المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العلم الذي لا يعمل به الإنسان - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٥٥

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌علم لا ينفع

- ‌فضل العلم والتعلم

- ‌العلم الذي لا ينفع

- ‌أصناف العلم الذي لا ينفع

- ‌العلم الخالي عن الإخلاص لله

- ‌العلم الذي لا يعمل به الإنسان

- ‌العلم الذي لا يظهر أثره على صاحبه

- ‌العلوم التي لا تنفع في أصلها

- ‌استخدام العلم للصد عن حدود الله

- ‌كتم العلم

- ‌الأسئلة

- ‌استخدام الآخرين للعلم النافع استخداماً سيئاً

- ‌مجالسة أصحاب الشر

- ‌الامتناع عن الخطابة خوف الخطأ

- ‌معنى آية: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو)

- ‌معاودة الغيبة والعلم النافع

- ‌السؤال عن الأمور التي لا تقع

- ‌دراسة المواد العلمية كالرياضيات هل هي من العلم النافع

- ‌المخلص لا يحب المدح

- ‌أثر المعاصي على الطلب والتحصيل

- ‌الحلف بالطلاق

- ‌لا يعذر بالجهل من يقدر على التعلم

- ‌عدم التبكير لصلاة الفجر خوف الحسد

- ‌العلم الذي لا ينفع لا يورث الخشية

- ‌تعلم العلم بنية الفساد

- ‌الدراسة النظامية وتأثيرها على الإخلاص

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌إماطة الخبز ونحوه عن الطريق

- ‌ما يبدأ به من العلم

- ‌معنى الفقه في الدين

- ‌الدعاء على أعداء الدين بالموت

- ‌الذنوب تمنع العلم

الفصل: ‌العلم الذي لا يعمل به الإنسان

‌العلم الذي لا يعمل به الإنسان

النوع الثاني من العلم الذي لا ينفع: الذي لا يعمل به الإنسان: وليس المقصود العلماء ولا حتى طلاب العلم فحسب، بل المقصود به أي مسلم يعلم علماً لا يعمل به فإن هذا العلم لا ينفعه، فمن علم مثلاً أن شرب الخمر حرام ولم ينته ولم يرتدع عن ذلك فهو لم ينتفع بعلمه، من علم أن الكذب حرام، وأن الغيبة حرام، وإسبال الثياب، وأن إيذاء المسلمين إلى آخره، فمن لم يعمل بهذه الأمور فهو داخل تحت من لم يعمل بعلمه.

إذاً: قضية العمل بالعلم ليس أمراً خاصاً بالعلماء، وليس أمراً خاصاً بطلاب العلم، بل كل من علم علماً في دين الله عز وجل ولم يعمل به فهو داخل تحت هذه الدائرة.

ولهذا قال أحد السلف: والعلم ليس بنافع أربابه ما لم يفد عملاً وحسن تبصر سيان عندي علم من لم ينتفع في علمه وصلاة من لم يطهر يقول: إنه يستوي عندي من تعلم العلم فلم يعمل به، ومن صلى صلاة بغير طهارة؛ ولهذا جاء الوعيد في كتاب الله عز وجل لأولئك الذين لا يعملون بما يتعلمون:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف:2 - 4] فالعبرة والجزاء إنما هو بالعمل الذي يقوم به صاحبه.

وقد اختلف أهل التأويل في هذه الآية، هل نزلت في أولئك الذين يقولون: وددنا لو علمنا أفضل الأعمال فنعمله، أو في أولئك الذين يقولون فعلنا ولم يفعلوا؟ المقصود أن هذه الآية جاء فيها الدعوة إلى العمل، وأن المخالفة بين القول والعمل مما يوجب المقت، ثم أتبعها الله تبارك وتعالى بقوله:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف:4] فهو تبارك وتعالى يحب العاملين بما علموا.

ص: 6