المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الولاء على أساس الحق وحده - دروس الشيخ محمد الدويش - جـ ٥٨

[محمد الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله

- ‌أهمية الحديث عن منهج الأنبياء

- ‌كثرة الحديث عن مناهج التغيير

- ‌العصمة

- ‌أمر الله بالاقتداء بهدي الأنبياء

- ‌الأنبياء هم أمة النجاح والإنجاز البشري

- ‌التوحيد

- ‌المقصد الأعلى تعبيد الناس لله

- ‌لا أسألكم عليه أجراً

- ‌الأمة الواحدة

- ‌دعوة الناس باللسان التي يفهمون

- ‌ما من نبي إلا ورعى الغنم

- ‌المواجهة الصريحة للانحراف

- ‌الاهتمام بقضايا العصر

- ‌الولاء على أساس الحق وحده

- ‌الاستعانة بالله واللجوء إليه

- ‌قضية النصر وحقيقته

- ‌الأسئلة

- ‌علاج الفتور الدعوي عند الدعاة

- ‌منهج الأنبياء في الدعوة توقيفي ووسائله اجتهادية

- ‌الصبر على البلاء في الدعوة

- ‌عصمة الرسل

- ‌حكم السكوت عن الشرك

- ‌البدء في الدعوة بما يحتاجه المدعوين

- ‌حلاوة الإيمان

- ‌أسباب تعين على قيام الليل

- ‌أحسن كتب السير

- ‌نصيحة لمن يتأثر من النقد

- ‌معنى النصيحة في الدين

- ‌الدعوة والعوائق التي تعترضها

- ‌الدعوة إلى الله من غير حب مع المجتمع

الفصل: ‌الولاء على أساس الحق وحده

‌الولاء على أساس الحق وحده

المعلم التاسع من معالم منهج الأنبياء: الولاء على أساس الحق وحده، لقد ضرب الله عز وجل لنا في القرآن مثلاً:{اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم:10] ونوح حين وعده الله عز وجل أن ينجيه وأهله، وكان ابنه يرى أنه من أهله وكان في معزل ناداه نوح:{يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} [هود:42 - 43] حين دعا نوح ربه قال الله عز وجل له: {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود:46].

وإبراهيم حين شاقه أبوه وعانده قال له ولقومه: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4].

إنها قضية الولاء والبراء فهي تلك التي يقولها صلى الله عليه وسلم: (إن آل بني فلان ليسوا بأولياء إن أوليائي إلا المتقون)، فقضية الولاء والبراء قضية من أسس قضايا العقيدة لا يجوز الإخلال بها والمساومة عليها وخدشها، فهي قضية من قضايا الأمة الواحدة مما اتفق عليها الأنبياء إلى قيام الساعة؛ ولهذا توعد الله أولئك فقال:{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء:138 - 139].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة:51 - 52].

فمن يسير على منهج الأنبياء ينبغي أن يكون ولاؤه على أساس الإيمان وعلى أساس كلمة التوحيد وحدها لا غير.

ص: 15