- ‌الحلف بالطلاق

- ‌لا يعذر بالجهل من يقدر على التعلم

- ‌عدم التبكير لصلاة الفجر خوف الحسد

- ‌العلم الذي لا ينفع لا يورث الخشية

- ‌تعلم العلم بنية الفساد

- ‌الدراسة النظامية وتأثيرها على الإخلاص

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌إماطة الخبز ونحوه عن الطريق

- ‌ما يبدأ به من العلم

- ‌معنى الفقه في الدين

- ‌الدعاء على أعداء الدين بالموت

- ‌الذنوب تمنع العلم

الفصل: ‌معنى آية: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو)

‌معنى آية: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو)

‌السؤال

ما معنى {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67]؟

‌الجواب

هذا فيه إخبار من الله تبارك وتعالى عن حال أهل الصداقة والخلة يوم القيامة، وهذه الآية جاءت في سورة الزخرف، فقوله تبارك وتعالى:{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف:36 - 38] وهذه في نفس السورة التي ذكر الله عز وجل فيها هذه الآية الأولى.

فالذي أعرض عن ذكر الله تبارك وتعالى يقيض الله له شيطاناً فهو له قرين، والشيطان قد يكون من شياطين الإنس أو الجن، {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} [الزخرف:38] أي: ليتك كنت في المشرق وأنا في المغرب حتى لم نلتق ولم نصل إلى هذه المدينة.

والطائفة الأخرى هم الذين حكى الله عز وجل عنهم بأنهم {بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67] فهذا حال أولئك، وهذا حال هؤلاء، وحال هؤلاء يتمنى أحدهم أن يكون بينه وبين صاحبه بعد المشرقين، ويتبرأ لله عز وجل منه يقول:{لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا} [الفرقان:28 - 29].

بل يقولون لله تبارك وتعالى: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [الأعراف:38] يسألون الله أن يزيد أصحابهم من العذاب، وأن يضاعف عليهم العذاب لأنهم كانوا سبباً في إضلالهم.

أما هؤلاء فلهم شأن آخر، حتى حين يدخلون الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(والله ما أحد أشد مبالغة منهم حين يسألون الله فيقولون: يا رب إخواننا كانوا يصلون معنا ويقومون معنا، فيقول الله عز وجل لهم: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم من النار وقد حرم الله عز وجل صورهم على النار؛ لأنهم يسجدون لله تبارك وتعالى، فيخرجون من النار ثم يدخلونهم الجنة) يعني حتى الذين كانوا يصلون معهم ويقومون معهم من أهل المعاصي، بعد أن دخل هؤلاء الجنة وأرضاهم الله تبارك وتعالى، لم ينسوا أولئك وصاروا يطالبون الله تبارك وتعالى أن يخلّص إخوانهم من النار، أما أولئك فيقولون:{رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ} [الأعراف:38] عافانا الله وإياكم.

ص: 15